العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > أرشيف دورات حفظ المتون وصفحات المدارسة > قسم التدارس

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-08, 02:31 AM   #1
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
c5 مدارسة شرح العقيدة الواسطية للأختين " أم معان " و " ولموو"

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الأخوات القائمين على هذا الصرح الطيب وبعد سؤالي للإدارة و فهمت بموافقتهم
اردت انشاء هذه الصفحة
لمدارسة شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية
رفعه الله إلى أعلى الدرجات مع الصديقين والشهداء ورافقه بالأنبياء
وذلك بطريقة معينة وهي :
1- انتقاء شرحين جامعين للكتاب
2- قراءة الشرحين جيدا
3- ثم استنباط الفوائد التي استفيدت ولها أثر في القارئ والتي تشابه الشرح الآخر مما تميز به الشارح
ووضعه في هذه المشاركة ، ومما يستفاد منها هو قراءة الشروح للكتاب من أوله إلى آخره ومن ثم أيضا المدارسة ونشر الفائدة فتثبت في الذهن بل ويزيد الله المعلم علما آخر ، كما قيل " أن من علم علما أورثه الله علم مالم يعلم "
4- والمشاركة تزيد الهمم وفيه تعاون على الخير وتحث على المواصلة
وسيكون الشرح هو " شرح معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وأكرمه ، وشرح الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وبارك في عمره وهو المعتمد وغيرهم فيما ندر ، والشرحان موجودان في النت، فيسهل نسخ الفائدة بطريقة سريعة
وأرجو أن نستفيد وننتفع بهذه الفكرة ويستفيد الجميع أيضا
والله المستعان وعليه البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله من أوله إلى آخره والعمل به واعتقاده و الدعوة به إليه
أم معان غير متواجد حالياً  
قديم 02-01-08, 10:04 AM   #2
مسلمة لله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أخية وزادك من فضله
موفقين دوما



توقيع مسلمة لله
[FRAME="7 10"]ما دعوة أنفع يا صاحبي ** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئا ** أن تسأل الغفران للكاتب
[/FRAME]
مسلمة لله غير متواجد حالياً  
قديم 02-01-08, 02:42 PM   #3
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك وثقل موازينك نورت صفحتنا يا طيبة أسعدنا الله دوما بطلتك
أم معان غير متواجد حالياً  
قديم 02-01-08, 09:05 PM   #4
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
c3 شرحا العقيدة الواسطية


إليكم الكتب المعتمدة في هذه المدارسة لمن أراد الإنتفاع بخير الشروح لهذه العقيدة الطيبة المباركة
شرح العقيدة الواسطية معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وأكرمه
http://www.saaid.net/book/1/260.zip
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صلح الفوزان حفظه الله وبارك فيه
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/books/37.pdf
أسال الله لي ولأختي لموو ولأخواتي جميعا في المنتدى
أن يزيدنا إيمانا ويقينا وفقها في دينه
" كما كان يدعوا ابن مسعود رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين"
ويثبتنا على صراط الله المستقيم بالعلم والعمل والدعوة والصبر على ذلك
وأن يجعلنا مخلصين مسلمين وجوهنا لله وحده محسنين بإتباع نبيه عليه الصلاة والسلام
ويوفقنا ويهدينا ويسددنا ويعيننا بحوله وقوته وكرمه وفضله
أم معان غير متواجد حالياً  
قديم 14-01-08, 10:52 AM   #5
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
c1



فوائد الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وبارك فيه من شرحه المبارك :
وهي على طريقة الفوائد ، وليست تلخيصا وليست شاملة لكل المتن بل ما وجد من الفوائد الغير معهودة من الشروح الأخرى والله المستعان وعليه التكلان

من بداية الشرح إلى قوله ( فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة )

- شرح هذه العقيدة الواسطية التي ألفها شيخ الإسلام والمسلمين علم الدين وتقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ثم الدمشقي الإمام المعروف المتوفى سنة 728 رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة ، كتب هذه العقيدة إلى أهل واسط يبين لهم فيها اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة ومن تبعهم على هذا الاعتقاد إلى وقته رحمه الله تعالى

1 - الأول العقيدة العامة في الله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
ثم مسائل الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا هو الثاني ، والكلام في ما يتصل بذلك من الكلام في الصحابة رضوان الله عليهم .
ثم الثالث ، الأصل الثالث من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة : الكلام في أخلاق أهل السنة والجماعة
وهذه هي الأمور الثلاثة التي فَصَّلَ فيها شيخ الإسلام رحمه الله في هذه الرسالة العظيمة


2- هذه الرسالة لها شروح كثيرةٌ كما هو معلوم ، هذه العقيدة المباركة لها شروحٌ كثيرة ، ومن أعظمها نفعاً وأدقها لفظاً:
الشرح المسمى بـ (التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية) للشيخ العلامة عبدالعزيز ابن رشيد رحمه الله تعالى . فإن هذا الشرح من أنفس شروح هذه العقيدة الواسطية . فقد بين من مسائل هذه العقيدة ومن ألفاظها ما يكفي طالب العلم في هذا الباب أعني باب الاعتقاد . لأنه ذكر فيها من العلم الواسع الغزير ما لو اكتفى به طالب علم في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة لكفاه


3- فقوله (الحمْدُ للهِ) أفادنا أن كل أنواع المحامد لله جل وعلا .
وقد ذكرت لك فيما مضى أن أنواع المحامد لله جل وعلا كثيرة تجتمع في خمسةٍ وهي:
حمده جل وعلا على تفرده بالربوبية دون مشاركٍ له فيها وآثار الربوبية في خلقه أجمعين .
حمده جل وعلا على كونه ذا الألوهية على خلقه أجمعين وأنه المستحق للعبادة وحده دون ما سواه .
حمده جل وعلا على ما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا .
حمده جل وعلا على شرعه وأمره ودينه .
حمده جل وعلا على قضائه وقدره وما أجرى في كونه .
هذه هي أنواع المحامد ، أو جِماع أنواع المحامد


4- الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ، هذا اقتباس من آية في آخر سورة الفتح وهي قوله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً﴾
فالله جل وعلا أرسل رسوله بالهدى بالعلم النافع وبدين الحق الذي هو العمل الصالح
وشهادة الله جل وعلا فوق كل شهادة ، إذ لا أعلم من الله ، ولا شاهد يُكتفى به إلا الله جل وعلا في هذه المسائل العظيمة أو ما أوحى به إلى رسوله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، فمن أتته شهادة الله جل وعلا كفى بها شهادة .
إذا كان كذلك فمن المتقرر أن نصوص الكتاب والسنة التي وُصِفت في هذه الآية بأنها الهدى قد اشتملت على أنواع الأخبار التي هي في الأمور الغيبية عن الله جل وعلا وعن أسمائه وصفاته وعن ما يكون في يوم المعاد من الأمور الغيبية .
وإذا كانت هذه النصوص في هذه الأمور الخبرية وكذلك ما أخبر به النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ في هذه الأمور قد وصفها الذي يُكتفى بشهادته بأنها هدى .
فيُعلم منه أن من لم يرضَ بكون هذه النصوص وما دلت عليه الهدى الكامل والشفاء الكامل فإنه يتضمن ذلك بأنه لم يكتفِ بشهادة الله جل وعلا .
وهذا هو ما صنعه الذين سلكوا مسلك البدع من أنواع الفرق


5 - وهذا من الأمور المهمة التي ينبغي العناية بها ، وهي أنَ كلمة التوحيد لها ركنان :
– ركن النفي – وركن الإثبات
أما معناها فإن معنى الإله في قوله لا إله هو المعبود عن محبةٍ وتعظيم .
لأن مادة أَلَهَ في اللغة التي جاء ت والتي جاء بها القرآن معناها العبادة .
ألَهَ بمعنى عَبَدَ مع المحبة والتعظيم و الأُلُوهة العبادة مع المحبة والتعظيم .
فـ الإله هو المعبود مع المحبة والتعظيم .
ويدل له من قول العرب قول الشاعر في رجزه المشهور :
لله دَرُّ الغـانيـات المُدَّهـي سبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْـنَ من تَأَلُّهِ
يعني من عبادة وعليه قراءة ابن عباس في آية الأعراف في قوله تعالى (ويذرك وإلهتك) يعني وعبادتك .
فإذن معنى الإلهة و الألوهة في كلام العرب العبادة مع المحبة والتعظيم .

6 - وهذا ينبئ ويثبت أن قول الأشاعرة والماتريدية والمتكلمين في معنى الإله أنه قولٌ باطل حيث انهم قالوا إن معنى الإله هو القادر على الاختراع .
الإله عند المتكلمين ومن حذا حذوهم ونحا نحوهم من الأشاعرة والماتريدية ونحوهم يقولون الإله هو القادر على الاختراع .
وهذا هو معنى الرب وأما الإله فليس فيه معنى الخلق ولا القدرة على الخلق ولا القدرة على الاختراع وإنما فيه معنى العبادة .
ويقول آخرون من الأشاعرة والماتريدية ونحوهم إن الإله هو المستغني عما سواه المفتقر إليه ما عداه
كما قالها السنوسي في عقيدته المشهورة التي يسميها أصحابها أم البراهين يقول فيها ما نصه :
يقول (فالإله هو المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه ، فمعنى لا إله إلا الله –هذا من تتمة كلامه– لا مستغنياً عما سواه ولا مفتقراً إليه كل ما عداه إلا الله) .
ففسر الألوهية بالربوبية ، وهذا من مناهج المتكلمين ومن عقيدة أهل الكلام إذ أنهم يفسرون الإله بالرب.
يفسرون الألوهية بالربوبية ، وعلى هذا – عندهم – من اتخذ مع الله جل وعلا إلهاً آخر يعبده يرجوه يخافه يدعوه يستغيث به ينذر له يذبح له فإنه لا يكفر بذلك عندهم لأنه لم يخالف ما دلت عليه كلمة التوحيد إذا كان معتقداً – عندهم – بأن الله جل وعلا هو المتفرد وحده بالقدرة على الاختراع وبالاستغناء عما سواه وبافتقار كل شيء إليه جل وعلا


7- لهذا نقول تحقيق الشهادتين يكون بتحقيق لا إله إلا الله محمد رسول الله :
- وتحقيق الأولى بألا تعبد إلا الله جل وعلا .
- وتحقيق الثانية بألا يُعبَد الله إلا بما شرعه رسوله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ .

8- قال هنا (وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ) وهذا من التأكيد بعد التأكيد .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري على قوله وحده لا شريك له ، قال تأكيدٌ بعد تأكيد لبيان مقام التوحيد ،

9- وأن الله جل وعلا في استحقاقه العبادة وحده لا شريك له في ذلك .
قال فهنا لا شريك له وأنواع ادعاء الشريك كثيرة ومجملها :
- أن اِدُّعِيَ له الشريك له في ربوبيته ، وأن ثَمَّ ظهير معه يُصَرِّفُ معه الأمر .
- واِدُّعِيَ أن معه شريك في استحقاق العبادة .
- واِدُّعِيَ أن معه شريك في أسمائه وصفاته على وجه الكمال .
- واِدُّعِيَ أن معه شريك في الأمر والنهي في التشريع .
- واِدُّعِيَ أن معه شريك في الحكمة التي قضاها في كونه كما يقول الفلاسفة ونحوهم .
إذن أنواع الاشتراك التي اِدُّعِيَ أن ثَمَّ من يشارك الله جل وعلا فيها وهذه الخمسة هي جِماعُها .
لا شريك له


10-فكلمة التوحيد لا إله إ لا الله محمد رسول الله ، قال النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ (إلى أن يوحدوا الله)
فمن دعا إلى توحيد الله فمعنى ذلك أنه يدعو إلى تحقيق الشهادتين .
وكذلك ما ثبت في الصحيحين أن النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ لما أَهَلَّ بالحج قال الراوي أَهَلَّ رسول الله -صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ - بالتوحيد ، كان أهل الشرك يهلون بكذا وكذا وأهل رسول الله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بالتوحيد .
إذن كلمة التوحيد موجودة في السنة ومستعملة ، ودين الإسلام هو دين التوحيد
توحيد الله ثلاثة أنواع ، وهي :
توحيد الربوبية .
وتوحيد الألوهية .
وتوحيد الأسماء والصفات .
قسمها العلماء إلى هذه القسمة الثلاثية ، دليلها فيها استقراء الكتاب والسنة ، ويكثر ذلك في كلام ابن جرير الطبري رحمه الله في التفسير وكلام ابن عبد البر رحمه الله في كتبه
ثم شاعت في كلام العلماء وأشهرها كثيراً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
النوع الرابع توحيدٌ دلت عليه شهادة أن محمداً رسول الله – وهو ألا يعبد الله إلا بما شرع ويسمى عند طائفة من أهل العلم توحيد المتابعة .
يعني أن يكون المرء متابعاً للنبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ وحده فلا أحد يستحق المتابعة على وجه الكمال إلا النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ كما قال ابن القيم في نونيته:
فلواحدٍ كن واحداً في واحــدٍ أعني سبيل الحق والإيمــان
وهذا التعبير – توحيد المتابعة – استعمله ابن القيم واستعمله شارح الطحاوية واستعمله جماعة من أهل العلم .


11- النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه أو أمر بتبليغه إلى قومٍ موافقين .
- وأما الرسول فهو من أوحي إليه بكتاب أو بشرع وأمر بتبليغه إلى قومٍ مخالفين .
وعلى هذا يصح الكلية التي يعبر بها العلماء أن كل نبي رسول وليس كل رسولٍ نبياَّ .


12- الفرقة الناجية سميت فرقة لأجل أنها طائفة لأنها مقابَلة بالفرق الأخرى ولم يَرِدَ – فيما أعلم – هذا النص (الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ) في الحديث لكن العلماء أخذوه مما جاء في حديث معاوية وغيره في حديث الافتراء المشهور أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (ألا وإن اليهود افترقت على إحدى وسبعين ، وإن النصارى افترقت على ثنتين وسبعين فرقة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة) هذا لفظ أبي داوود في سننه .
فيفهم من هذا الحديث أن هذه الفرقة التي هي الجماعة هي الفرقة الناجية وغيرها من الفرق فرقٌ هالكة .
ولهذا قال أهل العلم في وصف من اعتقد الاعتقاد الحق وكان مع الجماعة أنه من الفرقة الناجية .
ووصفها بأنها ناجية يعني أنها ناجية من النار وهي ناجيةٌ في الدنيا من عقاب الله جل وعلا
وقد قال الإمام أحمد وغيره – في تحديد من هي الفرقة الناجية المنصورة ، قال الإمام أحمد إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم .
وذلك لأن أهل الحديث زمن الإمام أحمد كانوا هم القائمين بنصرة الدين والمنافحة عن الاعتقاد الصحيح والرد على المخالفين من أهل البدع الذين أدخلوا في الإسلام ما ليس منه ، الذين راموا تحريف الكلم عن مواضعه
وقال البخاري رحمه الله هم أهل العلم .
وإليه مال الترمذي في جامعه وغيره .
فالفرقة الناجية المنصورة هم أهل الحديث كما عليه أقوال أكثر أهل العلم ، وهم أهل العلم ، وهم الذين اعتقدوا الاعتقاد الحق .
فمن اعتقد الاعتقاد الحق فهو ناجٍ بوعد الله جل وعلا له ووعد الرسول صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ له في الآخرة وهو منصورٌ في الدنيا ومنصورٌ في الآخرة كما قال تعالى ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ فهم منصورون في الدنيا ومنصورون في الآخرة .


13- وقد عُقِدَ لشيخ الإسلام مجلس محاكمة على هذه العقيدة لما ألفها ، وقيل له إنك تقول في هذا الاعتقاد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة فهل معنى ذلك أنك تقول إن من لم يعتقد هذا الاعتقاد فليس بناجٍ من النار ؟
فقال - رحمه الله – مجيباً في المجلس الذي حوكم فيه من قِبَلِ القضاة ومشايخ زمنه وولاة الأمر في زمنه قال لم أقل هذا ولم يقتضه كلامي أو قال لا يقتضيه كلامي فإنما قلت هذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة ، فمن اعتقد هذا الاعتقاد كان موعوداً بالنجاة ، ومن لم يعتقد هذا الاعتقاد لم يكن موعوداً بالنجاة وكان متوعداً بالعذاب ، وقد ينجو بأسباب منها صدق المقام في الإسلام وكثرة الحسنات الماحية بالجهاد في نصرة الإسلام وذلك عند من عنده نوع مخالفة لهذا الاعتقاد كما هو عند طائفة من أهل العلم فإنهم قد يكون عندهم كما قال شيخ الإسلام من الحسنات الماحية ومن صدق المقام في نصرة الإسلام ما يكفر الله جل وعلا به عنهم المعصية والكبيرة التي عملوها وهي بسوء الاعتقاد الذي اعتقدوه ولم يعتقدوا ما كان عليه أهل السنة والجماعة

14- أهل السنة دون لفظ الجماعة دون أن تعطف الجماعة عليها يطلق بأحد هذين الاعتبارين :
- قد يطلق ويراد به ما عدا الرافضة .
- وقد يطلق وهو الأصل ويراد به من لازم السنة على ما وصفت لك .

15- وأما قوله والجماعة فإن هذا اللفظ استعمله طائفةٌ من أئمة السنة المتقدمين من طبقة مشايخ أحمد وطبقة الإمام أحمد ومن بعدهم وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ استعمل لفظ الجماعة فمنها أنه ذكر أن الفرقة الناجية في حديث الافتراق المشهور حيث قال – بعدما ساق الافتراق – قال (كلها في النار إلا واحد وفي لفظٍ آخر (كلها في النار إلا واحدة) قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي روايةٍ أخرى زاد لفظ (اليوم) بقوله (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) .

16 - الجماعة تدور في هذه المعاني :
وهي القول بأن الجماعة هم السواد الأعظم .
أو أن الجماعة هم أهل العلم والحديث والأثر .
أو أن الجماعة هم صحابة رسول الله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ .
هذه الأقوال متقاربة وهي من اختلاف التنوع لأن الجماعة الذين هم السواد الأعظم كما فسرها ابن مسعود وأبو مسعود رضي الله عنهما هذا يعنون به صحابة رسول الله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ .
ومن فسرها – وهم أكثر أهل العلم – بأن الجماعة هم أهل العلم والأثر والحديث هؤلاء لأنهم تمسكوا بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد ، و الجماعة المراد بها أصحاب رسول الله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ .
فتحصل إذن أن هذه الأقوال الثلاثة ترجع إلى معنىً واحد وأن أهل السنة والجماعة هم الذين تابعوا صحابة رسول الله صلى عليه وسلم وتابعوا أهل العلم والحديث والأثر في أمورهم .
أما قول ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى فهذا صحيح وهو أن الجماعة هم عصبة المؤمنين الذين اجتمعوا على الإمام الحق وتبيان ذلك-مما يبين حصيلة هذا الكلام ويقرره أتم تقريرٍ وأوضح تقرير– أن الجماعة مقابلة للفرقة والافتراق يقابله الاجتماع .

وفقني الله واياك والمسلمات يتبع :

التعديل الأخير تم بواسطة أم معان ; 14-01-08 الساعة 10:57 AM
أم معان غير متواجد حالياً  
قديم 24-01-08, 01:15 PM   #6
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
c5 تابع الفوائد من شرح الواسطية


( وهو الإيمان بالله ... ) إلى قوله : ( بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )

الفوائد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وبارك فيه وعليه :
17- بيان غلط من غلط في معنى أهل السنة والجماعة فأدخل في أهل السنة والجماعة الفرق ، بعض الضالة كالأشاعرة والماتريدية .
ومن أمثال من غلط من المتقدمين السَفَّاريني في شرحه (لوامع الأنوار البهية) فقال أهل السنة والجماعة ثلاث فرق :
o الأولى الأثرية أتباع الأثر .
o والثانية الأشعرية أتباع أبي الحسن الأشعري .
o والثالثة الماتريدية أتباع أبي منصور الماتريدي .
وإذا كان كذلك فإنه على هذا الكلام إن الأشعرية والماتريدية وأهل الأثر هم جميعاُ من الجماعة .
وهذا باطل لأن أهل الأثر هم الذين تمسكوا بما كانت عليه الجماعة وأما الأشاعرة والماتريدية فإنهم يقولون قولتهم المشهورة يقولون كلام السلف أسلم ولكن كلام الخلف أعلم وأحكم .
وهذا لا شك أنه فيه افتراق وفرقة وخلافٌ واختلاف عما كانت عليه الجماعة قبل أن يَذِرَ نجم الابتداع في هذه الأمة.
فإذن هذا الكلام من الكلام الذي هو غلط على أهل السنة والجماعة ولم يقل به أحد أئمة أهل السنة الذين يفهمون كلام أهل السنة وكلام المخالفين .

18- الإيمان في الشرع هو القول باللسان ـ يعني بشهادة التوحيد ـ والاعتقاد بالجنان ـ الاعتقاد المفصل الذي سيأتي هنا ـ والعمل بالجوارح والأركان .
فهذا هو معنى الإيمان في النصوص وهو المراد بالايمان عند أهل السنة والجماعة
الإيمان في الشرع هو القول باللسان ـ يعني بشهادة التوحيد ـ والاعتقاد بالجنان ـ الاعتقاد المفصل الذي سيأتي هنا ـ والعمل بالجوارح والأركان .
فهذا هو معنى الإيمان في النصوص وهو المراد بالايمان عند أهل السنة والجماعة
- فالإيمان قول وعمل
قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح والأركان ، هذه أربعة أشياء تحتاج إلى تفصيلها .
1- قول القلب هو اعتقاده ، لا بد من أن يكون ثَمَّ قول وهو اعتقاد القلب :
اعتقادات القلب هي أقواله لأنه يحدث بها نفسه قلبا فهو يقولها بقلبه ، فأقوال القلب هي الاعتقادات وهي التي ستأتي مفصلة في هذا الكتاب .
2- قول اللسان بالشهادة لله بالتوحيد ، بقوله لا إله إلا الله محمد رسول الله .
3- ثم عمل القلب ،عمل القلب أوله نيته وإخلاصه ، أنواع أعمال القلوب من التوكل والرجاء والرغب والرهبة والخوف والمحبة والإنابة والخشية ونحو ذلك من أنواع أعمال القلوب .
4- عمل الجوارح بأنواع الأعمال مثل الصلاة والزكاة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من الأعمال .

19- أما التحريف :
فأصله في اللغة من الانحراف بالشيء عن وجهه وهو صرفه عن وجهه ومعناه إلى غيره .
وهذا تحريف بمعنى التغيير والتبديل ، فإذن يكون معنى التحريف التغيير والتبديل ، حرف أي غير وبدل ، قال جل وعلا عن اليهود ﴿مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾ .
قال المفسرون إن معني قوله ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾ يعني يحرفون ما أُنزِل عليهم عن معانيه اللائقة به ، بل يخترعون له معاني من عندهم ، وسمى الله جل وعلا والتحريف في نصوص الصفات معناه أن تُغَّير و تُبَدّل ألفاظها أو معانيها عن ظواهرها ، فإذا صُرِف ظاهر النص عن معناه اللائق به فإن هذا سواء أكان في اللفظ أو في المعنى فإن هذا تحريف ، لأنه تغيير وتبديل .
هذا منهم تحريفا

20- الأخذ بالمجاز في نصوص الصفات باطل ومن أصول أهل الضلال في الصفات ، أما في غير الصفات يعني في اللغة من غير دخوله في الصفات فهو خلاف أدبي مع أن الصحيح عند المحققين أنه لا مجاز أصلا .

21- الجهمية يحرفون من جهة ، أولا الأسماء الحسنى والصفات العلا :
هم يقولون بها في القرآن لكن يجعلون تفسيرها بمخلوقات منفصلة ، فصفة الله عند الجهمية هي الوجود المطلق فقط ،غيره من الأسماء الحسنى السميع البصير الحي القيوم العليم الحكيم يفسرها الجهمية بمخلوقات منفصلة .
يعني السميع هو من يُسْمَع ، البصير هو من يُبْصَر ، المتكلم هو من يَتكلَم ، يعني مخلوقات الله جل وعلا المنفصلة ، العزيز هو من أعِزّ أو من عَز ، القيوم هو من أقيم أو من قام بأموره وهكذا فيجعلون هذه الأسماء تعلقت بالخلق من آثار صفة الله عندهم الوجود .

22- المعتزلة حرفوا ، حرفوا الغيبيات جميعا في الصفات والأسماء ، في الأمور الغيبية عذاب القبر في الميزان الحوض الصراط ونحو ذلك جميع الأمور الغيبية صرفوها حرفوها عن معانيها ، وهكذا .
يدخل فيه أيضا الأشاعرة فإنهم يحرفون .

23- هل كل تحريف يعد كفرا ؟
الجواب ليس كل تحريف يُعَد كفرا ، فإن أهل السنة لم يكفروا الذين فسروا استوى باستولى
فإن كان التحريف في جميع الصفات كفعل الجهمية فإن هذا يعد كفرا .
و الجهمية عندهم كفار لأنهم حرفوا ونفوا صفات الله جل وعلا .
إن كان التحريف في بعض الصفات رؤي ما هذه الصفة ؟
فإن كانت الدلالة عليها ظاهرة ولا يحتملها وجه ، يعني ليس للتأويل فيها مدخل هنا يُكفّر به كتكفير من نفى رؤية الله جل وعلا ، وتكفير من جعل كلام الله جل وعلا مخلوقا .
وأما غيره مما قد يكون لقائله عذر في تأويله فإنه لا يقال بكفره ولهذا أهل السنة والجماعة لم يكفروا الأشاعرة والماتريدية والكُلابية والسالمية والكرامية وأشباه هؤلاء .

24- وَلاَ تَعْطِيلٍ
الإخلاء هذا هو التعطيل ومعنى قوله الله جل وعلا ﴿وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ﴾ أي خالية من الماء لأنه لم يستفد منها أو لم تحفر ويعتنى بها لإخراج الماء .
تعطيل النصوص ، تعطيل الصفات تعطيل الله جل وعلا عن صفاته هذه بمعنى إخلاء الله جل وعلا عن الوصف عن أوصافه .
يعني نفي الصفات وجعل الله جل وعلا ليس متصفا بالصفات .
والتعطيل عند العلماء أقسام أشهرها ثلاثة والأول بحثه في توحيد الربوبية ، والثاني بحثه في توحيد الأسماء والصفات والثالث بحثه في توحيد الألوهية .
فإذن التعطيل دخل فيه أنواع التوحيد :
فإذا كان تعطيلا للمخلوق عن الخالق صار ذلك نفيا لتوحيد الربوبية
إذا كان تعطيلا للخالق ، لله عن أوصافه صار تعطيلا ونفيا للأسماء والصفات
إذا كان تعطيل للخالق عما يستحقه من عبادته وحده دون ما سواه صار تعطيلا في الألوهية .
هنا المقصود الثاني ، إذن المقصود بالتعطيل أن يُعطل الله جل وعلا عن أوصافه :
يعني أن يصف نفسه بصفة ، أن يصفه رسوله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بصفة فيخلى الله جل وعلا من هذه الصفة ، يعني كأن لم يصف نفسه بذلك الوصف وكأن لم يصفه رسوله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بذلك الوصف .

25- فإذن إيمان المعطل بالنص هل هو حقيقة أم دعوى ؟
هو دعوى ، فالأشعري والماتريدي والمعتزلي والإباضي والرافضي وأشباههم يقولون نؤمن بالنصوص لكنهم يعطلون النصوص عن معانيها ويجعلون هذه المعاني للنصوص في الصفات راجعة إلى الأوصاف التي يثبتونها

26- ولا تكييف :
يعني جعل للصفات كيفية ، وهذا هو التكييف الذي سلكه طائفة من المجسمة ، لأن المجسمة على قسمين :
- مجسمة مكيفة - ومجسمة ممثلة
منهم مجسمة مكيفة جعلوا لله جل وعلا كيفية اخترعوها في أذهانهم ليس لها مثال ، ومنهم من جعله جل وعلا جسما على مثال يعلمونه مثل مخلوق أو نحو ذلك .
هذا معنى التكييف ، ونفيه لا شك أنه من أعظم المعلومات التي يعلمها المؤمن أنه إذا وصف الله جل وعلا يصفه بصفة يؤمن بمعناها ولا يعلم كيفيتها .
ولهذا قرر الإمام مالك هذه القاعدة آخذا لها من قوله جل وعلا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾، فقال لمن سأله عن الاستواء ، الاستواء معلوم والكيف غير معقول - وهذه أثبت من الرواية الأخرى التي فيها الكيف مجهول - والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .
(الاستواء معلوم) يعني في اللغة معلوم المعنى وأن معنى الاستواء العلو والارتفاع
(والكيف غير معقول) لا تعقل كيفية استواء الله جل وعلا ، فإيمان المؤمن باستواء الله جل وعلا إيمان معنى لا إيمان كيفية ، لأنه إيمان بما دل عليه ظاهر اللفظ.
أما الكيفية فإن قلب المؤمن قد انقطعت علائقه انقطع طمعه وانقطع طلبه للدرك والإدراك لكيفية الاتصاف ، فإن هذا لا يعلمه إلا الله جل وعلا ، وهذه قاعدة تقولها في كل صفة .

27- فما المراد بالتمثيل ؟
أن يجعل لصفة الله جل وعلا مثالا يعلمه ، يجعل اتصاف الله جل وعلا باليد على نحو اتصاف المخلوق به ، يجعل اتصاف الله جل وعلا بالغضب على نحو اتصاف المخلوق به ، يجعل اتصاف الله جل وعلا بالنزول على نحو اتصاف المخلوق به .
ولهذا تجد أن كل معطل ممثل ، لأنه لم يعطل إلا وقد استحضر التمثيل قبل أن يعطل
ولهذا يقول العلماء كل محرف أو معطل لنصوص الصفات فقد مثل وعطل ، فالممثل والمكيف خير من المعطل لأنه إنما وقع في شر واحد وبدعة واحدة وهي التمثيل والتكييف ، أما المعطل المحرف النافي للصفات فقد مثل باطنا ثم عطل ظاهرا .

28- قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر هذا قال (بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ)
بل هذه للإضراب إضراب عما سبق إلى الآن ، والإضراب نوعان :
- قد يكون إضراب لغرض - وقد يكون إضراب للانتقال من كلام إلى كلام .
والذي في القرآن من الإضراب الإضراب الانتقالي

29- نفى بقوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وأثبت بقوله ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ .
وهذه قاعدة عظيمة أخبر الله جل وعلا بها ومعنى ذلك أن هذا الدين وأن هذا الايمان بالصفات مبني على النفي والإثبات ،نفيٌ كما نفى الله بقوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وإثبات كما أثبت الله بقوله ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾

30- يظهر من الآية أن النفي جاء فيها مجملا وأن الإثبات جاء فيها مفصلا ، فقال سبحانه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ نفي مجمل بدون تحديد هذا النفي .
المبتدعة يعكسون القاعدة فيجعلون النفي مفصلا ويجعلون الإثبات مجملا ، والله جل جلاله جعل النفي مجملا والإثبات مفصلا

31- هنا في قوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ الكاف هذه مما تكلم فيها العلماء ، ولتقريرها فائدة في العقائد
وذلك أن قوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (شيء) اسم ليس .
سبك الكلام ليس شيء كمثله .
الكاف هنا هذه ما نوعها ؟ معنى الآية يتوقف على فهم معنى الكاف هنا .
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ، الكاف هذه لأهل العلم فيها وجهان :
- قال طائفة من أهل العلم إن الكاف هنا صلة وهي الزائدة لإفادة تكرير الكلام والجملة مرتين أو أكثر ، واللغة العربية فيها زيادة الحرف لمزيد تأكيد الكلام كما قال جل وعلا ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ يعني فبرحمة من الله لنت لهم (ما) هنا مزيدة لتوكيد الكلام ، ما معنى التوكيد هنا
تكرار الجملة لتعظيم شأنها ، قال فبرحمة من الله لنت لهم فبرحمة من الله لنت لهم .
هنا إذن على هذا تكون الكاف صلة يعني زائدة لتأكيد المعنى ، قال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ يعني ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء وهو السميع البصير .
فالعربي يفهم من هذه الصلة ومجيء الكاف هنا أن الجملة كررت عليه أكثر من مرة وهذا من أسرار اللسان العربي .
قال ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة﴾ (لا)هذه صلة ، معنى الكلام أقسم بيوم القيامة أقسم بيوم القيامة أقسم بيوم القيامة ، ﴿وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ وأقسم بالنفس اللوامة أقسم بالنفس وهكذا ، فإذن مزيد الحرف لمزيد التأكيد ، فقوله هنا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ هذه للتأكيد ومجيء الكاف للتأكيد بخصوصها هذا معروف في اللغة ومنه قول الشاعر :
لو كان في قلبي كقدر قلامـة حبا لغيرك ما أتتك رسائلـي
وهنا قال إذن ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ فصار المعنى ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء وهو السميع البصير ، وهذا المعنى وهذا الوجه هو الصحيح وهو الراجح عند العلماء المحققين .
- الوجه الثاني أن تكون الكاف بمعنى مثل ، فيكون المعنى ليس مثلَ مثلِه شيء ـ ما فيها تأكيد ـ وهو السميع البصير .
ونفي مثل المثل فائدته استحالة وجود المثل وليس كما ظُن أن فيه إثبات لوجود المثل .
يعني صُرف النظر عن المثل إلى مثل المثل إبعادا لوجود المثل .
لكن هذا فيه نوع ضعف مع أن كثيرا من العلماء قال به ، ومجيء الكاف بمعنى مثل كثير ومنه قوله جل وعلا في سورة البقرة ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ لما عطف (أشد) على موضع الكاف دلنا على أن الكاف ليست بحرف بل هي اسم لأن الاسم لا يعطف على حرف .

32- ( وهو السميع البصير )
ففيها إثبات السمع والبصر لله جل وعلا .
ما فائدة إثبات السمع والبصر هنا ؟
قال العلماء في هذا حكمة وفائدة عظيمة وهو أنه نفى أولا بقوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ثم أثبت هذين الاسمين لله المتضمنين لصفتي السمع والبصر ، وسبب ذلك أن صفة السمع والبصر من الصفات التي تشترك فيها أكثر المخلوقات الحية ذات الروح مهما صغر من فيه حياة من ذوي الأرواح أو عظم فعنده سمع وبصر ، فانظروا إلى النملة عندها سمع وبصر ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ عندها سمع سمعت وتبصر طريها تبصر أمرها ، البعوضة كذلك لها سمع ولها بصر ، الدواب لها سمع ولها بصر ، الانسان له سمع وله بصر ، فصفتا السمع والبصر من أكثر الصفات اشتراكا بين المخلوقات الحية ذوات الأرواح .
فإذا كان ثم توهم في المماثلة فليكن توهم للماثلة في اتصاف هذه المخلوقات بصفة السمع والبصر .
فهل بصرك أيها الإنسان وسمعك من مثل بصر النملة وسمعها ؟ لا ، أن ثم قدرا مشتركا في السمع بين البعوض والإنسان وفي البصر بين البعوض والإنسان لكن تختلف كيفيته تختلف حقيقته يختلف عظمه وتعلقه ، كذلك السمع الإنسان يسمع من مسافة بعيدة المخلوق الصغير الذباب والبعوض هذا يسمع لأقل وهكذا فإذا كان كذلك دل على أن إثبات السمع والبصر في المخلوقات هو إثبات وجود لا إثبات مساواة وهذا متصل بقوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ، فإذن إثبات هاتين الصفتين لله التي عظم اشتراك المخلوقات مع الله جل وعلا في اسم الصفة وفي بعض معناها أن هذا ليس من جهة التمثيل في شيء .
ففيه أعظم رد على الذين توهموا أن إثبات الصفات فيه تمثيل وفيه تجسيم ،

33- هنا تنبيه : وهو أن التمثيل يختلف عن التشبيه ، التمثيل أن يُجعل الشيءُ مماثلا للشيء في صفة كاملة أو في الصفات كلها ، نقول : محمد مثل خالد إذا كان محمد مثل خالد في جميع الصفات أو في صفة كاملة ، محمد مثل خالد في الكرم يعني يماثله تماما .
أما المشابهة فهي اشتراك في بعض الصفة أو في بعض الصفات .
فالمماثلة في صفة كاملة أو المماثلة في الصفات .- وهذا هو المنفي عن الله تعالى -
أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك ، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى - بين الخالق والمخلوق -
فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق .
ولهذا فإننا نقول في الصفات هنا كما قال ومن غير تكييف ولا تمثيل وإذا قيل من غير تشبيه فإنهم يريدون بالتشبيه التمثيل وهذا مستعمل عند العلماء أنهم ينفون التشبيه ويريدون به التمثيل . أ.هـ
----------
ولفهم هذه المسألة الأخيرةلا بد من الرجوع إلى شرح الشيخ صالح آل الشيخ على الطحاوية وهي مبثوثة كثيرة في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكتبه كالتدمرية وشروحاتها والتي تعرف عند العلماء " المطلق الكلي أو الإسم العام أو المشترك الذهني أو الكلي ، وهو الذي لا ينفى فيه الإشتراك بين الخالق والمخلوق ولكن ينفى حين الإختصاص والتقييد .

يتبع بإذن الله وحوله
وفني الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى وللعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إليه على منهج سلف الأمة وبالحكمة والرفق
وجعله لوجه تعالى وتبارك خالصا و نفعني الله واياكم وجزيتن خير على المتابعة
أم معان غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-08, 01:44 AM   #7
مسلمة لله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

ما شاء الله
أعلى الله همتك
وعلى طريق الخير ثبتك
زادك الله علما وفقها وجعلك مباركة أينما كنت
مسلمة لله غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-08, 05:12 AM   #8
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي

أعلى الله همتك ودرجتك أختي الحبيبة أم معان
لي سؤال : هل بمقدورك بعد الانتهاء من مدارسة هذا الشرح مع أختك لمو
أن تنضمي إلى صفحتي أنا وعابرة سبيل هنا
http://t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=9734
وجزاك الله خيرًا



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً  
قديم 29-01-08, 12:47 PM   #9
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
افتراضي

آمين واياكم أختي مسلمة لله واختيأم اليمان
والله نورتوا المشاركة الله ينور ائركم وينور طريقكم في الدنيا والآخرة ويجعلكم نورا ويعظمكم نورا ويزيدكم نورا
وهو سبحانه نور السموات والأرض وله الحمد
وأما انت اختي ام اليمان فاستفسر كيف الانضمام وطريقته بارك الله فيك ولك



توقيع أم معان
[CENTER][COLOR="Teal"]اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا [/COLOR]
[COLOR="Blue"]اللهم اهدنا وسددنا [/COLOR]
[COLOR="Teal"]اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها في دينك[/COLOR][/CENTER]
أم معان غير متواجد حالياً  
قديم 30-01-08, 11:28 PM   #10
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي في الله مسلمة لله واخواتي الباقيات
سيكون الشرح يعتمد على شرح الشيخ صالح آل الشخ حفظه الله وبارك فيه
وجزيتم خيرا وارجو ان تستفيدوا من الفوائد الفرائد
أم معان غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[إعلان] صفحة مدارسات مادة الثلاثة الأصول(مراحل قديمة) إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس أرشيف الفصول السابقة 315 21-12-13 08:21 PM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM
شرح العقيدة الطحاوية نور الإسلام روضة العقيدة 0 15-07-07 11:08 AM
الفوائد الحسان من شرح الشيخ سليمان العلوان على العقيدة الواسطية عائشة صقر روضة العقيدة 8 24-05-07 09:46 PM
~ مكتبة طالب العلم ~ بشـرى مكتبة طالبة العلم الصوتية 8 18-02-07 05:40 PM


الساعة الآن 04:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .