العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-08, 07:39 PM   #1
نور الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 29-08-2007
المشاركات: 352
نور الصباح is on a distinguished road
افتراضي

تحية طيبة :
أختي أم رحمة هل وصل التلخيص عن طريق البريد ؟ ارسلته اليوم الاثنين عصراً
وإن لم يصل فما الحل ؟
جزيتم الجنة



توقيع نور الصباح
[SIGPIC][/SIGPIC]
نور الصباح غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 08:08 AM   #2
أم رحمة
نفع الله بك الأمة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الصباح مشاهدة المشاركة
تحية طيبة :
أختي أم رحمة هل وصل التلخيص عن طريق البريد ؟ ارسلته اليوم الاثنين عصراً
وإن لم يصل فما الحل ؟
جزيتم الجنة
غليتي نور الصباح
أي بريد تقصدين؟!!!!
ارسلي لي على الخاص
بارك الله فيك

انتظرتك طويـــــــــــــــــــــــــــلا
أم رحمة غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 12:44 PM   #3
نور الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 29-08-2007
المشاركات: 352
نور الصباح is on a distinguished road
افتراضي

سامحيني أم رحمة :
فاقصد اني ارسلته كرسالة خاصة والحقيقة اني اول مرة ارسل لذلك كان هناك خلل
راجعي : فقد ارسلت لك جزء من تلخيص الشريط الخامس
نور الصباح غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 03:47 PM   #4
أم رحمة
نفع الله بك الأمة
افتراضي

حبيبتي استلمت جزء من التلخيص
ولكن اكملي التلخيص وأرسليه
أنتظرك
" بقيت بقية تلخيص الدرس الخامس والدرس السادس كله
أم رحمة غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 05:29 PM   #5
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم لك الحمد, أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، و لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق, ووعدك حق, وقولك حق, ولقاؤك حق, والجنة حق, والنار حق, والساعة حق, والنبيون حق, ومحمد صلى الله عليه وسلم حق .
اللهم لك أسلمنا وعليك توكلنا وبك آمنا وإليك أنبنا وبك حاكمنا .
ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض, وملء مابينهما, وملء ما شئت من شيء بعد, أهل الثناء والمجد, أحق ما قال العبد, وكلنا لك عبد .
اللهم لامانع لما أعطيت, ولا معطي لما منعت, ولاينفع ذا الجد منك الجد .
اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد ، وأنصر من ابتغى ، وأرأف من ملك ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، أنت الملك لاشريك لك ، والفرد لاند لك ، كل شيء هالك إلا وجهك .
لم تطاع إلا بإذنك , ولم تعصى إلا بعلمك, تطاع فتشكر, وتعصى فتغفر, أقرب شهيد وأدنى حفيظ, حلت دون النفوس, وأخذت بالنواصي , وكتبت الآثار, ونسخت الآجال , القلوب لك مفضية, والسر عندك علانية, الحلال ما أحللت, والحرام ماحرمت, والدين ما شرعت, والأمر ما قضيت, والخلق خلقك وأنت الرؤوف الرحيم.
أما بعد, أيها الأحبة الله تعالى أمرنا أن نسأله علما نافعا كما جاء في حديث جابر رضي الله تعالى عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (( سلو الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لاينفع )).فهذا كلام من لا ينطق عن الهوى.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك أمته عمليا فكان من دعائه: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها.))
العلم المتعلق بالمعبود - جل جلاله - أشرف العلوم وأنفع العلوم؛ لأنه يتعلق بالرب المالك المعبود لاإله إلا هو, وقد قيل إن شرف العلم بشرف المعلوم, ولاريب أن الله -تبارك وتعالى- هو أشرف المعلومات.

فالعلم النافع مايدل على أمرين:
الاول: معرفة الله تبارك وتعالى وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الكاملة.
الثاني: يعرفنا مايحبه المعبود -جل جلاله- ما يرضاه منا, وما يكرهه, ويسخطه من الاعتقادات والأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

أيها الأحبة أرجو أن يتيسر الحديث عن تسع قضايا:
الأولى: في الكلام عن الاسم و الصفة و الفرق بينهما.
الثانية: في ذكر ضابط يضبط ما يضاف إلى الله تبارك و تعالى من الأسماء.
الثالثة: في الكلام على الأركان, أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى.
الرابعة: في الكلام عن إحصائها (إن لله تسعة و تسعين اسما, مائة إلا واحد, من أحصاها دخل الجنة), ما المراد بالإحصاء؟
الخامسة: في الكلام عن الروايات التي ورد فيها سرد الأسماء في هذا الحديث المخرج في الصحيحين, جاء في بعض رواياته في غير الصحيحين سرد للأسماء سأتكلم على ثبوت هذا الحديث و ما يتعلق بالكلام على رواياته و ضعفه.
السادسة: في ذكر مظان الأسماء الحسنى, أين نبحث عنها؟ أين نجدها؟
السابعة: في الأصول التي ترجع إليها, ماهي الأسماء التي ترجع إليها جميع الأسماء الحسنى؟
الثامنة: في تفاضل أسماء الله تبارك و تعالى.
التاسعة: في الكلام عن الاسم الأعظم.



توقيع أم جهاد وأحمد
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 05:33 PM   #6
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

القضية الأولى:
فالكلام عن الاسم , معنى الاسم و الصفة, و الفرق بين الاسم و الصفة

***معنى الاسم عند النحاة: مادل على معنى في نفسه و لم يقترن بزمن
فعلامات الاسم عند النحويين منها:
1. أن يكون قابل لدخول حرف الجر
2. التنوين
3. دخول ياء النداء
4. أو يكون الاسم معرفاً بالألف و اللام
5. أو يكون مضاف إليه معنى من المعاني
هذه خمس علامات كما قال ابن مالك في الألفية
الجر والتنوين والندا وأل ****ومسند للإسم تمييزٌ حصل
*** الفعل مادل على معنى في نفسه و اقترن بزمان
***و الصفة: هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات

و في فتاوى اللجنة الدائمة ورد سؤال عن هذه القضية, و حاصل الجواب
أن أسماء الله كل مادل على ذات الله,مع صفات الكمال اللائقة به
أما الصفات: فهي نعوت الكمال القائمة بالذات.
إذن الاسم يدل على أمرين, و الصفة تدل على شيء واحد
الاسم هو يدل على الذات و على الصفة
الصفة تدل على معنى يقوم بالله عز و جل

و يمكن أن نذكر ثلاثة فروقات- على سبيل الاختصار و التلخيص- بين الاسم و الصفة, حتى نفرق بينهما, فنقول:
الفرق الأول بين الاسم و الصفة:
أن الأسماء يشتق منها صفات, أما الصفات فلا يشتق منها أسماء


الفرق الثاني :
أسماء الله عزوجل لا تشتق من أفعال الله
أما الصفات فإنها تشتق من الأفعال

باب الأسماء أضيق من باب الصفات
وباب الأفعال أوسع من باب الصفات
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
وباب الإخبار أوسع من باب الصفات

الفرق الثالث:
إن أسماء الله تعالى وصفاته تشترك بالإستعاذة والحلف بها ،
تختلف في التعبد بها و الدعاء بها



ما الفرق بين باب التسمية وباب الإخبار؟
-الفرق الأول: أن أسماء الله توقيفية فلا نسميه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم
أما باب الإخبار أوسع فيمكن أن نخبر عن الله أنه موجود, ومعلوم ان الموجود ليس من أسماء الله تعالى فنقول الله موجود فباب الخبر أوسع من باب الأسماء.

الفرق الثاني: أن أسماء الله حسنى كاملة في الحسن فهي تحمل الحسن المطلق أما الخبر فيكفي أن لا يكون بعبارة غير لائقة لذلك يمكن أن يُخبَر عن الله أنه موجود؛ وأنه ساتر لكن الستّير أبلغ لأنه هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الفرق الثالث: أن أسماء الله الحسنى يُدعى بها أما الخبر عن الله فإنه لا يدعى به , فلا تقول يا قديم ويا موجود إنما تقول يا الله؛اللهم إني أسألك بأنك أنت الأول الذي ليس قبلك شئ وأنت الآخر الذي ليس بعدك شئ.هذه فروقات ثلاث بين باب التسمية وباب الخبر.

التعديل الأخير تم بواسطة أم جهاد وأحمد ; 08-04-08 الساعة 05:36 PM
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 05:39 PM   #7
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

القضية الثانية : ضابط الأسماء الحسنى

ما هو الضابط الذي نستطيع معه أن نُسمّي الله عز وجل، أو أن نتعرف به على أسمائه؟؟؟
العلماء في هذه القضية غير متفقين :
* فمنهم من يعتمد على العدد الوارد في الأسماء المسرودة في حديث أبي هريرة المشهور في الصحيحين
* ومن أهل العلم من اقتصر على ما ورد بصورة الاسم فقط
*ومنهم من قابله بتوسع فاشتقوا من كل صفة وفعل اسم لله تعالى
*والمنهج الرابع وهم الذين توسطوا فجعلوا شروطا لاشتقاق الاسم من الصفة أخذاً من النصوص ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان ضابط الأسماء :

الضابط الأول :الأسماء الحسنى هي التي يدعى الله بها فيقال: ياالله، ياعزيز، يارحمن,هذه واحدة.
الضابط الثاني : ما جاء في الكتاب والسنة, يعني لا نركب أشياء ونولدها من عند أنفسنا.
الضابط الثالث : ولا بد لهذه الاسماء أن تقتضي الثناء والمدح المطلق بنفسها :
الضابط الرابع : لها معنى حسن فهي حسنى والله -عز وجل- يقول : " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " فقال " ولله " يعني سمّى بها نفسه فنأخذها من الكتاب والسنة, وفي دعاء النبي عليه الصلاة والسلام : "أسالك بكل اسم هو لك, سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همي. ",
اذن في أسماء الله عز وجل لابد أن يكون الاسم ورد في الكتاب والسنة، ولابد أن يدل على معنىً حسن بإطلاق، وأن الله يدعى بها.

وممكن أن نضيف عليها ,ومن تتبع كلام أهل العلم في هذا وإذا أردت أن تتبع ما قالوه فيمكن أن تخرج بجملة من الضوابط والقيود..فيقال:

الأول: أن يثبت الإسم بنص في الكتاب أو السنة , وهذا ينبغي أن لا يختلف فيه وهو من الوضوح بمكان.
الثاني: أن يكون الإسم صالحاً للعلميية , فالأسماء أو الأعلام لها علامات يمكن أن تُعرف بها في كلام العرب , النحاة مثلاً علامات للإسم منهم من يذكر بعضها في المختصرات ومنهم من يزيد عليها في الكتب المتوسطة ومنهم من يتوسع في المطولات.
يتميز الإسم بهذه العلامات الخمس .
الثالث: ذكره بعض أهل العلم وهو ليس محل اتفاق وهو أن يأتي مطلقاً دون قيدٍ أو إضافة
الرابع: أن يكون هذا الاسم دالاً على صفة من صفات الكمال
الخامس: أن الوصف الذي يدل عليه هذا الاسم ويتضمنه لا بد أن يكون كامل من كل وجه
السادس: أن ما ثبت الدعاء به فهو اسم من أسماء الله الحسنى لقوله تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) ولهذا عدّ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من جملة الأسماء الحسنى التي ليست مما جاء في الرواية التي ورد فيها سرد الأسماء (السبوح أنه من أسماء الله)
السابع: أن ما ورد في الكتاب والسنة بصيغة اسم الفاعل واسم الفاعل على وزن فاعل فإذا كان يدل على نوع من الأفعال ليس بعام شامل فلا يعد من الأسماء الحسنى, فإذا اعتبرنا هذا القيد يخرج اسم الزارع من أسماء الله الحسنى وأخرج به بعضهم المسعر مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله هو المسعر)) , وكثيراً من المحققين من أهل العلم عدوا ذلك من أسماء الله تعالى (المسعر).
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 05:45 PM   #8
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

القضية الثالثة : أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى

ويمكن أن أذكر تحته ثلاثة أركان :
الركن الأول : أنه يجب على المؤمن أن يؤمن بالإسم حقيقة بحيث لا ينفي الاسم ولا ينكره أو يجحده
فالإيمان بالإسم يدخل تحته:
1.أن نثبت الاسم حقيقة لله تبارك وتعالى
2.ان ننزه الله عن مماثلة المخلوقين فالمخلوق
فالتشابه أو التماثل لفظاً لا يوجب التماثل حقيقة ومعنى
3. أن تؤمن بأن أسماء الله تبارك و تعالى بالغة في الحسن، فألفاظها في غاية الحسن, لا تجد لفظاً تنقبض منه الأسماع, وهي أيضا متضمنة للصفات الكاملة ( الحسنى)
فهي كما يقول القرطبي صاحب التفسير" : حسنة في الأسماع والقلوب"
ويمكن أن نضيف الى هذا زيادة إيضاح:فيقال بأن الله تعالى وصف أسمائه بأنها حسنى في القرآن في أربعة مواضع , في أربع آيات ::
*** الموضع الأول: في الأعراف (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسماءه))
***الموضع الثاني: في الإسراء (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى ))
***الموضع الثالث: في طه (( الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى ))
***الموضع الرابع: في الحشر (( هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى)).

الركن الثاني : أن تؤمن بما دلّ عليه الاسم من معنى،
وهذا يتضمن أمرين:

الأول : الإيمان بأن للأسماء معاني
الثاني: فهم معاني هذه الأسماء والتفكر فيها لا يعني التفكر بذات الله عز وجل.


الركن الثالث :الإيمان بما يكون لها من آثار
ما يتعلق بالآثار التي تتعلق بالأسماء الحسنى.
وهذا الركن له تعلق بما قبله , فالإنسان اذا آمن بالإسم لا بد أن يؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة , ولا يمكن أن يؤمن بالأثر المترتب على ذلك إلا إذا آمن بالصفة؛ وآمن قبل ذلك بالاسم, فلا بد من فهم معاني الأسماء, أن نعرف معانيها وما دلت عليه, فأسماء الله تعالى لها آثار في هذا الخلق الذي نشاهده , ولها آثار أيضاً فيما يتصل بأمر الله عز وجل وحكمه الشرعي وما شرّعه لعباده فمن نظر في هذا وهذا رأى آثار الأسماء الحسنى ظاهرة جلية لا خفاء فيها..
ولهذا فإن الحافظ ابن القيم رحمه الله اعتبر
العلم بالأسماء الحسنى أنه أصل للعلم بكل معلوم
ووجه ذلك أن كل المعلومات لا تخرج عن أمرين:
إما أن تكون هذه الأشياء التي نعلمها هي من قبيل خلق الله عز وجل فيدخل في ذلك جميع أنواع العلوم التجريبية , العلوم المادية.
وإما أن يكون ذلك من قبيل العلم بأمره جل جلاله فيدخل في هذا العلم بالله عز وجل وأسمائه وصفاته وأحكامه, كل ذلك داخل فيه.
فهذه العلوم إما علم لما كوَّنَه الله عز وجل وخَلَقًه
أو علم بما شرَّعه , فمصدر الخلق إنما هو عن أسماءه تعالى
وهكذا أيضاً مصدر الحُكم والشرع


هل يخرج أحد من ربوبية الله؟
الجواب: لا, فهو رب للجميع, للمؤمن وللكافر, وهو رب للجماد والحيوان والنبات , لا يخرج أحد عن ربوبيته تعالى, واجتمع الخلق بهذا الإعتبار تحت صفة الربوبية
وأما صفة الإلهية فقد افترقوا فيها إلى مؤمنين وكفار فلها الفرق , الربوبية لها الجمع
والإلهية لها الفرق.. فصار الناس إلى طائفتين, سعداء وأشقياء , انقسموا إلى مؤمنين وكفار
فالدين والشرع والأمر والنهي مظهره وقيامه من صفة الإلهية
والخلق والإيجاد والتدبير صفة من صفات الربوبية
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك
فالله تعالى أمرهم بإلهيته وأعانهم ووفقهم وهداهم وأضلهم بربوبيته
وعاقبهم بملكه وعدله

الركن الرابع : هو أن يدعو ربه بها
والدعاء هنا يشمل النوعين : دعاء العبادة - ودعاء المسألة
دعاء العبادة يقتضي أن يتعبد العبد لربه بمقتضى هذه الأسماء فتؤثر معرفة هذه الأسماء في عبوديتنا الظاهرة والباطنة.
والنوع الثاني مما يتصل بالتعبد بها أيضاً وهو السؤال .
فيسأل العبد ربه والله يحب الداعين والسائلين (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)) فيسأل ربه تعالى بهذه الأسماء الحسنى في كل مقام بما يناسبه ويليق به, فالله تبارك وتعالى يحب من عبده أن يفعل ذلك .
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 05:51 PM   #9
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

القضية الرابعةً: وهو ما يتعلق بإحصاء الأسماء الحسنى

الحديث الذي ذكرناه في أول هذه الدروس (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة))
ما معنى هذا الإحصاء ؟
هذه اللفظة في كلام العرب تأتي بمعنى
العد - تقول مثلاً حصيت الحصى إذا عددته
ومن المعاني التي تأتي لهذه اللفظة يُقال حَصاة العقل
وهناك معنى ثالث أيضاً: وهو الإطاقة (( علم أن لن تحصوه)) يعني تطيقوه فيما يتعلق بقيام الليل (( فتاب عليكم ))
أما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم (( من أحصاها دخل الجنة)) اصطلاحا ؟
هل المراد به العد ؟ أو المراد عقل معانيها ؟ أو المراد بذلك معنى آخر؟
اختلف أهل العلم في معنى الإحصاء ومنهم من حمله على أكمل معانيه وهو الذي ذهب إليه الحافظ ابن القيم رحمه الله
قال إن الإحصاء لا يكون إلا
بمعرفة الأسماء بأن يجمعها العبد
ويعرف ألفاظها وأن يعرف معانيها
وأن يتعبد لله تعالى بمقتضاها
لا بد من هذه الأمور الثلاثة .

- ومن أهل العلم من قال بأن المقصود بالإحصاء هو أن يقرأ القرآن كاملاً ,, وهذا يمكن أن يوجه كما قال الحافظ ابن الحجر رحمه الله أنهم قصدوا بذلك أن هذه الأسماء موجودة في القرآن فإذا قرأ العبد كتاب الله فإنه يكون بذلك قد مر على جميع الأسماء الحسنى
يعني أنه يتتبع ذلك من القرآن ..

ومثل القرطبي قال هذه مراتب ثلاث لأهل الإيمان كما يُقال مثلاً بأن هناك مرتبة للسابقين ومرتبة للصديقين ومرتبة لأصحاب اليمين فمن عرف ألفاظها فقط فهذا من أهل اليمين , ومن عرف المعاني فهذا من الصديقين, ومن عمل بمقتضاها فهو من السابقين.
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-08, 05:56 PM   #10
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

القضية الخامسة: هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين ؟

الحديث يقول (( إن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة )) ما المقصود ؟


هل المقصود أن أسماء الله محصورة في التسعة وتسعين؟
أو المقصود أن هذه الأسماء التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم لها مزية معينة وهي أن من أحصاها دخل الجنة؟
العلماء مختلفون في عدد أسماء الله الحسنى
فعامة أهل العلم الذي عليه الجمهور يقولون: أن أسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد يمكن أن يصل إليه الخلق و أسماء الله أكثر من أن نحيط بها , هذا الذي عليه عامة أهل العلم وهو القول الذي لا ينبغي العدول عنه وهو مذهب سلف هذه الأمة , بل إن من أهل العلم كالنووي قال إنه محل إجماع !

والصحيح إن الإجماع لا يثبت في هذا لأن هناك من خالف كابن حزم والسهيلي والرازي قالوا إنها محصورة , والذين قالوا إنها محصورة اختلفوا في العدد..

** فبعضهم قال إنها محصورة بثلاثمائة اسم؛؛ وهذا لا دليل عليه.
** ومنهم من قال ألف .
** ومنهم من قال ألف وواحد .
** ومنهم من قال أربعة آلاف.
** ومنهم من يقول مائة ألف و أربعة وعشرون ألفاً {عدد الأنبياء} وهذا لا دليل عليه.
** ومنهم من يقول أسماء الله تسعة وتسعون اسماً فقط , هكذا فهموا من الحديث.
ومجموع ما ذكره العادون مما يصلح أن يكون اسماً لله عز وجل أو ألا يكون يعني الذين حاولوا جمع الأسماء كثير , خلق من العلماء , بعضهم من ألّف بذلك مصنفاً مستقلاً وبعضهم ذكرها ضمن كتاب من كتبه...

فلو استقرأنا , حاولنا أن نستقرأ كل ما ذكروه مما يصلح أن يكون اسم لله وما لا يصلح فإن ذلك يزيد على مائتين وثمانين اسماً, هذا جملة ما عده العادون .


وعلى كل حال مما يدل على أن أسماء الله عز وجل لا تُحصر بعدد
ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم اني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ))

وجه الإستدلال أنه لو كان يُحصي جميع الأسماء الحسنى لأحصى الثناء على الله تبارك وتعالى ,هكذا استدل به أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض وغيره, وكذلك حديث الشفاعة الطويل وفيه: (( ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي )) وكذلك أيضاً حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما أصاب عبداً همٌ ولا حَزَن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك .......... إلى أن قال ......... أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ..))

هذا أوضح الأدلة على أن من أسماء الله عز وجل ما لم يُطلع عليه أحداً من الخلق لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا ..

فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الأسماء على هذه الأقسام الثلاثة

-قسم أنزله في كتابه
-وقسم علمه أحد من خلقه
- وقسم استأثر به في علم الغيب عنده

وبهذا نعرف أن الواجب علينا إزاء أسماء الله عز وجل وصفاته التي استأثر بها في علم الغيب عنده أن نقر بالعجز والوقوف عند ما أُذن لنا فيه من ذلك , نؤمن بالأسماء التي أخبرنا عنها ونوكل علم مالم نعلم إلى عالمه .

وأما الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة))

فإن قوله صلى الله عليه وسلم من أحصاها دخل الجنة هذه صفة وليست بخبر يعني إن لله تسعة وتسعين اسما لها شأن خاص إن لله تسعة وتسعين اسماً من بين أسمائه لها مزية خاصة كما تقول مثلاً{لفلان خمسة دور قد أعدها للضيوف}وكما تقول {لفلان ألف ريال قد أعدها للصدقة }
هل تفهم من هذا أن كل ما يملك هو ألف؟ أو أن كل الدور التي عنده هي خمسة فقط ؟
لا .. وإنما هذه الألف من شأنها كذا.
فالله تعالى له تسعة وتسعون اسماً لها مزية وشأن خاص وهو أن من أحصاها دخل الجنة , وهذا لا ينفي عنه أن يكون له أسماء أخرى غير هذه الأسماء, كما قال المحققون كشيخ الإسلام ابن تيمية والخطابي والحافظ ابن حجر والقرطبي صاحب المفهم والبيهقي , بل نقل الامام النووي أن هذا الحديث المذكور ليس للحصر قال إن هذا باتفاق العلماء وهو الذي قال به الحافظ ابن كثير رحم الله الجميع.
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[1] مظاهر الحب الكاذب ! بنت التوحيد روضة السنة وعلومها 2 01-04-08 03:03 PM


الساعة الآن 03:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .