27-08-09, 12:39 PM | #1 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
***رمضانيات***
***أطوَّف حول بعض معاني الصيام***
1 - هل نحن صائمون على الحقيقة؟! باسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ثم أما بعد: قسّم العلماء العبادة إلى :1-عبادة بالفعل ----مثل الصلاة /الحج / الزكاة... 2-عبادة بالترك ----مثل:الصيام /تجنب الغيبة /تجنب النميمة ... *** فالصوم عبادة قائمة بالأصالة على الترك ،ففي الصيام نترك شيئين :- 1-ترك بعض الحلال من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس:الطعام /الشراب/الشهوة. [وهو ما يطلق عليه علماء الفقه الإمساك عن المفطِّرات الحسية ] فتترك -صياما- ما أحله الله بأمر من الله ، بتوقيت حدده الله امتثالا-----تعبدا لله وحده. 2- التشديد والتأكيد على ترك كل ما هو حرام أو مكروه من الفجر إلى المغرب :الغيبة /الزور قولا وعملا/الصخب /الغضب /الرّفث /السّب/اللغو...[وهو ما يطلِق عليه العلماء المفطِّرات المعنوية] وهذه الأمور السيئة وإن كان المسلم مأمورا بالابتعاد عنها ، واجتنابها في كل الأيام ، فإن النهي أشد أثناء تأدية الصيام . -وهذه لطيفة نبّه عليها كثير من أهل العلم :إذ أشاروا إلى أن الصيام عبادة بترك المباحات الحلال بتوقيت محدود شرعا ،وكذا التأكِيد على ترك المحرمات والمكروهات من باب أولى- في هذا التوقيت بالذات -؛ولذا لم نجد نصوصا شرعية تنهى الصائم عن السرقة مثلا ،وإن وردت نصوص شرعية نصّت على بعض هذه الأشياء ؛ فإنما ذلك لتأكِّد على تركها ،والصوم عنها؛ سيما أنها لا تنفك غالبا عن أخلاق الناس ،فوجب التنبيه علي اجتنابها لأنها قد تفسد العبادة علينا، أو على أقل تقدير تنقص من أجر الصائم كثيرا. الخلاصة : إن الصائم على الحقيقة هو : الذي صامت جوارحه عن الآثام ،ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور والرفث، بالإضافة إلى صومه عن المفطِّرات الحسِّية من طعام وشراب وشهوة ،فكما أن الطعام والشراب يفسد الصوم ،فكذا الآثام تقطع ثوابه ،وتفسد ثمرته فتسيره بمنزلة من لم يصم. -لذا وصف الصوم بأنه (جُنَّة) أي:وقاية------ولأنه وقاية من المعصية كانت الغاية المرادة منه هي تحقيق التقوىإذا قال تعالى :((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))البقرة:(183). ***و لنطوِّف حول بعض معانى المفطِّرات المعنوية : 1-قول الزور---- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله -عز وجل- حاجة أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخاري/ج4/99 ما هو الزور؟:قال ابن الأثير في :(النهاية في غريب الحديث والأثر)[الزور:الكذب ،والباطل ،والتُّهمة] انتهى /ص404 2-اللغو والرفث:---قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(ليس الصيام من الأكل والشراب ،إنما الصيام من اللغو والرفث ،فإن سابَّك أحد أو جهل عليك فقل:إني صائم ، إني صائم.) صحيح ابن خزيمة /رقم:1996 *ما هو اللغو؟:قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث والأثر)[..يقال لغا الإنسان يلغو ،ولغَى يلغَى ،ولَغِيَ يلْغَى،إذا تكلم بالمطروح من القول،وما لا يعْني ،وألغى إذا أسقط]انتهى/ص:838. *ما هو الرفث؟:قال سيد سابق في حاشية فقه السنة /ج1/ص499/تحت عنوان :(الصيام--فضله):[الرفث :أي الفحش في القول.]انتهى.هكذا أطلق. وإن كان بعض العلماء خص الرفث : (( بأنه كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة .))كما قاله الزهري وأورده عنه صاحب النهاية /ص:366 3- السب والصخب ---قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: [قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه . ] صحيح البخاري / رقم: 1904 . *ما هو الصخب؟ قال سيد سابق في حاشية فقه السنة /ج1/ص499/تحت عنوان :(الصيام--فضله):[الصخب: الصياح ،فلا يصخب :أي لا يصيح.]انتهى بتصرف. *ما هو السَّبُّ ؟قال ابن الأثير في النهاية ص:412:[السَّب :الشتم ،يقال سبه يسبه سَبا وسِبابا..]انتهى.ِ _عندمانظرت إلى هذه المعاني وجل قلبي كل الوجل لأنني لا محالة واقعة في بعضها غير تاركة لها حال فطري بله حال صومي وهنا يّرد السؤال :هل أنا صائمة على الحقيقة؟! أم أن هذا توهُّم مني ؟!حيث ألفتني وإن تمكنتُ- بحول من الله وقوة -من الإمساك عن المفطِّرات الحسية إلا إنني لم أتمكن- بل لم أنتبه أصلا إلى أنني غير تاركة لبعض تلكم المفطِّرات المعنوية ،والتي لا تتم حقيقة الصيام إلا بتركها . -وحتى لا أُتهم من قِبل أحدكم بالمبالغة أدلل على قولي- حيث إن على المدَّعي البينة- بما يلي : 1-الشتم(السّب) :وجدتني لا أتركه حال صومي بله فطري ؛حيث إن لساني لا يفتأ يتهم أحد الأبناء الأعزاء-هداهم الله-بالغباء وعدم الفهم كذا لا مانع من نعته بالغفلة . 2-الصخب(الصياح): هنا لم أتمالك نفسي من الابتسام غيظا ؛حيث إن الصياح لا ينفك عن ملازمة توجيهاتي -المباركة-للأبناء الأعزاء ،كذا انتهاري الدائم لهم لا يكون إلا بالصخب وأتعذّر لنفسي -مبررة شنيع فعلي- بأنهم -ومع شديد الأسف-لا يمتثلون- كما ينبغي- إلا بلجئي إلى تلك الطريقة التي أدمنتها. ولله الأمر من قبل ومن بعد . 3-اللغو(المطروح من القول):وهنا تأملت ما أنطق به حال صيامي فوجدت غالبه لغوا-ولا حول ولا قوة إلا بالله- فالغو هو الحديث الذي لا طائل من ورائه ولا غاية محمودة مثلا:السؤال عن سعر شيء فضولا وليس في النية شراؤه/كذا هل قابلت فلانا يا بني -من باب العلم بالشيء ليس إلا-/وصف سوء الحالة الجوية ،والحديث عن غلو الأسعار/أو وصف كم أنا متعبة لغير ما سبب على الحقيقة/السؤال عن كيفية صنع صنف معين من الطعام من باب العلم بالشيء ليس إلا-/السؤال عن حضور أو غياب شخصية ما عن مأدبة الإفطار العائلي فضولا وليس صلة أرحام............................................. .................................. ***مهلا لحظة:حضرني حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم:[فرض رسول الله صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، طعمة للمساكين ، فمن أداها قبل الصلاة ؛ فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة ؛ فهي صدقة من الصدقة ] صحح الألباني في : صحيح الترغيب /رقم: 1085 . * صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث:والسؤال ما الشيء الذي يحتاج إلى تطهير؟؟