العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-08, 07:28 PM   #1
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

آثار الإيمان بهذين الاسمين :
1-إن الله سبحانه وتعالى هو الشكور والشاكر على الإطلاق ، الذي يقبل القليل من العمل ويعطي الكثير من الثواب مقابل هذا العمل القليل.
ولذلك نهينا أن نستصغر شيئاً من أعمال البر ، ولو كان شيئاً يسيراً ، فقد قال  لأبي ذر  : (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)
وحث على عمل الصالحات ، صغيرها وكبيرها فإن الله لا يضيع شيئاً ، فقال  : (اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيبة)
وحث الناس على الصدقة ـ عند قدوم قوم من مضر أصابتهم الفاقة والفقر فقال : (تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره ، حتى قال : ولو بشق تمرة)
وبين تعالى أنه يضاعف الأعمال الصالحة أضعافاً كثيرة بقدر ما يشاء وذلك فضله يؤتيه من يشاء ، قال تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة:261) .

وقال سبحانه : إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (النساء:40)
وقال تعالى : وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (الشورى: من الآية23)
وقال سبحانه : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد:11) ، وغيرها من الآيات الكثيرة.
وعن أبي هريرة  الله عنه قال : قال رسول الله  : (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل) ( ) ، أي : أن الله يربيها له كما يربي أحدكم مهره.
وعن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة فقال : هذه في سبيل الله . فقال رسول الله  : (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)
ومن عظيم شكره سبحانه لعباده وفضله وكرمه عليهم أنه يضاعف لهم الحسنات فقط ، أما السيئات فإنها تكتب كما هي ولا تتضاعف ، قال تعالى : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (الأنعام:160).
وقال تعالى : مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (غافر:40) .
2-ومما يجب معرفته أن ما يقدمه المسلم في تقربه إلى الله سبحانه ، من صلاة وصيام وصدقة وجهاد ، وغيرها من أعمال البر المحدودة بالأعمار القصيرة والتي يتخللها التقصير والسهو والنسيان ، لا يمكن بحال أن تكون ثمناً للجنة السرمدية ،
بما فيها من مباهج وزخارف ولذات ، أو أن تنقذه من جحيم النار ولهيبها. فعن عائشة زوج النبي  قالت : قال رسول الله  : (سددوا وقاربوا وأبشروا ، فإنه لن يدخل الجنة أحداً عمله) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : (ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ..)
وفي رواية : (لا يدخل أحداً منكم عمله الجنة ولا يجيره ، من النار ولا أنا إلا برحمة من الله)
فدخول العبد الجنة وفوزه بها ، ونجاته من النار إنما هو بفضل الله ورحمته.
3-إن الله سبحانه شكره واجب على كل مكلف ، كما قال تعالى : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (البقرة:152) .
وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (البقرة:172) .
وقال تعالى : فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (النحل:114) .
وقال سبحانه : كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ (سبأ : 15) .
قال القرطبي : "إن للشكر ثلاثة أركان :
1-الإقرار بالنعمة للمنعم.
2-والاستعانة بها على طاعته.
3-وشكر من أجرى النعمة على يده تسخيراً منه إليه.
وهذا الركن الثالث ، لم أره لأحد ممن تكلم على الشكر ـ فيما أعلم والله أعلم ـ فله الحمد على ما ألهم وفهم وعلم" أهـ
وزاد عليها المحقق ابن القيم فقال
: "والشكر مبني على خمس قواعد :
1- خضوع الشاكر للمشكور 2-، وحبه له ، 3-واعترافه بنعمته ، 4-وثناؤه عليه بها ،5- وأن لا يستعملها فيما يكره .
فهذه الخمس على أساس الشكر ، وبناؤه عليها ، فمتى عدم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة.
وكل من تكلم في الشكر وحده ، فكلامه إليها يرجع ، وعليها يدور
قلت : أما الإقرار بها ومعرفتها وذكرها على الدوام والتحدث بها ، فقد أمر الله تعالى به عباده في غير ما آية :
فقال سبحانه : وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ (البقرة: من الآية231)
وقال : يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة:47) .
وقال : وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً (آل عمران: من الآية103)
وقال : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ)(فاطر: من الآية3) )وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى:11)
وفي "المدارج" قال صاحب المنازل : "الشكر اسم لمعرفة النعمة لأنها السبيل إلى معرفة المنعم ، ولهذا سمى الله تعالى الإسلام والإيمان في القرآن : شكراً".
قال ابن القيم : فمعرفة النعمة ركن من أركان الشكر ، لا أنها جملة الشكر كما تقدم ، لكن لما كان معرفتها ركن الشكر الأعظم الذي يستحيل وجود الشكر بدونه ، فجعل أحدهما اسماً للآخر
وقد جاء في الحديث ما يبين عظمة تذكر النعمة والاعتراف بها وهو قوله  : "سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ ، وأبوء لك بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يسمي فهو من أهل الجنة"
قال الطيبي : "أعترف أولاً بأنه أنعم عليه ، ولم يقيده لأنه يشمل أنواع الإنعام ، ثم أعترف بالتقصير وأنه لم يقم بأداء شكرها ، ثم بالغ فعده ذنباً في التقصير وهضم النفس" أهـ
ويكرر  الاعتراف بالنعمة في أدبار الصلوات في قوله : " ... له النعمة والفضل وله الثناء والحسن ...
وقد حث  على التحدث بنعم الله تعالى فقال : (من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفر
قال ابن القيم : "الثناء على المنعم المتعلق بالنعمة نوعان :
1- عام 2-وخاص ، فالعام : وصفه بالجود والكرم والبر والإحسان وسعة العطاء ونحو ذلك.
والخاص : التحدث بنعمته والإخبار بوصولها إليه من جهته ، كما قال تعالى : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى:11) .
وفي هذا التحديث المأمور به قولان :
أحدهما : أنه ذكر النعمة والإخبار بها ، وقوله : أنعم الله عليّ بكذا وكذا.
والتحدث بنعمة الله شكره ، كما في حديث جابر مرفوعاً : (من صنع إليه معروف فليجز به ، فإن لم يجد ما يجزي به فليثن ، فإنه إذا أثنى فقد شكره ، وإن كتمه فقد كفره ، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور)
فذكر أقسام الخلق الثلاثة :
أ-شاكر النعمة المثني بها.
ب-والجاحد لها والكاتم لها.
ج-والمظهر أنه من أهلها وليس من أهلها ، فهو متحل بما لم يعطه.
وفي أثر آخر مرفوع : (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركه كفر ، والجماعة رحمة والفرقة عذاب
والقول الثاني : أن التحدث بالنعمة المأمور به في هذه الآية هو الدعوة إلى الله ، وتبليغ رسالته ، وتعليم الأمة.
قال مجاهد : هي النبوة. قال الزجاج : "أي بلغ ما أرسلت به وحدث بالنبوة التي آتاك الله" أ هـ
فإظهار النعمة والتحدث بها من صفات المؤمنين الشاكرين ، وأما أن يكتم المرء النعمة ، ويظهر أنه فاقد لها إما بلسان الحال أو المقال ، فهو كفر لها ، وهو من صفات الكافرين الجاحدين.
وإنما سمي الكافر كافراً لأنه يغطي نعمة الله التي أسبغها عليه ويجحدها ولا يقر بها
وقد وصفهم الله بذلك في كتابه العزيز فقال : يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (النحل:83)
وقال : أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (النحل: من الآية71)
وقال : أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (النحل: من الآية72)
بل وربما نسبوا نعم الله تعالى التي أعطاهم إلى أنفسهم وعلمهم وخبرتهم ، قال تعالى : فَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ * قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (الزمر:49-51) .
ومعنى عَلَى عِلْمٍ أي : بوجوه المكاسب والتجارات ، بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ أي : هذه النعم التي أوتيتها فتنة تختبر بها وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ لا يعلمون أن إعطائهم المال اختبار ، قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعني الكفار من قبلهم كقارون وغيره حيث قال : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي (القصص: من الآية78) ، فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ أي : لم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئاً.
ثم قال تعالى : أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الزمر:52) أي : ألم يعلموا أن مصدر نعمتهم التي هم فيها هو الله سبحانه وتعالى : وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ (النحل: من الآية53) وأنه تعالى يبسطها على من يشاء ويحبسها عمن يشاء ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي : لا ينتفع بهذا ويتدبره إلا أهل الإيمان والعلم.
ب-وأما الاستعانة بها ـ أي النعم ـ على طاعة الله ، فهو ما يقتضيه الشرع والعقل ، فإن من أحسن إليك بشيء لا يجوز أن تقابله بالإساءة إليه ، ومن فعل ذلك فهو في نظر الناس وقح نذل ناكر للجميل ، وجاحداً له ، فكيف إذا استعان بإحسانه على الإساءة إليه ، فهو أشد وقاحة وجحوداً للجميل.
والنعم التي في الدنيا إنما خلقت أصلاً ليستعين بها أهل الإيمان على طاعة الرحمن، وأما أهل الكفر والفجور فإنها محرمة عليهم لأنهم يستعينون بها على معصية الله. قال تعالى : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأعراف:32) ، فقوله تعالى : الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وقوله : قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يعني أنها خلقت لهم لا لغيرهم ، لأنهم يستعينون بها على طاعته.



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 07:28 PM   #2
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الرفيق
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الرفق ضد العنف.
رفق بالأمر وله وعليه، يرفق رفقاً : لطف، وكذلك : ترفق به.
قال الليث : الرفق لين الجانب ولطافة الفعل.
والرفيق : المرافق، والجمع : الرفقاء.
وقال ابن الأعرابي : رفق : انتظر.
والرفيق ضد الأخرق.
والرفق والمِرفَق والمَرفِقُ والمَرفَقُ : ما استُعين به ، وقد ترفّق به وارتفق ، وفي التنزيل : وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (الكهف: من الآية16)
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  قال : (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواهوعنها رضي الله عنها قالت : لما مرض النبي  المرض الذي مات فيه جعل يقول : (بل الرفيق الأعلى) وفي رواية : أنه رفع يده أو إصبعه ثم قال : (في الرفيق الأعلى ثلاثاً) ثم قضى نحبه
معنى الاسم في حق الله تعالى : قال القرطبي بعد أن بين المعنى اللغوي للاسم : ولله تعالى من ذلك ما يليق بجلاله سبحانه.
فهو الرفيق : أي الكثير الرفق ، وهو اللين والتسهيل ، وضده العنف والتشديد والتصعيب.
وقد يجيئ الرفق بمعنى : الإرفاق ، وهو إعطاء ما يرتفق به ، وهو قول أبي زيد.
وكلاهما صحيح في حق الله تعالى.
إذ هو الميسر والمسهل لأسباب الخير كلها ، والمعطي لها وأعظمها : تيسير القرآن للحفظ ، ولولا ما قال : وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (القمر:17) ما قدر على حفظه أحد ، فلا تيسير إلا تيسيره ، ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره.
وقد يجيئ الرفق أيضاً بمعنى : التسهيل في الأمور والتأني فيها ، يقال منه : وقفتُ الدابة أرفقها رفقاً ، إذا شددت عضدها بحبلٍ لتبطئ في مشيها.
وعلى هذا يكون (الرفيق) في حق الله تعالى بمعنى (الحليم) فإنه لا يعجل بعقوبة العصاة ليتوب من سبقت له العناية، ويزداد إثماً من سبقت له الشقاوة.
وقال الخطابي : قوله : "إن الله رفيق" معناه : ليس بعجول، وإنما يعجل من يخاف الفوت، فأما من كانت الأشياء في قبضته وملكه فليس يعجل فيها
وقال النووي : وأما قوله  : (إن الله رفيق) ففيه تصريح بتسميته سبحانه وتعالى ووصفه برفيق.
قال المازري : لا يوصف الله سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسول الله  أو أجمعت الأمة عليه ، وأما ما لم يرد إذن في إطلاقه ، ولا ورد منع في وصف الله تعالى به ففيه خلاف : منهم من قال يبقى على ما كان قبل ورود الشرع ، فلا يوصف بحل ولا حرمة ، ومنهم من منعه .
قال : "وللأصوليين المتأخرين خلاف في تسمية الله تعالى بما ثبت عن النبي  بخبر الآحاد ، فقال بعض حذاق الأشعرية : يجوز ؛ لأن خبر الواحد عنده يقتضي العمل، وهذا عنده من باب العمليات لكنه يمنع إثبات أسمائه تعالى بالأقيسة الشرعية ، وإن كانت يعمل بها في المسائل الفقهية
، وقال بعض متأخيرهم : يمنع ذلك ، فمن أجاز ذلك فهم من مسالك الصحابة قبولهم ذلك في مثل هذا ، ومن منع لم يسلم ذلك ، ولم يثبت عنده إجماع فيه فيبقى على المنع.
قال المازري : فإطلاق رفيق إن لم يثبت بغير هذا الحديث الآحاد ، جرى في جواز استعماله الخلاف الذي ذكرنا ، قال : ويحتمل أن يكون صفة فعل ، وهي : ما يخلقه الله تعالى من الرفق لعباده. هذا آخر كلام المازري.
قال النووي : والصحيح جواز تسمية الله تعالى رفيقاً وغيره مما ثبت بخبر الواحد، وقد قدمنا هذا واضحاً في كتاب الإيمان في حديث : (إن الله جميل يحب الجمال) في باب "تحريم الكبر" وذكرنا أنه اختيار إمام الحرمين

