30-11-11, 01:06 AM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
يوم عاشوراء ... أحكام وفوائد
يوم عاشوراء .. أحكام وفوائد عبد اللطيف بن محمد الحسن ما المناسـبات الإسلامية إلا اصطفاء من الله ـ تعالى ـ لبعض الأزمان وتخصيص لها بعبادات ووظائف. تأتـي تلك المناسبات الكريمة فتحرك الشعور الإسلامي في أهله ليُقبلوا على الله ـ عز وجل ـ فيزدادوا طهراً وصفاءاً ونقاءاً. يُقبـل شـهـر الله المـحـرم فيدعو المسلمين للصيام؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"(1). وفي الوقت الذي يذكِّرنا فيه هذا الشهر بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ بداية ظهور الدعوة وقيام دولة الإسلام ـ نـجــد فـيــه يوماً يذكِّرنا بانتصار نبي آخر هو موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ. ذلكم هو يوم عاشوراء ـ العاشر من المحرم ـ. ولقد حبا الله هذا اليوم فضلاً، فضاعف فيه أجر الصيام. ثم كان للناس فيه طرائق فأدخلوا فيه وأحدثوا وزادوا.. إما رغبة في الخير، أو مجــاراة للناس، وإما اتباعاً للهوى وزهداً في السنة. من هـنـا نـشـــأت الـحـاجة لبيان فضل هذا اليوم، وما يشرع فيه، وبيان أحوال الناس في تعظيمه، مع وقـفـــــات تبرز مــن خــلال الـمطالعة والبحث في هذا الموضوع، أسأل الله ـ تعالى ـ الهدى والسداد، وأن ينفع بهذه السطور. أولاً: خصوصية عاشوراء وفضل صومه: جـاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجَّىالله فيه نبيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمؤمنين معه، وأغـــرق فيهفرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قدم المديـنـة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلىالله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فـقـالـوا: هــــذا يوم عظيمأنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فـرعـون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحننصومه . فقال رسول الله صلى الله عـلـيـه وسلم: "فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه(2)، وهايحتـمل أن الله ـ تعالى ـ: "أوحى إليه بصدقهم، أو تواتر عنده الخبر بذلك"(3). وقـد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى اللهعليه وسلم سئل عن صوم عـاشوراء، فـقــــال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفيرواية: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفـــر السنة التي قبله"(4)،وفـي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"(5). قـال البـيـهـقـي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته، وباللهالتوفيق"(6). بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة"(7). ويصور ابن عباس حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيـامـه فيقول: "ما رأيتالنبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوميوم عاشــوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"(8). ولـِمَـا عُرف من فضله فقد كان للسلف حرص كبير على إدراكه، حتى كان بعضهميصومه فـي الـسـفــر؛ خشية فواته، كما نقله ابن رجب عن طائفة منهم ابن عباس،وأبو إسحاق السبيعي، والـزهـري، وقال: "رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراءيفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر"(9). ثانياً: حالات صوم عاشوراء: مرّ صوم يوم عاشوراء بأحوال عدة(10): الأولى:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء بمكة، ولا يأمر الناس بصومه. الثانية:لما قدم الـمدينة وجد اليهود يصومونه، فصامه وأمر الناس بصيامه، حتى أمر منأكل في ذلك اليوم أن يمـسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية منالهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول. الثالثة:لمـا فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلميقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة(11). ويشهد لـهـــذه الحالات أحاديث، منها: حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كانت قريش تصوم عـاشـــــوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليهوسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضانقال: "من شاء صامه، ومن شاء تركه"(12). وعن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداةعاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من كان منكم صائماً فليتمَّصومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه"، فكنا بعد ذلـك نـصـومـه،ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب بهم إلى المسجد، ونصنع لهماللعبة مـن الـعـهـــن، فـنـذهــب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهماللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم"(13). ومــن الـعـلماء من قال: إنه لم يكن واجباً أصلاً(14)؛احتجاجاً بقول معاوية ـ رضي الله عنه ـ لما خـطــب يوم عاشوراء فقال: "ولميكتب الله عليكم صيامه"(15)، قال الحافظ ابن حجر: "ولادلالة فيه؛ لاحتمال أن يريد: ولم يكتب الله عليكم صيامه على الدوام كصيامرمضان، وغايتـه: أنه عامٌّ خُصَّ بالأدلة الدالة على تقدُّم وجوبه، أوالمراد: أنه لم يدخل في قوله ـ تعالـى ـ: ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُكَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)) [البقرة: 183]، ثم فسره بأنهشهر رمضان، ولا يناقض هذا الأمر السابق بصيامه الذي صار منسوخاً،ويؤيد ذلك: أن معـاويـة إنـمــا صحب النبي صلى الله عليه وسلم من سنة الفتح، والذينشهدوا أمره بصيام عاشوراء والـنـداء بـذلـك شهدوه في السنة الأولى أوائلالعام الثاني. ويؤخذ من مجموع الروايات أنه كان واجباً؛ لـثـبـوت الأمــربصيامه، ثم تأكد الأمر بذلك، ثم زيادة التأكيد بالنداء العام، ثم زيادته بأمرمن أكل بالإمــسـاك، ثـم زيـادتـــه بأمر الأمهات ألاَّ يرضعن فيه الأطفال،وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم: "لما فُرِضَ رمضان ترك عاشوراء"، مع العلمبأنه ما ترك استحبابه، بل هو باق، فدل على أن المتروك وجوبه"(16). فكما كان واجباً أولاً فهو الآن مستحب غير واجب، كما نقل ابن عبد الـبـرالإجمـاع على هذا(17). واسـتـحـبـابه متأكد يدل عليه قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "ما رأيتالنبي صلى الله عليه وسلم يـتـحـــرى صـيـام يـوم فـضَّـله على غيره إلا هذااليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"(18). قال ابن حجر: "وأما قول بعضهم: المتروك تأكد استحبابه، والباقي مطلقاستحبابه.. فلا يخـفـى ضـعـفــه، بل تأكُّد استحبابه باقٍ، ولا سيما معاستمرار الاهتمام به حتى في عام وفاته صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول: "لئنعشت لأصومن التاسع والعاشر"، ولترغيبه في صومه وأنه يكفِّر سنة، وأي تأكيدأبلغ من هذا؟!"(19). ولا يشوِّش على هذا ما روي من أن ابن عمر كان لا يصومه إلا أن يوافق صيامه(20)،وأنه كان يكره إفراده بالــصــوم، فـهــــو اجتهاد منه لا تُعارَض بهالأحاديث الصحيحة، وقد انقرض القول بذلك(21). الحالة الرابعة:الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء: "كان النبي صلى الله علـيـه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيهبشيء"(22)، حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزمعلى أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراءبالصوم. ويشهد لذلك أحاديث منها: عـــــن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: حين صامرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عــاشــــوراء، وأمــــر بصيامه، قالوا: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فــإذاكــان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا الـيـوم الـتـاســع". قال: فلم يأتالعام المقبل حتى توفي رســـول الله صلى الله عليه وسلم(23)،والمراد: أنـه عزم على صوم التاسع مع العاشر. يشهد لذلك قـول ابن عباس ـ رضيالله عنهما ـ: "أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بصـوم عاشوراء يـوم العاشر"(24)،وقوله: "خالفوا اليهود، وصوموا التاسع والعاشر"(25)، وعنعائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يومالعاشر(26). أما جواب ابن عباس لمن سأله عن صيام عاشوراء، فقال: "إذا رأيت هلال المحرمفاعدد، وأصبِحْ يوم التاسع صائـمـــــــاً"(27)، فلاإشكال فيه، قال ابن القيم: "فمن تأمل مجموع روايــات ابن عباس تـبـين له زوالالإشكال وسعة علم ابن عباس؛ فإنه لم يجعل عاشوراء هو الـيـوم الـتـاســـــع،بل قال للسائل: صم اليوم التاسع، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هواليوم العاشــــــر الذي يعده الناس كلهم يوم عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيامالتاسع معه"(28). وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا يوم عاشوراء،وخالفوا فـيــه اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً"(29). وعلى صحة هذا الحديث فإن من لم يصم الـتـاسـع فإنه يصوم الحادي عشر؛ لتتحققله مخالفة اليهود في عدم إفراد عاشوراء بالصوم. أما رواية: "صوموا يوماً قبله، ويوماً بعده" فهي ضعيفة(30). وعــن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود،وتـتـخـذه عيداً، فقال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: "فصوموه أنتم"(31). قال ابن رجب: "وهــذا يـدل على النهي عــن اتخاذه عيداً، وعلى استحباب صيامأعياد المشركين؛ فإن الصوم ينافي اتخاذه عيداً، فيوافقون في صيامه مع صياميوم آخر معه... فإن في ذلك مخالفة لهم في كيفية صيامه أيضاً، فــلا يـبـقـىفــيـه مـوافــقــة لـهـم فـي شـيء بالكلية"(32). ثالثاً: كيفية مخالفة اليهود في صوميوم عاشوراء: يـظـهـر مما تقدم من الأحاديث ـ واللهأعلم ـ أن الأكمل هو صوم التاسع والعاشر؛ لأنه هو الذي عزم على فعله النبيصلى الله عليه وسلم. ومن صحـح حديث: "وصوموا قبله يومًا، أو بعده يومًا" فإنه قال بمشروعية صيامالحادي عشر لمن لـم يصم التاسع، لتحصل له مخالفة اليهود التي قصد إليها النبيصلى الله عليه وسلم؛ خاصـــــة أن من أهل العلم من يرى كراهية إفراد العاشربالصوم؛ لما فيه من موافقة اليهود ومخالفة الأمر بمخالفتهم، وأيضًا خشية فواتالعاشر(33). ومن أهل العلم مـن قــــال بأفـضـلـية صوم الثلاثة أيام: التاسع والحادي عشرمع العاشر، وحجتهم الرواية المتقدمــــة: "صومــوا يومًا قبله، ويومًا بعده"،وأيضًا: الاحتياط لإدراك العاشر، ولأنه أبلغ في مخالفة اليهود(34). رابعاً: أعمال الناس في عاشوراء فيميزان الشرع: الناظر في حال الناس اليوم يرى أنهميخصصون عاشوراء بأمور عـديـدة. ومن خلال سؤال عدد من الناس من بلدان عدة تبينأن من الأعمال المنتشرة التي يحــرص عليها الناس في عاشوراء: الصيام ـ وقدعرفنا مشروعيته ـ. ومنها: إحـيـاء لـيـلــة عـاشــوراء، والحرص على التكلف في الطعام، والذبحعموماً لأجل اللحم، وإظهار البهجة والـســــرور، ومنها: ما يقع في بلدانكثيرة من المآتم المشتملة على طقوس معينة مما يفعله الروافض وغيرهم. وحتى نعرف مدى شرعية تلك الأعـمــال فتكون مقربة إلى الله، أو عدم مشروعيتهالتصير بدعاً ومحدثات تُبعِد العبد عن الله؛ فإنــه لا بد أن نعلم جيداً أنللعمل المقبول عند الله ـ تعالى ـ شروطاً مـنـهـا: أن يـكـــون الـعـامـــلمتابعاً ـ في عمله ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم(35). وإذا نظرنا في أفعال الناس في عاشوراءـ سواء ما كان منها في الحاضر أو الماضي أو الماضي القريب(36)ـ رأينا أنها على صور عدة: أ -مـا كــان مـنـها في باب العبادات؛حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء، وزيارة الـقـبـور فيه،والصدقة، وتقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في يوم عاشوراء، وقراءةسورة فيها ذكر موسى فجر يوم عاشوراء ... فهذه ونحوها وقعت المخالفة فيها فيسبب العمل وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشارع بهذه الأعمال، ولو أراده لحثَّعليه، كما حث عـلـى الـصـيـام فـيــــه، فيُمنع من فعلها بهذا التقييدالزمني، وإن كانت مشروعة في أصلها. ولأن باب الـبـدع لا يـقــف عـنــد حدّ فإن البدع في العبادات قد تنال كيفيةالعبادة، كما اختلقوا حديثاً موضوعاً مكذوباً في صلاة أربع ركعات ليلةعاشوراء ويومها، يقرأ فيها ((قل هو الله أحد)) [الإخلاص: 1] إحـدى وخمـسـينمرة(37)، وخرافة رقية عاشوراء، ونعي الحسين ـ رضي اللهعنه ـ على المنابر يوم الجـمــعـة(38)، وكالـمـنكراتالمصاحبة لزيارة القبور. ب -ما كـان مـن بـاب العادات التيتـمـــــارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد، ومن ذلك: الاغتسال، والاكتحال، واستعمال البخور، والتوسع في المآكل والمشارب، وطحنالحبوب، وطبخ الطعام المخصوص، والـذبح لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور. ومنها عادات لا تخلو من منكرات قبيحة. وهــــذه فـي أصـلـهــا نشأت وظهرت رد فعل لمآتم الرافضة التي يقيمونها حزناًعلى مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فكان من الناصبة(39)أن أظهروا الشماتة والفرح، وابتدعوا فيه أشياء ليست من الدين، فوقعوا فـيالتشبه باليهود الذين يتخذونه عيداً ـ كما تقدم ـ(40). وأما ما روي من الأحاديث في فضل الـتـوســعة على العيال في عاشوراء فإن طرقهاضعيفة، وهي وإن رأى بعض العلماء أنها قوية فإن ضـعـفـها لا ينجبر، ولا ينهضلدرجة الحسن. أما الاغتسال والاكتحال والاختضاب فلم يثبت فـيــه شيء البتة(41)،ولمَّا أشار ابن تيمية إلى ما روي من الأحاديث في فضل عاشوراء قال: "وكــــلهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه"(42). وبذلك تعرف أن الشرع لم يخص عاشوراء بعمل غير الصيام، وهذا منهج الرسول صلىالله عـلـيـــه وسلم، ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌحَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَكَثِيراً)) [الأحزاب: 12]. وكم فات علـى أولـئـك المنشغلين بتلك البدع مناتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته! ج -مآتم الشيعة (الرافضة والباطنية): أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين ـ رضـي الله عنه ـومناقبه؛ فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخـــرةالذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء ...، وابن بنت أشرف الخلق صلى اللهعليه وسلم، والتي هي أفـضـل بناته، وما وقـــع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم، وقد انتقم الله ـ عز وجل ـ مـن قـتـلـتـه فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم. والذي ينبغي عنــد ذكـر مصيبة الحسين وأمثالهـــا هــو الصبر والرضى بقضاءالله وقدره، وأنـه ـ تعالى ـ يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عندالله ـ تعالى ـ. ولكن لا يحسن أبداً ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوامـوته مأتماً، وقتل عثمان وعمـر ومات أبو بـكـر ـ رضي الله عنهم ـ، وكلهم أفضل منه .. ومات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولم يقع في يوم موته ما هوحاصـــل فـي مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هوأشبه بفعل أهل الجاهلية(43). قال ابن رجــب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخــاذه مأتماً كما تفعله الرافضــة؛لأجــل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه .. فـهــو من عمل من ضلسعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسولهباتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟"(44). ولقد كانت بعض تصرفات الرافضة في مآتمهم موضع انتقاد من بعض علمائهم، معإصرار الجميع على المآتم والحزن. ففي مقابلة مع أحد مراجعهم(45)سئل: "هناك أيضاً قضية عاشوراء التي لا تحبذها؟" فأجـاب: "عاشـــــوراء لا بـد أن تتحرك مع الخط العاطفي، ولكن لا أوافق على الاحتفال بعاشوراء بطريقة ضرب الرؤوس بالـسـيوف،وجلد الأجساد بالسلاسل الحديدية، وأنا قد حرمت هذا". ثم طالب بأساليب للتعبيرعـن العاطفة أكثر (عصرية)، وذكر منها استخدام المسرح، حتى يكون لعاشوراء امتداد في العالم!(46). والملاحظ أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم تـرتـبــط بأصل إسلامي من قريب أوبعيد؛ إذ لا علاقة لها بنجاة موسى \، ولا بصيام النبي صلى الله عـلـيــه وسلم، بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله ـ عز وجل المصدر // صيد الفوائد التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 01-12-11 الساعة 12:24 PM |
30-11-11, 01:09 AM | #2 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
ـ.
خامسًا: وقفات وفوائد: 1- حين يعظم الكفار بعض الشعائر: تقدم في حديث عائشة الصحيح أن قريشاًكانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، وعنها قالت: كانوا يصومون عاشوراء قبل أنيفرض رمضان، وكان يوماً تُسْتَرُ فيه الكعبة ..."(47)،وقد قيل في سبب صيامهم أنهم أذنبوا ذنباً فعظم في صدورهم،فقيل لهم: صومواعاشوراء(48)، وقيل: أصابهم قحط، ثم رفع عنهم، فصاموهشكراً(49)،و"لعلهم تلقوه من الشرع السالف، ولهذا كانوايعظمونه بكسوة الكعبة، وغير ذلك"(50). وأياً كان الحامل لهم على ذلك فإنه ليس غريباً بقاء أثارة من تدين عند الكفرةوالمشركين، وهــذا ـ غـالـبـاً ـ هو حال المبدلين شرع الله. ولكن وجود شيء منذلك لا يعني استحسان حالهم العامة بإطلاق مع بقائهم على الشــرك والكفــــر؛لأن مــيزان التفضيل هــو التـزام الديــن قلباً وقالباً عــن رضـىً وقبـــولـ كما أراده الله ـ، لا تجزئة الدين والإيمان ببعض الكتاب والكفر ببـعـض، ولاالتعلق بمجرد شعائر خالية من اليقين والإيمان الخالص الذي هو دليل الشكرالصادق، وسبب التكفير والمغفرة ـ لمن سعى لذلك ـ. يقول الله ـ عز وجـــل ـ: ((مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوامَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَحَبِطَتْ أَعْـمَــالُهُمْ وفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إنَّمَايَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِوأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكَاةَ ولَمْ يَخْشَ إلاَّ اللَّهَ فَعَسَىأُوْلَئَكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ)) [التوبة: 17، 18]. وهكذا الحال بالنسبة لبعض المنتسبين لهذه الأمة في التزامهم بعض شعائرالإسلام وتركهم كـثـيـراً مـنها؛ فذلك شبه باليهود الذين أنكر الله عليهمبقوله: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍفَـمَـــــــا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إلاَّ خِزْيٌ فِيالحَيَاةِ الدُّنْيَا ويَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إلَى أَشَدِّ العَذَابِومَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) [البقرة: 85]. كـحـــال منيكتفي من الإسلام بصيام رمضان، أو الإحسان إلى الناس مثلاً، مع فساد المعتقد،أو إهمال الصلوات، أو الركون إلى الكفرة وتوليهم. 2 - مخالفة أهل الكتاب من أعظم مقاصدالشريعة(51): مخـالـفـة الكفار من أبرز مظاهر تحقيقالبراء من الكافرين الذي لا يتم الإيمان إلا به، وقد شدد الـشــارع علىالمتشبهين بهم، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"(52)،وقد ذكر ابن تيمية أن هذا أقل أحواله التحريم، وإن كان ظاهره يقتضي كفرالمتشبه بهم(53). وفي ترك إفراد عاشوراء بالصوم درس عظيم، فإنه مع فضل صوم ذلك اليوم، وحثالنبي صلى الله عليه وسلم على صومه، وكونه كفارة سنة ماضية .. إلا أن النبيصلى الله عليه وسلم أمر بمخالفة اليهود فيه، وعزم على ضم التاسع إليه، فوقعتالمخالفة في صفة ذلك العمل، مع أن صوم عاشوراء مشروع في الشريعتين، أو أنهمشروع لنا وهم يفعلونه، فكيف بما كان دون ذلك من المباح أو المحــرم وما كانمـن شعائر دينهم؟! لا شك أن في ذلك من المفاسد ما لا يظهر أكثره لأكثر الخلق(54). أما اقتصار النبي صلى الله عليه وسلم على صوم عاشوراء أولاً فـقــد كــــانقـبـل أن يؤمر بمـخـالـفــة أهل الكتاب، وقد كان قبل ذلك يحب موافقتهم فيمالم يؤمر فيه بشيء(55)، واحتمل أن يـكـون صومه "استئلافاًلليهود كما استألفهم باستقبال قبلتهم، وعلى كل حال فلم يصمه اقتداءاً بهم؛فإنه كان يصومه قبل ذلك"(56). والإسلام منهج وسط في الاتباع، حاديه دائماً الحق المجرد؛ ففعل المشركينلِحَقٍّ لا يسوِّغ ترك هذا الحق بدعــــوى مخـالـفـتهم، كما أن فعلهم لباطللا يسوِّغ متابعتهم فيه بدعوى موافقتهم لتأليف قلوبهم، وعليه: تـنـتـفــيالدوافع المتوهمة للإعجاب بحال أي مبطل أو متابعته في باطله أو ترك حق لأنهفعله؛ إذ مـقــيـاس قـبــول الأحوال توافقها مع الشرع، وميزان المخالفة ماكان مــن خصائص مِلَّتهـم وشعائــر دينهــم، وبين هــذا وهــذا درجات لا مجاللتفصيلها. 3 - حقيقة الانتماء: علَّل الـيـهـود صيامهم عاشوراءبمتابعتهم موسى \ حين صامه شكراً لله على إنجائه له من فرعون. وهاهنا أمران: أولهما:هل يكفي صيامهم عاشوراء برهاناً للمتابعة وسبباً للأولوية بموسى \؟ وثانيهما:هل وقع لهم ما أرادوا من موافقة عاشر المحرم (عاشوراء) فعلاً؟ أما الأول: فـلا يكفي صومهم عاشوراء أن يقوم دليلاً لكونهم أوْلى بموسى \؟أبداً؛ إذ الحكم في ذلك بحسب تمام المتابعة والتزام الـمـنـهــــج، قال اللهـ عز وجل ـ: ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِـإبْـرَاهِـيـمَ لَلَّذِينَاتَّبَعُوهُ وهَذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا واللَّهُ ولِيُّالمُؤْمِنِينَ)) [آل عمران: 68]. ولـذا كان نبـي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم وأتباعه أوْلى بنبي الله موسى ـعليه الصلاة والسلام ـ من الأمة الغضبية، فقال: "نحن أحق وأوْلى بموسى منكم"(57). وهـكذا تتوحــد المشاعر، وترتبط القلوب مع طول العهد الزماني، والتباعدالمكاني، فيكون الـمــؤمنون حزباً واحداً هو حزب الله ـ عز وجل ـ؛ فهم أمةواحـــدة، مــن وراء الأجيال والقرون، ومـن وراء المكان والأوطان .. لا يحولدون الانتماء إليها أصل الإنسان أو لونه أو لغته أو طـبـقــتــه .. إنما هوشرط واحد لا يتبدل، وهو تحقيق الإيمان، فإذا ما وجد كان صاحبه هو الأوْلىوالأحق بالولاية دون القريب ممن افتقد الشرط؛ ولذا استحقت هذه الأمة ولايةموســـى دون الـيـهـــــود الـمـغـضـوب عليهم. ((إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْأُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)) [الأنبياء: 29]. وأما الثاني: ـ وهـو: هل وافـقـــوا صيام عاشوراء فعلاً؟ ـ فقد ذكر بعض أهلالعلم(58)أن حساب اليهود كان بالسنة الشمسية، والمحــرمشهر هلالي لا شمسي، وهذا يوقع الشك في إصابة اليهود يوم عاشوراء، أماالمسلمون فحسابـهـم بالأشـهــر الـهـلالـيـة فـأصابوا تعيين عاشوراء، وإذاظهر خطأ اليهود تبينت أولوية المسلمين من هذا الوجه أيضاً. ويشـبه هـذا ضلال أهل الكتاب عن يوم الجمعة، فاختار اليهود السبت، واختارالنصارى الأحد، وهُدي المسلمون ليوم الجمعة. 4 - عبادة الله أبلغ الشكر: كانت نجاة موسى ـ عليه الصلاةوالـسـلام ـ وقـومــه من فرعون.. منَّة كبرى أعقبها موسى \ بصيام ذلك اليوم،فكان بذلك ـ وغيره من العبادات ـ شــاكــرًا لله ـ تعالى ـ؛ إذ الـعـمــلالـصـالـح شـكر لله كـبـيـر، قــال ربـنــا ـ عز وجل ـ: ((\اعْمَلُوا آلَدَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)) [سبأ: 31]، وأساسالـشـكــر مبني على خمس قواعد: الخضوع للمنعم، وحبه، والاعتراف بنعمته،والثناء عليه بها، وألا تصرف النعمة فيما يكرهه المنعم(59). "والبشر مهما بالغوا في الشكر قاصرون عن الوفــاء، فكيف إذا قصّروا وغفلوا عنالشكر من الأساس"؟!(60). ويـجـب التنبه إلـى أن أمر العبادة قائم على الاتباع، فلا يجوز إحداث عباداتلم تشرع، كما لا يجوز تـخـصـيـص عـاشــوراء ولا غيره من الأزمان الفاضلةبعبادات لم ينص عليها الشـارع في ذلك الزمـن. أما الأنبياء ـ عليهم الصلاةوالسلام ـ فعباداتهم شرع معصوم مبني على وحي الله ـ عز وجل ـ إليهم. ثم اقتفاء آثار الأنبياء وتحقيق الاهـتـداء بـهـديـهـــم والاجتهاد في تطبيقسنتهم هو الشكر بعينه. 5 - في التعويد على الخير تثبيت عليه: بـلـغ بالـصـحـابـة الحرص على تعويدصغارهم الصيام أن احتالوا عليهم في تمرينهم عليه حتى يُتِمُّوه، فصنعوا لهماللعب يتلهون بها عن طلب الطعام، ـ كما تقدم في حديث الربيِّع ـ؛ وذلك لكونتعـويـد الـصغير على فعل الخير مكمن قوة في استقامته عليه في الكبر؛ لأنهيصير هيئة راسخة في نفــسه تعسر زعزعتها.. واليوم لدينا من وسائل التلهيةالمباحة بقدر ما لدينا من أصناف الطعام وأشـكـالـه، وإذا اقتنع المربي بواجبهالتربوي لم تُعْيِه الحيلة؛ فإن الحاجة تفتق الحيلة(61). ========== الهوامش: (1)رواه مسلم، ح/ 1163. (2)البخاري، ح/2004، ومسلم،ح/11330، واللفظ له . (3)فتح الباري: 4/291 . (4)رواه مسلم، ح: 1162 . (5)رواه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار 1/407، وحسنه الألباني في صحيحالترغيب والترهيب: 1/422. (6)فضائل الأوقات، للبيهقي: 439. (7)رواه ابن حبان: 8/394، ح/3631. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم. (8)رواه البخاري، ح/2006، ولا يعني هذا تفضيله على يوم عرفة، فإنه يكفر سنتين،ويتميز بمزيد فضل لما يقع فيه من العبادات والمغفرة والعتق، ثم إنه محفوفبالأشهر الحرم قبله وبعده، وصومه من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعفببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم. (انظر: بدائع الفوائد: 4/211، والفتح: 4/292، ومواهب الجليل 2/403). (9)لطائف المعارف، لابن رجب: 110، وأخرج أثر الزهري البيهقي في الشعب: 3/367. (10)انظر: اللطائف: 102 ـ 109. (11)انظر: الفتح: 4/289. (12)رواه مسلم، ح: 1125، واللفظ له، والبخاري، ح:2002. (13)رواه مسلم: ح 1136، 2/798 . (14)كالبيهقي، في فضائل الأوقات: 444، 445. (15)رواه البخاري: ح/2003، الفتح: 4/287. (16)الفتح: 4/290. وانظر: زاد المعاد: 2/71،72. (17)انظر: التمهيد: 7/203، 22/148. (18)رواه البخاري: ح: 2006، الفتح:4/287. (19)الفتح: 4/290. (20)البخاري: ح/1892،الفتح4/123، ومسلم: ح/1126. (21)انظر: الفتح: 4/289. (22)كما صح عن ابن عباس فيالبخاري: ح 5917. وانظر مبحثاً مفيداً في المسألة في اقتضاء الصراط المستقيم: 1/466 ـ 472. (23)رواه مسلم، ح/1134 . (24)أخرجه الترمذي3/128،، ح/755، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سننالترمذي ح/603، وانظر: صحيح الجامع، ح/3968. (25)أخرجه عبد الرزاق (7839)، والبيهقي (4/287)، من طريق ابن جريج عن عطاء. وهذاإسناد صحيح. (26)أخرجه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار، لابن حجر: 1/406، ح 672، وقالالحافظ: إسناده صحيح. (27)رواه مسلم: 1133. (28)زاد المعاد: 2/ 75 ـ 76. (29)المسند: 1/241. وقال شاكر: إسناده صحيح. واحتج به من أهل العلم: الحافظ فيالفتح (4/289)، وابن القيم في الزاد (2/76)، وغيرهما. وضعف إسناده محققاالمسند، وقالا: "إسناده ضعيف .ابن أبي ليلى ـ واسمه محمد بن عبد الرحمن ـ: سيئ الحفظ، وداود ابن علي ـ وهو ابن عبد الله بن عباس الهاشمي ـ روى عنه جمع،وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ، وقال الإمام الذهبي: وليس حديثهبحجة"، ثم خرجاه من مصادره، وبينا أن الثابت عن ابن عباس موقوفًا هو بلفظ: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود". انظر المسند ح/ 2154، 3213 (4/52، 5/280). (30)ذكر هذا اللفظ: الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/188، وقال: "رواه أحمد والبزار،وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام" وذكره المجد ابن تيمية في المنتقى، وعزاهلأحمد، قال الشوكاني في نيل الأوطار: 4/330: "رواية أحمد هذه ضعيفة منكرة، منطريق داود بن علي، عن أبيه، عن جده، رواها عنه: ابن أبي ليلى". وذكره ابن رجبفي لطائف المعارف: 108. والذي وقفت عليه في المسند هو اللفظ المتقدم، ـ وهوبـ (أو) وليس بالواو ـ، وقد ضعف الرواية التي بالواو الألباني في ضعيفالجامع، ح/ 3506، وذكرها محتجًا بها الشيخ ابن باز، انظر: فتاوى إسلامية: 2/169. (31)رواه مسلم، ح: 1131، 1/796. (32)لطائف المعارف: 112. (33)وهو المشهور عن ابن عباس ومقتضى كلام أحمد، ومذهب الحنفية. انظر: اقتضاءالصراط المستقيم، 1/470 ـ 471، ورد المحتار، لابن عابدين 3/336 ـ 337. (34)بل إن الحافظ ابن حجر (الفتح4/289) وابن القيم (الزاد2/72) جعلا المراتبثلاثة، أفضلها صيام الثلاثة الأيام، يليها صوم التاسع والعاشر، والثالثة صومالعاشر وحده. وانظر: المغني، لابن قدامة 4/441، ولطائف المعارف، ص 109. (35)ويتحقق الاتباع بموافقة العمل هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ستة أمور: أ - كون سبب العمل مشروعاً، فالتهجد في ليالي معينة كليلة عاشوراء دونغيرها.. سببه غير مشروع؛ لأنه لم يرد في تخصيصها به نص شرعي. ب - الجنس؛ فالتضحية بفرس غير مقبولة؛ لأنها لم تشرع. ج - القدر أو العدد، فإذا صلى المغرب أربعاً لم تصح؛ لمخالفة الشرع في العدد. د - الكيفية، فإذا توضأ وضوءاً منكساً لم يُقبل. هـ - الزمان، فلو ضحى في شعبان لما صحت منه. و - المكان، فلو اعتكف في بيته لما صح منه ذلك؛ لمخالفة الشرع في المكان. (انظر: الإبداع في بيان كمال الشرع وخطر الابتداع، لابن عثيمين: 21-22). (36)انظر في بدع عاشوراء: المدخل، لابن الحاج: 1/208، 209، وتنبيه الغافلين، لابنالنحاس: 303، والإبداع في مضار الابتداع، لعلي محفوظ: 268-272، والسننوالمبتدعات، للشقيري: 118-121، وردع الأنام من محدثات عاشر المحرم الحرام،لأبي الطيب عطاء الله ضيف . وانظر: معجم البدع، لرائد بن أبي علفة: 391 ـ 395. (37)انظر: الإبداع ، لعلي محفوظ: 270. (38)انظر: السننوالمبتدعات، للشقيري: 120. (39)هم الذين يناصبون آل البيت العداء، في مقابل الرافضة الذين غلوا فيهم. (40)انظر: اقتضاء الصراط المستقيم: 2/129 ـ 134، وانظر: اللطائف: 112، وشعبالإيمان: 3/367، وضعيف الجامع، ح/5873. (41)انظر: السابق. (42)منهاج السنة النبوية 7/39، وانظر: مواهب الجليل 2/403 ـ 444. (43)انظر: البداية والنهاية، لابن كثير: 8/201 ـ 203، والفتاوى، لشيخ الإسلام ابنتيمية: 25/307 ـ 314، واقتضاء الصراط المستقيـم: 2/129-131. (44)لطائف المعارف: 113. (45)وهو محمد حسين فضلالله. (46)صحيفة: الخليج، العدد 7224، الأحد 12/11/1419هـ . (47)رواه البخاري، ح: 1592، الفتح:3/531. (48)انظر: الفتح: 4/289. (49)انظر: الفتح: 7/184. (50)الفتح: 4/289. (51)انظر: اقتضاء الصراط المستقيم: 1/199 وما بعدها . (52)رواه أبو داود: ح/ 4031، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ح: 341 . (53)انظر: اقتضاء الصراط المستقيم: 1/270. (54)انظر: السابق: 1/284، 474، 92 ـ 94 . (55)صحيح البخاري، ح/ 5917، موقوفًا على ابن عباس ـ وتقدم ـ. (56)الفتح: 4/291، وانظر: 288. (57)هذا لفظ مسلم: ح/1130. (58)انظر: اللطائف: 109، والزاد: 2/69،70، والفتح: 4/291. (59)انظر مدارج السالكين: 2/254. (60)في ظلال القرآن، لسيدقطب: 5/2899. (61)كما تقول العرب. ومعنى المثل: أن شعور الإنسان بحاجته لشيء يولد له الحيلةوالطريقة التي توصله إلى حاجته. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يوم عرفة من صحيح السنة المطهرة | بشـرى | روضة السنة وعلومها | 3 | 31-01-07 08:40 PM |