|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-04-08, 06:26 PM | #51 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
القاعدة الحادية والعشرين ::
أن الصفات أربعة أنواع : نحن نتكلم عن الصفات من حيث هي ، الأوصاف من حيث هي ، بصرف النظر عن صفات الله عز وجل ، الصفات التي تطلق على الموصوفين - منها ما هو صفات كمال مثل الكرم ، العزة ، الحكمة ، العلم ، وما شابه ذلك هي صفة كمال من كل وجه . - ومنها ما يكون نقصا مثل : الظلم . - ومنها ما لا يقتضي كمالا ولا نقصا من حيث هو - ومنها ما يكون كمالا ونقصا باعتبارين : 1. في حال يكون من قبيل الكمال 2. وفي حال يكون من قبيل النقص القاعدة الثانية والعشرون :: أن من أسمائه الحسنى ما يكون دالا على عدة صفات ، ويكون ذلك الإسم متناولا لجميعها تناول الاسم الدال على الصفة الواحدة لها فمن أسمائه مثلا التي تدل على مجموعة من الأوصاف العظيم ، المجيد ، الصمد ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير (( الصمد )) هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع شرفه وسؤدده وهو الله سبحانه وتعالى ، وهذه صفة لا تنبغي إلا له ليس له كفواً احد (( ليس كمثله شيء )) سبحانه وتعالى لا يكافئه شيء ليس له كفوا وليس له نظير . أهـ فانظروا كيف فسر ابن عباس رضي الله عنهما (( الصمد )) بهذه المجموعة من الأوصاف الكاملة ، فما تستطيع أن تقول أن الصمد مثلاً مثل صفة الرحيم يدل على صفة الرحمة فقط ، وإنما يدل على مجموعة من الصفات الكاملة . وقل مثل ذلك بالنسبة للرب : هو السيد الذي قد كمل في سيادته ، والمربي لخلقه ، والمتصرف فيهم ، وما إلى ذلك من المعاني . |
08-04-08, 06:32 PM | #52 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
ما يطلق على الله تبارك وتعالى من الصفات أو الأخبار
والمقصود بالصفة : هي تلك الاطلاقات التي وردت بها نصوص شرعية تدل على وصف الله تبارك وتعالى بها وأما الخبر : فالمقصود به تلك الاطلاقات العامة الكلية التي لم يرد لوصف الله تبارك وتعالى بها دليل لا من الكتاب ولا من السنة وشرط جوازها كما ذكرنا من قبل أنها لا تحمل معاني غير لائقة بالله تبارك وتعالى, لا تشعر بذم ولا بنقص ولا عيب . فهذه الاطلاقات على الله تبارك وتعالى من جهة الصفة والخبر تنقسم إلى ستة أقسام : الأشياء التي نطلقها على الله عز وجل - منها ما يرجع إلى الذات الله موجود فهذه الأشياء ترجع إلى الذات . - منها ما يرجع إلى صفات معنوية مثل: العلم .. القدرة.. السمع .. - ومنها ما يرجع إلى الأفعال مثل : الخالق.. الرازق .. - ومنها ما يرجع إلى التنزيه المحض مثل : القدوس ..السلام .. المقدس عن كل عيب ونقص, الطاهر من كل عيب لكن هذه كما قلنا يجب أن تكون متضمنة بثبوت كمال أضدادها فإذا قلت هو المنزه عن كل عيب هذا يقتضي أنه الكامل من كل وجه يعني الذي ثبتت له صفات الكمال . - النوع الخامس : وهو الاسم الدال على جملة أوصاف متعددة لا تختص بصفة معينه كما مثلنا بالصمد أي مثل الصمد. - النوع السادس : وهي الصفة الثالثة التي تحصل من اقتران حينما يقول العزيز الحكيم نخرج بوصف ثالث ’’’ . فالصفات يمكن أن تنقسم باعتبارات مختلفة متعددة النوع الأول : من حيث الإثبات والنفي النوع الثاني: من حيث التعلق بذات الله وأفعاله وأفعاله تبارك وتعالى نوعان : نوع لازم – نوع متعدي .. - فالاستواء على العرش و النزول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وهكذا الإتيان كل ذلك ثابت لله عز وجل وهو في الأفعال اللازمة .. - وهناك أفعال متعديه مثل : الإعطاء والخلق والرزق .. فهذه تتعدى إلى معطى – إلى مرزوق – إلى مخلوق ، الخلق يقتضي مخلوقا وهكذا . النوع الثالث: من حيث ثبوت الصفات والأدلة التي ثبتت بها : بالصفات الخبرية وهذه التي تكون متوقفة على الخبر ,على الوحي , لا مدخل للعقل في إثباتها صفات يقال لها سمعية عقلية بمعنى أن العقل يدركها لكن نحن لا نثبت لله عز وجل صفة لمجرد العقل وإنما طريق ذلك الوحي والألفاظ لتي يعبر بها عن الله تبارك وتعالى في هذا الباب أيضا أقسام : 1.منها ما يكون كمال مطلق لا نقص فيه بوجه من الوجوه فهذا يسمى الله به ويوصف به , طبعا لابد أن يكون ثابت في الكتاب أو السنة فهو كامل في ذاته وفي موضوعه 2. وإما أن تدل على كمال في ذات اللفظ لا في موضوعه ومتعلقه لأن الموضوع المتعلق منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم فيحتمل النقص بالتقدير فهذا لا يسمى الله به وإنما قد يوصف به أو يخبر به عنه |
08-04-08, 06:36 PM | #53 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
دعوة إلى التأمل فيما يذكره الله تبارك وتعالى لنا في كتابه فإذا تأملت هذه الأسماء التي تختم بها الآيات فإنك يمكن أن تستخرج جملة أمور
الأمر الأول: أن ذلك يكون تارةً للدلالة على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه الحسنى ومرتبط بها أمر ثاني : إن الله يذكر ذلك ليبين أن الحكم المذكور بالآية له تعلق بالاسم فيكون هذا الاسم كالتعليل للحكم انظروا مثلاً لقوله تعالى حينما قال موسى لقومه (( يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )).وإن هنا تشعر بالتعليل تاب عليكم . كـأنه يقول لأنه هو التواب الرحيم أمر ثالث :إن الله قد يذكر الاسم في آخر الآية دون ذكر الحكم والجزاء فيها تنبيهاً لعباده أنهم إذا عرفوا الله بذلك الاسم العظيم عرفوا ما يترتب عليه من أحكام وان ذلك الحكم من آثار هذا الاسم. أمر الرابع : أن الله قد يختم بعض الآيات بالأسماء الحسنى تعليلا للأمر الوارد في الآية أو تعليلا للنهي الوارد فيها الأمر الخامس : أن الله قد يختم بعض الآيات التي فيها دعاء باسم واحد أو اسمين يتناسبان مع الدعاء المطلوب وهذا من الأدب في دعاء الله عز وجل بأسمائه الحسنى.. الأمر السادس :إن بعض الآيات تختم باسمين مختلفين تماما في المعنى وذلك لإفادة حكمين مختلفين وردا في الآية فيتعلق مقتضى الاسمين بكل من الحالتين والحكمين المختلفين كل اسم بما يناسبه الأمر السابع : إن بعض الآيات قد تختم أحيانا ببعض الأسماء التي قد يتوهم السامع أنه لا مناسبة بينها وبين موضوع الآية أو الدعاء الوارد فيها إن كان فيها دعاء أو نحو ذلك ، لكن الواقع انه في غاية المناسبة الأمر الثامن والأخير :أن من ألطف مقامات الرجاء أن يذكر الله أسباب الرحمة وأسباب العقوبة ثم يختمها بما يدل على الرحمة وهذا تجدونه في مواضع كثير في القران الله سبحانه وتعالى يقول (( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) لم يقل مثلا العزيز القوي لا قال (( والله غفور رحيم )) يقول مثلا (( ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما )) فهذا يدل على أن رحمة الله عز وجل قد سبقت غضبه جل جلاله .. |
08-04-08, 06:42 PM | #54 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
أهمية معرفة الأسماء الحسنى والصفات العلى .
أولاً العلم بذلك هو أشرف العلوم فالعلم بالله وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم على الإطلاق ومع ذلك نجد الخلق عنه في غفلة إلا من رحم الله تبارك وتعالى والأمر الثاني : أهمية معرفة الأسماء والصفات أن ذلك هو أساس الإسلام ، الإيمان بأسماء الله وصفاته هو أساس الإسلام والتوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام نوعان : 1. نوع في العلم والاعتقاد 2. ونوع في الإرادة والقصد ويسمى الأول التوحيد العلمي والثاني التوحيد القصدي والإرادي لتعلق الأول بالإخبار والمعرفة والثاني بالقصد والإرادة ، ومدار النوع الأول من التوحيد على إثبات صفات الكمال لله تبارك وتعالى وعلى نفي التشبيه والمثال عنه وتنزيهه عن العيوب والنقائص . بل قال الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله بأن الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها يتضمن أنواعا من التوحيد الثلاثة توحيد الإلوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات وهذه الأنواع هي روح الإيمان وروحه وأصله وغايته ، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه . الأمر الثالث ما يدل على أهميتها فإن إحصائها والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم فإن المعلومات سوى الله تبارك وتعالى إما أن تكون خلقاً له وإما أن تكون أمراً, ومصدر الخلق والامر جميعاً ناشئ عن اسمائه الحسنى ومرتبط بها فالأمر كله مصدره اسماء الله جل جلاله والخلق كله كذلك . الامـر الرابــع : إن معرفتها وفهمها وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمحبه والمهابه الى غير ذلك مما يمكن أن نعبر عنه بتحقيق العبوديه . كما ذكر العز ابن عبد السلام رحمه الله قريبا من هذا المعنى وهو ان فهم معاني اسماء لله تبارك وتعالى يكون وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة والمحبة والتوكل. الأمر الخـامس:لا شيء أطيب للعبد ولا ألذ ولا أهنأ ولا أنعم لقلبه وعيشه من محبة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته وهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه وله خُلق الخلق ولأجله نزل الوحي وأُرسلت الرسل وقامت السموات والارض ووجدت الجنه والنار ووضع البيت الحرام و وجب حجه على الناس اقامة لذكره الذي هو من توابع محبته والرضا به وعنه وعلى هذا الامر العظيم أُسّست الملة ونُصبت القبلة فكل من عرف الله أحبه وكلما كان حبه أقوى كانت اللذه أعظم الأمر السادس :ان معرفة اسماء الله وصفاته هي الأساس الذي يُبني عليه عمل الإنسان ومن خلالها تحدد العلاقة التي تربط بين العبد وربه وعلى ضوءها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه ولهذا كان أصل علم السلف وعملهم يقوم على أمرين : 1- العلم بالله عز وجل .. 2- العمل لله .. الأمر السابع : أن هذا الطريق وهو طريق معرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه الحسنى وصفاته العلى هو طريق الكُمَّل من الناس ولذا كان ذلك طريق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم اكمل الخلق وأعلمهم بالله ثم على نهجهم سار الصديقون والسابقون والمقربون والعلماء وكل من سلك صراط الله المستقيم يقول ابن القيم رحمه الله: {اما الخواص فعمدة ايمانهم محبة تنشأ من معرفة الكمال ومطالعة الاسماء والصفات} . ويقول في موضع اخر {باب الأسماء و الصفات الذي إنما يَدخل منه إليه خواص عباده وأولياءه وهو باب المحبين حقاً الذي لا يدخل منه غيرهم ولا يشبع من معرفته أحدٌ منهم بل كلما بدى له منه علم ازداد شوقاً ومحبةً وظمئاً, وهذا هو سلوك الأكياس الذين هم خلاصة العالم و السالكون على هذا الدرب أفراد من العالم إنه طريق سهل قريب موصل آمن, أكثر السالكين في غفلة عنه ولكن يستدعي رسوخاً في العلم ومعرفة تامةً به} . التعديل الأخير تم بواسطة أم جهاد وأحمد ; 08-04-08 الساعة 06:46 PM |
08-04-08, 06:51 PM | #55 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
ما يتصل بثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى .
وهذا من أجل وأهم وأفضل ما يذكر في هذه المقدمه للتعبد بأسماء الله وصفاته آثار كثيرة على القلب فمَثَل معرفة الذات والصفات كشجرة طيبة أصلها وهو معرفة الذات ثابت بالحجة و البرهان وفرعها وهو معرفة الصفات في السماء مجدا وشرفا تؤتي اكلها كل حين من الاحوال والاقوال والاعمال منبت هذه الشجرة القلب الذي إن صلح بالمعرفة والأحوال صلح الجسد كله كما يقول العز ابن عبد السلام رحمه الله . اشرع بعد ذلك بذكر هذه الثمرات فأولها :تحـــقيق التــــوحيـد :وقد ذكرالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد باباً قال فيه (( باب من حقق التوحيد دخل الجنه بغير حساب )) ثـــــانيـــــا: زيادة الايمان . ومن عقيدة اهل السنه أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد بالعلم والعمل فكلما علم العبد عن الله وآياته شيء إزداد إيمانا وكذلك أيضا إذا استجاب العبد لما أمره الله به ازداد ايمانا وينقص الايمان بنقص العلم والعمل . كما قال الله تبارك وتعالى (( واذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجزاً إلى رجزهم وماتوا وهم كافرون )) الثالث من هذه الثمرات :أن العبد يبلغ بذلك ويصل إلى مرتبة الإحسان وهي أعلى المراتب وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) وقد ذكرنا في بعض المناسبات في غير هذا المجلس أن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين الكلام عن الأعمال القلبية: منهم من يرى أنهما مرتبتان منهم من يقول (( أن يعبد الله كأنك تراه )) هذه هي المرتبة الأعلى ثم انحط به ونزل الى المرتبة التي دونها يعني إن لم تصل الى هذا المستوى أن تعبد الله كأنك تراه , كأنك تشاهده, فاعلم أنه يراك, استشعر رقابته عليك,,, و من أهل العلم من فهم أنها مرتبة واحدة لكنه ذَكَّره بهذا المعنى الثاني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فاستشعر نظره إليك ورؤيته لك .. والحافظ ابن القيم رحمه الله مشى على أنهما مرتبتان , وعدَّ المرتبة الأولى وهي مرتبه الاستحضار .. والأمر الثاني ماذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمرتبة الاحسان الأولى: الاستحضار والثانية:المشاهدة وفسرها {بأن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه فيستنير قلبه بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان} هذه عبارة الحافظ ابن القيم رحمه الله فمن عرف الله باسمائه وصفاته تحصلت له مرتبة الاستحضار فان ترقى الى المعرفة الحق تحصلت له مرتبة المشاهدة الأمر الرابع من الثمرات : أن العلم بالله تبارك وتعالى على هذا المنهج يرسخ العقيدة الصحيحة والمعرفة الصادقة في قلب الإنسان ويسلك به صراط الله المستقيم وهذا يقرب العباد من ربهم وخالقهم وبارئهم جل جلاله فينزل عليهم رضوانه و تنزل بركاته ويكون هذا سبب لرفعتهم ونصرهم وتأييدهم وتمكينهم في الأرض ((وعد الله الذين آمنوا وعملو ا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولايشركون بي شئيا )) الخامس من الثمرات :تنزيه الله عزوجل عن كل ما لايليق به فلا يظن بربه ظناً سيئا ولا يصفه بما لا يليق ولا يسميه بغير الأسماء التى سمى بها نفسه تبارك. الأمر السادس من هذه الثمرات :وهو أمر جليل يحتاج العبد أن يتفطن له وهوالاستدلال بما عُلم من صفاته وأفعاله على ما يفعله ويشرعه هذه طريقة الخواص من أهل الإيمان أهل المراتب العالية,, يعني أكثر الناس يستدلون بما يشاهدونه ويرونه على أمور