العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-08-07, 02:45 AM   #21
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
c8


:: بســـــــــم الله الرحمــــــــن الرحيــــــم ::

الوقفـــــــــة الثالثـــــــــــــة

اجتماع الفتوة والإقبال على الله لأصحاب الكهف

قال ابن الكثير ـ رحمه الله ـ كان أكثر المُستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباباً، وأمّا المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ولم يُسلم منهم إلا القليل، فذكر الله عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شباباً وهم أقبُل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل .

ومرحلة الشباب مظنة غلبة الشهوة، ومُتابعة الهوى، فمُلازمة العبادة مع ذلك أشد وأدل على غلبة التقوى , ولذا جاء في حديث السبعة الذين يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله، (وشاب نشأ في عبادة ربه..)



الوقفـــــــــــة الرابعـــــــة

أصحاب الفطرة السليمة يستدلون بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية

فهؤلاء الفتية نظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم، فعرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها لا ينبغي إلا لله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما، نظروا إلى تلك الأوثان والأصنام التي لا تخلق ولا ترزق، ولا تملك نفعاً ولا ضرَّا، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوزاً، فاستدلوا بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية، ولهذا قالوا: {لن ندعو من دونه إلها} وهذا دليل على كمال معرفتهم بربهم، وزيادة الهدى من الله لهم.



الوقفــــــــــة الخامســـــــــة

الاعتزال تارةً يكون بالأديان، وتارةً يكون بالأبدان، وقد حصل لأصحاب الكهف كليهما.

قال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ عند قوله تعالى: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأوا إلى الكهف} (الكهف آية 16) أي وإذا فارقتموهم وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله ففارقوهم أيضاً بأبدانكم.

الوقفـــــــــة السادســـــــة

معية الله لعباده المؤمنين، وقُربة ممن يتقرب إليه، واستجابته لمن دعاه وأناخ رحالة ببابه.



فهؤلاء الفتية دعوا ربهم {ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً} فلمّا جمعوا بين التبري من حولهم وقوتهم، والالتجاء إلى الله في صلاح أمرهم، وبين الثقة بالله أنّه سيفعل ذلك، لا جرم أن الله نشر لهم من رحمته، وهيأ لهم من أمرهم مرفقاً، فحفظ أديانهم وأبدانهم ويسر لهم كل سبب. والله عند ظن عبده به، فلمّا طلبوا الرحمة والرشد، نشر لهم من رحمته {ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً}.

يتبع ان شــــــــــــــــــاء الله....؛
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-07, 02:54 AM   #22
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
c8


الوقفـــــــــــــة السابعــــــــــــة


تجلي آيات الله الدّالة على قدرته الباهرة ورحمته الواسعة بهؤلاء الفتية

• فقد حفظهم الله من الشمس فيسر لهم كهفاً إذا طلعت الشمس تميل عنه يميناً، وعند غروبها تميل عنه شمالاً لئلا ينالهم حرها فتفسد أبدانهم بها ، قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ عند قوله سبحانه: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال..} قال: والمعنى: أنَّهم كانوا لا تصيبهم شمس البتة كرامةً لهم، وهو قول ابن عباس، فلا تصيبهم في ابتداء النّهار ولا في آخره، فكانت الشمس تميل عنهم طالعةً وغاربةً وجاريةً لا تبلغهم لتؤذيهم بحرِّها، وتغيِّر ألوانهم وتُبلي ثيابهم، وقيل: {وإذا غربت تقرضهم} أي يصيبهم يسير منها، مأخوذ من قارضة الذهب والفضة، أي تعطيهم الشمس اليسير من شعاعها، وقالوا: كان في مسّها لهم بالعشيّ إصلاح لأجسادهم وعلى الجملة فالمقصود بيان حفظهم عن تطرق البلاء وتغيُّر الأبدان والألوان إليهم، والتأذي بحرٍ أو برد .

• وحَفِظهم ـ سبحانه ـ في {فجوةٍ منه} أي: من الكهف، والفجوة المُتسع، بحيث يطرقهم نسيم الهواء، ويزول عنهم الوخم والتأذي بالمكان الضيق، خصوصاً مع طول المكث، وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته، وإجابة دعائهم وهدايتهم حتى في هذه الأمور.

• ذكر بعض أهل العلم أنهم لما ضرب الله على آذانهم بالنوم لم تنطبق أعينهم لئلا يُسرع إليها البلى فإذا بقيت ظاهرةً للهواء كأن أبقى لها ولهذا قال تعالى: {وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود} .

• وفي قوله سبحانه {وتقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} حكمة بالغة، وقدرة باهرة، قال ابن عباس: لو لم يقلبوا لأكلتهم الأرض، قال أبو هريرة: كان لهم في كل عامٍ تقليبتان، وقيل: في كل سنة مرة، وقيل غير ذلك.

قال الشيخ ابن السعدي ـ رحمه الله ـ في الآية: وهذه أيضاً من حفظه لأبدانهم، لأن الأرض من طبيعتها أكل الأجسام المتصلة بها فكان من قدر الله، أن قلّبهم على جنوبهم يميناً وشمالاً، بقدر ما لا تفسد الأرض أجسامهم، والله تعالى قادر على حفظهم من الأرض، من غير تقليب، ولكنه تعالى حكيم، أراد أن تجري سنته في الكون، ويربط الأسباب بمسبباتها. فسبحانه من خالق حكيم.

• قال ابن جريح عند قوله تعالى: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد}. ليحرس عليهم الباب وهذا من سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم، وكان جلوسه خارج الباب لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب كما ورد في الصحيح، ولا صورة ولا جُنُب ولا كافر كما ورد به الحديث الحسن . وهاهنا يحسن الوقوف على حال بيوت المُسلمين في هذا العصر، ونفور الملائكة منها.

• ومن دلائل قدرته ـ سبحانه ـ أن حماهم بالرُّعب وألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلاّ هابهم، لما أُلبسوا من المهابة والذعر لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس حتى يبلغ الكتاب أجله، وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم، لما له في ذلك من الحكمة والحجة البالغة والرّحمة الواسعة. قال سبحانه {لو اطَّلعت عليهم لولّيت منهم فِراراً ولمُلئت منهم رُعباً}.



يتبع ان شـــــــــــــــــاء الله ...؛
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 12:25 AM   #23
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
افتراضي

الوقفـــــــــةالثامنـــــــــة

من أحب أهل الخير نال من بركتهم، ومن صاحب الأخيار ذُكر معهم

قال ابن عطية: وحدّثني أبي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت أبا الفضل الجوهري في جامع مصر يقول على منبر وعظه: إنّ من أحب أهل الخير نال من بركتهم، كلب أحب أهل فضلٍ وصحبهم فذكره الله في محكم تنزيله.

قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ وهذا فائدة صحبة الأخيار فإنّه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن.

وقال القرطبي ـ رحمه الله ـ: إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدَّرجة العُليا بصحبته ومخالطته الصُّلحاء والأولياء حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه جل وعلا. فما ظنك بالمؤمنين الموحدين المخالطين، المحبين للأولياء والصالحين بل في هذا تسلية وأنس للمؤمنين المقصرين على درجات الكمال، والمُحبين للنبي صلى الله عليه وسلم وآله خير آل.

ثم أورد ـ رحمه الله ـ حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي في الصحيح قال: بينا أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارجان من المسجد فلقينا رجل عند سُدة المسجد فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: "ما أعددت لها" قال: ولا صدقة، ولكنِّي أحب الله ورسوله. قال: "فأنت مع من أحببت" قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم "فأنت مع من أحببت" قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.

قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: وهذا الذي تمسّك به أنس يشمل من المسلمين كل ذي نفس، فكذلك تعلقت أطماعنا بذلك وإن كُنا مقصرين، ورجونا رحمة الرحمن وإن كنا غير مستأهلين، كلب أحب قوماً فذكره الله معهم! فكيف بنا وعندنا عقد الإيمان وكلمة الإسلام، وحب النبي صلى الله عليه وسلم {ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً}.

أرأيتِ كيف امتدت بركة هؤلاء الفتية إلى هذا الكلب، وكيف أثّرت الصُّحبة حتى على البهائم!، فما ظنّك بمن صَحِب الأخيار من بني آدم، وحرص على مؤاخاة الصّالحين؟! فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وهم الذين تستمر خُلّتهم إلى يوم الدِّين، {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبضع عدو إلا المتقين}.

ولو لم يكن من مُجالسة الصّالحين ومحبتهم إلاّ أن المرء يُحشر معهم لكفى بذلك.

قال الخطابي في كتاب العزلة عند قوله صلى الله عليه وسلم "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل" قال معناه: لا تخالل إلاّ من رضيت دينه وأمانته، فإنّك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما من شيء أدل على شيء ولا الدخان على النّار من الصاحب على الصّاحب"، وأُثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن كان يقول: "لولا ذكر الله ما والاه ولولا إخوة يُلتقط طيب الكلام منهم كما يُلتقط طيب الثمار لآثرت الموت على الحياة؟".

ولذا ينغبي أن يكون دأب المسلمة الحرص على مُجالسة الأخيار، ومؤاخاة المتقين الأبرار، ومحبة الصالحين، فإن مجالستهم منفعة في الدين والدنيا ومحبّتهم قُربةً من القُرب ودليل على كمال الإيمان، وسبب لتذوق حلاوة الإيمان وطعمه.

ولتعلم المسلمة أن الأخ الصالح مما تنتفع به حتى بعد موتها، قال أحد السلف: أين مثل الأخ الصالح؟ إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه، ويتمتعون بما خلّف، والأخ الصالح ينفرد بالحُزن مهتماً بما قدم أخوه عليه، وما صار إليه، يدعو له في ظلمة الليل ويستغفر له وهو تحت أطباق الثّرى؟!

انتظرونا مع باقى الوقفات
باذن الله ..؛
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 12:42 AM   #24
مفكرة إسلامية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

بانتظار باقي الوقفات...

أختي سليمة:
بارك الله جهودك...
موضوع قيم جميل وطرح رائع شائق ...
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر.



توقيع مفكرة إسلامية
نرجو من الجميع الإطلاع عليها , والالتزام بها -بارك الله فيكن-
وَأَرْجُوهُ رَجَاءً لا يَخِيْبُ ~
مفكرة إسلامية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 02:15 AM   #25
رقة وذوق
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 31-10-2007
الدولة: فـــــ قلوب أحبائى ـــــى
العمر: 40
المشاركات: 17
رقة وذوق is on a distinguished road
افتراضي

أختى مسلمة
بــــــــــــــــــــــارك الله فيـــــــــــــــــــــــــكِ
وجعل ذلك فى ميــــــــــــزان حسنـاتــــــــــــــــــــك
رقة وذوق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 11:11 AM   #26
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
افتراضي

جـــــــــــــــــزاكما الله خيرا أختى مفكرة وأختى رقة

نورتينـــــا
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 11:17 AM   #27
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
c8

الوقفـــــــــة التاسعـــــــــة

قصة هؤلاء الفتية حجةً واضحة على منكري البعث ودلالة قاطعة على البعث والنشور إلى يوم الدين


ذكر غير واحدٍ من السلف أنه كان قد حصل لأهل ذلك الزمان شك في البعث وفي أمر القيامة، وقال عكرمة: كان منهم طائفة قد قالوا تُبعث الأرواح ولا تُبعث الأجساد، فبعث الله أهل الكهف حجة ودلالة وآية على ذلك.

وهذا من رحمة الله الواسعة وحكمته البالغة بعباده أن أراهم هذه الآية مثالاً حسيّاً ماثلاً أمامهم يرونه رأي العين ليقطع به شك المُرتابين، ويُقيم به الحجة على المُنكرين، فيزداد المؤمن يقيناً بربه وثباتاً على دينه، ويسعى لآخرته، وكيف بمن أنكر البعث أن يعمل وهو يظن ألاّ حساب ولا جزاء...!!

******

الوقفــــــــة العاشــــــرة

زيادة الإيمان وتفضاله وأنّه يزيد وينقص


وذلك أن الله تعالى قال عن هؤلاء الفتية: {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى} قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: استدل بهذه الآية وأمثالهم غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص، كما قال {والذين اهتدوا زادهم هدى وأتاهم تقواهم} وقال {ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم}.

التعديل الأخير تم بواسطة سليمة ; 02-11-07 الساعة 11:21 AM
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-07, 11:21 AM   #28
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
افتراضي

الوقفــــــة الحاديــة عشــــر
الأدب فيمن اشتبه عليه العلم أن يرده إلى عالمه، المُحيط بكل شيء علماً جُملةً وتفصيلاً

فأصحاب الكهف لمّا حصل لهم نوع تردد في مدة لبثهم، ردّوا العلم إلى علاّم الغيوب ، {قالوا ربكم أعلم بما لبثتم}. وهكذا ينبغي أن يكون عليه المسلم، وبخاصّة من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً

.............

الوقفـــــة الثانيـــة عشـــر
الحث على التحرز والاستخفاء،
والبُعد عن مواقع الفتن في الدين واستعمال الكتمان في ذلك على الإنسان وعلى إخوانه في الدين.
وذلك مُستنبط من قوله تعالى: {وليتلطّف ولا يشعرن بكم أحداً}.

..................
الوقفــــة الثالثـــة عشـــر
في قوله {فابعثوا أحدكم} دليل على الوكالة، وصحة الشركة

قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: في هذه البعثة بالورق دليل على الوكالة وصحتها، وهي جائزةً في كل حق تجوز النيابة فيه، فلو وكل الغاصب لم يجز، وكان هو الوكيل، لأنّ كل محرم فعله لا تجوز النيابة فيه.
وفي الآية نُكتة بديعة، وهي أنّ الوكالة إنما كانت مع التقية خوف أن يشعر بهم أحد لما كانوا عليه من الخوف على أنفسهم.
قال ابن خويز منداد: تضمنت الآية جواز الشركة لأن الورق كان لجميعهم وتضمنت جواز الوكالة؛ لأنهم بعثوا من وكّلوه بالشراء. وتضمّنت جواز أكل الرفقاء وخلطهم طعامهم معاً، وإن كان بعضهم أكثر أكلاً من الآخر



سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-07, 01:46 AM   #29
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
افتراضي

الوقفــــــــــة الرابعـــــــة عشـــــر

البعد عن الخوض فيما لا يُحيط به علم البشر، ولا تُدركه العقول وترك المراء فيما لا طائل تحته

وذلك أنه سبحانه لما أخبر عن اختلاف الناس في عدد أصحاب الكهف أرشد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى الله تعالى إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم
{قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم إلاّ قليل فلا تُمارِ فيهم إلاّ مراءً ظُهراً ولا تستفتِ فيهم منهم أحدا}.

وفي ذلك صيانة للعقل عن الإقحام فيما ليس له به علم، وصيانة للطاقة العقلية أن تُبدد في غير ما يُفيد، وحتى لا يقفوا المسلم ما ليس له به علم، فهذه من أحداث الغيب الموكلة إلى ربها


يقول الشيخ ابن السعدي ـ رحمه الله ـ: أمّا المماراة المبنية على الجهل والرّجم بالغيب، أو التي لا فائدة فيها إمّا أن يكون الخصم معانداً، أو تكون المسألة لا أهمية فيها، ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها، كعدد أصحاب الكهف ونحو ذلك، فإنّ في كثرة المناقشات فيها، والبحوث المتسلسلة تضييعاً للزمان، وتأثيراً في مودة القلوب بغير فائدة.


********************


الوقفــــــة الخامســــة عشـــــر

ذكر الشيء لا يدل على عدم ذمة

وذلك أن الله تعالى قال: {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً}
أي: نعبد الله تعالى فيه، ونتذكر به أحوالهم، وما جرى لهم.

قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: وهذا الحالة محظورة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وذم فاعليها ولا يدل ذكرها على عدم ذمها، فإن السياق في شأن أهل الكهف والثناء عليهم، وأنّ هؤلاء وصل بهم الحال إلى أن قالوا: ابنوا عليهم مسجداً بعد خوف أهل الكهف من قومهم، وحذرِهم من الإطلاع عليهم فوصلت الحال إلى ما ترى. أ.هـ

وقد وردت نصوص حذّرت من اتخاذ القبور مساجد، منها قوله صلى الله عليه وسلم( لعن الله اليهود والنّصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما فعلوا، وروي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه لما وجد قبرفي زمانه بالعراق، أمر أن يُحفى عن النّاس، وأن تُدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده

فائدة يحسن ذكرها، وإن لم يكن هذا موطنها، يقول الشيخ ابن السعدي ـ رحمه الله ـ: في هذه القصة، دليل على أنّ من فرَّ بدينه من الفتن سلّمه الله منها، وأن من حرص على العافية عافاه الله، ومن أوى إلى الله آواه الله وجعله هداية لغيره. ومن تحمّل الذي في سبيله، وابتغاء مرضاته كان آخر أمره وعاقبته، العز العظيم، ورزقه من حيث لا يحتسب {وما عند الله خير للأبرار}.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يراجع كلام القرطبي – عليه رحمة الله – موال العُُزلة والاعتزال عند تفسيره للآية ج.1

(2) المرجع السابق

(3) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان، لابن السعدي – عليه رحمة الله.

(4) ينظر تفسير الإمام ابن كثير ج3

(5) ذكر ذلك الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في الفتح ج2 عند شرحه للحديث في باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد.

(6) يُنظر تفسير ابن كثير، وتفسير ابن السعدي – عليهما رحمة الله.

(7) تفسير ابن السعدي

(8) تفسير ابن السعدي

(9) بتصرُّف، من تفسير القرطبي – رحمه الله تعالى –

(10) تفسير ابن السعدي – رحمه الله تعالى

(11) تفسير ابن الكثير – رحمه الله تعالى

(12) تفسير ابن الكثير – رحمه الله تعالى –

(13) تفسير ابن الكثير – رحمه الله تعالى –

(14) ذكر ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره

(15) ذكره ابن السعدي في تفسيره.

(16) ذكره ابن السعدي في تفسير.

(17) يُنظر ما قاله القرطبي – رحمه الله – عند هذه الآية.

(18) تفسير ابن الكثير.

(19) مُقتطفة من خطبة الشيخ د/ صالح بن حميد – حفظه الله.

(20) تفسير ابن الكثير – رحمه الله -


الموضوع لأخ فاضل نحسبه على خير من منتديات السبورة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتظرونـا ووقفـات أخرى مع هذه السورة العظيمــة
.... ســــورة الكهـــف ....
باذن الله تعالى ...؛


سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-07, 01:00 AM   #30
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
افتراضي

الســــلام عليكن ورحمة الله وبركاته

نعـود مـرة أخرى وهذة السورة العظيمة ..ســورة الكهـف..

ووقفــات تربويــة مع قصة ... أصحـاب الجنتيـن ...

في هذه القصة سنقف مع عناصر جديدة من شأنها أن تثبط الإنسان وتكبله، فيقعد عن أداء الواجبات الشرعية أو يتحول إلى عنصر هدم وإفساد في الأرض، كما من شأنها أن تحوله إلى عنصر بناء وتدفعه إلى أداء الواجبات المنوطة به بكل إخلاص وصدق


من هذه العناصر نجد التواضع والقناعة والشكر وابتغاء ما عند الله كعناصر بناء وقوة، بإمكانها أن تؤدي إلى النجاح والنصر والتمكين، في مقابل التكبر والجشع والطمع والجحود والاعتماد على القوة المادية وعلى الذات كعناصر هدم وضعف والتي بإمكانها أن تؤدي إلى الفشل والهزيمة والحرمان.
أهمية هذه العناصر تكمن في كونها تعتبر من الأساسيات في بناء الشخصية المسلمة المستقيمة المجاهدة،
وعكسها تعتبر من أساسيات الشخصية الفاشلة المنحرفة عن السنن الشرعية والقدرية، والتي تؤدي بالتالي إلى ترسيخ ثقافة الهزيمة والتواكل والسلبية في الأفراد والجماعات.
قال تعالى :(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) آية 45 و46.


إن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالعطاء كمايبتليهم بالمنع، يبتليهم بالسراء كما يبتليهم بالضراء، يبتليهم بالرخاء كما يبتليهمبالشدة، وذلك ليعلم من يصبر ممن يضجر، حكمة الله البالغة. ولكي نعلم نحن العبيدالفقراء أن هذه الدنيا دار امتحان وبلاء وليست دار نعيم وعطاء، يأخذ منها المؤمنوالكافر، والعاصي والمطيع، والموحد والمشرك، دار من لا دار له، وممر سرعان ما ينقضيلنمر عبره إلى دار البقاء، و تلك هي الدار الحقيقية والأبدية.
لقد ضرب اللهسبحانه أمثلة عديدة في كتابه العزيز، يبين فيها هذه الحقيقة، ومنها هذه القصة التيبين أيدينا، قصة صاحب الجنتين، كما ضرب مثلاً آخر في قصة أصحاب الجنة {إن بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين و لايستثنون}، فهو في حقيقة الأمرابتلاء وفتنة وليس نعمة ومحنة كما قد يعتقد الكثير من الناس.
إن أكثر الناس قدأصبحوا مسخٌَرين للمال والمتاع الذي رزقهم الله إياه، ويكون همهم هو حفظ هذا المالخوفاً من الفقر والحاجة، والقليل من ينجح في قلب هذه المعادلة، حيث المطلوب أن يكونهذا المتاع وسيلة للتقوية على عبادة الله ونفع عباده، فهذا الصنف قليل ونادر، لذا وجب التذكير والوقوف على هذه القصة لاستخلاص ما يمكن من عبر ومفاهيم إيمانية ووقفات تربوية، لعلها تؤثر في النفوس، فتؤتي الأكل المرغوب بإذن ربها.

يتبع باذن الله ...؛







التعديل الأخير تم بواسطة سليمة ; 23-11-07 الساعة 01:06 AM
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسئلة لمراجعة سور القرءان سنبلة روضة القرآن وعلومه 115 29-08-21 02:29 PM
أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة في فضائل سور القرآن سلوى محمد روضة القرآن وعلومه 4 18-11-12 10:53 PM


الساعة الآن 04:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .