العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-09, 11:52 PM   #1
سهام بنت عبد الفتاح
عضوة بفريق العمل الفني
افتراضي

جزاكِ الله خيراً أختنا أم هانئ
حفظ الله لك ولدك وحفظك له
ماشاء الله تأملات تدل على أم واعية ومدركة بكل أمور دينها زادك الله علماً وحلماً مع ابنك
عندى ثلاثة من الأبناء يحتاجون إلى أم متأملة مثلك
سهام بنت عبد الفتاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-09, 11:48 AM   #2
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات شاكرة مشاهدة المشاركة
جزاكِ الله خيراً أختنا أم هانئ
حفظ الله لك ولدك وحفظك له
ماشاء الله تأملات تدل على أم واعية ومدركة بكل أمور دينها زادك الله علماً وحلماً مع ابنك
عندى ثلاثة من الأبناء يحتاجون إلى أم متأملة مثلك
وجزاك وحفظك وذريتك أختنا الكريمة

بارك الله لك فيهم سعدت بكريم مرورك ورائق تعليقك
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-09, 12:20 PM   #3
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعـــــد :-

7- تــــــأمـــــــلاتُ أمٍّــــ
****************************************
**نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-

**من منا لم يخطئ يوما من الدهر ، ثـــمّ يُتبع ذلك بأسف يقدمه بين يدي اعتذاره عن هذا الأمر؟
مـــــــن ؟

- فلا أحد يمكن أن يُعصم من هذا ، ولو مرة واحدة في عمره ، لمـــــاذا ؟ لأنه ما من معصوم إلا من عصم الله تعالى.
- هذه المعلومة كانت عندي راسخة ، كذا كان عندي اعتقاد أن المعتذر المتأسف على ما بدر منه
آسِفٌ على الحقيقة ، معتذر عن قناعة شديدة ، فكل من يقول كلمة يعنيها ، بلسانه عن قلبه
يرويها ، حتى رزقني الله بالأولاد ، وهنا تبدل عندي الاعتقاد فيما ظننته قبلُ هو السداد ؛ حينمــــــــــــــا :
أخطأ صغيري يوما- و لم يكن يكفُّ عن الخطأ على مدار الساعة- فقلت له معاتبة: لِمَ فعلتَ ذلك؟!
ففاجأني بقوله: إنني السبب ، فما كان مني إلا أني تعجبت من قوله بشدة ! لا لا ليس من قوله ، بل من شديد جرأته على إلقاء المسئولية عليّ ؛ دفعه
لذلك حب التنصل من تحمل تبعة خطأه ، وفزعت لهذا أشد الفزع ،
فالخطأ- وبخاصة من الصغار- شيء ليس بمستغرب ، أما
إلقاء التبعة على الآخرين فهذا من البهتان والظلم والافتراء!!! ....
وكان من أمرنا هذا شأن وأي شأن ، سبق منا التفصيل فيه تحت عنوان : ( ابني وأنا... !!! ) وحتى لا أطيل عليكن بالتكرار

فإليكن خلاصة ما مان من حوار : إني قصصت عليه قصة بدء الخلق ؛ لأعلمه ألا يلقي تبعة خطئه على غيره ، وأن يعترف بالحق وبذنبه ؛ خشية أن يشابه إبليس شر الخلق – و في المقابل حضضته على أن يتشبه
بآدم -عليه السلام أبي البشر و أول الأنبياء و الأنام - في جميل اعترافه بذنبه ، وطلبه السماح من ربِّـه .

-والحق أني نلت المراد ، بفضلٍ عليّ من ربّ العباد ، فصار ولدي إلى التأسف والاعتذار- إذا أخطأ-
سريع القال ، كنت أظنه يرجو بأسفه الفلاح لسرعته في طلب السماح .
وحينها بدأت النازلة والرزأة المعضلة ، ودليل دعواى في تفصيل قصتي و شكواي .

فكان –صغيري - كلما أخطأ يسارع بالاعتذار متأسفا في الحال ، فصار لقرنائه مضرب الأمثال ،
وداخلني لذلك السرور وكثير من الحبور ، فنال بذلك كثيرا من الدعاء ، والعطف والثناء.
و مرت الأيام وكان على الدوام يقدم الاعتذار عن سيء الفعال .
و مع كثرة التكرار لاحظت اعوجاج الحال ، يتأسف بالمقال ، مستريح البال ، وانتابني القلق من فعله والفرق – فالله المستعان - خرجت من
مصيبة لفتنة عصيبة :-
كان يخطئ فيقول : ( يا أمي سامحيني -من فضلك- لا توبخيني ) وكأنه مسرور
من قبيح فعله غير مخذول ، فكأنما اكتفى بطلب السماح وتقديم الاعتذار مع استماتة منه على دوام الحال !! يقول بقاله ما يكذبه حاله
خلت ألفاظه من المعنى المراد ، فأصبح كلٌ من قاله وفعله في شتات .
أصبحت من أمره في حيرة ، أفكر :
ماذا أصنع و ليس باليد من حيلة فاللهم اجعل لي بصيرة ؟

فهداني الله إلى موضع الخلل ، فشرعت في اصلاحه بالعمل :


-قلت له يا بني :
يلزم للاعتذار تغَيّر في الحال ، فكيف تتأسف ثم تقيم على فعل
القبيح ذاته ولا تتعفف ؟!
الأسف ليس كلمة اعتذار باللسان ، بل يلزمه قناعة بالجنان .
فكيف تكسر لعبة متعمدا ، وتسرع للتأسف باللسان ، وأنت سعيد القلب والجنان!!!
فالأسف هو الندم و شعور في القلب بالألم ، و تمني لو أن ما صدر من قبيح فعلك كان كالعدم .
والسعي إلى الاصلاح بكل سبيل ما أمكن ... ..


** هذا ما كان من شأن الصغير ، فماذا يا تُرى حال الكبير؟!!
كم من الكلام نقول بالحروف مبناه غير قاصدين - حقيقة - معناه ؟!
وألفتني أقـــول :
يا للعجب ((كلمة جرت على لسان العرب ))! !
كلمة قرأتها في شروح أهل العلم ما نسيتها ، حضرتني في هذا المقام كأنسب تعبير عن مقتضى الكلام :
( كلمة جرت على لسان العرب ) فأخذت أجتر لها أمثلة من عميق ذاكرتي و المخيلة :

*مثل : تربت يداك :-
- لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :
[ تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ]
صحيح البخاري / الفتح رقم : 5090

* ومثل : ثكلتك أمك يا …….:
- لحديث عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما -:
[ صليت خلف شيخ في مكة ، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة ، فقلت لابن عباس : إنه أحمق ، فقال : ثكلتك أمك ، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . ]
صحيح البخاري / الفتح رقم : 788

* ومثل : حلقى عقرى :
- لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت :-
[ حاضت صفية ليلة النفر ، فقالت : ما أراني حابستكم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : عقرى حلقى ، أطافت يوم النحر . قيل : نعم ، قال : فانفري ]
صحيح البخاري / الفتح رقم :1771

* ومثل : أفلح وأبيه إن صدق :-
- لحديث طلحة بن عبيدالله التيمي -– قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :[ أفلح ، وأبيه ، إن صدق أو دخل الجنة ، وأبيه ، إن صدق .]
صحيح مسلم / شرح النووي رقم: 11

** حضرتني هذه الأمثلة ، ولكن مهلا كم بينها وبين أفعلنا من فارق كما بين المغارب والمشارق؟!!
ومع ذلك البون الشاسع ألفتني استعيرها وفي كثير من المواقف أقولها : [ كلمة جرت على لسان العرب ] فصارت كلمتي المفضلة لها في حياتي الكثير والكثير من الأمثلة ، أسلي بها نفسي عند المصاب ، إذا خالف مقتضى الحال لسان القال من : الأهل و الأحباب والأصحاب فضلا عن الأغراب .
وتواترت على ذهني ذكريات ، كثير من الكلمات قيلت مبانيها لم تُقصد معانيها ؛
وحضرني قوله تعالى : [[يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون]] سورة الصف / الآية : 2 - 3

- فكلما وعد أحدهم وأخلف أعقب خلفه هذا – لِزاما- بكثير من التأسف ، ولكنه لا يلبث إلا قليلا
ويعاود ذات الفعل مكررا ذات التأسف والتعليل؛ فأسلي نفسي قائلة في عجب : لا ضير وعده ( كلمة جرت على لسان العرب !)

-وكلماطلبنا من يقوم لنا بعمل ، يؤكد علينا بعزمة على أنه آتٍ- بلا شك- في البكور إلا أنه يأتي - كعادته – عند الزوال هذا إن لم يعتذر –غالبا – عن الحضور .
فأقول لنفسي مع شديد العجب : إن موعده ( كلمة جرت على لسان العرب !)

- وكلما أحبك أحدهم في الله ، أ خذ يقسم لك :
إن قربك ورضاك عنه غاية منتهاه ،
وكلما لقيك فداك بالنفس والعين ، هذا بلا شك بلسان قاله ، والله أعلم بحال قلبه ،
وعند أول اختبار تجد الحب- المزعوم - طــار ، انقلب حاله إلى عداوة ، وقسى القلب وخلا من الحب و النداوة ، وبعد الود والأشعار يكون أول من يصليك -إن استطاع- بالنار، فكيف تحول الحب و الكلف إلى دعاء عليك بالهلاك والتلف ؟!
وكأنما عاين شاعرنا الحال فوصفه بدقيق المقال :
وإخوان حسبتهم دروعا *** فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهام صائبات *** فكانوها ولكن في فؤادي


وهنا تجري الدموع ، ولا ينتهي من النفس العجب حتى الحب في الله ( كلمة جرت على لسان العرب !!!.)


ومع طول الأمد ما عاد للعجب على نفسي سبيل ، قلما أسمع لصغير أو كبير
إلا حدثت نفسي : يا تُرى هل يعني ما يقول؟ ويعي أنه عن كلامه-أما ربه- مسئـــول ؟
أم يا تُرى سأقول : (( كلمة جرت على لسان العرب)) ؟!

اللهم إنا نسألك العافية .
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-09, 08:20 PM   #4
أم بسملة المصرية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمــــ هـــانـــئ مشاهدة المشاركة

وإخوان حسبتهم دروعا *** فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهام صائبات *** فكانوها ولكن في فؤادي
ما أجملَ هذين البيتين ، و ما أقساهم!
لا حرمنا الله تأملاتك يا غالية



توقيع أم بسملة المصرية
أم بسملة المصرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-09, 06:09 AM   #5
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم بسملة المصرية مشاهدة المشاركة


اقتباس:
وإخوان حسبتهم دروعا *** فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهام صائبات *** فكانوها ولكن في فؤادي
ما أجملَ هذين البيتين ، و ما أقساهم!

لا حرمنا الله تأملاتك يا غالية

جزاك الله خيرا أختنا الكريمة

والأقسى أخيتي أن تعيشيهما عافاك الله

تشرفنا متابعتك لــــــــــنا

التعديل الأخير تم بواسطة أمــــ هـــانـــئ ; 16-10-09 الساعة 06:12 AM
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-09, 06:10 AM   #6
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
qu

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعـــــد :-

8- تــــــأمـــــــلاتُ أمٍّــــ
****************************************

**نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
أبـدأ مستعينـة باللــه سائلتـه التوفيـق والســداد :-

* مـــــــــــــا وظيفــــــــــــــة الأذن ؟
* ومـــتى نقــول: إن الإنسـان قــد سمــع علــى الحقيقـــة ؟
*وهـــــــــل هنــــاك أنـــــواع للسمــــــع ؟
كل تلكم الأسئلة سكنت خاطري ؛ بعد الذي عاينه من صغيري ناظري ، ولنعد إلى البداية
نستعرض معــا تسلسل تلكم الحكاية :
- في يوم ما سألت صغيري عن شيء وكان يلهو بلعبة بين يديه ، لا يعدوها بناظريه ، فلم يرد على سؤالي
فظننت كلماتي لم تصل إليه ؟! فأعدتها بصوت أعلى على أذنيه ! ، فأجابني في الأخير على سؤالي غير مستغرب
لعلو صوتي وعجيب حالـــي !


-كذا قلت له يوما وقد هم بلمس شيء ساخن : حذارِ سوف يؤذيك حره ، فأمسكه بكلتا يديه كأنما لا يعنيه- أبدا- أن يضره ، أم تُراه لم يسمع ندائي ؟! وتحذيري له ورجائي ؟! وبعد صراخه من الألم ، أخذت أعنفه ، وأخبره أنه لنفسه قد ظلــــم !

- وكنت أذاكر معه دروسه يوما ، فنبهته على خطأ يقع فيه دوما ، وأخذت أكرر له الصواب حتى غلب على ظني أن سوء فهمه قد غاب ، ثم تركته وانصرفت لأمر ملح ، وعاودت وهالني سدى
صوتي الأبح ؛ حيث رأيته قد وقع في نفس الخطأ ! وهنـــا أخذ بجماع نفسي العجب ! أَكلُّ ما قلته قد ذهب ؟!

** وهذي بعض الأمثلة التي اضطرتني لتلكم الأسئلة ، واستمرت تلكم الحال
وشق عليّ تكرر مثل هذا المثال ، حتى جاء يوم ...

- أساء فيه الخطاب ، فعنفته وأرشدته إلى الصواب ، وبعد قليل من الزمن أعاد نفس الكلام ، وكررت على سمعه ذات الملام ، إلا إنه لم يرعوِ ؛ وكأن عقله من معنى خطابي له لم يرتوِ ، وزدت عليه
العقاب ، و توعدته أن يجعل لمثل هذا القول على لسانه إياب !
فقلت له وأنا من أذنه أجذبه ، وعلى شنيع أفعاله أأنبه :
ألم تسمع ما أقول ؟! أم أن ما قلته عندك غير معقول ؟!
لمــــــــــــــــاذا لا تسمــع الكــلام ؟

مهــــلا ، مهـــــلا :

ألم تسمع ما أقول ؟! أم أن ما قلته عندك غير معقـول ؟!
لمــــــــاذا لا تسمــع الكــلام ؟
- هنا يكمن جواب تلكم الأسئلة ، والسر في استمرار صغيري على تلكــم الأمثلة .
، فجلست موضعي وناظري شريد ، لا أعي ما حولي خاطري مني بعيـــــــد.
وقد فجأتني تلكم المعـــاني ، امتن الله علي بها ؛ ليرفع عني مـا منه أعـــاني .
** لماذا نعتــه : (( بأنه لا يسمع الكلام )) ؟! رغم أنه سمعه ويقيني بذلك تــام ؟!
وكأني لم انتبه لمعنى هذه اللفظة إلا تلكم اللحظة ! ولست بذا بين خلق الله متفـردة ؛
بل أنا للأسلاف والأقران في استعمالها مقلـــــدة :
- فكل من لا يستجيب ظاهره للكلام كمن لم يسمعه عن الناس تمــام ،
ينزله الناس نفس المنزلة ، حيث جوارحهما عن الاستجابة للكلام معطلة
إلا إنهم يعاقبون من وُجِّه إليه الكلام ، أما من غاب عن السمع -حقيقة- عندهم فلا يـلام.
* سبحان الله كلمات ما أعمق معانيها ، لا يكاد كثير من الخلق يدريهــا.
والخلاصة :
إن السمع عند الناس سمعان :
1- سمع لا يتجاوز الآذان----- فلا يتبعه السامع بالاستجابة والعمل .---- فيكون بذا أهلا للعقاب والألم .
2- وسمع يعقله الجنان بعد سمعه بالآذان ------ يتبعه صاحبه بالاستجابة والعمل .----- فيكون بذا أهلا للثناء مُحَقَقًا فيه الخير والرجاء .

** هنا انتهى دور الصغير فهو حتى يعي ذلك منا له المعذرة - هداه الله- ؛ فقد جعله الله سببا لكل خير وتذكــــرة .
** وزادني الله من أفضاله الكبرى، وتواترت على قلبي آياته تترى ، وقد وعيت حينها من معانيها ،
ما غاب عني قبلُ وما كنت أدريها:
- حضرني قوله تعالى :-
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } سورة الأنعام / الآية 36
** يستجيب الذي لم يقتصر سمعه على الآذان ، بل وعاه وعقله بالجنان ، فأثمر ذلك استجابة ظاهرة للعيان ، وهنا سارعت إلى الآية أنظر تفسيرها ، من كلام أهل العلم أتثبت من تأويلها :-
- قال السعدي في تفسيرها :
((يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ } لدعوتك، ويلبي رسالتك، وينقاد لأمرك ونهيك { الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } بقلوبهم ما ينفعهم، وهم أولو الألباب والأسماع.
والمراد بالسماع هنا: سماع القلب والاستجابة، وإلا فمجرد سماع الأذن، يشترك فيه البر والفاجر. فكل المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى، باستماع آياته،
فلم يبق لهم عذر، في عدم القبول.
{ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } يحتمل أن المعنى، مقابل للمعنى المذكور. أي: إنما يستجيب لك أحياء القلوب، وأما أموات القلوب، الذين لا يشعرون بسعادتهم، ولا يحسون بما ينجيهم، فإنهم لا يستجيبون لك، ولا ينقادون، وموعدهم القيامة، يبعثهم الله ثم إليه يرجعون، ويحتمل أن المراد بالآية، على ظاهرها، وأن الله تعالى يقرر المعاد، وأنه سيبعث الأموات يوم القيامة ثم ينبئهم بما كانوا يعملون.
ويكون هذا، متضمنا للترغيب في الاستجابة لله ورسوله، والترهيب من عدم ذلك. )) انتهــى تفسير :( الكريم الرحمن ...)/ ص : 255 / المجلد الواحد.

-و حضرني قــوله تعالى :-
{هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} سورة يونس / الآية 67
{والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم
يسمعون }سورة النحل / الآية 65
** ينتفع بالآيات من يوفق الله سمعه ، فيسمع بأذنه فضلا عن قلبه .
- وقــوله تعالى :-
{أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون } سورة الأعراف / الآية 100
** نعوذ بالله من سمع بالآذان دون العقل والجنان .
- وقوله تعالى :-
{ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}سورة الأعراف / الآية 179
** نعوذ بالله من أذن لا تسمع إلا سمعا تقام به الحجة ولا يلحقه سداد ، و نعوذ
به أن يحرمن بذنوبنا سمعا التوفيق والرشاد .
- وقــوله تعالى :-
{ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون}سورة الأنفال / الآية 21
** سمعوا بالآذان دون القلب والجنان.

- وقــوله تعالى :-
{ بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون}
سورة فصلت - الجزء 24 - الآية 4 - الصفحة 477
** وهنا المعنى عجيب : هم في الظاهر معرضون ، أما على الحقيقة :
هم عن الانتفاع بما سمعوا مصروفون معاقبون ، لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم سمعا ينفعهم
فيستجيبون ، إلا أنهم لشرهم وقلة خيرهم عُقبوا فحرموا سمع الإجابة ، و وقع لهم سمع إقامة الحجة ليستحقوا به من الله عقابه وعذابه.

**وأختم بحديث كنت كلما طالعته يعتريني العجب ، فلم أكن أدري لإعراض حبر اليهود
عن الإيمان من سبب :-
- عن ثوبان مولى رسول الله -رضي الله عنه- قال :-
[كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها . فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ! فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي " فقال اليهودي : جئت أسألك . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أينفعك شيء إن حدثتك ؟ " قال : أسمع بأذني . فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه . فقال " سل " فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هم في الظلمة دون الجسر " قال : فمن أول الناس إجازة ؟ قال " فقراء المهاجرين " قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال " زيادة كبد النون " قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال " ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها " قال : فما شرابهم عليه ؟ قال " من عين فيها تسمى سلسبيلا " قال : صدقت . قال : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض . إلا نبي أو رجل أو رجلان . قال " ينفعك إن حدثتك ؟ " قال : أسمع بأذني . قال جئت أسألك عن الولد ؟ قال " ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر . فإذا اجتمعا ، فعلا مني الرجل مني المرأة ، أذكرا بإذن الله . وإذا علا مني المرأة مني الرجل ، آنثا بإذن الله " قال اليهودي : لقد صدقت . وإنك لنبي . ثم انصرف فذهب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه . وما لي علم بشيء منه . حتى أتاني الله به " . وفي رواية : كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال : زائدة كبد النون . وقال : أذكر وآنث . ولم يقل : أذكرا وآنثا . ] صحيح مسلم / رقم: 315

** أترك لكُن التأمـــل والتعليـــــــــــق .

اللهم وفق أسماعنا ، وأسمعنا سمعا ينفعنا وترضى به عنا، واجعلنا -بفضلك - ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
آمــــــــين
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-09, 12:05 PM   #7
أم بسملة المصرية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اليهودي جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و موقفه من الإيمان محدد سالفا
جاء لمهمة محددة ، فسد أذنه الواعية عما سواها فكان مما انطبقت عليهم الآية الكريمة :

{ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا
وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ } آية61 المائدة

إلا أنه قد دخل و هو للكفر معلن برفضه الإعتراف بأن محمد هو نبي مرسل من رب العالمين و خرج وهو عليه مصر و مزعم لقوله :
لقد صدقت . وإنك لنبي . ثم انصرف فذهب
دون أن يلبي دعوة النبي المكررة له للسماع ، فحدد آنفاً أن سمعه لن يتعدى أذنه ، فأمسك النبي صلى الله عليه و سلم عن الكلام الذي لا يأتي من ورائه جدوى و لا منفعة ، وأبى اليهودي أن يُسمع أذنه لما عرف من عناد قلبه فكان كمن أراح و استراح لكنه لن يستريح . و انطبق على الموقف بأكمله قوله تعالى :
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } سورة الأنعام / الآية 36
أي يسمعون بآذان واعية و قلوب صاغية

وصغارنا لا يسمعون بقلوبٍ واعية ـ ليس عن كفر وعناد و العياذ بالله ـ ولكن هذا ما اقتضاه صغر سنهم و قصور عقولهم عن استيعاب ما نقول، و لو علم الله منهم غير ذلك لجعلهم من المكلفين المحاسبين
و من هنا وجب علينا النصح لهم و تكراره و لكن بنفس هادئة دون استغراب أو ضجر أو معاقبتهم بشدة داعين الله أن يوفقنا في تكوين الضمير الواعي لديهم حتى إذا صاروا يسمعون عن وعي سمعوا صوتا من داخلهم مساره إلى القلب مباشرة يكون لهم بمثابة شعاع ضوء يوضح لهم معالم الطريق


أرجوا أن أكون قد وُفقت في التأمل
جزاكِ الله عنا و عن أولادنا خيراً ، معلمتنا أم هانئ


أم بسملة المصرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-12, 04:07 PM   #8
طالبة العلم
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 15-11-2009
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 47
طالبة العلم is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخيتي على الموضوع الرائع.
طالبة العلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تأملات في النخلة رضاك والجنة روضة التزكية والرقائق 7 04-01-14 01:06 AM
تأملات في أسئلة الصحابيات حديث (لَقَدْ سَبَّحْتِ بِهَذِهِ ! أَلاَ أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ ..) حسناء محمد روضة السنة وعلومها 0 28-11-13 08:01 AM
صفحة الشيخ صالح بن عواد المغامسي / تأملات قرآنية عدن روضة القرآن وعلومه 3 19-04-09 01:07 PM
دروس تأملات وفؤائد من سورة الكهف( يحدث كل جمعة بإذن الله ) الطالبة روضة القرآن وعلومه 12 11-01-08 01:36 AM
تأملات قرآنية فى سورة الفاتحة مسلمة لله روضة القرآن وعلومه 0 16-12-06 06:29 PM


الساعة الآن 02:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .