العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > كوني داعية

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-12, 08:28 PM   #11
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

همممم، يمكنك شكري بإكمال الموضوع الآخر ^_^ <<< طماعة جداااا



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-12, 03:49 PM   #12
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

--(12)
تتمة وتفصيل:
إن مثل الذي ينصح نصيحة مثالية أكثر من اللازم كحال هذا الشاعر الذي قال:
وكأننا ونحن جلوس والماء حولنا ...قوم جلوس حولهم ماء!!

فغالبا رده تحصيل حاصل أو فلنقل هو رد نموذجي طبقا للكتاب لكنه نظري وغير عملي!

فعندما تأتي أم سريعة الغضب تشكو من عناد أولادها فيكون الرد : ينبغي أن تتسم ردود أفعالك بالهدوء!
الرد صحيح لكنه مثالي أكثر من اللازم ولم يحتو على وسائل التهدئة التي يمكن أن تستعين بها لكي لا تفقد أعصابها سريعا (قبل أن تقع في الغضب)
لم يتضمن أساليب التصرف حال وقعها في الغضب
ولم يتضمن تدارك الموقف بعد عاصفة الغضب!!

ولنر كيف تكون وصية النبي صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري في صحيحه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ،

قال : ( لا تغضب ) . فردد مرارا ،
قال : ( لا تغضب ) .

فهذه وصية في حال السعة ممن طلب وصية عامة

أما في السعة كوصية خاصة وإرشاد إلى طريقة التصرف:
فقال :إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس ؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع " (1)

ثم تأمل في هذا الحديث:
استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم . فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه .

فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : أتدرون ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا ؟ قال " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
فقال له الرجل : أمجنونا تراني ؟"
متفق عليه

فهنا حال الغضب لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل قائلا لا تغضب!
بل أرشده لطريقه يذهب بها غضبه وهي قوله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وانظر مراعاة حال هذا الغاضبب بإرشاده إلى (قول) يصلح كعلاج سريع

-- كذلك نجد دوما أن حلول المشاكل في الإسلام ليست حلولا نظرية ولا غير واقعية بل هو حلول عملية واقعية مرنة وليست صورة مثالية جامدة باردة لا علاقة لها بالواقع

فهذه نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للشباب:"كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ." متفق عليه

وتأمل أن النصيحة لم يكن فيها ((فليترهبن)) ولا ((فليؤنب نفسه حتى الموت))
بل حل عملي لكبح الشهوات وتحقيق العفة لمن استطاع الزواج
وحل عملي شرعي لمن لا يستطيع حتى يرزقه الله الاستطاعة.

-- امرأة تأتي لتشكو من إقدام زوجها على الزواج الثاني
فنجد نصيحة الناصح مستنكرا: لا تغاري ...وكيف تغاري وهذا أمر الله؟!

فهذا رد مثالي بارد وغير منطقي فإن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يغرن

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يزجر واحدة منهن بل يحلم ويصبر ويبتسم تارة ويعرض تارة ..

-- كذلك من وضع لنفسه مبدأ في بيته

كمن أحسن اختيار الزوجة لعقله وفطنته توفيقا من ربه فعلمها وعزم ألا يطلق
فيجد نفسه أمام مشكلة كارثية لزوجين أساءا/ أو أساء أحدهما الاختيار،

والاستمرار لا يزيد الأمر إلى مفاسد دنيوة ودينية
فهل يصر على فرض مبدأه على المستشير؟؟

-- مستشارة ظروفها المعيشية سيئة أو متوسطة بحيث أن جديد الملابس والحلي لا تمثل بالنسبة لها أمر مهم بل هو ضرب من الترف

فإذا شكت لها امرأة مرفهة من عادتها ومثيلاتها الحلي والنفقة، أن زوجها منع عنها شيء مما يعتبر لديها ولدى زوجها معيشة أساسية
فيكون رد الفعل من المستشارة استنكاري وعنيف لهذا الترف والبذخ المبالغ فيه!


والعكس كذلك
إن كانت المستشارة ممن اعتاد على حياة ميسرة فتشكو لها امرأة منع الزوج من نفقة معينة لضيق ذات اليد فتكون المستشارة بكلماتها سببا في نقمة المرأة على حياتها أكثر وربما أدخلت نفسها في باب تخبيب النساء على أزواجهن!!

-- مراعاة مقتضى الحال:
تأمل في قصة الفتى الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الإذن في الزنا: (2)
"أتى فتى شابا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا

فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه
فقال : ادنه فدنا منه قريبا
قال : فجلس
قال : أتحبه لأمك ؟
قال : لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم
قال : أفتحبه لابنتك
قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم
قال : أفتحبه لأختك
قال : لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم
قال : أفتحبه لعمتك
قال : لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم
قال : أفتحبه لخالتك
قال : لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم
قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء"
صححه الألباني في الصحيحة والوادعي في الصحيح المسند

هذا النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب فتى عربي عفيف يعرف كيف تكون الرجولة والمروءة

قلتُ: سمعت الشيخ مسعد أنور يحدث عن فتى عربي مسلم متحمس يحاور فتى أجنبيا

فقال له هذا الأخير: أنتم في الإسلام تضيقون على الناس في أمور كثيرة
فسأله : مثل ماذا؟
فقال : مثلا تحرمون الزنا
فانتفض الفتى وأراد أن يحاكي الحوار السابق فسأله: أترضاه لأمك؟؟
فكان رد الأجنبي: ولم لا؟!!

نسأل الله العافية من انتكاس الفطر

فينبغي مراعاة حال المستشير وفكره أثناء الحوار والنصيحة، وهذا ينقلنا إلى النقطة التالية..

------------------------------
(1) تخريج الحديث والحكم عليه للأخ السكران التميمي
http://majles.alukah.net/showthread....%B9&highlight=

(2) وسيأتي تأملات عديدة في هذه القصة فهي أصل لكل داع إلى الله وكل مستشار
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-12, 11:38 AM   #13
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

--13
لا تضع (كليشهات) للرد على ((كل)) استشارة!

بعض الناس عندهم (كل) مشكلة زوجية لها رد واحد!
(كل) مشكلة بين أب وابنه أو بين أم وابنتها لها رد واحد!!
(كل) مشكلة بين طالبـــ (ــة) ومعلمـــ (ـة) لها رد واحد!!!
وهكذا

فلا فارق بين شخصية وأخرى ولا بين ظروف وأخرى ولا بين المشكلة نفسها ومشكلة أخرى

فمنهم من يكون عنده قاعدة راسخة أن كل مشكلة زوجية تدخل فيها أم الزوج أو أم الزوجة : فالحماء مخطأة ولا ريب
ومنهم من تكون الزوجة عنده مخطئ دوما
ومنهن من تكون عندها الزوج هو المخطئ بلا ريب
فبناء على هذا هناك (كليشيه) جاهز للرد، سواء مكتوب أو منطوق لا يحيد عنه صاحبه مهما تغييت المعايير

وهذا خطأ كبير في الرد على الاستشارات لهذا نحتاج إلى:

--(14)
لا تضع رد جاهز، ولكن احفظ لديك ملفات للاستخدام
بمعنى أن يكون لدينا ملف مجمع عن (الرجاء) (الخوف المرضي) (الخشية) (الوساوس) (المحبة) (علاج العشق).......الخ
سواء كان هذا الملف ذهني أو مكتوب، وسواء ورقي أو إلكتروني.

نجمع فيه الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك كلمات مأثورة مثلا، وعبارات جيدة قوية متينة متباينة تتفق أو تختلف في تناول الفكرة بحيث تكون العبارات متنوعة بين معارضة وموافقة وليست على وتيرة واحدة.

فإذا واجهتنا مشكلة تحتاج إلى حل نعود لهذه الملفات فنتخير منها ما ينفع للرد بناء على كل ما يتصل بهذه المشكلة تحديدا، وإنما يتكون وجهة نظرنا في حل المشكلة وتحليلها بنا على المشكلة نفسها وظروفها.

ولهذا احرص على...

--(15)
عدم اعتناق الأفكار المسبقة بحيث لا يتخذ المستشار رأيا موافقا أو عدائيا بناء على ما في ذهنه

فتكوين فكرة مسبقة عن المستشير
أو عن بيئته
أو ظروفه
أو عن أطراف المشكلة
قد يكون أمر حتمي ولابد من الاستفادة منه

لكن اعتناق هذه الفكرة ......كارثة!

كذلك اعتناق فكر مسبق عن الطريقة المثلى لحل ((كل)) مشكلة هو أمر خطير جدا ولهذا أؤكد وأكرر عليه لا ينبغي اعتناق أي فكر مسبق أثناء حل المشكلة

اترك لنفسك حرية التفكير والتحليل واستعن بالله أولا ثم بما عندك من خلفيات وأفكار مسبقة مع ترك مساحة من المرونة والتغيير بناء على ما يرى المستشار ويلمس لا ما يعتقد ويفكر فحسب.

-- (16)
قد يكون من الحلول ألا تقترح حلا!
مجرد أذن كبيرة تسمع مع توجيه إيماني لطيف


--(17)
كن صبورا متحملا..واعلم أنك سَتُؤذَى ولو من المستشير نفسه!
فقد يكون مريضا يقاوم علاج مرضه - وهو لا يشعر - فيصب جام غضبه وتنتقضه على رأسك أنت
فاصبر واحتسب
ولا تسارع بالانتصار لنفسك ...تذكر أنت تعالج مشكلة.


-- (18)
لا تحتقر المستشير مهما تعاظم عليك قوله
حرصا على سلامة قلبك أولا
حرصا على سلامة قولك في نصحه ثانيا

فإن اللسان مغرفة القلب ومهما حاولت إخفاء هذا الاحتقار سيظهر وسيكون سببا في إفساد النصح
فتفقد قلبك وليس لسانك وكلماتك فحسب ....فإن لسانك لن يغترف إلا من طيب أو خبيث.

وكثير من المستشيرين يتهرب من مستشار بعينه رغم ما يظهر له من حلاوة اللسان وطلاوته
ولكن في الواقع ما في قلب هذا المستشار قد نضح على جوارحه هنا وهناك ما يدل على ما في قلبه

قد لا يستطيع المستشير التعبير وتحديد موضع الأذى...ولكنها وصلت إليه..من همسة أو غمزة لم تلحظها أنت ...ولكن رآها الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

وعقيدة أهل السنة أن الجوارح والقلب يتلازمان.



أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-12, 01:52 PM   #14
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

--(19)
انتبه للثوابت!
إياك أن يدفعك الغضب من "والدي" المستشير إلى أن تتعدى بالألفاظ عليهما! ولا أن تأمر بالعقوق والجفا!!
إياك أن يدفعك غيظك من "الزوج" إلى تخبيب المرأة على زوجها أو دفعها لفعل محرم!!


--(20)
إذا لمست من المستشير ندما فلا توبخ ولا تقرع ولا تقل (لو)
ولكن عضد شعور الندم بلطف
فإن ألم الندم المنبعث من داخله أقوى ألف مرة وأشد تأثيرا وأطول وأدوم من ألم التوبيخ الذي قد يثير الكبر فيفسد الأمر

--(21)
لا تغتر بمحاولة المستشير عدم إراقة ماء وجهه!
فقد يظهر البعض تجلدا أو لا يبدو عليه الندم والحرقة ولكن المستشار الخبير هو الذي يدرك ذلك من نظرات العيون وارتجافة الأيدي وكلمات مبعثرة هنا وهناك
وقد يفهم ذلك مباشرة من لا منطقية الموقف

فزوجة تزوج زوجها تعلن أنها سعيدة وتدعو غيرها لتزويج الأزواج، وتكرر ذلك ليل نهار
هذا غير منطقي ويدل على قلب ينزف ويتجلد...
فلا ينبغي أن يترك المستشار نفسه نهبا لاستفزاز المستشير بمثل هذه الأفاعيل ويحتاج ذلك إلى:

--(22)
أخرج نفسك من حيز المشكلة!
أنت لست طرفا في المشكلة فلا تجعل المسألة شخصية!!

إن المريض الذي يدفع طبيبه لأنه آلمه لا يتوقع الناس من الطبيب أن يرد الدفعة لهذا المريض...

لا تقحم نفسك في طيات المشكلة فتترك نفسك نهبا للاستفزاز والضيق، ولا تأخذ كل كلمة وحركة باعتبار أنها ضدك وأنها إهانة..

تفهم حاجات المستشير النفسية ورغبته الدائمة في الظهور بمظهر لائق فلا تحاول دفعه للكشف عما بداخله أمامك بصورة مباشرة أو صراحة واضحة فإن الشعور بالعري النفسي شديد الألم والوطأة...وهذا يتضمن...

--(23)
إنك تفهم وهو يفهم فلا داع لأن نثبت قدراتنا على الفهم!!
ليس الغبي بسيد في قومه .....لكن سيد قومه المتغابي!

وأقول صدقا أن هذه أصعب تقنية في التعامل مع المستشير!

فعادة يحاول المستشار أن يثبت ذاته وقدراته أمام المستشير خوفا من فقدان هذا الشعور اللذيذ بحاجة الناس إليك

ولن أتحدث عن قدح هذا في الإخلاص...فالكل يعرف ذلك جيدا!
ولكن حاول أن تذكر أنه هو المريض وليس أنت !!
وتذكر أنك تعالج حاجاته هو النفسية وليس حاجاتك!!
وتذكر أن الله تعالى قال:"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"




-- (24)
التوبيخ شهوة...فلا تنجرف خلف شهواتك!!

أن تكون أنت في موقف القوة والشرف والصحة وأمامك شخص ضعيف واقع في مذلة موقف ما!
وقتها يتحول التوبيخ إلى شهوة جارفة في نفسك تستمتع بالتقريع وتتشدق بالكلمات التي طالما قيلت لك في موقف مماثل ثم تغلف كل هذه السموم بغلاف مفتعل من الشفقة والرحمة!!

تذكر....
هذا نوع من النذالة والخسة!!
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-12, 01:25 PM   #15
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

-- (25)
أنت تتعامل مع بشر تحدثه...وهو يفكر ويقلب الكلام على وجوهه، وربما كان هناك ما يخفيه أو يظهر لك خلافه...فتكون معطياتك أنقص من المطلوب!
فلا تتوقع أن يسلم لك بأفعاله في كل ما تقول.. ولا تتوقع أن تسير المواقف على وفق ما تتوقع... فاجعل هامش مرن في صفحة توقعاتك وتهيأ لذلك.
وليكن التركيز الأكبر هو محاولة إفادته... وثق أنه بإذن الله مستفيد.

--(26)
لا تقابل الاستشارات الخاصة برد فعل تهويلي... لابد من ضبط الأعصاب والمشاعر مراعاة نقاط الضعف البشري.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه فتى يطالب بالإذن في الزنا فلم يصرخ ولم يقفز ولم تتسع عيناه وحدقتاه تبرقان!!

بل حاوره بهدوء ولطف حتى عبر به إلى بر الأمان



--(27)
وجه للسؤال الأهم!
روى البخاري ومسلم أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة ، فقال : متى الساعة ؟

قال : ( وماذا أعددت لها ؟ )
قال : لا شيء ، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
فقال : ( أنت مع من أحببت ) .
قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنت مع من أحببت ) .

وفي رواية لمسلم:
قال فكأن الرجل استكان .

ثم قال : يا رسول الله ! ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة . ولكني أحب الله ورسوله .
قال " فأنت مع من أحببت " .

لم يتوقف النبي صلى الله عليه وسلم مع السؤال الأول ليثبت أنه من الخطأ طرحه
ولم يكرر ما تقرر من قبل أنه لا يعلم الساعة إلا الله عز وجل
لكن انتقل بالرجل برفق إلى السؤال الأهم ثم بشره بخير كبير

وهكذا لابد أن ينتقل المستشار برفق مع المستشير فيغير من توافه أهدافه وما ينقدح في ذهنه من فكر في المشكلة

وينتقل بتقييمه للمشكلة نفسها من الدناءة والسفاهة إلى السمو والرزانة

فامرأة تنشغل كل لحظة بما قالته حماتها وأخت زوجها وتبحث عن ردود لاذعة رادعة للانتقام لنفسها...

ينبغي أن ينتقل بها إلى الهدف الأهم وهو كيف أكسب ود حماتي وأخت زوجي

والكلام في هذا المقام يحتاج إلى مجلدات والأمثلة فيها أكثر من أن تحصر في كلمات ... ولكنه العهد أنها فقط إضاءات!


-- (28)
الإضافة في إجابة المستشار لابد أن تتعلق بالموضوع!

فمستشير يتسائل كيف أرقق قلبي؟ كيف أتخلص من ذنبي؟
يضاف له شيء من الكلام عن علو الهمة أو عن الصبر على الطاعة أو عن المصابرة ومراغمة الشيطان...الخ

وهكذا فإن إجابة الأسئلة فن يحتاج إلى فكر وممارسة وفقه عميق

وقد سمعت شهادة بعض العلماء لابن تيمية أنه كان أفضل من يمارس هذا الفن، أعني فن إضافة بعض الأمور المتعلقة بالسؤال والتي قد تبدو للناظر في نص السؤال للوهلة الأولى أن السائل لا يحتاج إليها! ولكنه في الواقع بطرقها يروي غليل السائل بأكثر مما توقع هو نفسه.

فكم من إجابة ثرية ومفيدة وهي مع الأسف خارج الموضوع أو على الأقل لا تطرق الجوانب الهامة في نفس السؤال أو المتعلقة به ...
وهذا يحتاج إلى ...



--(29)
تحليل السؤال بتركيز!

إن السائل عندما يطرح سؤاله فإنما هو يضع ما في ذهنه في وعاء من الكلمات
هذا الوعاء يحمل داخله إشارات مهمة جدا لابد أن يلتقطها المستشار ليفهم ما يحتاج المستشير
وكل كلمة لها صدى ورجع .. سواء كانت مقصودة أو زلة لسان

فكلمة معينة قد تكشف عن إحباط صاحبها ، فيحتاج إلى إضافة عن الهمة أو الرجاء في الله تعالى
وكلمة أخرى قد تكشف بدقة محددة موضع المشكلة بالضبط، وهناك كلمات تدل على معاناة صاحبها وضياعه، وكلمات تدل على كبره وغروره....الخ
هذا التحليل يعين المستشار على الإضافة السابق الحديث عنها، ويعينه على تحليل شخصية المستشير ويوجهه إلى الطريق السليم بإذن الله تعالى.

وكثيرا ما تكون المشكلة غير محتاجة لــــــ (عمل) ما لمواجهتها بقدر ما هي محتاجة إلى التخلص من (داء) ما تظهره الكلمات.

ألا ترون أنه قد يقص عليكم شخص قصة طويلة عن إخفاقات متتالية ويكون حله في حسن الافتقار إلى الله أو الإخلاص إليه أو ترك الكبر والغرور؟؟ ويكون ذلك أولى من مناقشة آحاد وتفاصيل القصة
فهذا مثال نعرفه جميعا ونمارسه جميعا أيضا بصورة إن لم تكن يومية فهي دورية..

فكذلك في كثير من الاستشارات قد تكون الإجابة خارج النص المكتوب أو المنطوق فتحليل الكلمات يفتح أفقا خارج الحدود الضيقة التي قد نحصر أنفسنا فيها.

وهذا التحليل لا يقتصر على الاستشارات بل من المهم جدا أن يمارسه من يشتغل بالإجابة على الفتاوى أيضا..

فكم من سؤال أراد به المستفتي أن يحصل على فتوى بعينها فاستطاع أن ينتزع من المفتي ما يريد لعدم تركيز المفتي في السؤال وتحليل كلماته وألفاظه

وكذلك في باب الاستشارات كثيرا ما يكون الهدف من الاستشارة الحصول على ضوء أخضر للمضي في ممارسة غير منضبطة بالشرع لتكون إجابة المستشير البريئة: هكذا نصحني فلان!!

وهذا باب مهم جدا وشائك جدا والكلام عن فوائدة يطول...ولكن ممارسته مع الاستعانة بالله لها نكهة مختلفة
نسأل الله أن يرزقنا البصيرة الثاقبة والفراسة الصادقة.
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-12, 01:08 PM   #16
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

(30)
أحيانا يحتاج المستشير ألا تطرح عليه طرحا مباشرا!
فتكتفي بأسلوب غير مباشر يشعر المستشير أنه هو الذي اختار..
وهذا يتعلق بشخصية المستشير نفسه وليس فقط طبيعة المشكلة
فحتى لو كان الحق واضحا والباطل أوضح منه، فقد يكون المستشير بحاجة إلى بيان إيجابيات الحق وسلبيات الباطل، وطرح ذلك بأسلوب توجيهي لطيف يأخذ بيده إلى أن ينطق هو بلسانه أنه يريد الحق ويرفض الباطل.
ثم يتحول الطرح بعد ذلك إلى دعم إرادة المستشير بتعليمه أولا ثم ثانيا ثم ثالثا: حسن التوكل على الله بالأخذ بالأسباب مع كامل الاعتماد عليه عز وجل وصدق اللجوء إليه بإعلان الافتقار الكامل إلى الله اليقين أنه هو هو الغني الحميد ثم حسن الاستعانة به عز وجل.

إذن قد يكون دورك أن تعرض المسألة بلسانك بأسلوب مختلف وبيان الحق والباطل فيها وعرض الحلول المتاحة مع بيان سلبيات وإيجابيات كل حل - حتى لو كان الحل خطأ في رأيك تعرضه بأسلوب يضعفه ...
ثم تترك الفرصة بذكاء للمستشير أن يعلن هو عن اختياره الصواب وحاجته الماسة للعمل به



(31)
فكر في مآل النصيحة ولا تكتف بعلاج زاوية ضيقة من المشكلة

أحيانا نكون في حاجة إلى إسعاف سريع وعاجل لمشكلة آنية، فتتم ممارسة "الإسعافات الأولية" للمشكلة حتى تصل إلى المستشفى فيتم العلاج الكامل
لكن هذا لا يعني أن في كل مشكلة سيكون العلاج فيها بهذا الأسلوب، ولا يمكن أن يكتفي "مريض القلب" بمجرد إسعاف أولي دون متابعة دقيقة وعلاج منتظم.

أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-12, 05:59 PM   #17
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي


(32)
إبرز مواطن القوة ووجه الاستفادة منها!
فكل إنسان يحمل بداخله نقاط قوة ونقاط ضعف
فلا ينبغي أن يحصر المستشار نفسه في علاج نقاط الضعف فحسب، بل لابد أن يجتهد في إبراز نقاط القوة ويوجه مستشيره إلى حسن الاستفادة منها

فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وإذا لم تنطلق في طريق الحق "بقوة" انشغلت بالباطل وعادت لضعفها، وقد تنشغل أثناء طريق الحق بهذا الضعف طالما أن انطلاقها لم يكن بالقوة اللازمة

كذلك فإن علو الهمة وحسن الاجتهاد والحماس الذي يولده معرفة نقاط القوة وإبرازها في النفس والاستفادة منها، يساعد في علاج نقاط الضعف وترميمها في النفس


(33)
لابد من مراعاة ألا يكون المستشار سببا في إحباط المستشير
لا بكلمة ولا بقسوة ولا بمشاعر داخلية تظهر بين السطور..



(34)
وإذا كان من المهم التنبيه على عدم إحباطه لمستشيره فالأولى التنبيه على عدم كسر أولي الهمم...
لا تكسر حماسته بسخرية أو تكرار بأنه سيفشل حتما .. لكن كن بجانبه توجهه وتساعده على الخروج من العقبات التي قد تواجهه



(35)
أحيانا تلمس شيء من الكبر في نفس المستشير فهذا يهذب وقد يحتاج لشيء من الكسر ولا يدخل ضمن الباب السابق قطعا فثمة فرق بين الكبر والحماسة ، ولكن احذر ...
فالكبر لا يعالج بالكبر ولا الإقصاء ولا التعالي ولا الإهانة....
ولكن يعالج بالتهذيب وهو مزيج من القوة والحزم مع كثير من المحبة والشفقة.

فتفقد دوما في قلبك وجود المحبة والشفقة



(37)
إذا كان الأمر يحتاج إلى التنبيه على أثر سلبي فيما يستقبل فليكن ذلك بلطف

فالتلميح إلى احتمال الانتكاس
أو الحاجة الماسة إلى المجاهدة المستمرة المرهقة
أو غير ذلك من العقبات التي يغلب على ظن المستشار أنها واقعة في طريق المستشير

فليكن هذا بلطف ويسر، وانتقاء الكلمات والأوقات التي يقال فيها ذلك، وأهم من كل هذا أن يفصل له جيدا وسائل مواجهة هذه العقبة وكيفية الخروج منها بأقل الخسائر

فيكون التنبيه على الأثر السلبي من قبيل الاستعداد المسبق للحدث وتسليح المستشير بوسائل المواجهة ...

(38)
الغالب أن دور المستشار توجيهيٌ وليس جبريا فيعرض الحلول ويترك لصاحبه حرية الاختيار مع توجيه خفي يرجح الكفة بحيث تبدو كأنها خرجت من نفس المستشير
لكن عليه أن يكون صادقا نصوحا مع صاحبه

فليس الدور المختار هو أن يساعد صاحبه يختار ما يشاء فحسب بل إذا كان يعلم جيدا أن هذا الطريق خطر ودحض مزلة فلابد من البيان الشافي الواضح لا مجرد التلميح
مع التأكيد على أن هناك حالات لا يصح طرح الاختيارات فيها بل يحتاج إلى توجيه مباشر صريح

وهناك وسائل تبدو في ظاهرها طرحا للاختيارات ولكنها في الواقع معلومة الإجابة كقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أترضاه لأمك؟"
ولكن احذر أن تكون الإجابة غير متوقعة وغير منطقية..



(39)
اعط للمستشير إحساسا بالمسئولية
فالمسئولية تحنى أعناق الرجال، وتغير سمتهم وهديهم ودلهم تغييرا لا تفعله كلماتك
وعضد فيه هذا الإحساس بقوة، ومجرد إشعاره أنه هو الذي اختار الحل الذي يناسبه وأنه قادر على ذلك بإذن الله تعالى يعضد ذلك في نفسه



(40)
هناك وسائل عديدة ليتعلم المستشير تحمل المسئولية منها ما ذكرناه أعلاه من إبراز مواطن القوة مثلا
كذلك يتعلم كيف يتحمل عاقبة اختياره وعواقب أفعاله هو أمر مهم وهو كذلك أمر تربوي
وقد قال تعالى :"ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وقال تعالى:" كل نفس بما كسبت رهينة" وآيات كثيرة تدل على تحمل كل واحد لعاقبة أفعاله.
فلا يحملنك شفقتك بمستشيرك أو ولدك أن تتحمل عنه عواقب أفعاله.
كذلك التكليف بأمور وواجبات ولكن ليكن ذلك بتدرج وحسب طاقتك وطاقته..(سماع أشرطة معينة، الصوم، تفريغ أشرطة أو قراءة كتاب ............الخ)

وغير ذلك كثير
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-12, 11:34 AM   #18
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

(41)
لا يحق للمستشير أن يجيب بطريقة عامة إلا إذا كان السؤال عاما
فلتكن معك الفكرة النظرية ثم تطوعها بحسب المشكلة لتناسب المتحدث من كل وجه
أما الإجابات العامة فالصمت أبلغ منها

(42)
كل الحالات الإنسانية لها طرفان متطرفان وبينهما ما لا يحصى من الحالات بحسب التباديل والتوافيق للظروف والشخصيات
إجابات العموم قد تتسبب في كارثة فلكل حال حل، ولكل مقام مقال.

(43)
إذا لم تكن متمكنا من مهارة الاستناج وتحليل السؤال فليس لك إلا ما يظهر من السؤال... فاقرأه بعناية وأجب عن السؤال لا عن غيره.

(44)
كثيرا ما يكون المستشير غير مدرك لما سيواجهه من عقبات متفائلا بحياة سعيدة بلا كدر
فلا تحاول أن تصدمه بالواقع دفعه واحدة ...ولكن أعنه على تجاوز الصعوبات وألمح له عنها برفق

(45)
إذا كنت مبتدئا فلا تقتحم البحر الخضم
احرص على قراءة الاستشارات واستنتاج مناهج المستشارين وأساليبهم، إذا استطعت الوصول إلى ذي خبرة فناقشه واستفد منه، احرص على الحوار مع من هم أكبر منك سنا وأكثر خبرة كثيرا
أظهر آرائك في النقاش مع هؤلاء واستمع لنقدهم لفكرتك بعناية


الحوار وسيلة سريعة لاكتساب خبرات لم تلمسها يديك ولم تخطوها قدميك..

(46)
الأفضل أن تكون الاستشارة من رجل لرجل أو من امرأة لامرأة أقرب للسداد غالبا
ولا يصح التوسع في الاختلاط في الاستشارات لا المكتوبة ولا المنطوقة إلا لضرورة شديدة على أن تكون هناك واسطة بين الطرفين، حبذا لو كان محرما..فإن لم يكن محرما فثقة ثبت معروفـــ (ــة) بالتقوى والورع الظاهر..
إن حالات التعلق - وما هو أشد من ذلك من المفاسد - تقع أكثر ما تكون بسبب هذا الاختلاط المحرم شرعا عندما يتوسع في الأخذ برخصه من غير ضرورة أكيدة.
وينبغي على كل من يتصدر لهذه الاستشارات أن يعتني بهذا الأمر عناية أكيدة، ولا يستجرينه الشيطان فيقع في المحظور من حيث يظن أنه محسن.
فمفاسده أعظم من مصالحه مهما بدا غير ذلك... وبعد حكم الشرع أولا فهذا قول خبير مجرب لا يسع أحد أن يخالفه بدعاوى باطلة يزعم أنها مصالح.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد..

أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-12, 01:57 PM   #19
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

رجاء...كف عن التعليقات المستفزة!

(47)
لا يحق للمستشار أن يذم أو يتنقص من المستشير الذي يكون في أضعف حالاته مما يزيد من حساسيته وحرجه
أما الذم فمعروف وأما التنقص فبابه أوسع كأن يقال : أنت صغير السن، قليل الخبرة، قليل العلم، لا تفهم ....الخ

(48)
لا تكرر تعليقات تدل على التهويل والتهميش بصورة تزيد عن الحد
إن إعانة المستشير على عدم التهويل لا يعني أنك أنت مهمش لمشكلته
وينبغي التنبه أن إشعارنا إياه بأن الموضوع بسيط وإن شاء الله له حل، لا يعني أبدا أن أبدي له لامبالاة بمشاعره أو أظهر له أنه سفيه أو تافه
قد يحتاج الأمر في البداية إلى تفاعل وتعاطف لا سيما إن كان المستشير لديه انفعال قوي، ثم يتدرج في تهميش ما يستحق التهميش مع إشعاره بالتركيز على الأهم في مشكلته

(49)
لا تكن متحفزا لإشعاره أنه غير حامد لربه غير صابر على بلاءه!
بل إن البعض يتجازو هذا إلى تحفز أشد

فعندما تشكو أم من كثرة حركة أولادها فتجد أول رد : احمدي الله فغيرك لا يجد ظفر طفل!
هذا رد صادم فهي لا تشكو كراهية ولكن تحتاج لحل ومساعدة وتعلن عجزها عن التعامل مع كثرة حركة الطفل

وعندما يقص أحدهم مشكلة معينة فيجد أول رد: احمد ربك فهناك من لا يجد طعاما..الخ
فهذا رد صادم ومستفز بهذا الأسلوب

وعندما يدخل على من ابتلي بشيء فيجده باكيا أو حزينا فيقول له : احمد ربك أنك لم تصب بكذا وكذا

وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل فقد روى البخاري:"لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل . قالوا : وما الفأل ؟ قال : كلمة طيبة" وفي رواية : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم

نعم يمكن أن يقال في منتصف الكلام بلين كنوع من التذكرة وبأسلوب جيد كأن يقال مثلا: الحمد لله (نحن) جميعا نتقلب في نعم لا يحصيها إلا الله، الحمد لله أن الابتلاء محتمل بعون الله...الخ

لكن الصياغة والبداءة بهذه الأساليب تعد من الردود المستفزة المنفرة
فتخير الصياغة والوقت

ومما يجدر الإشارة به أن صلاح باطن المستشار وشعوره بالشفقة والرفق الدائم على بني آدم هو خير عون له على انتقاء كلماته واختيار الأنسب

ولعل في تلك التأملات من أم هانئ فائدة
http://saaid.net/daeyat/omhani/9.htm


(50)
من التعليقات المستفزة الحديث بما يدل على أن المستشار أعلم وأحكم وأفضل وأفهم وتكرار ذلك بحيث يبدو أن الحديث قد بدأ أصلا لمدح المستشار لا لحل مشكلة المستشير

(51)
الهجوم في غير المحل!
فامرأة تشكو أن زوجها تزوج فيكون الرد العبقري: هذه امرأة رافضة لأمر الله وربما وصل الأمر إلى أنها (كافرة) بحكم الله!
ومن يتحدث عن مرض أولاده هو شخص لا يرضى بقضاء الله
ومن تشكو زوجها فهي بالتأكيد ممن يكفرن العشير
ومن يشكو امرأته فهو سفيه ولا يستطيع السيطرة على بيته

وهكذا يستمر المسلسل الهزلي في الهجوم بلا مبرر حقيقي على كل من يتحدث دون أن يترك المستمع لنفسه فرصة للفهم أو العقل.

(52)
مسابقة المستشير في استنتاج الأحداث وتحليلها
بحيث لا يعطيه الفرصة ليقص الحدث كاملا
بل يسابقة ويستبق الاستنتاجات التي غالبا ما تكون مبنية عنده على أن هذا المستشير أخرق أحمق لا يفهم شيء من الدنيا وليس عنده أي خبرة في الحياة...

هذا ونكتفي بهذا القدر في هذا الباب فإنها ...مجرد إضاءات..واللبيب بالإشارة يفهم

يتبع: بكيف تواجه المشاعر الافعالية للمستشير؟!
الله المستعان
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-12, 04:59 PM   #20
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

مواجهة الانفعال العالي لصاحب المشكلة

(53)
المشاعر عامة والغضب بصورة خاصة تأخذ وقتها
ومحاولة إزالته بسرعة من -- طرف خارجي (و/ أو) -- بطريقة غير صحيحة قد تتسبب في زيادته.

(54)
الناس يختلفون في درجة إيمانهم
ففي حين نرى المؤمن وقاف عند آية أو حديث أو تذكرة أو تلميح بالآخرة، نجد نفس هذه الوسائل تشعل غضب من لديه ضعف إيمان...لماذا؟
لأنك إذ تذكره وتكله إلى إيمانه في هذه اللحظات العصيبة تسبب له إحباطا حيث لا يجد ما يتوكأ عليه في نفسه فيشتعل غضبه أضعافا مضاعفة وسبب ذلك نقمته على نفسه وعليك حيث أظهرت ضعفه لنفسك وله!
فلابد من مراعاة أسلوب التذكرة جدا مع من هذا حاله فيبدأ معه بشيء من الصمت ثم نثني بالتلميح إلى أجر كاظم الغيظ أو غير ذلك من الآيات (حسب الحالة) أو أهمية الاستعاذة
ثم إن وجد استجابة ننطلق في النصح مع التنبيه الشديد ألا يصدر منا أي كلمة مستفزة مما سبق ووضحناه في باب الردود الاستفزازية

(55)
أحيانا يكون من الكياسة أن نترك الشخص يصب انفعالاته دون محاولة تهدئة، بشرط ألا يقع في منكر فعندها نرده بلطف.

(56)
في حالة الغضب، قد نجد صاحب المشكلة يندفع مهددا أنه سيرتكب أفعالا حمقاء أو متهورة
طلاق وقتل وانتحار.....الخ

فإن القائل لهذا الكلام يشعر بنشوة عجيبة بمجرد أن يشعر أن هناك من يحاول إثناؤه ويلتفت إلى كلامه فيزداد منه ويكرره ويزيد من انفعاله وغضبه

القاعدة : كلما كانت الفكرة حمقاء جدا لا تحاول إثناؤه عنها، بل تجاهل الأمر كأنه لم يكن فهو مجرد كلام غاضب

لكن مثلا الكلام عن الطلاق، سواء من الرجل أو المرأة، أيضا القاعدة لا تحاول إثناء أحدهما عنه بل فقط ناقش الفكرة ببرود ولا مبالاة لها، مع مراعاة التفاعل العاطفي مع صاحب المشكلة
قل مثلا: حسنا الطلاق حل، كيف نحققه؟ سنحتاج كذا ...وابدأ في مناقشة الإجراءات والتوابع

90% من النساء عند مناقشة هذا الأمر معهن بهذا الأسلوب لا تأخذ أكثر من 5 دقائق للتراجع بعد ما يصيبها الهلع
بعضهن يستكمل الحوار ثم بعد انتهائه لا يعدن للحديث عنه مرة أخرى.
هناك نسبة لا بأس بها تصمم على معاودة الكرة فهي تحتاج إلى مزيد من توضيح التوابع بأسلوب لا مبال.

(57)
حافظ على هدوء نبرة الصوت وهدوء الأعصاب قدر الاستطاعة
ادفع أكبر قدر من الود والتفاعل النابع من داخلك

(58)
تعاطف مع صاحب المشكلة ولو قليل من الوقت في البداية
كثير ما يكون المنفعل هو المخطئ لكن لا يعني هذا أن نصارحه بذلك في أول الأمر

لا بأس من التفاعل بكلمات مثل يا لك من مسكينــــــ (ــة)، بالتأكيد تشعرين بالغضب، أنا أشعر بما تشعرين به، بالتأكيد استفزك كذا وكذا.....الخ

هذا يجعل الآذان تتفتح لما بعد كلمة (لكن) التي ستقال بعد انتهاء نوبة الغضب والتفاعل مع صاحب المشكلة

يتبع بالكلام عن الاستشارات الخاصة
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .