|
๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-01-08, 10:50 PM | #11 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
::فوائد من الدرس الرابع ::
في قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الشورى: 11] ليس كمثله شيء بمعنى أنه: لا يماثله شيء من مخلوقاته، ولا هو يماثل شيئا من مخلوقاته، لا في الجملة، ولا في التفصيل، لا في العموم، ولا في المفردات، لا يمكن أن يرد التمثيل ومع ذلك هو السميع البصير، ولعل من حكمة الله -عز وجل- حين بدأ بنفي التمثيل قبل الإثبات ليستقر في قلب المسلم وعقله نفي المشابهة أصلا قبل أن يثبت، فالمؤمن إذا استحضر أن الله ليس كمثله شيء ثم وردت إليه أسماء الله، وصفاته، فإنه ثبت في قلبه وعقله في أن الله لا يماثله شيء مطلقا. (2) موقفنا تجاه الكتب المنزلة هذه الكتب المنزلة منها ما سمي وذكر لنا ،ويجب أن نؤمن أنه حق قبل التحريف مثل التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، ونحوها مما وردت به النصوص، هذه الكتب كتب حق، تضمنت حق عقيدة صافيا، وشرائع لكل أمة بحسب ما شرع الله لها من مصالحها، هذه الكتب كانت سليمة ثم دخلها التحريف، والتبديل؛ ولذلك نسخها الله -عز وجل- بالقرآن، نعم، لا تزال هذه الكتب الباقية منها كالتوراة، والإنجيل، لا تزال تشتمل على شيء من الحق، ولذلك لا ترد ردا كليا، وإنما تعرض على ما جاء في كتابنا (القرآن الكريم)، وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما وفق الحق فهو حق، وما لم يوافق الحق فهو باطل مما أدخله المحرفون، وعلى هذا: هذه الكتب نحن نحترمها بأصلها، لكن لما حرفت وبدلت نسخها الله -عز وجل-، وجعل القرآن هو المهيمن، وهو الناسخ لها، والقرآن هو أفضلها، وهو أشملها، وما قبله طرأ عليه التحريف. (3) قال - سبحانه وتعالى - وتعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ هذا نقرره؛ لدفع شبهة ترد في أذهان بعض الناس، وقد يوسوس بها الشيطان على بعض الخلق، وهو هل يمكن أن يكون الله -عز و جل- خلق الشر؟ هذا ناتج عن جهل، فالله -عز وجل- قدر الشر ابتلاء، وفتنة، فهو في حقه حكمة، لأنه يتميز الخير من الشر، والهدى من الضلال، ولا يتميز الصالح من الطالح إلا بالابتلاء بالخير والشر، وأن الله تعالى قدر الخير والشر وخلقهم بإرادته - سبحانه وتعالى - من باب الابتلاء، والفتنة. |
10-01-08, 08:39 PM | #12 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
17-11-2007
المشاركات: 278
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا سجلت جديده معكم وهذه فوائد الدرس الاول بأذن الله الفوائد من الدرس الاول شيخ سؤال الله يحفظك ، ما الطريقة السليمة للتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الزمن يا شيخ أو في هذه الفتن التي تعج فيها البلاد ؟ كأنه يسأل السائل الأول الطريقة السليمة لنشر السنة هذا السؤال مهم أهل السنة والجماعة يجب أن يبذلوا كل وسيلة مشروعة لنشر السنة لا مجرد تكثير الناس وهذا مطلب شرعي فكلما يهتدي الناس على أيدينا فهذا مطلب شرعي لكن لأن الله ما أوجب ذلك أوجب علينا الدعوة إلي الحق والنصح للأمة فمن مقتضى نصيح الأمة أن يسعى أهل السنة والجماعة إلي تحصيل كل وسيلة مشروعة لنصر السنة وكلها تنبني على الأسس التالية : أولا : الدعوة بالقدوة أنا أعتقد أن أهل السنة خاصة الشباب الدعاة المتحمسين ركزوا على وجود القدوة في تعاملهم مع الله عز وجل وتعاملهم مع الخلق وإظهار السنة على سلوكياتهم لكان هذا كافياً عن كثير مما نقوله من محاضرات وندوات ووسائل ، ولذلك نجد أكبر مؤثر في نشر السنة بل وفي نشر الإسلام أيضاً عبر التاريخ هو القدوة ، القدوة بالسنة هذا أمر ، الأمر الآخر ما يمكن أن يكون أو ما نسميه بضرورة تحقيق الاجتماع الذي أمر الله به والاجتماع يأخذ مراحل يعني كثير من أهل السنة يطمح لجمع الأمة وهذا مطمح كبير جيد لكنه ينبغي أن يتدرج بأن يجمع جهود أهل السنة للقيام بالنصيحة لباقي الأمة . وكيف يكون ذلك ؟ بأن تتضافر الجهود لتطبيق السنة بين أهل السنة ثم القدوة ثم وسائل النشر تتكاتف الجهود وتتضافر بالوسائل المتاحة . الأمر الثالث : أن نشر السنة ينبني على النصيحة وأعني بذلك أن يبتعد دعاة السنة مما يقع فيه بعضهم مع الأسف من القسوة والتشهير والعنف في الكلمة وفي التعامل ونأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم الرسول صلي اله عليه وسلم يقول ( ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث أصرح من هذا في هذا الباب يقول : ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف ). __________________ هل من سبب للشيخ بتسمية كتابه مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة ؟ نعم الكتاب الذي ندرسه فعلاً هو مجمل أصول أهل السنة والجماعة لأنه قُصد به القواعد والمسائل الإجمالية وقُصد به الضوابط والمنهجيات ولم يقصد به التفاصيل حتى في الأدلة ليس فيه أدلة كثيرة فمن هنا سُمي مجمل لأن العقيدة فيها إجمال وتفصيل فنستطيع أحيانا أن نقول العقيدة كلها تندرج تحت شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله كل العقيدة نستطيع أن نتوسع ونقول : العقيدة هي أركان الإيمان وأركان الإسلام نستطيع أن نتوسع ونقول أن العقيدة هي كل ثوابت الدين والأحكام القطعية نستطيع أن نقول العقيدة هي كل الدين حتى من سمي بالأحكام مثل حديث السواك داخل في العقيدة كيف ؟ من يجيبني . شيء ثابت من الدين أحسنت ما ثبت به الدليل دخل في العقيدة ولذلك أعود لما قلت قبل قليل العقيدة وصف شامل للدين كله فعلى هذا نقول أنه الأمر يرجع إلي الاصطلاح وإلي المفاهيم الشرعية التي تقتضيها النصوص أو يتفق عليها المتخصصون نهم. جميع الفرق تقول: لا إله إلا الله، فلماذا لا يطلق عليه وصف الإسلام ووصف أهل السنة والجماعة ؟ أما وصف الإسلام، فنعم ، أما وصف السنة والجماعة، فلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ميز بين أتباع السبل، وبين أهل السنة والجماعة، ما هو بنص تاريخي ولا بتحكم العلماء حتى وإن كان العلماء مرجعية، لكن أقول أصلا تقسيم المسلمين إلي أهل السنة، وغير أهل السنة تقسيم شرعي جاءت به النصوص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الافتراق وأنه سيحدث، ونهى عن السبل، وأيضا أمر باتباع السنة والجماعة، فكان أهل السنة والجماعة هم أهل الحق، هم الذين بقوا على السنة، بخلاف أهل الهوى والافتراق. ومع ذلك نرجع إلي أول السؤال، نعم من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله يشهد له بالإسلام، وإذا ارتكب بدعًا، وسلك مسلك أهل البدع والافتراق والأهواء خرج من السنة، ولم يخرج من الإسلام، فهو متوعد ولم يخرج من الإسلام والله أعلم . القبوريون بغير علم -أي خصصوا بغير علم- هل يعدون من أصحاب البدع المكفرة -يا شيخ- ؟ القبور لها أصناف، كثيرًا ما أقول لا أدري؛ لأن هذا يحتاج استقراء، والعبارات الشرعية لازم أن تكون دقيقة، كثير من القبوريين -ويقصد بالقبورين الذين يعملون البدع عند القبور، سواء كانت بدع كفرية شركية مغلظة وغير مغلظة- كثير من القبورين لا يمارسون الشركيات، فكيف نحكم عليهم؟! بعضهم يأتي لمجرد التبرك، وبعضهم يأتي –مثلا- ليهدي ثواب الأعمال الصالحة عند القبر إلى الأموات، ليهدي ثواب قراءة القرآن –بزعمهم- إليهم، وهذه الأمور بدع، لكنها لا تعني أنها مخرجة، فإذن الحكم على القبوريين بمجرد أن يوجد من بعضهم شركيات هذا لا يجوز، فلا بد أن نفصل، وكل يحكم عليه بعمله، ومع ذلك يبقي الحكم العام، ويكون بغير الحكم على الأعيان، وأنا أضرب لكم مثال شاهدناه، وشاهده كثير ممن يسافرون لبعض البلاد التي تُعمل فيها من قبل الجهلة بعض الشركيات، تجد –مثلا- الزوار الذين يزورون بعض القبور التي يطوف بها الناس، الزائر السائح الجاهل يظن أن هذا الطواف مجرد دوران من أجل التفرد والاستطلاع، ما هي ضمن العبادة؛ فيدور معهم، وأنا أذكر أننا مرة دخلنا قبر من باب النصيحة والاستطلاع، يطوف حوله الناس فعكسنا الاتجاه فقال لنا سادن القبر عكس يا حاج ، عكس يا حاج، فهو جاء يفر لا يدري أن هؤلاء يطوفون طواف عبادة وهو شرك، ما نستطيع نحكم عليه، إنسان مثلا تذكر نعمة من نعم الله عز وجل فسجد شكرا عند القبر، ما سجد القبر سجد لله شكرا، أليس هذا محتمل ؟ إذن ما نحكم على العباد حتى نتبين أمرهم . نصيحتكم لأهل السنة الذين انشغلوا بإخوانهم من أهل السنة ؟ الشيخ : نعم الحقيقة هذه الظاهرة ليست غريبة، بمعني أنها هي ضمن الأخطاء والتحاوزات أن يوجد من أهل السنة من أهل الحق من يسيء إلي الحق بأسلوبه المنهجي، أو بتعامله مع الآخرين هذا أمر طبيعي، لكن الأمر غير الطبيعي هو أن يحسب الناس سلوكيات هؤلاء الخاطئة على السنة والجماعة، هم يعلمون أن ما من مبدأ في الدنيا، ولا منهج، ولا ديانة إلا يوجد من بين أتباعها من يخطئ، فهل نحسب أخطاء وتجاوزات أتباع الديانات التي تخالف أصول مناهجهم ودياناتهم نحسبها على الديانات أو المبادئ؟ وكذلك في الإسلام أن تحسب تصرفات بعض المسلمين على الإسلام وعلى المسلمين هذا أيضا خطأ فادح، ويخالف بدهيات التعامل بين البشر، وكذلك بوجه أخص، وهو موطن السؤال ما يحدث من بعض المنتسبين للسنة من قسوة وتعجل -وهم قلة والحمد لله قلة- وما يحدث من بعض الإساءة في التعامل مع الآخرين، هذه تصرفات هم يحاسبون عليها، وتنسب إليهم لا تنسب إلي السنة والجماعة ، إن السنة والجماعة منهج ينبغي أن يكون هو مرتكز التحاكم وهو مرتكز الحكم على أفعالنا وتصرفاتنا، فإذن نقول يجب أن نتقي الله في ما نعمل وما نقول سواء ممن يسيء إلي السنة والجماعة، أو من يحكم علينا من تصرفات بعض أفرادهم، فهذه سنة الله في خلقة فيجب أن نصبر ونتناصح، وأن نبين للناس وجه الحق، وأيضا نخطئ المخطئ منا وإن كان من أهل السنة والجماعة . |
11-01-08, 09:57 PM | #13 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
17-11-2007
المشاركات: 278
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الفوائد من الدرس الثاني أولاً : قواعد وأصول في منهج التلقي والاستدلال : 1) مصدر العقيدة : هو كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وإجماع السلف الصالح . 2) كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجب قبوله والعمل به، وإن كان آحاداً في العقائد وغيرها. أما القاعدة الثانية: أن كل ما صح من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب قبوله والعمل به وإن كان آحاداً في العقائد وغيرها ونعني بذلك أن كل ما ثبت من أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأحواله وتكراراته وسيرته كل ما ثبت فهو الدين فهو المصدر ويجب قبوله والتسليم به، أما التقييد وإن كان آحاداً فهو راجع إلى أن بعض أهل الأهواء والبدع خاصة الذين عولوا على مصادر أخرى غير الكتاب والسنة وجدوا أن مبادئهم وأصولهم التى تقوم على التأويل والتعطيل تتصادم أحياناً مع بعض النصوص، فكان من حيلهم أن زعموا أن كثيراً من النصوص التي تصادم أصولهم أحاديث آحاد. والمقصود بأحاديث الآحاد هي التي يكون في سندها رجل واحد كحديث ( إنما الأعمال بالنيات ) . ومن المعلوم أن هذا التقييد تقييد باطل، لأن الدين جاء على أساس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغ الصحابة وكلهم ثقات، وأنهم بلغوا الدين وقد فضلهم الله يعني رضى عنهم، وبين أنهم عدول، وشهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعدالة بل حمَّلهم أمانة نقل الدين، فمن هنا لابد حتماً أن نأخذ روايتهم، وإن كانت روايتهم آحاد ما دامت صحت عن الثقات، ولذلك نجد أن أغلب الدين كان مروي بالآحاد، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام الحجة على الأمم كلها غالباً بآحاد يعني بأفراد، ولعل من أوضح الشواهد عند المستمعين أن الصحابة - رضي الله عنهم - لما بلغهم عن طريق واحد أن القبلة صرفت من بيت المقدس إلى الكعبة انصرفوا جميعاً مع أن الذي بلغهم واحد، انصرفوا إلى الكعبة فأقرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك إذاً الدين هو ما صح بصرف النظر عن كون الراوي واحد أو أكثر من واحد خاصة إذا كان الراوي في أعلى الإسناد . ( المرجع في فهم الكتاب والسنة : هو النصوص المبينة لها، وفهم السلف الصالح، ومن سار على منهجهم من الأئمة، ولا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية ) . القاعدة الثالثة: ولعلها أهم القواعد في هذا الباب؛ لأنها هي المنهج في تلقي الدين الذي رسمه النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي رسمه الخلفاء الراشدون والذي عليه سلف الأمة وسبيلهم هو سبيل المؤمنين، هو أن المرجع في فهم نصوص القرآن وفهم السنة قولاً أو فعلاً أو تقريراً أو حالاً أو سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي على الدرجات التالية : أولاً : تفسير القرآن بالقرآن ونحن نعلم كما هو نهج السلف في الاستدلال أن كثيراً من آيات القرآن فسرتها آيات أخرى إما بتخصيص وإما ببيان وإما بتفسير وإما بأي نوع من أنواع التفسير والبيان، أو تفسير القرآن بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله أو فعله أو تقريره أو إقراره، ثم تفسير القرآن والسنة بآثار أو بفهوم الصحابة - رضي الله عنهم - لأنهم هم الذين تلقوا الدين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحملوا أمانة البلاغ والذين طبقوا كثيراً من أحكام الإسلام بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - . أما ما وافق الكتاب والسنة فأصله الوحي . ( التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم : ظاهراً، وباطناً، فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشف ولا قول شيخ، ولا إمام، ونحو ذلك ). هذه القاعدة تتعلق بأساس الاعتقاد في قلب المسلم وفى مشاعره وفى جوارحه، وأقصد بذلك أن الدين كله جملة وتفصيلا مبدأه يقوم على التسليم، تسليم القلب والجوارح، إذعان القلب والجوارح، تصديق القلب وظهور ثمار هذا التصديق على سلوكيات الإنسان وأعماله . أولاً في علاقته بربه - عزّ وجلّ - فيجب على المسلم أن يكون في علاقته بربه على كمال التسليم أي التصديق، أي الإذعان والرضا، و المحبة لله - عزّ وجلّ - والخوف والرجاء؛ لأن التسليم لله تعالى لابد أن يبدأ من القلب، ثم تتبين آثاره بالضرورة على الجوارح على اللسان على الأعمال، أعمال في الفرائض، الأعمال في العبادات ، الأعمال في الأخلاق ، الأعمال في التعامل، كل هذه مسائل لابد أن تنطلق من التسليم ولذلك سمي الإسلام. فإذا التسليم هو الاستسلام استسلام القلب ولا شك أنه لابد أن ينبني على استسلام القلب استسلام الجوارح ، ولذلك من يدعي أنه مسلم لله بقلبه، ثم جوارحه لم تستسلم لم يقم الفرائض، لم يعمل بواجبات، لم ينتهِ عن المنهيات، فدعواه كاذبة ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾[آل عمران:31] . من هنا يجب أن نستشعر دائماً عندما نقرأ العقيدة وندرسها ونتعلمها أنا نقصد بذلك تعظيم الله - عزّ وجلّ - نقصد بذلك أن تظهر المعاني الإيمانية في القلب والسلوك، وإلا يكون الأمر مجرد الدعوى . ثم يبني بالضرورة على التسليم لله - عزّ وجلّ - التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - والتسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - له لوازم ومقتضيات ضرورية، مَن لم يعمل بها فهو كاذب، أول ذلك محبته -محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - المحبة الكاملة التي يجب أن تكون درجتها إلى أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى المسلم من نفسه ومن ولده ومن ماله ومن الناس أجمعين، هذه الدرجة لابد منها لماذا ؟ لأمور كثيرة لعل من أبرزها وأذكر به الأخوة المشاهدين المستمعين، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلق بعلاقتك به -أيها المسلم- أنه سبب هدايتك، ولو وكل الله ووكلك الله إلى نفسك وجهدك هلكت، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو سبب الهداية ولذلك تقدمه على نفسك، ثم يستلزم من ذلك التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد محبة الطاعة، فطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إضافة إلى أنها أولاً استجابة لأمر الله؛ لأن الله أمر بطاعته فهي كذلك مقتضى المحبة؛ لأنك إذا أحببت شيئاً تعلقت به وسعيت إلى ما يرضيه فكيف بمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - التى هي دين . فإنك إذا ما دمت أحببت النبي - صلى الله عليه وسلم - وادعيت ذلك فلابد من مصداقية للدعوة، وأن تكون تبعاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته، حريصاً على تطبيق ما يقول وما يفعل وما يرشد به قدر الاستطاعة، الأمور القلبية في حق الله تعالى، وفى حق النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعذر بها أحد كل مسلم يجب أن يحب الله وأن يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن الأعمال هي التي تغلب الطاعة، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها . إذاًَ معنى التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه تتبعه قدر ما تستطيع، وأن تعمل بسنته، وأن تسعى لما يرضيه، وأن تحب ما يحبه، وأن تحب من يحبهم، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يحب فضائل الأعمال، ويكره وباء الأعمال، ويحب الصحابة والصالحين، فيجب على المسلم تسليمه للرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يعمل بذلك . قال ( ظاهراً وباطناً ) يعني أن يكون التسليم قلبي وظاهري، تسليم الإذعان واليقين والتصديق والمحبة، هذا هو الباطن، وظاهراً بمعنى أن يظهر دلالات التسليم على أعمالك كلها، في أداء الفرائض ووالواجبات والسنن والنوافل وفى السيرة والسلوك في تعاملك مع ربك - عزّ وجلّ - في تعاملك مع حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعاملك مع صالح الأمة من الصحابة والتابعين، وسلف الأمة، في تعاملك مع العلماء، ثم تعاملك مع الولاة ومن لهم حق الولاية، في تعاملك مع والديك مع الآخرين، مع جميع الناس مع البشرية جمعاء . لابد أن يظهر مصداق التسليم في التعامل الظاهر، ولابد أن يجتمع هذا وذاك، فلو أن إنسان ظاهره على الإسلام والتسليم لكن باطنه ليس كذلك فهو ينفاق . فإذا التسليم هو الاستسلام استسلام القلب ولا شك أنه لابد أن ينبني على استسلام القلب استسلام الجوارح ، ولذلك من يدعي أنه مسلم لله بقلبه، ثم جوارحه لم تستسلم لم يقم الفرائض، لم يعمل بواجبات، لم ينتهِ عن المنهيات، فدعواه كاذبة ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾[آل عمران:31] . من هنا يجب أن نستشعر دائماً عندما نقرأ العقيدة وندرسها ونتعلمها أنا نقصد بذلك تعظيم الله - عزّ وجلّ - نقصد بذلك أن تظهر المعاني الإيمانية في القلب والسلوك، وإلا يكون الأمر مجرد الدعوى . ثم يبني بالضرورة على التسليم لله - عزّ وجلّ - التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - والتسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - له لوازم ومقتضيات ضرورية، مَن لم يعمل بها فهو كاذب، أول ذلك محبته -محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - المحبة الكاملة التي يجب أن تكون درجتها إلى أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى المسلم من نفسه ومن ولده ومن ماله ومن الناس أجمعين، هذه الدرجة لابد منها لماذا ؟ لأمور كثيرة لعل من أبرزها وأذكر به الأخوة المشاهدين المستمعين، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلق بعلاقتك به -أيها المسلم- أنه سبب هدايتك، ولو وكل الله ووكلك الله إلى نفسك وجهدك هلكت، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو سبب الهداية ولذلك تقدمه على نفسك، ثم يستلزم من ذلك التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد محبة الطاعة، فطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إضافة إلى أنها أولاً استجابة لأمر الله؛ لأن الله أمر بطاعته فهي كذلك مقتضى المحبة؛ لأنك إذا أحببت شيئاً تعلقت به وسعيت إلى ما يرضيه فكيف بمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - التى هي دين . فإنك إذا ما دمت أحببت النبي - صلى الله عليه وسلم - وادعيت ذلك فلابد من مصداقية للدعوة، وأن تكون تبعاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته، حريصاً على تطبيق ما يقول وما يفعل وما يرشد به قدر الاستطاعة، الأمور القلبية في حق الله تعالى، وفى حق النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعذر بها أحد كل مسلم يجب أن يحب الله وأن يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن الأعمال هي التي تغلب الطاعة، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها . إذاًَ معنى التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه تتبعه قدر ما تستطيع، وأن تعمل بسنته، وأن تسعى لما يرضيه، وأن تحب ما يحبه، وأن تحب من يحبهم، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يحب فضائل الأعمال، ويكره وباء الأعمال، ويحب الصحابة والصالحين، فيجب على المسلم تسليمه للرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يعمل بذلك . قال ( ظاهراً وباطناً ) يعني أن يكون التسليم قلبي وظاهري، تسليم الإذعان واليقين والتصديق والمحبة، هذا هو الباطن، وظاهراً بمعنى أن يظهر دلالات التسليم على أعمالك كلها، في أداء الفرائض ووالواجبات والسنن والنوافل وفى السيرة والسلوك في تعاملك مع ربك - عزّ وجلّ - في تعاملك مع حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعاملك مع صالح الأمة من الصحابة والتابعين، وسلف الأمة، في تعاملك مع العلماء، ثم تعاملك مع الولاة ومن لهم حق الولاية، في تعاملك مع والديك مع الآخرين، مع جميع الناس مع البشرية جمعاء . لابد أن يظهر مصداق التسليم في التعامل الظاهر، ولابد أن يجتمع هذا وذاك، فلو أن إنسان ظاهره على الإسلام والتسليم لكن باطنه ليس كذلك فهو ينفاق . يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية : في العقيدة، وتجنب الألفاظ البدعية التي أحدثها الناس، والألفاظ المجملة المحتملة للخطأ والصواب يستفسر عن معناها، فما كان حقاً أثبت بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً رد ). هذه من القواعد التي نسميها الصغيرة لكنها مهمة أمثلتها قليلة لكنها أيضاً مهمة، أعني بذلك أنه يجب على المسلم دائماً عندما يعبر عن الأصول والثوابت والأركان وقضايا الدين الكبرى أو عن السنن القطعية أو نحوها يجب عليه أن يعبر بالمصطلحات الشرعية، وفى الألفاظ الشرعية . استغناء عن اللفظ الشرعي . أما إذا كان المصطلح يؤدي إلى دلالات أخرى، أو لا يفهمها كثير من الناس أو ليس هو عند عامة المسلمين فيجب الاستغناء ( العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم : والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وآما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة فما قام عليه الدليل قبل، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة). نعم هذه قاعدة تتعلق بحماية الدين، والله الموفق |
12-01-08, 10:38 PM | #14 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
03-01-2008
الدولة:
فرنسا
المشاركات: 302
|
فوائد من الدرس الرابع
قواعد في اسماء الله و صفاته:
ـاسماء الله و صفاته حسنا ـ كاملة غير ناقصة في معانيها و الفاظها و حقيقتها ـ حقائق واعلام و اوصاف ـ موقوفة على ما جاء في الكتاب و السنة ـ غير محصورة لانه سبحانه موصوف بالكمال و الكمال لا ينتهي التشابه اللفظي بين اسماء الله و صفاته و صفات المخلوقين نسبي:الصفة في حق الله على وجه الكمال و في حق المخلوق على وجه النقص و لا يمكن ان يكون للمخلوق صفة كمال لان الكمال خاص بالله سبحانه و تعالى |
13-01-08, 12:34 PM | #15 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
17-11-2007
المشاركات: 278
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الفوائد من الدرس الثالث (القاعدة الثامنة: العصمة ثابتة للنبي - صلى الله عليه وسلم - والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وأما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة، وما قام عليه الدليل قبل، مع الاعتذار للمخطيء من مجتهدي الأمة). القاعدة التاسعة: (في الأمة محدثون ملهمون كعمر بن الخطاب رضي الله عنه، والرؤية الصالحة حق وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق وفيها كرامات ومبشرات بشرط موافقتها للشرع وليست مصدرا للعقيدة ولا للتشريع). هذه القاعدة تشمل ثلاثة أمور: الأمر الأول: الإلهام وهو نوع من الفراسة، والنوع الثاني: الرؤية، والنوع الثالث: الفراسة القاعدة العاشرة: (المراء في الدين مزموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، وما صح النهي عن الخوض فيه وجب امتثال ذلك ويجب الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه). هذا ما سنذكر بعض الأصول فيه: أولاً: ينبغي أن يعرف المسلم أن المراء في الدين مذموم بمقتضى الكتاب والسنة، ما المقصود بالمراء؟ فليتق الله المجادل وليلتزم أيضا أدب الحوار، يتكلم برفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه) والرفق يشمل: الرفق في العبارة، والرفق في التعامل، والرفق مع الخصم والرفق خلال عرض الحجة، الرفق أيضا بالصيغة والأسلوب، فلا يؤدِ بك الخصام إلى رفع الصوت أو اللجاجة أو التكرار لغير حاجة، وعليك بالحلم والتأدب، وأن يكون رائدك في المجادلة النصيحة، سواء للمسلم أو لغير المسلم، يكون رائدك النصيحة وهداية الآخرين، تكون حريص على الهداية، ثم تاج ذلك كله أن تكون المجادلة بعلم وفقه، لاتجادل وأنت لا تعلم. القاعدة الحادية عشرة: (يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد كما يجب في منهج الاعتقاد و التقرير، فلا ترد البدعة بالبدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس). فلا يرد البدعة ببدعة، ولا يرد الغلو بالغلو، ولا يرد الإفراط بالجفاء أو التفريط بالجفاء، يعني مثلا الذين يردون البدع التي أحدثها الناس في حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد يكون عند بعضهم شيء من الجفاء في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - فهؤلاء وقعوا في خطأ خطأ شنيع، والأنموذج في هذا أن يكون المسلم معتدل في محبته لله ومحبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - محبته للخير وألايرد بدع الناس التي ابتدعوها في الدين ببدع مقابلة أو بنحوه، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس، القاعدة الثانية عشرة: يقول شيخنا - حفظه الله - (كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار). هذه أيضا من القواعد الكبرى العظيمة التي يحتاجها المسلمون دائما في كل زمان وفي هذا الوقت بشكل أكبر لماذا؟ لأن الجهل بهذه القاعدة وعدم تحكيمها وهي قاعدة متقنة محكمة أدى بكثير من المسلمين إلى الوقوع بأنواع البدع: البدع الاعتقادية، البدع في العبادات، البدع في المناهج، البدع في التعامل، البدع في السلوكيات إلى آخره، مع أن أغلب البدع، أو الأصل في البدع أنها تكون في العقائد والعبادات، أغلب أمور السلوكيات والأخلاق والتعامل تحكمها المصالح العامة، وتعتبر من الأمور التي الأصل فيها الحل والإباحة، وسائل الحياة وأمور التعامل والأخلاق، وكذلك تناول ما يسره الله عز وجل للعباد من خيرات الأرض وما فيها من كنوز كل ذلك الأصل فيه الإباحة، وقل أن يدخل فيه الابتداع إنما الابتداع يكون في العقائد وفي العبادات وفي الأعياد وتدخل فيه الاحتفالات، هذا أغلب الابتداع الذي وقعت فيه الأمة ولا تزال تقع، مع أن المتأمل لأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - التي جاءت لحماية الأمة من البدع يجدها من أقوى الأحكام، ومن أقوى القواعد في وضوحها وإحكامها وفي سد منافذ الفهم الخاطيء فيها، يعني جاء التحذير من النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن البدعة على وجوه متعددة من الألفاظ المحكمة الموجزة المتقنة التي لا يمكن أن تتأول ولا تخترق، وهذا فيه إشارة إلى أن الأمة سيكون فيها من يقع في البدع مجمل ومفصل، جاء محكم، جاء بين لا لبس فيه يعني يتصف عند المتخصصين بالحدية، حدي لا يمكن تجاوزه، وسأضرب لكم الأمثلة. ومن هنا أحب أن أنبه طلاب العلم خاصة من الغفلة أحيانا البحث عن تعريفات البدعة، تعريف الناس للبدعة مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرفها تعريفا جامعا شاملا كاملا لا مزيد عليه، ولذلك أرى أن نقتصر على هذا التعريف. هل هناك بدعة مكفرة وبدعة غير مكفرة؟ بلا شك البدع فيها مكفرة وفيها وغير مكفر، البدعة: هي كل شيء محدث في الدين كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - هناك من أحدث في الدين شركيات تنافي الاعتقاد، هناك من أحدث في الدين أمور ردة هناك مثلا من أحدث في الدين أن قصر الصلاة على ثلاثة وهذا وجد من المفتونين حتى في التاريخ المعاصر، وأنا أذكر أحد مدعى النبوة قبل سنين ليست بالبعيدة، ابتدع أمورا يعني دعوى النبوة نفسها بدعة مكفرة في الدين ودعوى اختصار الصلوات الاستغناء عن أركان الإسلام دعوى استباحة بعض الشركيات الصريحة، هذا كله من البدع المخرجة من الملة المكفرة، لكن ينبغي أن ننبه إلى ما ذكرته وسأذكره في كل مناسبة لخطورته، لا يعني أن كل من فعل ذلك نكفره لأول وهلة، ليس كل من فعل بدعة مكفرة مخرجة من الملة نحكم على عينه حتى نتثبت، ربما يكون متأول، ربما يكون جاهل، ربما يكون اشتبه عليه، الأمر ربما يكون مكره، ربما يكون أحيانا فعل شيء نظنه شركي وهو على وجه آخر ليس بشركي، على سبيل المثال وهذا أكرره دائما لأنه بين، لو رأينا إنسانا عند القبر وفجأة هذا الشخص سجد، هذا فيه احتمال أن يكون سجد لغير الله فيكون شرك، فيه احتمال أنه يكون تذكر نعمة من نعم الله فنسي أنه عند القبر فسجد شكرا لله، هذه أخطأ، لكن هل وقع في الشرك على هذه الصورة؟ لذلك يجب أن نحتاط لذممنا أولا نحتاط. إذن أقول البدع تنقسم إلى: مكفرة، وغير مكفرة، ليس كل من فعل البدع المكفرة وليس من عادته أن يفعل أن نكفره من أول وهلة حتى نطبق الشروط وتنتفي الموانع. والله الموفق والمعين |
13-01-08, 01:12 PM | #16 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
17-11-2007
المشاركات: 278
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الفوائد من الدرس الرابع درس اليوم في موضوعه يعتبر هو تاج العقيدة، هو قمة لباحث العقيدة وموضوعاتهما؛ لأنه يتعلق بالله -عز وجل -بأسمائه، وصفاته، وأفعاله، ولا شك أن هذا هو غاية التوحيد معرفة الله عز وجل، ومعرفته، وعبادته، والتوجه إليه، هذه غاية التوحيد، هذا يسمى: التوحيد العلمي الاعتقادي، توحيد الله عز وجل بذاته وأسمائه، وأفعاله، وما يجب له سبحانه هذا يسمى: التوحيد العلمي؛ لأنه علم يتلقى عن الوحي المعصوم، ويسمى الاعتقادي؛ لأنه يجب أن يعتقد لا يجوز لمسلم أن يخل بما يجب لله -عز وجل- على جهة الإجمال، وما يبلغه أيضا على جهة التفصيل. القواعد المهمة المفيدة التي ينبغي أن يستصحبها كل مسلم في قلبه و عقله وفي نظراته تجاه حقوق الله- عز وجل - وما يجب له، وتجاه أيضا أمور الدين، ومسلمات الدين، هذه القواعد في هذا الباب فقط أي في باب أسماء الله، وصفاته، وأفعاله، من أهمها في نظري: أولا: أن أسماء الله كلها وصفاته وأفعاله حسنى بالغة الحسن، بالغة الكمال والجمال، فالله -عز وجل - موصوف بكمال الكمال، وبكمال الجمال جملة وتفصيلا، فجميع أسمائه، وصفاته، وأفعاله، هي حسنى، كما قال الله -عز وجل-: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾[الأعراف: 180]. كلها حسنى بإطلاق، وتشتمل على كل معاني الحسن، والكمال، والجمال، ثم ثانيا: هي غاية الكمال في كل شيء في معانيها، وفي ألفاظها، وفي حقائقها، وفي ثمارها، لا يتطرق إليها النقص بحال من الأحوال. وثالثا: لا يرد فيه النقص بوجه: أي أسماء الله، وصفاته، وأفعاله، لا يمكن أن يرد فيها، ولا إليها، ولا حولها لا في الذهن، ولا في القلب، الذهن الصافي، والقلب المؤمن لا يمكن أن يرد فيه شيء من تصور النقص في أسماء الله، وصفاته، وأفعاله. القاعدة الرابعة: أنها حقائق وأعلام وأوصاف، حقائق بمعنى: أنها يوصف بها على الحقيقة، الأسماء يسمى بها الله -عز وجل- على الحقيقة، والأفعال أيضا منسوبة إلى الله -عز وجل- على الحقيقة، على ما يليق بجلال الله سبحانه؛ لأن مفهوم الحقيقة أحيانا قد يتبادر إلى أذهان الناس أن المقصود بالحقيقة الكيفية، وهذا لا شك أنه منفي؛ لأن الله -عز وجل- ليس كمثله شيء، لكنه موصوف بالحق، فهو الحق، وأسماؤه حق، وصفاته حق، وأفعاله حق، وعلى هذا فإنه أعلام: أي أنها تطلق على الله، وهو- سبحانه- علم معروف بآياته، وبنعمه، وبجميع أنواع المعارف، فإنه -عز وجل- لا يخفى أمره على أحد؛ ولذلك الله -عز وجل- قرر هذه القاعدة لجميع العقلاء يقول: ﴿ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾[إبراهيم: 10]، فإذا كان كذلك فإذًا هو موصوف أو مسمى بأسماء هي أعلام على ذاته، وإن كانت هذه الأسماء تدل على صفات، وتدل على أفعال، وتدل على معاني الكمال، فهي كذلك أيضا من حيث مضامينها، ومعانيها، وحقائقها، فهي: أي أسماء الله، وصفاته حقائق لا مجازات، هي حقائق لا رموز. ثم القاعدة الخامسة: أنها توقيفية: يعني أسماء الله، وصفاته، وأفعاله، على جهة التفصيل موقوفة على ما جاء به النص، نعم، العقول السليمة، والفطر المستقيمة تدرك كثيرا من الكمالات لله على جهة الإجمال، فوجود الله، وعظمته، وكماله -سبحانه- واتصافه بصفات الكمال، وأيضا إدراك علمه، وحكمته، وسائر الصفات الإجمالية، والمعاني الإجمالية تدرك لله -عز وجل- لكن على جهة التفصيل أكثرها وليس كلها لا يمكن إدراكها على ما يليق بجلال الله -عز وجل- إلا بما جاء به النص، وعلى هذا فهي توقيفية. ثم القاعدة السادسة: أسماء الله، وصفاته، وأفعاله غير محصورة؛ لأنه الكمال المطلق، لكن جاءنا بخبر القرآن، والسنة عن أسماء الله، وصفاته ما يناسب أحوالنا، ويناسب مداركنا، ولا يعني ذلك أن أسماء الله محصورة بما ورد وحتى ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن(لله تسعا وتسعين اسما ) لا يعني ذلك الحصر إنم يعني ذلك ما يمكن أن يرد إلى مدارك عقول الناس بتعبيرات، وباللسان الذي خاطب الله به البشر، ولذلك فإن أسماء الله لا حصر لها، وكذلك صفاته، وأفعاله، والدليل على ذلك كونه موصوف بالكمال الكمال لا ينتهي، والأمر الثاني ما نص عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في نصوص كثيرة منها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث أنه حين يدعوا ربه يقول: حديث الشفاعة (أدعوه بمحامد يلهمني الله إياه) كذلك الدعاء الآخر الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك. )معنى هذا: أن الله تعالى استأثر في علم الغيب عنده أي: حجبه عنا من أسماء، وصفاته، وأفعاله، ومحامده، وكماله مالا يحصى. بعد هذه القواعد وهي ليست كل القواعد لعلها أهم القواعد التي ينبغي استحضارها في هذا المقام. جاءت هذه القاعدة في كتاب الله - عز وجل- في كلمات معدودات يجب على كل مسلم أن يستحضرها، ويجعلها ميزان في قلبه وهي قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الشورى: 11]، ليس كمثله شيء بمعنى أنه: لا يماثله شيء من مخلوقاته، ولا هو يماثل شيئا من مخلوقاته، لا في الجملة، ولا في التفصيل، لا في العموم، ولا في المفردات، لا يمكن أن يرد التمثيل ومع ذلك هو السميع البصير، ولعل من حكمة الله -عز وجل- حين بدأ بنفي التمثيل قبل الإثبات ليستقر في قلب المسلم وعقله نفي المشابهة أصلا قبل أن يثبت، فالمؤمن إذا استحضر أن الله ليس كمثله شيء ثم وردت إليه أسماء الله، وصفاته، فإنه ثبت في قلبه وعقله في أن الله لا يماثله شيء مطلقا. فمن هنا تسلم عقيدته، وتسلم ذمته، ولا يتكلم على الله بغير علم، كل ذلك مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص و ما دلت عليه،يعنى ألفاظ النصوص الواردة في الكتاب والسنة هي حقائق في أسماء الله، وصفاته، وأفعاله هي حقائق لها معاني حق فيما يجب لله -عز وجل- ولا يمكن أن تفسر بمعاني تخرج عن مقتضى الحقيقة اللائقة بالله -عز وجل-، وكل من حاول الخروج عن إثبات الحقيقة وقع في الهلكة، والزيغ، وهذا ما حذر الله منه في قوله -عز وجل- ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾[آل عمران: 7]، ولذلك؛ ادعى كثير من المبطلين أن أسماء الله، وصفاته، وأفعاله من المتشابه نعوذ بالله، كيف يكون متشابه؟ حق بيِّن كالشمس واضح يقال من المتشابه، ولكنه اشتبه على أهل الفتنة وعلى أهل الزيغ فظنوا أنه من المتشابه. إذن أسماء الله، وصفاته، وأفعاله ليست من المتشابه، بل هي من المحكم البين، ولها معاني، وحقائق، ولكنها تثبت على ما يليق بجلال الله، تثبت على ما ينبغي لله من الكمال، مع نفي المشابهة والتمثيل. سؤال: هل نحفظ التوحيد العلمي الاعتقادي مع شرحها؟ جوابها في الحقيقة سديد، وجيد، ومتقن، وهذا يدل على أنها متابعة للدروس، وأما سؤالها، فنعم، أنه ينبغي أن يحرص المسلم أن يحفظ أساسيات ما يتعلق بالتوحيد العلمي الاعتقادي، وهو المتمثل في أسماء الله، وصفاته على جهة الإجمال قواعدها الأساسية، أم التفاصيل فقد لا يكون للفرد المسلم فيها حاجة، كذلك ما يتعلق بأركان الإيمان، وبعض تفاصيلها، وهناك كتب مخصصة في هذه الأمور، حفظها سهل، وهي جاهزة -وإن شاء الله- سنبدأ في شرحها بعد أن ننتهي من هذه القواعد، والمقدمات، مثل الطحاوية، ومثل لمعة الاعتقاد وغيره من المتون. __________________ والله الموفق والمعين |
14-01-08, 10:03 AM | #17 |
~ كن لله كما يُريد ~
|
ماشاء الله ..
بوركتن أخواتي الحبيبات .. لي عودة إن شاء الله لكن أين البقية من تدوين الفوائد ؟ |
16-01-08, 04:30 AM | #18 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
17-11-2007
المشاركات: 278
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله الاستماع للدرس الخامس والفوائد مراتب القدر مراتب القدر أربعة: 1- العلم: أن الله علم الأمور . 2- الكتابة: إن الله كتبها في اللوح المحفوظ كتب مقادير كل شيء 3- المشيئة: أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، 4- الخلق: أن الله خالق كل شيء كل ما ورد من غيبيات يجب الإيمان به، ثم مما ينبغي معرفته أن هناك قواعد للإيمان بالغيبيات: القاعدة الأولى: أن نعلم أنها حقائق وليست مجرد أمثلة أو تخييلات أو مجرد تصوير أو تمثيل، بل هي حقائق، وأن هذه الحقائق أيضا غائبة عن المدركات لا يمكن أن تقاس بغيرها من المدركات، ولا يقاس بها غيرها؛ ولذلك الذين استعملوا القياس هلكوا وهم صنف من الخراصين، الذين ذكرهم الله –تعالى- وتوعدهم ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) ﴾[الذاريات:10]، بل القول في الغيبيات بغير ما ثبت به الدليل هو قول على الله بغير علم، والله -عز وجل- نهى عن ذلك وأرشدنا بقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)﴾[الإسراء: 36]، بل أيضا يدخل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم – لما تجادل بعض الصحابة في بعض الآيات التي تتعلق بالغيب والقدر قال: (أبهذا بعثتم؟ أبهذا أمرتم؟ تضربون آيات الله بعضها ببعض) قال: (فما علمتم منه؛ فاعملوا به، وما لم تعلموا؛ ردوه إلى عالمه، قولوا: الله أعلم) ولذلك ميز الله المؤمنين بالغيب، لماذا تميزوا؟ لأنهم سلموا تسليم المذعن لله، المسلم الموقن، والمصدق بخبر الله، وخبر رسوله -صلى الله عليه وسلم- تسليم المبصر، لا تسليم الأعمى؛ لأن الذي يسلم التسليم الأعمى هو الذي يقلد الآخرين من المخلوقين، أما الذي يسلم لله –تعالى- فهذا تسليمه مبصر، هذه البصيرة، لماذا أقول هذا؟ لأن بعض المفتونين، وبعض قليلي الإيمان، أو من عندهم شبهات: يظنون أن التسليم للغيبيات نوع من الحجر على العقل، وأنه نوع من التقليد والتسليم غير الرشيد، وهذا كله وهم، نعم، التسليم للمخلوقين فيما لاطاقة لهم به ولا علم لهم به نوع من التقليد الأعمى المذموم، لكن التسليم لله -عز وجل-، والتسليم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خبره هذا هو الإيمان بالغيب الذي امتدح الله المؤمنين به وميزهم عن غيرهم، المؤمنون بالغيب ميزوا عن غيرهم، ومن أعظم ما ميزوا به الإيمان بالغيب. (الإيمان بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم – وشفاعة الأنبياء والملائكة والصالحين وغيرهم يوم القيامة، كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة) رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة، وفي المحشر حق، ومن أنكرها، أو أولها فهو زائغ ضال، وهي لم تقع لأحد في الدني) (كرامات الأولياء الصالحين حق، وليس كل أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجا، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة أو عدمه) المؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه نعم، هذه قاعدة عظيمة، المسلمون المؤمنون كلهم لهم حقوق لماذا قلنا: المؤمنين؟ لأن المؤمن أخف من المسلم؛ لأن الإسلام أحيانا يكون مجرد الخضوع الظاهر للدين؛ فيدخل فيه المنافق، ونظرا لأن هذه أمور لا يعلمها إلا الله -عز وجل- فالذي يجمع الصالحين من المؤمنين المسلمين الوصف الذي يجمعهم هو الإيمان، فعلى هذا نقول: المؤمنون هم المسلمون الذين شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتحقق فيهم ولو أدنى الإيمان، ومن هنا يخرج المنافق الخالص، لا أقصد الذي فيه خصلة من النفاق، من هنا يخرج المنافق الخالص، فتبقى القاعدة للمؤمنين من عنده أدنى ذرة من الإيمان، فيبقى له هذا الحق، وهو الولاية لله -عز وجل- فكل مؤمن فيه من الولاية لله -عز وجل- بقدر ما فيه من الإيمان والاستقامة، فمن زاد إيمانه واستقامته والتزامه لدين الله وشرعه؛ زادت ولايته لله، ومن نقصت نقصت، ومن اختلت اختلت، لكن لا يعدم المؤمن من وجود ولاية بقدر إيمانه، ولو قلت قد يقول قائل: هل الفساق والفجار وأهل البدع فيهم ولاية لله؟ نعم: إذا كان عندهم شيء من الإيمان الصادق لله -عز وجل- شيء من محبة الله، ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم – والتزام واجبات الإسلام وفرائضه، ففيهم من الولاية بقدر ما فيهم من هذا الخير، وإن كان عندهم فسق وفجور؛ لذلك يأتي العكس أن كل إنسان تنقص ولايته، كل مؤمن تنقص ولايته بقدر ما يرتكب من المخالفات، فإن نقص إيمانه نقصت ولايته إن عمل الفسق والفجور والمعاصي نقصت ولايته، ولكن لا تنعدم، وعلى هذا فكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه، ومسألة الولاية هذه غير مسألة الولاء والبراء، مسألة الولاء والبراء نتيجة، مسألة الولاية أصل، لأن الولاية تلزم كل مؤمن الولاء والبراء سيأتي الكلام عنه، الولاء والبراء عبارة عن استثمار اعتقادي وسلوكي لهذا الإيمان عند المؤمن؛ ولذلك نأجل موضوع الولاء والبراء؛ لأنه لا يدخل في هذا الموضوع، وإن كان من لوازمه، فإذًا أعود وأقول؛ لأن هذه المسألة تكون خفية على كثير من المشاهدين، كل مؤمن ممن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهو على أصل الإسلام، كل مؤمن من هؤلاء له من الولاية لله بقدر إيمانه، فمتى ما نقص الإيمان، أو سواء كان الإيمان علمي أو عملي أو اعتقادي نقصت الولاية، ومتى ما زاد زادت؛ ولذلك قد يكون المؤمن من خلص أولياء الله، إذا كان موفي قائما بالفرائض، قائما بالواجبات، آمر بالمعروف، ناهٍ عن المنكر، منته عن المحرمات، ملازم للاستقامة بقدر استطاعته، انظر الاستقامة مشروطة بالاستطاعة، إذا كان ملازما للاستقامة بقدر الاستطاعة فهو بإذن الله من أولياء الله، فالولاية الخالصة تحدث في مثلما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم – وأختم الدرس بذلك فيما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم – الأولياء بقوله عن الله -عز وجل- بقوله: (ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت بصره التي يبصر به، وسمعه الذي يسمع به، ويده التي يبطش به، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) لكن هذا لمن يحصل؟ أصحاب الدرجة العالية، نعم، كل مسلم يستطيع أن يتطلع إلى هذا ويصل إليه، إذا بذل الأسباب؛ ولذلك يجب على المسلم دائما أن يسعى إلى مثل هذا المقام، وهو والله ليس بصعب بل يسير، بل هو طريق أمن وسعادة، وطريق هناء وطريق سهل جدا، لكن يحتاج إلى عزيمة وترويض للنفس، فمن عزم وروض نفسه واستقام على دين الله على ما شرعه الله وشرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم – فبإذن الله يصل إلى هذه الولاية بسهولة، والله الموفق المعين |
17-01-08, 07:39 PM | #19 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
17-11-2007
المشاركات: 278
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله الاستماع للدرس السادس والفوائد :التوحيد الإرادي، الطلبي ( توحيد الألوهية :(1) الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته وأسمائه، وصفاته، وهو رب العالمين، المتسحق وحده لجميع أنواع العبادة .) أولا : ينبغي أن نعرف بالمقصود بالتوحيد الإرادي الطلبي ، توحيد الألوهية ، لأنن سبق وأن أخذنا قواعد متعلقة بالنوع الأول من أنواع التوحيد ، وهو يتعلق بالله - عز وجل - توحيد الله بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله . والنوع الثاني هو : توحيد العبادة وتوحيد العبادة سمي التوحيد الإرادي لأنه يكون بإرادة العباد من ناحية ، من ناحية أخرى أن الله أراده من العباد طلبه من العباد كذلك يسمى طلبي لأنه هو التوجه والطلب إلى الله -عز وجل - بالعبادات ، من قبل العباد ، ولأن الله - عز وجل - طالب العباد به . ويسمى توحيد الألوهية ، لأنه مبني على التعبد والتأله وهو المحبة والانجذاب إلى الله - عز وجل - ، والانطراح إليه سبحانه والخضوع له ، والتوجه إليه بأنواع العبادة القلبية واللسانية ، وعبادة الجوارح ، فمن هنا سمي توحيد الإلاهية ، أو الألوهية ، وليس بينهما فرق . إذن هذا النوع من التوحيد هو أفعال العباد التي يتوجهون بها إلى الله والتي تبدأ بتوجه القلوب على الله - عز وجل - بمحبة الله ورجاءه وخوفه ، وما ينتج عن ذلك من التقوى ومن سائر أنواع العبادات التي تبدأ بالدعاء وتنتهي بجميع أعمال وحركات الإنسان التعبدية . القاعدة الأولى في هذا الباب : هو أن الله عز وجل كما تقرر أصلا في العقول المستقيمة والفطر السليمة : أن الله واحد في ذاته وأسماءه وصفاته ، أحد متفرد سبحانه في كل شيء ، متفرد بالكمال والعظمة والجلال والجمال ، متفرد بجميع الأسماء والصفات التي لا يمكن أن يشاركه فيها أحد ، فهو واحد في ذاته ، وواحد بأسمائه سبحانه وواحد بأفعاله وواحد بصفاته لا يشركه أحد وعلى هذا فهو سبحانه وحده الرب الذي له الربوبية المطلقة فهو الفعال لما يريد ، كل شيء بيده سبحانه ، بيده ملكوت كل شيء ، بيده مقادير كل شيء سبحانه ، فهو الرب وحده وهو المستحق لكل معاني الربوبية ، ولا يستحق أحد معه أي معنى من هذه المعاني ، إذا كان كذلك وهذا ما نريد أن نصل إليه من خلال التفكير العقلي والمنطقي والفطري ، إذا كان كذلك فعلى هذا لا يمكن أن يستحق أحد العبادة سوى الله - عز وجل - لأنه هو الكامل وحده وهو الذي بيده مقاليد كل شيء ، ليس في أيد العباد أي شيء مما يستقلون به ذلك القاعدة الثانية ((2) صرف شيء من أنواع العبادة، كالدعاء والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحب، ونحوها لغير الله تعالى شرك، أياً كان المقصود بذلك، ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو عبداً صالحاً، أو غيرهم.)) إذا كان الأمر كذلك ، إذا قلنا أن الله - عز وجل - هو واحد أحد في أسمائه وصفاته وأفعاله ، وهو المستحق وحده للعبادة ، فلا يعبد إلا الله ، ثم لا يجوز صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله . القاعدة الثالثة : (3- من أصول العبادة، أن الله تعالى يُعبد بالحب والخوف والرجاء جميعاً، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال، قال بعض العلماء : (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده في حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء).) ما معني مرجئ؟ معمي أنه مال إلي مذهب غلاة المرجئة لأن المرجئة على صنفين الصنف الأول غلاة الجهمية الذين لا يبالون بالشرائع ولا يبالون بالدين فهؤلاء يقولون يعني يكفي معرفة الله . القاعدة الرابعة : ((4) التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالله تعالى حكماً من الإيمان به رباً وإلهاً، فلا شريك له في حكمه، وأمره، وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتبديل شيء منها كفر، ومن زعم أن أحداً يسعه الخروج عنها فقد كفر .) اقرءوا القاعدة الخامسة . (5- الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفراً دون كفر . فالأول : التزام شرع غير شرع الله، أو تجويز الحكم به . والثاني : العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله) 6_تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل، بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر، وإما ضلال بحسب درجته .) 7 _لا يعلم الغيب إلا الله وحده واعتقاد أن أحداً غير الله يعلم الغيب كفر، مع الإيمان بأن الله يطلع بعض رسله على شيء من الغيب .) الغيب ، المقصود به : المغيب عن المخاطبين ، والمخاطبون أصناف ، منهم الملائكة ، فهؤلاء أطلعهم الله على غيب ، غيبه عن الجن والإنس لكن هناك شيء من الغيب لم يطلع عليه حتى الملائكة ، فهذا لا يمكن أن يدعى أن الملائكة تتطلع عليه ، ومن ادعى فقد وقع في الإخلال بهذه القاعدة ، وقع في الكفر . الأمر الثاني : الجن والشياطين ، نظرا لأنهم خلق آخر ، قد يطلعون من الأمور المغيبة الإنس ، ما لم يعلمه الإنس فهذا ليس غيبا في حقهم ، ولكنه غائب عن الإنس ، فلذلك قد يرد إلى الإنس من خلال منافذ ، إما كرامات ، وإما مخارق ، وإما سحر ، وإما كهانة ، فهذا لم يعد من الغيب البحت . فهذا المغيب عن الجن قد يغيب عن الإنس , أيضاً المغيب عن الإنس قد يغيب عن بعضهم شيء وقد لا يغيب عن آخر ، فلا يخل في الغيب . 8_اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة .) والله الموفق المعين |
17-01-08, 07:58 PM | #20 |
|نتعلم لنعمل|
|
اختى الحبيبة راغبة فى الجنة إستفدت كثيرا من فوائدك جزاك الله خيرا وجارى قرأة فوائد الدرس السادس
جزاك الله خيرا ونفع بك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ | أم البتول | روضة آداب طلب العلم | 13 | 11-12-13 01:03 AM |
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ | أم الخطاب78 | روضة آداب طلب العلم | 12 | 07-03-11 05:39 PM |
تقييد الفوائد ( موضوع قيم ) | أم اليمان | روضة آداب طلب العلم | 18 | 13-07-08 03:19 PM |