ولا تعليق! 4-كذا الجدال (المراء)وسوء الظن مهلا:(أحيانا فقط وليس دائما لأني بلا شك أتقي الله) والله المستعان. *** هل توصلتُ إلى إقناعكم أنني لست صائمة على الحقيقة ؛وبالتالي حق لمثلي الخشية من الوقوع تحت طائلة الوعيد المذكور في حديث رسولنا الكريم - صلاة الله وسلامه عليه- :(ربَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)صحيح ابن ماجة/ج1/رقم 539. -وأنكى أن أحرم-عياذا بالله- من الوعد والمغفرة الموعودة لمن صام رمضان-على الحقيقة- في قوله - صلى الله عليه وسلم-:[من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ..] صحيح البخاري/ج 3 /رقم: 2014. **فما السبيل وكيف الفرار؟!: *كلما جاء رمضان حدثتُ نفسي معاهدة لها: أن أصوم عن هذه المفطَّرات المعنوية من الفجر حتى المغرب فقط-أبسّط لها قصر المدة- ،ممنية النفس بأنه ربما بمثل هذه الدُّربة والمرنة-على طول أيام الشهر- قد أصل لاكتساب حسن الخلق ، فيصبح تجنب مثل تلك الشنائع سمتا وسجية ملازمة لشخصي ،وأحاول جاهدة الوفاء بهذا العهد الذي لم يكن و لن يكون سهلا إلا لمن يسره الله له ،وأتوجه بالدعاء لرب كريم جواد رحيم قائلة:[اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، إنك تجعل الحزْن إذا شئت سهلا]اللهم تقبل دعائي ولا تجعلني من المحرومين (واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدينا لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيء الأخلاق لا يصرف عنا سيئها إلا أنت). |
27-08-09, 12:44 PM | #2 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 2- هل استوقفتنا هذه المعاني في أول ليالي شهر رمضان: ******************************************* 1-(صيام رمضان إيمانا واحتسابا ) حتى :(يغفر لنا ما تقدم من ذنب) -علينا صيام رمضان -كما فصَّلنا صيام عن المفطِّرات المادية والمعنوية- إيمانا بأنه ركن من أركان الإسلام الخمسة ،-قربة إلى الله بالفريضة :(ما تقرب إليّ عبدي بشىء أحب إلي مما افترضته عليه...) -واحتسابا:أي طالبين الأجر من الله..(تحقيق الإخلاص) 2-(رمضان إلي رمضان كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر) هل استحضرنا معنى الكبائر .؟ 3-(الصيام والقرآن يشفعان للعبد) -إذا كانا-الصيام والقرآن- كما ينبغي على وِفْق الهدي. -أن يتقبلهما الله عز وجل -القرآن المعني هو :قرآن قيام الليل والدليل :(منعته النوم باليل،فشفعني فيه) 4-(قيام رمضان إيمانا و احتسابا) -*إيمانا بأنه :1-سنة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- 2-قربة إلى الله بالنافلة....(وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) -*احتسابا:طالبين بفعله الأجر والمثوبة من الله.(تحقيق الإخلاص) 5-(فيه تصفد الشياطين ،وتفتح أبواب الجنة ،يا باغي الخير أقبل،وتغلق أبواب الجحيم ،يا باغي الشر أقصر) -من رحمة الله بنا أنه يمهد لنا طريق المغفرة ويوطئ لنا سبل الطاعة -بحول منه وقوة -لمحبته :نفعنا، والمغفرة لنا : -صفّد لنا مردة الشياطين فخفت الأبدان وأقبلت على الطاعات ،وأقبلت القلوب على كل مرغوب محبوب لله تعالى وزهدت في كل معصية ؛مع فتح أبواب الجنة (لكثرة الطاعات)وغلق أبواب الجحيم (لقلة المعاصي) وهذا مقيد بمن صام رمضان على الحقيقة. **هل حرصنا على التزام أهم الأدعية وأكثرها مناسبة في بداية هذا الشهر الفضيل: ((اللهم ارزقناو أعنّا -بحول منك وقوة-على صيام وقيام رمضان إيمانا واحتسابا فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا بك)) |
27-08-09, 12:49 PM | #3 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
3- هل نستحضر هذه المعاني حال سحورنا ****************************** 1-أن في السحور بركة ،ولو كان جرعة ماء. 2-أنك بسحورك تستن برسولك صلوات ربي وسلامه عليه. 3-أنك تتقوى على الطاعات ،والقيام على الرعية. 4-أنك بقيامك للسحور حتى على جرعة الماء تخالف اليهود والنصارى حيث يصومون بلا سحور. 5-أنك حال سحورك يصلي عليك الله وملائكته ،فيكون سحورك سببا لرحمات تنزل عليك. **وجب علينا أن نطوِّف حول صلاة الله وملائكته على المتسحر: والسؤال هو : ما العبادة العظيمة التي يفعلها المتسحر حتى يستحق بها مثل هذا الجراء العظيم ؟ حيث إن الأجر العظيم لا ينفك في ذهن كل منا عن عمل جليل ! فما هي ياترى العبادة (الأمر التكليفي) الذي يقوم به المتسحر؟ لما تأملت وجدت :- - إن المتسحر يقوم من نومه ليطعم وهذا استمتاع وليس تكليفا بعمل، فمن يظن أن الأكل تكليف؟ -مهلا لحظة :- يطعم من ماذا؟ يطعم من رزق الله الذي أنعم الله به عليه من غير حول منه ولا قوة. *إذن المتسحر يطعم من رزق الله مستمتعا بنعمه------فيستحق بذا صلاة الله وملائكته عليه ،مع بركة . ما هذا المعنى العجيب ! -مهلا لحظة :- هل يجب أن يتصف هذا المتسحر بصفات تجعله يستحق هذا الأجر الجليل؟ * مثل أن يكون ممن قام الليل قياما طويلا ،أو قليلا وأحسن في ذلك ، أو يكون متصدقا بمال وفير قبل سحوره، أو...... لا لم يشترط الشارع الحكيم على المتسحر أي عمل برّ يلتزمه حتى ينال هذا الأجر السامي. إذن عدنا للمعنى الأول : يطعم مستمتعا برزق الله---- فيبارك له + ينال صلاة الله وملائكته. **فإن قال قائل :ينال ذلك لامتثاله أمر الله بالسحور -قلنا لا نختلف معك على ذلك ولكنه امتثال لأمر أو أداء لتكليف شرعي أقرب للمتعة والتنعم منه إلي الامتثال بالأمر ، أوأداء لتكليف شرعي. -ثم إن هذا الأجر ليس مشروطا بمن استحضر نية الامتثال الشرعي حال سحوره ،وإلا فكل العامة حُرموا هذا الأجر وهذا مما لا دليل عليه ولا برهان، فكل من تسحر عالما بهذا الأجر وطالبا لهذه البركة، أو جاهلا بهما ينالهما ،ويفْضُل العالم بهما الطالب لهما الجاهل بأجر استحضار هذه النويا ليس إلا. ***فقد يعطي الله الشكور الكثير من الأجر على أعمال أحب لأنفسنا من سواها -لاستمتاعنا بها-بل ويرزقنا ما نتنعم به في أدائها ، و أمثال هذه الأعمال في الشرع كثير نذكر منها : -(احتساب النومة ) مقيدة بنية التقوي على الطاعة ،وإلا فهي عادة. -(في بضع أحدكم صدقة) غير مقيدة بنية على قول بعض أهل العلم . -(السحور) عبادة ظاهرها التكليف ولكنها متعة بنعم و لها بركة. *-فيامن رغب عن السحور ولو بجرعة ماء :- -رغبتَ عن السنة ، -وحرمت البركة ، -ولم تحظَ بصلاة الله وملائكته ؛فما أخسرك ،ما أخسرك ،ما أخسرك. **ألا يحق لنا أن نصدّق على قول الشاعر بلسان الحال والقال:- ومما زادني فخرا وتيها ****** وكدت بأخمصي أطأ الثريا. دخولي تحت قولك يا عبادي ***** وأن سيرت أحمد لي نبيا. *الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة. |
27-08-09, 12:53 PM | #4 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
4- انتبه يا من أردتَ كما الاتباع -إذا أردتَ كمال الاتباع وحُسن التسنن برسول الله-صلى الله عليه وسلم-فعليك بتحري الفطر على الترتيب التالي ليس إلا: 1-رطبات----------فإن لم تجد ، 2-فتمرات---------فإن لم تجد ، 3-فحسيات من ماء. - إذن لا شيء إلا بعد البدء بما بدء به رسولنا الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى ترتيب فعله. انتقِ من تدعوه للإفطار عندك !! -قال رسول الله -صلى الله عيه وسلم-:[ من فطَّر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا ] صححه الألباني في :صحيح الترمذي/رقم : 807 * فلنحرص أن نفطِّّر الاتقياء أو من نظن فيهم الصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلا لمــــاذا؟ 1-حتى نأخذ مثل أجر صيامهم والذي نحسب أنه عظيم -والله حسيبهم-وبخاصة أنه لن ينقص من أجرهم شيئا. 2-لأنهم حين يطعمون طعامنا يعملون بالطاقة المتولدة عنه طاعات، فيستمر جريان الأجر لنا ماداموا يتقوتون بطعامنا على القيام بأعمالهم الصالحات ؛ولذا جاء الأمر في الحديث ( لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي . )حسنه الألباني في :مشكاة المصابيح/برقم :4945 فيستمر الأجر ما لا يعلمه إلا الله ،مثلا يفطر عندك شخص وبعد الإفطار يذهب لصلاة العشاء وقيام الليل أو يلقي درسا في حلقة علمية ينتفع بها خلق كثير؛ فيكون من منَّة الله عليك أن تشاركه أجر ذلك الفضل، لا ينقص من أجره شيئا. *ولذا سُن لنا كما جاء في الهدي النبوي أن ندعو لمضيفنا بعد الطعام قائلين::{أكل طعامكم الأبرار ، وأفطر عندكم الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة ، وذكركم الله فيم عنده } صححه الألباني في:مختصر العلو /رقم :84. ** بينما نفطّر آخر فينتهي ويباشر إلى أماكن اللعب والملاهي أو النوم.. . وإن كنّا لن نعدم أجرا من إطعامنا إياه ؛ لحديث رسولنا -صلى الله عليه وسلم -[أن رجلا وجد كلبا يلهث من العطش فنزل بئرا فملأ خفه منها ماء ، فسقى الكلب حتى روي . قال الرسول : فشكر الله له فغفر له فقال الصحابة : أإن لنا في البهائم لأجرا يا رسول الله ؟ قال : فى كل كبد رطبة أجر.]صححه الألباني في غاية المرام /رقم : 476 **فلنحرص ولنتحر إطعام الصالحين عسى الله أن يضاعف لنا الأجر أحوج ما نكون إليه. **هذا بلا شك عند الاختيار ،أما مع ذوي الأرحام والأهل فلا بد لنا من إطعامهم صالحين كانوا أو طالحين لدرء مفاسد القطيعة ،وفساد ذات البين ؛و تأليفًا للقلوب، ولن نعدم أجرا من الكريم سبحانه. والله نسأل أن يتفضل علينا فَيُرْبي لنا أعمالنا إنه هو الجواد الكريم . |
27-08-09, 12:58 PM | #5 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
5- [ لطيفة فقهية ] النية ركن في الصيام * يقول علماء الفقه : إنّ للصيام ركنين : 1- الإمساك عن المفطّرات. 2-بنيــــــــة . والباء هنا للمصاحبة :من بداية الوقت المشروع صيامه حتى نهايته بلا انقطاع. - حيث الإمساك بمجرده لا يعتبر في الشرع عبادة فلابد من ضميمة النية (الإمساك عن المفطِّرات) تقربا لله. - فالمراد شرعا : إمساك عن المفطِّرات + نيَّـــــــــــة مصاحبة (بلا انقطاع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس) = صيام صحيح- إن شاء الله - **إلا إنهم رحمهم الله فرَّقوا بين صيام الفريضة، وصيام النافلة بالنسبة لاشتراط مصاحبة النية للإمساك : *-فاشترطوا لصحة صيام الفرض استصحاب النية للإمساك من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بلا انقطاع . أمساك عن المفطِّرات + نية التقرب إلى الله بالفريضة (الامتثال للأمر الشرعي) من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بل انقطاع . *بينما جوَّزوا في صيام النافلة خلو بعض الوقت الذي تم فيه الإمساك من النيّة ولو بأقل وقت قبل الغروب ، إلا إنهم قالوا : إن الأجر يُكتب للصائم من وقت اقتران الإمساك بالنية (أي : تحقق ركني الصيام ) ، لأن محض الإمساك دون نيّة لا يُعد صياما في الشرع ؛ حيث العبادة لا تقوم ولا يٌعتد بها شرعا إلا بتحقق أركانها ،وأركان الصيام :الإمساك بنية . ***فإذا تقرر عندنا ما سبق علمنا : * لِمَ بَطُلَ صيام من أمسك دون نية في نهار رمضان . *وكذا بطل صيام من أمسك من طلوع الفجر، ولكنه لم ينوِ إلا ظهرًا صيام الفريضة. -حيث كلاهما أتى بركن الإمساك عن المفطرات ، ولم يأتِ بالنية كما أمر الشارع فخلا وقت الإمساك مع الصائم الأول منها بالكلية ،بينما خلا بعض الوقت مع الصائم الثاني منها جزئيًا ،فبطل صيام كليهما . **بينما جاز للمتنفل تنفلا مطلقا الذي أمسك من طلوع الفجر أن ينو ي التقرب بإمساكه عصرا-مثلا- إلا أنّ أجره يُكتب له من وقت اجتماع النية مع الإمساك ؛لأنه ساعتئذ -فقط- أتى بركني الصيام ، و أصبح إمساكه عبادة يُعتد بها شرعا، أما ما كان قبل النية فإمساكٌ لا يُعتد به كعبادة ؛ فلعله أمسك :لعدم الطعام ، أو لانشغاله ، أو لعدم تشهيه . ولذا لـمَّا كان –صلوات ربي وسلامه عليه –ممسكا -يوما- من طلوع الفجر إلى أن ذهب إلى بيته ضحىً، وطلب من أهله الطعام ، فقيل له إنه لا طعام ،هنا نوى الصيام قائلا : ( إذا إني صائم )–يُعْلِم أهله بأنه صائم ،ويعَلِّم أمته جواز ذلك في النفل دون الفرض ،وليس في ذلك دليلٌ على جواز التلفظ بالنية-. *وبقيت مسألة :- - إذا عزم الصائم على الفطر ( قطع الصيام) هنا بطل ركن من ركني صيامه ، وفسد صومه فرضا كان أو نفلا ، ولو لم يطعم شيئا (بتناول مفطِّر) فقد بطل صومه قولا واحدا . -ويجب علينا في هذا المقام :-التفريق بين التردد في الفطر و العزم على الفطر ، فالعزم فقط هو الذي يقطع النّية ويبطل الصوم ،أما التردد فلا . -كذا يجوز للمتنفل الذي عزم على الفطر أن يستأنف النية (يبدأ بنية التقرب بالإمساك لله ) مجددا إلا إن أجره يُكتب له من وقت استأنف النيّة الجديدة ويبطل ما صامه قبل قطعه النية . *وهنا نرى صورة من عدل الله - سبحانه وتعالى- في عدم تساوي أجر من أمسك متنفلا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية غير منقطعة ،مع من أمسك متنفلا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس إلا إنه لم ينوِ التقرب إلى الله بهذا الإمساك إلا ظهرا – أو عصرا-أو ضحىً -أو قبل الغروب بزمن يسير....- فالأول أتى بركني الصيام (العبادة الشرعية كقربة إلى الله ) من بداية الوقت المشروع إلى نهايته بلا انقطاع ، بينما لم يأتِ الآخر بالركنين إلا بعض الوقت فقط وكان إمساكه من أول الوقت والذي خلا من النية غير معتد به شرعا ،فهل يستويان ؟! والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا من فضله علما إنه ولي ذلك والقادر عليه. |
27-08-09, 01:04 PM | #6 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
6- ** من أعظم أجرا : الرجال أم النساء ؟ {هـــو أعلــم بمــن اتقـــــى}النجم :(32) -قد تبدو الترجمة غريبة بعض الشيء ،ولكن مهلا: هذا السؤال يفرض نفسه في كل موسم للطاعة ، ورمضان من أهم مواسم الطاعات ،والتي يتسابق فيها المسلمون في الطاعات، ويتنافسون على الإكثار منها، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ؛ ابتغاء الأجر والمثوبة من جواد شكور كريم . *فالزوجة غالبا ما تشتكي إلى الناس - بعد رفع شكواها إلى الله - إنّ حقها مغبون ؛ فهي لا تتمكن من دخول السباق بله المنافسة فيه ،والسؤال : لِــــــــــمَ هذا التَّشَـــكِّي ؟ وهل لها حق فيه أم إنه محض افتراء ؟ *تقول الزوجة -المسكينة بزعمها- : هو يصلي ليلا طويلا وراء إمام عذب الصوت خاشعه ، أما نهارا فيرتل القرآن ترتيلا ، لا يكاد يختم القرآن إلا ويسرع بالبداءة ، وغالبا ما يعتكف العشر الأواخر من الشهر الفضيل ، ولا أنسى أنه يذهب إلى الدوام خمسة أيام في الأسبوع -أذكر ذلك لأني منصفة كما تعلمون-((لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ))المائدة : (8) و تسوق كلماتها الأخيرة بعبرات ،وزفرات حارة كأنما تخرج من جوف يلتهب نارأ. وتكمـــــــــــل : - بينــما: أنا-الزوجة المسكينة بزعمها- أقوم على رعاية الأولاد، ومراقبتهم وجبر تقصيرهم : فآمر من لم يصلِ بالصلاة ،ومن لم يحفظ ورده بالحفظ ،ومن أخطأت باصلاح الخطأ ،فأصوّب لهذا ،وأعاقب هذا ،وآمر تلك ،وأطعم الجميع ،وأقوم بالأعمال المنزلية ، محرومة من أن أهنأ بالتَفَكُّر بالجنان بله بذكر السان ؛فمِن طالب لشيء ،ومن سائل عن شيء ،ومن مجادل في شيء ،ومن... ،ومن ...، وإذا بالنهار طار ،وأوشك على الانهيار عند الإفطار ،وعندما يحين وقت القيام لا أستطيعه إلا بشق الأنفس ، وأعدم القدرة على القيام ؛ لنفاذ قوتي ،وقلة حيلتي ،وأذهب أتعارك مع النوم أدافعه ويدافعني ، ونادرا ما أستطيع -بحول من الله وقوة - من دفعه مذموما مدحورا ،إلا إنه - إحقاقا للحق والحق أقول- غالبا ما يقهرني ، فأستسلمم له طائعة ، هذا إذا لم يمرض أحد الصغار فأواصل -مرغمة -الليل بالنهار، وأفاجأ بأن الشهر الفضيل آذن بالرحيل ،ولـمّا أتمكن من إتمام ولو عمل واحد جميل أقربه لله في شهره الفضيل،فيزيد وجدي عليه كلما وجدته سبّاقا بالقربات من جُمَع بله الجماعات ، مكثرا من الخَتمات ، معتكفا ساهرا ذاكرا لربه ساعات .... !!! فهــل نستــوي هيهـــات؟؟! *حتى هنا ما عدنا نتبين ما تقول من كثرة العبرات ،واختلاط العبارات بالأهات: وصدق الله في قوله تعالى : {أو من ينشَّأ في في الحلية وهو في الخصام غير مبين } الزخرف : (18). **نقول لها يا أخيَّة : الله أعلم بمن اتقى؟ فكلٌ ميسَّر لما خلق له ! لِـمَ نتطلع -دائما- لما فضّل الله به بعضنا على بعض ؟ من أدراكِ- أخيتي-: إنه أعظم أجرا ؟ فجلَّ ما ذكرتِه من القربات بعد الفرائض القليلة نوافل كثيرة ، بينما جلَّ ما تقومين به فرائض وقد قال تعالى :{ما تقرَّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، وما زال عبدي يتقرَّب إلي بالنوافل حتى أحبه ...} فقيامك على الرعية قربة بالفريضة ، قومي على الرعية راضية النفس محتسبة الأجر ،استعيني بالله ولا تعجزي ؛ فذلك أعظم أجرا من القيام ليلا طويلا ،وترتيل القرآن ترتيلا ؛ لأنه مهما كثر و طال نافلة والفريضة لا تعدلها نافلة ،فقَرِّي عينا بما تتقربين ؛ فلعلك وأنت تقومين بتلقين صغارك الآيات تلو الآيات، يفتح الله عليك من المعاني ، ويرزقك بها من التقوى والخشوع ما لا يحظى به من تورمت قدماه من القيام ، فعـــــــــــلام نشْنأ الناس على القربات ؟ فرَّبَ ركعتين يشُقَّان على عبدٍ- في الميزان- خير من ألف ركعة هينة على آخر ؛ كما جاء في الأثر :(سبق درهم ألف درهم ) فلِمَ التسخط ؟أتدرين لِـــــــــــمَ ؟ لأننا نريد أن نتقرب لله بما نهوى لا بما يحب هو يرضى . اللهم جنبنا الجهل والهوى آآمييييييـــــــــــــن . |
27-08-09, 01:12 PM | #7 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
7- ((* ربــِّــي : سحوري أم صلاتي ، سحوري أم صلاتي *)) في بلدتنا العامرة- بفضل الله- وهي من المدن الكبيرة ذات المساجد الوفيرة ، يوجد مسجد جامع يصلي فيه للناس القيام أمام عَذْب الصوت خاشعه ، ينتظر الناس رجالًا ،ونساءً بله شببة رمضان حتى يأتمون به في قيامهم ، ويقطعون إليه المسافات الطوال ، فيشتد في مسجده الزحام ، وتتصل الصفوف خارج المسجد بأمتار كثيرة -اللهم بارك - وهكذا طيلة ليالي الشهر الفضيلِ ، حتى صار ذلك ديدنا للناس في رمضان . وبعبارة موجزة : يصلي خلفه (( أُ مَّـــــــــةٌ )) . - فهو -حفظه الله -يرتل القرآن -على أحسن ما يكون- ترتيلا ، ويصلي بالناس ليلا طويلا ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء -نسأل الله أن يديم عليه فضله ويزيده -آمين . **أما الفاجعة العظمى ، والطامة الكبرى : فحدثت عندما عنّ له -مرة-أن يصلي ليلا طويلا طويلا حتى يطلع الفجر ؟ وكان ذلك منه عجيبة ،تفاجأ المؤتمون أنه يؤذن لصلاة الفجر من المساجد القريبة .فأصبـــــح النــاس ما بـــين : - منتشيا بقوته ؛ فرحان بطاعته وصلاته الطويلة التي تشبه -بزعمه-صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم-الذي كان يقوم الليل بالبقرة ، والنساء ، وآل عمران . ،ولسان حاله فعلتها فعلتها . -وصنف : من كبار السن والمرضى يشكون إلى الله غبنهم لحرمانهم سحورهم ،بله تناول دواءهم الذي يتوسلون به على اتمام صيامهم . -وقسم ثالث : يقولون لا ضير فلمّا يطلع الفجر الصادق بعدُ حيث إن توقيته في التقويم الفلكي يتقدم ثلث ساعة عن الفجر الصادق فما زال هناك فسحة للسحور .-هذا طبعا لمن هو معتكف وسحوره في متناول يديه - وهؤلاء حدثاء الأسنان ، فيأكلون بعد الأذان ، وقد أغربوا على العامة فسلطوا عليهم أبصارهم يزلقونهم بها . -والنساء ناظرات من علٍ يرقبن ، فتختار كل منهن من تستن به مدافعة بتشاحن عمن اتخذته فيما ذهبت إليه إماما... ولن أفصّل في حالهن -رحمني ورحمهن الله- والصورة لا تحتاج لمزيد قتامة ، وقد أشرت فاطلقوا لخيالكم العنان ؛لتستكملوا الصورة ، ومهما تخيلتم فلن تبعدوا النجعة كثيرا . * وفي البيوت تكاد تفرغ الأفئدة قلقا على من غاب ، فالجميع يتصل ولا جواب، فقد أسفر الصباح ولا أحد من الأهل لاح ، وعند حضور من غاب كثرت الأسئلة ولـمّا يدخلون من الباب ،وما هي إلا ساعة وانتشر في المدينة الخبر العجاب ، وانقسمت البيوتات في الآراء فمن مشجع ، ومن مستهجن مرتاب . - وفي اليلة التالية : *حاولوا مع الإمام متوسلين أن يسمح لهم بالسحور ، وتناول الدواء فقال : ((إنها سنة ومن شق عليه فلينصرف عنا)) فعزم بعض الحضور على ترك الوتر خلفه ؛ من أجل الدواء و السحور ،وكل منهم يتعذر لربه بأنه معذور ، وهنئوا أنفسهم على اختيارهم -فأقبلوا إلى الصلاة مطمئنة قلوبهم ، وفي الركعة الثامنة عزموا على الفراق ، وكأنه علم ما في الأذهان ، فقام للتاسعة بلا توانٍ، فأسقط بين يديهم وانغلق ذهنهم عليهم ، فأتموا صلاتهم خلفه مقهورين ، حتى طلوع الفجر المبين ، ولسان حالهم ، وقالهم في قلوبهم ما بقي لهم من صلاتهم : (ربي سحوري أم صلاتي ) ، (ربي سحوري أم صلاتي ) ، (ربي سحوري أم صلاتي)... _وفي الليلة الثالثة :- *شددوا عليه النكير ؛ ليترك لهم بعض الوقت اليسير ، فرضي بهذه المنزلة ، وسلّم قبل الفجر بعشر دقائق كاملة ، وهنا وقعت المهزلة ، كأنما يفرّ الجمع من قسورة ، وقع الضعيف ، وديس بالأقدام الكفيف ، وتنافس المصلون مندفعين ليظفر منهم القوي المتين بشربة ماء كأنه لجين و........ ***هذا ما كان بين الأنام وما حدث في صلاة القيام : -نسي- رحمه الله - قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-((..من رغب عن سنتي فليس مني)) يتقرب بنافلة ويرغب عن الاتباع ( كمن بنى قصرا وهدم مصرًا.) -رغب عن السحور وهو سنة الرسول وحرم نفسه بله غيره البركة . -عصى الله وشق على خلقه ، فلم يصل الله وملائكته عليه . -ألا هل من مبلغ له : إن القربات ليست بالعذابات وإن أحب الدين إلى الله أيسره ،ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. اللهم أرنا الحق حقا؛ وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا ؛ وارزقنا اجتنابه . |
27-08-09, 01:20 PM | #8 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
الحمد لله وكفى ، وصل اللهم وسلم على عبدك المصطفى وبعد :
8- *** ابحث عـن الأصــل *** ((( و حَـــدَثَ فـــي السفـــــر....)) * من الأهمية بمكان لكل مسلم فضلا عن طالب للعلم أن يعلم حكم الأصل في الأشياء ؛ليردكل حادثة أو مسألة إلى أصلها ؛ فيعلم حكمها الصحيح في الشرع . * وعند التحقق من أصل ما ، لا يجوز لنا العدول عنه إلى حكم آخر إلا بدليل ينقلنا عن حكم الأصل . - هذه من أهم القواعد الفقهية النافع معرفتها ، وهذا- يعلم الله - عن تجربة ، ولنضرب أمثلة تقرب المراد :- *الأصل في الأبضاع الحرمة إلا ما جاء الدليل بحله (ناقل عن الأصل) كالزواج ، * كما و إن الأصل في البيوع الحل إلا ما أتى فيه نص محرم (ناقل عن الأصل) كبيع الغرر ، * كذا الأصل بقاء ما كان على ما كان إلا إذا جاء الدليل بزواله عن أصله كبقاء الطهور المتيقن وورود الشك عليه : (وترجع الأحكام لليقين ***** فلا يزيل الشك لليقين) * الأصل في الميتة الحرمة إلا ما جاء الدليل بحله (ناقل عن الأصل) كميتة البحر والجراد ....وهكذا. هذه كانت توطئة بين يدي قصتنا : (((و حَــدَثَ فــي السفـر....)) في رمضان ما ،كنا في سفرة ما إلى مكان ما ، جمْعٌ من المعارف رجالًا ونساءًا ، وكان سفرنا عن طريق البحر وصلت سفينتا بعد منتصف الليل إلى الميناء ، وبعد تمام الإجراءات أُذِن لنا – نحن الركاب – بالنزول من قمراتنا إلى الميناء ، وكانت عقارب الساعات في أيدينا تعدت الثالثة بعد منتصف الليل على توقيت بلدنا ، ومن نافلة القول أن هناك فارق لا بأس به بين توقيت بلدنا وتوقيت تلك البلد ، ولكننا كنا نجهل قيمته ، كما كنا نجهل كم التوقيت ساعتئذ ، وكان الجو شديد الرطوبة مما يعطي انطباعًا خانقًا، وإحساسًا متزايدًا بارتفاع درجة الحرارة ، تنامى هذا الإحساس مع شدة الزحام ، وتباطؤ سيارات نقل الركاب في تقديم الخدمات في مثل تلك الأوقات ، واشتد بنا العطش ، واشتاقت أنفسنا لقترات تطفئ لهيب أجوافنا ، وامتدت الأيدي ؛ تبحث بين الأمتعة عن زجاجات المياه الماتعة . ولكـــــــــــــــــــــــن.... مهــــــــــــــــــلا لحظــــــــــــــــــــة ... هـــــــــــل طلــــــــــــــــع الفجــــــــــــــــــــــرأم لـــــــــــا ؟ **و أخذ الجمع يسأل بعضه بعضًا ، بل ويبحثون عمن يسألونه من مواطني هذه البلدة ، فلم يُوفّق لأي منا ذلك فانقســـــــــــــــــــم القـــــــــــــوم مـــــــــا بيــــــــــــن :- - ممسك عن الشراب لنفسه ، ومانعا منه غيره ؛ متورعًا يحتاط – بزعمه - لصومه - وشارب لشدة عطشه عازمًا الفطر يومه ، أخذًا برخصة الفطر في السفر . - وناظرٍ إلى السماء محاولًا تَبَيُّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر . - وقوم يقلبون أبصارهم إلى هؤلاء تارة وإلى هؤلاء تارة ، متلهفة قلوبهم ، مشرئبة أعناقهم لا حول ولا قوة لهـــــــــم . - وإذا بصوت يرتفع : يــــا قـــوم يـــا قـــوم : الأصــــل الأصــــل عليكــــم بالأصـــــل . فالتفت الجمع إليه ، مقبلين بكليتهم عليه ، عن أي أصل تتحدث ؟ فشرب ثم شرب ثم شرب ، وهم ناظرين إليه مشوقين لما سيخرج من شفتيه ، وأخـــــيرًا قال لهــم :- هل تبين أحدكم طلوع الفجر ؟ أجابوا : أن لا ، قال : إذن الأصل بقاء الليــــــــل ، قالـــــــــوا كيـــــــــــف ؟ قال : قال الشيخ العثيمين –حفظه الله تعالى- : { الأصل بقاء الليل حتى يأتي دليل على طلوع الفجر} واستدل بقوله تعالى : ((وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ُثمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ .. ))الآية }البقرة187} فقال إن الأكل والشرب أبيح في الآية الكريمة حتى تَبَيُّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الليل . *كما استدل بحديث عائشة –رضى الله عنها - حيث قالت : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - :[إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم .] صحيح البخاري / رقم : (622) * وكذا استدل بحديث عدي بن حاتم الطائي : لما نزلت : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } [ 2 / البقرة / الآية 187 ] . قال له عدي بن حاتم : يا رسول الله ! إني أجعل تحت وسادتي عقالين : عقالا أبيض وعقالا أسود . أعرف الليل من النهار . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن وسادتك لعريض . إنما هو سواد الليل وبياض النهار " . صحيح مسلم / رقم : (1090) فلما لم نتبين طلوع الفجر ، لزمنا العمل بالأصل وهو بقاء الليل ؛ وجاز لنا التمتع بالطعام والشراب إلى أن نتبين ، وبخاصة ؛ أننا بذلنا الجهد واستفرغنا الوسع في التبين يا قوم . -فنظرنا إليه دهشين ومن قوله متعجبين ،فانبرى قائلٌ منا كأنه معبر عنا : مــــــــاذا إذا شربنا ،ثم تبين لنا بعدُ أننا فعلنا بعد طلوع الفجر ؟؟؟!!! -أجابه فقيهنا : نقلا عن العثيمين شيخنا : {من أكل أو شرب يظن الليل لم ينته ، وأن الفجر لم يطلع ، بيد إنه أخذ بالتحري ، فلا شيء عليه لقوله تعالى : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) البقرة : 286 وقوله تعالى : (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ) الأحزاب : 5 ولأن عدي ابن حاتم كان يأكل ويشرب حتى يتبين العقال الأبيض من الأسود ثم يمسك ، فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المراد بالخيطين سواد الليل وبياض النهار ولم يأمره - صلى الله عليه وسلم – بالقضاء ، لأنه كان جاهلا بالحكم . -وثبت في الصحيح عن أسماء –رضي الله عنها – عن أبيها : (( أنهم أفطرنا يوما في رمضان في غيم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس )) ولم يأمرهم الرسول - صلى الله عليه وسلم – بالقضاء . /صحيح البخاري / كتاب : الصيام / رقم (1823) فدل هذا على أن من أكل في وقت يظن فيه أنه مباح له الأكل فإنه لا حرج عليه ،إذا تبين له أنه في النهار ، سواء كان ذلك من أول النهار أو من آخره ؛ لأن العلة واحدة **ولكن الفرق بين أول النهار وآخره : -أن أول النهار يجوز له الأكل مع الشك في طلوع الفجر ؛ لأن الأصل بقاء الليل. - وأما في آخر النهار فلا يجوز له الأكل مع الشك في غروب الشمس ؛ لأن الأصل بقاء النهار ....} انتهى. *****وهنا سارع الجميع يعبون من الماء العذب عبًّا ، حتى إذا ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وتحقق -بفضل الله -الريّ ، وسكن الروع ، واطمأنت القلوب ... *وإذا بصوت النداء يصدح في سماء الميناءمُؤْذِنًا بطلوع فجر جديد : الله أكبر الله أكبر ***** الله أكبر الله أكبر ولسان حال جمعنا يقول : تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا . فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . . |
27-08-09, 01:26 PM | #9 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
9- حول صدقة الفطر نُطَوّفِ ********************* عن ابن عباس قال : [ فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ] حسنه الألباني في : ( صحيح أبي داود ) / رقم : (1609) . *هذا الحديث فيه من الفوائد ما لا يعلمه إلا الله نقتطف منها ما يلي : - (فرض ) : زكاة الفطر فرض من الله . - (طهرة للصائم من اللغو والرفث ) : أما هذه فمنَّة في صورة تكليف ؛ امتن الله بفرضها علينا ، رحمة منه وتفضلا ؛ ليتم بها ما نقص من أجر صيامنا ، فيطهِّره لنا بها من أدران وشوائب ووسخ اللغو والرفث ، فالحمد لله على فضله ورحمته في تشريعه . -( طعمة للمساكين ) : (طعمة) لا قيمة ، وهي صاع من طعام مما يقتاته الآدميون، قال أبوسعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: «كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر». رواه البخاري. وقد قال العثيمين :[ فلا تجزئ من الدراهم والفرش واللباس وأقوات البهائم والأمتعة وغيرها؛ لأن ذلك خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلّم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»] انتهى ، (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .) وكما قال السلف : ( ننتهي إلى ما عُلِّمنا ) هذا الحق ما به خفاء *** فدعك من بنيات الطريق . - ( من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ) : هي عبادة مؤقتة تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان ، وينتهي وقتها بصلاة العيد ، فيجب إخراج الفطرة قبل صلاة العيد ، والأفضل إخراجها يوم العيد قبل الصلاة، وتجزئ قبله بيوم أو يومين للذين يقومون على إخراجها كما قال ابن حجر في الفتح ، و أكد عليه العثيمين في شرحه لكتاب (رياض الصالحين ) كتاب فضائل القرآن باب :(آية الكرسي )/ حديث أبي هريرة (..صدقك وهو كذوب ..) - ( ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ): فلا تجزئ بعد صلاة العيد. فهي عبادة مؤقتة شرعًا ، وقد قال بعض أهل العلم : ((من أداها قبل غروب شمس آخر أيام رمضان فعليه الإعادة لبطلانها ‘ وعلَّل ذلك بأنها أُديّتْ قبل دخول وقت أدائها .)) والقاعدة التي دلت عليها النصوص : {أن كل عبادة مؤقتة ، إذا تعمد الإنسان إخراجها عن وقتها ، لم تُقبل } *وفي المسألة خلاف بين أهل العلم لا نستطيع جحده ، ولكنهم أجمعوا -يرحمهم الله- على إجزائها و صحتها ما بين غروب شمس آخر أيام رمضان إلى صلاة العيد ، بينما اختلفوا فيما عدا ذلك ما بين مجيز وحاظر وقائل بعدم الإجزاء أصلًا . ، فالأجدر بنا اجتناب الخلاف ، و العمل بقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ) وحق تقاته هنا : اتباع الأثر والعمل بما أجمع على إجزائه أهل العلم الأثبات . بقيت مسائل لطيفة 1- يجب أن تصل ليد الفقير أو وكيله قبل الصلاة :- وها هنا لطيفة كنا في ممارساتنا العملية لا ننتبه إليها : فكم أرسلنا فطرتنا إلى مسكين فلم نجده ، فتركناها لجاره ؛ ليعطيها له متى حضر ، والواقعة الكبرى أن صاحبها -غالبًا- ما كان يحضر ويتسلمها بعد صلاة العيد بزمن لا يعنينا طال أم قصر ، وكان ذلك لجهلنا بوجوب أن تصل ليد مستحقها قبل الصلاة . إلا إذا وَكّل المسكين من ينوب عنه في تسلمها ، هنا جاز لأن الوكيل المسكين ينوب عنه فكأنه هو. 2- يجب أن تخرج من يد مؤديها في التوقيت الشرعي سابق الذكر :- بمعنى إنه قد يوكّل أحدنا غيره ليخرجها عنه ، وهذا جائز شرعًا ، إلا أن الوكيل قد يذهب ليعطيها لمستحقها فلا يجده فيبقيها في حوزته إلى أن يلقاه ، وهذه الواقعة فكأنها بقيت في يد صاحبها حيث الوكيل نائب عن مخرجها فكأنه هو. 3 -زكاة المال تتعلق بالمال، فيخرجها في بلد المال، وزكاة الفطر تتعلق بالبدن فيخرجها المسلم حيثما وجد و أينما أدى صلاة عيده. ولهذه اللطائف قصة معنا في السفر فوائد عدة ، عاينتُ ذلك وعشته وغيري كذلك ،وأضرب لكم مثلا على ذلك يعلم الله أنه حدث لنا كما ولابد حدث لغيرنا ، وأكاد أجزم بأنه يحدث وسيحدث لأناس بعدنا . هـاكم قصتنــــــــا:- ((كنا في عمرة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل - وكانت أول عمراتنا وأول أسفارنا – وكنا في مكة ليلة الثلاثين من رمضان حين نمى إلى علمنا أن غدًا يوم فطرنا ، وذلك بعد استطلاع علماء المملكة للهلال ، فأخذنا نتحرى الأنباء عن فطرة بلدنا ، وكانت الواقعة التي ليس لها دافعة :غدا المتمم لشهر رمضان في بلدنا ، فكان لسان حالنا بله قالنا : اللهم لا رادَّ لقضائك ولا مُعقِّب لحكمك –القدري أعني طبعًا- وكنا في سكننا والذي كان يبعد كثيرًا عن الحرم ، فعزمنا أمرنا أجمعين على الذهاب للحرم مبكرين ، لنحضر صلاة العيد في ساحة الحرم ويالها من منَّة من الله وكرم . خرجنا قبل الفجر بساعتين ، نسير إلى الصلاة على الأقدام حيث لا وسائل انتقال متاحة ساعتئذ لانغلاق الطرقات فتصاحبنا في الطريق كل منا له رفيق ، وإذا بأرزٍ في أكياس على شكل هرم قد تراصّ ، وهنا خطر ببالنا حال زكاة فطرنا ، حيث وكَّلنا بها الأمناء ليؤدوها عنا ليلة فطرنا في بلدنا ؟!!!! وبناءًا على الوقائع بقيت ساعات قلائل على صلاة عيدنا ، فماذا عن زكاتنا ؟! قالت إحدانا : نهاتف الأهل ليخرجوها لنا في الحال ؟ ولكن كيف ولم يبق على الفجر إلا سويعات وهب أنا فعلنا فمن أين لأهلنا بمساكين في مثل تلك الأوقات ؟ واستدعينا بعضنا وتناجينا في الطريق ، ووقع في حيص بيص كل الفريق !! فقالت إحدانا : لماذا لا نخرج فطرتنا هنا والآن ؟؟ سكت الجمع مشدوهين ، وفي قولها متأملين ، والناس من المارة حولنا متعجبين !! *وإذا بالجميع من قولها مسرورين ، وإلى العمل به مسرعين ، وقد كان الأمر يسير :- فاشترينا من الأرز على الطريق ( صاع من الحبوب موزون ) بخمسة ريالات ، وبفضل الله حُلَّتِ المعضلة وتكالب علينا المساكين وأخرجناها قبل صلاة الفجر فرحين .))ولما رجعنا بلدنا بحثنا المسألة ، وأذعنا بين قومنا ما استطعنا المعضلة ، فامتن الله علينا بالعلم بعدُ وكانت نعمته علينا ما لها حدُّ ، بعد ما وفقنا –بفضله ومنِّه- للعمل بالصواب قبلُ . فكانت نتائج بحثنا : 1- مراعاة فروق التوقيت. 2-زكاة المال تتعلق بالمال، فيخرجها في بلد المال، وزكاة الفطر تتعلق بالبدن فيخرجها المسلم حيثما وجد و أينما أدى صلاة عيده. 3- يجب أن تخرج من يد صاحبها أو وكيله فيقبضها المسكين أو وكيله في التوقيت الشرعي المفروض . ***وكل ما أوردناه من معلومات لم تخرج عما في كتب شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى . فالله أسأل أن يتقبل أعمالنا ، وأن يلهمنا –بجوده وفضله وكرمه- رشدنا وأن يسدد على طريق الحق خطانا ، إنه بكل جميل كفيل هو مولانا ونعم الوكيل. |
27-08-09, 01:32 PM | #10 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد :
10-معـــانٍ مــن هنـــــا و هنــــاكـــ* أولًا:- جاء الأمر بالإفطار على الرطب بداءة بينما جاء الأمر بالسحور على التمر فقط ؟! *نرى كثيرًا من الأطباء ، ومن يطلق عليهم المفكرون الإسلاميون يتناولون مثل هذه الأحاديث بالبحث ؛ ليصلوا إلى علل طبية وفوائد دنيوية يذكرونها مفنَّدين ؛ ليؤكدوا على مدى شمولية الشرع لمصالح الأبدان بله الأديان ، فيستحثوا الناس من هذا الباب على التسنن والاتباع للهدي النبوي ؛ مادام الاتباع فيه مصلحة لمعاشهم كذلك . -ومثلنا ليس في حاجة لمثل تلك البحوثات ليزداد إيمانًا بذلك ، فحتى لو لم نعلم الحكمة والفائدة الطبية المتحققة من اتباعنا لهذا الهدي النبوي أو ذاك لاتبعنا نبينا مصدقين أن ذلك أنفع لنا مما تلمسه أيدينا وتراه أعيننا من مصالح قد تتحقق بمخالفة هديه عليه السلام ، فالمعوِّل عليه في اتباعنا إيماننا أن كلًا من عند ربنا هو أمر بهذا فلا خيرة لنا ، ولا شأن لعقولنا القاصرة ، ولا لعلومنا المتغيرة بالفوائد المترتبة على هذه الأوامر الشرعية التى قد يذهبون كل مذهب وقد يلوون النصوص ؛ بحجة البحث عن فوائد ترغِّب الخلق في الاتباع والله المستعان . **فالخلاصة : -أن من أراد كمال الاتباع عند الفطر : فليبدأ بالرطب فإن لم يجد انتقل إلى التمر فإن لم يجد انتقل إلى الماء ، وليس سوى ذلك للمتسنن بهدي نبينا عليه الصلاة والسلام . -بينما جاء في شرعنا أن التمر سحور المؤمن ، ولم يعطِ الشرع الخيارات السابق ذكرها عند الفطر. فيــا مــن أراد كمال الاتباع :- هذا الحق ما به خفاء ****فدعك من بنيات الطريق . **ثانيًا :- الدعاء المسنون عند الفطر :- كان الأهل يعلموننا من صغرنا أن ندعو عند فطرنا بأن :[ يتقبل الله صيامنا ونحمده كذلك على رزقه لنا فطورنا] ، فكنا نلتزمه خلف عن سلف ، حتى جاءنا العلم الشرعي - بفضل من الله ونعمة- فأصبحنا نلتزم الدعاء الوارد عند الفطر : ((ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله))وهكذا لسنوات وسنوات نردده مذ جاءنا به العلم ، ولكن تبقى في هامش الشعور رغبة ملحة بأن ندعو دعاء أسلافنا وأهلينا: بأن يتقبل الله صيامنا ، ونحاول في بؤرة شعورنا تدعيم هذا المعنى بما ورد من آثار تصف حال السلف الصالح وديدنهم ، وحرصهم الشديد على الدعاء - بل الإلحاح بالدعاء - ؛ ليتقبل الله منهم صالح أعمالهم ؛ فلا ضير إذن أن نتسنن بدعاء النبي _صلى الله عليه وسلم- جامعين إليه الدعاء الموروث عن الأهل بأن يتقبل الله صيامنا عند فطرنا فنكون قد هُدينا -بزعمنا وفي اعتقادنا-إلى الجمع بين الحسنيين ؟! -هنا يأتي السؤال الهام بل الهام جدًا :- هل هذا توفيق ؟ وإن لم يكنه فأين الخطأ ؟ **والجواب عن هذا لابد وأنه سيشير إلى أننا نتبع الهدي دونما فهم على الحقيقة ، والكلام أعني به نفسي على الأصالة -كيــــــــــف؟ لماذا بعد ذكر الدعاء المسنون عند الفطر والذي نصه : ((ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)) نجد في صدورنا حاجة لنزيد دعاء الأهل- الموروث خلف عن سلف- بقبول الصوم ؟ الإجابة هي لأننا -وبكل أسف -لم نفهم ما جاء في الدعاء المسنون ((وثبت الأجر إن شاء الله)) حيث معناه - بداهة- تقبل اللهم صومي وأجُرْني عليه بتثبيت الأجر ، أما لفظة :(إن شاء الله) فهي تحقيقًا وليس تعليقًا ، ففيها تأكيد على الدعاء بالقبول . -وهنا نعلم : إن الحاجة إلى زيادة الدعاء بالقبول على المسنون تولدت من الجهل بالمعنى المراد من الدعاء الذي نلتزمه مذ سنوات طوال عند فطرنا ، وهنــــا تأتي الفاجعة : حيث من أسباب قبول الدعاء عدم غفلة القلب عن المعنى المراد .ِ ولا تعليـــــــــــق . ***ثالثًا :- بماذا نتوسل في دعائنا : (( اللهم إنك عفوّ تحب العفو ، فاعفُ عنا ))؟ هل تأملنا هذا الدعاء واستشعرنا المعاني التالية : (1)- أننا نتوسل إلى الله بصفة العفو التى جاءت على صيغة تفيد كثرة صدور العفو منه سبحانه (عفوّ) (2)- التوسل إليه بحبه سبحانه تعالى للعفو ، لماذا يحب سبحانه العفو ؟ لمصلحة خلقه تعالى ، لأنه إله جميل رحيم كريم * فهو عفوّ يحب العفو ، نسأله بذلك أن يعفو عنا : (أي يستجب لنا فيما يحبه سبحانه بفعل العفو الذي يتصف بكماله - فنكون بفضل الله علينا - من مفعولات عفوه ). فالحمد لله على صفاته العليا ، وأسمائه الحسنى . ومما زادني فخرًا وتيهًا*****وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي*****وأن صيرت أحمد لي نبيا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|