العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-08, 07:22 PM   #15
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

السميع جل جلاله وتقدست أسماؤه

المعنى اللغوي :
السمع للإنسان وغيره : حس الأذن، أو ما وقر في الأذن من شيء تسمعه، ورجل سميع : أي سامع، ورجل سماع : إذا كان كثير الاستماع لما يقال وينطق كقوله تعالى : سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ (المائدة: من الآية41).
والسميع على وزن فعيل من أبنية المبالغة.
قال الزجاج : ويجيء في كلامهم : سمع بمعنى أجاب
ورود الاسم في القرآن الكريم :
ورد الاسم في الكتاب العزيز حمساً وأربعين مرة منها قوله تعالى :
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة: من الآية127)
وقوله : قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (المائدة:76)
وقوله سبحانه : إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (لقمان: من الآية28)
وقوله تعالى : إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (سـبأ: من الآية50)
وقوله : وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (المجادلة: من الآية1)
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال ابن جرير رحمه الله : وقوله : وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى: من الآية11) يقول جل ثناؤه واصفاً نفسه بما هو به، وهو يعني نفسه، السميع لما تنطق به خلقه من قول
قال ابن كثير رحمه الله : السميع لأقوال عباده.
وقال الخطابي رحمه الله : (السميع) بمعنى السامع، إلا أنه أبلغ في الصفة، وبناؤه فعيل، بناء المبالغة كقولهم : عليم من عالم، وقدير من قادر.
وهو الذي يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفوت، والنطق والسكوت.
وقد يكون السماع بمعنى : القول والإجابة كقول النبي  : (اللهم إني أعوذ بك من قول لا يسمع) . أي : من دعاء لا يستجاب ومن هذا قول المصلي : "سمع الله لمن حمده
معناه قبل الله حمد من حمده.
قال ابن القيم : "
فعل السمع يراد به أربعة معان :
أحدها : سمع إدراك ومتعلقه الأصوات. الثاني : سمع فهم وعقل ومتعلقه المعاني. الثالث : سمع إجابة وإعطاء ما سئل. الرابع : سمع قبول وانقياد.
فمن الأول : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا (المجادلة: من الآية1)
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ (آل عمران: من الآية181).
ومن الثاني قوله : لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا (البقرة: من الآية104) ليس المراد سمع مجرد الكلام بل سمع الفهم والعقل ومنه : وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا (البقرة: من الآية285).
ومن الثالث : "سمع الله لمن حمده" وفي الدعاء المأثور : "اللهم اسمع" أي : أجب وأعط ما سألتك.
ومن الرابع : قوله تعالى : سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ (المائدة: من الآية41) أي قابلون له ومنقادون غير منكرين، ومنه على أصح القولين : وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ (التوبة: من الآية47) أي : قابلون ومنقادون أهـ.
فمن معاني (السميع) المستجيب لعباده إذا توجهوا إليه بالدعاء وتضرعوا.

آثار الإيمان باسمه (السميع) :
1-إثبات صفة السمع له سبحانه وتعالى كما وصف الله عز وجل نفسه.
قال الأزهري رحمه الله : والعجب من قوم فسروا (السميع) بمعنى المسمع فراراً من وصف الله بأن له سمعاً، وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه، فهو سميع ذو سمع، بلا تكييف ولا تشبيه بالسمع من خلقه، ولا بصره كبصر خلقه ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف.
وقد بوب البخاري في صحيحه كتاب التوحيد : باب "وكان الله سميعاً بصيراً".
قال ابن بطال : "غرض البخاري في هذا الباب الرد على من قال إن معنى (سميع بصير) عليم؛ قال : ويلزم من قال ذلك أن يشويه بالأعمى الذي يعلم أن السماء خضراء ولا يراها، والأصم الذي يعلم أن في الناس أصواتاً ولا يسمعها.
ولا شك أن من سمع وأبصر أدخل في صفة الكمال ممن انفرد بأحدهما دون الآخر، فصح أن كونه سميعاً بصيراً يفيد قدراً زائداً على كونه عليماً، وكونه سميعاً بصيراً يتضمن أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر، كما تضمن كونه عليماً أنه يعلم ولا فرق بين إثبات كونه سميعاً بصيراً وبين كونه ذا سمع وبصر.
قال : وهذا قول أهل السنة قاطبة" أهـ
2-إن سمع الله تبارك وتعالى ليس كسمع أحد من خلقه، فإن الخلق وإن وصفوا بالسمع والبصر كما في قوله تعالى : إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (الإنسان:2) ، لكن هيهات أن يكون سمعهم وبصرهم كسمع وبصر خالقهم جل شأنه، قد نفى الرب سبحانه المشابهة عن نفسه بقوله : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى: من الآية11) لأن سمع الله وبصره مستغرق لجميع المسموعات والمرئيات لا يعزب عن سمعه مسموع وإن دق وخفي سراً كان أو جهراً.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات : لقد جاءت المجادلة إلى النبي  تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (المجادلة: آية1) .
وفي رواية : "تبارك الذي وسع سمعه كل شيء.
وعن أبي موسى الأشعري  قال : كنا مع النبي  في سفر فكنا إذا علونا كبّرنا. فقال : "أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً بصيراً قريباً..."( ).
قال ابن بطال : في هذا الحديث نفى الآفة المانعة من السمع، والآفة المانعة من النظر، وإثبات كونه سميعاً بصيراً قريباً، يستلزم أن لا تصح أضداد هذه الصفات عليه
وفي بيان الفرق بين سمع الخالق والمخلوق، يقول أبو القاسم الأصبهاني خلق الإنسان صغيراً لا يسمع، فإن سمع لا يعقل ما يسمع، فإذا عقل ميز بين المسموعات فأجاب عن الألفاظ بما يستحق، وميز الكلام المستحسن من المستقبح، ثم كان لسمعه مدى إذا جاوزه لم يسمع، ثم إن كلمه جماعة في وقت واحد عجز عن استماع كلامهم، وعن إدراك جوابهم.
والله عز وجل السميع لدعاء الخلق وألفاظهم عند تفرقهم واجتماعهم مع اختلاف ألسنتهم ولغاتهم، يعلم ما في قلب القائل قبل أن يقول، ويعجز عن التعبير عن مراده فيعلم الله فيعطيه الذي في قلبه والمخلوق يزول عنه السمع بالموت والله تعالى لم يزل ولا يزال، يفني الخلق ويرثهم فإذا لم يبق أحدٌ قال : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ  (غافر: من الآية16) فلا يكون من يرد ، فيقول سبحانه : لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (غافر: من الآية16واشتراك المخلوق مع الخالق سبحانه في هذا الاسم لا يعني المشابهة، فإن صفات المخلوق تناسب ضعفه وعجزه وخلقه، وصفات الخالق تليق بكماله وجلاله سبحانه وتعالى.
3-وقد أنكر الله تبارك وتعالى على المشركين الذين ظنوا أن الله لا يسمع السر والنجوى.
فعن عبد الله بن مسعود  قال : اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي ـ أو ثقفيان وقشي ـ كثيرةٌ شحم بطونهم، قليلٌ فقه قلوبهم، فقال أحدهم : أترون أن الله يسمع ما نقول ؟ قال الآخر : يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا. وقال الآخر : إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا. فأنزل الله عز وجل : وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (فصلت:22) .
وكذا قوله تعالى : أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (الزخرف:80) 4-ورد الاسم مقروناً بغيره من الأسماء كقوله تعالى : (سميع عليم) ، (سميع بصير) ، (سميع قريب) ، وهي تدل على الإحاطة بالمخلوقات كلها، وأن الله محيط بها، لا يفوته شيء منها ولا يخفى عليه، بل الجميع تحت سمعه وبصره وعلمه، وفي ذلك تنبيه للعاقل وتذكير، كي يراقب نفسه وما يصدر عنها من أقوال وأفعال، لأن خالقه وربه لا يخفى عليه شيء منها، وأنه سبحانه محصيها عليه ثم يجازي بها في الآخرة إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
ومتى آمن الناس بذلك وتذكروه فإن أحوالهم تتغير من القبيح إلى الحسن ومن الشر إلى الخير.
وإذا نسوا ذلك وتناسوه وغفلوا عنه ففي ذلك ما يكفي لفساد الدنيا وخرابها، والناظر في أحوال الناس يرى ذلك واضحاً جلياً.
5-الله هو (السميع)الذي يسمع المناجاة ويجيب الدعاء عند الاضطرار ويكشف السوء ويقبل الطاعة. وقد دعا الأنبياء الصالحون ربهم سبحانه بهذا الاسم ليقبل منهم طاعتهم أو ليستجيب لدعائهم : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (البقرة: من الآية186) .
فإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قالا : رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة: من الآية127) وهما يرفعان قواعد البيت الحرام.
وامرأة عمران عندما نذرت ما في بطنها خالصاً لله لعبادته ولخدمة بيت المقدس قال : فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (آل عمران: من الآية35) ثم أخبر تعالى أنه قبل منها ذلك : فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً (آل عمران: من الآية37) .
ودعا زكريا ربه أن يرزقه ذرية صالحة ثم قال : إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (آل عمران: من الآية38) ، فاستجاب الله دعاءه.
ودعا يوسف عليه السلام ربه أن يصرف عنه كيد النسوة : فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (يوسف:34) .
وأمر بالالتجاء إليه عند حصول وساوس شياطين الإنس والجن ، قال تعالى : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الأعراف:200) ، قال ابن كثير : سميع لجهل الجاهل عليك ، والاستعاذة به من نزغه ولغير ذلك من كلام خلقه لا يخفى عليه منه شيء ، عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه.
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .