العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-13, 08:00 PM   #11
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي فضائل شهر رجب في الميزان

فضائل شهر رجب في الميزان
فيصل بن علي البعداني

فضّل الله (تعالى) بعض الأيام والليالي والشهور على بعض، حسبما اقتضته حكمته البالغة؛ ليجدّ العباد في وجوه البر،ويكثروا فيها من الأعمال الصالحة، ولكن شياطين الإنس والجن عملوا على صد الناس عن سواء السبيل، وقعدوا لهم كل مرصد؛ ليحولوا بينهم وبين الخير ، فزينوا لطائفة من الناس أن مواسم الفضل والرحمة مجال للهو والراحة ، وميدان لتعاطي اللذات والشهوات.
وحرّضوا طوائف أخرى سواء أكانوا ممن قد يملكون نوايا طيبة ولكن غلب عليهم الجهل بأحكام الدين أو من ذوي المصالح والرياسات الدينية أو الدنيوية الخائفين على مصالحهم وزوال مواقعهم من مزاحمة مواسم الخير والسّنّة مواسم مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان ، قال حسان بن عطية: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة"
(1) ، بل قال أيوب السختياني: "ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً"(2).
ولعل من أبرز تلك المواسم البدعية: ما يقوم به بعض العباد في كثير من البلدان في شهر رجب، ولذا: فسأحرص في هذه المقالة على تناول بعض أعمال الناس فيه ، وعرضها على نصوص الشريعة وكلام أهل العلم ، نصحاً للأمة وتذكيراً لهم؛ لعل في ذلك هداية لقلوب ، وتفتيحاً لعيونٍ وآذانٍ عاشت في ظلمات البدع وتخبطات الجهل.

هل لـ (رجب) فضل على غيره من الشهور؟:
قال ابن حجر: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة،وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره"(3).
وقال أيضاً: "وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب ، أو في فضل صيامه ، أو صيام شيء منه صريحة: فهي على قسمين: ضعيفة ، وموضوعة ، ونحن نسوق الضعيفة ، ونشير إلى الموضوعة إشارة مفهمة"
(4) ، ثم شرع في سوقها.

صلاة الرغائب:
أولاً: صفتها: وردت صفتها في حديث موضوع عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و((إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ)) ثلاث مرات، و((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) اثنتي عشرة مرة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت العزيز الأعظم ، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل الله (تعالى) حاجته ، فإنها تقضى".. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده ، ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر ، وعدد الرمل ، ووزن الجبال ، وورق الأشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار"(5).
ثانياً: كلام أهل العلم حولها:
قال النووي: "هي بدعة قبيحة منكرة أشد إنكار ، مشتملة على منكرات ، فيتعين تركها والإعراض عنها ، وإنكارها على فاعلها"(6).
وقال ابن النحاس: "وهي بدعة ، الحديث الوارد فيها موضوع باتفاق المحدثين"
(7).
وقال ابن تيمية: "وأما صلاة الرغائب: فلا أصل لها ، بل هي محدثة ، فلا تستحب ، لا جماعة ولا فرادى؛ فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام ، والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء ، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً"
(8).
وقد أبان الطرطوشي بداية وضعها ، فقال: "وأخبرني أبو محمد المقدسي ، قال: لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب وشعبان ، وأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربعمئة ، قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس ، يعرف بابن أبي الحمراء ، وكان حسن التلاوة ، فقام فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان... إلى أن قال: وأما صلاة رجب فلم تحدث عندنا في بيت المقدس إلا بعد سنة ثمانين وأربعمئة ، وما كنا رأيناها ولا سمعنا بها قبل ذلك"
(9).
وقد جزم بوضع حديثها: ابن الجوزي في الموضوعات ، والحافظ أبو الخطاب ، وأبو شامة
(10) ، كما جزم ببدعيتها: ابن الحاج (11) ، وابن رجب ، وذكر ذلك عن أبي إسماعيل الأنصاري ، وأبي بكر السمعاني ، وأبي الفضل بن ناصر(12).. وآخرون(13).
ثالثاً: حكم صلاتها جلباً لقلوب العوام:
قال أبو شامة: "وكم من إمام قال لي: إنه لا يصليها إلا حفظاً لقلوب العوام عليه ، وتمسكاً بمسجده خوفاً من انتزاعه منه (!) ، وفي هذا دخول منهم في الصلاة بغير نية صحيحة ، وامتهان الوقوف بين يدي الله (تعالى) ، ولو لم يكن في هذه البدعة سوى هذا لكفى ، وكل من آمن بهذه الصلاة أو حسنها فهو متسبب في ذلك ، مغرٍ للعوام بما اعتقدوه منها ، كاذبين على الشرع بسببها ، ولو بُصِّروا وعُرِّفوا هذا سَنَةً بعد سَنَةٍ لأقعلوا عن ذلك وألغوه ، لكن تزول رئاسة محبي البدع ومحييها ، والله الموفق.
وقد كان الرؤساء من أهل الكتاب يمنعهم الإسلام خوف زوال رئاستهم ، وفيهم نزل: ((فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاًً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ)) [البقرة: 79]"
(14).

الإسراء والمعراج:
من أعظم معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-: الإسراء به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم العروج به السماوات السبع فما فوقها ، وقد انتشر في بعض البلدان الاحتفال بذكراها في ليلة السابع والعشرين من رجب ، ولا يصح كون ليلة الإسراء في تلك الليلة ، قال ابن حجر عن ابن دحية: "وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب ، قال: وذلك كذب"(15) ، وقال ابن رجب: "وروي بإسناد لا يصح ، عن القاسم بن محمد ، أن الإسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سابع وعشرين من رجب ، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره"(16).
وقال ابن تيمية: "لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ، ولا على عشرها ، ولا على عينها ، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ، ليس فيها ما يقطع به"
(17).
على أنه لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج لما شرع لأحد تخصيصها بشيء؛ لأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها ، فضلاً عن أن يقيموا احتفالاً بذكراها ، بالإضافة إلى ما يتضمنه الاحتفال بها من البدع والمنكرات
(18).

الذبح في رجب وما يشبهه:
مطلق الذبح لله في رجب ليس بممنوع كالذبح في غيره من الشهور ، لكن كان أهل الجاهلية يذبحون فيه ذبيحة يسمونها: العتيرة ، وقد اختلف أهل العلم في حكمها: فذهب الأكثرون إلى أن الإسلام أبطلها ، مستدلين بقوله كما عند الشيخين عن أبي هريرة (رضي الله عنه): "لا فرع ولا عتيرة"(19).
وذهب بعضهم كابن سيرين إلى استحبابها ، مستدلين بأحاديث عدة تدل على الجواز ، وأجيب عنها بأن حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أصح منها وأثبت ، فيكون العمل عليه دونها ، بل قال بعضهم كابن المنذر بالنسخ؛ لتأخر إسلام أبي هريرة ، وأن الجواز كان في صدر الإسلام ثم نسخ ، وهذا هو الراجح
(20).
قال الحسن: "ليس في الإسلام عتيرة ، إنما كانت العتيرة في الجاهلية ، كان أحدهم يصوم ويعتر"
(21).
قال ابن رجب: "ويشبه الذبح في رجب: اتخاذه موسماً وعيداً ، كأكل الحلوى ونحوها ، وقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيداً"
(22).

تخصيص رجب بصيام أو اعتكاف:
قال ابن رجب: "وأما الصيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه"(23).
وقال ابن تيمية: "وأما صوم رجب بخصوصه: فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات... وقد روى ابن ماجة في سننه ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه نهى عن صوم رجب ، وفي إسناده نظر ، لكن صح أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس؛ ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب ، ويقول: لا تشبهوه برمضان... وأما تخصيصها بالاعتكاف الثلاثة الأشهر: رجب ، وشعبان ، ورمضان فلا أعلم فيه أمراً ، بل كل من صام صوماً مشروعاً وأراد أن يعتكف من صيامه ، كان ذلك جائزاً بلا ريب ، وإن اعتكف بدون الصيام ففيه قولان مشهوران لأهل العلم"
(24).
وكونه لم يرد في فضل صيام رجب بخصوصه شيء لا يعني أنه لا صيام تطوع فيه مما وردت النصوص عامة فيه وفي غيره ، كالإثنين ، والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر ، وصيام يوم وإفطار آخر ، وإنما الذي يكره كما ذكر الطرطوشي (25) صومه على أحد ثلاثة أوجه:
1- إذا خصه المسلمون في كل عام حسب العوام ومن لا معرفة له بالشريعة ، مع ظهور صيامه أنه فرض كرمضان.
2-
اعتقاد أن صومه سنّة ثابتة خصه الرسول بالصوم كالسنن الراتبة.
3- اعتقاد أن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب على صيام سائر الشهور ، وأنه جارٍ مجرى عاشوراء ، وفضل آخر الليل على أوله في الصلاة ، فيكون من باب الفضائل لا من باب السنن والفرائض ، ولو كان كذلك لبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو فعله ولو مرة في العمر ، ولما لم يفعل: بطل كونه مخصوصاً بالفضيلة.

العمرة في رجب:
يحرص بعض الناس على الاعتمار في رجب ، اعتقاداً منهم أن للعمرة فيه مزيد مزية ، وهذا لا أصل له ، فقد روى البخاري عن ابن عمر (رضي الله عنهما) ، قال: "إن رسول الله اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب ، قالت (أي عائشة): يرحم الله أبا عبد الرحمن ، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهِدُه ، وما اعتمر في رجب قط" (26).
قال ابن العطار: "ومما بلغني عن أهل مكة (زادها الله تشريفاً) اعتيادهم كثرة الاعتمار في رجب ، وهذا مما لا أعلم له أصلاً"
(27).
وقد نص العلامة "ابن باز"
(28) على أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة: شهر رمضان؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عمرة في رمضان تعدل حجة" ، ثم بعد ذلك: العمرة في ذي القعدة؛ لأن عُمَرَه كلها وقعت في ذي القعدة ، وقد قال الله (سبحانه وتعالى): ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))[الأحزاب: 21].

الزكاة في رجب:
اعتاد بعض أهل البلدان تخصيص رجب بإخراج الزكاة ، قال ابن رجب عن ذلك: "ولا أصل لذلك في السُنّة ، ولا عُرِف عن أحد من السلف... وبكل حال: فإنما تجب الزكاة إذا تم الحول على النصاب ، فكل أحدٍ له حول يخصه بحسب وقت ملكه للنصاب ، فإذا تم حوله وجب عليه إخراج زكاته في أي شهر كان" ، ثم ذكر جواز تعجيل إخراج الزكاة لاغتنام زمان فاضل كرمضان ، أو لاغتنام الصدقة على من لا يوجد مثله في الحاجة عند تمام الحول..ونحو ذلك(29).
وقال ابن العطار: "وما يفعله الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له ، بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه سواء كان رجباً أو غيره"
(30).

لا حوادث عظيمة في رجب:
قال ابن رجب: "وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ، ولم يصح شيء من ذلك ، فروي أن النبي ولد في أول ليلة منه ، وأنه بعث في السابع والعشرين منه ، وقيل في الخامس والعشرين ، ولا يصح شيء من ذلك..."(31).

وقفة مع بعض الدعاة:
يمارس بعض الدعاة اليوم أنواعاً من البدع الموسمية كبدع رجب مع اقتناعهم بعدم مشروعيتها؛ بحجة الخوف من عدم اشتغال الناس بغير عبادةٍ ، إن هم تركوا ما هم عليه من بدعة.
ومع أن البدعة أخطر الذنوب بعد الشرك ، إلا أن هذا توجهٌ في الدعوة وطريقة التغيير خطير مخالف لهدي النبي ، والواجب: أن يدعى الناس إلى السنة المحضة التي لا تكون استقامة بدونها ، قال الثوري: "كان الفقهاء يقولون: لا يستقيم قول إلا بعمل ، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة"
(32).
وكان الواجب على هؤلاء أن يتعلموا السنة ، ويعلموها ، ويدعون أنفسهم ومن حولهم إلى تطبيقها؛لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ولله در أبي العالية حين قال لبعض أصحابه: "تعلموا الإسلام ، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ، وعليكم بالصراط المستقيم ، فإن الصراط المستقيم: الإسلام ، ولا تنحرفوا عن الصراط المستقيم يميناً وشمالاً ، وعليكم بسنة نبيكم ، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين أهلها العداوة والبغضاء"
(33).
ومن قبله قال حذيفة (رضي الله عنه): "يا معشر القراء: استقيموا، فقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً"
(34).

وأخيراً:
فإن الدعاة اليوم والأمة معهم مطالَبون بتجريد المتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في كل شأن ، تماماً مثل ما هم مطالبون بتجريد الإخلاص لله (عز وجل) ، إن هم أرادوا لأنفسهم نجاةً ، ولدينهم نصراً وإعزازاً ، قال الله (عز وجل): ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) [الكهف: 110] وقال (سبحانه): ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) [الحج: 40].
وفق الله الجميع للخير ، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.

--------------------------------------------------
الهوامش :
1) الحلية ، 6/73.
2) الحلية ، 3/9.
3) تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب ، لابن حجر ، ص6 ، وانظر: السنن والمبتدعات للشقيري ، ص125.
4) المصدر السابق ، ص 8.
5) انظر: إحياء علوم الدين ، للغزالي ، 1/202 ، وتبيين العجب فيما ورد في فضل رجب ، ص 22 24.
6) فتاوى الإمام النووي ، ص 57.
7) تنبيه الغافلين ، ص 496.
8) الفتاوى لابن تيمية ، 23/132 ، وانظر: الفتاوى ، 23/134 135.
9) الحوادث والبدع ، ص103.
10) انظر: الباعث على إنكار البدع والحوادث ، ص 61 67.
11) المدخل ، 1/211.
12) انظر: لطائف المعارف ، تحقيق الأستاذ / ياسين السواس ، ص 228.
13) مقدمة مساجلة العز بن عبد السلام وابن الصلاح ، ص 7 8.
14) الباعث على إنكار البدع والحوادث ، ص 105.
15) تبيين العجب ، ص 6.
16) زاد المعاد لابن القيم ، 1/275 ، وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري (7/242 243) الخلاف في وقت المعراج ، وأبان أنه قد قيل: إنه كان في رجب ، وقيل: في ربيع الآخر ، وقيل: في رمضان أو شوال ، والأمر كما قال ابن تيمية.
17) لطائف المعارف ، لابن رجب ، ص 233.
18) ذكر بعض تلك المنكرات: ابن النحاس في تنبيه الغافلين ، ص 497 ، وابن الحاج في المدخل ، 1/211 212 ، وعلي محفوظ في الإبداع ، ص 272.
19) البخاري ، ح/ 5473 ، ومسلم ، ح/ 1976.
20) انظر: لطائف المعارف ، ص 227 ، والاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار للحازمي ، ص 388 390.
21، 22) لطائف المعارف ، ص 227.
23) لطائف المعارف ، ص 228.
24) الفتاوى: 25/290 292.
25) البدع والحوادث ، ص110 111 ، وانظر (تبيين العجب..) لابن حجر ، ص 37 38.
26) صحيح البخاري ، ح/1776.
27) المساجلة بين العز بن عبد السلام وابن الصلاح ، ص 56 ، وانظر: فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ، 6/131.
28) انظر: فتاوى إسلامية ، جمع الأستاذ/ محمد المسند ، 2/303 304.
29) لطائف المعارف ، 231 232.
30) المساجلة بين العز وابن الصلاح ، ص 55.
31) لطائف المعارف ، ص233.
32) الإبانة الكبرى ، لابن بطة ، 1/333.
33) الإبانة الكبرى ، لابن بطة ، 1/338.
34) البدع والنهي عنها ، لابن وضاح ، ص 10 11.
المصدر مجلة البيان



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-13, 02:20 AM   #12
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

شهر رجب
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 ,
والأشهر الحرم هي : رجب , وذو العقدة , وذو الحجة , والمحرم .
وروى البخاري (4662) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ , وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) .
وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين :
1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .
2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال : ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 ,
مع أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً.
لِمَ سُمِّي رَجَبٌ رَجَباً؟
قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى -: سمّي رجبٌ رجباً؛ لأنه كان يرجب، أي يُعظَّم، يُقال: رَجَبَ فلانٌ مولاه، أي عظَّمه. وذكر بعضهم أنَّ لشهر رجب أربعة عشر اسماً، هي: (رجب - رجب مضر - منصل الأسنَّة - الأصمّ - الأصبّ - منفس - مطهر - معلى - مقيم - هرم - مقشقش - مبرىء - فرد - كماأطلق عليه البعض شهر الله).
تعظيم أهل الجاهلية لشهر رجب
- لقدكان الجاهليون يُعظِّمون هذا الشهر، خصوصاً قبيلة مُضَر، ولذا جاء في الحديث كما سبق: (رجب مُضَر)، قال ابن الأثير في "النهاية": (أضاف رجباً إلى مضر؛ لأنهم كانوايُعظِّمونه خلاف غيرهم، فكأنهم اختصُّوا به).
فلقد كانوا يُحرِّمون فيه القتال، حتى أنهم كانوا يُسمُّون الحرب التي تقع في هذه الأشهر (حرب الفجار!!). وكانوا يتحرَّون الدعاء في اليوم العاشر منه على الظالم، وكان يُستجاب لهم!
وقدذُكر ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: "إنَّ الله كان يصنع بهم ذلك ليحجزبعضهم عن بعض، وإنَّ الله جعل الساعة موعدهم، والساعةُ أدهى وأمرّ".
وكانوا يذبحون ذبيحةً تُسمَّى (العَتِيرة)، وهي شاة يذبحونها لأصنامهم، فكان يُصبُّ الدم على رأسها!
و العلماء على أنَّ الإسلام أبطلها، لحديث "الصحيحين": (لا فرْع ولا عَتيرة).




أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
1 )
حديث : (( اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان )) رواه أحمد و الطبراني في الأوسط
قال عنه الهيثمي : رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة
انظر : كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2 / 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ
و ضعفه النووي كما في الأذكار و الذهبي كما في الميزان 3 / 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م .
2 )
حديث : (( فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام ))
قال ابن حجر إنه موضوع
انظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان القاري 1 / 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ
3 )
حديث : (( رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ))
رواه الديلمي وغيره عن أنس مرفوعا لكن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بطرق عديدة وكذا الحافظ ابن حجر في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب
انظر : كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 162 و 166 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ
و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 13 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ


بدع شهر رجب
صلاة الرغائب


الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج


الذبح في رجب وما يشبهه :

قال الحسن: "ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم ويعتر"(21).
قال ابن رجب: "ويشبه الذبح في رجب: اتخاذه موسماً وعيداً، كأكل الحلوى ونحوها، وقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيداً" (22).

الزكاة في رجب


تخصيص رجب بصيام أو اعتكاف :
قال ابن رجب: "وأما الصيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه"(23).
وقال ابن تيمية: "وأما صوم رجب بخصوصه: فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات... وقد روى ابن ماجة في سننه، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن صوم رجب، وفي إسناده نظر، لكن صحّ أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس؛ ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول: لا تشبهوه برمضان... وأما تخصيصها بالاعتكاف الثلاثة الأشهر: رجب، وشعبان، ورمضان فلا أعلم فيه أمراً، بل كل من صام صوماً مشروعاً وأراد أن يعتكف من صيامه، كان ذلك جائزاً بلا ريب، وإن اعتكف بدون الصيام ففيه قولان مشهوران لأهل العلم" (24).
وكونه لم يرد في فضل صيام رجب بخصوصه شيء لا يعني أنه لا صيام تطوع فيه مما وردت النصوص عامة فيه وفي غيره، كالإثنين، والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وصيام يوم وإفطار آخر، وإنما الذي يكره كما ذكر الطرطوشي (25) صومه على أحد ثلاثة أوجه:
1- إذا خصه المسلمون في كل عام حسب العوام ومن لا معرفة له بالشريعة، مع ظهور صيامه أنه فرض كرمضان.
2- اعتقاد أن صومه سنّة ثابتة خصه الرسول بالصوم كالسنن الراتبة.
3- اعتقاد أن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب على صيام سائر الشهور، وأنه جارٍ مجرى عاشوراء، وفضل آخر الليل على أوله في الصلاة، فيكون من باب الفضائل لا من باب السنن والفرائض، ولو كان كذلك لبينه النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله ولو مرة في العمر، ولما لم يفعل: بطل كونه مخصوصاً بالفضيلة.

العمرة في رجب :


وقد نص العلامة "ابن باز"(28) على أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة: شهر رمضان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « عمرة في رمضان تعدل حجة » ، ثم بعد ذلك: العمرة في ذي القعدة؛ لأن عُمَرَه كلها وقعت في ذي القعدة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب: 21].

صلاة النصف من رجب


لا حوادث عظيمة في رجب :
قال ابن رجب: "وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك، فروي أن النبي ولد في أول ليلة منه، وأنه بعث في السابع والعشرين منه، وقيل في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك..."(31).
من فتاوى شهر رجب
أولا : فضيلة الشيخ العلامةعبد العزيز بن باز– رحمه الله-:


.السؤال:
إذادخل أول خميس في شهر رجب، فإن الناس يذبحون ويغسلون الأولاد, وأثناء تغسيلهم للأولاد يقولون: يا خميس أول رجب نجنا من الحصبة والجرب, ويسمون هذا اليوم: كرامة رجب, وجهونا في ضوء هذا السؤال؟ لسؤال:
الجواب: هذا منكر لا أصل له، بدعة، ولا يجوز، يا خميس! هذا دعاء غير الله, شرك أكبر، دعاء غير الله شرك أكبر، فالمقصود أن هذا بدعة لا يجوز. نسأل الله العافية.


4.السؤال:
لقد سمعت عن صيام شهر رجب كاملاً، فهل هذا بدعة، أو أنه من العمل الصحيح
الجواب: ليس بمشروع، هذا من أعمال الجاهلية، فلا يشرع ... بالصيام، يكره ذلك،لكن إذا صام بعضه الاثنين و الخميس، أو أيام البيض طيب لا بأس بذلك، أما أنه يخصهبالصوم وحده فهذا مكروه.

ثانياً: فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله-:
1-السؤال:
ربما يقال: ما الذي ينبغي للمسلم أن يفعله إذا وافق هذه الليلة مثلاً في أول الربيع، أو في رجب؟
الجواب: لا ينبغي أن يفعل شيئاً، لأن من هم أحرص منا على الخير، وأشد منا تعظيماً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم الصحابة -رضي الله عنهم- ما كانوا يفعلون شيئاً عند مرورها، ولهذا لو كانت هذه الليلة مشهورة عندهم، ومعلومة لكانت مما ينقل نقلاً متواتراً لا يمتري فيه أحد، ولكانت لا يحصل فيها هذا الخلاف التاريخي الذي اختلف فيه الناس، واضطربوا فيه، ومن المعلوم أن المحققين قالوا: إنه لا أصل لهذه الليلة التي يزعم أنها ليلة المعراج، وهي ليلة السابع والعشرين ليس لها أصل شرعي، ولا تاريخي.
. السؤال:
حفظكم الله، وسدد خطاكم يقول: السائل ما حكم صيام الثامن من رجب، والسابع والعشرين من نفس الشهر؟
الجواب: تخصيص هذه الأيام بالصوم بدعة، فما كان يصوم يوم الثامن، والسابع والعشرين، ولا أمر به، ولا أقره، فيكون من البدع، وقد يقول قائل: كل شيء عندكم بدعة؛ وجوابنا عليه -حاش والله-، إنما نقصد البدعة في الدين، وكل شيء تعبد الإنسان به لله عز وجل بدون دليل من الكتاب، والسنة، فهو بدعة، ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم": (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور). فالمراد البدعة في الدين الذي يتقرب به الإنسان لله عز وجل من عقيدة، أو قول، أو فعل، فهذا بدعة، وضلالة، أما البدع فيما يتعلق بأمور الدنيا، فكل شئ نافع من أمور الدنيا، وإن كان لم يكن موجوداً من قبل، فإننا لا نقول: إنه بدعة، بل نحث عليه إذا كان نافعاً، وننهى عنه إذا كان ضاراً.
( موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله- )

ثالثاً: فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان :


2.السؤال:
رجل تعود أن يصوم شهري رجب، وشعبان كاملين في كل عام، فهل في فعله بأس ؟
الجواب: شهر رجب لا يصام لأنه بدعة، لأن شهر رجب بدعة، أما صيام غالب شعبان، غير الصيام شعبان كله، لا يجوز، لكن الصيام أكثر شعبان مستحب، إذا صام أكثر شعبان فهو مستحب، لفعل النبي "صلى الله عليه وسلم"، فكان يكثر الصيام في شهر شعبان، لكن لا يصومه كاملاً.
3.السؤال:
عبارة: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"؛ هل هو حديث ؟
الجواب : هذا حديث، لكن ما هو بصحيح حديث ضعيف.















__________________
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-13, 02:35 AM   #13
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

مع بداية شهر رجب "طريق الاستعداد لرمضان"1
طريق الاستعداد لرمضان
مع بداية شهر رجب، لابد أن تسأل نفسك هل أعددت
العُدَّة لاستقبال رمضان والفوز بجوائزه العظيمة من
العتق من النيران وغُفران ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟؟
هل أعددت العُدَّة لكي تكون ممن يَمُنّ الله عز وجل
عليهم هذا العام فتُكتَب من أهل الجنة الذين يدخلونها
بغير حساب ولا سابقة عذاب؟؟
إن لم يكن هدفك واضحًا، فمن الصعب أن تُبَلَّغ هذه المنازل العالية ..
ولتنجح لابد أن يكون هدفك واضحًا ومحددًا وأن تقوم بالتركيز على تحقيق ها الهدف وعدم الإلتفات عنه ..
فمن سيبايع الله ويجاهد نفسه هذا العام ليبشر
بالجنه؟ .. من يقول أنا لها؟؟
أنا لم أُخلَّق إلا للجنة .. لم أُخلَّق إلا لأعبد ربى حتى لـو كنت أقــع في بعض الذنــــوب والمعاصي .. لكن لن أحيد عن طريق ربى أبدًا .. وشعارك في رمضان هذا العام ..
لن يسبقني إلى الله أحد،،
وطريق الوصول إلى الجنة يحتاج إلى جِدّ وإجتهاد ..
فيجب أن تـُريَّ الله إنك صادق فى طلب مرضاته، وستكون بحاجة إلى تلك المُحفزَّات الداخلية:
1) الخوف من عدم بلوغ رمضان .. لو كان عندك اليقين إنك قد لا تُبلَّغ رمضان هذا العام، سيدفعك الخوف لبذل كل ما بوسعك لتحقيق هدفك الذي خُلِقت من أجله وهو رضا الله عز وجل ولن تنشغل عنه بأي شيءٍ آخر.
استشعر خطورة قول الله جل وعلا {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}[التوبة: 46].. فمن لن يستعد من رجب ويؤجل عمله حتى يأتى رمضان، لن يستطيع أن يعمل وقتها .. لأن الله قد أطلَّع على ما في قلبه فوجده ممتليء بحب الدنيا وشهواتها ..
فسارِّع من الآن وطهِّر قلبك لكي تتمكن من قطع
الطريق إلى الله تعالى .. فالطريق إلى الله يقطع
بالقلوب لا بالاقدام،،
2) شوق يُفجِّر طاقاتك .. الشوق إلى لذة الطاعة في رمضان .. تذكَّر كم كنت تستمع بوقوفك بين يدي ربك رمضان الماضي، وكم بكت عينك من خشية الله .. فالشوق سيُبلِّغك تلك اللذة.
3) ضرورة وجود رصيد إيماني لديك .. يجب أن يكون لديك رصيد من الحسنات، لكي يحفظك ويُبلغك المنزلة .. قال تعالى {.. وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المزمل: 20]
**********
وطريق الاستعداد لرمضان ..يبدأ من ..
الخطوة الأولى: اقبِّل على ربك بكلك، يُقبِّل الله عز وجل عليك ..يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي ".. وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"[متفق عليه]
الخطوة الثانية: اعزِّم على طلب رضا الله ..قال تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا، وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 18,19]
الخطوة الثالثة: اقصُّد الطريق بإخلاص تُبلَّغ ما عند الله من الخير ..
1) عليك بأعمال السر الخبيئة .. لابد أن يكون لك عمل سر لا يطلِّع عليه أحد، فهذا أدعى للإخلاص.
2) خفف من مخالطة الناس ..
3) أكثِّر من الدعاء ليل نهار بأن يرزقك الله الصدق والإخـلاص فى الأقوالوالأعمال ..وقد بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم علاج الرياء، فقال"والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟، قال: قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم" [صحيح الأدب المفرد (716)]
4) اضبُّط نيتك ..فلتتمهل لمدة عشر ثوان قبل أن تشرع في أي عمل، كي تحتسب نواياك لفعله.
************
الخطوة الرابعة: لا تتلون ولا تخادع نفسك ..
فإن الصدق هو مفتاح الوصول، قال الله عز وجل {.. فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21] .. جاهد رجلاً من الأعراب مع النبي صلى الله عليه وسلم فعندما أعطاه نصيبه من الغنيمة قال "ما على هذا اتبعتك ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا" وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة، فقال"إن تصدق الله يصدقك"، فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أهو هو قالوا نعم قال صدق الله فصدقه"[رواه النسائي وصححه الألباني]
لو إنك صادق والله لتبلَّغنّ ما لاعينٌ رأت ولا أذنٌ
سمعت ولا خطر على قلب بشر .. وسيُصلِّح الله
لك حالك كما لم تتخيل من قبل،،
*************
الخطوة الخامسة والأساس هي: ابذر بذور رجب ولا تنسى السقيا فى شعبان لتثمر الخير فى رمضان ..قال تعالى { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ..}[التوبة: 36].. يقول ابن عباس "اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرمًا، وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم"
فما هي الأعمال التي تُعظِّم بها شهر رجب
وتتهيأ بها لرمضان؟
تابعونا في المقالة القادمة إن شاء الله،،
المصادر:
درس "من الآن نستعد لرمضان" للشيخ هاني حلمي

التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 25-05-13 الساعة 02:44 AM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-13, 02:52 AM   #14
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

مع بداية شهر رجب ( أوَّل العُدَّة لرمضــــان )..... ( 2 )
أوَّل العُدَّة لرمضــــان

الكاتب فريق حامل المسك

قال أبو بكر الوراق البلخي "شهر رجب شهر للزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع" .. وأول بذرة سنقوم ببذرها من بذور رجب وتكون هي أول عُدتنا الإيمانية لشهر رمضان، هي التقرُّب إلى الله تعالى بوظيفة العمر .. ألا وهي ..

التــوبـــــــة ..
فجديرٌ بمن سوَّد صحيفته بالذنوب طيلة العام أن يُبيضها بالتوبة فى هذا الشهر .. يقول الله تعالى {..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 31]
والتوبة ليست مجرد استغفار بل لابد أن تُعيِّن الذنوب التي ستُجدد توبتك منها في هذا الزمن الشريف، ومنها:


أولاً: التوبة من خصال النفاق .. فهو أخطر وأعظم الأدواء التي حلَّت في زماننا، ومن هذه الخصال:
1) التوبة من التكاسل عن الصلاة .. قال تعالى{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء: 142]
فينبغي أن نتوب من التهاون في شأن الصلاة ..لاسيما صلاة الجماعة وصلاة الفجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني]


2) التوبة من قلة الذكر .. عن قتادة إنه قال في قوله تعالى{وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء: 142]"إنما قل ذكر المنافق، لأن الله لم يقبله. وكل ما رَدّ الله قليل، وكل ما قَبِّل الله كثير"
3) التوبة من الكذب في الحديث .. فلا نقول إلا حقًا حتى ولو كان في ذلك مشقة، قال صلى الله عليه وسلم"وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"[متفق عليه]
4) التوبة من إخلاف الوعود .. فلا تعِّد أحدًا بشيء ثم تُخلِّف وعدك .. واحذر من كثرة المواعيد مع عدم الوفاء بها، فهذا من علامات خُذلان العبد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان" [متفق عليه]وزاد مسلم "وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم"
5) التوبة من خيانة الأمانات .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنفال: 27] .. وما أكثر الخيانات في هذا الزمان ..


فهل منا من عاهد الله يومًا على أن يكون صالحًا ثم أخلَّف عهده مع الله تعالى؟؟ هل منا من خان رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار فى طريق الهوى وترك سنته؟؟ هل منا من خان أمانة استودعه الله إياها ؟؟

ثانيًا: التوبة من ذنوب السر ..التي تهدم ما بينك وبين الله وتُضيِّع إيمانك .. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا"، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
ثالثًا: التوبة من آفات اللسان .. قال رسول صلى الله عليه وسلم "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"[رواه أحمد وحسنه الألباني]..
لذا عليك أن تقوم بالآتي ..
1) قلل من كلامك .. فهذا زمن الجِدّ ولا يوجد وقت للكلام الكثير .. وابتعد عن اللغو، فإنه ليس من صفات عباد الله المؤمنين {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}[المؤمنون:3] ..
قلل من كلامك في الهاتف خلال رجب وشعبان .. فيجب أن ننتهي عن القيل والقال، لأن الله عز وجل يكره ذلك ويُنزِّل عقوبته وسخطه وغضبه على من يفعله .. النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال"[صحيح البخاري]
2) قلل من المزاح الزائد عن الحد .. النبى صلى الله عليه وسلم يقول "وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .. فلتكن معتدلاً في مزاحك بدون إفراط أو تفريط، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا"[صحيح الجامع (2494)]
3) التوبه من الكلام في سير الناس .. لا تخُضّ فى أعراض الناس بل اشغِّل نفسك بحالك، الرسول صلى الله عليه وسلم قال "أتدرون ما الغيبة ؟"، قالوا: الله ورسوله أعلم . قال "ذكرك أخاك بما يكره"، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟، قال "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته"[صحيح مسلم]



رابعًا: التوبه من الاختلاط الفاحش ..
1) بالأخص ما يكون بين الرجال والنساء في أماكن العمل .. قال صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"[متفق عليه] .. وكذا العكس.
2) التوبة من إختلاطك بأهل الدنيا .. خالطهم عند الضرورة فقط، لكن كثرة مخالطتهم والخوض معهم في الأمور الدنيوية التي لا فائدة منها ستُزِّيل من قلبك اليقين والرغبة في الآخرة.
فرِّغ قلبك من إنشغاله بأهلك وولدك ومالك .. فلن ينفعك أحد سوى الله عز وجل.. ووالله لتذوقنّ المرارة في معاملة الخلق، لتعرف أنه لا ينبغي أن يكون في قلبك محبة لأحدٍ سوى ربك عز وجل.
خامسًا: التوبة من ضياع الوقت فى غير طاعة الله ..
سادسًا: التوبة من الخواطر الفاسدة .. فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
سابعًا: التوبة من الأماني الباطلة وأحلام اليقظة ..




ثامنًا: التوبة من العجز والكسل .. انفضّ عن نفسك غبار الكسل، فزمن الراحة والدعة قد مضى وولى .. ولعلاج الكسل، عليك بالآتي:
1) لا تقل أنا كسلان .. كان ابن عباس يقول "أكره أن يقول الرجل إني كسلان" .. فمجرد قولك إنك كسلان، سيُعطيك الإيحاء النفسي بالكسل.
2) الرضا بما قسمه الله لك .. قال أيوب السيستياني "إذا لم يكن ما تريد فأرِدّ ما يكون" .. فإذا أردت أن تفعل شيئًا لكن لم توَّفق فيه، فأرِدّ ما يريد الله عز وجل لك .. وحينها لن تصاب بالإحباط واليأس، فقدر الله لا يأتى إلا بخير.
3) استكثر من عمل لتنفض عنك الكسل ..قال وهب بن منبه "من يتعبَّد يزدد قوة ومن يتكسَّل يزدد فترة" .. لا تحقرِّن من المعروف شيئًا، أكثِّر من أي عمل مهما كان يسيرًا لعله يكون سببًا في تنشُطَّك.
4) قلل من النوم ..فإن كثره النوم تُميت القلب وتُثقِّل البدن.
5) الدعاء ..أكثر من قول النبى صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل .."[رواه مسلم]..
فالعلاج يسير وما عليك سوى أن تُقبِّل على ربك بلهفة وستُبلَّغ إن شاء الله .. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أعجز الناس من عجز في الدعاء .."[رواه الطبراني وصححه الألباني]
تاسعًا: التوبة من الهزيمة النفسية .. تعزز وارفع رأسك دائمًا يـــا مسلم .. لإنك أفضل خلق الله فى الأرض، فقد اختصك الرحمن بالتوحيد وبالمنهج الرشيد ألا وهو منهج أهل السنة والجماعة.
عاشرًا: التوبة من دنو الهمة .. إياك أن تكون من أصحاب الهمم الدنيِّة، لأن الله عز وجل لم يذكرهم إلا في مقام الذمّ .. فمن لن يستعد من الآن، فهو من الذين قال الله جلّّ وعلا عنهم {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}[التوبة: 87] .. وهؤلاء جزاؤهم كما قال تعالى {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}[التوبة: 77]


تنشَّط فإذا دُعيت للخير فشمِّر ،و إذا مشيت فهروِّل، جِدّ واجتهد ..
وهمسة في أذنك من ابن الجوزي – رحمه الله - إذ يقول:
" ألا يلين القلب أصخر أم فولاذ، تدعي العجز عن الطاعة وفي
المعاصي أستـــــاذ؟!! *_*

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-13, 02:58 AM   #15
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

مع بداية شهر رجب ( لأريَّن الله ما أصنع ) .... ( 3 )
لأريَّن الله ما أصنع

الكاتب فريق حامل المسك
بعد أن تهيئنّا بالتوبة الصادقة .. بنا نعُّد بقية العُدَّة لرمضان بالأعمال الصالحة ..
أولاً: الصلاة .. قال ابن رجب "فأما الصلاة فلميصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به" .. فلا توجد صلاة خاصة بشهر رجب، ولكننا سنُكثِّر من النوافل من ضمن استعدادنا لشهر رمضان ..
1) مشروع تكبيرة الإحرام .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"[السلسلة الصحيحة (2652)]
2) اسجد واقترب .. فلتُكثِّر من النوافل حتى ولو كانت ركعات خفيفية، لتزداد قُربًا إلى الله عز وجل .. ولتفوز بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، عن ربيعة بن كعب قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي "سَلّ"، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة . قال "أو غير ذلك ؟"، قلت: هو ذاك، قال "فأعني على نفسك بكثرة السجود"[رواه مسلم]
وقال صلى الله عليه وسلم ".. صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين"[رواه أحمد] .. وقال أيضًا "من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر"[رواه الترمذي]
واحرص على أن تكون لك صلاة سر، لا يطلِّع عليها أحد ..قال النبي صلى الله عليه وسلم "صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين"[صحيح الجامع (3821)]
وإن كنت تُريد أن تُعتَّق من النار ..فعليك بقول النبي صلى الله عليه وسلم"من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار"[رواه أحمد وصححه الألباني] .. وقال" من صلى الضحى أربعا وقبل الأولى أربعا بني له بيت في الجنة"[حسنه الألباني، صحيح الجامع (6340)]
واستكثر من فيوضات الرحمة ..لأن الرحمة هي التي ستدفعك للعمل، قال " رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا"[رواه أحمد وحسنه الألباني]
3) مشروع قيـــــام الليــــــل .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"[رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. فتدرَّج من عشر آيات حتى تصل إلى مائة آية، كي تُكتَب من القانتين .. ومن السهل أن تفوز بقنطار من الأجر، إذا قرأت ألف آية ولتكن قرائتك لجزءي عم وتبارك على سبيل المثال.
ثانيًا: الصيــــــام ..لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في فضل صوم رجب بخصوصه .. وإنما الصيام في رجب و شعبان يكون بمثابة السنة القبلية لرمضان.
فعليك أن تصوم بحد أدنى عشرة أيام في رجب، أو أن تصوم يومًا وتُفطِّر يومًا كصيام نبي الله داوود .. لأن الصيام هو أفضل القُربات إلى الله عز وجل، ولا مثل له في الأجر .. قال النبي صلى الله عليه وسلم قال "عليك بالصوم فإنه لا مثل له"[صحيح الجامع (4044)]
ثالثًا: الصدقــــة ..فلا يمر عليك أسبوع دون أن تتصدق ولو باليسير، فقد قال صلى الله عليه وسلم " وصدقة السر تطفئ غضب الرب"[صحيح الجامع (3766)] .. وقال "اتقوا النار ولو بشق تمرة"[رواه البخاري] .. فتكون سببًا في رفع غضب ربك عنك وفي عتقك من النار.
فضلاً عن جبال من الحسنات يوم القيامة .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل"[متفق عليه]
رابعًا: قراءة القرآن .. فلتكن لك ختمة قراءة كل عشرين يوم، أي ثلاث ختمات خلال رجب وشعبان .. ومن له باع مع الله تعالى، فليختم كل أسبوع مرة.
وإليك بعض الوصايا التي عليك أن تتدرج فيها بدءًا من رجب ..
1) قراءة سورة الإخلاص عشر مرات، لتفوز بقصر في الجنة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من قرأ { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة"[حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (589)]
2) قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة ..قال صلى الله عليه وسلم"من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" [صحيح الجامع (6464)]
3) قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة ..قال صلى الله عليه وسلم" الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه"[متفق عليه]
4) قراءة سورة تبـــــــارك .. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال"من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
نسميها المانعة وإنها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأ بها في ليلة فقد أكثر وأطاب"[رواه النسائي وحسنه الألباني]
5) حفظ ما تيسر من القرآن .. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال"من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله تعالى { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا ..}[التين: 5,6] قال الذين قرؤوا القرآن"[رواه الحاكم وصححه الألباني] .. قرؤوا: أي حفظوا القرآن.
وحفظ القرآن من أعظم وسائل برِّكَ بوالديك .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن" [رواه الحاكم وحسنه الألباني]
خامسًا: مشروع ثواب الحج والعمرة ..وهذا عن طريق:
1) جلسة الشروق ..قال صلى الله عليه وسلم"من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة"[صحيح الجامع (6346)]
2) الخروج إلى المسجد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين"[رواه أحمد وحسنه الألباني] .. وصلاة المرأة في قعر بيتها أفضل من الصلاة في مسجد النبي ، الذي تعدل الصلاة فيه ألف صلاة في غيره من المساجد.
سادسًا: الجهــــاد اليسيــــر (الذكــــر) .. قال صلى الله عليه وسلم"من ضنَّ بالمال أن ينفقه وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده"[صحيح الجامع (6377)] .. فإن عجزت عن كل الأعمال الصالحة التي ذكرناها، فما أيسر الذكر على اللسان وما أعظم أجره في الميزان ..
اغرِّس نخلة في الجنة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة"[رواه الترمذي وصححه الألباني]
انفُضّ عنك الخطايــــــا .. قال صلى الله عليه وسلم"إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها" [السلسلة الصحيحة (3168)]
وأكثِّر من الاستغفار .. النبي صلى الله عليه وسلم يقول"طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني].. وقال" من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف"[رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فهو سبب في تكفير الكبائر.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .. كي تنال شفاعته،قال "من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة"[صحيح الجامع (6357)].. ولا تكن من البخــلاء،عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال"البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ"[رواه النسائي وصححه الألباني]
سابعًا: سلاحــــك الأخيـــــر (الدعــــــاء) .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ..}[غافر: 60]"[رواه الترمذي وصححه الألباني]
ولا تنس الدعاء لإخوانك بظهر الغيب .. فإنه من أسباب إجابة الدعـــاء، قال رسول الله "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل"[رواه مسلم]
ثامنًا: إصلاح سنن وآداب النوم .. فوقت النوم يُمثِّل ثُلث عمرك تقريبًا، فلتجعله في ميزان حسناتك ..
فاحرص على آداب وسُنن النوم التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم .. لكي يُحسَّب وقت نومك طاعةً لك .. ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم لنوفل "اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك"[رواه أبو داوود وصححه الألباني].. فإن قبضت روحك مت على التوحيد فدخلت الجنة.
تاسعًا: حسِّن خُلُقَك ما استطعت ..كن سهلاً لينًا، قال صلى الله عليه وسلم" من كان سهلا هينا لينا حرمه الله على النار"[صحيح الجامع (6484)].. وقال صلى الله عليه وسلم" إن موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام"[صحيح الجامع (2232)]
أخيرًا: قم بعمل خير لتقي نفسك مصارع السوء .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"صنائع المعروف تقي مصارع السوء"[رواه الطبراني وحسنه الألباني]..
ومن أعمال البر:
1) الذبََّّ عن عرض أخيك المسلم .. فتدافع عنه إذا ما ذكره أحدهم بسوء في غيابه، قال "من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار"[صحيح الجامع (6240)]
2) التنفيس عن الغريم ( المدين ) وإنظار المعسِّر .. قال صلى الله عليه وسلم"من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة"[صحيح الجامع (6576)] .. وكل يوم تُنظره فيه فهو بمثابة صدقة لك.
3) عيادة المرضى .. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أتى أخاه المسلم عائدا مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
4) تغسيل وتكفين ودفن ميت .. حاول أن تفعلها خلال رجب وشعبان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة"[رواه الحاكم وصححه الألباني]
يـــــا عبـــــاد الله، أجيبوا نداء ربكم ..{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: 133]
هذا زمان الكدح والعناء لله جلَّ وعلا .. فلا تدع بابًا من الخير إلا ولجته، وأنَّه لن تفتح لك أبواب الخير إلا إذا تفجرت من قلبك الرغبة الصادقة ..
فالآن الآن قبل أن تكون فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا خاصة، بل تعصف بالقاصي والداني، وتأخذ البر والفاجر ..
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم"بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا"[رواه مسلم]
فهل أنت على استعـــــــداد؟؟!
إذًا، فليكن شعارك ..
لن يسبقني إلى الله أحد .. لأريَّن الله ما أصنع،،
المصادر:
درس "من الآن نستعد لرمضان" للشيخ هاني حلمي
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نختار رجب ونرفض البدع " رجب وصل " غريبة في دنياي النشرات الدعوية 3 17-05-13 07:02 PM
حول شهر رجب oum youssouf روضة الفقه وأصوله 4 02-08-07 07:43 AM
شهر رجب... اختكم فى الله روضة الفقه وأصوله 6 25-07-07 12:11 PM


الساعة الآن 04:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .