|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-03-08, 03:03 AM | #11 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
القاعدة الخامسة عشر..
وهي أن الاسم إذا أطلق على الله عز وجل جاز أن يشتق منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ، خذ مثلا السميع – البصير – القدير – هذه أسماء أطلقت على الله عز وجل يجوز أن يشتق منه المصدر فنقول سمع الله ، هذا مصدر ( سمع يسمع سمعا)(أبصر يبصر إبصارا )فنقول: سمع الله - بصر الله - قدرة الله . ونخبر عنه أيضا بالأفعال من ذلك فنقول الله يسمع – الله يبصر – الله يقدر – إذاً هذه الأسماء إذا أطلقت عليه جاز أن يُشتق منها المصدر فنقول سمع الله الاسم هوالسميع فنقول سمع الله والفعل نقول الله يسمع, هذا متى ؟ هذا إذا كان الفعل متعديا ،فإن كان لازما لم يخبر عنه به بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل الحياة مثلا يتضمن الحي يتضمن صفة الحياة, وذلك لازم أو متعدي ؟ لازم, فهل يصح أن نعبربالفعل هنا ونقول يحيى الله ؟ لا يجوز أن نقول هذا . العظمة فمن أسمائه العظيم.. يتضمن صفة العظمة هل يصح أن نعبر عنه بالفعل ونقول الله يعظم ؟ الجواب لا، هو له العظمة كاملة بل يطلق عليه الاسم والمصدر فنقول العظيم ونقول في المصدر العظمة عظمة الله حياة الله. القاعدة السادسة عشر.. أن أفعال الرب تبارك وتعالى صادرة عن أسمائه وصفاته, وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم واقصد هنا بأسماء المخلوقين لا أقصد ما يسمى به الإنسان (( زيد وعمر )) ونحو ذلك ممايدعى به وإنما اقصد ما يضاف إليه من أسماء بناءا على مكتسباته ، الله تبارك وتعالى أفعاله صادره عن كمالاته عن أسمائه وصفاته ما هي أسمائه ؟ العليم ،فأفعاله تبارك وتعالى صادرة عن كمالاته فالله يعلم السر وأخفى فهذا صادر من اسمه العليم المتضمن لصفة العلم.اسم الله عز وجل الرزاق يتضمن صفة الرزق, فحينما نقول الله تبارك وتعالى هو الذي يرزق الخلائق ونحو ذلك فهذا المدح والثناء الذي نثني به على الله تبارك وتعالى ونذكره به صادرٌ من ماذا ؟ هذه الأفعال انه يرزق صادر من أين ؟ من أسمائه وصفاته فهي كاملة . فنحن نعرفه تبارك وتعالى من خلال أسمائه وصفاته أما المخلوق فإنه يحصل على الأسماء بحسب أفعاله . الآن حينما يكون الإنسان يمارس أشياء مدة طويلة نقول عنه انه خبير أليس كذلك ؟ لكن حين يخرج من بطن أمه هل نقول له خبير؟ لا ، حينما يكون هذا الإنسان حديث الولادة أو جاهل ما تعلم هل يقال عنه عالم وعليم؟ أبدا ، متى يقال عنه عالم ؟ إذا تعلم ورسخ في العلم يقال له ذلك . وهكذا حينما يكون غنيا أو يقال عنه بأنه كريم هل يقال عنه كريم وهو لم ينفق درهم ؟ الجواب لا يمكن أن يستحق هذا الاسم أو الوصف الذي هو الكرم إلا ببذل ،لولا المشقة ساد الناس كلهم ،فلابد من بذل وتصبير للنفس على العطاء من محبوباتها وشهواتها ومطلوباتها والتنازل عن كثير من حقوقها فبهذا يستحق الأوصاف التي تطلق عليه أو الأسماء التي تضاف إليه فيقال فلان كريم فلان حليم فلان لطيف فلان كذا .... وهكذا بحسب الممارسات التي تصدر عنه أما الله سبحانه وتعالى فان أفعاله صادرة عن كمال الأسماء والصفات التي هي أصل لكل كمال. القاعدةالسابعة عشر.. الأسماء التي تطلق على الله وعلى العباد مثل الحي والسميع والبصيروالعليم والقدير والملك ونحو هذا ، هذه حقيقة في هذا وفي هذاحينما تطلق على الله عز وجل فهي حقيقة , وحينما تطلق على المخلوق فهي أيضاً حقيقة حقيقة في الخالق وحقيقة في المخلوق ، واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة .في هذاوفي هذا .... فللرب تبارك وتعالى منها ما يليق بجلاله وللعبد منها ما يليق بجلاله ، فإذا قلت مثلا المخلوق يوصف أو يسمى بالملك ويسمى أيضا بالقدير وبالسميع وبالبصير فهذه حقيقة والله يقال له ذلك فلله من القدرة والملك والسمع والبصر مايليق بجلاله وعظمته ، وللمخلوق من ذلك ما يليق بضعفه ونقصه وعجزه ، فأين سمع الله من سمع المخلوق ؟ لا وجه للمقارنة أين ملك الله من ملك المخلوق ؟ أين حياة الله من حياة المخلوق؟الله يقال له حي والمخلوق يقال له حي لكن أين هذا من هذا فهذاحقيقة وهذا حقيقة لكن شتان ما بين الحقيقتين . فألفاظ التي يقال مثلا : حينمايقال فاعل, مكتسب, كاسب صانع, موجد, خالق, بارئ, مصور, قادر, مريد . هذه الألفاظ ثلاثةأقسام : - قسم لم يطلق إلا على الله عز وجل : مثل البارئ ، الرحمن ، الله ، هذا لايطلق على المخلوق. - قسم لا يطلق إلا على العبد مثل : الكاسب ، لا يقال على الله عز وجل المكتسب - قسم يطلق على العبد وعلى الرب مثل : يخبر عن الله عز وجل بأنه صانع ، وورد هذا في السنة والمخلوق يقال له صانع والله عز وجل يخبر عنه بأنه فاعل((ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم )) .. ويقال : عامل من باب الإخبار يقال((مما عملت أيدينا أنعاما )).. ويقال ذلك على المخلوق ويقال :قادر والمخلوق يقال له قادر فيكون لله عز وجل ما يليق به وللمخلوق من هذا ما يليق به. وبهذا الاعتبارصح أن يطلق على المخلوق يقال له خالق ((فتبارك الله أحسن الخالقين )) أي أحسن المصورين المقدرين لأن كلمة خالق تأتي بعدة معاني :الموجد من العدم هذا لا يقال للمخلوق لكن المقدر أو المصور ،المشكل، هذا يقال للمخلوق ولهذا يُذكرذلك مقيد ، تقول مثلا والله هذه فكرة خلاقه, لاحظ مبالغة خلاقة بعض الناس ينقبض إذاسمع هذا, تقول مثلا لنجتمع لنخلق أفكار ونتدارسها, هل هذا حرام ؟ الجواب لا فمثل هذايقال للمخلوق لكن يعني نقدر . القاعدة الثامنة عشر.. أن الاسم والصفة من هذا النوع له ثلاث اعتبارات: - الاعتبار من حيث هو مع قطع النظر عن تقييده بالرب تبارك وتعالى أو العبد . - الاعتبار الثاني باعتباره مضافاً إلى الله عز وجل مختصاً به . - الثالث عكسه يعني باعتبار الإضافة إلى المخلوق واختصاصه وتقييده به . هذه الأقسام الثلاثة.طيب الأول ما لزم الاسم لذاته وحقيقته, فهذا يكون ثابت للرب وللعبد, وللرب منه ما يليق بكماله وللعبد ما يليق بضعفه، حينما تقول مثلا السمع,السمع هكذا ما أضفتها إلى الله ولا أضفتها إلى المخلوق, السميع يدل على صفة السمع ماتقصد به الله عز وجل حينما تقول السمع, الكلام, البصر من حيث هو فهذا يدل على حقيقةيدل على معنى فالسمع غير البصر غير الحياة غير الكلام الإرادة فدلالته من غير تقييدوإضافه لله عز وجل دلالته على معنى, يعني هو يدل على معنى بمجرده عند الإطلاق وحقيقة,معنى يتميز عن غيره فالسمع غير البصر فهذا أمر ثابت ولا إشكال فيه ، فإذا قلت سمع الله هنا اختلف الوضوع وإذا قلت سمع المخلوق فهذا يختلف بمعنى الآن حينما نطلق نقول السمع فهذا له وجود في الذهن وهو ما دلت عليه هذه اللفظة من حيث هي ، عرفنا إن السمع غير البصر غير الحياة غير اليد, واضح؟. طيب هناك وجود خارجي وهذا ما يحصل إلابالتقييد فإذا قلت سمع الله هذا ما يمكن أن يدل على الحقيقة من حيث هي ، لا وإنما سمع كامل يليق بجلال الله وعظمته وسمع غيرمخلوق, باب إضافة الصفة إلى الموصوف ، وإذا قلت سمع زيد فهنا تَقَيَّد بأمر في الخارج فالوجود أنواع: هناك وجود ذهني يعني هذا من غير إضافة ولا تقييد فتقول السمع العلم, العلم غير السمع, العلم غيرالحياة فإذا قلت العلم فهذا يدل على حقيقة يفهمها كل أحد فإذا أضفتها فهنا يكون الوجودالخارجي, قبل قليل الوجود الذهني فهذا مشترك, الوجود الخارجي عند الإضافة فتقول سمع الله إذا هذا غير مخلوق سمع يليق بجلاله وعظمته, علم الله وتقول علم زيد فبحسب ماقيد وأضيف إليه هذا يسمى وجود خارجي وهناك وجود ذكري وهو حينما نذكر ذلك باللسان وهناك وجود يسمونه الوجود الرسمي الذي هو في الكتابة فالوجود على هذه الأنواع الأربعة: وجود ذهني - وجود خارجي - وجود ذكري - وجود رسمي (الرسم يعني الكتابة ), الذي يهمنا هو الوجود الذهني والوجود الخارجي فإذا أطلقنا وقلنا الحياة هذا معنى مفهوم لكل احد وهو مشترك بين كل ما يوصف بالحياة لكن حينما تضيفه فهنا يكون الوجود خارجي فتقول حياة الله, حياة زيد فهنايفترق فحياة الله غير حياة المخلوق.. اتضح؟؟فما لزم الصفة لإضافتها إلى العبد- انتبهوا- وجب نفيه عن الله إذا قلت حياة زيد تقول والله يلزم انه يأكل ويشرب كيف يكون حي وينام لازم ليرتاح وإلا أنه سيموت فهذا من لازم الصفة لما أضفناها إلى المخلوق هذا ننفيه عن الله ، وما لزم الصفة من جهة اختصاص الله عز وجل بها فانه لايثبت للمخلوق فإذا قلت علم الله فهذا يلزم منها الإحاطة بكل معلوم وقلت علم زيد هل نثبت ما لزم من إضافته إلى الله نثبته للمخلوق ؟ الجواب لا فحينما نضيفه اللوازم التي تكون بالنسبة لله أو بالنسبة للمخلوق لا نثبت لازم ما ثبت للمخلوق لا ثبته لله واللازم الذي ثبت للخالق عند الإضافة لا نثبته للمخلوق. التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 09-05-08 الساعة 05:07 AM |
15-03-08, 03:13 PM | #12 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تفريغ الدرس السادس
بسم الله الرحمن الرحيم الشريط السادس من سلسلة أسماء الله الحسنى للشيخ خالد بن عثمان السبت قامت بالتفريغ أختنا في الله وقد طلبت مني عدم ذكر اسمها فجزاها الله خيرا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .......... أما بعد فمرحبا بكم معاشر الإخوان والأخوات واسأل الله تبارك وتعال أن يجعل هذا المجلس مباركا نافعا مقربا إلى وجهه الكريم وان يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته أيها الأحبة مازال الحديث عن القواعد التي يُطلب معرفتها في باب الأسماء والصفات القاعدة التاسعة عشر :: أن الصفة متى قامت بموصوف لزمها أمور أربعة : - أمران لفظيان - وأمران معنويان فاللفظيان ثبوتي وسلبي والثبوتي أن يشتق للموصوف منها اسم . والسلبي أن يمتنع الاشتقاق لغيره . والمعنويان أيضا ثبوتي وسلبي فالثبوتي أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه والسلبي ألا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه اللفظيان أن نشتق للموصوف منها اسم ، والسلبي أن يمتنع الاشتقاق لغيره والمقصود أن نشتق للموصوف منها اسم هذا من حيث العموم والإطلاق . فإذا قامت صفة بإنسان مثل الكتابة فنقول انه كاتب وهذا اسم، وإذا قامت بالإنسان صفه مثل الكرم نقول هو كريم، وإذا قام به وصف مثل السرقة نقول هو سارق فهذا الوصف يرجع إليه هو . وهذا القاعدة يُحتاج إليها في تقرير اعتقاد أهل السنة والرد على المعتزلة فمثلاً صفه الكلام ، هنا يقال أن الله عز و جل متكلم على سبيل الإخبار ولكن ليس المقصود بأن يشتق له منها اسم يعني أننا نسميه بما لم يسمى به نفسه وإنما من حيث الإخبار ، وباب الإخبار كما قلنا أنه يتوسع فيه ، ففرق بين هذا وهذا . إنما نقصد بالاسم هنا ما هو مغاير أو ما هو قسيم للفعل والحرف ، فنقول الله عز وجل متكلم لكن ليس من أسمائه المتكلم لكن متكلم ليست فعل وليست بحرف هذا هو المقصود بينما المعتزلة ماذا يقولون؟ – أنا لا أريد أن أدخلكم في خلافات أهل البدع لكن فقط نوضح أهمية هذا الجانب هذا القاعدة – المعتزلة يقولون الله كلم موسى لكنه خلق الكلام في الشجرة ، أهل السنة يقولون: لا, إذا ثبتت الصفة اُشتق له منها اسم فيقال: متكلم لكن نحن نعلم إن باب الصفات أوسع من باب الأسماء فهنا نقول بان الله تبارك وتعالى متكلم وانه يتكلم .. وحينما نقول متكلم لا يعني أننا نسميه باسم لم يسمي به نفسه فليس من أسمائه المتكلم ولكن من باب الإخبار عنه ، فهذا الذي أطلقناه في باب الإخبار هل هو اسم أو فعل أو حرف ؟ اسم .. وهكذا حينما تقول عن المخلوق مثلا كما قال في المراقي فما لي سارقٍ حال التلبس ** حقيقةٌ لدى المؤسسِ ولكن لا شأن لنا بالمؤسس الذي هو الرازي لكن هؤلاء من أهل البدع عموماً مثل المعتزلة يرد عليهم من يرد من أهل الكلام ومن أهل السنة ممن خالفهم ، يقولون لا يمكن أن يتصور أن يوصف بصفه تقوم في محل منفك عنه, فيقولون: خَلَق الكلام في الشجرة ! هذا غير صحيح إطلاقا فإنما الصفة تقوم بالموصوف وهي ملازمة له ويصح أن يُخبر عنه يُشتق يعني اسم له منها فيقال فلان سارق وفلان كاتب وفلان قارئ إذا قامت به صفه القراءة تخبر عنه بذالك وإن كان ليس من أسماء فلان اسمه زيد ليس من أسمائه قارئ أو كاتب, اسمه زيد أو عمرو , فلا نسميه بأسماء بمعنى أن هذه الأسماء يمكن أن تكون كاسمه الذي سماه به أبوه . الله تبارك وتعالى له المثل الأعلى سمى نفسه بأسماء لا يجوز للمخلوق أن يسميه بما لم يُسَمِّ به نفسه فلا نشتق له من عند أنفسنا من أوصافه أسماء نسميه بها فنقول الله عز وجل قال مثلاً : بأنه يكتب ((سنكتب ما قالوا)) ، فلا نقول إن من أسمائه كاتب لكن يمكن في باب الإخبار نقول أن الله كاتبٌ ما يقوله هؤلاء أو ما يعمله هؤلاء, فقولنا كاتب هذا اسم هذا معنى يشتق له منها اسم, وإلا كما سبق لا يجوز لنا أن نشتق لله أسماء نسميه بها ونقول هذه من أسمائه الحسنى وهو لم يُسَمِّ نفسه بذلك هذا هو الفرق بين البابين, .. الذي نتحدث عنه هنا هو باب أوسع هو باب الإخبار عنه إما بالفعل أو بالاسم فنقول الله تبارك وتعالى مثلاً موجود ، {موجود} اسم نقول الله {شيء} الله {ذات} فهذه كلها أسماء لكن ليس ذلك من أسمائه الحسنى,, فَرِّق بين البابين.. أرجو أن يكون اتضح ... إذاً من قامت به صفة يشتق له منها اسم فيقال هو كاتب هو قارئ ؛؛ في الناس يعني.. ولا يضاف ذلك إلى غيره ممن لم يكن به هذا الوصف ، وهكذا أيضاً كذلك في الأمرين المعنويين أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه ، ولا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه . ومَثَّلتُ لهذا على كل حال بما يوضحه إن شاء الله.. القاعدة العشرون :: أن الأسماء الحسنى تنقسم باعتبار إطلاقها على الله تبارك وتعالى إلى ثلاث أقسام : - الأول الأسماء المفردة: حينما نقول الله, العزيز, الرحمن, المتكبر, الجبار,,, فنطلق عليه الاسم بمفرده وهذا يكون في عامة الأسماء الحسنى لله تبارك وتعالى فنقول يا الله يا عزيز , يا رحمن ,, تذكر الاسم بمفرده . - الثاني وهي الأسماء المقترنة: وضابطها ما يطلق عليه مقترناً بغيره من الأسماء وهذا أيضا يقع في غالب الأسماء الحسنى هذا مثل الأول ، لكنه جاءت بعض الأسماء مقترنة مثل الرحمن الرحيم ، العزيز الحكيم ، الرؤوف الرحيم ، العليم الخبير ، اللطيف الخبير ، فجاءت مقترنةً ، لو أنك أفردت واحداً فقلت: يا لطيف ، الله لطيف ، الله خبير الله عليم ، فلا إشكال,, لكن نجد في القرآن مثلاً وفي السنة في كثير في المواضع جاءت مقترنةً مع غيرها وذلك كما أشرنا في بعض المناسبات يعطي كمالا أو وصفا ثالثاً فإذا قلنا هو اللطيف الخبير فاللطيف الذي يعلم دقائق الأشياء, والخبير هو الذي يعلم بواطن الأشياء وخفاياها ، فإذا اجتمع هذا وهذا,,, العزيز الحكيم فالعزة إذا اقترنت مع الحكمة فهذا كمال ثالث,, في المخلوقين العزة إذا وجدت وحدها تحمل على كثير من العسف والظلم والقسوة والقهر والتسلط بغير حق وما أشبه ذالك فيضع الأمور في غير مواضعها ويوقعها في غير مواقعها ، أما الله تبارك وتعالى فهو عزيز حكيم , عليم حكيم , إنما يتخلف الوقوع على الحق والصواب ، إما بسبب نقص العلم وإما بسبب نقص الحكمة.. قد يكون عنده علم لكنه لا يضع الأشياء في مواضعها فالله عز وجل عليم حكيم فهذا يعطي وصفا ثالثاً وهكذا... وتجدون هذا في كثير عند ختم الآيات في كتاب الله تبارك وتعالى فهذا لك أن تفرد الاسم و لك أن تقرنه بغيره سواء في حالة الدعاء أو في حال الثناء عليه أو الإخبار عنه.. فأنت مخير . - القسم الثالث وهي الأسماء المزدوجة: وذلك عند من يثبت لله عز وجل الأسماء التي تكون متقابلة ولابد فيها من الاقتران وقد ذكرنا لكم من قبل الكلام في هذه القضية - عند الكلام على ضوابط ما يطلق على الله عز وجل من الأسماء ، من أهل العلم من لا يعتبر هذا من الأسماء ومنهم من أثبته من الأسماء كشيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم ، , وابن القيم رحمه الله يقول في هذا النوع في نونيته : هذا ومن أسمائه ما ليس يفرد بل يقال إذا أتى بِقُرَانِ لابد من الاقتران ولا يكون كمالاً إلا مع الاقتران وهي التي تدعى بمزدوجاتها إفرادها خطرٌ على الإنسان إذ ذاك – يعني إذا أفردتها– موهم نوع نقصٍ جل رب العرش عن عيب وعن نقصانِ كالمانع المعطي وكالضار الذي هو نافع وكماله الأمران ونظير ذا القابض المقرون باسم الباسط اللفظان مقترنان وكذا المعز المذل وخافض مع رافع لفظان مزدوجان الخافض الرافع ، المعز المذل ، النافع الضار ، عند من أثبت هذا في باب الأسماء والمسألة ترجع إلى الضابط الذي ذكرناه . والعلماء مختلفون في هذه هل تعد من الأسماء الحسنى أم لا ؟ فمن أثبتها قال لا بد من الاقتران ، لا تقول الله الضار هكذا فقط ، تقول الله هو النافع الضار ، وما تقول الله هو المذل ، تقول هو المعز المذل ، ما تقول الله هو المانع ، تقول الله هو المعطي المانع . ما تكون كمالا إلا مع ذكر ما يقابلها ، هذه هي المزدوجات . وضابطها : ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابله . لأن الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله ولهذا ما جاءت مفرده ولم تطلق عليه إلا مقترنة . القاعدة الحادية والعشرين :: أن الصفات أربعة أنواع : نحن نتكلم عن الصفات من حيث هي ، الأوصاف من حيث هي ، بصرف النظر عن صفات الله عز وجل ، الصفات التي تطلق على الموصوفين - منها ما هو صفات كمال مثل الكرم ، العزة ، الحكمة ، العلم ، وما شابه ذلك هي صفة كمال من كل وجه . - ومنها ما يكون نقصا مثل : الظلم . - ومنها ما لا يقتضي كمالا ولا نقصا من حيث هو - ومنها ما يكون كمالا ونقصا باعتبارين : 1 – في حال يكون من قبيل الكمال 2 – وفي حال يكون من قبيل النقص . فالله تبارك وتعالى منزه عن صفات النقص كلها ، وفيما يتعلق بالأوصاف نحن نثبت له الأوصاف الكاملة من كل وجه ، ويُثبت له من الأوصاف التي تكون كاملة من وجه وناقصة من وجه يُثبت له الكامل منها فقط ، مثل ما يقال مثلاً : في الكيد (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) فالكيد في محله يكون كمالا ، وقد لا يكون كمالا في بعض المواضع فكما ذكرنا من قبل في معاني كون أسماء الله عز وجل الحسنى أن ما تحتمله من المعاني والأوصاف أننا نثبت لله عز وجل منها الأكمل ، أما ما كان ناقصا فإنه لا يثبت لله ، والله تبارك وتعالى ينزه عنه ، فهذه أربعة أنواع . التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 11-04-08 الساعة 11:18 PM |
15-03-08, 03:15 PM | #13 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
القاعدة الثانية والعشرون ::
أن من أسمائه الحسنى ما يكون دالا على عدة صفات ، ويكون ذلك الإسم متناولا لجميعها تناول الاسم الدال على الصفة الواحدة لها مثل : الكريم يدل على صفة واحدة وهي الكرم ، الرحيم يدل على صفة الرحمة . لكن هناك أسماء تدل على مجموعة من صفات الكمال ، من هذه الأسماء ما يدل على ثلاث صفات كمال ومنها ما يدل على أربع ومنها ما يدل خمس ومنها ما يدل على أكثر من ذلك . فمن أسمائه مثلا التي تدل على مجموعة من الأوصاف العظيم ، المجيد ، الصمد ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير (( الصمد )) هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع شرفه وسؤدده وهو الله سبحانه وتعالى ، وهذه صفة لا تنبغي إلا له ليس له كفواً احد (( ليس كمثله شيء )) سبحانه وتعالى لا يكافئه شيء ليس له كفوا وليس له نظير . أهـ فانظروا كيف فسر ابن عباس رضي الله عنهما (( الصمد )) بهذه المجموعة من الأوصاف الكاملة ، فما تستطيع أن تقول أن الصمد مثلاً مثل صفة الرحيم يدل على صفة الرحمة فقط ، وإنما يدل على مجموعة من الصفات الكاملة . وقل مثل ذلك بالنسبة للرب : هو السيد الذي قد كمل في سيادته ، والمربي لخلقه ، والمتصرف فيهم ، وما إلى ذلك من المعاني . ********* بعد ذلك ننتقل إلى قضية أخرى وهي ما يطلق على الله تبارك وتعالى من الصفات أو الأخبار والمقصود بالصفة : هي تلك الاطلاقات التي وردت بها نصوص شرعية تدل على وصف الله تبارك وتعالى بها وأما الخبر : فالمقصود به تلك الاطلاقات العامة الكلية التي لم يرد لوصف الله تبارك وتعالى بها دليل لا من الكتاب ولا من السنة وشرط جوازها كما ذكرنا من قبل أنها لا تحمل معاني غير لائقة بالله تبارك وتعالى, لا تشعر بذم ولا بنقص ولا عيب . فهذه الاطلاقات على الله تبارك وتعالى من جهة الصفة والخبر تنقسم إلى ستة أقسام : الأشياء التي نطلقها على الله عز وجل - منها ما يرجع إلى الذات سواء كان ذالك في باب الصفات أو في باب الإخبار الذي هو أوسع من باب الصفات .. مثلا: حينما تقول الله ذات أو الله شيء هذا من باب الخبر ليس من أسماءه تبارك وتعالى ذلك ، لكن هذا من باب الإخبار تقول: الله موجود فهذه الأشياء ترجع إلى الذات . - منها ما يرجع إلى صفات معنوية مثل: العلم .. القدرة.. السمع .. - ومنها ما يرجع إلى الأفعال مثل : الخالق.. الرازق .. - ومنها ما يرجع إلى التنزيه المحض مثل : القدوس ..السلام .. المقدس عن كل عيب ونقص, الطاهر من كل عيب لكن هذه كما قلنا يجب أن تكون متضمنة بثبوت كمال أضدادها فإذا قلت هو المنزه عن كل عيب هذا يقتضي أنه الكامل من كل وجه يعني الذي ثبتت له صفات الكمال . - النوع الخامس : وهو الاسم الدال على جملة أوصاف متعددة لا تختص بصفة معينه كما مثلنا بالصمد أي مثل الصمد. - النوع السادس : وهي الصفة الثالثة التي تحصل من اقتران الاسمين كما أشرت قبل قليل .. حينما يقول العزيز الحكيم نخرج بوصف ثالث ’’’ وهذا اتضح. ***** أيضا من المسائل التي تُذكر في هذا الباب ما يتعلق بأنواع الصفات التي يوصف ربنا تبارك وتعالى بها. يمكن أن نقسم الصفات باعتبارات مختلفة يعني أنت إذا نظرت إلى الشيء من جانبٍ معين تستطيع أن تقسمه إلى أقسام كما نقول في كثير من الدروس بأننا يمكن أن نقسم الإنسان مثلا: فنقول بالنسبة إلى الجنس ينقسم إلى ذكر وأنثى ، وبالنسبة للدين ينقسم إلى مؤمن وكافر ، وبالنسبة للصحة والاعتلال ينقسم إلى صحيح وعليل وهكذا .. فنحن حينما نقسم الشيء ننظر إليه من زوايا متعددة فينقسم باعتبارات مختلفة . فالصفات يمكن أن تنقسم باعتبارات مختلفة متعددة *** من حيث الإثبات والنفي : - هناك عندنا صفات ثبوتيه – وهي ما أثبته الله عز وجل لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم – مثل العزة , العلم , الحكمة , القدرة ، والضحك ، والكلام وما أشبه ذالك . - وهناك صفات سلبية – وهي ما نفاه الله عز وجل عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم – وهذه أوصاف نقص ينزه عنها تبارك وتعالى مثل : السنة و النوم (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) ولكن هذا كما قلنا يقتضي ثبوت كمال ضده ، فإذا قلت (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) فهذا يتضمن كمال حياته وقيوميته فالحياة التي تعتريها السِنَة والنوم حياة ناقصة والله تبارك وتعالى منزه عن ذلك .. النوع الثاني: من حيث التعلق بذات الله وأفعاله: الاعتبار الثاني الذي يمكن أن نقسم به الصفات نقسمها من حيث التعلق بذات الله وأفعاله : - فهناك صفات يقال لها الصفات الذاتية وهي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها مثل : العلم و القدر و الحياة والسمع و البصر و الوجه وهكذا اليدين فالله تبارك وتعالى هذه من صفاته الذاتية .. - وهناك صفات فعليه وهذه تتعلق بمشيئته وإرادته إن شاء فعلها وان شاء لم يفعلها كالمجيء و النزول و الغضب و الفرح و الضحك كل هذا ثبت بالأحاديث وبعضة ثبت في القران وهذه تسمى بالصفات الاختيارية . وأفعاله تبارك وتعالى نوعان : نوع لازم – نوع متعدي .. - فالاستواء على العرش و النزول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وهكذا الإتيان كل ذلك ثابت لله عز وجل وهو في الأفعال اللازمة .. - وهناك أفعال متعديه مثل : الإعطاء والخلق والرزق .. فهذه تتعدى إلى معطى – إلى مرزوق – إلى مخلوق ، الخلق يقتضي مخلوقا وهكذا . النوع الثالث: من حيث ثبوت الصفات والأدلة التي ثبتت بها : الاعتبار الثالث الذي يمكن أن نقسم الصفات بالنظر إليه هو من حيث ثبوت الصفات والأدلة التي ثبتت بها .. هناك ما يسمى بالصفات الخبرية وهذه التي تكون متوقفة على الخبر ,على الوحي , لا مدخل للعقل في إثباتها,, مثل ماذا ؟؟ حينما يخبرنا الله عز وجل بأن له وجه يليق بجلاله وعظمته – أو بأن له يدين – أو بأن له صفات : كالفرح – الضحك – الغضب ونحو ذلك .. هل يمكن أن نعرف هذا بالعقل ؟ أن الله يضحك مثلا ؟ لا .. هذا متوقف على النقل على السماع من الكتاب والسنة فقط . وهناك صفات يقال لها سمعيه عقليه بمعنى أن العقل يدركها لكن نحن لا نثبت لله عز وجل صفة لمجرد العقل وإنما طريق ذلك الوحي, لكن من الصفات ما يدركه العقل مثل ماذا ؟؟ الآن الحياة أليس ذلك قد جاء في المنقول وهو أيضا العقل يدل عليه ؟ العقل يدل عليه أن الله متصف بالحياة العلم القدرة الإدارة الخلق الرزق الإعطاء أليس ذلك كله يعرف بالعقل ؟ ما الذي خلق هذه السموات والأرض والجبال والناس وهذا الخلق العجيب الدقيق بهذه التفاصيل ؟ هو الله تبارك وتعالى فالعقل يدل على ذلك وهو ثابت أيضا في الكتاب والسنة فهذه يقال لها سمعيه عقليه يعني من جهة الدليل الذي عرفت به تنقسم بهذه الاعتبارات ... ****** والألفاظ لتي يعبر بها عن الله تبارك وتعالى في هذا الباب أيضا أقسام : 1 - منها ما يكون كمال مطلق لا نقص فيه بوجه من الوجوه فهذا يسمى الله به ويوصف به , طبعا لابد أن يكون ثابت في الكتاب أو السنة فهو كامل في ذاته وفي موضوعه ومتعلقه مثل السميع البصير فهذا ثابت في الكتاب والسنة وهي أوصاف كاملة من كل وجه في ذاتها وفي موضوعها ومتعلقها فهذه ثابتة لله تبارك وتعالى ويسمى الله بالسميع والبصير. 2 - وإما أن تدل على كمال في ذات اللفظ لا في موضوعه ومتعلقه لان الموضوع المتعلق منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم فيحتمل النقص بالتقدير فهذا لا يسمى الله به وإنما قد يوصف به أو يخبر به عنه ، فمثلًا الكلام هذا اللفظ من حيث هو يعتبر كمال لكن بالنظر إلى متعلقه قد يكون نقص وقد يكون كمال يتكلم بماذا ؟ الإنسان يوصف بأنه يتكلم ، لكن هذا الكلام قد يكون نقص بالنظر إلى متعلقه يعني ما يقع عليه الكلام ما يتكلم به الموضوع الذي يتحدث عنه قد يكون غيبه قد يكون كذب قد يكون نميمة فالكلام لا يكون كمال بالنظر إلى متعلقه في كل الحالات . فمثل هذا لا يسمى الله به مثل الإرادة ، الإرادة من حيث هي كمال أليس كذلك ؟ لكن بالنظر إلى متعلقها قد يكون يريد الخير وقد يريد الشر هذا بالنسبة للموصوف بها بإطلاق لا نتحدث عن الله عز وجل ، فإذا كان الوصف بالنظر إلى متعلقه أو موضوعه يكون تارة كمال وتارة نقصا فإن الله لا يسمى به فلا يقال الله من أسمائه المريد . المشيئة كمال من حيث هي لكن بالنظر إلى متعلقها قد تكون المشيئة للخير وقد تكون المشيئة للشر وقد تكون نقصا وقد تكون كمالا بالنظر إلى موضوعها ولهذا لا نسمى الله عز وجل بالشائي وهكذا ... وقد تكون دالة على الكمال والنقص في ذاتها فهي تحتمل الكمال والنقص في معناها نفسه فهذا لا يطلق على الله عز وجل وإنما يذكر مقيداً مثل المكر والكيد والاستهزاء والمخادعة (( يخادعون الله وهو خادعهم )) (( يمكرون ويمكر الله )) (( الله يستهزئ بهم )) فهذه إنما تكون كمال بما قيدت به فقط ولهذا لا يسمى الله تبارك وتعالى بشيء من ذلك . انتهينا من القواعد . ****************************************************** ننتقل إلى الخامس عشر وهي لفته وفي ضمنها دعوة إلى التأمل فيما يذكره الله تبارك وتعالى لنا في كتابه مما نجده في كثير من الآيات من تذييل الآيات الأسماء الحسنى وهذا له دلالة ينبغي أن يتدبر الإنسان وان يتفطن لهذا المعنى فإذا تأملت هذه الأسماء التي تختم بها الآيات فانك يمكن أن تستخرج جملة أمور الأمر الأول أن ذلك يكون تارةً للدلالة على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه الحسنى ومرتبط بها وإليكم هذا المثال من سورة الحج من الآية ( من 59 إلى 65 ) انظر ما ذكر الله تبارك وتعالى فيها الله عز وجل يقول لما ذكر الذين هاجروا في سبيله ثم قتلوا أو ماتوا وعد بأنه سيرزقهم رزقا حسنا قال (( ليدخلنهم مدخلا يرضونه وان الله لعليم حليم )) فختم هذه الآية بالعليم الحليم ، وهذا يقتضي علمه بنياتهم الجميلة وأعمالهم الجليلة هؤلاء هاجروا ثم قتلوا أو ماتوا ومقاماتهم العالية الشامخة فيجازيهم على ذلك بالفضل العظيم ويعفوا ويحلم عن سيئاتهم فكأنهم ما فعلوها ، ولهذا قال وان الله لعليم حليم ، عليم بأعمالهم وما خرجوا من اجله وما لاقوا من الشدائد والمشقات والأذى في سبيله ، وهو حليم لا يعاجل عدوهم بالعقوبة وإنما يمهل وهو أيضا يحلم عن سيئاتهم وتقصيرهم وجناياتهم . ثم قال الله تبارك وتعالى بعدها (( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور )) هؤلاء الذين أوذوا واُخرجوا من ديارهم وأخذت أموالهم وأصيبوا في أبدانهم إذا حصل منهم انتقام فليس عليهم في ذلك حرج (( لينصرنه الله إن الله لعفو غفور )) فختم بهذين الاسمين فانه أباح المعاقبة بالمثل وندب إلى مقام الفضل وهو العفو وعدم معاقبة المسيء وانه ينبغي لكم أن تعبدوا الله بالاقتداء والعمل بهذين الوصفين لتنالوا عفوه ومغفرته فهو العفو الغفور ، يقول من انتقم لا حرج عليه ثم قال لهم في أسمائه إن الله لعفو غفور يرشدهم إلى العفو الغفر وإنها لمرتبه أعلى . ثم قال بعدها (( ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير )) وهذا يقتضي سمعه لجميع أصوات ما سكن في الليل والنهار وبصره بحركاتهم على اختلاف الأوقات وتباين الأحوال, ثم قال (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )) وذلك لأن علوه المطلق وكبريائه وعظمته ومجده تضمحل معها جميع المخلوقات ويبطل معها كل ما عبد من دونه وبإثبات كمال علوه وكبريائه يتعين أنه هو الحق و ما سواه هو الباطل هو الكبير العلي وما دونه فزيف أو زيوف لا اعتداد بها من الآلهة المدعاة ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى . ثم قال بعده (( الم ترى أن الله انزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير )) فذكر هذين الاسمين اللطيف و الخبير الدالين على سعة علمه ودقيق خبرته بالبواطن كالظواهر. ثم قال (( له ما في السموات وما في الأرض وان الله لهو الغني الحميد )) فختم بهذين الاسمين الغني الحميد بعدما ذكر ملكه للسموات والأرض وما فيها من المخلوقات وانه لم يخلقها لحاجة منه فإنه الغني غناً مطلق .. خلقها لا ليتكمل بها سبحانه وتعالى فهو الحميد الكامل ليدل خلقه على أنهم جميعاً فقراء إليه من جميع الوجوه وذلك يستوجب عليهم أن يعرفوه بأنه الحميد في أقداره والحميد في شرعة والحميد في جزاءه فله الحمد المطلق ذاتاً وصفاتا وأيضا وأفعالا, ثم قال (( ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم )) ختم بهذين الإسمين الرؤوف والرحيم فإن من رأفته ورحمته تسخيره المخلوقات لبني آدم وحفظ السموات والأرض وإبقائها وإمساكها لئلا تزول فتختل مصالحهم .. ومن رأفته ورحمته أن سخر لهم البحار لتجري الفلك في منافعهم ومصالحهم فرحمهم حيث خلق لهم المسكن وأودع لهم فيه كل ما يحتاجونه وحفظه عليهم وأبقاه وهكذا انظر إلى الآيات عموما في كتاب الله عز وجل تجد أشياء من هذا .. الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في القواعد الحسان ذكر ذلك وتكلم عليه بكلام جميل فليراجع . أمر آخر مما يمكن أن نستخرجه من النظر والتأمل في ختم الآيات بالأسماء الحسنى : إن الله يذكر ذلك ليبين أن الحكم المذكور بالآية له تعلق بالاسم فيكون هذا الاسم كالتعليل للحكم انظروا مثلاً لقوله تعالى حينما قال موسى لقومه (( يا قومي إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )). وإن هنا تشعر بالتعليل تاب عليكم . كـأنه يقول لأنه هو التواب الرحيم أمر ثالث : إن الله قد يذكر الاسم في آخر الآية دون ذكر الحكم والجزاء فيها تنبيهاً لعباده أنهم إذا عرفوا الله بذلك الاسم العظيم عرفوا ما يترتب عليه من أحكام وان ذلك الحكم من آثار هذا الاسم. مثال : بعدما ذكر الله جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا قال : (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فأعلموا أن الله غفور رحيم ))ما قال إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاتركوهم أو فأعفوا عنهم ما ذكر الحكم في هؤلاء الذين تابوا قبل التمكن منهم لكنه قال (( فأعلموا أن الله غفور رحيم )) بمعنى اتركوهم.. وهذا ظاهر على كل حال من الآية .. أمر الرابع : يمكن أن نستنبطه وهو أن الله قد يختم بعض الآيات بالأسماء الحسنى تعليلا للأمر الوارد في الآية أو تعليلا للنهي الوارد فيها ، مثالا على تعليل الأمر (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم )) والله عز وجل يقول (( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود )) لماذا نستغفره ونتوب إليه ؟؟ من اجل أن يرحمنا فختم الآية بهذين الاسمين ليكون ذلك تعليلا للأمر بالاستغفار والتوبة وفيه حث عليهما . الأمر الخامس : وهو أن الله قد يختم بعض الآيات التي فيها دعاء باسم واحد أو اسمين يتناسبان مع الدعاء المطلوب وهذا من الأدب في دعاء الله عز وجل بأسمائه الحسنى.. الله يقول (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم )) وقال تعالى (( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب )) هبنا إنك أنت الوهاب . الأمر السادس : إن بعض الآيات تختم باسمين مختلفين تماما في المعنى وذلك لإفادة حكمين مختلفين وردا في الآية فيتعلق مقتضى الاسمين بكل من الحالتين والحكمين المختلفين كل اسم بما يناسبه ، انظر مثلا الله سبحانه وتعالى يقول بعد ما يذكر قصص الأنبياء في سورة الشعراء : (( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )) فكل قصة من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تضمنت نجاة النبي وأتباعه وهذا بلطف الله ورحمته وتضمنت إهلاك المكذبين لهم وذلك من آثار عزته فإذا ذكر قصة نبي قال (( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )) بعزته قهر هؤلاء المكذبين وبرحمته نجا المؤمنين فذكر العزة والرحمة مع إن الغالب إن الذي يذكر مع الرحمة المغفرة هنا ذكر معها العزة لان الآيات تضمنت هذا وهذا . الأمر السابع : إن بعض الآيات قد تختم أحيانا ببعض الأسماء التي قد يتوهم السامع أنه لا مناسبة بينها وبين موضوع الآية أو الدعاء الوارد فيها إن كان فيها دعاء أو نحو ذلك ، لكن الواقع انه في غاية المناسبة فمثلاً : في سورة المائدة فيما قص الله عز وجل من خبر عيسى صلى الله عليه وسلم في الآخرة ، فعيسى عليه الصلاة والسلام حينما يسأله ربه تبارك وتعالى (( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ........ إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم )) قد يتبادر إلى كثير من الأذهان أنه هنا يقال الغفور الرحيم فلماذا قال العزيز الحكيم ؟؟ قد أجبنا عن هذا في بعض المناسبات بان هذا المقام مقام يغضب فيه الرب تبارك وتعالى غضباً لم يغضب قبل مثله ولن يغضب بعده مثله وهؤلاء نسبوا له الصاحبة والولد وجاءوا بهذا الإجرام العظيم , فعيسى صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يجعل نفسه مدافعا عنهم محاميا عنهم في ذلك المقام ويطلب لهم المغفرة والرحمة وإنما يقول هؤلاء عبادك بين يديك إن غفرت فأنت الغفور الرحيم وان عذبت فانك أنت العزيز الحكيم وهناك معنى آخر وهو أنك إن غفرت فليس ذلك عن عجز بالمؤاخذة و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم تغفر وأنت قادر عليهم وعلى معاقبتهم وأخذهم .. الأمر الثامن والأخير : وهو أن من ألطف مقامات الرجاء أن يذكر الله أسباب الرحمة وأسباب العقوبة ثم يختمها بما يدل على الرحمة وهذا تجدونه في مواضع كثير في القران الله سبحانه وتعالى يقول (( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) لم يقل مثلا العزيز القوي لا قال (( والله غفور رحيم )) يقول مثلا (( ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما )) فهذا يدل على أن رحمة الله عز وجل قد سبقت غضبه جل جلاله .. ***********************
التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 11-04-08 الساعة 11:31 PM |
15-03-08, 03:16 PM | #14 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
ننتقل بعد ذلك إلى السادس عشر
وهو ما يتعلق بأهمية معرفة الأسماء الحسنى والصفات العلى . أقول أولاً أيها الأحبة العلم بذلك هو اشرف العلوم ، الناس قديماً وحديثا أولعوا بالعلم والمعرفة والاكتشاف والبحث حتى الصغير يكسر اللعبة وما يقع في يده.. ليكتشف ما الذي يحصل , ويضع يده على النار ويضع في فمه كل ما يقع في يده ليكتشف هذا الذي وجده ما هو ، فهذه غريزة في الإنسان . والناس يتنافسون في مراكز الأبحاث في العالم الذين يقدرون البحث والعلم والمعرفة وينفقون عليها الأموال الطائلة المليارات كل ذلك من أجل المزيد من العلوم والمعارف ، فينقبون ويبحثون ويرسلون الآلات والمراكب الفضائية والغواصات ويجوبون القفار ويبحثون في باطن الأرض وفي كل مكان من أجل الاكتشاف والمعرفة والوصول الى العلم والحقيقة وما إلى ذلك . وتفرعت العلوم وتنوعت وكثرت التخصصات وانتسب إليها الخلائق الذين لا يحصيهم إلا الله تبارك وتعالى بألوان المعارف الدقيقة حتى صار التخصص ينقسم إلى تخصصات فرعية جزئية يمكن أن ينقسم الواحد منها أيضا إلى تخصصات . وهذه علوم تتفاوت في شرفها تفاوتا عظيما . أقول إذا كان الأمر كذلك أيها الأحبة والناس يتسابقون في العلم والمعرفة فالعلم بالله وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم على الإطلاق ومع ذلك نجد الخلق عنه في غفلة إلا من رحم الله تبارك وتعالى فأين الذين يتنافسون في هذا ؟؟ ليتعرفوا على الله عز وجل من خلال ما ذكره من أسمائه وصفاته وما ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم . أين الانكباب على دراسة هذه الأشياء ومعانيها وما لها من الآثار العظيمة في النفس والخلق والشرع ؟! فهذا العلم أيها الأحبة مطلوب لنفسه مرادٌ لذاته ، فالله عز وجل يقول : (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )) فأخبر أنه خلق السموات والأرض ونزل الأمر بينهن لِيُعْلَم أنه بكل شيء عليم.. ليعلمنا أنه عالم عليم بكل الأشياء وانه على كل شيء قدير فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة : أن يعلموا أن الله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه فهو الذي يستحق التأليه وحده والعبادة فالله يقول (( فاعلم انه لا اله إلا الله )) فالعلم بوحدانيته تعالى وأنه لا إله إلا هو مطلوب لذاته وإن كان لا يُكتفى به وحده بل لابد معه من عبادته وحده لا شريك له فهما أمران مطلوبان لأنفسهما أن يُعرف المعبود بأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه وأن يُعبد بموجب ذلك ومقتضاه . وعلى كل حال كما ذكرنا بأن شرف العلم بشرف المعلوم وشرف العلم بشرف متعلقه فلما كان الطب مثلا الذي يتعلق ببدن الإنسان أشرف من الطب الذي يتعلق ببدن الحيوان فالطبيب البشري أشرف من الطبيب البيطري بالمهنة , والذي يعمل بالمعادن و يشتغل بالذهب غير الذي يشتغل بالحديد فهذا حداد وهذا صائغ للذهب فصنعة هذا أفضل من صنعة هذا , والذي يشتغل الطب ويشتغل بطبابة القلوب اشرف من الذي يشتغل بطبابة مثلا الجلد أو اشرف من الذي يشتغل بطبابة الركبة وهذا أمر معلوم والأطباء يعرفون هذا على كل حال هذا في كل التخصصات وفي كل العلوم فشرف العلم تابع لشرف معلومه . ولا ريب أن أشرف معلوم وأعظمه وأكبره وأكرمه هو الله تبارك وتعالى الذي لا اله إلا هو رب العالمين وقيوم السموات والأرضين فأصل كل معلوم ومنشأه هو العلم بالله تبارك وتعالى فمن عرف الله عرف ما سواه ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل كما قال الله تعالى (( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم )) والقرآن كما نشاهد لا تكاد تخلوا آية من آياته من صفة لله سبحانه وتعالى أو اسم من أسمائه الحسنى كما يقول الشيخ تقي الدين ابن تيميه رحمه الله بأن القرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر من ما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة مثلا والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدراً من آيات المعاني لان أعظم آية في القران هي آية الكرسي المتضمنة لجملة من أسماء الله وصفاته الكاملة، وذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم لما قال لأبي بن كعب أتدري أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال : الله لا اله إلا هو الحي القيوم وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنك العلم أبا المنذر يعني هنيئا لك بالعلم حينما عرفت ووقعت على هذا المعلوم على هذه المعرفة التي ميزت بها هذا التمييز . وأفضل سورة في القران هي أم القران الفاتحة كما في حديث أبي سعيد ابن المعلى في الصحيح لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم انه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القران مثلها وهي السبع المثاني والقران العظيم الذي أوتيته وفيها من ذكر أسماء الله وصفاته أعظم مما فيها من ذكر المعاد كما لا يحفى . وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قل هو الله احد تعدل ثلث القران وقل هو الله احد إنما هي في صفة المعبود جل جلاله. والأمر الثاني مما يدل على أهميتها ، أهمية معرفة الأسماء والصفات أن ذلك هو أساس الإسلام ، الإيمان بأسماء الله وصفاته هو أساس الإسلام ، وهو الطريق إلى معرفة الله عز وجل فهذا هو أصل الدين وسر العبودية كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وأساس الهداية وأفضل ما اكتسبته القلوب وحصّلته النفوس وأدركته العقول وذلك أن معرفة الله جل جلاله هو غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد والوصول إليه غاية المطالب بل هذا كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الإلهية . كما إن سر العبودية وغايتها وحكمتها إنما يطلع عليها من عرف صفات الرب جل جلاله ولا نعطلها وعرف معنى الإلهية وحقيقتها كما يقول ابن القيم , وبهذا نعرف أن أجل الفوائد أيها الأحبة وأشرفها ما دل عليه الكتاب العزيز من معرفة الله بصفات كماله ونعوت جلاله وآياته ومخلوقاته ومعرفة ما يترتب على ذلك من عبادته وطاعته وتعظيم أمره ونهيه فهذان الأصلان هما زبدة الرسالة ومقصود النبوة ومدار الأحكام عليهما ، وإذا شاء العباد أن يعرفوا ربهم ومعبودهم ويزدادوا به علماً فليس أمامهم من طريق إلا التعرف عليه عبر النصوص الواصفة له والمصرحة بأفعاله وأسمائه ، لان الله غيب لا يرى في الدنيا ، كيف نعرفه إلا عن طريق النظر في معاني الأسماء الحسنى والصفات الكاملة ، والله تبارك وتعالى أوجز في القرآن خلاصة الرسالات السماوية في آية واحدة وهو قوله : (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون )) وقال أيضا موجزاً خلاصة ما أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله (( قل إنما يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون )) فمفتاح الدعوة الإلهية معرفة الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى لأنه كما قال شارح الطحاوية _ لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا لذة ولا سرور ولا أمان ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بما سمى به نفسه أو وصف به نفسه ويكون أحب إليها مما سواه ويكون سعيها فيما يقربها إليه ويدنيها من مرضاته فبعث ربنا تبارك وتعالى الرسل وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود الحق بأسمائه وصفاته وأفعاله - فهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه كما يقول ابن القيم يكلم ملائكته ويدبر مملكته ويسمع أصوات خلقه ويرى أفعالهم وحركاتهم ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم يأمر وينهى ويرضى ويغضب ويحب ويسخط ويضحك من قنوطهم وقرب غِيَرِه يجيب دعوة مضطرهم ويغيث ملهوفهم ويعين محتاجهم ويجبر كسيرهم ويغني فقيرهم ويميت ويحيي ويمنع ويعطي ويؤتي الحكمة من يشاء مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير ,,كل يوم هو في شأن,, يغفر ذنبا ويفرج كربا ويفك عانيا وينصر مظلوما ويرحم مسكينا ويغيث ملهوفا ويسوق الأقدار إلى مواقيتها ويجريها على نظامها ويقدم ما يشاء تقديمه ويؤخر ما يشاء تأخيره فالأمور كلها بيده وكيف تصمد القلوب إلى من ليس كما يقول أهل الكلام من ليس بداخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه ، وكيف تأله القلوب من لا يسمع كلامها ولا يرى مكانها ولا يُحِبُّ ولا يُحَبُّ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وقد ذكر أبو القاسم الاصبهاني صاحب كتاب الحجة نقل عن بعض أهل العلم يقول لو أن رجلا أراد أن يتزوج إلى رجل أو يزوجه أو يعامله طلب أن يعرف اسمه وكنيته واسم أبيه واسم جده وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فالله الذي خلقنا ورزقنا نرجو رحمته ونخاف من سخطته أولى أن نعرف أسمائه ونعرف تفسيرها . فالمقصود أيها الأحبة انه لا يستقر للعبد قدمٌ في المعرفة بل ولا في الإيمان حتى يؤمن بصفات الرب جل جلاله ويعرفها معرفة تخرجه عن حد الجهل بربه ، فالإيمان بالصفات وتعرّفها هو أساس الإسلام وقاعدة الإيمان وثمرة شجرة الإحسان كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في المد ارج . والتوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام نوعان : 1 – نوع في العلم والاعتقاد 2- ونوع في الإرادة والقصد ويسمى الأول التوحيد العلمي والثاني التوحيد القصدي والإرادي لتعلق الأول بالإخبار والمعرفة والثاني بالقصد والإرادة ، ومدار النوع الأول من التوحيد على إثبات صفات الكمال لله تبارك وتعالى وعلى نفي التشبيه والمثال عنه وتنزيهه عن العيوب والنقائص . بل قال الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله بأن الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها يتضمن أنواعا من التوحيد الثلاثة توحيد الإلوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات وهذه الأنواع هي روح الإيمان وروحه وأصله وغايته ، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه . والمقصود أيها الأحبة أنه على أساس العلم الصحيح بالله وبأسمائه وصفاته يقوم الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص وتُبنى مطالب الرسالة فهذا التوحيد هو أساس الهداية والإيمان وهو أصل الدين الذي يقوم عليه ، ولذلك فانه لا يُتصور إيمان صحيح ممن لا يعرف ربه فهذه المعرفة لازمة لإنعقاد أصل الإيمان وهي مهمة جداً للمؤمن لشدة حاجته إليها لسلامة قلبه وصلاح معتقداته واستقامة أعماله . وقد جعل الله عز وجل منكر صفاته مسيء الظن به وتوعده بما لم يتوعد به غيره من أهل الشرك والكفر والكبائر فقال(( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين )) ظنوا أن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون فأرداهم هذا الظن وقد قال الله عز وجل في الظانين به ظن السوء (( عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا )) الذي لا يعرف الله معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته قد يسيء الظن به ، ولمّا كان أحب الأشياء إليه تبارك وتعالى حمده ومدحه والثناء عليه بأسمائه وصفاته وأفعاله كان إنكارها وجحدها أعظم الإلحاد والكفر به وهو شرٌ من الشرك كما يقول الحافظ ابن القيم : المعطل شَرٌّ من المشرك لأنه لا يستوي من جحد صفات الملك وجحد ملكه وجحد أوصافه الكاملة لا يستوي هذا مع من أشرك به غيره ، فهذا الأول الذي جحد أوصاف الكمال عطله من كل شيء وذاك المشرك أثبت له أوصافا ولكنه جعل له شريكا آخر على كل حال يذكر ابن القيم رحمه الله أن جميع الشرك الموجود في العالم أن أصله يرجع إلى التعطيل وهذا إذا تأملته تجده صحيحا ، ويقول الإمام الدارني: لن يدخل الإيمان قلب رجل حتى يعلم أن الله لم يزل إلها واحدا في جميع أسمائه وصفاته . بل إن ابن القيم رحمه الله يقول وهذا باب حرام على الجهمية المعطل أن يلجه إلى الجنة حرام عليه ريحها . ذكرنا هنا قضيتين مما يبين أهمية معرفة الأسماء والصفات . الأسئلة: في الدرس الماضي قال أحد الأخوان بأن اسم الستير بفتح السين وذكرت أني سأراجعه وقد راجعته.. فيه رويتان : بكسر السين وتشديد التاء مكسورة (سِتِّير) قال المناوي: ستير بالكسر والتشديد. وبعضهم فتح السين وكسر التاء مخففة (سَتِير). هل البديع من أسماء الله؟ (( بديع السماوات والأرض)) البديع هكذا بإفراده ليس من أسماء الله عز وجل وبعضهم قال إن من أسمائه كما ذكرنا بعض العلماء يثبت بالإضافة أو بالتقييد بعض الأسماء مثلا بديع السماوات والأرض بعضهم جعله من الأسماء. ما جاء مضافاً كـ ((خير الوارثين)) ؟ أخذ بعض العلماء منه اسم الوارث , الله عز وجل يقول ((ونحن الوارثون)) فكثير من أهل العلم ذكر هذا في أسماء الله الحسنى ولكن هذا يرجع الى ما ذكرته قبل في الضابط, فمن قال إن المضافة أو المقيدة أو نحو ذلك لا تدخل في الأسماء لم يعتبره . وهكذا ((أسرع الحاسبين)) فهل يُقال الحاسب؟ لا , كثير من أهل العلم ذكر الحاسبين والله عز وجل يقول (( وكفى بنا حاسبين )) بصيغة الجمع المفيدة للتعظيم (( وكفى بالله حسيبا)) الافراد فذكروا الحسيب ذكره كثير أكثر من تكلم عن الأسماء الحسنى يذكر الحسيب في جملة الأسماء. و كـ (( إنا من المجرمين منتقمون)) هل المنتقم ؟ المنتقم ليس من أسماء الله عز وجل . و كـ (( نور السماوات والأرض)) ؟ هذا ذكره بعض أهل العلم كما ذكرت في إجابات سابقة ذكره شيخ الإسلام وابن قيم والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي وفي كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني الأسماء الموجودة فيه قال أنه قرأها على الشيخ بن عبد العزيز بن باز وأقرها وما قال إنه ليس من أسمائه أزلتها , فهي مُقرة من الشيخ رحمه الله , فالحاصل أنه ذكر من جملة الأسماء نور السماوات والأرض بهذا القيد على كل حال ابن قيم صرح في عدد من كتبه منها النونية أن النور من أسماء الله تبارك وتعالى هل لابد في الأسماء المضافة أن يطلق الإسم كاملاً بالإضافة؟ هذا تكلمنا عليه أم يجوز الإقتصار على المضاف والمضاف إليه؟ من قال إن المضافات تطلق على الله عز وجل فهو بالإضافة جاء عن الإمام أحمد يا دليل الحائرين , هل هذا من الأسماء أم لابد أن يكون الدعاء في كتاب الله؟ بالنسبة للدعاء الأفضل والأكمل أن يكون مما ورد في الأسماء الحسنى, لكن من الناس من يتوسع في هذا فيذكر ما يصح إطلاقه في باب الخبر , فيقول مثلاً يا واهب ومعطي ويا مانح الخير امنحني أو يا مانح الذرية امنحني ذرية , بعض الناس يقول هذا والأحسن أن يدعو الله بأسمائه الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة والله تعالى يقول : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ...)) تبقى شيء يسير سنأتي به قريباً بإذن الله
التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 13-04-08 الساعة 12:25 AM |
17-03-08, 04:11 PM | #15 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
22-05-2007
المشاركات: 7,201
|
تفريغ الدرس الرابع بواسطة زمن الغربة جزاها الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين . أما بعد ... فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسال الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا المجلس نافعا مباركا مقربا إلى وجهه الكريم ، وان يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته . أيها الأحبة : ذكرنا في المجالس الثلاثة السابقة خمس قضايا مما يتعلق بهذه المقدمات وفي هذه الليلة نذكر القضية السادسة وما يتيسر ذكره بعدها بإذن الله تبارك وتعالى . فالسادس أيها الأحبة : هو في الكلام على الحكمة على من حصر الثواب المخصوص الوارد في الحديث الذي اشرنا إليه سابقا (( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )). ما الحكمة من حصر الثواب المخصوص بهذا العدد المعين ؟ العلماء تكلموا في هذه المسألة ، وحاول بعضهم أن يستنبط توجيها لذلك . ولكن ذلك لا ينبني على دليل ، ومثل هذه الأمور إنما تؤخذ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم . والله تبارك وتعالى لم يخبرنا عن شيء من هذه العلل التي ذكرها العلماء رحمهم الله . ولهذا يقال وهو قول الأكثرين بان ذلك تعبد لا يُعْقلْ معناه كما في عدد الصلوات الخمس ، لا يُعْقلْ معناه بالنسبة إلينا وإلا فلا شك أن له معنى وان الله تبارك وتعالى يعلمه ولكن نحن لا نعقل ذلك لا تصل إليه عقولنا والتعليلات كما هو معلوم - منها ما يكون خفيا على العباد أي أن العلة يقال عنها تعبدية لا تظهر للناس فهذه الواجب فيها التسليم والانقياد والتصديق وتفويض ما خفي علينا إلى عالمه جل جلاله . والنوع الثاني وهي العلل المستنبطة وهذه أيضا على مراتب - منها ما يكون ذلك ظاهرا - ومنها ما يكون ظهوره اقل ، فتارة نجزم بان هذه هي العلة كعلة مثلا تحريم الخمر – نقول العلة في ذلك الإسكار – لا للونه ولا لرائحته ولا لأنه يلقي بالزبد وإنما لأنه يسكر فحيث وجدت العلة وجد التحريم في كل مشموم أو مطعوم أو مشروب أو يتعاطى بطريقة أخرى كالوخز بالإبر فهذا كله يحرم مما يحصل به تغيير العقل . - وهناك علل أبانها الشارع ونص عليها وهذه لاشك إننا نعلمها من بيان الشارع لها . سابعاً : في ذكر الروايات التي سردت الأسماء الحسنى . حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )) رواه عن أبي هريرة رضي الله عنه خمسة من التابعين والكلام فيه وفي تخريجه يطول ، ولكن ذلك لا حاجة إليه ، لإن الحديث مُخَرَجٌ في الصحيحين . والحديث إذا أخرجه الشيخان – أعني البخاري ومسلم – رحمهم الله فإنه يكون قد جاوز القنطرة . لا نحتاج أن نذكر إسناده أو نتكلم على هذه الطرق أو نشرحها فهو مخرج في الصحيحين . لكن الكلام أيها الأحبة على الروايات التي جاء فيها بعد هذا الحديث سرد للأسماء الحسنى فتلك في غير الصحيحين . وهذه الروايات لاسيما رواية الترمذي ، انتشرت بين الناس وصار بعض المصنفين يضع ذلك في أول كتابه ، وطبعها آخرون وصارت تعلق على الجدران ، وأعتمدها بعضهم فيما يضعه في أول العام من التقاويم والرزنامات ونحو ذلك . وصارت بذلك السياق يقرأها الصغير والكبير ، العامة والخاصة ، وكثير من الناس لا يميز . فهذه الروايات حديث أبي هريرة الذي جاء فيه سرد هذه الأسماء ، جاء من ثلاثة طرق الأول هو طريق عبد العزيز ابن الحصين وهذا أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ، والحاكم في المستدرك الطريق الثاني وهو طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني وهذا الطريق أيضا هو عن أبي هريرة ، فهذا أخرجه ابن ماجه الطريق الثالث وهو المشهور جدا وهو طريق الوليد ابن مسلم الدمشقي وهذا مخرج عند الترمذي وابن مندى في التوحيد والبيهقي في السنن والاعتقاد وفي كتابه أيضا في الأسماء والصفات ، وهكذا أخرجه الحاكم والبغوي في شرح السنة وغير هؤلاء. فهذه الطرق الثلاثة أيها الأحبة ليس شيء منها في الصحيحين . الطريق الأول مداره على عبد العزيز أبن الحصين ، وعبد العزيز أبن الحصين هذا ضعّفهُ أهل العلم في الرواية ، حتى قال الأمام مسلم صاحب الصحيح قال عنه : ذاهب الحديث ، وضعفه أيضا ابن معين وآخرون بل قال الحافظ أبن حجر رحمه الله : متفقٌ على ضعفه . والطريق الثاني وهو عن عبد الملك بن محمد الصنعاني وهذا أيضا لا يحتج بحديثه كما قال ذلك الأئمة النقاد . والطريق الثالث مداره على الوليد بن مسلم الدمشقي . والوليد بن مسلم الدمشقي معروف بالتدليس ، بل اشتهر وعرف وكثُرَ تمثيل العلماء به على شر أنواع التدليس وهو تدليس التسوية . قال عنه الحافظ أبن حجر رحمه الله ثِقَةٌ لكنه كثير التدليس والتسوية . فهو عندهم ثقة إذا صرح بالسماع ، وهو في هذا الحديث قد صرح به حيث عبر ( بـ... أخبرنا ) . والوليد أبن مسلم الذي جاء في روايته عند الترمذي وغيرها كما عرفتم سرد الأسماء الحسنى ، جاء في بعض الروايات عنه الحديث مجرداً عن ذكرها . إذا ليست كل الروايات عن الوليد أبن مسلم فيها سرد الأسماء الحسنى ، وإنما ذلك في بعضها ، فكان تارةً يرويه مع سرد الأسماء وتارةً يرويه من غير هذا السرد . الحديث ضعّفه أهل العلم من جهات متعددة ، تكلموا عليه من جهة المتن ، وذكروا أموراً قادحة ، فمن ذلك ما ذكره الحافظ أبن حجر رحمه الله في الفتح يقول : وليست العلة عند الشيخين – يعني البخاري ومسلم – تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه – في الحديث – والاضطراب ، كما سيأتي الاضطراب في المتن وتدليسه واحتمال الإدراج وغيرها من العلل . أما الاختلاف بين الروايات والاضطراب بينها فهذا حاصل بين الطرق الثلاثة التي أشرت إليها – التي فيها سرد الأسماء الحسنى – فلم تتفق روايتان على الأسماء المذكورة اتفاقا كاملا بل تفاوتت ، كما أن الروايات عن الوليد بن مسلم نفسه بينها اختلاف واضطراب . فالرواية المشهورة عن الوليد بن مسلم وهي التي أخرجها الترمذي قد خالفها رواية أخرى عند الطبراني عن الوليد بن مسلم ، ففي رواية الطبراني وقع اختلاف بينها وبين رواية الترمذي في عدة أسماء فمثلاً : القائم الدائم بدل من القابض الباسط في رواية الوليد نفسه أختلف الشديد بدل الرشيد ، الأعلى ، المحيط ، مالك يوم الدين ، بدل من الودود المجيد الحكيم ، وهكذا أيضا عند أبن حبان الرافع بدل المانع وفي صحيح أبن خزيمة في رواية صفوان أيضا مخالفة في بعض الأسماء قال الحاكم بدل الحكيم ، القريب بدل الرقيب ، المولى بدل الوالي ، والأحد بدل المغني هذا كله عن الوليد أبن مسلم . أما رواية الوليد أبن مسلم عن زهير أبن محمد التميمي وقع فيها مخالفة في 23 أسما ليس في رواية زهير أبن محمد التميمي - الفتاح ، القهار ، الحكم ، العدل ، الحسيب ، الجليل ، المحصي ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، البر ، المنتقم ، المغني ، النافع ، الصبور،البديع ، الغفار ، الحفيظ ، الكبير ، الواسع ، الأحد ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام – وذكر بدلاً منها الرب ، الفرد ، القاضي ، القاهر ، المبين ، السابق ، الجميل ، البادي ، القديم ، البار ، الوفي ، البرهان ، الشديد ، الواقي ، القدير ، الحفاظ ، العادل ، المعطي ، العالم ، الأحد ، الأبد ، الوتر ، ذو القوة – هذا كله من روايات الوليد أبن مسلم ، الرواية جاءت عنه بهذا الاختلاف والتفاوت ، فضلا عن الروايات الأخرى . ولهذا ذكر بعض أهل العلم أن هذا السرد في رواية الوليد أبن مسلم أنها من جمعه هو هو الذي جمع هذه الأسماء وكان سردها بعد رواية الحديث فتارةً يتغير اجتهاده فيذكر بعض الأسماء بدلاً مما ذكره في مقام آخر فجاءت متفاوتة . الشاهد أن هذه الأسماء المسرودة الراجح أنها ليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هي مدرجة . ومعنى مدرجة أنها جاءت بعد صياغة الحديث أي بعد رواية الحديث من غير فاصل يبين أنها ليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم أي من قول الراوي مثلاً تعرفون الإدراج فيلتبس على السامع هل هذا من جملة قول النبي أو هذا من إضافة الراوي . حديث أبي هريرة رضي الله عنه مثلاً المشهور في الوضوء لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن أمته يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء )) قال فمن أستطاع منكم أن يطبل غرته فليفعل . هل هذا القول من أبي هريرة أو من قول النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بعض أهل العلم قالوا هذا مدرج من قول أبي هريرة رضي الله عنه هو الذي فهم هذا ولذالك كان يغسل اليد حتى الإبط والقدم حتى الركبة فهم هذا وهذا الفهم رده عامة أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم فهذا يقال له إدراج ، وهكذا حينما يذكر الراوي الحديث ثم بعد ذلك يذكر جملة من عنده فيسمعها بعض من يسمعها ويظنونها من جملة الحديث مثال : ((من طال قيامه بالليل حسن وجهه بالنهار ))فظن بعضهم أنها من الحديث فرواها معه . فالحاصل أن العلة الأساسية عند بعض أهل العلم كالحافظ أبن القيم رحمه الله هي الإدراج ، قال هذا مدرج ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الذي عليه عامة أهل العلم أن ذلك من قبيل المدرج وبذلك قال الداوودي و البيهقي والشيخ تقي الدين ابن تيمية وأبن كثير والحافظ أبن حجر وأبن الوزير اليماني الصنعاني ومن المعاصرين الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ، مع أن هذا الحديث قد صححه جماعة من أهل العلم كالقرطبي والنووي والشوكاني . إذا الخلاصة التي نخرج بها هو أن سرد الأسماء الحسنى بعد الحديث المخرج في الصحيحين هي مدرجة وليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا تصح عنه صلى الله عليه وسلم ولا تعتمد هذه الأسماء على أنها من أسماء الله وإنما ينبغي أن تجرى عليها القواعد التي ذكرت في ضوابط الأسماء على اختلاف في بعض الضوابط كما ذكرنا ، وبهذا اختلف أهل العلم في بعض الأسماء المذكورة في هذه الروايات هل هي من أسماء الله أم لا .. وهل الرشيد والبار والعادل والباقي من أسماء الله أم لا إلى غير ذلك . ثامنا : مظان الأسماء الحسنى :: إذا كان هذا الحديث الذي فيه السرد لا يثبت أين نجد هذه الأسماء الحسنى ؟ هل نجتهد ؟ وفي ماذا نجتهد ؟ هل نجتهد باستنباط الأسماء من معانٍ تمليها علينا عقولنا أنها معانٍ كاملة ؟ أو نجتهد في تتبعها من الكتاب والسنة ؟ الجواب هذا هو المتعين أن تطلب في الكتاب والسنة فهي مخبوءةٌ فيها كما يقول أبن العربي المالكي رحمه الله : (( كما خبئت الساعة التي في يوم الجمعة وليلة القدر في شهر رمضان من أجل الاجتهاد في طلبها وهكذا )) هذه الأسماء الحسنى يحتاج العبد أن يجتهد يتتبع في القرآن يبحث عن هذه الأسماء وكذلك أيضا يتتبع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسماء . وأكثر ما كان يفعله أهل العلم قديماً أنهم كانوا يتتبعون من القرآن أما السنة فيصعب عليهم تتبع الأسماء لكثرة دواوين السنة وما إلى ذلك . أما اليوم فيمكن أن يجد الإنسان على الأقل الأسماء التي وردت في القرآن يمكن أن يطلبها عن طريق هذه البرامج في الحواسيب ويأتي هذا الاسم أين ورد في الأحاديث ثم بعد ذلك يتطلب الأسماء الأخرى التي لم ترد في القرآن مثل ( الستير ، الحيي ، السبوح ) فذلك يؤخذ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبهذا نكون أيضا عرفنا العلة في عدم التنصيص عليها ، لماذا لم تذكر لنا هذه الأسماء ؟ من أجل أن نجتهد في طلبها وتحصيلها . تاسعا : ما هي الأصول التي ترجع إليها هذه الأسماء ؟ :: الحافظ أبن القيم رحمه الله لما تكلم عن سورة الفاتحة في مدارج السالكين ، ذكر أن الأسماء الواردة في أولها وهي الثلاث في أولها (( الله ، الرحمن ، الرب )) أن هذه الأسماء يرجع إليها جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى ، فهو يقول : بأن اسم الله متضمن لصفات الإلهية وأن اسم الرب متضمن لصفات الربوبية وأما اسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر ويقول ومعاني الأسماء الحسنى جميعا ترجع إلى هذه الأشياء الثلاثة . هذا ما قاله في كلامه عن التفسير في سورة الفاتحة وسيأتي في الكلام على بعض هذه المقدمات إن شاء الله كلاما آخر له في ذكر بعض الأسماء مثل (( الحي القيوم ))لما أختار أنه الاسم الأعظم ، قال بأن هذين الأسمين ترجع إليهما جميع معاني السماء الحسنى . وعلى كل حال يمكن أن يقال كما قال بعض أهل العلم أن اسم الله ترجع إليه جميع الأسماء كما سنذكر في الكلام عن الاسم الأعظم ، ترجع إليه لفظاً ومعنى وهذه أحد وجوه الترجيح التي ذكرها من اختار أنه الاسم الأعظم . القضية العاشرة :: وهي تفاضل هذه الأسماء .... تكلم من تكلم في كلام الله عز وجل هل هو متفاضل أو غير متفاضل ؟ والذين شغبوا على هذه المسألة هم طوائف من أهل الكلام غالبا ، فكلام الله عندهم لا يتفاضل وهذا غير صحيح فتعرفون الأحاديث الواردة في (( قل هو الله أحد )) أنها تعدل ثلث القرآن وما جاء في أعظم آية في القرآن وأفضل سورة إلى غير ذلك ، فلا شك أن سور القرآن وآيات القرآن تتفاضل وهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة إلا من شذ . أسماء الله تبارك وتعالى القول فيها كالقول في سور القرآن وآياته فالذين اعترضوا هناك على التفاضل اعترضوا أيضا على الأسماء هنا وزيادة ، وأعني بالزيادة هو أن من علماء أهل السنة والجماعة من توقف في هذه القضية أيضا وقال لا تتفاضل ، لا لأن كلام الله لا يتفاضل ولكن لمعنً آخر سيتبين فالذين اعترضوا وقالوا إن أسماء الله لا تتفاضل هؤلاء عامتهم من أهل الكلام والذي عليه جمهور أهل العلم وهو اعتقاد أهل السنة في الجملة أن أسماء الله تتفاضل وان أوصافه أيضا تتفاضل ، وهذا هو قول الصحابة رضي الله تعالى عنهم والتابعين وأهل الحديث وهو قول كثير من أتباع الأئمة الأربعة وهو مقتضى ما جاءت به النصوص الحافظ ابن القيم رحمه الله حينما يشرح هذه المسألة يبين عن أمور ينبغي أن يتفق عليها ، يقول مثلاً : فالمستعاذ به أفضل من المستعاذ منه (( أعوذ برضاك من سخطك )) فالرضا أفضل من السخط . ويقول وهذا كما أن صفة الرحمة أفضل من صفة الغضب ولذلك كان لها الغلبة والسبق كما ذكرنا في الليلة الماضية في التعليق على رياض الصالحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم : أن رحمتي سبقت غضبي . وهكذا أيضا كلامه تبارك وتعالى فهو صفته فكلامه الذي يثني به على نفسه تبارك وتعالى ويذكر أوصاف الكمال ويذكر توحيده أفضل من كلامه الذي يذم به أعداءه ويذكر أوصافهم ، ولهذا كانت سورة الإخلاص أفضل من سورة المسد ( تبت ) كله بالغ درجة الكمال ليس فيه نقص ولكن مراتب الكمال يتفاضل وكانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن وكانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن . بأي اعتبار ؟الموضوع الذي تتحدث عنه هذه الآية ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يُعرف عن الصحابة والتابعين أحدٌ ينازع في هذه القضية ، بل قال بأن الآثار متواترة عنهم في تقرير هذا الأصل . يقول وإنما اشتهر القول بإنكار تفاضله بعد المائتين ، يعني بعد انقراض زمان القرون المفضلة . وشيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله وهكذا أبن القيم يذكرون بأن الناس تنازعو في كثير من آيات الأحكام اختلفوا في الأحكام الشرعية ولم يتنازعوا في آيات الصفات والمقصود بالناس الذين بهم العبرة من الصحابة رضي الله عنهم السلف الصالح ما تنازعوا في آيات الصفات وأخبارها بل اتفق الصحابة والتابعون على إقرارها مع فهم معانيها واثبات حقائقها فهو يستنبط من هذا ... أن هذا النوع الذي لم يختلفوا فيه هو أعظم النوعين ، يعني بهذا الاعتبار هي أعظم من آيات الأحكام هذا استدلال من جهة النظر ، الأدلة النقلية مضت وهذا دليل من جهة النظر . والعناية بآيات الصفات أعظم لأن ذلك من تحقيق الشهادتين واثبات الأسماء الحسنى من لوازم التوحيد ، فالله تبارك وتعالى بينها بياناً شافياً لا يقع فيه لبس أما آيات الأحكام فيقول عنها بأنها لا يكاد يفهم معانيها - كما ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق – إلا الخاصة من الناس ، استنباط الفقيه من الذي يستنبط الحكام ؟ الفقهاء وليس كل أحد ، ويقول وأما آيات الصفات فيشترك في فهم معناها العام والخاص ، إذا سمع أن الله سميع بصير ما يلتبس عليه ، إن الله قوي عزيز ، رحيم . ففهم أصل المعنى لا يلتبس أما الكنه والكيفية فهذه قضايا غيبية لا تصل إليها عقول الناس . الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم قوله تبارك وتعالى (( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) ولم يشكل عليهم (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان)) . وهكذا سائر آيات الصفات ، ثم إن آيات الأحكام فيها إجمال (( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )) ما هي الأنصبة وما هي الأوقات ما هي المقادير ما هي الأموال الزكوية وهكذا الصلوات ما أوقاتها ما شروطها ما أركانها على وجه التفصيل فهذا فيه كثير من الإجمال والله عز وجل يقول (( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك )) لم يبين هنا قدر الصيام ولا قدر الصدقة الإطعام قال أو نسك ذبيحة لكن السنة بينت هذا الإجمال صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة أما آيات الصفات وأحاديث الصفات فليس فيها مجمل يحتاج إلى بيان من خارج . الحادي عشر : وهو الكلام على الاسم الأعظم ::: ما هو الاسم الأعظم لله عز وجل ؟ الكلام في هذه القضية مرتبط بالكلام على ما قبلها من تفاضل الأسماء الحسنى . *فالذين نفوا التفاضل نفوا وجود الاسم الأعظم ، فقالوا كيف يقال هذا اسم أعظم وكل أسماء الله موصوفة بذلك فليس بعضها بأفضل من بعض ، الذين نفوا كالأمام الطبري على الأقل نحن نذكر قول من يعتد به هذا شيخ المفسرين أبو جعفر أبن جرير رحمه الله نفى أن يكون لله عز وجل أسما أعظم ، وقال كل أسماء الله عز وجل موصوفة بذلك ومن قال بهذا أيضا أبو حاتم أبن حبان هؤلاء الذين قالوا بهذا إضافة طبعا إلى أئمة بعض الطوائف المبتدعة من أهل الكلام فالذين قالوا بهذا من أهل السنة قلةٌ قليلة . *والذي عليه جماهير أهل العلم أن لله اسم أعظم ، كما سيتبين وذلك لورود النص الصريح بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا صرح به الأئمة بذكره في مصنفاتهم كابن ماجة وابن أبي شيبة والبغوي والطحاوي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن مندى وابن القيم وغير هؤلاء بل منهم من عقد له باباً مستقلاً اسم الله الأعظم ، والأحاديث التي وردت في هذا منها أحاديث صحاح ثابتة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كحديث بريده الأسلمي عن أبيه أنه قال (( سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعوا وهو يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا سأل به أعطى ، فصرح النبي صلى الله عليه وسلم بالاسم الأعظم . الثاني حديث أنس رضي الله تعالى عنه أنه كان مع النبي صلى الله جالسا ورجل يصلي ثم دعى هذا الرجل – اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد دعى باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سأل به أعطى . الحديث الثالث : حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (( وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) وفاتحة سورة آل عمران (( الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وهناك حديث آخر وهو حديث أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن ثلاث ، البقرة وآل عمران وطه )) هذه الأحاديث تثبت أن لله اسما يوصف بذلك الاسم الأعظم ولكن ما هو هذا الاسم الأعظم من بين هذه الأسماء ما تحديده ؟ * العلماء اختلفوا فيه على نحو أربعين قولا كما اختلفوا في ليلة القدر فقد ذكر الحافظ في الفتح في ليلة القدر أربعين قولا مع أن الشهر ثلاثون يوما لا يزيد عن الثلاثين ، اختلفوا فيها على أربعين قولا . ما هذا الاسم الأعظم ؟ هناك أقوال بعيدة جدا ، لكن الأقوال القوية المشهورة ثلاثة : القول الأول :- هو الذي اختاره ابن القيم رحمه الله بان الاسم الأعظم هو الحي القيوم. القول الثاني : - انه لفظ الجلالة الله هو الاسم الأعظم وهذا ما قال به جماعة كثيرة من أهل العلم كابن المبارك الدارني والطحاوي والطرطوشي من المالكية وابن العربي المالكي . الذين قالوا بأنه ( الحي القيوم ) كابن القيم رحمه الله استدل بأدلة منها ما هو ضعيف فلا حاجة لإراده ، ومنها ما له وجه من النظر فمن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر اشتد عليه أمر أو كرب كان يقول يا حي يا قيوم برحمتك استغيث فيقول في الكرب سيدعو بالاسم الأعظم . طبعاً كما تعلمون هذا ليس بالضرورة وإنما هذا جواب من قال إن الاسم الأعظم هو الله أو غير ذلك مما ذكر ليس بالضرورة أن يكون هذا الدعاء بالاسم الأعظم . وكذلك أيضا قال بأن مدار الأسماء الحسنى هذا دليل من النظر حين نقول هذا دليل من النظر هذا ليس من المنقول ليس من قال الله وقال رسوله وإنما دليل من جهة المعقول استنتاجي استنباطي يقول مدار الأسماء الحسنى كلها على هذين الاسمين الذي أشرت إليه حينما ذكرت مدار الأسماء الحسنى ، حين ذكر لنا على الأسماء الثلاثة بسورة الفاتحة هنا قال على هذين الاسمين الحي القيوم ويقول واليهما ترجع معاني الأسماء الحسنى الحي يقول الحياة مستلزمه لجميع صفات الكمال طبعا المقصود أي حياة ؟ الحياة الكاملة أما حياة المخلوق الضعيف فلا تستلزم جميع صفات الكمال ، أما حياة الله كاملة من كل وجه فهي تستلزم حتى تكون حياة لائقة بجلالة وعظمته تكون مستلزمه لجميع صفات الكمال فلا يتخلف صفة من صفات الكمال عن الحياة إلا ويكون ذلك لضعفها لضعف الحياة . انظر إلى الصفات التي تتخلف صفات الكمال التي تتخلف عن حياتنا لتعرف بذلك عجزنا وضعفنا ، وأما القيوم فهو يرى أنه متضمن لكمال غناه ولكمال قدرته فهو القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه غني عن المخلوقين ، ثم هو مقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته يقول فأنتظم هذان الاسمان جميع صفات الكمال بهذا الاعتبار طبعا احتج بهذا بأن الاسم القيوم ورد مكرر في بعض الأحاديث السابقة يعني الأحاديث التي ذكرناها آنفا الحي القيوم إذا نظرت إليها .. في حديث عبد الله أبن بريده عن أبيه ماذا قال ؟ قال (( اللهم أني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت ..........إلى آخر الحديث )) هل ذكر الحي القيوم ؟ لا هذا نقض من المعارضين لهذا القول ، قالوا لم يرد لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لقد سال الله باسمه الأعظم فما جاء في هذا ، إذاً (الحي القيوم ) ليس هو الاسم الأعظم . لكن حديث أنس جاء فيه الحي القيوم (( يا حي يا قيوم ) ) و حديث أسماء قالت اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (( وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ))وآية آل عمران (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) الآية الأولى ليس فيها الحي القيوم فهذا أيضا يضعّف القول بأنه الحي القيوم لاحظ مع أن من أشهر الأقوال في الاسم الأعظم أنه الحي القيوم ، وحديث أبي امامة لم يحدد قال إن اسم الله الأعظم لفي سور القرآن ثلاث البقرة ، وآل عمران ، وطه مثل ابن القيم رحمه الله يقول كل الآيات التي في السور التي ذكرت فيها الحي القيوم ، في سورة البقرة آية الكرسي ، وفي آل عمران (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وفي سورة طه (( وعنت الوجوه للحي القيوم )) لكن هل النبي صلى الله عليه وسلم نص على هذه الآيات الثلاث ؟ لا هُمْ استخرجوها باجتهادهم ولهذا خالفهم آخرون كما سيأتي كالطحاوي رحمه الله في استخراج هذه الآيات . فالذين قالوا إن اسم الله الأعظم هو الله قالوا إنه المذكور في جميع هذه الأحاديث لاحظتم ..! وهل هذا الكلام فعلا دقيق ؟ هل هذا هو المذكور في كل هذه الأحاديث ؟ الآن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أسماء بنت يزيد لما قال بأن الاسم الأعظم في هاتين الآيتين (( وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) هل فيها لفظ الجلالة الله ؟ اسم إله غير اسم الله هذا اسم آخر الآية ليس فيها لفظ الجلالة الله ، فالذين اعترضوا قالوا هذا الاسم غير موجود هنا في هذه الآية . استدل أيضا من قال بأنه لفظ الجلالة الله قالوا هذا الذي قاله جماعة من الصحابة كابن عباس وجابر ابن زيد وقال به جماعة من السلف ومن بعدهم كالشعبي وابن المبارك وعليه جمهور العلماء . طبعا هذا يجاب عنه أنه خالفهم آخرون ولم يجمع الصحابة على هذا الاسم وقالوا أيضا احتجوا بدليل من النظر قالوا هذا الاسم له خصائص ومزايا معنوية ولفظية لا توجد في غيره منها : - أن هذا الاسم مختص لم يطلق ولا يجوز أن يطلق على غير الله عز وجل فهو مختص لفظا ومعنى . ما معنى مختص لفظا ومعنى ؟ يعني من حيث التسمية اللفظ لا حظ ولا نصيب للمخلوق أن يسمى بهذا الاسم الله لكن المخلوق ممكن أن يسمى حكيم عزيز (( وقالت امرأة العزيز )) ومن جهة المعنى لا نصيب للمخلوق في صفة الإلهية . هل المخلوق له شيء من الإلهية ؟ أبدا فليس للمخلوق حظ في هذا الاسم لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى . - وقالوا أيضا أن جميع الأسماء الحسنى والصفات ترجع إليه لفظا ومعناً ما معنى ترجع إليه لفظا ومعناً ؟ قالوا لفظا تأتي دائما معطوفةً عليه ولا يُعْطف على شيء منها تبدأ به تقول هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن . وأيضا من جهة المعنى قالوا كل معاني الأسماء الحسنى ترجع إلى هذا الاسم فالربوبية هي من أوسع الصفات لكن الذي يكون إلهاً لابد أن يكون ربا ولهذا قالوا بأن الإلهية متضمنة للربوبية فالذي يكون إلها لابد أن يكون هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر المعطي المانع ، فترجع إليه لفظا ومعناً والله عز وجل يقول : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) فأضاف سائر الأسماء إليه وهذا القول كما ترون هو أقواها أدله لكن يبقى الإشكال عليه انه لم يرد في الآية في حديث أسماء لم يرد في الآية الأخرى . وعلى كل حال من هنا قال ابن جرير رحمه الله بأنه لا يوجد دليل على الاسم الأعظم هذا رجل دعى بدعاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعى الله باسمه والأعظم ورجل آخر دعى بدعاء آخر فقال الرسول صلى لله عليه وسلم دعى الله باسمه الأعظم وقال في هاتين الآيتين وقال في ثلاث سورة فيمكن أن يكون الاسم الأعظم لا يقصد به واحد من الأسماء وإنما في كل مقام ما يناسبه فإذا دعى الإنسان وتخير من أسماء الله الحسنى ما يناسب المقام فهو دعاء بالاسم الأعظم هكذا قال بعض أهل العلم هذه الأدلة إذا تأملتها لا نجد اسم محدد اتفقت عليه ولا اسم .. وإذا جمعت الأسماء الواردة فيها فانك لا تجد اسم متكررا في جميعها . وجملة الأسماء التي وردت في الأحاديث , حديث بريده , انس , حديث أسماء لفظ الجلالة الله و الأحد الصمد المنان والحنان وبديع السموات والأرض على انه من الأسماء ذو الجلال والإكرام والحي القيوم و الرحمن و الرحيم با الإضافة إلى ذكر كلمة التوحيد وفيها لا اله فلفظة إله إلا الله ولهذا هل نستطيع أن نجزم أن الاسم الأعظم هو الاسم المعين الفلاني ؟ بناءا على ما سمعنا من الأدلة ؟ الجواب لا لا نستطيع .. هل لله اسم يمكن أن يقال عنه بأنه الاسم الأعظم بعينه من بين سائر الأسماء ؟ الجواب نعم هذا الذي دلت عليه الأدلة . فيستطيع الإنسان إذا أراد أن يدعوا أن يجمع هذه الأسماء التي وردت في هذه النصوص ويدعو ربه بها فيقول مثلا : يا الله , يا احد , يا صمد , يا منان , يا بديع السموات والأرض , يا ذا الجلال والإكرام , يا حي , يا قيوم , يا رحمن يا رحيم , يا حنان فإذا جمع هذه التي وردت في الأحاديث الذي جاء التصريح معها بالاسم الأعظم فيكون فد أصاب الاسم الأعظم وذا شي ليس بالعسير .. ومن الاعتراضات التي ذكرها بعض العلماء أن الله هذا الاسم لفظ الجلالة انه الاسم الأعظم قالوا هذا لا يكاد يدعوا احد إلا يقول : اللهم يعني يا لله , فلو كان هذا هو الاسم الأعظم لصار على لسان كل داعي ولكن الشارع أخفاه من اجل الاجتهاد في طلبه .. وكما أشرت أن من أهل العلم كالطحاوي من قال : إن الآية التي في طه ليست (( وعنت الوجوه للحي القيوم )) وإنما (( وان تجهر في القول فانه يعلم السر وأخفى الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى )) هذا مرتبط بالأسماء الحسنى فقال هذا أولى في أن يكون هذا هذه هي الآية المقصودة (( الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى )) وعلى كل حال يمكن أن يقال ما سبق والعلم عند الله تبارك وتعالى .. الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاني عشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر : الأدب في مراعاة هذه الأسماء الحسنى : الله تبارك وتعالى يوصف من كل صفة كمال بأكملها واجلها وأعلاها هذا هو الواجب واللائق فيوصف من الإرادة بأكملها وهو الحكمة وحصول كل ما يريد بإرادته كما قال (( فعال لما يريد )) نحن نتكلم عن إرادة الله عز وجل فإننا نثبت له أكمل ما يكون من المعاني الداخلة تحتها هذا هو اللائق انه فعال ما يريد .. الإنسان يريد لكن هل تبلغ إرادته إلى تحصيل كل مراد ؟ أبدا ، فقد يريد أشياء فلا يستطيع تحقيقها فيعيش في أماني وان الله تبارك وتعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر (( يريد اله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) وان الله يريد الإحسان وإتمام النعمة على عباده (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )) (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )) وهكذا الكلام ، فالله تبارك وتعالى يصف نفسه من الكلام بأعلى أنواعه مثل ماذا ؟ الكلام فيه صدق وفيه كذب وحق وباطل فالله يصف نفسه من الكلام بأعلى أنواعه بالصدق (( ومن اصدق من الله حديثا )) والعدل ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) والحق وهكذا أيضا الفعل ؟ يصف نفسه منه بأكمله أفعال الرب تبارك وتعالى الفعل يكون حسنا ويكون قبيحا فالأفعال التي تصدر من الله عز وجل هي أحسن الأفعال العدل الحكمة النعمة وما إلى ذلك وهكذا المحبة المحبة أنواع وهي درجات كثيرة فالله تبارك وصف نفسه منها بأعلاها وأشرفها فقال (( يحبهم ويحبونه )) ((يحب التوابين ويحب المتطهرين)) يحب المحسنين ويحب الصابرين ولن يصف نفسه تبارك وتعالى بغيرها من العلاقة والميل والصبابة والعشق والغرام وما إلى ذلك مما يدخل تحت أنواع وصور المحبة . ولهذا الذين يقولون الله عاشق ومعشوق وما إلى ذلك من أهل البدع هؤلاء لم يتأدبوا مع أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته الأدب اللائق ، فصفة المحبة هي اشرف وأكمل من هذه المسميات فجاءت في حقه بهذه اللفظة المحبة وهكذا .... جميع ما أطلقه على نفسه من صفاته العلى تجده إذا نظرت فيه وتأملته أكمل من جهة اللفظ والمعنى مما لم يطلقه , العليم الخبير أكمل من الفقيه العارف ولهذا تقول الله عليم , هل تقول : الله عارف ؟ لا .. فالمعرفة كما ذكر بعض أهل العلم هي علم حادث طارئ لم يكن .. يقول عرفت أما العلم فلا يلزم فيه ذلك وهكذا ، الكريم ابلغ من السخي كما اشرنا في المرة الماضية , وقد ذكر بعض أهل العلم فروقات بين الكريم والسخي قالوا السخاء لا يكون دائما في المنزلة العالية بخلاف الكرم ولهذا ما جاء ذلك في أسمائه السخي .. والكلام في الأدب اللائق الذي يجب على الإنسان أن يتأدبه مع أسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العلى مرتبط كل الارتباط بما يأتي بعده من ذكر الإلحاد فيها فان الإلحاد فيها يتنافى تماما م التأدب معها .. |
17-03-08, 04:15 PM | #16 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
22-05-2007
المشاركات: 7,201
|
الثـــــــــــــــــــــــــــالث عــــــــــــــــــــــــــــــشر :
الإلحاد في أسمائه وصفاته : أصل الإلحاد في اللغة من اللحد وهو الشق الذي يكون في جانب القبر كما هو معلوم ومن معانيه في اللغة الميل والجور والظلم . وفي الاصطلاح يمكن أن يعبر عنه ويقال : هو العدول بأسماء الله الحسنى وحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها .. فالإلحاد في أسماء الله عز وجل أنواع : 1- أن تسمى الأصنام بهذه الأسماء كما قيل بأنهم سموا اللات من الإلهية , والعزة من العزيز , وكذا يسمون الصنم والشجر والحجر الذي يعبدونه يقولون له اله .. طبعا هنا ليس محل اتفاق أن المناة من المنان وان العزة من العزيز , من أهل العلم من قال غير ذلك لكن على هذا الاعتبار .. الإلحاد هنا : عدول بأسماء اله عز وجل إلى أوثانهم سموها اله وسموها بهذه الأسماء اللات والعزة ومناة ، وهكذا من الإلحاد أن تسمي احد باسم مختص لله تبارك وتعالى , لو احد سمى نفسه الرحمن مثل : مسيلمة الكذاب الذي يلقب نفسه برحمن اليمامة .. لا يجوز هذا اسم مختص .. وهكذا أيضا من قال بل سمعت في هذه الأوقات أن رجل اسمه الرحمن في بعض النواحي في هذه البلاد في البادية وهذا عجيب لأنه لا يتجرأ احد على أن يسمي نفسه بهذا الاسم فهذا مختص بالله تبارك وتعالى وهكذا ما يعبر به بعضهم يقول عن طبيب الأطفال مثلا : اله الأطفال .. بعض من لا خلاق لهم يعبرون بمثل هذه العبارات وهكذا ,, مثل ملك الملوك , قاضي القضاة , حاكم الحكام , سلطان السلاطين , وذكر بعض أهل العلم أمير الأمراء 2- النوع الثاني من الإلحاد في أسمائه تبارك وتعالى أن يسمى بما لم يسمي به نفسه ولا سماه به رسوله صلى اله عليه وسلم . فأسمائه توقيفية وتسميته بغير ما سمى به نفسه لا شك انه إساءة أدب مع الله تبارك وتعالى .. الآن لو جاء احد وسماك باسم لم يسميك به أبوك فهل تقبل هذا منه ؟ الجواب لا ، فالفلاسفة مثلا يسمونه بالعلة الفاعلة ، النصارى يسمونه الأب ، الماسونيون يسمونه المهندس الأعظم أو بعض الناس يقول الله فنان مثلا ، فهذا كله لا يجوز وهكذا أيضا إذا سمي بما لا يليق مثل : الفاتن المظل المستهزئ الكايد كما ظن بعضهم انه يشتق من كل فعل من أفعال الله أسماء فسموه بهذه الأسماء فهذا خلاف الأدب . 3- الثالث من الإلحاد فيها وصفه تعالى بما يتقدس ويتعالى عنه من النقائص مثل قول اليهود انه فقير أو انه استراح بعد خلق الخلق وكقولهم يد الله مغلولة .. 4- الرابع من الإلحاد في أسمائه أن ينكر شيئاً من هذه الأسماء أو ينكرها جميعا أو ما دلت عليه من الصفات والأحكام ، وهكذا أيضا من يثبت الأسماء ولكن ينكر ما تضمنته ودلت عليه من اللوازم والصفات الكاملة .. 5- الخامس من الإلحاد أيضا في أسمائه هو أن تشبيه الأوصاف التي تضمنتها هذه الأسماء بصفات المخلوقين فالله (( ليس كمثله شي وهو السميع البصير )) الحافظ ابن القيم رحمه الله جمع الكثير من هذه الإلحاد النونية يقول : أسمائه أوصاف مدح كلها مشتقه قد حملت لمعاني إياك والإلحاد فيـــــها انه كفــر معــاد الله من كفران وحقيقة الإلحاد فيها الميل بالإشراك والتعطيل والنكران فالملحدون إذا ثلاث طوائف فعليهم غضب من الرحمن المشركون لأنهم سموا بها أوثانهم قالوا : اله ثاني هم شبهوا المخـــلوق بالخلاق عكــس مشبــه الخلاق بالإنسان ...... و الملحــد الثــاني فـذو التعطــيل إذا ينفي حقائقــها بـلا برهــان مــا ثم غير الاســم أوله بمــا ينفــي الحقيقة نفي ذي بطــلان ..... هذا وثـالثهم فـنـافـــيها ونـافي مـا تدل عــليه بالبهتان هذا ما يتعلق بالإلحاد وبالأسماء والصفات . |
21-03-08, 06:41 PM | #17 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
23-01-2008
المشاركات: 405
|
تفريغ الدرس السابع
الشريط السابع
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم أيها الأحبة واسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا المجلس خالصا لوجهه الكريم ومقربا إلى مرضاته وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته . . . مازلنا أيها الأحبة نتكلم عن أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى وذكرنا في ذلك أمرين . . . و أما الأمر الثالث مما يدل على أهميتها : فإن إحصائها والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم . . . فإن المعلومات سوى الله تبارك وتعالى إما أن تكون خلقا له وإما أن تكون أمراً ،،، ومصدر الخلق والأمر جميعا ناشئ عن أسمائه الحسنى ومرتبط بها. فالأمر كله مصدره أسماء الله جل جلاله والخلق كله كذلك فإذا أحصى الإنسان أسماء الله كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم بهذا الاعتبار ، وذلك كما ذكرت أن إحصاء أسمائه وإحصاء لكل معلوم لأن المعلومات من مقتضاها ومرتبطة بها . فما نشاهده في هذا الكون مما يتعلق بالخلق فإنه ناتج عن أسمائه تبارك وتعالى ...وإذا تأملت هذا ظهر لك كل الظهور وإذا نظرت إلى ما أمر به وشرعه ، فإنه ناتج أيضا عن أسمائه الحسنى ، انظر إلى اسم الله مثلا الخالق أو الرازق أو الكريم و انظر إلى ما تشاهده من هذه المخلوقات . انظر إلى أسمائه العليم والخبير واللطيف ، انظر إلى أسمائه تبارك وتعالى التي تدل أيضا على علمه كالسميع والبصير ، فتجد ذلك الأمر الذي ذكرته ظاهرا في هذا كله ،فكل ما شرعه تبارك وتعالى يدل على أنه عليم ، وأنه حكيم يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها . وإذا تأملت في أحوال هذا الخلق الدقيق والجليل سواء في العالم العلوي كسير الأفلاك والكواكب وما جرى مجرى ذلك أو نظرت إلى خلق الإنسان وما فيه من الدقة العجيبة ، أو نظرت إلى تصريف أمر الكائنات ، من الدواب بجميع أشكالها وأنواعها وصنوفها رأيت أن ذلك صادر من أسمائه تيارك وتعالى ، من الذي يرزقها ، من الذي يقيمها ، من الذي يدبر شئونها ،من الذي أوجدها ابتداء ، من الذي يعلم أحوالها وتقلبها ، ومن الذي أعطى هذا العطاء ومنح هذا المنح ، فصار الخلق يتقلبون بألوان الأفضال والنعم التي يغدقها الله عز وجل عليهم صباح مساء. من الذي علمهم العلوم والمعارف ، حتى صار الإنسان يسخر كثيرا مما في هذا الكون ولا يزال يكتشف أشياء وأشياء فيكون ذلك سبيلا إلى مزيد من الانتفاع بما وهب الله عز وجل ومنح ، كل هذا صادر عن أسمائه الحسنى جل جلاله. الأمر الرابع مما يدل على أهمية معرفتها: أن معرفتها وفهمها وسيلة إلى معاملته ، بثمراتها من الخوف والرجاء والمحبة والمهابة إلى غير ذلك مما يمكن أن نعبر عنه بتحقيق العبودية كما سيأتي شرحه وإيضاحه في الكلام عن الثمرات بشيء من البسط لكن هنا نشير إلى جانب يتعلق بما يدل على أهمية معرفة الأسماء الحسنى ، فالله تبارك وتعالى خلق الخلق من أجل أن يعبدوه "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ولا يمكن للخلق أن يعبدوه إلا بعد أن يعرفوه ، فلا بد من معرفته لتتحقق الغاية المطلوبة من الخلق والحكمة من إيجادهم وهي أن يعبدوا ربهم وفاطرهم جل جلاله فالاشتغال بمعرفته سبحانه وتعالى اشتغال العبد بما خلق له، وإذا ترك العبد هذا و ضيعه فإنه يكون قد أهمل ما خلق له، والوسائل لها أحكام المقاصد، وكثير من الناس يسألون عن سؤالات تتعلق بإصلاح أحوالهم وقلوبهم وأعمالهم، وتتعلق بسيرهم إلى الله عز وجل والجد و التشمير في طاعته، فنقول لهم : اعرف ربك معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته. أولئك الذين يتعلقون بالمخلوقين تعلقاً لا يصلح إلا أن يكون لله تبارك وتعالى، فيشغلهم ذلك التعلق عن ربهم و يصير ذلك المخلوق يهيمن على تفكيرهم ويجدون من انشغال القلب وألمه ما لا يقادر قدره ، مثل هؤلاء يقال لهم العلاج بمعرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته. الذين يخافون من المخلوقين خوفاً لا يصلح إلا لله عز وجل مهما كان هذا المخلوق . لكن من الناس من يقول أخاف من الظلام، ما السبيل؟؟ أذهب إلى الأطباء النفسيين، أو أحضر في هذه الدورات التي تعالج جوانب الشخصية، أو أقرا في الكتب المنتشرة في المكتبات التي يقولون أنها تعالج هذه الجوانب السلبية في نفس الإنسان، يقول مع أن قرأت الكثير من هذه الكتب ولا أجد كتابا ًفي المكتبات إلا قرأته، ومع ذلك يقول لم أنتفع بشيء، فالسبيل هو أن يعرف الله جل جلاله، ولهذا وجد بعض السلف وهو نائم في مكان خالٍ موحش، في ظلام الليل في البرية، فقيل: أتنام هنا وحدك؟ فقال : من عرف الله لم يلتفت إلا ما سواه، ملأ الخوف من الله عز وجل قلبه فلم يعد فبه محل لهذه المخاوف والأوهام، التي يتوهمها كثير من الناس. أولئك الذين يتحسسون أبدانهم فإنه مريض كأنه فيه علة فيه مرض فيه ورم و ليس به بأس. من الناس لايكاد و يمر يوم إلا و هو يرسل رسالة يطلب الدعاء من أشياء موهومة ليست حقيقية، ليس به علة ولا بأس ولكنه يتوهم هذا ويبكي، هؤلاء يحتاجون إلى معرفة الله عز وجل ، وان الله إذا أراد أن يمس العبد بضر فلا كاشف له إلا هو، وإذا أراده بخيرٍ فلا راد لفضله،إلى غير ذلك ما يطول وصفه، ولعلي أتحدث عنه بشيء من البسط كما ذكرت إن شاء الله في الكلام على ثمرات الإيمان بأسماء الله الحسنى . فالمقصود أيها الأحبة: أن معرفة هذه الأسماء الحسنى، والصفات العلى، تحدث خشية ورهبة في قلب العبد، من علم أن الله بكل شيئ عليم وأنه لاتخفى على الله خافيه من أعمال العباد وآمن بذلك ، فإنه يكون أكثر مراقبة لله عز وجل وخوفاً و رجاءً ممن لا يعلم هذا....... أولئك الذين يعانون من ذنوب في الخلوات , كيف السبيل بالتخلص منها ؟ إنه بمعرفة الله معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته، فمن عرفه اتقاه، ولهذا قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء} وقد فسر ذلك كبير المفسرين " أبوجعفر الطبري" رحمه الله ، بأن هؤلاء العلماء هم علماء بقدرته على مايشاء من شيء، وأنه يفعل ما يريد ، لان من علم ذلك ، وأيقن بعقابه على معصيته، خافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه . ولهذا قالوا: العلم الخشية، يعني الذي يورث العبد خشية المعبود تبارك وتعالى. كما ذكر" العز بن عبد السلام " ، رحمه الله قريبا من هذا المعنى وهو أن فهم معاني أسماء الله تبارك وتعالى يكون وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة و المحبة والتوكل. الامر الخامس ( مما يدل على اهميتها وينبئ عن شدة الحاجة إليها ) : هو انه لا شيء اطيب للعبد ولا أهنا ولا انعم لقلبه وعيشه من محبتة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته ، وهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله : هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه ، وله خلق الخلق ولأجله نزل الوحي وأرسلت الرسل وقامت السموات والارض ووجدت الجنة والنار ووضع البيت الحرام ووجب حجه على الناس إقامة لذكره الذي هو من توابع محبته والرضا به وعنه ، وعلى هذا الأمر العظيم أسست الملة ونصبت القبلة ، فكل من عرف الله احبه ، وكلما كان حبه اقوى كانت اللذة اعظم كما سياتي إيضاحه اكثر في الثمرات أكثر من هذا إن شاء الله ........ والحب نابع من العلم بالمحبوب ومعرفة جماله الظاهر والباطن ، فاعرف الخلق بالله أشدهم حبا له ، ولا سبيل للحصول على هذه المعرفة إلا من باب العلم بأسماء الله وصفاته ........ ومن كان في قلبه أدنى حياة ومحبة لربه ، وإرادة لوجهه فطلبه لهذا العلم بالاسماء والصفات وحرصه على معرفته وزيادة التبصر به فيه وسؤاله واستكشافه عنه يكون اكبر مقاصده واعظم مطالبه واجل غاياته ، فهو كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله : ليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنة إلى شيء من الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ولا فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه وكل ذلك يضفي على القلب النور والبصيرة التي تحصنه من الشبهات والشهوات ....... فأين أصحاب القلوب المشوشة والقلوب الفارغة والقلوب المشغولة عن الله تبارك وتعالى غما بحب المال أو بحب إمراة أو بغير ذلك مما تتعلق به القلوب فيصرفها ويشغلها عن المالك المعبود جل جلاله . الامر السادس : أن معرفة أسماء الله وصفاته هي الأساس الذي يبنى عليه عمل الإنسان ومن خلالها تتحدد العلاقة التي تربط بين العبد وربه وعلى ضوئها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه ....... ولهذا كان اصل علم السلف وعملهم يقوم على امرين : - العلم بالله تعالى - العمل له الامر السابع : إن هذا الطريق وهو طريق معرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه الحسنى وصفاته العلى هو طريق الكمّل من الناس ، ولهذا كان ذلك طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ....... وهم اكمل الخلق واعلمهم بالملة ثم على نهجهم سار الصديقون والسابقون والمقربون والعلماء وكل من سلك صراط الله المستقيم ...... فكل من سلك صراط الله المستقيم فإنه على هذه الجادة وهذا المنهج وهذا الطريق الموصل لله جل جلاله . فهذه طريقة الكمّل من السائرين إلى الله كما يقول الحافظ ابن القيم ، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن ، فالله عز وجل يقول " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها " والدعاء بها كما سبق يتناول دعاء المسالة ودعاء العبادة والثناء . والله تبارك وتعالى يدعو عباده على ان يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها و يأخذوا بحظهم من عبوديتها . يقول ابن القيم رحمه الله : أما الخواص فعمدة إيمانهم محبة تنشأ من معرفة الكمال ، ومطالعة الأسماء والصفات ........... ويقول في موضع آخر : باب الأسماء والصفات غنما يدخل منه إليه خواص عباده واوليائه وهوباب المحبين حقا الذي لا يدخل منه غيرهم ولا يشبع من معرفته أحد منهم ، بل كلما بدا لهم علم ازداد شوقا ومحبة وظمأً ... وهذا هو سلوك الأكياس الذين هم خلاصة العالم والسالكون على هذا الدرب أفراد من العالم ......... إنه طريق سهل قريب موصل آمن ، أكثر السالكين في غفلة عنه ولكنه يستدعي رسوخا في العلم ومعرفة تامة به ، وبالجملة أيها الأحبة : فالإيمان بالصفات ومعرفة الاسماء وإثبات حقائق ذلك وتعلق القلب بها وشهوده لها هو مبدأ الطريق ووسطه وغايته ، وهو روح السالكين وحاديهم إلى الوصول ومحرك عزائمهم اذا فتروا ، وهو منير الطريق ومثير الهمم إذا قصروا فإن سيرهم إنما هو على الشواهد فكما أن من لا شاهد له فلا سير له ولا طلب ولا سلوك له .واعظم الشواهد صفات محبوبهم ونهاية مطلوبهم وذلك هو العلم الذي رفع لهم في السير فشمّروا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله . وبهذا نكون قد انتهينا من القضايا الدالة على اهمية معرفة الاسماء الحسنى . ننتقل إلى الأمر السابع عشر وهو الأمر الأخير من هذه المقدمات وهو ما يتصل بثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى . وهذا من اجل واهم ما يذكر في هذه المقدمة . ............................. يتبع إن شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 09-05-08 الساعة 05:02 AM |
21-03-08, 11:52 PM | #18 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
23-01-2008
المشاركات: 405
|
أيها الأحبة : للتعبد باسماء الله وصفاته آثار كثيرة على القلب ، قلب العبد وعمله ، فمعرفة الذات والصفات مثمرة لجميع الخيرات العاجلة و الىجلة ، ومعرفة كل صفة من الصفات تثمر حالا عليّة وأقوالا ثنيّة وأفعالا رضيّة ، ومراتب دنيوية ودرجات أخروية ........... فمثل معرفة الذات والصفات كشجرة طيبة أصلها ثابت وهو معرفة الذاتثابت بالحجة والبرهان وفرعها وهو معرفة الصفات في السماء مجدا وشرفا تؤتي أكلها كل حين من الاحوال والأقوال والأعمال . منبت هذا الشجرة بالقلب الذي إن صلح بالمعرفة والاحوال صلح الجسد كله كما يقول العز بن السلام رحمه الله ...... أشرع بعد ذلك في ذكر هذه الثمرات : فأولها تحقيق التوحيد : وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد بابا قال فيه : باب من حقق التوحيددخل الجنة من غير حساب : وذلك ايه الأحبة من اعطى هذه الأسماء حقها على التوحيد فإنها تقوده إلى التوحيد ولا بد . ثم هو أيضا سيأتي بلوازمها ومقتضياتها فالألوهية والربوبة من مقتضيات تلك الاسماء الحسنى ، وتحقيق التوحيد هو معرفته والاطلاع على حقيقته والقيام بها علما وعملا ، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفا وإنابة وتوكلا ودعاء وإخلاصا وإجلالا وهيبة وتعظيما وعبادة .......... وبالجملة فلا يكون في قلبه شيئا لغير الله ، ولا إرادة لما حرم الله ، ولا كراهة لما امر الله به وذلك حقيقة لا إله إلا الله ............ فإن الإله هو المألوه المعبود .. الامر الثاني من ثمراتها : هو زيادة الإيمان : ومن عقيدة اهل السنة والجماعة ان الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، يزيد بالعلم والعمل ، فكلما علم العبد عن الله وآياته ازداد إيمانا .. وكذلك ايضا إذا استجاب العبد لما امره الله به ازداد إيمانا ، وينقص الإيمان بنقص العلم والعمل كما قال الله تبارك وتعالى :" وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فاما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون " . ولا شك ان من اعظم ما جاءت به النصوص وبينته كما ذكرنا سابقا هو اسماء الله وصفاته فمن آمن بها وفهم معناها وعمل بمقتضاها ازداد إيمانه زيادة عظيمة ولا بد . وذلك أن معرفة الأسماء والصفات من أعظم روافد الإيمان وأجل الموصلات لحلاوته وإذا كان من تحقق بمعانيها ووعاها بقلبه ووجدانه فإنه يجد لها من التأثيرات المختلفة على قلبه ما يهذب روحه ويسمو بنفسه حتى يصير كأنه في رياض من الجنة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يوجِد حلاوة الإيمان :"أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما". وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن السعدي-رحمه الله-: من أعظم روافد الإيمان كما يعبر يقول : معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله فيها ثم ذكر حديث إن لله تسعا وتسعين اسما، ثم قال : الجنه لا يدخلها إلا المؤمنون فَعُلِم أن ذلك أعظم ينبوع و مادة لحصول الإيمان وقوته وثباته . "من أحصاها دخل الجنة" الكافر لو عرف عدها وحفظ هذه الأسماء فإنه لا يدخل الجنة ، فدل ذلك على أن المؤمن يرتقي بمعرفة هذه الأسماء ، سواء قيل أن المراد هو حفظها ، أو قيل فهم المعاني أو قيل العمل حسب مقتضاها ، فهذا كله يدل على أن أعظم روافد الإيمان ، ويكون ذلك أيضا سببا لقوته وثباته ، فمعرفة الأسماء أيها الأحبة هو أصل الإيمان و الإيمان يرجع إليها. ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للموحدين ، فالعلم بهذه الأسماء والاشتغال بفهمها والبحث عنها هو اشتغال بأعلى المطالب وحصول للعبد من أشرف المواهب. وكلما ازداد العبد كما سبق معرفةً بربه ازداد إيمانه وكلما نقص نقص ، فعلى المسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق تعظيمه. ومن أيقن بهذا الباب ولم يتأثر إيمانه بالشبه الباطلة ، والإيرادات المبتدعة ، فقد وصل إلى درجات البصيرة بالأسماء والصفات ، والبصيرة نور يقذفه الله على بقلب العبد، يرى به حقيقة ما أخبرت به الرسل عليه الصلاة والسلام، كأنه يشاهده رأي عين ،وبذلك ينتفع بما دعا إليه الشرع من الاعتناء بهذا الباب العظيم ، ومن أعرض عن الإيمان بهذا الباب وعطل أسماء الله عز وجل وصفاته كان من أعظم الصادين عن معرفة الله وعبادته والقاطعين طريق الوصول إليه . كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله :" الجهال بالله بأسماء الله وصفاته المعطلون لحقائقها يبغضون الله إلى خلقه ويقطعون عليهم طريق محبته ، التودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون". يعني ، كأنه يقول ربكم لا يوصف بالرحمة ، ولا يحب ، ولا يرضى ، إلى غير ذلك من أوصاف الكمال التي يعطلونها ، ولا يتكلم ولا ينزل إلى السماء الدنيا ، فيقول :من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، فهؤلاء لا شك أنهم قطاع طريق ، يصدون عن الله عز وجل وعن صراطه المستقيم . -الثالث من هذه الثمرات: أن العبد يبلغ بذلك ويصل إلى مرتبة الإحسان : وهي أعلى المراتب وقد فسرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله :"أن تعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فإنه يراك " وقد ذكرنا في بعض المناسبات في غير هذا المجلس ، أن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين: (الكلام عن الأعمال القلبية) فمنهم من يرى أنهما مرتبتان : " أن تعبد الله كأنك تراه " هذه هي المرتبة الأعلى ، ثم انحط به ونزل إلى المرتبة التي دونها ؛ يعني لم تصل إلى هذا المستوى أن تعبد الله كأنك تراه ، كأنك تشاهده ، فاعلم أنه يراك ، واستشعر رقابته عليك . ومن أهل اعلم من فهم أنها مرتبة واحدة لكنه ذكره بهذا المعنى الثاني ، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فاستشعر نظره إليك ورؤيته لك . والحافظ ابن القيم رحمه الله مشى على أنهما مرتبتان وعّد المرتبة الأولى وهي مرتبة الاستحضار؛ استحضار مرتبة مشاهدة الله ، واطلاعه عليه وقربه منه وإحاطته بأمره ، وهو مرتبه الإخلاص ، لأن استحضار ذلك في عمله يمنعنه إلي الالتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل . يلتفت إلى من وهو يستشعر هذا المعنى؟ يرائي من؟ وإذا كان من أعظم ما يخلص العبد من دنس الرياء ملاحظة أسماء الله وصفاته ، فمن لاحظ اسم الله الغني دفعه ذلك إلى الإخلاص ، لماذا ؟ وكيف ؟ لأن الله غني عن عملك وأنت فقير إلى الله عز وجل ، والله جلّ جلاله أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا آشرك فيه معه سواه تركه الله عز وجل وشركه ، فإذا عرف العبد هذا المعنى وتأمله أخلص لله جلّ جلاله . إذا تذكر أن الله هو الغني وأن العباد فقراء " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد". فكيف يتوجه إليهم ويلتفت إليهم ويطلب المحمدة منهم كيف يتصور يقوم يعبد ربه تبارك وتعالى بذكره أو الصلاة أو قراءة القرآن أو نحو ذلك ، ثم هو يطلب من مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، يطلب منه أن يرفعه أو أن ينفعه ، أو أن يعظمه أو يجلّه أو ما أشبه ذلك ، تطلب من الفقير العاجز وتنصرف عن الغني الكامل جلّ جلاله. وهكذا من تأمل اسم الله العليم فإنه يعلم أن ما أخفاه هو عن الله تبارك وتعالى عن أعين الناس ونظرهم ومشاهدتهم فإن الله تبارك وتعالى يراه ويشاهده . فإذا استحضر العبد أن الله يراه وأنه يعلم السر وأخفى وأنه سميع بصير فإنه يستحي أن يقارف مالا يليق والله جلّ جلاله يرى ذلك منه ، والملك يشاهده ويكتب عمله ذاك . وهكذا من تأمل اسم الله الحفيظ حمله ذلك على ترك الرياء ،لأن من معاني الحفيظ أنه يحفظ على العباد أعمالهم ، يحصيها ويكتبها ثم يوافيهم بعد ذلك بها ، وإذا صنع ذلك في سائر الأعمال كلها كان العمل كله أيها الأحبة كله لله تبارك وتعالى. فحُبُه لله وبغضه لله وقوله لله ولحظه لله وعطاؤه لله ومنعه لله فلا يريد من الناس جزاءً ولا شكوراً . وماذا عن المخلوقين ؟ هذا دواء أيها الأحبة في كثير من القضايا التي يسأل عنها الناس وإنما يجابون عنها بمثل هذا : اعرف ربك معرفة صحيحة بأسماء الله وصفاته . بعض الناس يقول : أقوم بأعمال دعوية وأشياء ولكن أجد قلبي يتفلّت على ونيتي في شرود، فنقول له: اعرف ربك معرفة صحيحة فإذا عرفته بأسمائه وصفاته لم تلتفت إلى الآخرين . ماذا ترجو وماذا تنتظر عند هؤلاء الناس العجزة المساكين الفقراء إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن أبغضوك رموك بما ليس فيك ، وما قيمة ثناء الناس وما قيمة محبة الناس وما قيمة تقدير الناس إذا كان العبد يتقلب بسخط الله جلّ جلاله ؟! لهذا يحتاج العبد أن يراعي هذه المعاني ، لو قلت أن جميع المشكلات التي نقع فيها فيما يتعلق بالسلوك ، وما يتعلق بالإخلاص............ ما يتعلق بعلاقاتنا يرتبط بهذا المعنى لم يكن ذلك مبالغة ، كيف لا وقد ذكرنا أن العلم بالأسماء والصفات أصل للعلم بكل العلوم ، فإذا علم الإنسان قدر النفس وأنه عبد لا يصلح له إلا ما يصلح للعبد ، وعرف الرب جل جلالة وعرف الخلق فإنه لا بأس عليه ، يجتهد في طاعة الله ولا يلتفت إلى المخلوقين أن يعطوه أو يمنعوه أو يكرموه أو يمنحوه أو يرضوا عنه أو يسخطوا عليه ، لكن من لم يعرف ربه معرفة صحيحة ، تضخمت عليه نفسه وتعاظم وصار يطلب من الناس أن يبرزوه أو يقدموه ، أن يكرموه ، أن يعطوه الدروع ، أن يجعلوه في صدر المجالس ، أن ينوهوا بذكره في كل مناسبة بل وبدون مناسبة ، وإلا فإنه يغضب عليهم ويسخط أو يلومهم وربما حقد عليهم ، لماذا تتعاظم النفس؟ إذا تلاشت معرفة الرب تبارك وتعالى في القلب. لماذا يتعاظم الناس في عين الإنسان؟ تجده دائما ملهوف يريد أن يعرف ماذا قال الناس عن عمله ومشروعه الفلاني ، ماذا قال الآخرون حينما ألقى كلمة في هذا الحفل أو حينما تصدق بصدقة أو حينما قام بعمل معين ، فهذا يجعله يقبل أو يحجم ، باعتبار نظر الناس فهذا انحراف وخلل كبير بسبب ان هذا الإنسان ما عرف الله ، فتعاظم المخلوق في عينه فاشتغل به وصوب نظره إليه فصار عطاؤه ومنعه من أجل رضا المخلوق أو اتقاءً لسخطه ولا يبالي بعد ذلك أسخط الله عليه أو رضي عليه ، وتأملوا هذا في أنفسكم ويمكن أن تعالج جميع أدواء القلوب بمثل هذا النظر والمعرفة والعلم الصحيح الذي هو من أجل العلوم. فالعبد إذا قصد في معرفة الله عز وجل وقع في الرياء وضعف عنده الإخلاص فيقصد غير الله عز وجل و لربما عبد غير الله أصلا فيعبد حجرا أو شجرا أو بشرا ، فمن امتلأ قلبه أيه الأحبة بعظمة الله فإنه يستصغر كلمن سواه ، فلا يرجو منه قربى بعلمه أو رزقا بقوله ولم يتعلق بغير المالك المعبود جل جلاله ، والله له الأمر كله ، فلا يكون شيء في الكون إلا بأمره وعلمه ، فلماذا نلتفت إلى المخلوق ؟ ولماذا نشتغل في المخلوق؟ والأمر الثاني فيما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمرتبة الإحسان : الأولى الاستحضار ، والثانية المشاهدة . وفسرها بأن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه ، فيستنير قلبه بالإيمان وتنفض البصيرة بالعرفان حتى يصير الغيب كالعيان . . . هذه عبارة الحافظ ابن القيم رحمه الله فمن عرف الله بأسمائه وصفاته تحصلت له مرتبة الاستحضار فإن ترقى إلى المعرفة بالحق تحصلت له مرتبة المشاهدة باعتبار الانقسام الذي ذكرته آنفا وأن ذلك مرتبتين وهذه المرتبة مرتبة المشاهدة هي التي يوصف الإنسان فيها بالتعبد المطلق بجميع الأسماء والصفات كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله بأن مشهد الإحسان هو مشهد المراقبة وهي أن يعبد الله كأنه يراه وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله سبحانه فوق سماواته مستويا على عرشه يتكلم عن أمره ونهيه ويدبر أمر الخليقة فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه ،ويشهد ذلك كله بقلبه ويشهد أسمائه وصفاته ويشهد قيوما حيا سميعا بصيرا عزيزا حكيما ، آمرا ناهيا ، يحب ويبغض ويرضى ويغضب ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو فوق عرشه لا يخفى شيء عليه من أعمال العباد ولا أقوالهم ولا بواطنهم بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ومشهد الإحسان : أصل أعمال القلوب كلها فإنه يوجب الحياء والإجلال والتعظيم والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع لله تبارك وتعالى . والذل له ويقطع الوسواس وحديث النفس ويجمع القلب والهمم على الله ، وحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مشهد الإحسان وبحسبه تتفاوت الأعمال حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والارض وركوهما وسجودهما واحد كما يعبر الحافظ ابن القيم رحمه الله . هذا معنى شريف أيه الاحبة ويحتاج إلى عناية أن نعالج هذه النفوس ونسعى أيضا إلى رفع الآخرين إلى هذه المرتبة مرتبة الإحسان . ولا يمكن أن يصل إليها إنسان لا يعرف الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته . ارفع نفسك تتخلص من كثير من ( ؟) إذا أردت ان تعالج الآخرين فارفعهم ، علق قلوبهم بالله عز وجل عرفهم به فتنتهي كثير من الأمور التي تقلق النفوس ويضطرب على الإنسان فيها قصده ونيته ، وعند ذلك تفسد أعماله ولربما يقع الصراع والنزاع بين كثير من الناس وهم في خير ودعوة ويتفرق الجمع الواحد ولا يلتئم اثنان على شيء ، كل ذلك بسبب الفساد الذي يعشعش في القلوب ويريد أن يكون له حضرة ، يريد أن يكون له وجود يريد ان يكون في الامام ، لماذا أهمش ؟! لماذا أحيد ؟! لماذا أبعد ؟! لماذا لا يبقى على البال ؟ لماذا الذكر والتنويه لغيري ؟ وانا الذي أقمت هذا وفعلت هذا وانا صاحب الفكرة والاقتراح . كل هذا امراض تععش فتجد بعد ان كان راسا في هذا الباب من الخير ويدعوا الناس أليه ويحثهم عليه أصبح معوقا ومثبطا ومنتقدا ، يذكر عيوبهم وييتتبع أخطاءهم ويلمزهم ويعوق الناس عن الانتفاع بهذا المشروع ،،، وهذا العمل الذي كان هو اول الداعين إليه ........ ما الذي تغير ، لماذا تحولت اعمالهم الجيدة إلى أخطاء ، ولماذا ضخمت هذه الاخطاء ؟ الاخطاء موجودة في كل مكان لكن لماذا تتبع ؟ ولماذا النجوى ؟ يبحث عن اناس يوافقونه ويرخون له آذانهم ويسمعوا ما يلقيه في قلوبهم ، فإذا وافقه الواحد بعد الواحد ، ما يلبث إلا أصبحت حوله مجموعة إما من السذج او من الذين في قلوبهم شيء على إخوانهم ويظنون انهم إنما يقومون لله وبالله غيرة على دينه وهم إنما يقومون انتصارا لأنفسهم وحظوظهم وذواتهم . وما اكثر هذا ! هذا الذي فرق الناس وهذا الذي شتتهم ، ويتحول بسبب هذا البر التقي الصالح الذي هو من افضل العباد إلى شيطان رجيم في نظر هؤلاء . ولربما يتحول الطالح البطال الذي لا ينهض بعمل من اعمال الخير ، يتحول إلى رمز وإلى منظر وإلى كبير وإلى قدوة يتكلم ويهرف بما لا يعرف ....... من اين هذا أيها الأحبة ، من هذه الامور والبلايا والآفات والشوائب التي تعشعش في القلوب ......... فتجد الإنسان في نفسه أشياء كثيرة على إخوانه وإذا سنحت له الفرصة قام وتحركت عزيمته وهمته ووثب وثوب الاسد على الفريسة وصار – نسأل الله العافية – فتنة لغيره وصادا عن سبيل الله جل جلاله .. وهذه البلية لا يسلم منها إلا من خلص قلبه من هذه الشوائب وعرف ربه معرفة صحيحة وعند ذلك لا يبالي بأحد . فيكون المهم ان ينتشر الخير ، وان يكثر البر والمعروف على يدي او على يدي غيري ، كل من سار في هذا الطريق فانا عون له ، وإذا أساء الناس تكف عن إساءتهم ، ولا اريد لاحد ان يعرف اني قدمت في هذا قليلا او كثيرا ولا يعرف احد اني تصدقت او اقترضت أو أنني صاحب الفكرة الاساسية كما يقول في المشروع بعض الناس من غذا جلست معه تستحي : تريد ان تصلح بينه وبين إخوانه فتستحي من كلامه ( كلام أطفال ) يحتاج ترضية ...... ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة فإذا أعطيته بعض الاعتبار مثل (فانتم ، ومثلكم ، ما شاء الله ، وجرى على يديكم كثير من الخير والنفع ) انشرح صدره واستراح ووجد من مثل هذا أعظم ما يقويه ويدفعه إلى مزيد من العمل ،،، نعم يمكن ان يستمر في هذه الطريقة وإذا وجد فتورا أو انقباضا أو لم يذكر أو مثل ذلك او شعر ان احدا ينافسه سخط وغضب واشغل الناس بمشكلاته وإزعاجد وقلقه ، وما يريده عليهم ويشوش أعمالهم به . هذا كثير ....... تجلس مع ناس احيانا مثل الاطفال تماما كمن عمره خمس او ست سنوات تحاول ترضيه تطيب خاطره ( لا لم ينسك احد ، كيف تُنسى ، مثلك لا ينسى ، ما شاء الله تبارك الله ، أنت أصل في هذا العمل ) يفرح ينبسط ويسر ، ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة لكن لو كان الأمر لله عز وجل لم يحتج لمثل هذا ، كان يقول أنا المكدى وابن المكدى كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ، ما انتظر منكم شيء " لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " إذا جئت اجلس في آخر المجلس وإذا اقمت تعريفا بهذا العمل أو بغيره لا أُذكر فيه ، هذا هو الصحيح ، لكن يحتاج إلى مجاهدات وصبر ، يحتاج غلى معرفة بالنفس وبالناس ومعرفة بالخالق جل شأنه . المقصود ايها الاحبة أنه الأمر الرابع من الثمرات : هو ان العلم بالله تبارك وتعالى على هذا المنهج يرسخ العقيدة الصحيحة والمعرفة الصادقة بقلب الإنسان ويسلك به صراط الله المستقيم وهذا يقرب العباد من ربهم وباريهم الله جل جلاله فينزل عليهم من رضوانه وتتنزل عليهم بركاته ، ويكون سببا لرفعتهم ونصرهم وتأييدهم وتمكينهم في الارض " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " وشيئا نكرة في سياق النفي فتنفي كل إشراك بجميع صوره واشكاله وانواعه ، أما الذين لا زالت حظوظ النفوس قائمة فقد يجاهدون لحظوظ هذه النفوس ، فلا يكون جهاده او امره بالمعروف أو نهيه عن المنكر لا يكون لله وإنما يكون لهذه النفس وهؤلاء قد يحصل لهم خلاف مقصودهم كما ذكر أهل العلم كابن القيم والذهبي بان هؤلاء يسلط عدوه عليه إذا امر بالمعروف او نهى عن المنكر ونفسه حاضرة إما ام ينتصر لنفسه أو يعرف بهذا أو يعرف بانه جريء وشجاع فقد يسلط هؤلاء عليه فيحصل له من الاذى والإذلال والضرر ما لم يحسب له حسابا........ والله المستعان وإذا حاد العباد عن الدين الذي ارتضاه الله عز وجل لهم فإن ذلك سببا لانقراض ملكهم وسلطانهم وإدالة عدوهم عليهم ........ الخامس من الثمرات : ................................... أخواتي وصلت للدقيقة 49 إذا استطاعت إحدى الأخوات ان تكمل فجزاها الله خيرا وإلا فسأكمله بعون الله لكن بعد يومين إن أحيانا الله لان عندي شغل آخر أريد ان اتفرغ له ............ وجزاكم الله خيرا ..................... جوزيت الجنة أختي الساعية للفردوس الاعلى انالك الله ما تطلبين |
23-03-08, 02:36 AM | #19 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تابع ..
الثـــــــــــــــــــــالث من هــذه الثمــــــرات : أن العبد يبلغ بذلك ويصل إلى مرتبة الإحسان وهي أعلى المراتب وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) وقد ذكرنا في بعض المناسبات في غير هذ المجلس أن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين , الكلام عن الاعمال القلبية: منهم من يرى أنهما مرتبتان منهم من يقول (( ان يعبد الله كأنك تراه )) هذه هي المرتبه الأعلى ثم انحط به ونزل الى المرتبه التي دونها يعني إن لم تصل الى هذا المستوى أن تعبد الله كأنك تراه , كأنك تشاهده, فأعلم أنه يراك, استشعر رقابته عليك,,, و من أهل العلم من فنهم أنها مرتبه واحده لكنه ذَكَّره بهذا المعنى الثاني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فاستشعر نظره اليك ورؤيته لك .. والحافظ ابن القيم رحمه الله مشى على أنهما مرتبتان , وعدَّ المرتبة الأولى وهي مرتبه الاستحضار .. استحضار مرتبة مشاهدة الله وإطلاعه عليه وقربه منه وإحاطته بأمره . وهو مرتبة الإخلاص لأن استحضاره ذلك من عمله يمنعه من الإلتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل , يلتفت الى من وهو يستشعر هذا المعنى؟ يرائي من ؟ ولذا كان من أعظم ما يُخَلـِّص العبد من دنس الرياء ملاحظة أسماء الله وصفاته فمن لاحظ من أسماء الله الغني دفعه ذلك إلى الإخلاص , لماذا وكيف ؟ لأن الله غني عن عملك وأنت فقير إلى الله عز وجل والله جل جلاله أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معه سواه تركه الله عز وجل وشركه,, فإذا عرف العبد هذا المعنى وتأمله اخلص لله جل جلاله .. إذا تذكر أن الله هو غني وأن العباد فقراء (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )) فكيف يتوجه إليهم ويلتفت إليهم ويطلب المحمدة منهم؟؟؟!كيف يُتَصور أن يقوم يعبد ربه تبارك وتعالى بذكره أو بالصلاة أو بقراءة القرآن أو نحو ذلك ثم هو يطلب من مخلوق ضعيف لايملك لنفسه ضرا ولانفعا .. يطلب منه أن يرفعه وأن ينفعه وأن يعظمه وأن يجله أو ما أشبه هذا تطلب من الفقير العاجز وتنصرف عن الغني الكامل جل جلاله . وهكذا من تأمل اسم الله (العليم )فانه يعلم أن ما أخفاه عن أعين الناس وعن نظرهم ومشاهدتهم فإن الله تبارك وتعالى يراه ويشاهده فإذا استحضر العبد أن الله يراه وأنه يعلم السر و أخفى وأنه سميع بصير فإنه يستحي أن يقارف مالا يليق والله جل جلاله ير ى ذلك منه والمَلَكْ يشاهده ويكتب عمله هذا . و هكذ ا من تأمل اسم الله (الحفيظ )حمله ذلك على ترك الرياء لأن من معاني الحفيظ أنه يحفظ على العباد أعمالهم يحصيها ويكتبها ثم يوافيهم بعد ذلك بها,, وإذا صنع ذلك في سائر الأشياء كان العمل – أيها الأحبة - كله لله تبارك وتعالى, فحبه لله وبغضه لله وقوله لله ولحظه لله وعطاؤه لله ومنعه لله, فلا يريد من الناس جزاء أو شكورا , ولسان حاله ( (إنما نطعمكم لوجه ا لله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) ) وماذا عند المخلوقين؟، وهذا دواء أيها الأحبة في كثير من القضايا التي يسأل عنها الناس إنما يجابون عنها بمثل هذا: اعرف ربك معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته,, بعض الناس يقول: أقوم بأعمال دعوية وأشياء ولكن أجد قلبي يتفلت عليَّ ونيتي شَرُود! فنقول: اعرف ربك معرفة صحيحة فإذا عرفته بأسمائه وصفاته لم تلتف إلى الآخرين,, ماذا ترجو وماذا تنتظر عند هؤلاء الناس العجزة المساكين الفقراء ؟؟! إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن أبغضوك رَمَوكَ بما ليس فيك وما قيمة ثناء الناس ؟ وما قيمة تقدير الناس ؟ وما قيمة محبة الناس إذا كان العبد يتقلب في سخط الله جل جلاله!!, ماقيمة هذا ؟؟ لهذا يحتاج العبد أن يراعي هذه المعاني ، لو قلت إن جميع المشكلات التي نقع فيها فيما يتعلق بالسلوك و فيما يتعلق بالإخلاص و ما يتعلق بعلاقاتنا: ترتبط بهذا المعنى.. لم يكن ذلك مبالغة, كيف لا وقد ذكرنا أن العلم بالأسماء والصفات أنه أصل للعلم بكل معلوم فإذا عرف الإنسان قدر النفس وأنه عبد لا يصلح له إلا ما يصلح للعبد وعرف الرب جل جلاله وعرف الخلق فإنه لا بأس عليه,, يجتهد في طاعة الله ولا يلتفت إلى المخلوقين أن يعطوه أو يمنعوه أو يكرموه أو يمنحوه أو يرضوا عنه أو يسخطوا عليه .لكن من لم يعرف ربه معرفة صحيحة تضخمت عليه نفسه فتعاظم وصار يطلب من الناس أن يبرز وه أن يقدموه أن يكرموه أن يعطوه الدروع أن يجعلوه صدر المجالس وينوهوا بذكره في كل مناسبة أو بدون مناسبة وإلا فإنه يغضب عليهم ويسخط عليهم ويلومهم و لربما حقد عليهم . لماذا تتعاظم النفس؟ إذا تلاشت معرفة الرب تبارك وتعالى من القلب . لماذا يتعاظم الناس في عين الإنسان؟ تجده دائما ملهوف يريد أن يعرف ماذا قال الناس عن عمله ومشروعه الفلاني ,, ماذا قال الآخرون حينما ألقى كلمة في هذا الحفل أو حينما تصدق بصدقة أو حينما قام بعمل معين فهذا يجعله يُقبِل أو يُحجِم باعتبار نظر الناس,, فهذا انحراف وخلل كبير بسبب أن هذا الإنسان ما عرف الله فتعاظم المخلوق في عينه فاشتغل به وصوب نظره إليه فصار عطاؤه ومنعه من أجل رضا المخلوق أو اتقاء لسخطه ولا يبالي بعد ذلك أسخط الله عليه أم رضي عليه.. وتأملوا هذا في أنفسكم وقد يمكن أن تعالج جميع أدواء القلوب بمثل هذا النظر و والمعرفة والعلم الصحيح الذي هو من أجلّ العلوم,, فالعبد إذا قصّر في معرفة الله عز وجل وقع في الرياء وضعف عنده الإخلاص فيقصد غير الله عز وجل و لربما عبد غيره أصلاً .. يعبد حجر أو شجرا أو بشرا فمن امتلأ قلبه_ أيها الأحبة _ بعظمة الله فانه يستصغر كل من سواه.. فلا يرجو منه قربا بعمله او رزقا بقوله ولم يتعلق بغير المالك المعبود جل جلاله فالله له الأمر كله فلا يكون شيئا في الكون كله إلا بأمره وعلمه فلماذا نلتفت ا الى لمخلوق ولماذا نشتغل بالمخلوق ؟؟!. والأمر الثاني ماذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمرتبة الاحسان الأولى: الاستحضار والثانية:المشاهدة وفسرها {بأن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه فيستنير قلبه بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان} هذه عبارة الحافظ ابن القيم رحمه الله فمن عرف الله باسمائه وصفاته تحصلت له مرتبة الاستحضار فان ترقى الى المعرفة الحق تحصلت له مرتبة المشاهدة باعتبار الانقسام الذي ذكرته آنفا وان ذلك على مرتبتين.. وهذه المرتبة مرتبة المشاهدة هي التي يوصف الإنسان فيها بالتعبد المطلق بجميع الأسماء والصفات كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله بان مشهد الإحسان هو مشهد المراقبة وهو أن يعبد الله كأنه يراه وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الايمان بالله و اسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله سبحانه فوق سمواته مستوياً على عرشه يتكلم بأمره ونهيه ويدبر أمر الخليقة فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتُعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة إليه فيشهد ذلك كله بقلبه ويشهد أسمائه وصفاته ويشهد حياً قيوماً يحب ويبغض ويغضب ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو فوق عرشه لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد ولا أقوالهم و لا بواطنهم بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها فانه يوجب الحياء و الإجلال والتعظيم والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع لله تعالى والذل له ويقطع الوسواس وحديث النفس ويجمع الهم و القلب على الله,, فحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض وقيامهما وركوعهما وسجودهما واحد كما يعبر الحافظ ابن القيم .. هذا معنى شريف أيها الأحبة يحتاج إلى عناية أن نعالج هذه النفوس ونسعى أيضا إلى رفع الآخرين إلي أن يصلوا لهذه المرتبة ولا يمكن أن يصل إليها إنسان لا يعرف الله معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته . ارفع نفسك وتخلص من كثير من الأوضام,, إذا أردت أن تعالج الآخرين فأرفعهم علق قلوبهم بالله عز وحل عرفهم به ستنتهي من كثير من الأمور التي تقلق النفوس و يضطرب على الإنسان فيها قصده ونيته وعند ذلك تفسد أعماله و لربما يقع النطاح والصراع بين كثير من الناس وهم في عمل واحد في خير ودعوة ويتفرق الجمع الواحد ولا يلتئم اثنان على شيء كل ذلك بسبب الفساد الذي يعشعش في القلوب . هو يريد أن يكون له حضرة.. يريد أن يكون له وجود.. يريد أن يكون في الأمام.. لماذا أهمش؟؟ لماذا أحيد؟؟ لماذا أُبعد؟؟ لماذا لا يُلقى لي بال؟؟ لماذا الذكر لغيري والتنويه لغيري؟؟ وأنا الذي أقمت هذا وفعلت هذا وأنا صاحب الفكرة والاقتراح كل هذه أمراض تعشعش,,, فتجد بعد أن كان رأساً في هذا الباب من أبواب الخير ويدعو الناس إليه ويحثهم عليه أصبح معوقاً ومثبطاً ومنتقداً يذكر عيوبهم ويتتبع أخطاؤهم ويلمزهم ويعوق الناس عن الإنتفاع بهذا العمل وبهذا المشروع الذي كان هو أول الداعين إليه... ما الذي تغير ؟؟ لماذا تحولت أعمالهم الجيدة إلى أخطاء؟؟ لماذا ضُخِّمت هذه الأخطاء ؟؟ الأخطاء موجودة في كل مكان ولكن لماذا تتبع؟؟ ولماذا النجوى؟؟ يبحث عن أناس يوافقونه ويسمعوا لما يلقيه في قلوبهم فإذا وافقه الواحد بعد الواحد ما يلبث أن يتجمع حوله مجموعة إما من مجموعة السُذَّج أو ممن في قلوبهم شيء على إخوانهم ويظنون أنهم إنما يقومون بالله ولله غيرة على دينه وهم إنما يقومون انتصارا لأنفسهم وحظوظهم وذواتهم,, وما أكثر هذا الذي فرق الناس وهذا الذي شتتهم .. ويتحول بسبب هذا البَر التقي الصالح الذي هو من أفضل العباد يتحول شيطان رجيم في نظر هؤلاء ولربما يتحول الطالح البطال الذي لا يظهر في عمل من أعمال الخير إلى رمز والى منظم والى كبير والى قدوة يتكلم و يهرف بما لا يعرف ,,, من أين هذا ؟ هالأمور وهالبلايا و هالآفات ا وهالشوائب التي تعشعش في القلوب فتجد الإنسان في نفسه أشياء كثيرة على إخوانه وإذا سنحت له الفرصة قام وتحركت عزيمته وهمته ووثب وثوب الأسد على الفريسة,, فصار _ نسأل الله العافية _ فتنة لغيره وصادا عن سبيل الله جل جلاله,, وهذه بلية لا يسلم منها إلا من خلَّص قلبه من هذه الشوائب وعرف ربه معرفة صحيحة وعند ذلك لا يبالي بأحد.. يقول المهم أن ينتشر الخير أن يكثر البر والمعروف على يدي أو على يد غيري.. كل من سار في هذا الطريق فأنا عوناً له, وإذا أساء الناس أكف عن إساءتهم ولا أريد أن أحداً يعرف أنني قدمت في هذا قليلا ولاكثيرا ولا يعرف أحد أنني تصدقت أو أنني اقترحت أو أني صاحب الفكرة الأساسية كما يقول في المشروع,, من الناس من إذا جلست معه تستحي,, تريد أن تصلح بينه وبين بعض إخوانه تستحي كلام أطفال ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة فإذا أعطيته بعض الإعتبار وأنت ومثلكم ما شاء الله وجرى على يده كثير من الخير والنفع وأنتم وأمثالكم انشرح صدره واستراح ووجد من مثل هذا من أعظم ما يقويه ويدفعه لمزيد من العمل نعم ممكن أن يستمر بهذه الطريقة .. وإذا وجد فتورا وانقباضا أو أنه لم يُذكر أو شعر أن أحد ينافسه سخط وغضب وأشغل الناس بمشكلاته و إزعاجه وقلقه ما يورده عليهم ويشوش على أعمالهم به.. مثل هذا كثــــير,, تجلس مع أناس مثل الأطفال تماما خمس سنوات وست سنوات تحاول ترضيه وتطيب خاطره وأنت لا ما احد نسيك كيف تنسى مثلك ما ينسى ما شاء الله تبارك الله أنت أصل في هذا العمل... يفرح ويسر ,,ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة لكن لو كان الأمر لله كان ما احتاج لمثل هذا كان قال : ( أنا المكدى وابن المكدى )كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ما أنتظر منكم شيئاً ( لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ) إذا جئت أجلس في آخر المجلس وإذا أقمتم تعريف بهذا العمل أو بغيره لا أُذكر فيه.. هذا هو الصحيح,, لكن هذا يحتاج إلى مجاهدات وصبر ويحتاج إلى معرفة بالنفس ومعرفة بالخلق و معرفة بالخالق جل جلاله . الأمر الرابع من الثمرات : هو أن العلم بالله تبارك وتعالى على هذا المنهج يرسخ العقيدة الصحيحة والمعرفة الصادقة في قلب الإنسان ويسلك به صراط الله المستقيم وهذا يقرب العباد من ربهم وخالقهم وبارئهم جل جلاله فينزل عليهم رضوانه و تنزل بركاته ويكون هذا سبب لرفعتهم ونصرهم وتأييدهم وتمكينهم في الأرض ((وعد الله الذين آمنوا وعملو ا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولايشركون بي شئيا )) شيئا نـكرة في سياق النفي ،نفي لكل إشراك بجميع صوره وأشكاله وأنواعه أما الذين لازالت حظوظ النفوس قائمة فقد يجاهدون لحظوظ هذه النفوس.. فلا يكون جهاده أو أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر لا يكون لله وإنما يكون لهذه النفس .. وهؤلاء قد يحدث لهم خلاف مقصودهم كما ذكر أهل العلم كابن القيم والذهبي لأن هؤلاء قد يُسلط عدوه عليه إذا أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر ونفسه حاضرة, يريد إما أن ينتصر لنفسه أو يعرف بهذا ويعرف انه جريء وشجاع فقد يسلط هؤلاء عليه فيحصل له من الأذى والإذلال والضرر مالا يحسب له حسابا _ والله المستعا ن _ وإذا حاد العباد عن الدين الذي ارتضاه الله لهم فإن ذلك يكون سببا لإ نقراض ملكهم وسلطانهم وإدالة عدوهم عليهم . الخامس من الثمرات : تنزيه الله عزوجل عن كل ما لايليق به فلا يظن بربه ظناً سيئا ولا يصفه بما لا يليق ولا يسميه بغير الأسماء التى سمى بها نفسه تبارك وتعالى فالله جل جلاله من أسمائه القدوس و السبوح وهذه تدل على التنزيه.. على تنزيه الله عن كل عيب ونقص . يعلم أن الله ليس كمثله شئ فلا ينسب إليه نقيصة, ولايسئ الظن به ولا يقول لماذا يارب؟ ما ذنب هذا يارب؟! . الأمر السادس من هذه الثمرات : وهو أمر جليل يحتاج العبد أن يتفطن له وهو الاستدلال بما عُلم من صفاته وأفعاله على ما يفعله ويشرعه هذه طريقة الخواص من أهل الإيمان أهل المراتب العالية,, يعني أكثر الناس يستدلون بما يشاهدونه ويرونه على أمور تتعلق بالله عز وجل يستشهدون بهذا الخلق على وجود الخالق,, يستشهدون بانتظام هذا الخلق وبسيره هذا السير الدقيق على أن المدبر واحد,, فلا يشركون به أحدا سواه هذه طريقة أكثر الخلق,, وهي الطريقة الشائعة في القرآن لأن مدارك غالب الناس إنما تدور عليها ،لكن الطريقة الثانية هي طريقة راقية أكمل من هذه ..لا يصل إليها إلا القلة من الناس الأفذاذ .. من فتح الله بصيرته فهولاء لسان حالهم هؤلاء الذين وصلوا إلى المرتبة العالية يقول افي الله شك ، يقول : وليس يصح في الأذهان شئ *** إذا أحتاج النهار إلى دليل مثل المرأة التي مر بجوارها رجل من أهل الكلام وأظنه الرازي ومعه كوكبة من تلامذته ، امرأة عامية جالسة في الطريق قالت : من هذا؟ قالوا : هذا الذي يعرف على وجود الله ألف دليل فقالت على البديهة: لو لم يكن في قلبه ألف شك لما عرف على وجود الله ألف دليل، قضية وجود الله قضية بدهية قضية لاتحتاج إلى استدلال ونظر وإثبات و لهذا لاتجد الأدلة في القرآن تقرر هذا المعنى وإنما ينتقل منها لأنها بدهية وهذا من خصائص الاستدلال القرآني ينتقل منها مباشرة إلى تقرير الإلهية .. ما يحتاج يقول لهم الله موجود وإنما مباشرة يقررهم بما يقرون به,, هذا تقرون بأنه خلق السموات والأرض .. وهو الذي يرزقكم ويعطيكم يجب أن تعبدوه وحده وتوحدوه ,, تفردوه بالعبادة لا تشركوا معه أحدا سواه.. هذه الطريقة التي جرى عليها القرآن,, لكن هؤلاء من المتكلمين يتعبون أنفسهم في إثبات قضية لا ينكرها الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم من العرب.. أهل الإشراك كان يعرفون أن الله موجود, وهو الخالق , الرازق , المعطي, المانع, وإنما يعبدون هذه الآلهة لأنهم يقولون إنها تقربنا إلى الله زلفى . الطريقة الأعلى من هذه: هو أن من عرف الله معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته استدل بهذه الأسماء والصفات وعرف منها على ما يجري في هذا الخلق و ما يكون أيضا في الشرع . فالعالم بالله تبارك وتعالى يستدل بما علم من صفاته وأفعاله على ما يفعله وعلى ما يشرعه من الأحكام لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة كذلك لا يشرع ما يشرعه من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده وحكمته وفضله وعدله، فأخباره كلها حق وصدق وأوامره ونواهيه عدل وحكمة . نعطيك مثالين: الأول يتعلق فيما يفعله الله في هذا الخلق والثاني فيما يشرعه الله تبارك وتعالى ... أما الأول: فهو موقف خديجة رضي الله عنها ،الموقف المشهور ، لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرتعد لمارأى الملك ونزل عليه الوحي أول مرة فجاء وهو في غاية الخوف فقال لها ((إني قد خشيت على نفسي ))، فماذا قالت خديجة ؟ قالت : كلا ، والله لا يخزيك الله أبدا ، كيف حكمت وحلفت أن الله لا يمكن إن يخزيه قالت : ( إنك لتصل الرحم ، وتصّدْق الحديث ،وتحمل الكلَّ ، وتقري الضيف وتُكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق ) انظروا إلى هذه الأشياء التي ذكرتها0 وهو ما كان مجبولاً عليه صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم كما قال شارح الطحاوية .. وقد علم من سنة الله أن من جبله على الأخلاق المحمودة ونزهه عن الأخلاق المذمومة فإن الله لا يخزيه.. ترى إنسان محسن إلى الآخرين وتقي وصالح يقوم الليل ويصوم النهار ونحو ذلك ,, هل يمكن أن الله يخذل هذا إذا كان له نية صحيحة في هذه الأعمال؟؟ لا يمكن.. نعم قد يُبتلى فترة يمحص ويرفع لكن أن يخذل هذا لا يكون . الكفار الذين يظلمون وأكثروا الفساد في البلاد وقارفوا ألوان الجرائم التي أهلك الله عز وجل من أجل واحدة منها أمة من الأمم.. مثل هؤلاء الناس نحن نعلم بما نعرف وما نعلم من أسماء الله وصفاته أن هؤلاء لا يُمَكنون ,, إنما يكون لهم ظهور مؤقت لحكمة وأمر يعلمه الله عز وجل ثم بعد ذلك ينكسرون و ينتهون و يتلاشون,, نحن نعرف أن من سنة الله كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم (حقا على الله انه ما ارتفع في هذه الدنيا شيئا إلا وضعه ) كل ما ارتفع سيأتي يوم ويتضع إلا ما كان لله وفي الله وفي سبيل الله فهذا الذي لا يوضع وإنما يُرفع . وأما فيما يتعلق بالتشريع : فقد ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله مسألة فقهية وهي مسألة بطلان التحليل في التحليل مثلا حيلة على تحليل الزوج بعد الطلقة الثالثة (المحلل) وكذلك أيضا الحيل الربوية يقول يستحيل على الحكيم أن يحرم الشئ ويتوعد على فعله بأعظم أنواع العقوبات ثم يبيح التوصل إليه بنفسه بأنواع التحيلات فأين ذلك الوعيد الشديد وجواز التوصل إليه بالطريق البعيد.. إذ ليست حمكة الرب تعالى وكمال علمه وأسمائه وصفاته تُنتقض بإحالة ذلك وامتناعه عليه فهذا استدلال بالفقه الأكبر في الأسماء والصفات على الفقه العملي في باب الأمر والنهي ،اولئك الذين يقولون مافي شئ هذا يجوز أن تتوصل لهذه المعاملة بهذه الطريقة , بالربا، الحيل الربوية الكثيرة التي يتعامل بها من يتعامل... الله عز وجل يحرم الربا ويقول ( فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) والنتيجة هي النتيجة لكن بطريقة ملفوفة بإدخال سلعة أو نحو ذلك ثم تقولون هذا حلال . فحكمة الله تأبى ذلك، وإلا لما حرم الربا ,, فنحن نعرف من حكمتة سبحانه وتعالى الله في تشريع هذا ومن مقاصد الشريعة في تحريم الربا أن هذا موجود في المعاملة الأخرى التي احتالوا بها على هذا الربـــــــــــــــــا . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ........................................................................................................... هنا انتهى الدرس وتبقى الأسئلة فقط لكن غلبني الوقت اليوم, وبإذن الله غداً الأحد سأنزل الأسئلة وكذلك سأرفق لكم ملف الوورد لمن أحبت ذلك .. وأعتذر على التأخير. .......................................................................................................... |
24-03-08, 05:52 PM | #20 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تكملة التفريغ..
الأســــــــئلة *هل الشاكر والشكور من أسماء الله تعالى؟ وهل ندعو بهما ؟؟ نعم الشاكر والشكور من أسماء الله تعالى . *ما الدعاء الذي يناسب الدعاء بهذا الإسم ( السبوح ) ( مالك الملك) ؟؟ ممكن أن يقول الإنسان يا سبوح طهر قلبي من كل دنس مثلاً, طهر عملي من كل شائبة يا قدوس نقي عملي .. نقي قلبي , ونحو ذلك . لكن يُلاحظ أنه ينبغي أن لا يتكلف الإنسان في الدعاء, لأن المقصود هو حضور القلب.. فإذا وُجد التكلف إما بمثل هذا: بتتبع الأسماء الحسنى كما يفعل بعضهم في ما سمعت في بعض البلاد في القنوت في الوتر في رمضان .. يأتي بجميع الأسماء الحسنى التي ذُكرت مثلاً أو التي وجدها في ورقة ثم يأتي يركب على كل واحدة دعاء,,, و النوع الثاني من التكلف وهو ما يحصل عند الدعاء من التكلف في العبارة بحيث كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : من كان عادته أنه يلحن مثلاً فإذا أراد أن يقيم ذلك فإن ذلك يكون سبباً لانصراف القلب عن الدعاء كما يكون في قراءة القرآن فيما ذكر من التكلف في قضايا تتعلق بمخارج الحروف ونحو هذا فالقلب ينصرف مباشرة إليها ولا يُحضِر قلبه عندئذٍ عند قراءة القرآن في التدبر . بالنسبة لمالك الملك , من أسماء الله الملك والمالك أما مسألة الأسماء المضافة ذكرنا الكلام فيها وخلاف أهل العلم. *كيف نقول إن لله اسم أعظم معين مع تضارب الأدلة وهي غير متفقة؟؟ ولهذا اختلف العلماء على كل حال فمنهم من نظر لما نظر لهذه الأدلة كابن جرير فقال يوجد اسم أعظم , لكن هؤلاء ماذا يقولون كابن جرير يقول كل الأسماء يقال لها اسم أعظم ,, لكن إذا تأملت الأدلة تدرك أن هذا القول ليس بصحيح ,, النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( دعا الله باسمه الأعظم )) لماذا خص هذا الدعاء ؟؟ باسمه الأعظم بعضهم خرج من هذا الإشكال وقال: إن الإسم الأعظم يكون بهذه الأسماء إذا استعمل واحداً منها في مقامه المناسب فيكون هذا من قبيل الاسم الأعظم .. فالإسم الأعظم في هذا الدعاء غير الاسم الأعظم في الدعاء الثاني غير الاسم الأعظم في الثالث ولهذا جائت الأدلة متفاوتة .. هذا غير القول الأول بأنها كل الأسماء يقال لها اسم أعظم .. وأكثر من قال بهذا هم الذين نفوا التفاضل بين أسماء الله عز وجل . *هل يسمى الإنسان عزيز بدون أل التعريف ؟؟ الذي يظهر والله أعلم أنه لا إشكال في هذا ,, والله عز وجل قال: (( وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)) فقال ملك دون أل التعرف وقال في أل التعرف: (( وقالت امرأت العزيز )) لكن هناك أسماء مختصة بالله عز وجل لا يُسمى بها غيره ,, وهناك ما يكون مختصاً إذا لوحظ المعنى .. ويأتي إن شاء الله في مواضعه في الكلام عن الأسماء . *ذُكر أن اسم الله الأعظم المشهورة ثلاثة - الحي القيوم , الله- ما هو الثالث ؟؟ من أهل العلم من قال يقول الإنسان يا حي يا قيوم يا واحد وأحد يا الله . *هل اسم محي فقط بدون إضافة يصح أن يسمى به الإنسان أم لا بد من إضافة مثل محي الدين ونحو هذا ؟؟ لا أعرف .. لا أدري . ابن القيم رحمه الله تكلم على بعض الأسماء مثل لفظة الخلق وذكرها غير ابن القيم أيضاً, وأكثر من هذا مثل كلمة بارئ .. قال أن مثل هذه الأسماء منها ما يمكن أن يطلق على المخلوق مثل لفظة خَلَقَ,, لكنه لا بد أن يكون مقيدا فيقول فلان عنده فكرة خلاقة , أو خلق فكرة , أو نخلق أفكاراً .. فالخلق يأتي بمعنى التصيير والتصوير والتشكيل ويأتي بمعنى الإيجاد من العدم .. فابن القيم رحمه الله يقول : مثل هذه الأسماء لا يصح أن تُقال بإطلاق فتقول فلان خالق , فلان محي , فلان بارئ .. وإنما تقولها مقيدة , ومنها ما لا يصح إلا لله عز وجل. *ما حكم ما ورد عن بعض العباد كرابعة العدوية وغيرها الذين كانوا يعرفون بالعشق الإلهي ؟؟ لا يصح مثل هذا , وذكرت من قبل أنه يكون لله عز وجل من ذلك الأكمل , وقلنا الله عز وجل يوصف بالمحبة واتخذ ابراهيم خليلا ولكن لا يوصف بالعشق . *هل يكفر من نفى عنه اسم ه الأعظم مع ثبوته له؟ لا ما يكفر, كيف؟ ذكرنا لكم وجه هذا. *هل يسمى الله بنافخ الروح؟ وهل يُدعى الله بهذا الاسم ؟؟ يُخبر عنه بهذا وليس هذا من أسمائه . *نريد أن توضح لنا الفرق بين أفعال الله ومفعولاته مع بيان حديث ؟؟ تكلمنا عليه, الشر ليس اليك فعل الله الذي هو الفعل نفس الفعل صفة الفعل نفس الخلق عملية الخلق هذا فعل الله عز وجل , وهذا لفظة خلق كغيرها من المصادر يطلق ويراد به معنى المصدر , ويطلق أحياناً ويراد به المفعول أو معنى المفعول لفظة الخلق يمكن أن يراد بها نفس العملية ويمكن أن يراد ما نتج عنها .. يعني الآن عندما أقول: خَلْق الله : صفة خلق صفة لله عز وجل , ما المقصود بها؟ الفعل أليس كذلك .. نفس الصفة الفعلية لكن لما أقول هؤلاء خَلْق الله ,, هل هذه نفس الصفة ولا هذا المفعول المخلوق ؟ أنتم خلق الله .. في فرق بين الإستعمالين ولا ما في فرق؟ في فرق , طيب الكلام .. أنا أتكلم الآن, هذا الذي أفعله الذي أزاوله الآن يُقال له: كلام ,,,, وحينما تأتيني بكلام مسجل أ مكتوب وتقول لي هذا كلام زيد , في فرق بين الإستعمالين ولا ما في فرق ؟ في فرق ,, فالأول أطلقته على نفس فعلي , والثاني أطلقته على المفعول .. ما وُجِد من هذا الكلام.. المُتَكَلَم به. حينما تقول مثلا الكتابة يمكن تطلق الكتابة على نفس العملية (كتابة) ويمكن أقولك هذا أيضا كتابة هذا المفعول وذاك هو نفس الفعل، المصدر (كتابة) يطلق على نفس الفعل نفس العملية ويطلق على المفعول هذه كتابة. واضح. حينما أقول الآن هذا شُرب- العملية نفسها _ وحينما اقو ل لك هذا شُرب أو شراب يصلح أو لا ؟ يصلح,, يعني مشروب. حينما أقولك مثلا هذا أكل والذي يأكل يمارس نفس هذه العملية والعملية نفسها ماذا يقال لها ؟ أكل والمأكول يقال له أكل . واضح فحينما نقول فِعْلُ الله فهو فعله الذي يوجد منه المفعول .. حينما نقول خلق الله يعني نريد بذلك فعله سبحانه وتعالى الذي هو نفس عملية الخلق,, فأفعاله كلها خير,, الله عليم حكيم ما يوجد شيء إلا لعلم وحكمة وكذا .. لكن المخلوق الذي يوجد من جراء هذا قد يكون بالنسبة لبعض الناس شر.. شر نسبي بالنسبة له هو، فهذا الإنسان الذي مثلا لدغته الحية أو سقط في نار احترق أوغرق ماله ونحوه بالنسبة له يرى انه شر لكن بالنسبة لفعل الله حينما قدره وقضاه هذا خير أو شر؟ هذا خير ( والشر ليس إليك). اتضح لكم؟؟ *هل يجوز إن نقول أكثر من ذكر أثناء السجود والركوع كأن نقول سبحان ربي الأعلى, سبوح قدوس رب الملائكة.. إلى آخره ؟؟ لابأس بهذا..ومن ذلك ماورد في قيام الليل كما في حديث عوف بن مالك الأشجعي لما ذكر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل وذكر ما يقوله في ركوعه وسجوده, يقول:((سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)) هذا في قيام الليل. *يقول (والله خير الماكرين)هل يجوز تسمية الله ماكر, مكار, خير الماكرين ؟ لا، ذكرنا هذا من قبل. *هل يجوز تعليق الأسماء الحسنى على الجدار أو كتابتها على جدران المساجد ؟؟ لا يفعل الإنسان مثل هذا . *هل يثبت لله اسم الصانع أو القديم ؟ أو أول الموجودات ؟؟ لا ، ليس ذلك من أسمائه, لكن الله عز وجل هو الأول - بدون هذا القيد أول الموجودات- هو الأول وهو الآخر. *ما الضابط في إثبات الأسماء ؟ ذكرنا الضابط . *هل نستطيع تعداد الأسماء الحسنى مطبقين عليها القواعد من غير خلاف ؟؟ مهما ذكرنا سيأتي من يخالف في هذا, لأن المسألة يختلف في نفس الضوابط وإذا اتفقت مع غيرك في نفس الضابط تختلف في تحقيق المناط هل هذا منه أو لا . *هل هناك من العلماء المعاصرين من تكلم في الأسماء الحسنى واجتهد في تعدادها ؟ نعم يوجد الشيخ ابن عثيمين يوجد كثير وسأذكرها لكم وأعطيكم إياها إن شاء الله في الجداول ل سترونها إن شاء الله تعالى في كل اسم من الذي ذكره. *في حديث أبي أمامة أن اسم الله الأعظم في هذه السور الثلاث على القول بأنه ليس الحي القيوم فما وجه تخصيص هذه السور الثلاث؟ هذه السور الثلاث ليس الاسم الوحيد الذي فيها هو الحي القيوم فيُلتَبس ، لكن لذلك قلنا من أقوى الأقوال الحي القيوم لأنه موجود في هذه السور الثلاث . *الذين قالوا بأن الله ليس له اسم أعظم بماذا أجابوا عن الأحاديث التي تصرح بان لله اسما أعظم؟؟ ذكرت الإجابة قبل قليل . *أين نجد تصريح ابن القيم بان لله اسما أعظم وهو الحي القيوم؟؟ ما رجحه ابن القيم ان الاسم الأعظم الحي القيوم . ذكره في عدد من الكتب مثل في زاد المعاد وفي النونية أيضا وكذلك أيضا في كتب أخرى كالصواعق المرسلة. *في بعض الأفراح تزف العروس بأسماء الحسنى مع الدف؟؟ لا يشرع هذا ولا ينبغي فعله . *هل الرب من أسماء الله الحسنى؟ طبعا فان لم يكن هل يجوز تسمية عبد ا لرب؟ هو من أسماء الله الحسنى ... وهل يجوز التسمية باسم بصير؟ تكلمنا عن هذا *هل أدعو بـ:يا أرحم الراحمين ارحمني؟ نعم. *على هذا الخلاف بين العلماء هل يجوز قول :اللهم إني أسألك باسمك الأعظم؟ نعم .. قلنا الراجح انه يوجد اسم أعظم لكن الله أخفاه ليتطلبه الناس كما اخفى ليلة القدر والساعة التي تكون في الجمعة. *هل قول لو كان الدهر اسما لله لكان قول المشركين صحيحاً ( وما يهلكنا إلا الدهر ) المهم ان الدهر ليس من أسماء الله عز وجل وحينما قالوا : ( وما يهلكنا إلا الدهر ) ما قصدوا أن الله هو الذي يهلكهم,يرد على من قال بان الدهر من أسماء الله بهذا الرد, والذي قال به إنما هم شذوذ لا عبرة بذلك القول . *من سب الدهر فكأنما سب الله,, لكن ما الجواب على قوله صلى الله عليه وسلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ...)؟؟ لا ليس المقصود لعن الدهر الدهر زمن و إنما الذي يشغل عن الله وذكره ومايقرب إليه . *الحديث الذي يقو ل (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) كيف نعلل هذا الحديث؟ بمعنى فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يقلب يصرف الليل والنهار,, فالدهر زمن لماذا يسب ؟ ليس هو الذي يوقع الحوادث . *لو كان هناك كتاب أو مرجع في ذلك سأعطيكم إن شاء الله مراجع. *هناك أناس مما يحرصون على حضور مثل هذا الدرس يتأخرون في المجئ للمساجد ا لتي فيها الدروس يفوت تكبيرة الإحرام وربما فاتتهم صلاة الجماعة فهل ذلك لائق بطلاب العلم نرجو التعليق . لاشك أن الصلاة أولى ينبغي الحرص على هذا . *اعرف من زملائي من هو حريص على طلب العلم لكن وضع صلاته سئ يفوت صلاة الجماعة ويتأخر دائما وينام أحيان كثيرا عنها وتفوته صلاة الجماعة مرات ثم ينسب نفسه لطلب العلم اكتب مثل هذا لإرادة النصيحة؟ أقول مثل هذا لو عرف الله بأسمائه الحسنى كان ما تأخر عن طاعته وما نام والناس يصلون والداعي إلى الله يقول حي على الصلاة حي على الفلاح . *هل ممكن لإدراك جزء من عظمة الله القول ان سمعه جزء منه ( بقية السؤال غير واضح)؟؟ نقول إن الله يسمع هذه اللغات جميعا وان الله تبارك وتعالى يبصر هذه المخلوقات جميعا لكن ليست هي جزء من سمع الله تبارك وتعالى.فسمعها مخلوق وسمع الله صفة من صفاته *ما هو تدليس التسوية ؟ هو يسأل خارج الموضوع لكن لما ذكرنا الوليد بن مسلم وانه لما تُكلم عليه وأنه يدلس تدليس التسوية . تدليس التسوية هذا الإنسان يروي عن شيخ ثقة والشيخ الثقة يروي عن ضعيف والضعيف يروي عن ثقة لقيه شيخ المدلس شيخ المدلس ثقة روى هذا الحديث عن شيخ الضعيف الشيخ الضعيف روى عن ثقة, الثقة الأخير التقى بالثقة الأول، واضح، فيأتي هذا ويُسقط الضعيف الذي بينهما ويروي الحديث ثقة عن ثقة لكن الإسناد متصل ثقات .. هذا لقي هذا وهذا شيخه ما فيه ضعفاء والواقع ان هذا تدليس التسوية اسقط هذا بينهما هذه مشكلة لا يعرفها إلا الحذق. انتهى.. جزاكم الله خيرا أعتذر عن تأخري لكن حصلت عندي ظروف,, فساعدتني الأخت نور الصباح جزاها الله خير. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 1 | |
محب التوحيد |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التوحيد أولاً يادعاة الإسلام | أم خولة | روضة العقيدة | 2 | 14-02-15 10:05 PM |