06-05-11, 02:18 PM | #11 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
عدنا لنكمل بأمر الله .... ثابري واقتفي الأثر ( الدعوة إلى الله ) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين... إن الدعوة إلى الله عز وجل هي شرف كل مؤمن ومؤمنة...وهي العز والسؤدد. كيف لا يكون ذلك وهي سبيل نبينا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام{ قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} يوسف الدعوة إلى الله نور هداية, ومشكاة صلاح, فهنيئاً لمن حمل هذا المشعل المبارك وسار به ليضيء للناس طريقهم , ويأخذ بأيديهم إلى الله عز وجل... ففي زمان ترى فيه تسارع أعدائنا في استهداف شبابنا وفتياتنا...زمان كثر فيه الناعقون بإسم الدين وهو منهم براء...زمان يعج بالفتن...كبحر هاجت به الريح فتلاطمت أمواجه... إلا أنه ثلة من فتياتنا, وأخواتنا, وبنياتنا, كنَّ كجلمود صخر...تحطمت عليها آمال المفسدين... ومخططات المغرضين. لله درهنّ...نساء صالحات مصلحات...حملن هم هذا الدين...وأشعلن مصابيح الهدى...في طرقات اعتلاها الظلام... حملنها سائرات بها في قوافل الداعيات...وركاب الصالحات...على خطى الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه...سائرات في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل الدعوة إلى الله عند حافظة الوحيين: حافظة الوحيين تحفظ قول باريها جل في علاه حيث قال{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فصلت وثبت في صدرها قول نبيها عليه الصلاة والسلام(نضّر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه ليس بفقيه) سنن أبي داوود ولم يكن أبداً هذا الشرف حكراً على الرجال, بل لشقائقنا من النساء حظ وافر ونصيب منه تماماً كنصيب الرجل... فخطاب التكليف جاء عاماً لم يفرق بين الرجل والمرأة قال تعالى:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}آل عمران لا يمكن أن نستغني عنك في هذا المجال...أتدرين لماذا؟؟ مهما كثر الدعاة والمصلحون من الرجال إلا أنه تبقى الحاجة ملحة لوجود أخوات فاضلات داعيات إلى الله في الأوساط النسائية...ويرجع ذلك لعدة أسباب منها: ** أنها تدرك تماماً طبيعة الوسط النسائي وخصوصياته ومشكلاته. ** هي أقدر من الرجل في خوض التفاصيل والإفصاح في ذلك نظراً لتجانس الظروف. ** وكذلك المرأة تتأثر بأقوال أختها وأفعلها أكثر من تأثرها بالرجل لأنها ترى فيها التطابق في القدرات والتحمل إلى نوع ما. ** أيضاً قدرتها على الوصول إلى كافة الشرائح النسائية والحديث معهن بإنبساط تام لعدم وجود الخلوة المحرمة كما هو المحظور بين الرجل والمرأة. ** والمرأة بحكم معاشرتها لمجتمع النساء تستطيع أن تحدد الأولويات التي تحتاجها المرأة في مجال الدعوة. إذاً نحن بحاجة ماسة جداً جداً جداً لوجود داعيات في الأوساط النسائية, فهي خير من يحمل هذا اللواء وأجدر من ينشر الخير في تلكم المجتمعات... فإن غابت شمس تلك الداعية, وأحجمت عن حمل هذا اللواء فهي بلا شك تترك ثغرة خطيرة, يتسلل من خلالها الذين يتربصون بأخواتنا لنشر سمومهم... فإياك أن تتخلي عن دورك... وإياك أن يؤتى الدين من قِبلك.. وتذكري الأثر العظيم الذي تتركينه من بعدك... ثمرات دعوتك إلى الله: هل تعلمين ماذا تجنين من ثمار وما تبقين من آثار إذا كنت داعية إلى الله؟ 1- من الآثار المهمة سد ثغرة من ثغور الإسلام؛ وقطع الطريق على المتربصين به, وإفشال مخططاتهم. 2- تساهمين بشكل فعال في نشر العلم ورفع الجهل...عن كثير من المجتمعات النسائية. 3- مشاركتك في الدعوة تثبت للعالم بأن الإسلام لم يهمل مكانتك ولم يغفل دورك البته. 4- تشعرين بقيمتك كعضو فعال صالح مصلح في أمتك. 5- كما أن قيام المرأة بالدعوة يجعل منها رقيبة على نفسها في قولها وفعلها وحركاتها وسكناتها, فتكونين خير قدوة لأخياتك. وغير ذلك من الآثار العظيمة والثمار الطيبة, التي تجنينها من خلال نشاطك الدعوي. إن لعملك ضوابط حتى لا تجنين الشوك: نعم نحن بحاجة إلى تلكم الداعية الفاضلة...صاحبة الهمة العالية والخير العميم...ولكن لا ينبغي أن يدفعها الحماس أن تقدم المهم على الأهم..وأن تحتج بقول الغاية تبرر الوسيلة...لا بل هناك ضوابط يجب عليها التقيد بها حتى نجني الثمار اليانعة, ونجسد المعاني السامية ونُشيّدها بدلاً من هدمها تحت شعار الدعوة إلى الله...ومن هذه الضوابط: ** تحريم خلوتها بالأجانب، صلى الله عليه وسلم (لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم) البخاري... وفي رواية (إلا كان الشيطان ثالثهما) . ** تحريم سفرها دون محرم حتى وإن كان للدعوة، فقد قال الحبيب صلى الله عليه و سلم (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) البخاري. ** الأصل في الدعوة والتصدر للميادين العامة أنها للرجال، كما كان الحال عليه في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والقرون المفضلة, بل تحاول جاهدة أن تكون دعوتها خاصة بالأوساط النسائية لأن هذا هو مجالها. ** لا تشغلك الدعوة عن واجباتك ومسؤولياتك تجاه بيتك وزوجك وأبنائك فهؤلاء حقهم أعظم...وأنت مسئولة عنهم مسئولية تامة. حقيقة يجب أن تدركيها: أختي الفاضلة, يا داعية إلى الخير والهدى..اعلمي رعاك الله أن ميدان الدعوة إلى الله, ميدان لا يخلوا البتة من الاحتكاك بالناس والتعامل معهم ومخالطتهم إختلاطاً هادفاً, وإلا كيف سيكون النصح لهم إذاً ؟؟!! لذا كان من الضروري على الداعية أن تتقن عدداً من المهارات, لتجعل منها داعية ناجحة محبوبة قريبة من الجميع... والهدف: ترغيب من حولك وجذبهم إلى ما تحملينه من خير ونصح وصلاح.. فإذا وصلتي إلى قلوب من تناصحيهم , تكونين بذلك مهدتِ الطريق وهيأتِ النفوس لتقبلها والعمل بها... وقد وجهنا الله في محكم التنزيل إلى أهمية كسب القلوب والاستفادة منها في مجال النصح فقال:{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف وقال ابن تيمية رحمه الله (المحبة والإرادة أصل كل دين ، صالحاً كان أو فاسداً [ لماذا ؟] لأن المحبة هي التي تبعث وتحرك الإرادة ، وهي التي تمضي وتوقع الفعل في الواقع ) ومضات على بعض المهارات: لاشك أن المهارات وفنون التعامل التي تحتاجها الداعية كثيرة جداً, والمجال فيها واسعاً.. ولعلنا نلقي الضوء هنا على أهم المهارات التي تقربك من قلوب الناس, وتزيل الحواجز فيما بينكِ وبينهم...لتستقر النصيحة في سويداء قلوبهم... ● سحر الابتسامة: هي أسرع طريق في امتلاك القلوب, لها تأثير عجيب..فهي تشعر من حولك بالطمأنينة والأنس, وهي أول خطوة في تآلف الأرواح... فضلاً عن ذلك فهي عبادة وقربة..قال صلى الله عيه وسلم ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) الترمذي. ● المبادرة بالسلام: فقابلي أخواتك بوجه يتهلل سعادة وبشاشة, ثم بادري بمد يدك مصافحة لهنّ, تُلقين عليهن أعظم تحية وهي تحية أهل الجنة.." السلام عليكم ورحمة الله " لتزيلي بذلك كثيراً جداً من الحواجز فيما بينك وبينهن..وقد قال صلى الله عليه وسلم (تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) ● إظهار الاهتمام بمن أمامك: من طبيعة البشر أنهم يميلون إلى من يهتم بهم, ويحترم وجودهم, ويقدر شخصياتهم...ولعلك تلمسين هذا الشيء في نفسك وفيمن يتعامل معك.. ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة, فقد أخبر أنس رضي الله عنه عن جانب من شمائل نبينا عليه الصلاة والسلام فقال(وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه أذنه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه وما تناول أحد بيده إلا ناوله إياها فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه) فحاولي إشعار أخواتك بأهميتهن لديك, استشيريهن في بعض الأمور, ولا تحطمي آرائهن, رويداً بهن حتى تتركي إنطباعاً طيباً في نفوسهن تجاهك. ● إحسان الظن بأخواتك: إن إساءة الظن بمن حولك, وتفسير ما يصدر عنهن وحمله على أسوء الاحتمالات, هذا من شأنه أن يسبب الفجوة, ويزيد الحواجز بينك وبينهنّ.. بل عليك إحسان الظن بهنّ, وأن تنظري إليهن بعين الرحمة والشفقة, والتمسي الأعذار لهن..فهذا من صفات المؤمنين يقول العالم الجليل ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ). فإن جاهدتِ في ذلك, وجدتِ في قلبك إنشراحاً, وإقبالاً عليهنّ...وحتماً سيبادلنكِ نفس الشعور.. ● البسي جلباب التواضع: إن التكبر والعلو صفة تنفر الناس من صاحبتها, ويتجنبون مخالطتها والاحتكاك بها..لأنهم لا يرون سوى الازدراء والسخرية والاستحقار منها.. أما المتواضعة, لينة الجانب, خافضة الجناح, الكل يرغب مصاحبتها والتقرب إليها...لأنهم يرتاحون في تعاملهم معها...إذ لا علو ولا ازدراء.. فاحذري أن تنظري لأخواتك بنظرة العلو وأنك الأفضل منهن,وألبسي جلباب التواضع الذي أُمر به نبيك عليه الصلاة والسلام وهو صاحب الخلق العظيم فقال الله له{ واخفض جناحك للمؤمنين} الحجر... وفي آية أخرى{ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}الشعراء ● املئي قلبك بالرحمة: فالدعوة تحتاج منكِ أن تكوني ذات قلب كبير يسع الجميع, ويفيض عليهم محبة ورحمة...لأن الأصل أن رحمتك بهم هي الدافع لمناصحتهم وبذل الخير لهم... فإذا لم تجد أخياتك منك سوى الجفاف والغلظة, وشدة الغضب وسرعة الإنفعال..حتماً سينفرن منك ولن يتقبلن أي نصح وتوجيه منك..واسمعي ماذا قال الله عز وجل لنبينا عليه أفضل الصلاة والسلام{ فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} آل عمران فهذا يدلك على أهمية التخلق بالرحمة في كسب قلوب الناس. كانت هذه ومضات عاجلة لأهم المهارات...فما لا يدرك كله لا يترك جله... وفي الختام أختي الفاضلة: فلنحرص على إحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولنضرب بسهامنا مع من ساهموا في مجال الدعوة, ولنسارع لنحلق بركاب الدعاة والمصلحين. واعلمي أن الأيام تمضي والعمر ينقضي, ودقائقنا بل ثوانينا وحتى أنفسنا محسوبة علينا, فإما أن تسمو بنا نحو زيادة الخير ولإيمان, أو تهوي بنا في وحل الآثام والعصيان. |
06-05-11, 03:47 PM | #12 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
الحذر من غيبة القلوب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.. نبتدئ بالحمد لله إذ جعلنا من خير أمة أخرجت للناس, أمة يرى المتأمل في شريعتها سمو المقاصد, وتحقيق السعادة للبشرية جمعاء.. إن الحرص على توطيد العلاقة بين المسلمين, والحرص على سلامة قلوبهم تجاه بعضهم هو من مقاصد شريعتنا الغراء, وهكذا تجدين القرآن يؤكد على مبدأ الأخوة في الدين, وعظم حقها قال تعالى{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات. فالأصل أن تكون علاقتنا راسخة ثابتة كالجسد الواحد, وقلوبنا محملة بالمحبة, والتراحم, والألفة, والتعاون فيما بيننا, والبعد كل البعد عما يقدح في هذه الأخوة, ويزعزع ثوابتها قال صلى الله عليه وسلم(مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) البخاري ومسلم ألا وإن من أخطر ما يفتك أواصر هذه الأخوة والمحبة بين أبناء الدين الواحد... سوء الظن المهلك الذي يحمله الأخ على أخيه, لينتزع الثقة وتدب الفرقة في جسد الأمة. الظن عند حافظة الوحيين: أيتها الكريمة أنتِ تحفظين قول ربك جلّ جلاله{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}الحجرات وتحفظين قول نبيك عليه الصلاة والسلام إذ يقول محذراً(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث..) رواه البخاري ومسلم فهيا بورك فيك...لنقف سوياً عند هذين النصين, ونتأمل حال قلوبنا ونفتش عن سلامة صدورنا من مرض سوء الظن بإخواننا.. ماذا نقصد بسوء الظن؟ هو اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمِلُ الأمرين معاً. وقيل سوء الظن هو: الاتهام بغير دليل أو كما قال البعض: هو غيبة القلب، يُحَدث نفسه عن أخيه بما ليس فيه. أقسام سوء الظن: قسم العلماء سوء الظن إلى قسمين: ● سوء الظن بالله : وهو أشنع ما يقع في قلبك أن تسئ الظن بربك وخالقك قال تعالى: { يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ } آل عمران وقال تعالى { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} الفتح ومن ذلك أن تظني بأن الله لا ينصر دينه وأن الدين مهزوم أو تظني بأن ذنوبك وصلت لدرجة لا تجدي معها توبة ولا تسعها رحمة فتقعي في اليأس والقنوط, أو تسيء الظن في حكمة ربك وعدله في عطائه ومنعه, فتعتقدي أنكِ مبخوسة الحظ وأنك تستحقين فوق ما أعطاك الله.. ● القسم الثاني وهو سوء الظن بغيرك من المسلمين: وهذا لا يجوز، وذلك أن من حكم بِشرّ على غيره بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره وعدم القيام بحقوقه والتواني في إكرامه وإطالة اللسان في عرضه وكل هذه مهلكات .. وكل من رأيته سيء الظن بالناس طالباً لإظهار معايبهم فاعلمي أن ذلك لخبث باطنه وسوء طويته , فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه , والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه . أضرار سوء الظن: لسوء الظن آثار سيئة وعواقب وخيمة فنذكر شيئاً من مساوئه ليتضح لنا مدى شناعة هذا الخلق السيئ: *** إن حامل هذه الصفة هو يحمل صفة من صفات المنافقين إذ قال الله تعالى فيهم{ بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا ، وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا} الفتح ويقول تعالى{ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} *** يوغر الصدور بين الأخوة ويملؤها غلاً وحقداً. *** سوء الظن إذا تمكن من النفس دفعها للتجسس, وتتبع العورات والعثرات. ***يجعل صاحبه أسير نفسه ووساوسها, قلق دائماً وذو فكر منشغل. *** يُفقد صاحبه الثقة بنفسه وبمن حوله, فيصبح منبوذاً لا صاحب له. *** هو آفة تفتك بروابط الأخوة بين المسلمين فتنقض عراها فيصيب الأمة الوهن آنذاك وتصبح لقمة سائغة في متناول أعدائها. لماذا نقع في سوء الظن؟ هناك عدة أسباب تؤدي بالواحد منا أن يسلك هذا السبيل الخطير ومن ذلك: 1- ضعف الإيمان في القلب, إذ يكون مستسلماً لما يلقيه الشيطان في نفسه من أوهام وتصورات بهدف القطيعة بين المسلمين. 2- التواجد في بيئة يكثر فيها الشك والظنون السيئة. 3- خبث النفس وفسادها تجعله ينظر للناس بنفس المنظار. 4- امتلاء النفس بالعجب والكبر مما يدفعه لتزكية نفسه واتهام غيره قال أحد الصالحين" ويلكم عبيد السوء ترون القذى في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم" 5- عدم وزن الأمور بميزانها الصحيح وتعميم خطأ شخص ما على كل من حوله. هل أستطيع التخلص من هذه الآفة؟ نعم أختي المباركة..سأذكر لك عدة أمور من خلالها بإذن الله تعالجين ما يقع في نفسكِ من إساءة الظن: 1- أليست القلوب بيد الرحمن؟؟ إذاً توجهي بصدق إلى ربك جل في علاه وانطرحي على أعتابه وسليه أن يرزقكِ قلباً سليماً ونفساً مطمئنة. 2- استعرضي خطر هذا المرض وأضراره..وكيف أن ربك نهاكِ عنه وحذرك منه. 3- حاوري نفسكِ وحدثيها ملياً وضعيها مكان الشخص الذي أسأتِ الظن فيه, هل ترين أن هذا الفعل يصدر منك؟؟ فسيدفعك هذا لإحسان الظن به وتأملي قول الله عز وجل في حادثة الأفك { لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} وهذا هو الأصل في تعاملنا مع أخواننا. 4- أغلقي على الشيطان كل مدخل, وابدئي بتذكر محاسن من أسأتِ الظن فيه, وما يحمله من صفات الخير والصلاح, فإن هذا يغيظ الشيطان. 5- تجنبي الدخول في النيات والحكم عليها, فإنه لا يعلم مكنون الفؤاد إلا الله عز وجل. 6- قبل أن تصدري الحكم على من أسأت الظن به, التمسي له العذر تلو العذر, فلربما كان حقيقة عمله بعيداً كل البعد عما ظهر لك وبدا وتأملي هذا الموقف لنبيك عليه الصلاة والسلام إذ جاءت إليه جاءت صفية رضي الله عنها وهو معتكف في المسجد فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يوصلها، فمر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله وانصرفا مسرعين فناداهما، فقال لهما: على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي. فقالا: وهل نظن بك إلا خيرا يا رسول الله؟ قال( إن الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم، وخشيت أن يقذف في قلوبكما شرا) 7- لا تقدمي سوء الظن مادام أن هناك مساحة للإحسان وحمل الأمور على الخير وتلمس الأعذار وهكذا كان دأب سلفك الصالح رضي الله عنهم, قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً". 8- تذكري أن لحسن الظن حلاوة ولذة, فلا تستبدليها بمرارة الأسى وسوء الظن بمن حولك. ثمرات حسن الظن: *** به تنعم النفس بالسكينة والطمأنينة والسلامة من دوافع القلق والريبة. *** استقرار النفس يدفعها إلى مزيد من التقدم والنجاح. *** يزيد من ثقتك بنفسك وبمن حولك. *** تجدين إندفاعاً نحو أخياتك وصويحباتك فتنعمين بإخوة صادقة. *** وهو بذلك يقوي الروابط الأخوية ويزيدها فينعكس بذلك على قوة الأمة وتماسكها.. ختاماً: ما أجمل أن ننقي صدورنا من شوائب البغضاء والتنافر.. لننعم أولاً بطاعة الله عز وجل, ثم بالسعادة التي ارتضاها لنا ربنا تبارك وتقدس من خلال هذه التعاليم السمحة والتي تعجز والله قوانين البشر جمعاء أن تأتي بعشر معشارها. |
06-05-11, 06:36 PM | #13 |
~نشيطة~
|
بارك الله فيك غاليتي أم حاتم
أحسنت أحسن الله إليك والله نحن في حاجة ماسة لمثل هذه النصائح الغالية جعلها الله في موازن حسناتك ورزقك الفردوس الأعلى اللهمإجعلنا ممن يسمع القول و يتبع أحسنه |
06-05-11, 06:54 PM | #14 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
20-02-2011
العمر: 44
المشاركات: 45
|
بارك الله فيك أخية
|
07-05-11, 01:01 PM | #15 | |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
اقتباس:
بارك الله فيك غاليتي أم جويرية أسعدني مرورع على متصفحي المتواضع أسعدك المولى في الدنيا والآخرة ... |
|
07-05-11, 01:03 PM | #16 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
|
07-05-11, 01:15 PM | #17 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
ليست جلبابك أيتها الحافظة
( السخرية ) الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين...والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين... لقد كرم الله ابن آدم وفضله على سائر خلقه إذ قال:{ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}الإسراء والإسلام حرص على الاهتمام بالإنسان, وشرع حدوداً وواجبات تكفل حقوقه وتحترم إنسانيته, وجعل أساس المفاضلة بين الناس قائم على التقوى... فلا الشكل ولا اللون ولا العرق تعلي من مكانة المرء أو تحط من قدره, قال تعالى :{ إن أكرمكم عند الله أتقاكم } الحجرات ولكن هذا المعنى العظيم الذي جاءت به شريعتنا الغراء, غاب عن أعين الكثير من أبنائها مع الأسف الشديد, فأصبحنا نوهن أمتنا وننخر في جسدها, بأمراض تكاد تفتك بها, وتتشتت اجتماعها...أمراض وآفات تقطع أوصال المحبة والإخاء, وتوغر الصدور وتورث البغضاء... ومن هذه الآفات آفة السخرية والاستهزاء, والنظر بعين الكبر والاستعلاء... إنه بالفعل خُلق سيء ذميم, جدير بمن حملت خير الكلام في قلبها أن تطهره من أدران هذه المهلكات, لتسمو بعلمها الطاهر وتصبح كنبيها وقدوتها عليه الصلاة والسلام قرآناً يمشي على الأرض وليست مجرد حافظة مرددة دون تطبيق وعمل... مالذي يحذر حافظة الوحيين من السخرية؟ يحذرها آية تحفظها من كتاب باريها عز وجل إذ يقول متوجهاً بالخطاب لها بعد مخاطبة الرجال حيث قال{ياأيُّها الَّذين آمنوا لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يَكُنَّ خيراً منهنَّ ولا تَلْمِزوا أنفُسَكُم ولا تنابَزوا بالألقابِ بئْسَ الاسْمُ الفسوقُ بعد الإيمانِ ومن لم يتُبْ فأولئك همُ الظَّالمون} الحجرات ويحذرها وصية نبيها عليه الصلاة والسلام إذ قال فداه نفسي وما أملك(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره,التقوى ههنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات, بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم,كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه) رواه مسلم فهيا أيتها الفاضلة, يا حافظة الوحيين...لنكن كسلفنا الصالح وقّافين عند آيات الله وحدوده, نربي أنفسنا ونجاهدها على ما يحب ربنا ويرضى...فالفلاح كل الفلاح بتطبيق ما جاء في هذين النبعين الصافيين[ كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام]وما ضعفت أمتنا وهزت أركانها إلا بابتعادها عنهما... ماذا نعني بالسخرية؟ هي الاستهانة بالناس واستحقار مكانتهم واستصغارهم, والتنبيه على ما فيهم من عيوب ونقائص بقصد إضحاك من حولهم عليهم وتقليلاً من شأنهم. وهي لا تصدر إلا من نفس مريضة خبُثت بداء الكبر والعجب نسأل الله السلامة والعافية. صـــور السـخريــــــــة إن من أصيب بهذا الداء, تجده متصيداً متتبعاً لنقائص إخوانه جاعلاً منها مصدراً لإشباع هوى نفسه وإمتاعها فيما يغضب ربه سبحانه وتعالى ويجرح مشاعر غيره...ومن صور هذا الازدراء: * السخرية بلقب أخيتك, ونعتها وندائها بصفة أو لقب أو اسم تكرهه بقصد جعلها مثاراً للسخرية والضحك. * السخرية من خلقة أخيتك الجسدية, ولونها وشكلها, وهذا فيه اعتراض على الخالق سبحانه إذ هو من خلقها بهذه الصورة لحكمة تخفى علينا, وهذا خطر لا يشعر به المستهزئ والعياذ بالله. * السخرية من الوضع المادي المتدني لأخيتك وطبقتها الإجتماعية وازدرائها لهذا السبب. * السخرية بطريقة كلام أخيتك وتنبيه من حولها على ملاحظة بعض اللوازم الفطرية التي تصاحبها أثناء حديثها نحو تكرار كلمة معينة أو إصدار حركة تلقائية, بقصد إضحاكهم عليها. * السخرية من مستوى تفكير أخيتك وبساطة عقليتها, ونعتها دائماً بالغباء والسذاجة. * السخرية من مصاب أخيتك, بأن تكون مريضة أو تأخر بها الزواج أو حرمت من الولد... * والأشنع من ذلك كله السخرية من أهل الصلاح, فيُسخر من طريقة تسترها واحتشامها, وهيئتها وأفعالها والذي يعتبر انتقاصاً للدين الذي تسير على تعاليمه. وما إلى ذلك من الصور التي توضح شناعة هذا الفعل وسوء النفس التي تحمل هذه الطوية... دوافــــع الســخريــــة مالذي يدفع الشخص بأن ينال من أخوته ويحقرهم, ويؤذي مشاعرهم؟؟؟ بلا شك هناك عدد من الأسباب دفعت به إلى هذا الأمر نذكر منها: 1- التكبر على الناس والنظر إليهم بعين الفوقية والاستعلاء. 2- الحقد والغيرة ما يجعله يبادر بإطفاء نيرانها عن طريق انتقاص أخيه والسخرية منه. 3- الشعور بالنقص فيحاول تغليفها بانتقاص الآخرين. 4- النشأة في بيئة فاسدة يكثر فيها السخرية والاستهزاء, فتجد الطفل منذ نشأته لا ينادى إلا بأسماء وألقاب قبيحة فينشأ على ذلك. 5- أصحاب السوء والذين يشجعونه على تقليد الآخرين والسخرية منهم واتخاذ ذلك تسلية وترفيهاً. 6- قد تكون سخريته ردة فعل لما يواجهه فقد يكون هذا الشخص محطاً للسخرية من الآخرين فيسخر من الجميع. آثار السخرية المدمرة إن النتائج التي يخلفها هذا العمل كثيرة، ووخيمة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه، ولكن نذكر أهمها على سبيل المثال لا الحصر : 1- تورث البغضاء وتوغر الصدور بين الأخوة. 2- تفجر الأحقاد وتهيج الضغينة والكراهية. 3- تقطع أواصر الإخاء والألفة فيضحي المجتمع متمزقاً متفككاً. 4- تسلب الشخص المستهزأ منه الثقة بنفسه وتورثه شخصية مهزوزة. 5- أنها تدخل الساخر في الفسوق والعياذ بالله ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} 6- أن من لم يتب منها فإنه معرض لعقاب الله كما قال تعالى{ ويل لكل همزة لمزة} الهمزة 7- أن من لم يتب منها فهو ظالم لنفسه مستحق للعقوبة لقوله تعالى بعد التحذير منها{ ومن لم يتُبْ فأولئك همُ الظَّالمون} الحجرات. كيف الخلاص من هذه الآفة؟ يجب على كل منا أن يفتش عن مكامن الخلل في نفسه ويجاهد في سبيل التخلص منها, وقهر النفس على أن تكون بحالٍ يحبها الله ويرتضيها لعباده المؤمنين... فمن ابتلي بهذه الآفة فلعلنا أن نذكر بعض الوسائل التي تعينه بعد الله على الخلاص منها: 1- صدق التوجه إلى الله وسؤاله والإلحاح عليه بأن ينقي قلبك ويطهره ويجعلك من أهل القلوب السليمة. 2- استعرضي الآثار السيئة لآفة السخرية, وكيف أنها تدمر العلاقات الأخوية....فهل ترغبي أن تكوني أحد المسببات في فرقة الأمة وتشتتها؟؟؟ 3- تذكري أن هذه الصفة الشنيعة تورثك غضب الله وسخطه. 4- تذكري حسناتك وكيف تعبتِ وحرصتِ على نيلها ثم بعد ذلك تذهب هدية لأولئك الأشخاص الذين سخرتِ منهم وانتقصتِ كرامتهم,في وقت ستكونين فيه بأمس الحاجة للتخفف من الأوزار...فالحذر الحذر. 5- إن جمحت بك نفسك وأردت السخرية بأخية لك فتذكري أن الذي ابتلاها قادر على أن يعافيها مما أصابها ويبتليك قال صلى الله عليه وسلم(لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) سنن الترمذي 6- حفظ اللسان وإلجامه بلجام التقوى والتمسك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) البخاري 7- تذكري أنه من دواعي الإيمان أن تحبي لأخياتك ما تحبيه لنفسك قال صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) البخاري, فكما لا تحبين أن يُسخر منك ويُنتقص من قدرك يجب عليك أن تحبي ذلك لأخواتك وإخوانك المسلمين. 8- الاشتغال بعيوب النفس وإصلاحها. ختاماً: ما أجمل أن تصفو أنفسنا لإخواننا, ومخاطبتهم بالكلام الطيب الحسن.. ما أجمل الاحترام والتقدير بين الأخوة, لا تجريح...لا شحناء...لا بغضاء وتنافر.. فلنكن كما وصانا الرحمة المهداة صلوات ربي وسلامه عليه..( لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا) البخاري |
07-05-11, 01:27 PM | #18 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
لحوم لا تأكلها الحافظة ( الغيبة ) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين... من نعم الله العظيمة على عباده, نعمة قليلٌ ما تفكرنا بها, وكثير ما تساهلنا بها.. إنها نعمة البيان والإفصاح عما في النفس قال تعالى{الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} الرحمن. وأداة هذا البيان هو ذاك العضو الصغير في حجمه..العظيم في طاعته وجرمه..إنه اللسان..رحب الميدان فمن أرخى له العنان, يخوض به كل مجال, بلا تورع ولا حذر...سلك به الشيطان مسالك تورده المهالك فعندما سأل معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا( وهل نحن مؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله، أجابه فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) الترمذي ألا وإن من أخطر آفاته, الغيبة وما أدراك ما لغيبة؟؟؟ داء استشرى في اجتماعاتنا, أصبح فاكهة المجالس وزينتها, لا يستأنس المتحدث إلا به, ولا يجد لذة لحديثه إلا إذا خاض فيه...تجد الواحد منا متورعاً عن الظلم وأكل مال الحرام ولكن لسانه يلوك بأعراض إخوانه مستحلاً حرمتهم..قال ابن القيم رحمه الله: "وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يغري في الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول" فحري بتلك الحافظة المباركة أن يحملها عقلها ويدفعها إيمانها إلى الاعتناء بهذه الجارحة, والحذر كل الحذر من أكل لحوم البشر... مالذي يحذر حافظة الوحيين من الغيبة؟ يحذرها نداء الرحمن لأهل الإيمان الذي تحفظه في قلبها وتحفظ به جوارحها قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات ويحذرها حديث نبيها وقدوتها عليه الصلاة والسلام إذ قال(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) أبي داوود نصوص حقٌ علينا أن نقف عند عظيم ما اشتملت عليه من زجر وتحذير... فهيا أيتها الحافظة لننطلق متزودين من هذين النبعين الصافيين, نصلح بها قولبنا ونعالج آفات تكاد تهلكنا.... ماذا نعني بالغيبة؟ لقد بين معنى الغيبة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله(أتدرون ما الغيبة قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد إغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته) مسلم فقد يظن البعض أنك إن ذكرت أخاك بما يكره من صفات فيه دون زيادة أو نقص ودون أن تفتري...أن ذاك ليس بغيبة وهذا خطأ مخالف لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الحسن البصري، ذِكْر الغير على ثلاثة أنواع: 1- الغيبة: وهي أنْ تقول في أخيك ما هو فيه 2- البهتان: أن تقول ما ليس فيه. 3- الإفك: أن تقول فيه ما بلغك عنه. والغيبة قد تكون باللِّسان، وقدْ تكون بالإشارة، وقد تكون بالمُحاكاة والتقليد، بل قد تكون بالقلب وانعقاده على العَيْب وهو سوء الظن كما تحدثنا عنه في موضوع سابق.. مالذي يدفع الناس للوقوع فيها؟ هناك دوافع وأسباب عديدة تدفع الإنسان إلى الغيبة نذكر منها: 1- من أكثر الدوافع للغيبة الحسد المستوطن في القلب, فيندفع تجاه من بلغ مكانة وشأناً فيقدح فيه ويتحرى سقطاته وهفواته ويذيعها لينفر الناس منه. 2- إطفاء جمرة الغضب وحرارة الغيظ من أخيه بذكر مساوئه. 3- طلب الرفعة والاستعلاء على إخوانه والوصول إليها من خلال انتقاصهم وغيبتهم. 4- أخذها من باب التسلية والترفيه بتقليد إخوانه ومحاكاتهم فيما يكرهون لإضحاك من حوله. 5- قد يدفع بعضهم للغيبة التقرب من رئيسه في العمل أو من أشخاص يجد في الغيبة بإخوانه عندهم نفعاً وفائدة زينها له الشيطان. 6- مجاملة جلسائه وأصحابه فيخوض معهم في غيبة أخيه حتى لا يعاكس التيار ومن ثم لا يجد قبولاً له بينهم!!! حالات تباح الغيبة فيها: لا تباح الغيبة ولا تجوز إلا لغرض شرعي صحيح لا يمكن الوصول إليه إلا بالغيبة، من ذلك: * التظلم, فيشكوا لمن يَظنُّ أن له قدرة على إزالة ظلمه. * الاستفتاء، كقولك للمُفتي: ظلمني فلانٌ فكيف السبيل للحل دون التصريح بإسمه إلا إذا لزم الأمر. * عند تغيير منكر مجاهر فيه. * عند تحذير المسلمين ونصحهم من أصحاب الشر الذين يضرون غيرهم, كمن يشاور غيره في أمور الزواج أو المشاركة في مشروع أو المجاورة في المسكن, فيجب التوضيح له. * التعريف بالإنسان إن كان معروفاً بلقب معين كالأعوج والأعمى، ولكن لا يحل إطلاقه على وجه التحقير والتنقيص. ضوابط هذه الحالات: أن هذه الأمور التي تبيح لك الغيبة ينبغي أن تضبطها بعدة أمور ضرورية... 1- الإخلاص لله تعالى في النية، فلا تتخذ هذه الحالات منفذاً للتشفي وانتقاص أخوتك. 2- الحرص على إبهام الأشخاص وعدم التصريح بهم إلا في درجات الحاجة القصوى. 3- أن تتأكد بأن هذه الغيبة ستحقق مصلحة شرعية. أضــرار الغيبـــة: 1- تحبط الأعمال وتأكل الحسـنات. 2- أنها من الربا قال صلى الله عليه وسلم (إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) أبي داوود 3- من لم يتب منها فهو معرض لعقوبة الله وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء(لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم) أبي داوود 4- إن أصحابها يأكلون الجيف في النار فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه وسلم نظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف قال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس) أحمد 5- أنها من الأسباب الموصلة للنار والعياذ بالله فلقد ذكرت امرأةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة صلاحها وصومها ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال(هي في النار) الترغيب والترهيب 6- أنها من أشد ما يفتك بأواصر المحبة والإخاء بين المسلمين. 7- تنبت جذور الشر والفساد في المجتمع المسلم. كيف الخلاص منها؟ 1- تذكري آثارها السيئة الدنيوية والأخروية. 2- الإنشغال بعيوب النفس وإصلاحها. 3- تذكري أنها تبدد حسناتك وتذهبها سدى. 4- إلجام اللسان بالتقوى وطول الصمت قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صمت نجا) الترمذي 5- ترطيب اللسان دوما بذكر الله وشغله بالنافع من القول, قال ابن المبارك: وإذا هممت بالنطق بالباطل... فاجعل مكانه تسبيحا. 6- عدم مجاملة الناس في الخوض بأعراض الناس,واحرصي على الذب عنهم فقد قال صلى الله عليه وسلم(من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) الترمذي. فإن لم تستطيعي فلا أقل من أن تفارقي المجلس. 7- ضعي هذه الآية نصب عينيك دائماً{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ق ختاماً: لنحرص جميعاً على حفظ ألسنتنا عن إخواننا, فنحن كالجسد الواحد ونستشعر دائماً أن ما يضر إخواني هو يضرني وما يسرهم يسرني... لنحرص على كل كلمة نتفوه بها من تصيب ؟؟ وهل تأتي بخير ؟؟ لو لم نتفوه بها هل نخسر شيئاً ؟؟ وماذا سينتج عنها؟؟ أسال الله بمنه وكرمه أن يجعل قلوبنا خزائن توحيده...وألسنتنا مفاتيح تمجيده...وجوارحنا خدم طاعته... |
10-05-11, 03:46 PM | #19 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
إنها الحالقة فاحذريها
( الحقد والغل ) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين... من سنن الله الماضية في هذا الكون, سنة التفاضل والتفاوت بين العباد... فتجد التفاوت في المال والرزق, والتفاوت في العقل والعلم, والتفاوت في الجمال والمكانة...وما إلى ذلك, فالتفضيل واسع وشامل لجوانب الحياة. بل حتى إن التفضيل وقع بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال تعالى{ ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض}الإسراء كما قال تعالى{ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات} البقرة ومرد ذلك لحكمة يقتضيها الباري عز وجل, تقصر عقول العباد عن تعقلها والاطلاع على حقيقة أسبابها. وحينما جهلنا بحقيقة هذه السنة الكونية, والحكمة الربانية...تجد القلوب أعياها داء خطير...يفتك بحامله أشد الفتك, ويورثه ضيقاً ونكداً... إنه الحقد وامتلاء القلب بالضغينة... خلق ذميم...ومرض مهلك من أمراض القلوب...والأشد خطراً أن يكون هذا الداء مستوطن في قلوب تسير في أكرم طريق...طريق طلب العلم وحفظ الوحيين الشريفين.. مالذي يبعد حافظة الوحيين عن الحقد والغل؟ يبعدها عن ذلك ما تحفظه من ثناء ربها عز وجل على من صفت نفوسهم وحرصوا على نقائها فقال فيهم{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر. ويحذرها قول نبيها عليه الصلاة والسلام(دب إليكم داء الأمم قبلكم, الحسد والبغضاء, هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين) صحيح الترمذي. فهيا أيتها المباركات, لنقف هاهنا ونحاسب أنفسنا... وكيف هي قلوبنا تجاه أخواننا؟؟ هل تمتلئ محبة ورحمة أم على العكس؟؟ ماذا نعني بالحقد؟ قال ابن منظور .. الحقد إمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها. إذاً هو أن تضمري تلك العداوة في نفسك لعجزك عن الانتقام والانتصار في تلك اللحظة, وتبقى تلك الجمرة مستقرة تنتظرين فرصة لإشفاء الغل وإطفاء تلك النيران المستعرة. وهناك ألفاظ مرادفة للحقد وهي: 1- الضغينة : إذا فسرت كما سبق بأنها الحقد الشديد أو الحقد المصحوب بالعداوة. 2- النقمة : وهي الكراهية التي تصل إلى حد السخط . 3- الغِل : قال القرطبي .. هو الحقد الكامن في الصدر. أضــرار الحـقــــــد 1- يجعل صاحبه في هم طويل وغم لا ينقطع. 2- يقطع أواصر المحبة بين المسلمين ويفضي إلى العداوة والشرور. 3- يدفع صاحبه لحسد أخيه وهو تمني زوال تلك النعم عنه, والسرور إذا حل بأخيه المصاب. 4- أنه يسبب المقاطعة والهجر بين الأخوة. 5- قد يدفعك إلى الاستطالة في عرض أخيك وسبه والسخرية منه. 6- يمنعك من أعطاء أخيك حقه من قضاء دين أو صلة رحم أو رد مظلمة. 7- الشحناء والبغضاء تحول بين العبد وبين مغفرة الله له، والعياذ بالله .. قال عليه الصلاة والسلام (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا) مسلم هذا كله من شؤم الحقد وما يؤدي إليه الحقد أسباب ودوافع الحقد: هناك عدة أمور ودوافع تورث الحقد في القلوب... منها : * الشيطان ونفخه للتحريش بين المسلمين, فيهول صغائر الأمور ويقذف وساوسه في الصدور لينزغ بين الأخوة فقد قال الله سبحانه{وَقُل لعبادي يَقُولُواْ ٱلَّتِى هي أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً} الإسراء * الغضب, وغليان الدم في النفس يدفعها لكل مذموم فالبعد عنه هو وصية نبينا عليه الصلاة والسلام إذ قال للرجل الذي طلب أن يوصيه(لا تغضب... فرددها مراراً) البخاري. * من الأسباب كذلك الوشاية ونقل الكلام بين الناس بغرض الإفساد, وهي ما يسمى بالنميمة...فهي من أشد الأمور فتكاً بأواصر الإخاء وتوليد البغضاء. * التنافس المذموم على الدنيا ومتاعها الغرور,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا فُتحت عليكم فارس والروم أيّ قوم أنتم؟ قال عبدالرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أو غيرُ ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون ..) رواه مسلم. * كثرة المزاح يوغر الصدور ويجر إلى القبيح, والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثر أفسد وأهلك. * الجدال والتعصب للرأي وتسفيه الرأي المخالف بغير وجه حق. وغير ذلك من الأسباب... عـــلاج الحـقـــد: إن سلامة الصدر من هذه الآفات تحتاج إلى مجاهدة وصبر, وسنذكر عدداً من الأمور تعينك بعد الله على تحقيق ذلك...منها: 1- إخلاص النية لله عز وجل, وابتغاء مرضاته في كل ما تأتي وتذر,فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ثلاث لا يغلّ عليهن قلب مسلم: إخلاصُ العمل، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم) رواه الترمذي قال ابن القيم رحمه الله:" أي لا يبقى في القلب غل ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة، بل تنفي عنه غله، وتنقيه منه، وتخرجه منه" أ.هـ 2- التوجه إلى الله بالدعاء أن يطهر قلبك من هذه الآفات, ولقد كان من دعاء نبيك صلى الله عليه وسلم قوله(اللهم... واهد قلبي ، و سدد لساني ، و اسلل سخيمة قلبي) والسخيمة هي: الحقد والضغينة. 3- الرضا واطمئنان القلب بما كتب الله له أو عليه, قال ابن القيم رحمه الله في الرضا:" إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقياً من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا" أ.هـ 4- إفشاء السلام والمصافحة, قال صلى الله عليه وسلم( والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم) مسلم. وعن عمر بن عبد العزيز أنه قال: تصافحوا، فإنه يذهب الشحناء . 5- الهدية, قال صلى الله عليه وسلم( تهادوا تحابوا) صحيح الجامع 6- حسن الظن بإخوانك المسلمين, وإلتماس الأعذار لهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا, فالمؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم. 7- صيام ثلاثة أيام من كل شهر, فقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه( أفلا أخبركم بما يذهب وحر الصدر, قالوا : بلى ! قال : صيام ثلاثة أيام من كل شهر) صحيح النسائي. وحر الصدر: أي غله وغشه وحقده. 8- قراءة القرآن وتدبره, فهو الشفاء لما في الصدور كما قال تعالى{ يَاأيُها النّاسُ قَد جَآءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِكُم وَشِفَآءٌ لِمَا فىِ الصُدُورِ} يونس ختاماً: لنبادر الآن الآن, ونزيل ما بيننا من عداوات وشحناء... فنحن أخوة ألف الله بيننا...فلم صدورنا تمتلئ على بعضنا ونفرح أعداء أمتنا بهذا الشتات؟؟؟ من منا لم يخطئ ولم تزل به القدم؟؟ لكن العفو والصفح والتسامح وإقالة العثرات هي من أخلاق المؤمنين المقتدين بنبيهم صاحب الخلق العظيم. وما أجمل ما قاله السماك لصديقه حين قال له: موعدنا غداً نتعاتب، فقال له ابن السمَّاك: بل موعدنا غداً نتغافر... نعم هكذا يجب أن يكون الأخوة...قلوب تفيض محبة ورحمة بين بعضهم البعض... نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يطهر قلوبنا, ويسلل سخيمة صدورنا, ويهدينا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال ويصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا هو... |
16-05-11, 06:31 AM | #20 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
30-04-2011
العمر: 38
المشاركات: 4
|
أسأل الله_ تعالى_ أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
بالتوفيق أخيتي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي | مسلمة لله | روضة آداب طلب العلم | 31 | 02-08-16 12:15 PM |
々 القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم 々 | أم الفوارس | روضة القرآن وعلومه | 18 | 29-02-12 02:51 PM |
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به | طـريق الشـروق | روضة القرآن وعلومه | 8 | 22-12-07 03:50 PM |