تتعلق بالله عز وجل يستشهدون بهذا الخلق على وجود الخالق,, يستشهدون بانتظام هذا الخلق وبسيره هذا السير الدقيق على أن المدبر واحد,, فلا يشركون به أحدا سواه هذه طريقة أكثر الخلق الطريقة الأعلى من هذه: هو أن من عرف الله معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته استدل بهذه الأسماء والصفات وعرف منها على ما يجري في هذا الخلق و ما يكون أيضا في الشرع . فالعالم بالله تبارك وتعالى يستدل بما علم من صفاته وأفعاله على ما يفعله وعلى ما يشرعه من الأحكام لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة كذلك لا يشرع ما يشرعه من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده وحكمته وفضله وعدله، فأخباره كلها حق وصدق وأوامره ونواهيه عدل وحكمة . نعطيك مثالين: الأول يتعلق فيما يفعله الله في هذا الخلق والثاني فيما يشرعه الله تبارك وتعالى ... أما الأول: فهو موقف خديجة رضي الله عنها ،الموقف المشهور ، لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرتعد لما رأى الملك ونزل عليه الوحي أول مرة فجاء وهو في غاية الخوف فقال لها ((إني قد خشيت على نفسي ))، فماذا قالت خديجة ؟ قالت : كلا ، والله لا يخزيك الله أبدا ، كيف حكمت وحلفت أن الله لا يمكن إن يخزيه قالت : ( إنك لتصل الرحم ، وتصّدْق الحديث ،وتحمل الكلَّ ، وتقري الضيف وتُكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق ) وأما فيما يتعلق بالتشريع : فقد ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله مسألة فقهية وهي مسألة بطلان التحليل في التحليل مثلا حيلة على تحليل الزوج بعد الطلقة الثالثة (المحلل) وكذلك أيضا الحيل الربوية يقول يستحيل على الحكيم أن يحرم الشئ ويتوعد على فعله بأعظم أنواع العقوبات ثم يبيح التوصل إليه بنفسه بأنواع التحيلات فأين ذلك الوعيد الشديد وجواز التوصل إليه بالطريق البعيد |
08-04-08, 06:54 PM | #56 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
والسابع من الثمرات :هو تزكية النفوس
وهذا الدين أيها الأحبة يهدف إلى صلاح الإنسان ,وإنما يكون صلاحه بإقامة العبادة على قاعدة العبودية الحقة وعلى طريقها الذي شرّعه الله تبارك وتعالى.. وكان المفتاح لذلك والجادة التي يسلكها من أراد أن يصلح قلبه و حاله ونفسه هو النظر في آيات الله عز وجل التي تحدثنا عن المعبود جل جلاله وأسمائه وصفاته وتربط القلوب به وبهذا تتجه القلوب والوجوه إلى الرب المالك المعبود سبحانه وتعالى.. وقد كان الأصل والمحور الذي يدور حوله القرآن هو الحديث عن الله عزوجل وصفاته وفعله في الكون ((الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)) .. فالعلم بأسماء الله عزوجل وصفاته - أيها الأحبة - هو العاصم بإذن الله عزوجل لهذه النفوس عن الخطأ والزلل والانحراف وهو المقيل من العثرة وهو الفاتح لباب الأمل إن اسم الله تبارك وتعالى { الــــلــــــــه } إذا تمكن من القلب طرد منه كل شرك وبدعة.. لأن الله هو المألوه أي المعبود, فلا تتوجه النفوس إلى عبادة غيره ,, وإنما يكون تألهها وتعبدها له وحده لاشريك له, وبهذا يكون العبد قريب من ربه مطيعاً له ممتثلاً مستجيبا . الثــامن من هذه الثمـرات : تحقيق السعادة . فالعلم بالأسماء والصفات والتعبد بها هو قطب السعادة ورحى الفلاح والنجاح فبها الأنس كله والأمن كله وما راحة القلوب وسعادته إلا بها لأنها تتعلق بمن طبُّ القلوب بيديه وسعادتها بالوصول إليه وكمال إنصباب القلب إليه.. ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم" : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) وعرفنا أن أعلى منازل الإحصاء هو :التعبد , فهذا كما يقول ابن القيم "رحمه الله" : (هو قطب السعادة ومدار النجاح و الفلاح فالسير إلى الله -كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله "- عن طريق الأسماء: ( والصفات شأنه عجيب وفتحه عجب , صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلقي على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولامشرد عن سكنه ) . والتعرف على الله بالأسماء والصفات -أيها الأحبة- هو من أعظم السبل الموصلة للأنس لله والتعظيم لشأنه جل وعلا , وهذه هي العبودية الحقة التي قال عنها شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية "رحمه الله" (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية ) التـاسع من هذه الثمرات :وهو التلذذ بالعبادة .والتلذذ بالعبادة -أيها الأحبة- من أعظم المنح الربانية , كثير من الناس يسمع عن هذه اللذة ولا يعرف حقيقتها ولم يجد طعمها .. إنما حظه منها السماع فحسب . الكثيرين ممن عرفوا الله عزوجل يجدون اللذة في ليلهم ونهارهم طيلة العام.. في صلاتهم وصيامهم وفي قراءتهم وفي دعائهم وفي تقلباتهم, استشعر أن الله عز وجل يراه وأنه يراقبه وأنه يرى عمله وأنه يجازيه وأن الله يحب عابديه ومن ينيب إليه ومن يقبل عليه.. فيستشعر هذه الأمور جميعاً... فالمقصود أن من وجد هذه اللذة صارت العبادة هي راحة نفسه , وطرب قلبه , فيكون لسان حاله {أرحنا بالعبادة يابلال} كما كان النبي "صلى الله علي وسلم " يقول : ( قم يا بلال فأرحنا بالصلاة).. العــاشر من هذه الثمرات :هو أن العبد إذا عرف هذه الأسماء والصفات سعى إلى الإتصاف والتحلي بها على ما يليق به.ومن المعلوم أن المُحِبْ يحب أن يتصف بصفات محبوبة كما أن المحبوب يحب أن يتحلى محبه بصفاته وقد عرفنا من قبل أن الاتصاف بموجب أسماء الله تعالى مقيد بشرط: وهو أن بعض أسماء الله تبارك وتعالى إنما تكون كمالاً في حقه فحسب كالمتكبر فإن الكبر لا يكون ويصلح في حال من الأحوال للمخلوق فمثل ذلك لا يطلب الاتصاف به وإنما يكون صالحاً للعبد على ما يليق به ويناسب مرتبته.. فهذا القيد لابد من مراعاته. |
08-04-08, 06:59 PM | #57 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
. الحادي عشـر من هذه الثمرات :هو ما تثمره من ألوان العبوديات .
فمتى ما تعلمها العبد وأتى بموجبها من العمل تحقق له مراده منها.. وأثمرت له أنواعاً من العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه . وإليك بعض النماذج من هذه العبوديات الدعاء -فمن تأمل شيئاً من أسماء الله عزوجل وصفاته فإنها ولابد ستقوده إلى أن يتضرع إلى الله بالدعاء ويبتهل عليه بالرجاء, - من تأمل قربه تبارك وتعالى من عبده المؤمن وأن الله تعالى هوالقريب المجيب والبر الرحيم والمحسن الكريم , فإن ذلك سيفتح له باب الرجاء.. وإحسان الظن بالله.. وسيدفعه إلى الاجتهاد في الدعاء والتقرب إلى الله به . - بل من تأمل وتعبد بالأسماء والصفات فإنه لا يقتصر على مجرد الدعاء بل سيفيض عليه ذلك الأمر حضور القلب وجمعيته بكليتيه على الله تعالى.. فيرفع يديه ملحاً على الله بالدعاء والسؤال والطلب والرجاء.. وإنما كان الدعاء من أجل ثمرات العلم بالأسماء والصفات وكان هو سلاح المؤمن وميدان العارف ونجوى المحب وسلم الطالب وقرة عين المشتاق وملجأ المظلوم لما فيه في المعاني.. الإلهية العظيمة.. التوكل على الله تبارك وتعالى فيعتمد القلب على ربه جل جلاله ويفوض أمره إليه,, و حقيقته أنه من أعظم العبادات تعلقاً بالأسماء والصفات وذلك أن مبناه على أصلان : الأول : علم القلب.. وهو يقينه بعلم الله وكفايته وكمال قيامه بشأن خلقه.. فهو القيوم سبحانه وتعالى الذي كفى عباده شئونهم , فبه يقومون وله يصمدون . الثاني : عمل القلب.. وهو سكونه إلى العظيم الفعال لما يريد وطمأنينته إليه وتفويض أمره إليه ورضاه وتسليمه بتصرفه وفعله الثـالث الرضا فمن عرف الله بعدله وحلمه وحكمته ولطفه أثمر ذلك في قلبه الرضا في حكم الله وقدره في شرعه وكونه . فلا يعترض على أمره ونهيه ولا على قضائه وقدره وكثير من الناس يظن أنه على مستوى من التحقق بهذه المعاني فإذا وقع له المكروه تلاشى وانكشف.. فنسأل الله عز وجل أيها الأحبة ألا يفضحنا,, وقد كان من سؤال النبي" صلى الله عليه وسلم" : (أسألك الرضا بعد القضاء ).. فالعبد المؤمن الذي عرف الله بأسمائه وصفاته يرضى لأنه يعلم أن تدبير الله خير من تدبيره لنفسه.. وأنه تعالى أعلم بمصلحته من نفسه.. وأرحم به من نفسه.. وأبر به من نفسه ,, ولذا تراه يرضى ويسلم.. بل أنه يرى أن هذه الأحكام القدرية والكونية أو الشرعية إنما هي رحمة وحكمة وحينئذ لا تراه يعترض على شيء منها بل لسان حاله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله علي وسلم نبيا.. وهذا هو محض الإيمان . الرابع :اليقين والسكينة والطمأنينة فاليقين أيها الأحبة كما عرفنا من الكلام عليه في الأعمال القلبية هو الوقوف على ماقام بالحق من أسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده ,, وباليقين مع الصبر تُنال الإمامة في الدين (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) وهذه المنزلة العالية الرفيعة اليقين هي روح أعمال القلوب التي هي أروح أعمال الجوارح كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله" في بعض كتبه,, وهو حقيقية الصديقية ومتى وصل اليقين إلى القلب إمتلأ نورا وإشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وغم .. وامتلأ محبة لله عز وجل وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وإنابة إليه الثمرة الخامسة الخشية . كلما ازدادت المعرفة بالله عز وجل ازدادت هيبته وخشيته في القلوب [ إنما يخشى الله من عباده العلماء ] ,, ليس العلماء بالصناعات والحرف وإنما العلماء بالله عز وجل , والنبي "صلى الله عليه وسلم " يقول : ( أنا أعرفكم بالله وأتقاكم له خشية ) وقد فسر ابن عباس الآية قال : ( إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني ) وفي كلام ابن كثير رحمه الله: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به... الثمرة السادسة الذل والتعظيم من العبوديات التي يثمرها أيضا معرفة الأسماء الحسنى الذل والتعظيم فمن تتحقق في معاني الأسماء والصفات شهد قلبه عظمة الله تبارك وتعالى فأفاض على قلبه الذل والانكسار بين يدي الله جل جلاله , والعبودية لا يمكن أن تحصل أو تتم إلا بكمال الذل والتعظيم كما هو معلوم .. فالتعبد هو التذلل , هو الطريق المعبد, هو الطريق المذلل , كما نعرف في تعريف العبودية ,, فأكمل الخلق عبودية أكملهم ذل وافتقار وخضوعاً .. الثمرة السابعة الرجاء .. وذلك بمعرفة العبد بغنى الله جل جلاله وكرمه وجوده وبره وإحسانه ورحمته , فهذا يوجِد عنه سعة الرجاء ويثمر له ذلك أنواع من العبوديات الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه , إنسان إذا احتاج إلى مخلوق وعرف أن هذا المخلوق كريم واسع العطاء غني إلى غير ذلك من الأوصاف التي يحصل بها البذل فإن رجائه يكون أوسع, فإذا ذهب إلى مخلوق يعلم أنه لا يملك شيء , فأين الرجاء ؟؟ إذا ذهب إلى مخلوق يعلم إنه لا يعطي شيء أصلاً : فإنه لايرجوه لا يحصل عنده الرجاء أصلاً.. فلابد من معرفة بالله عزوجل صحيحة إن الله هو الغني , الكريم ,الجواد , المحسن , البر , الرؤوف , الرحيم , فيقبل العبد على الله عزوجل ويوجد عنده الرجاء . الثمرة الثامنة المراقبة والحياء وقد تكلمنا عن المراقبة وتكلمنا عن الحياء أيضاً .. وذلك إذا علم العبد أن الله سميعٌ , بصير , عليمٌ , شهيدٌ , محيط , خبير , لطيف , حفيظ , فكل هذه الأسماء التي يعلم بها العبد أن الله لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .. وأنه يعلم السر و أخفى.. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . فهذا يثمر له مراقبة الله عز وجل فيحفظ لسانه فلا يغتاب الناس ويحفظ عينه فلا ينظر فإذا تهيأت أسباب المعصية وتوافرت تذكر الإنسان أن الله يراه فخاف واستحيى فيكف عن فعل لا يليق . الثمرة التاسعة المحبة فمعرفة الأسماء والصفات هي طريق المحبة . لكن لماذا تتلاشى هذه المحبة في قلوبنا؟؟! لأن معرفته معرفة صحيحة بأسمائه وصفات غير متحققة على الوجه اللائق .. قد يعرف الإنسان معرفةً سطحية لكنه لا يستشعر هذا بقلبه.. معرفة لا تلامس القلب وإذا كانت المعرفة لا تلامس القلب فإن الإنسان لا ينتفع بها.. ولهذا قيل العلم الخشية , فمجرد حفظ المعلومات وحده لا يكفي إنما هو وسيلة إلى العمل بموجبها ومقتضاها وهذا العمل بموجبها ومقتضاها لا يأتي لكل أحد . كثير من الناس يحفظ أشياء كثيرة جدا لكنه أبعد ما يكون عن الله عز وجل كما قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية "رحمه الله " فالقلب إنما خلق لأجل حب الله تعالى.. وهذه الفطرة التي فطر الله عليها عباده .. يقول: فالله تعالى فطر عباده على محبته وعباده وحده فإذا تركت الفطرة بلا فساد كان القلب عارفا بالله محباً له عابداً له وحده,, ومن لاحظ الأسماء والصفات كان حب الله عز وجل أعظم شيء لديه,, والمقصود أن القلوب مفطورة على محبة المحسن الكامل ,, الله عز وجل له الكمال المطلق نحتاج أن نعرف هذه الحقيقة معرفة تلامس القلوب فيثمر ذلك بإذن الله عز وجل محبته والتعلق به |
08-04-08, 07:02 PM | #58 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
تمت بفضل الله ومنته مقدمات هذه الدروس القيمة الطيبة المباركة
جزى الله الشيخ خير الجزاء وجزى الله عنا مشرفتنا الغالية أم أسماء خير الجزاء نفعنا الله بهذا العلم النافع وجعله حجة لنا لا علينا دمتن في حفظ الله عز وجل أخواتي في الله |
08-04-08, 11:16 PM | #59 | |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
22-05-2007
المشاركات: 7,201
|
اقتباس:
لماذا وضعت التلخيص هنا ؟ |
|
09-04-08, 12:59 AM | #60 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
29-08-2007
المشاركات: 352
|
بارك الله فيك ياساعية للفردوس وثقل الله موازينك
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[1] مظاهر الحب الكاذب ! | بنت التوحيد | روضة السنة وعلومها | 2 | 01-04-08 03:03 PM |