العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-10, 02:33 PM   #11
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

القاعدة السادسة: الاقتصار على طبعةٍ واحدةٍ من المصحف



إن الله عز وجل قد قيَّضَ لكتابه خطَّاطين وكتبةً كتبوا آلاف النسخ بشتَّى المقاسات، ومن هذه المصاحف ما تنبَّه فيه الخطَّاطون إلى أمر يتعلق بالحفظ، فرأوا أن بداية الصفحة بأول الآية وانتهاءها بآخر آيةٍ مما يُسهَّل الحفظ، ويضبطُ المقادير، فلذلك ينصحُ كثيرٌ من أولي الخبرة باقتناء مصحف الحفَّاظ، وهو الذي تولى طبعه مجمَّع الملك فهد في المدينة المنورة.

وقد يخالفهم في ذلك غيرهم فينصحون بالحفظ في المصحف الذي تنتهي صفحته في وسط الآية، ويُعتمد فيه على تقسيم الجزء إلى أرباع، وذلك حتى يسهل على الحافظ ربطُ الصفحات بعضها ببعض دون عناء.

وعلى أية حال إذا حفظت بمصحف معيَّنٍ فلا تُغيَّر الطبعةَ التي حفظت بها حتى لا تتشوّشَ أماكنُ الآيات في ذاكرتك، وذلك لأن صورَ مواضع الآيات تنطبعُ في الذهن على حسب صفحاتها.

ولكن يلاحظُ على كثير ممن حفظ بمصحف الحفاظ أنه إذا انتهتِالصفحةً توقَّفَ ولم يستطيعْ أن يُكمل الصفحة الثانية، لأنّ ذاكرته استوعبتِ الحفظ كلوحاتٍ كل لوحةٍ مستقلَّة عن أختها.

ولذلك يُنصحُ هؤلاء بالتنبه إلى عمليَّة الربط التي سأتكلم عنها في القاعدة الثامنة، وأن يركَّزوا كثيراً على أواخر وأوائل الصفحات، وخاصة في الحفظ الأوليّ.

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.



منقول



توقيع هدى كمال حسن عبدالله
سُــبْــحــانَــكَـ لَا عِــلْـمـَ لَـنَـا إِلَّا مَـا عَـلَّــمْـتَـنَـا إِنَّـكَ أَنْــتَ الْــعَــلِـيْـمـُ الْــحَــكِـيْــمـُ
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-10, 02:33 PM   #12
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

القاعدة السابعة: تصحيحُ القراءة مُقَدَّمٌ على الحفظ



قبل أن تبدأ بحفظ أي سورة عليك أن تُصحَّحَ قراءتك لها، والتصحيحُ يشملُ تصحيحَ الحركات والمخارجِ والصفاتِ، وذلك لا يكون بالجهد الفرديّ، فلا بُدَّ من الاستعانة بالشيخ المتقنِ؛ لأن القرآن لا يُؤخذُ إلا بالتلقَّي عن المشايخ الذين تلقَّوا عن مشايخهم بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يتيسر الشيخ فالتسجيلاتُ الجيَّدةُ للمقرئين المُجيدين ربما تَسُدُّ بعض النقص، ولكن حذار من الاعتماد الكلّيّ عليها.

ولقد ثبت بالتجربة أن الذي يبدأ بالحفظ وحده بدون تصحيح للقراءة يقع في أخطاء كثيرة في الحركات، بل وفي نُطق بعض الكلمات، ويصعبُ عليه جداً أن يتركها فيما لو نُبَّهَ عليها فيما بعدُ.

وثبتَ بالتجربة أيضاً أن المدرَّسَ الذي يُصحَّحُ لطلابه القراءة قبل حفظهم يكون أكثر نجاحاً من غيره، وأن الطالب الذي يُصحَّحُ له المقطعُ فيقرؤه له الشيخُ، يحفظه بسرعة تفوقُ غيره بنسبة نصف الوقت تقريباً وخاصةً في الطلاب الصغار.

وقد رأيت في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في تركيا أنهم يمكثون سنة كاملة يُصحَّحُون القراءة للطالب بدءاً من ألف باء إلى تصحيح المخارج وإتقان القراءة بالنَّظر، حتى يختم القرآن كلَّه ولا يسمحون له في السنة الأولى أن يحفظ شيئاً، ثم يبدؤون معه بالحفظ في السنة الثانية فيختم القرآن غيباً في سنة واحدة، وقد رأيت فيهم حُفَّاظاً متقنين مُجيدين.

تنبه:

ومن الأخطاء الطامّة التي رأيتها في بعض جولاتي التفتيشية على حلقات القرآن الكريم في الدول التي لا تتحدَّثُ العربية، أنهم – من باب التسهيل – قد طبعوا مصحفاً بالحرف اللاتيني، فترى الطالب يقرأ قراءة محرفة بحسب النص المكتوب أمامه، فعلى سبيل المثال تجد كلمة﴿عَمَّ﴾ مكتوبةً هكذا [ aamma] وكلمة﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ هكذا [ aatainaka] وفي هذا تحريف لكلام الله تعالى لا يخفى.

الطريقة المثلى

في حفظ القرآن لغير الناطقين بالعربية

وإن أفضل طريقة لغير الناطقين بالعربية، أن يكون ذلك على ثلاثة مراحل:

أ- أن يُعلَّموا الحروف على طريقة التهجّي قبل قراءة القرآن، بدءاً من ألف باء، ويمكن الاعتماد في هذه المرحلة على كتاب: «القاعدة البغدادية»، ويلقَّنوا ذلك تلقيناً حتى يتمكنوا من نطق الحروف، ومعرفتها بشكل جيد.

ب- ثم يُنقل بهم في المرحلة الثانية من معرفة الحروف الجزئية إلى معرفة الكلمات والجمل الكليّة، ثم إلى تصحيح قراءة القرآن نظراً في المصحف لضبط الحروف والحركات، بدءاً من قصار السور.

ج- ثم في المرحلة الثالثة يمكن أن يبدؤوا بعملية الحفظ، وعندئذٍ فلهم أن يسيروا على أيّ طريقة من الطرق التي سأتحدث عنها في الفصل التالي.

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.



منقول
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-10, 02:35 PM   #13
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

القاعدة الثامنة: عملية الربَّط تؤدي إلى حفظٍ مترابطٍ


من القواعد المهمة في الحفظ [عملية الربط]: وهي عبارة عن ربطٍ صوتيّ وبصريّ بين أواخر الآيات وأوائلها، وذلك بأن تفتح المصحف على الآيات التي تودُّ حفظها ثم تحفظ الآية الأولى وتركز النظر على آخرها.

ولنأخذ مثالاً على ذلك قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: 142].

اقرأ آخر الآية بصوت مسموع ثم صلها بسرعة – بدون أيِّ توقف- بأول الآية الثانية ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [لبقرة: 143].

كرِّر هذه العملية مراراً لا تقلُّ عن خمس.

وينبغي أن تتأقلم مع هذه العملية بشكل جيد، فإنك ستحتاج إليها كثيراً بين كل آيتين، وبين أواخر الأجزاء وأوائلها، وبين السور، وستستفيد منها فائدة عظيمة، ذلك أن لسانك سيتحرك بشكل تلقائي بربط أواخر الآيات بأوائلها، فتسهل عليك مشكلة التوقف الكثير بين الآيات – وهي مشكلة أكثر طلاب تحفيظ القرآن- وبالتالي ستحصل على حفظ مترابط فيما لو واظبتَ على هذه العملية بشكل دائم بإذن الله.

ومما يُلحَق بعملية الربط: ربط أوائل الصفحات بأواخرها وخاصةً في مصحف الحفّاظ الذي تنتهي فيه الصفحة بانتهاء الآية، وهناك طريقة رائعة للتدرُّب على هذا النوع من الربط، وذلك بأن تطبِّقها قبل النوم بدون مصحف، وهي أن تحاول أن تتذكر قدر الإمكان أوائل الصفحات من الجزء المقرَّر عليك مراجعته في ذلك اليوم، وأن تُمرِّرَها على ذاكرتك.

ومما يُلحق بعملية الربط أيضاً: حِفظُك لأوائل الأرباع، وأن تتصور أن كلَّ جزء يشتمل على حزبين، والحزب يشتمل على أربعة أرباع، وحاول أن تركِّز في ذهنك على الجملة الأولى من كل رُبُع، ولنأخذ مثالاً على ذلك الجزء الأول من أول القرآن، نقسمه في الذاكرة إلى حزبين:

الحزب الأول:

وفيه أربعة أرباع

الربع الأول: الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ......

الربع الثاني: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن.......

الربع الثالث:أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ.......

الربع الرابع:وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ......

الحزب الثاني:

وفيه أربعة أرباع:

الربع الأول: أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ......

الربع الثاني:وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ.....

الربع الثالث:مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا.....

الربع الرابع:وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ......

وافعل في جميع الأجزاء؛ فإن ذلك لا يُكلَّفك سوى دقائق معدودة، وسترى نتيجته الرائعة إذا واظبت عليه.

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.



منقول
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-10, 06:08 PM   #16
منى بنت محمد
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

جزاكم الله خيرا
منى بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-10, 01:05 AM   #17
منى بنت محمد
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

بارك الله فيك ورزقك الاخلاص في القول والعمل ونفعنا الله بحفظ كتابه امين
منى بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-10, 05:42 PM   #18
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

القاعدة التاسعة: عملية التَّكرار تحمي الحفظ الجديد من التفلُّت والفرار



إن الناس يتفاوتون في إحكام ما يحفظون، فمنهم من يثبتُ معه المحفوظُ مع قلة التَّكرار، ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التَّكرار الكثير.

والتَّكرار نوعان:

أ- تكرارٌ بمعنى إمرار المحفوظ على القلب سرَّاَ، وذلك بأن يمرَّر الأخ ما حفظه في نهاره – مثلاً – على ذاكراته قبل النوم بدون تلفُّظٍ، فإنه يُثَبَّتُ – من خلال هذا الإمرار – صور المحفوظ ومواضع الآيات، والهيكل العامَّ لما حفظه، كما أشرتُ إليه من قبل قليل.

قال سفيان الثوريّ: اجعلوا الحديثَ حَدِيثَ أنفسكم، وفكرَ قلوبكم تحفظوه.

ويمكن أن يقال: اجعلوا القرآن حديث أنفسكم، وفكر قلوبكم تثبَّتوه.

وقال العزُّ بنُ عبد السلام: ما نمتُ ليلةً إلآَّ وأمرَرْتُ أبواب الفقه على قلبي قبل النَّوم.

ب- وتكرار برفع الصوت وقراءة المحفوظ كاملاً:

وينبغي على من يريد حفظاً قوياً ثابتاً أن يُكثرَ من التَّكرار بالصوت المسموع مراراً عديدة، وأن لا يكتفيَ بمرَّةٍ أو مرَّتين مهما كان ذكياً.

قال ابن الجوزيّ: قال لنا الحسن بن أبي بكر النيسابوريّ: لا يحصلُ الحفظُ لي حتى يُعاد خمسين مرَّة.

وكان أبو إسحاق الشيرازيّ يُعيد الدرسَ مائة مرَّة.

فكثرة التَّكرار والإعادة صحيح أنها متعبة في أول الطريق ولكن نتائجها رائعةٌ جدَّاً في المستقبل.

والمحفوظ الذي لا يُكرَّر – وخاصة في المرحلة الأولى – يُسرعُ إليه النَّسيان ويتفلَّت؛ لأنه لم يُقيَّد بالتَّكرار.

واسمع لهذه الحادثة التي رواها الإمام ابن الجوزيّ حيث قال:وحكى لنا الحسن أن فقيهاً أعاد الدرس في بيته مراراً كثيرة، فقالت له عجوزٌ في بيته: قد والله حفظته أنا...! فقال: أعيديه، فأعادته، فلما كان بعد أيام قال يا عجوز، أعيدي ذلك الدرس، فقالت: ما أحفظه، قال أنا أكرَُّ عدَّ الحفظ لئلا يصيبني ما أصابك.

وإننا لنلاحظ أن كثيراً من العوامّ يحفظون سورة يس وسورة السجدة وأواخر البقرة وغيرها وما ذلك إلا لكثرة ما تكررتْ على مسامعهم، وسمعوها في المناسبات.

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.