وقال ابن القيم في "النونية" :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق يعطيهم بالرفق فوق أمان
من آثار الإيمان بهذا الاسم :
1-أن الله تعالى موصوف بالرفق ، وهو من صفاته ، إما صفة ذات أو صفة فعل ، وقد نقل إجماع الأمة على ذلك الإمام أبو يعلي الفراء ، وقال : لأنهم يقولون : يا رفيق ارفق بنا في أحكامك.
2-ورفقه سبحانه وتعالى بعباده يظهر في رأفته ورحمته بهم شرعاً وقدراً، وهو ما لا يحصى ولا يعد.
3-ومن رفقه سبحانه بعباده إمهاله للعصاة منهم ليتوبوا إليه ، ولو شاء لعاجلهم بالعقوبة، لكنه رفق بهم وتأنى ، ليحصل لهم ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة ، فله الحمد حمداً كثيراً طيباً كما يحب ويرضى.
4-وهو سبحانه وتعالى رفيق يحب الرفق وأهله ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف على العنف ، قيل : من الثواب ، وقيل : يتأتى معه من الأمور ما لا يتأتى مع ضده.
وقد حث الرسول  على استعماله حتى مع الأعداء أحياناً ، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه : باب "الرفق في الأمر كله" ، وأورد فيه حديث عائشة  قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله  فقالوا : السام عليكم ، قالت عائشة : ففهمتها ، فقلت : وعليكم السام واللعنة. قالت : فقال رسول الله  : "مهلاً يا عائشة ، إن الله يحب الرفق في الأمر كله" ، فقلت : يا رسول الله ، أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال رسول الله  : "قد قلت وعليكم.
وعنها أيضاً رضي الله عنها : عن النبي  قال : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) .
وعن جرير بن عبد الله  قال : قال رسول الله  : (من يحرم الرفق يحرم الخير) .
قال القرطبي : فينبغي لكل مسلم أن يكون رفيقاً في أموره ، وجميع أحواله ، غير عجل فيها ، فإن العجلة من الشيطان ، ولا تفارقه الخيبة والخسران ، وقال رسول الله  لأشج عبد القيس : (إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة.
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 07:29 PM   #3
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

السُبُوح
جل جلاه وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
التسبيح : التنزيه.
قال الأزهري : وسبحان الله : معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد.
وقيل : تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به.
ونصبه أنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له ، تقول سبحت الله تسبيحاً له ، أي : نزهته تنزيهاً.
قال ثعلب : كل اسم على "فعول" فهو مفتوح الأول ، إلا السُبُوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر.
وقال سيبويه : ليس في الكلام فعول بواحدة.
وقال الأزهري : وسائر الأسماء تجيء على فعول ، مثل : سفود وقفور وقبور وما أشبهها.
قال : والفتح فيهما ، أي (السبوح والقدوس) أقيس ، والضم أكثر استعمالاً وهما من أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه.
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله  كان يقول في ركوعه وسجوده : "سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال أبو إسحاق الزجاج : السُبوح : الذي ينزه عن كل سوء.
وقال ابن سيده : سبوح قدوس من صفة الله عز وجل ؛ لأنه يسبح ويقدس.
وقال الحليمي : السبوح معناه : المنزه عن المعائب ، والصفات التي تعتري المحدثين من ناحية الحدث، والتسبيح : التنزيه.
وقال النووي : وقال ابن فارس والزبيدي وغيرهما : سبوح هو الله عز وجل ، فالمراد بالسبوح القدوس : المسبح المقدس ، فكأنه قال : مسبح مقدس رب الملائكة والروح ، ومعنى سبوح : المبرأ من النقائص والشريك ، وكل ما لا يليق بالإلهية ، وقدوس : المطهر من كل ما لا يليق بالخالق.
من آثار الإيمان بهذا الاسم :
1-الله تبارك وتعالى منزه عن كل عيب ونقص وسوء ، فله الكمال المطلق سبحانه وتعالى.
2-الله جل شأنه يسبحه من في السماوات ومن في الأرض ، بمختلف اللغات ، وأنواع الأصوات ، قال سبحانه : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (الإسراء:44)
قال أبو إسحاق الزجاج : قيل إن كل ما خلق الله يسبح بحمده ، وإن صرير السقف وصرير الباب من التسبيح ، فيكون على هذا الخطاب للمشركين وحدهم :
وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ وجائز أن يكون تسبيح هذه الأشياء بما الله به أعلم لا نفقه منه إلا ما علمناه.
قال : وقال قوم : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أي ما من دابة إلا وفيه دليل أن الله عز وجل خالقه ، وأن خالقه حكيم مبرأ من الأسواء ، ولكنكم أيها الكفار لا تفقهون أثر الصنعة في هذه المخلوقات !
قال أبو إسحاق وليس هذا بشيء لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا بهذا كانوا مقرين أن الله خالقهم وخالق السماء والأرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخلقة وهو عارفون بها ؟
قال الأزهري : ومما يدلك على أن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تعبدت به قول الله عز وجل للجبال : يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (سـبأ: من الآية10) ومعنى (أوبي) : سبحي مع داود النهار كله إلى الليل ، ولا يجوز أن يكون معنى أمر الله عز وجل للجبال بالتأويب إلا تعبداً لها.
وكذلك قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (الحج:18) فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نفقهها كما لا نفقه تسبيحها.
وكذلك قوله : وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (البقرة: من الآية74) وقد علم الله هبوطها من خشيته ولم يعرفنا ذلك فنحن نؤمن بما أعلمنا ، ولا ندعي بما لا نكلف بأفهامنا من علم على فعلها كيفية نحدها
وهو كلام نفيس جار على مذهب السلف من إجراء النصوص على ظاهرها والبعد عن التأويل والتكلف المذمومين.
وقد ذهب إلى هذا ابن جرير الطبري رحمه الله فقال في تفسير : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ : وما من شيء من خلقه إلا يسبح بحمده.
واستدل لصحة ذلك بما رواه جابر عن النبي  قال : (ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه ، إن نوحاً قال لابنه : "يا بني آمرك أن تقول : سبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة الخلق وتسبيح الحق ، وبها ترزق الخلق ، قال الله تعالى : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ 3-كان الرسول  يذكر هذا الاسم في ركوعه وسجوده ، داعياً ربه عز وجل به ، كما مر معنا في الحديث السابق.
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 07:30 PM   #4
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الشافي
جل جلاله وتقدست أسماؤه ()
المعنى اللغوي :
الشفاء : البرء من المرض.
يقال : شفاه الله يشفيه شفاءً.
والشفاء أيضاً : ما يُبرئ من المرض.
يقال : أشفاه الله عسلاً ، إذا جعله له شفاءً ، حكاه أبو عبيدة.
واستشفى : طلب الشفاء ، ونال الشفاء أيضاً .
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله  كان إذا أتى مريضاً أو أُتيَ به إليه قال عليه الصلاة والسلام : "أذهِب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يُغادر سقماً.وقد ورد في القرآن فعلاً ، في قوله تبارك وتعالى : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (الشعراء:80) .
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال الحليمي : قد يجوز أن يقال في الدعاء : يا شافي يا كافي ؛ لأن الله عز وجل يشفي الصدور عن الشبه والشكوك ، ومن الحسد والغلول ، والأبدان من الأمراض والآفات ، لا يقدر على ذلك غيره ، ولا يُدعى بهذا الاسم سواه.
ومعنى الشفاء : رفع ما يؤذي أو يؤلم من البدن.
من آثار الإيمان بهذا الاسم :
1- الله تبارك اسمه هو الشافي الحقيقي لكل آفة وعاهة ومرض بدني أو نفسي ، فقوله  في الحديث "اشف أنت الشافي" دليل على أن الشافي على الإطلاق هو الله وحده جل شأنه.
قال القرطبي : فيجب على كل مكلف أن يعتقد ألا شافي على الإطلاق إلا الله وحده، وقد بين ذلك رسول الله  بقوله "لا شافي إلا أنت" فيعتقد الشفاء له وبه ومنه ، وأن الأودية المستعملة لا توجب شفاء ، وإنما هي أسباب وأوساط يخلق الله عندها فعله. وهي الصحة التي لا يخلقها أحد سواه فكيف ينسبها ـ سبحانه وتعالى ـ إلى جماد من الأدوية أو سواها ، ولو شاء ربك لخلق الشفاء دون سبب ، ولكن لما كانت الدنيا دار أسباب جرت السنة فيها بمقتضى الحكمة ، على تعليق الأحكام بالأسباب ، وإلى هنا أشار جبريل عليه السلام وإياه أوضح بقوله لرسوله  : "بسم الله أرقيك ، الله يشفيك" فبين أن الرقية منه، وهي سبب لخلق الله وهو الشفاء.
2- فمنه تعالى شفاء النفوس من أسقامها ، والأبدان من أمراضها ، فأنزل القرآن العظيم شفاء لعباده ورحمة ، كما قال سبحانه : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً (الإسراء:82) .
قال الإمام الطبري : يقول تعالى ذكره : وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة ، ويبصر به من العمى ، للمؤمنين ، ورحمة لهم دون الكافرين به ؛ لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله ، ويحلون حلاله ويحرمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة ، وينجيهم من عذابه ، فهو لهم رحمة ونعمة من الله أنعم بها عليهم.
وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً يقول عنها : ولا يزيد هذا الذي نُنزل عليك من القرآن الكافرين به إلا خساراً (إهلاكاً) ، لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهي عن شيء كفروا به ، فلم يأتمروا لأمره ، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه ، فزادهم ذلك خساراً إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار ، ورجساً إلى رجسهم قبل.
وأما الأبدان فإنه تعالى أنزل الداء وأنزل الدواء ، علمه من علمه وجهله من جهله ، كما قال  : (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً) .
وقال أيضاً : (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل).

وقال أيضاً : (إن الله عز وجل لم ينزل داءً إلى أنزل له شفاءً ، علمه من علمه وجهله من جهله) .
قال الحافظ ابن حجر بعد سياقه لطائفة من الأحاديث في الباب : وفي مجموع هذه الألفاظ ما يعرف منه المراد بالإنزال في حديث الباب ، وهو : إنزال علم ذلك على لسان المَلَك للنبي  ، أو عبّر بالإنزال عن التقدير ، وفيها التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام.
وفي حديث جابر منها الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن ، وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية فلا ينجح ، بل ربما أحدث داءً آخر. وفي حديث ابن مسعود الإشارة إلى أن بعض الأدوية لا يعلمها كل أحد ، وفيها إثبات الأسباب ، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله لمن اعتقد أنها بإذن الله وتقديره ، وأنها لا تنجح بذواتها بل بما قدره الله تعالى فيها ، وأن الدواء قد ينقلب داءً إذا قدر الله ذلك ، وإليه الإشارة بقوله في حديث جابر "بإذن الله" فمدار ذلك كله على تقدير الله وإرادته.
والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع ولعطش بالأكل والشرب ، وكذلك تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك.

ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 07:33 PM   #5
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الطيب
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الطيب خلاف الخبيث.
وتتسع معانيه فيقال : أرض طيبة : للتي تصلح للنبات ، وريح طيبة : إذا كانت لينة ليست بشديدة ، وطُعمة طيبة : إذا كانت حلالاً ، وامرأة طيبة : إذا كانت حَصاناً عفيفة ، وكلمة طيبة : إذا لم يكن فيها مكروه ، وبلدة طيبة : أي آمنة كثيرة الخير ، ونكهة طيبة : إذا لم يكن فيها نتن ، ونفس طيبة : إذا كانت بما قدر لها راضية.
وقد يرد الطيب بمعنى : الظاهر ، ومنه حديث علي  قال : "لما غسّل النبي ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت فلم يجده ، فقال : بأبي الطيب طبت حياً وطبت ميتاً.
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : (يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (المؤمنون:51)
، وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (البقرة:172) ،
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء
يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذيّ بالحرام فأنى يستجاب له) .
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 07:34 PM   #6
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الطيب
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الطيب خلاف الخبيث.
وتتسع معانيه فيقال : أرض طيبة : للتي تصلح للنبات ، وريح طيبة : إذا كانت لينة ليست بشديدة ، وطُعمة طيبة : إذا كانت حلالاً ، وامرأة طيبة : إذا كانت حَصاناً عفيفة ، وكلمة طيبة : إذا لم يكن فيها مكروه ، وبلدة طيبة : أي آمنة كثيرة الخير ، ونكهة طيبة : إذا لم يكن فيها نتن ، ونفس طيبة : إذا كانت بما قدر لها راضية.
وقد يرد الطيب بمعنى : الظاهر ، ومنه حديث علي  قال : "لما غسّل النبي ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت فلم يجده ، فقال : بأبي الطيب طبت حياً وطبت ميتاً.
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : (يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (المؤمنون:51)
، وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (البقرة:172) ،
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء
يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذيّ بالحرام فأنى يستجاب له) .
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 07:35 PM   #7
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الجميل
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الجمال : الحُسن.
والجمال : مصدر الجميل ، والفعل : جَمُلَ.
وقوله عز وجل : وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (النحل:6) أي: بهاءٌ وحسن.
قال ابن سيده : الجمال : الحُسن ، يكون في الفعل والخلق وقد جَمُل الرجل بالضم جمالاً فهو جميل وجُمال وجُمّال
وروده في الحديث الشريف :
روى عبد الله بن مسعود عن النبي  قال : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال : (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمظ الناس)
المعنى في حق الله تعالى :
قال النووي : وقوله  : (إن الله جميل يحب الجمال) اختلفوا في معناه ، فقيل إن معناه : أن كل أمره سبحانه وتعالى حسن جميل، وله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال.
وقيل : جميل بمعنى : مجمل، ككريم وسميع بمعنى : مكرم ومسمع.

وقال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله
: معناه : جليل. وحكى الإمام أبو سليمان الخطابي أنه بمعنى : ذي النور والبهجة أي مالكهما .
وقيل معناه : جميل الأفعال بكم باللطف والنظر إليكم ، يكلفكم اليسير من العمل ويعين عليه ، ويثيب عليه الجزيل ويشكر عليه
وأول كلام الخطابي : الجميل : هو المجمل المحسن ، فعيل بمعنى مفعل
وقال الحليمي : ومنها : الجميل : وهذا الاسم في بعض الأخبار عن النبي  ومعناه : ذو الأسماء الحسنى ؛ لأن القبائح إذا لم تلق به لم يجز أن يشتق اسمه من أسمائها ، وإنما تشتق أسماؤه من صفاته التي كلها مدائح ، والأفعال التي أجمعها حكمه
وقال ابن الأثير : "إن الله تعالى جميل" أي : حسن الأفعال، كامل الأوصاف
وقال ابن القيم
وهو الجميل على الحقيقة كيف لا
وجمال سائر هذه الأكوان

من بعض آثار الجميل فربها
أولى وأجدر عند ذي العرفان

فجماله بالذات والأوصاف والـ
أفعال والأسماء بالبرهان

لا شيء يشبه ذاته وصفاته
سبحانه عن إفك ذي البهتان
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 07:36 PM   #8
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الوِتر
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الوِتْرُ والوَتْر : الفرد أو ما لم يتشفع من العدد.
وأوتره : أفذه.
قال اللحياني :
أهل الحجاز يسمون الفرد الوتر ، وأهل نجد يكسرون الواو.
وفي قوله عز وجل : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (الفجر:3) قراءتان بالفتح والكسر.
وأوتر الرجل : صلى الوتر، وهي ركعة تكون بعد صلاته مثنى مثنى من الليل.
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث أبي هريرة  عن النبي  قال : (لله تسعة وتسعون اسماً من حفظها دخل الجنة وإن الله وِتْرٌ يحب الوتر"(.
المعنى في حق الله تعالى
:
قال ابن قتيبة :
الله عز وجل وِتْرٌ ، وهو واحد( ).
وقال الخطابي
: (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير.
وقال الحليمي :
ومنها الوتر ؛ لأنه إذا لم يكن قديمٌ سواه ، لا إله ولا غير إله ، لم ينبغي لشيء من الموجودات أن يُضم إليه فيُعد معه ، فيكون والمعدود معه شفعاً ، لكنه واحدٌ فردٌ وتر.
وقال البهيقي
: (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير (وهو قول الخطابي) وهذه أيضاً صفة يستحقها بذاته.
وقال الحافظ ابن حجر :
(الوتر) : الفرد ، ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام.
من آثار الإيمان بهذا الاسم
:
1-أن الله تعالى واحد لا شريك له ولا نظير ، بل هو الإله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
وهو سبحانه واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله ، قال عز وجل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى: من الآية11) .
وقال : هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً (مريم: من الآية65) ( ).
2-وهو جل وعلا يحب الوتر ويأمر به في كثير من الأعمال والطاعات ، كما في الصلوات الخمس ووتر الليل وأعداد الطهارة وتكفين الميت وفي كثير من المخلوقات كالسماوات والأرض( ).
فقد روى علي  قال : قال رسول الله  : (يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر)
قال القرطبي في معنى قوله 
: "وهو وتر يحب الوتر" : الظاهر أن الوتر هنا للجنس ، إذ لا معهود جرى ذكره حتى يحمل عليه ، فيكون معناه أنه : يحب كل وتر شرعه.
ومعنى محبته له : أنه أمر به وأثاب عليه ، ويصلح ذلك لعموم ما خلقه الله وتراً من مخلوقاته .
أو معنى محبته له : أنه خصصه بذلك لحكمة يعلمها ، ويحتمل أن يريد بذلك وتراً بعينه ، وإن لم يجر له ذكر ثم اختلف هؤلاء ، فقيل : المراد صلاة الوتر.
وقيل : يوم الجمعة .
وقيل : يوم عرفة .
وقيل : آدم عليه السلام .
وقيل غير ذلك.
قال : والأشبه ما تقدم من حمله على العموم( ).
قال : ويظهر لي وجه آخر وهو : أن الوتر يراد به التوحيد ، فيكون
المعنى
: أن الله في ذاته وكماله وأفعاله واحد يحب التوحيد.
أي : أن يُوحد ويعتقد انفراده بالألوهية دون خلقه ، فيلتئم أول الحديث وآخره ، والله أعلم.
قال الحافظ معقباً : قلت : لعل من حمله على صلاة الوتر ، استند إلى حديث علي  : إن الوتر ليس بحتم ، ولا كصلاتكم المكتوبة ، ولكن رسول الله  أوتر ثم قال : (أوتروا يا أهل القرآن ، فإن الله وتر يحب الوتر).
أخرجوه في السنن الأربعة وصححه ابن خزيمة واللفظ له.
فعلى هذا التأويل تكون اللام في هذا الخبر للعهد ، لتقدم ذكر الوتر المأمور به .
لكن لا يلزم أن يحمل الحديث الآخر على هذا ، بل العموم فيه أظهر ، كما أن العموم في حديث علي  محتمل أيضاً.
3-وقد وردت عن السلف آثار في ذلك :

فقال مجاهد في قوله تعالى : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (الفجر:3) : "كل خلق الله شفع : السماء والأرض ، والبر والبحر ، والجن والإنس ، والشمس والقمر. والله وحده الوتر".
وفي رواية عنه قال : الخلق كله شفع ووتر ، أقسم بالخلق( ).
وعن الحسن قال : "الخلق كله شفع ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ قال : كان أبي يقول : كل شيء خلق الله شفع ووتر ، فأقسم بما خلق ، وأقسم بما تبصرون وبما لا تبصرون.
قال ابن جرير : وقال آخرون : بل ذلك الصلاة المكتوبة ، منها الشفع كصلاة الفجر والظهر ، ومنها الوتر : كصلاة المغرب.
ذكر من قال ذلك .
وذكر آثاراً منها :

عن قتادة قوله : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ : إن من الصلاة شفعاً ، وإن منها وتراً.
ثم قال ابن جرير مرجحاً :
والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر ، ولم يخصص نوعاً من الشفع ، ولا من الوتر دون نوع ، بخبر ولا عقل ، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمه هذا ، لعموم قسمه بذلك.
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-08, 12:41 AM   #9
أمة البر الرحيم
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

بارك الله فيك وردة الياسمين لقد قرأت موضوعك وهو جد أكثر من رائع
نفع الله به المسلمين فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يعرف ربه ليعبده حق عبادته
لذلك قمت بتثبيت الموضوع



توقيع أمة البر الرحيم
قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون }
عرف علي بن أبي طالب التقوى فقال : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل. )

أمة البر الرحيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-08, 05:41 PM   #10
جليسة العلم
طالبة دورة تجويد
 
تاريخ التسجيل: 29-05-2007
المشاركات: 66
جليسة العلم is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا اختي وردة الياسمين على الموضوع القيم
اسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك
جليسة العلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .