28-04-06, 11:57 AM | #1 |
~ ما كان لله يبقى ~
|
منة الله على الناس ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [آل عمران : 164] . هذه المنة التي امتن الله بها على عباده المؤمنين أكبر المنن ، بل هي أصلها ؛ وهي الامتنان عليهم بهذا الرسول الكريم ، الذي جمع الله به جميع المحاسن الموجودة في الرسل ؛ ومن كماله العظيم هذه الآثار التي جعلها الله نتيجة رسالته ، التي بها كمال المؤمنين علما وعملا ، وأخلاقا وآدابا ، وبها زال عنهم كل شر وضرر ، فبعثه الله من أنفسهم وأنفسهم وقبيلتهم ، يعرفون نسبه أشرف الأنساب ، وصدقه وأمانته وكماله الذي فاق به الأولين والآخرين ، ناصحا لهم مشفقا ، حريصا على هدايتهم . ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ) : فيعلمهم ألفاظها ، ويشرح لهم معانيها ، ( وَيُزَكِّيهِمْ ) أي : يطهرهم من الشرك والمعاصي والرذائل وسائر الخصال الذميمة ، ويزكيهم أيضا أي : ينميهم ، فيحثهم على الأخلاق الجميلة ، فإن التزكية تتضمن هذين الأمرين : التطهير من المساوئ ، والتنمية بالمحاسن ؛ ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ) : وهو القرآن ، ( وَالْحِكْمَةَ ) : وهي السنة . فالكتاب والسنة بهما أكمل الله للرسول وأمته الدين ، وبهما حصل العلم بأصول الدين وفروعه ، وبهما حصلت جميع العلوم النافعة ، وما يترتب عليها من الخيرات ، وزوال الشرور ، وبهما حصل العلم اليقيني بجميع الحقائق النافعة ، وبهما الهداية والصلاح للبشر . فمحمد صلى الله عليه وسلم هو الإمام الأعظم المعلم لهذين الأمرين ، اللذين ينابيع العلوم كلها تتفجر من معينهما ، فعلم صلى الله عليه وسلم أمته الكتاب والحكمة ، وأوقفهم على حكم الأحكام وأسرارها ، فكانت حياته كلها - أقواله وأفعاله وتقريراته وهديه ، وأخلاقه الظاهرة والباطنة ، وسيرته الكاملة المتنوعة في كل فن من الفنون - تعليما منه للمؤمنين ، وشرحا للكتاب والحكمة ، فجمع لهم بين تعليم الأحكام الأصولية والفروعية ، وما به تدرك وتنال ، والطرق التي تفضي إليها عقلا ونقلا وتفكيرا وتدبرا ، واستخراجا للعلوم الكونية من مظانها وينابيعها ، وبين لهم فوائد ذلك كله وثمراته ، وشرح لهم الصراط المستقيم ، اعتقاداته وأخلاقه وأعماله ، وما لسالكه عند الله من الخير العاجل والآجل ، وما على المنحرف عنه من العقاب والضرر العاجل والآجل . فكان خيار المؤمنين بهذا التعليم الصادر من النبي الكريم مباشرة وتبليغا ، من العلماء الربانيين الراسخين في العلم ، ومن الهداة المهديين ، ومن أكابر الصديقين ، وحصل لسائر المؤمنين من هذا التعليم نصيب وافر من الخير العظيم على حسب طبقاتهم ومنازلهم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم ، فخرجوا بهذا التعليم من جميع الضلالات ، وانجالت عنهم الشرور المتنوعة والجهالات ، وتم لهم النور الكامل ، وانقشعت عنهم الظلمات . فيا لها من نعمة لا يقدر قدرها ، ولا يحصي المؤمنون كنه شكرها . ------------- كتب هذه الكلمات فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى منقول من موقع الاسلام بتصرف يسير جدا |
10-07-06, 03:22 AM | #2 | |
~ طوبى للغرباء ~
|
اقتباس:
جزيت الفردوس الأعلى.. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|