منقول
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-10, 05:43 PM   #19
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

القاعدة العاشرة: الحفظُ اليوميُّ المنظَّم خيرٌ من الحفظ المتقطَّع


إن إلزام النفس بشيء مَّا في بداية الأمر يكون صعباً عليها، ومن الأشياء التي لا تميل النفس للالتزام بها: الحفظ، فإن كثير من الطلاب ينفرون من الدروس أو التخصُّصات التي يكثر فيها الحفظ، مع العلم أن الذهنَ إذا عوَّدَه الإنسان على الحفظ اعتاد وتمرَّن، وأصبح محبباً لديه.

فمن القواعد المهمة في حفظ القرآن الكريم:

أن تُلزم النفس بالحفظ اليومي: بأن تخصص قدراً لا تنقص عنه، فإذا واظفتَ على ذلك أياماً، وطردتّض وساوس الشيطان، ودواعيَ الكسل فإنك ستتروَّض على عملية الحفظ، ويُصبح الحفظُ، جزءاً من حياتك اليومية كالطعام والشراب.

قال الزهريُّ: إن الرجل ليطلبُ [أي العلم والحفظ] وقلبه شعبٌ من الشَّعاب، ثم لا يلبثُ أن يصير وادياً لا يوضع فيه شيء إلا التهمة.

أي: إن الرجل في بداية طلبه للعلم تكون ذاكرته ضيَّقة المدارك، لم تتمرَّس بعد على الحفظ، فإذا تدرَّبَ على الحفظ والقراءة والاطلاع والاجتهاد اتسعتْ مداركه، وأصبح الحفظ سجيَّةً له، فيصير قلبه يلتهمُ العلمَ التهاماً كالوادي يلتهمُ كلَّ شيءٍ.

وقال أبو السمح الطائي: كنت أسمع عمومتي في المجلس يُنشدون الشعر،فإذا استعدُّهم زجروني وسبُّوني وقالوا: تسمع شيئا ولا تحفظه..! قال الشيخ: وكان الحفظ يتعذَّرُ عليَّ حين ابتدأت أرُومه، ثمَّ عوَّدتُّه نفسي إلى أن حفظتُ قصيدة رُؤَبة: وقاتم الأعماق خاوي المخترق.... في ليلة واحدة، وهي قريب من مائتي بيتٍ.

فينبغي عليك – أخي المسلم – أن تفرَّغ وقتاً للحفظ يومياً مهما كان هذا الوقت يسيراً؛ فإن تواليَ نقطة الماء على الصخرة يُحدثُ فيها حفرة.

قال أبو هلال العسكريّ: كان أحمد بن الفرات لا يترك كلَّ يوم إذ1 أصبح أن يحفظ شيئاً وإن قلَّ.

وقال بعضهم: كنتُ أحضر مجلسَ الشيخ يوم الجمعة بالغداة من غير أن يكون درسٌ لئلا أنقصَ عادتي من الحضور.

ومن تنظيم عملية الحفظ:

أن تُريح نفسك يوماً أو يومين في الأسبوع، فلا تحفظ فيهما؛ فذلك أنشط للذاكرة، وأعونُ على الحفظ الثابت إن شاء الله.

قال ابن الجوزيّ: وينبغي أن يريحَ نفسه من الحفظ في الأسبوع يوماً أو يومين ليكون ذلك كالبناء الذي يُراحُ ليستقرَّ.

ومن تنظيم عملية الحفظ:

أن تُحدَّد لنفسك جزءاً معيناً، تحفظه في مدَّةٍ محدّدة، ثم ترتاح بعدها أياماً ثم تعود للحفظ مرةً أخرى، ويفضَّل أن يكون ذلك باستشارة الشيخ وتحت إشرافه، لا تبعاً لهوى النفسِ ورغباتها.

قال الخطيب البغداديّ: وينبغي أن يجعل لنفسه مقداراً كلما بلغه وقفَ وقفته أياماً لا يزيدُ تعلُّماً؛ فإن ذلك بمنزلة البنيان: ألآ ترى أن من أراد أن يستجيدَ البناء بنى أذرعاً، ثم ترك حتى يستقرّ ، ثم يبني فوقه؟

ولو بنى البناء كلَّه في يومٍ واحد، لم يكن بالذي يُستجادُ، وربّما انهدم بسرعة... فكذلك المتعلم ينبغي أن يجعل لنفسه حدَّاً كلما انتهى إليه وقف عنده حتى يستقرَّ ما في قلبه، فإذا اشتهى التعلُّم بنشاطٍ عاد إليه، وإن اشتهاه بغير نشاط لم يعرضْ له.

ومن تنظيم عملية الحفظ:

أن لا تحفظَ وقت الملل والضجرِ، بل إذا أحسست بالملل عليك أن تترك الحفظ وتلتفتَ إلى ما تستصلحُ به نفسك، فلتأخذ نصيباً من الراحة واللذة المباحة، أو اقرأ شيئاً من الحكاياتِ والنوادر والأشعار؛ فإن فيها فائدةً وحكمةً، وربما يذهبُ من خلالها المللُ عن نفسك.

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.


منقول
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 06:19 PM   #20
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

القاعدة الحادية عشرة: الحفظُ البطيءُ الهادئ المحكمُ أفضلُ من السَّريعِ المندفعِ



إن دور عدسة العين في عمليَّة الحفظ دورٌ مهمٌّ جداً، وإذا اعتبرناها مثل عدسة آلة التصوير، فذلك أقرب تشبيهٍ لها، فكما أن حامل آلة التصوير يحرَّك آلته ببُطٍشديدٍ بين المشاهد التييودُّ التقاط صورٍ لها، ويعتني اعتناءً متميَّزاً بدقَّة يده لالتقاط نوادر الصُّور التي يحتاج إليها.

فكذلك الذي يرغب أن يحفظ صفحة من القرآن: عليه أن يقرأ الآية للمرة الأولى ببطءٍ، ويركَّزَ نظره بدقَّةٍ عليها، ثم يُردَّدَها بلسانه بهدوء ليتمكن من حفظها، وكلَّما كان الحفظُ بطيئاَ هادئاً مركَّزاً كانت النتيجة في المستقبل أفضل.

أما من ينتقل ببصره بسرعةٍ بين الآيات يريد أن ينتهيَ من مقرَّره لذلك اليوم بأيَّ أسلوبٍ، فتراه يقفزُ من أول الصفحة لآخرها ليحفظ كلمةً من هنا وسطراً من هناك، فإن هذا الحفظ سيكون مهزوزاً غيرَ ثابتٍ، سرعان ما يتفلَّتُ بعد مدَّة، ويحتاج صاحبه أن يحفظه مرَّةً أخرى كأنه لم يحفظه من قبل.ٍ

وكثيراً ما كنا نلاحظُ في حلقات التحفيظ طالباً يكلَّف بحفظ صفحة مَّا، فإذا به بعد دقائق يأتي ويزعم أنَّه حفظها، وربما يقرؤها – بالفعل – غيباً بأخطاء قليلة، ولكن على الأستاذ الموجَّه أن يتنَّبهَ إلى الوقت الذي قضاه الطالب في حفظ هذه الصفحة، وأن لا يقبل الحفظ العجلَ الذي فيه بعضُ الأخطاء من باب التسهيل على الطالب.

ولقد ثبت لديَّ من خلال التجربة: أن الآيات التي يحفظها الإنسان بتركيزٍ شديدٍ وببطءٍ وهدوءٍ، ويكرَّرها مراراً – قبل أن يقرَّر في نفسه أنه حفظها – تكون أقوى من غيرها بكثير، حتى أن الحفَّاظَ يُحسُّون من أنفسهم أنهم يتقنون حفظ بعض السور أكثر من غيرها، وما ذلك إلا لأنهم بذلوا جهداً مركَّزاً مبنياً على القواعد السليمة في حفظها.

قال الخطيب البغداديّ: ينبغي له [من يريد الحفظ] أن يتثبت في الأخذ، ولا يُكثر، بل يأخذ قليلاً قليلاً حسب ما يحتمله حفظه، ويقربُ من فهمه؛ فإن الله تعالى يقول:﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلً
[الفرقان:32].

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.



منقول
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
々 القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم 々 أم الفوارس روضة القرآن وعلومه 18 29-02-12 02:51 PM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 03:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .