20-12-08, 01:31 AM | #11 |
~مشارِكة~
|
الحمد لله و الصلاة و السلام على محمد و اله و اصحابه اجمعين
وبـــــــــــعد : ان القران نزل على حرف واحد اول الامر و لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظل يستزيد جبريل حتى اقراه على سبعة احرف كلها شاف كاف و الدليل على ذالك حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( اقراني جبريل على حرف فراجعته فزادني فلم ازل استزيده و يزيدني حتى انتهى على سبعة احرف) رواه البخاري(3047) ومسلم(819) و لقد تباينت آراء العلماء حول الأحرف السبعة ،والأرجح أنها لغات ولهجات سبع ،نزل بها القرآن تيسيرًا للعرب ،حتى يسهل عليهم قراءة كتاب الله ،وذلك لاختلاف لهجاتهم ،فلما قرأ الناس القرآن ،ودخل غير العرب الإسلام ،وخشي أن تكون فتنة ،وحد عثمان حرف القراءة ،وجعله واحدًا ،والقراءات السبع هي قراءات للحرف الذي اختاره عثمان وهو لغة قريش . يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ رياض المسيميري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية . حديث الأحرف السبعة من الأحاديث المتواترة تواتراً معنوياً ، وأخرجه الأئمة في مصنفاتهم، ولا يكاد يخلو منه مصنف في الحديث ، وممن أخرجه البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وأبو داود ، ومالك في الموطأ وغيرهم . وقد اختلف العلماء في تبيين المراد من الأحرف السبعة حتى أوصلها السيوطي في الإتقان إلى أربعين قولاً . والراجح من هذه الأقوال _ والله أعلم _ ما ذهب إليه جمهور العلماء أن الأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد . وتوضيحه : أنَّ للعرب لغات متنوِّعة، ولهجات متعدّدة للتعبير عن معنى من المعاني ، فمثلاً : كلمة (( تعال )) يُعبَّر عنها بلغة قبيلة أخرى بـ (( هلم )) ، وقبيلة ثالثة بـ (( أقبل )) وهكذا .. فحيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن متنزلاً بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد ، وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر ، ولا يزيد على سبعة . ويحسن التنبيه على أمرين قد يلتبسان على بعض الناس : الأول : أن هذه الأحرف السبعة التي كان القرآن يُقرأ بها كانت من باب التيسير على الأمة حين نزول القرآن ، فلما ذلّت به ألسنتهم ، وائتلفوا على قراءته ، جمعهم عثمان –رضي الله عنه- على حرف واحد هو لسان قريش الذي يقرأ به القرآن اليوم . الثاني : أن الأحرف السبعة ليست القراءات السبع المشهورة اليوم . فهذه القراءات هي قراءات للحرف الذي اجتمعت الأمة على قراءة القرآن به . انتهى وفي معنى سبعة أحرف أقوال منها ما يقوله الزركشى من أنها سبع لغات لسبع قبائل من العرب. أي نزل القرآن بعضه بلغة قريش، وبعضه بلغه هذيل، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة أزد وربيعه، وبعضه بلغة هوازن وسعد بن بكر وهكذا . وقيل:المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" أنه الوجه من أوجه القراءة وبيان هذه الأحرف قد بينها العلماء في ما يلي: الأول: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع، وتذكير وتأنيث، ومن ذلك "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون". فقد قرئ (لأماناتهم). الثاني: اختلاف وجوه الأفعال من ماض ومضارع وأمر، ومن ذلك قوله تعالى: "فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا" فقد قرئ "ربنا بعِّد". الثالث: اختلاف وجوه الإعراب، ومن ذلك قوله تعالى: "ولا يضار كاتب ولا شهيد"، فقد قرئت بضم الراء في يضار وبفتحها. الرابع: الاختلاف بالنقص والزيادة ومن ذلك قوله تعالى: "وما خلق الذكر والأنثى". فقد قرئ والذكر والأنثى. الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير ، ومن ذلك قوله تعالى: "وجاءت سكرة الموت بالحق" فقد قرئ وجاءت سكرة الحق بالموت. السادس: الاختلاف بالإبدال ومن ذلك قوله تعالى: "وانظر إلى العظام كيف ننشزها". فقد قرئ (ننشرها). السابع: اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم، والإظهار والإدغام". ومن ذلك قوله تعالى: "بلى قادرين" فقد قرئ أيضًا بالفتح والإمالة في لفظ بلى. وهذا الوجه الذي ذكرناه هو ما اخترناه من أربعين قولاً ذكرها السيوطي وغيره. وهو رأي الرازي وابن قتيبة والقاضي ابن الطيب وابن الجزري لا يختلف رأيهم عنه إلا في أنهم جعلوا الستة الأولى مما ذكرت سبعة ، وتركوا الوجه الأخير. وهذه الأحرف انتقلت إلينا عن طريق الصحابة رضوان الله عليهم فقد اشتهر بالإقراء منهم جماعة مثل : أبي وعلي، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري .انتهى مختصرًا من كتب علوم القرآن موقع اسلام سؤال جواب اسلام اون لاين |
20-12-08, 12:15 PM | #12 |
~متألقة~
|
السلام عليكم
جزاكم الله خير وجاري البحث عن الإجابة |
20-12-08, 01:44 PM | #13 |
~متألقة~
|
بحثت عن الإجابة من مصدرين وإن شاء الله أكون وُفقت .. المصدر الأول من / كتاب مباحث علوم القرآن للشيخ مناع القطان . هناك أكثر من قول : ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد، على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنة الواحد وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر . واختلفوا في تحديد اللغات السبع . فقيل هي لغات قريش ، وهذيل ، وثقيف وهوازن وكنانه وتميم واليمن . والقول الثاني : قال قوم أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن على معنى أنه في جملته لا يخرج في كلماته عن سبع لغات هي أفصح لغاتهم فأكثره بلغة قريش .... وهذا الرأي يختلف عن سابقة لأنه يعني أن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني . وقال أبو عبيد : ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه ..... والقول الثالث : أن المراد بها أوجه سبعة : من الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والمثل . أو من الأمر والنهي والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال . عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد ، وعلى حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف : زجر ، وأمر وحلال ومحكم ومتشابه وأمثال ". .... المصدر الثاني من كتاب كتاب الإتقان في علوم القرآن من موقع نداء الإيمان http://www.al-eman.com/Islamlib/view...?BID=156&CID=6 المسألة الثالثة: في الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها. قلت: ورد حديث نزل القرآن على سبة أحرف من رواية جمع من الصحابة: أبيّ بن كعب وأنس وحذيفة بن اليمان وزيد بن أرقم وسمرة بن جندب وسلمان ابن صرد وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعمروبن أبي سلمة وعمروبن العاص ومعاذ بن جبل وهشام بن حكيم وأبي بكرة وأبي جهم وأبي سعيد الخدري وأبي طلحة الأنصاري وأبي هريرة وأبي أيوب فهؤلاء أحد وعشرون صحابياً وقد نص أبو عبيد على تواتره. وأخرج أبويعلى في مسنده أن عثمان قال على المنبر: أذكر الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف لما قام فقاموا حتى لم يحصدوا فشهدوا بذلك فقال: وأنا أشهد معهم وسأسوق من رواتهم ما يحتاج إليه. فأقول: اختلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً. أحدها: أنه من المشكل الذي لا يدري معناه لأن الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء وعلى الكلمة وعلى المعنى وعلى الجهة قال ابن سعدان النحوي. الثاني: أنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التيسير والتسهيل والسعة ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين ولا يراد العدد المعين وإلى هذا جنح عياض ومن تبعه. ويرده ما في حديث ابن عباس في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف وفي حديث أبيّ عند مسلم إن ربي أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن أقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن أقرأه على سبعة أحرف. وفي لفظ عنه عند النسائي إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف. وفي حديث أبي بكرة اقرأه فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة فهذا يدل على إرادة حقيقية. العدد وانحصاره. الثالث: أن المراد بها سبع قراءات وتعقب بأنه لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه إلا القليل مثل: {عبد الطاغوت} و{لا تقل لهما أف} وأجيب بأن المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أووجهين أوثلاثة أوأكثر إلى سبعة. ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر وهذا يصلح أن يكون قولاً رابعاً. الخامس: أن المراد بها الأوجه التي يقع بها التغاير ذكره ابن قتيبة قال: فأولها ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: ولا يضار كاتب بالفتح والرفع وثانيهما: ما يتغير بالفعل مثل بعد وباعد بلفظ الطلب والماضي وثالثها: ما يتغير باللفظ مثل ننشرها ورابعها: ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل طلح منضود وطلع وخامسها: ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل وجاءت سكرة الموت بالحق وسكرة الحق بالموت وسادسها: ما يتغير بزيادة أونقصان مثل الذكر والأنثى {وما خلق الذكر والأنثى} وسابعها: ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى مثل كالعهن المنقوش وكالصوف المنفوش. وتعقب هذا قاسم بن ثابت بأن الرخصة وقعت وأكثرهم يومئذ لا يكتب ولا يعرف الرسم وإنما كانوا يعرفون الحروف ومخارجها. وأجيب بأنه لا يلزم من ذلك توهين ما قاله ابن قتيبة لاحتمال أن يكون الانحصار المذكور في ذلك وقع اتفاقاً وإنما اطلع عليه بالاستقراء. وقال أبو الفضل الرازي في اللوائح: الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه في الاختلاف. الأول: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث. والثاني: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر. الثالث: وجوه الإعراب. الرابع: النقص والزيادة. الخامس: التقديم والتأخير. السادس: الإبدال. السابع: اختلاف اللغات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار ونحوذلك وهذا هو القول السادس. وقال بعضهم: المراد بها كيفية النطق بالتلاوة من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق وإمالة وإشباع ومد وقصر وتشديد وتخفيف وتليين وتحقيق وهذا هو القول السابع. وقال ابن الجزري: قد تتبع تصحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحوالبخل بأربعة ويحسب بوجهين أومتغير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحوتبلووتتلو وعكس ذلك نحوالصراط والسراط أوبتغيرهما نحوفامضوا فاسعوا وإما في التقديم والتأخير نحوفيقتلون ويقتلون أوفي الزيادة والنقصان نحوأوصى ووصى فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها. قال: وأما نحواختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمال والتخفيف والتسهيل والنقل والإبدال فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع في اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً انتهى. وهذا هو القول الثامن. قلت: ومن أمثلة التقديم والتأخير قراءة الجمهور و {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} وقرأ ابن مسعود على قلب كل متكبر. التاسع: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة نحو أقبل وتعالى وعلم وعجل وأسرع وإلى هذا ذهب سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب وخلائق ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء ويدل له ما أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي بكرة أن جبريل قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف قال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف قال: كل شاف كاف ما لم تخلط آية عذاب برحمة أورحمة بعذاب نحوقولك تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل هذا اللفظ رواية أحمد وإسناده جيد. وأخرج أحمد والطبراني أيضاً عن ابن مسعود نحوه. وعند أبي داود عن أبيّ قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً ما لم تخلط آية عذاب برحمة أورحمة بعذاب. وعند أحمد من حديث أبي هريرة أنزل القرآن على سبعة أحرف عليماً حكيماً غفوراً رحيماً وعنده أيضاً من حديث عمر بأن القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذاباً وعذاباً مغفرة أسانيدها جياد. قال ابن عبد البر: إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها لا يكون في شيء منها معنى وضده ولا وجه يخالف معنى وجه خلافاً ينفيه ويضاده كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده. ثم أسند عن أبيّ بن كعب أنه كان يقرأ: كلما أضاءوا لهم مشوا فيه مروا فيه سمعوا فيه. وكان ابن مسعود يقرأ: للذين آمنوا انظرونا أمهلونا أخرونا. قال الطحاوي: وإنما كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الكتابة والحفظ وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون. وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود اقرأ رجلاً: إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل: طعام اليتيم فردها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال: أتستطيع أن تقول طعام الفاجر قال نعم قال: ما فعل. القول العاشر: أن المراد سبع لغات وإلى هذا ذهب أبو عبيد وثعلب والزهري وآخرون واختاره ابن عطية وصححه البيهقي في الشعب. وتعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة. وأجيب بأن المراد أفصحها فجاء عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من الهوازن. قال: والعجز سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثقيف وهؤلاء كلهم من هوازن ويقال لهم عليا هوازن. ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب علياً هوازن وسفلي تميم: يعني بني دارم. وأخرج أبو عبيد من وجه آخر عن ابن عباس قال: نزل القرآن بلغة الكعبين: كعب قريش وكعب خزاعة قيل: وكيف ذاك قال: لأن الدار واحدة: يعني أن خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم. وقال أبوحاتم السجستاني: نزل بلغة قريش وهزيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر واستنكر ذلك ابن قتيبة وقال: لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش ورده بقوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} فعلى هذا تكون اللغات السبع في بطون قريش وبذلك جزم أبو علي الأهوازي. وقال أبو عبيد: ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وغيرهم. قال: وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثر نصيباً. وقيل: نزل بلغة مضر خاصة لقول عمر: نزل القرآن بلغة مضر. وعين بعضهم فيما حكاه ابن عبد البر السبع من مضر أنهم هذيل وكنانة وقيس وضبة وتيم الرباب وأسد بن خزيمة وقريش فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات. ونقل أبو شامة عن بعض الشيوخ أنه قال: أنزل القرآن أولاً بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها عن اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحداً منهم الانتقال عن لغته إلى لغة أخرى للمشقة ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل فهم المراد. وزاد غيره أن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي بأن يغير كل أحد الكلمة بمرادفها في لغته بل المرعي في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم. واستشكل بعضهم هذا بأنه يلزم عليه أن جبريل كان يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات. وأجيب بأنه يلزم هذا لواجتمعت الأحرف السبعة في لفظ واحد ونحن قلنا: كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمت سبعة وبعد هذا كله رد القول بأن عمر بن الخطاب وهشام ابن حكيم كلاهما قرشي من لغة واحدة وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته فدل على أن المراد بالأحرف السبعة غير اللغات. القول الحادي عشر: أن المراد سبعة أصناف والأحاديث السابقة ترده والقائلون به اختلفوا في تعيين السبعة فقيل أمر ونهي وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال. واحتجوا بما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الكتاب الأول ينزل من باب وواحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب عن سبعة أحرف: زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال الحديث. وقد أجاب عنه قوم بأنه ليس المراد بالأحرف السبعة التي تقدم ذكرها في الأحاديث الأخرى لأن سياق تلك الأحاديث يأبى حملها على هذا بل في ظاهره في أن المراد أن الكلمة تقرأ على وجهين وثلاثة إلى سبعة تيسيراً وتهويناً والشيء الواحد لا يكون حلالاً حراماً في آية واحدة. قال البيهقي: المراد بالسبعة الأحرف هنا: الأنواع التي نزل عليها والمراد بها في تلك الأحاديث اللغات التي يقرأ بها. وقال غيره: من أول السبعة الأحرف بهذا فهو فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراماً لا ما سواه وحلالاً ما سواه ولأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله أوحرام كله أو أمثال كله. وقال ابن عطية: هذا القول ضعيف لأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة. وقال الماوردي: هذا القول خطأ لأنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام. وقال أبو علي الأهوازي أبو العلاء والهمذاني: قوله في الحديث زاجر وأمر إلى الخ استئناف كلام آخر: أي هو زاجر: أي القرآن ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة وإنما توهم ذلك من جهة الاتفاق في العدد. ويؤيده أن في بعض طرقه زجراً وأمراً بالنصب: أي نزل على هذه الصفة في الأبواب السبعة وقال أبو شامة: يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب لا للأحرف: أي هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه: أي أنزله الله على هذه الأصناف لم يقتصر منها على صنف واحد كغيره من الكتب. وقيل المراد بها المطلق والمقيد والعام والخاص والنص والمؤول والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفسر والاستثناء وأقسامه حكاه شيدلة عن الفقهاء. وهذا هو القول الثاني عشر. وقيل المراد بها الحذف والصلة والتقديم والتأخير والاستعارة والتكرار والكناية والحقيقة والمجاز والمجمل والمفسر والظاهر والغريب حكاه عن أهل اللغة. وهذا هو القول الثلاث عشر. وقيل المراد بها التذكير والتأنيث والشرط والجزاء والتصريف والإعراب والأقسام وجوابها والجمع والإفراد والتصغير والتعظيم واختلاف الأدوات حكاه عن النحاة. وهذا هو الرابع عشر. وقيل المراد بها سبعة أنواع من المعاملات: الزهد والقناعة مع اليقين والجزم والخدمة مع الحياء والكرم والفتوة مع الفقر والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة والشوق مع المشاهدة حكاه عن الصوفية. وهذا هو الخامس عشر. القول السادس عشر: أن المراد بها سبعة علوم: علم الإنشاء والإيجاد وعلم التوحيد والتنزيه وعلم صفات الذات وعلم صفات الفعل وعلم جميع القرآن قبلها وإن كان قد حضرها من لم يجمع غيرها الجمع الكثير. الثامن: أن المراد بجمعه السمع والطاعة له والعمل بموجبه. وقد أخرج أحمد في الزهد من طريق أبي الزاهرية أن رجلاً أتى أبا الدرداء فقال: إن ابني جمع القرآن فقال: الهم غفراً إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع. قال ابن حجر: وفي غالب هذه الاحتمالات تكلف ولا سيما الأخير. قال: وقد ظهر لي احتمال آخر وهوأن المراد بإثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين لأنه قال ذلك في معرض المفاخرة بين الأوس والخزرج كما أخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس: منا أربعة: من اهتز له العرش سعد بن معاذ ومن عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن أبي ثابت ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامر ومن حمته الدبر عاصم بن أبي ثابت: أي ابن أبي الأفلح فقال الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكرهم. قال: والذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الصحيح أنه بنى مسجداً بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن. وهومحمول على ما كان نزل منه إذ ذاك. قال: وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة: إنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بكرة وعشياً. وقد صح حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وقد قدمه صلى الله عليه وسلم في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار فدل على أنه كان أقرأهم اه. وسبقه إلى نحوذلك ابن كثير. قلت: لكن أخرج ابن أشتة في المصاحف بسند صحيح عن محمد بن سيرين قال: مات أبو بكر ولم يجمع القرآن وقتل عمر ولم يجمع القرآن. قال ابن أشتة: قال بعضهم: يعني لم يقرأ جميع القرآن حفظاً. وقال بعضهم: هو جمع المصاحف. قال ابن حجر: وقد ورد عن عليّ أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن أبي داود. وأخرج النسائي بسند صحيح عن عبد الله بن عمر وقال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأه في شهر الحديث. وأخرج ابن أبي داود بسند حسن بن محمد بن كعب القرظي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبيّ بن كعب وأبوالدرداء وأبوأيوب الأنصاري. وأخرج البيهقي في المدخل عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وأبوزيد واختلفوا في رجلين من ثلاثة: أبي الدرداء وعثمان وقيل عثمان وتميم الداري. وأخرج هووابن أبي داود عن الشعبي قال: جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ستة: أبيّ ومعاذ وأبوالدرداء وسعيد بن عبيد وأبوزيد ومجمع بن جارية وقد أخذه إلا سورتين أوثلاثة. وقد ذكر أبو عبيد في كتاب القراءات: القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعد تعرب بسبعة أوجه حتى يكون المعنى واحداً وإن اختلف اللفظ فيها. الثلاثون أمهات الهجاء الألف والباء والجيم والدال والراء والسين والعين لأن عليها تدور جوامع كلام العرب. الحادي والثلاثون: أنها في أسماء الرب مثل الغفور الرحيم السميع البصير العليم الحكيم. الثاني والثلاثون: هي آية في صفات الذات وآية تفسيرها في آية أخرى وآية بيانها في السنة الصحيحة وآية في قصة الأنبياء والرسل وآية في خلق الأشياء وآية في وصف الجنة وآية في وصف النار. الثالث والثلاثون: في وصف الصانع وآية في إثبات الوحدانية له وآية في إثبات صفاته: وآية في إثبات رسله وآية في إثبات كتبه وآية في إثبات الإسلام وآية في نفي الكفر. الرابع والثلاثون: سبع جهات من صفات الذات لله التي لا يقع عليها التكييف. الخامس والثلاثون: الإيمان بالله ومجانبة الشرك وإثبات الأوامر ومجانبة الزواجر والثبات على الإيمان وتحريم ما حرم الله وطاعة رسوله. قال ابن حبان: فهذه خمسة وثلاثون قولاً لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف وهي أقاويل يشبه بعضها بعضاً وكلها محتملة ويحتمل غيرها. وقال المرسي: هذه الوجوه أكثرها متداخلة ولا أدري مستندها ولا عمن نقلت ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر مع أن كلها موجودة في القرآن فلا أدري معنى التخصص. ومنها الأشياء لا أفهم معناها على الحقيقة وأكثرها معارضة حديث عمر وهشام بن حكيم الذي في الصحيح فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه وإنما اختلفا في قراءة حروفه وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهوجهل قبيح. تنبيه اختلف هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة> فذهب جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى غير ذلك وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك. وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفاً منها. قال ابن الجزري: وهذا هو الذي يظهر صوابه. ويجاب عن الأول بما ذكره ابن جرير أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة وإنما كان جائزاً لهم ومرخصاً لهم فيه فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك إجماعاً شائعاً وهم معصومون من الضلالة ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام ولاشك أن القرآن نسخ منه العرضة الأخيرة بالفعل المبني للمجهول فاتفق رأي الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقر في العرضة الأخيرة وتركوا ما سوى ذلك. وأخرج ابن أشتة في المصاحف وابن أبي شيبة في فضائله من طريق ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال: القراءة التي عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم. وأخرج ابن أشتة عن ابن سيرين قال: كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة في شهر رمضان مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين قيكون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة. وقال البغوي في شرح السنة: يقال إن زيد ابن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي وكتبها الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر وجمعه وولاه عثمان كتب المصاحف. [/COLOR][/CENTER] |
21-12-08, 05:02 PM | #14 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
18-10-2008
المشاركات: 38
|
بحثت في مجالات عده منها الانتر نت... وكتاب علوم القرآن لالشيخ مناع القطان ...
: واخترت هذه الإجابه من الشبكة العنكبوتيه ... واسأل الله ان اكون وفقة... وقد نقلها صاحبها من كتابات وكلام اهل الخير التماسا للثواب والاجر ............... ليس المراد بالقراءات السبع أو العشر الأحرف السبعة التي ورد عن النبي أن القرآن أنزل عليها، وإنما المراد بها القراءات المنقولة عن الأئمة السبعة المعروفين عند القراء، وهي داخلة في الأحرف السبعة المذكورة، ولم تكن القراءات السبع متميزة من غيرها، حتى قام الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، وكان على رأس الثلاث المائة ببغداد، فجمع قراءات سبعة من مشهوري أئمة الحرمين والعراقين والشام، وهم نافع، وعبدالله بن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، وعبدالله بن عامر، وعاصم، وحمزة، وعلي الكسائي. وقد توهم بعض الناس أن قراءات السبعة هي الأحرف السبعة، وليس الأمر كذلك، والذي أوقع هؤلاء في هذه الشبهة أنهم سمعوا أن القرآن انزل على سبعة أحرف، وسمعوا قراءات السبعة، فظنوا أن هذه السبعة هي تلك المشار إليها، وقد لام كثير من العلماء المتقدمين ابن مجاهد على اختياره عدد السبعة، لما فيه من الإيهام، وقالوا: ألا اقتصر على ما دون هذا العدد أو زاد عليه؟ أو بين مراده منه، ليخلص من لا يعلم من هذه الشبهة. قال أحمد بن عمار المهدوي: لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له، وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره: أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر. وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة، ووقع له أيضا في اقتصاره من رواة كل إمام على راويين: أنه صار من سمع قراءة راو ثالث غيرهما أبطلها، وقد تكون أشهر وأصح وأظهر، وربما بالغ من لا يفهم فكفر وخطأ. وقال الأستاذ إسماعيل بن إبراهيم بن محمد القراب في "الشافي": التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم، ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين، لم يكن قرأ بأكثر من السبع، فصنف كتابا وسماه كتاب السبعة، فانتشر ذلك في العامة، وتوهموا أنه لا تجوز الزيادة على ما ذكر في ذلك الكتاب، لاشتهار ذكر مصنفه، وقد صنف غيره كتبا في القراءات بعده، وذكر لكل إمام من هؤلاء الأئمة روايات كثيرة وأنواعا من الاختلاف، ولم يقل أحد أنه: لا تجوز القراءة بتلك الروايات من أجل أنها غير مذكورة في كتاب ذلك المصنف، ولو كانت القراءة محصورة بسبع روايات لسبعة من القراء، لوجب أن لا تؤخذ عن كل واحد منهم إلا رواية واحدة، وهذا لا قائل به. وقال الإمام أبو محمد مكي: قد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطَّرَحَهم، قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر، وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة. وكذلك زاد الطبري في "كتاب القراءات" له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا، وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي، فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة المنصوص عليها؟! هذا تخلف عظيم! أكان ذلك بنص من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أم كيف ذلك؟ وكيف يكون ذلك والكسائي إنما لحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون وغيره، وكان السابع يعقوب الحضرمي، فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاث مائة ونحوها الكسائي في موضع يعقوب. وقد نسب بعض الناس إلى ابن مجاهد أنه كان يتوهم أن هذه القراءات السبع هي الأحرف السبعة المذكورة في الحديث، وهو خطأ. والغريب في ذلك الإقدام على نسبة مثل هذا الوهم إلى مثل هذا الإمام، وقد بالغ صاحبه أبو طاهر بن أبي هاشم في الرد على من نسب إليه ذلك. أما نزول القرآن على سبعة أحرف وما يتعلق بذلك فقد أخرج البخاري مسلم عن ابن عباس أنه قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)"، زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة إنما هي الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام. وأخرجا أيضا عن عمر بن الخطاب أنه قال: "سمعت هشام بن حكيم يقرأ الفرقان في حياة رسول الله ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله ، فكدت أساوره في الصلاة، فصبرت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ فقال: أقرأنيها رسول الله ، فقلت: كذبت، فإن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرأنيها، فقال رسول الله: (اقرأ يا هشام)، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله: (كذلك أُنزلت)، ثم قال: (اقرأ يا عمر)، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله: (كذلك أُنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منها). والأقوال في هذه الأحرف السبعة كثيرة، وغالبها بعيد عن الصواب، وكأن القائلين بذلك ذهلوا عن مورد حديث: أنزل القرآن على سبعة أحرف، فقالوا ما قالوا، وقال الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي:اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا، فذكرها، ونحن نذكر منها أربعة عشر قولا: الأول: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. وقد أوردها الحافظ جلال الدين السيوطي بأسرها في "الإتقان" ثم قال: قال ابن حبان: فهذه خمسة وثلاثون قولا لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف، وهي أقاويل يشبه بعضها بعضا، وكلها محتملة، ويحتمل غيرها، وقال الشرف المرسي: هذه الوجوه أكثرها متداخلة، ولا أدري مستندها ولا عمن نقلت، ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر، مع أنها كلها موجودة في القرآن، فلا أدري معنى التخصيص، ومنها أشياء لا أفهم معناها على الحقيقة، وأكثرها معارضة حديث عمر وهشام بن حكيم الذي في الصحيح، فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه، وإنما اختلفا في قراءة حروفه، وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبع، وهو جهل قبيح. أهـالثاني: وعد, ووعيد، وحلال، وحرام، ومواعظ، وأمثال، واحتجاج. الثالث: محكم، ومتشابه، وناسخ، ومنسوخ، وخصوص، وعموم، وقصص. الرابع: سبع جهات لا يتعداها الكلام: لفظ خاص أريد به الخاص، ولفظ عام أريد به العام، ولفظ عام أريد به الخاص، ولفظ خاص أريد به العام، ولفظ يستغني بتنزيله عن تأويله، ولفظ لا يعلم فقهه إلا العلماء، ولفظ لا يعلم معناه إلا الراسخون في العلم. الخامس: إظهار الربوبية، وإثبات الوحدانية، وتعظيم الألوهية، والتعبد لله، ومجانبة الإشراك، والترغيب في الثواب، والترهيب من العقاب. السادس: سبع لغات منها خمس في هوازن، واثنتان لسائر العرب. السابع: سبع لغات متفرقة لجميع العرب، كل حرف منها لقبيلة مشهورة. الثامن: سبع لغات: لغة قريش، ولغة لليمن، ولغة لجُرهم، ولغة لهوازن، ولغة لقضاعة، ولغة لتميم، ولغة لطيء. التاسع: لغة الكعبين:كعب بن عمر، وكعب بن لؤي، ولهما سبع لغات. العاشر: اللغات المختلفة لأحياء العرب في معنى واحد، مثل هلم وهات، وتعال وأقبل. الحادي عشر: همزٌ، وإمالة، وفتح، وكسر، وتفخيم، ومد، وقصر. الثاني عشر: أنها في أسماء الرب، مثل الغفور الرحيم، السميع البصير، العليم الحكيم. الثالث عشر: هي آية في صفات الذات، وآية تفسيرها في آية أخرى، وآية بيانها في السنة الصحيحة، وآية في قصص الأنباء والرسل، وآية في خلق الأشياء، وآية في وصف الجنة، وآية في وصف النار. الرابع عشر: أنها آية في إثبات الصانع، وآية في إثبات وحدانيته، وآية في إثبات صفاته، وآية في إثبات رسله، وآية في إثبات كتبه، وآية في إثبات الإسلام، وآية في إبطال الكفر. وقال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي: هذا الحديث من المشكل الذي لا يدرى معناه، لأن الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء، وعلى الكلمة، وعلى المعنى، وعلى الجهة، ونحا نحوه الحافظ السيوطي في "حاشيته" على "سنن النسائي"، حيث قال بعد ذكره لحديث : إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف: في المراد به أكثر من ثلاثين قولا، حكيتها في "الإتقان"، والمختار عندي أنه من المتشابه الذي لا يدرى تأويله.أهـ وقد أفاض في بيان معناه كثير من الفقهاء والقراء وأهل التفسير والحديث والكلام وغيرهم، حتى إن بعضهم أفرده بالتصنيف، منهم العلامة عبدالرحمن المعروف بأبي شامة، وهو جدير بذلك. وحاصل ما ذهب إليه العلماء أن معنى قوله أن معنى قوله: أنزل القرآن على سبعة أحرف، أي أُنزل موسعاً على القارئ أن يقرأه على سبعة أوجه، أي يقرأ بأي حرف أراد منها على البدل من صاحبه، كأنه قال: أنزل على هذا الشرط أو على هذه التوسعة، وذلك لتسهيل قراءته، إذ لو أُخذوا بأن يقرؤوه على حرف واحد لشق عليهم كما تقدم"، انتهى ملخصاً من التبيان للشيخ طاهر الجزائري. قال ابن الجزري"ولا زلت استشكل هذا الحديث وافكر فيه وامعن النظر فيه نيف وثلاثين سنه حتي فتح الله علي بما يمكن ان يكون صوابا ان شاء الله تعالي وذلك اني تتبعت القراءات كلها صحيحها وشاذها وضعيفها ومنكرها فاذا اختلافها يرجع الي سبعة اوجه لا يخرج عنها وهي: 1-ان يكون الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعني والصوره نحو (يحسب) بفتح السين وكسرها 2-ان يكون بتغير في المعني فقط دون التغير في الصوره نحو (فتلقي ادم من ربه كلمات) علي ما فيها من قراءات 3-ان يكون في الحروف مع التغير في المعني لا الصوره نحو (تبلوا , تتلوا) 4-ان يكون في الحروف مع التغير في الصوره لا المعني نحو (الصراط , السراط) 5-ان يكون في الحروف والصوره نحو( يأتل , يتأل ) 6ان يكون في التقديم والتأخير نحو (فيقتلون ويقتلون) علي ما فيها من قراءات 7-ان تكون في الزياده والنقصان نحو (واوصي,ووصي) هذه الاوجه السبعه لا يخرج الاختلاف عنها بحال وجزاكم الله خيرا http://www.soutalhaq.net/forum/showthread.php?p=105996 :::::::::::::::::::::::::::::::::::::: وأسال الله دوام التوفيق ... جزاكم الله خير التعديل الأخير تم بواسطة هـــاجــر ; 21-12-08 الساعة 05:14 PM |
22-12-08, 05:10 PM | #15 |
|نتعلم لنعمل|
|
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم وسوف اقوم بالبحث عن السؤال وعندما اصل للاجابه سوف اوافيكم بها نفع الله بكم وجزاكم خيرا التمسوا لنا عذرا النت سيئ للغايه فلو تأخرنا سامحونا |
22-12-08, 08:33 PM | #16 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
04-10-2007
المشاركات: 436
|
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله.
اختلاف الأقوال في نزول القرآن على سبعة أحرف 556 - وسأسوق من رواتهم ما يحتاج إليه فأقول اختلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولا أحدها أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه لأن الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء وعلى الكلمة وعلى المعنى وعلى الجهة قاله ابن سعدان النحوي 557 - الثاني أنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التيسير والتسهيل والسعة ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين ولا يراد العدد المعين وإلى هذا جنح عياض ومن تبعه ويرده ما في حديث ابن عباس في الصحيحين أن رسول الله قال أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف وفي حديث أبي عند مسلم إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن أقرأ على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف 558 - وفي لفظ عنه عند النسائي إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل استزده . . . حتى بلغ سبعة أحرف 559 - وفي حديث أبي بكرة عنده اقرأه فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة فهذا يدل على إرادة حقيقة العدد وانحصاره 560 - الثالث أن المراد بها سبع قراءات وتعقب بأنه لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه إلى القليل مثل وعبد الطاغوت و فلا تقل لهما أف (1/130) ________________________________________ 561 - الرابع وأجيب بأن المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أو وجهين أو ثلاثة أو أكثر إلى سبعة ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر وهذا يصلح أن يكون قولا رابعا 562 - الخامس أن المراد بها الأوجه التي يقع فيها التغاير ذكره ابن قتيبة قال فأولها ما يتغير حركته ولا يزول معناه وصورته مثل ولا يضار كاتب بالفتح والرفع وثانيها ما يتغير بالفعل مثل باعد و باعد بلفظ الماضي والطلب وثالثها ما يتغير بالنقط مثل ننشزها و ننشرها ورابعها ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل طلح منضود وطلع وخامسها ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل وجاءت سكرة الموت بالحق وسكرة الحق بالموت وسادسها ما يتغير بزيادة أو نقصان مثل وما خلق الذكر والأنثى والذكر والأنثى وسابعها ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى مثل كالعهن المنفوش وكالصوف المنفوش وتعقب هذا قاسم بن ثابت بأن الرخصة وقعت وأكثرهم يومئذ لا يكتب ولا يعرف الرسم وإنما كانوا يعرفون الحروف ومخارجها وأجيب بأنه لا يلزم من ذلك توهين ما قاله ابن قتيبة لاحتمال أن يكون الانحصار المذكور في ذلك وقع اتفاقا وإنما اطلع عليه بالاستقراء 563 - السادس وقال أبو الفضل الرازي في اللوامح الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه في الاختلاف الأول اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث الثاني اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر الثالث وجوه الإعراب الرابع النقص والزيادة الخامس التقديم والتأخير السادس الإبدال السابع اختلاف اللغات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار ونحو ذلك وهذا هو القول السادس (1/131) ________________________________________ 564 - السابع وقال بعضهم المراد بها كيفية النطق بالتلاوة من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق وإمالة وإشباع ومد وقصر وتشديد وتخفيف وتليين وتحقيق وهذا هو القول السابع 565 - الثامن وقال ابن الجزري قد تتبعت صحيح القراءة وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو بالبخل بأربعة ويحسب بوجهين أو متغير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو تبلو و تتلو أو عكس ذلك نحو الصراط و السراط أو بتغيرهما نحو وامضوا واسعوا وإما في التقديم والتأخير نحو فيقتلون ويقتلون أو في الزيادة والنقصان نحو وصى و أوصى فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها قال وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتحقيق والتسهيل والنقل والإبدال فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ أو المعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا انتهى وهذا هو القول الثامن ومن أمثلة التقديم والتأخير قراءة الجمهور كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار وقرأ ابن مسعود على قلب كل متكبر 566 - التاسع أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة نحو أقبل وتعال وهلم وعجل وأسرع وإلى هذا ذهب سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب وخلائق ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء ويدل له ما أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي بكرة أن جبريل قال يا محمد اقرأ القرآن على حرف قال ميكائيل استزده . . . حتى بلغ سبعة أحرف قال كل شاف كاف ما لم تختم آية (1/132) ________________________________________ عذاب برحمة أو رحمة بعذاب نحو قولك تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل هذا اللفظ رواية أحمد وإسناده جيد وأخرج أحمد والطبراني أيضا عن ابن مسعود نحوه وعند أبي داود عن أبي قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تخلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب 567 - وعند أحمد من حديث أبي هريرة أنزل القرآن على سبعة آحرف عليما حكيما غفورا رحيما وعنده أيضا من حديث عمر أن القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة أسانيدها جياد 568 - قال ابن عبد البر إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها إنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها لا يكون في شيء منها معنى وضده ولا وجه يخالف معنى وجه خلافا ينفيه ويضاده كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده ثم أسند عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ كلما أضاء لهم مشوا فيه مروا فيه سعوا فيه وكان ابن مسعود يقرأ للذين آمنوا انظرونا أمهلونا أخرونا 569 - قال الطحاوي وإنما كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الكتابة والحفظ وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون 570 - وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل طعام اليتيم فردها فلم يستقم بها لسانه فقال أتسطيع أن تقول طعام الفاجر قال نعم قال فافعل 571 - القول العاشر إن المراد سبع لغات وإلى هذا ذهب أبو عبيد وثعلب والأزهري وآخرون واختاره ابن عطية وصححه البيهقي في الشعب وتعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة وأجيب بأن المراد أفصحها فجاء عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من هوازن قال والعجز سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثقيف وهؤلاء كلهم من هوازن ويقال لهم عليا هوازن ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم (1/133) ________________________________________ 572 - وأخرج أبو عبيد من وجه آخر عن ابن عباس قال نزل القرآن بلغة الكعبيين كعب قريش وكعب خزاعة قيل وكيف ذاك قال لأن الدار واحدة يعني أن خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم 573 - وقال أبو حاتم السجستاني نزل بلغة قريش وهذيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر واستنكر ذلك ابن قتيبة وقال لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش واحتج بقوله تعالى وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه فعلى هذا تكون اللغات السبع في بطون قريش وبذلك جزم أبو علي الأهوازي 574 - وقال أبو عبيد ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وغيرهم قال وبعض اللغات أسعد بها من بعض وأكثر نصيبا 575 - وقيل نزل بلغة مضر خاصة لقول عمر نزل القرآن بلغة مضر وعين بعضهم فيما حكاه ابن عبد البر السبع من مضر أنهم هذيل وكنانة وقيس وضبة وتيم الرباب وأسد بن خزيمة وقريش فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات 756 - ونقل أبو شامة عن بعض الشيوخ أنه قال أنزل القرآن أولا بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء ثم أبيح للعرب أن يقرؤوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحد منهم الانتقال عن لغته إلى لغة أخرى للمشقة ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل فهم المراد 577 - وزاد غيره أن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي بأن يغير كل أحد الكلمة بمرادفها في لغته بل المرعي في ذلك السماع من النبي 578 - واستشكل بعضهم هذا بأنه يلزم عليه أن جبريل كان يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات وأجيب بأنه إنما يلزم هذا لو اجتمعت الأحرف السبعة في لفظ واحد ونحن قلنا كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمت سبعة وبعد هذا كله رد (1/134) ________________________________________ هذا القول بأن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي من لغة واحدة وقبيلة واحدة وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته فدل على أن المراد بالأحرف السبعة غير اللغات 579 - القول الحادي عشر أن المراد سبعة أصناف والأحاديث السابقة ترده والقائلون به اختلفوا في تعيين السبعة فقيل أمر ونهي وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال واحتجوا بما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي قال كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال . . . الحديث 580 - وقد أجاب عنه قوم بأنه ليس المراد بالأحرف السبعة التي تقدم ذكرها في الأحاديث الأخرى لأن سياق تلك الأحاديث يأبى حملها على هذا بل هي ظاهرة في أن المراد أن الكلمة تقرأ على وجهين وثلاثة إلى سبعة تيسيرا وتهوينا والشيء الواحد لا يكون حلالا وحراما في آية واحدة 581 - قال البيهقي المراد بالسبعة الأحرف هنا الأنواع التي نزل عليها والمراد بها في تلك الأحاديث اللغات التي يقرأ بها وقال غيره من أول الأحرف السبعة بهذا فهو فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه أو حلالا لا ما سواه ولأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله أو حرام كله أو أمثال كله 582 - وقال ابن عطية هذا القول ضعيف لأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة 583 - وقال الماوردي هذا القول خطأ لأنه أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام 584 - وقال أبو علي الأهوازي وأبو العلاء الهمذاني قوله في الحديث زاجر وآمر الخ استئناف كلام آخر أي هو زاجر أي القرآن ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة وإنما توهم ذلك من جهة الاتفاق في العدد ويؤيده أن في بعض طرقه زجرا وأمرا بالنصب أي نزل على هذه الصفة في الأبواب السبعة (1/135) ________________________________________ 585 - وقال أبو شامة يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب لا للأحرف أي هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه أي أنزله الله على هذه الأصناف لم يقتصر منها على صنف واحد كغيره من الكتب 586 - الثاني عشر وقيل المراد بها المطلق والمقيد والعام والخاص والنص والمؤول والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفسر والاستثناء وأقسامه حكاه شيذلة عن الفقهاء وهذا هو القول الثاني عشر 587 - الثالث عشر وقيل المراد بها الحذف والصلة والتقديم والتأخير والاستعارة والتكرار والكناية والحقيقة والمجاز والمجمل والمفسر والظاهر والغريب حكاه عن أهل اللغة وهذا هو القول الثالث عشر 588 - الرابع عشر وقيل المراد بها التذكير والتأنيث والشرط والجزاء والتصريف والإعراب والأقسام وجوابها والجمع والإفراد والتصغير والتعظيم واختلاف الأدوات حكاه عن النحاة وهذا هو الرابع عشر 589 - الخامس عشر وقيل المراد بها سبعة أنواع من المعاملات الزهد والقناعة مع اليقين والجزم والخدمة مع الحياء والكرم والفتوة مع الفقر والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة والشوق مع المشاهدة حكاه عن الصوفية وهذا هو الخامس عشر 590 - القول السادس عشر إن المراد بها سبعة علوم علم الإنشاء والإيجاد وعلم التوحيد والتنزيه وعلم صفات الذات وعلم صفات الفعل وعلم العفو والعذاب وعلم الحشر والحساب وعلم النبوات 591 - وقال ابن حجر ذكر القرطبي عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولا ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه 592 - قلت قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي فقال قال ابن حبان اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا (1/136) ________________________________________ فمنهم من قال هي زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال الثاني حلال وحرام وأمر ونهي وزجر وخبر ما هو كائن بعد وأمثال الثالث وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج الرابع أمر ونهي وبشارة ونذارة وأخبار وأمثال الخامس محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخصوص وعموم وقصص السادس أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل السابع أمر ونهي وحد وعلم وسر وظهر وبطن الثامن ناسخ ومنسوخ ووعد ووعيد ورغم وتأديب وإنذار التاسع حلال وحرام وافتتاح وأخبار وفضائل وعقوبات العاشر أوامر وزواجر وأمثال وأنباء وعتب ووعظ وقصص الحادي عشر حلال وحرام وأمثال ومنصوص وقصص وإباحات الثاني عشر ظهر وبطن وفرض وندب وخصوص وعموم وأمثال الثالث عشر أمر ونهي ووعد ووعيد وإباحة وإرشاد واعتبار الرابع عشر مقدم ومؤخر وفرائض وحدود ومواعظ ومتشابه وأمثال الخامس عشر مفسر ومجمل ومقضي وندب وحتم وأمثال السادس عشر أمر حتم وأمر ندب ونهي حتم ونهي ندب وأخبار وإباحات السابع عشر أمر فرض ونهي حتم وأمر ندب ونهي مرشد ووعد ووعيد وقصص الثامن عشر سبع جهات لا يتعداها الكلام لفظ خاص أريد به الخاص ولفظ عام أريد به العام ولفظ عام أريد به الخاص ولفظ خاص أريد به العام ولفظ ييستغنى بتنزيله عن تأويله ولفظ لا يعلم فقهه إلا العلماء ولفظ لا يعلم معناه إلا الراسخون التاسع عشر إظهار الربوبية وإثبات الوحدانية وتعظيم الألوهية والتعبد لله ومجانبة الإشراك والترغيب في الثواب والترهيب من العقاب (1/137) ________________________________________ العشرون سبع لغات منها خمس من هوازن واثنتان لسائر العرب الحادي والعشرون سبع لغات متفرقة لجميع العرب كل حرف منها لقبيلة مشهورة الثاني والعشرون سبع لغات أربع لعجز هوازن سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثلاث لقريش الثالث والعشرون سبع لغات لغة قريش ولغة لليمن ولغة لجرهم ولغة لهوازن ولغة لقضاعة ولغة لتميم ولغة لطيء الرابع والعشرون لغة الكعبيين كعب بن عمرو كعب بن لؤي ولهما سبع لغات الخامس والعشرون اللغات المختلفة لأحياء العرب في معنى واحد مثل هلم وهات وتعال وأقبل السادس والعشرون سبع قراءات لسبعة من الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب رضي الله تعالى عنهم السابع والعشرون همز وإمالة وفتح وكسر وتفخيم ومد وقصر الثامن والعشرون تصريف ومصادر وعروض وغريب وسجع ولغات مختلفة كلها في شيء واحد التاسع والعشرون كلمة واحدة تعرب بسبعة أوجه حتى يكون المعنى واحدا وإن اختلف اللفظ فيه الثلاثون أمهات الهجاء الألف والباء والجيم والدال والراء والسين والعين لأن عليها تدور جوامع كلام العرب الحادي والثلاثون أنها في أسماء الرب مثل الغفور الرحيم السميع البصير العليم الحكيم الثاني والثلاثون هي آية في صفات الذات آية تفسيرها في آية أخرى وآية بيانها في السنة الصحيحة وآية في قصة الأنبياء والرسل وآية في خلق الأشياء وآية في وصف الجنة وآية في وصف النار (1/138) ________________________________________ الثالث والثلاثون آية في وصف الصانع وآية في إثبات الوحدانية له وآية في إثبات صفاته وآية في إثبات رسله وآية في إثبات كتبه وآية في إثبات الإسلام وآية في نفي الكفر الرابع والثلاثون سبع جهات من صفات الذات لله التي لا يقع عليها التكييف الخامس والثلاثون الإيمان بالله ومباينة الشرك وإثبات الأوامر ومجانبة الزواجر والثبات على الإيمان وتحريم ما حرم الله وطاعة رسوله 593 - قال ابن حبان فهذه خمسة وثلاثون قولا لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف وهي أقاويل يشبه بعضها بعضا وكلها محتملة وتحتمل غيرها 594 - وقال المرسي هذه الوجوه أكثرها متداخلة ولا أدري مستندها ولا عمن نقلت ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر مع أن كلها موجودة في القرآن فلا أدري معنى التخصيص وفيها أشياء لا أفهم معناها على الحقيقة وأكثرها يعارضه حديث عمر مع هشام بن حكيم الذي في الصحيح فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه إنما اختلفا في قراءة حروفه وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح تنبيه 595 - اختلف هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة فذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى ذلك وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك 596 - وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمل رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها 597 - قال ابن الجزري وهذا هو الذي يظهر صوابه 598 - ويجاب عن الأول بما ذكره ابن جرير أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة وإنما كان جائزا لهم ومرخصا لهم فيه فلما رأى (1/139) ________________________________________ الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك اجتماعا شائعا وهم معصومون من الضلالة ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام ولا شك أن القرآن نسخ منه في العرضة الأخيرة وغير فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقر في العرضة الأخيرة وتركوا ما سوى ذلك 599 - أخرج ابن أشته في المصاحف وابن أبي شيبة في فضائله من طريق ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال القراءة التي عرضت على النبي في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم 600 - وأخرج ابن أشته عن ابن سيرين قال كان جبريل يعارض النبي كل سنة في شهر رمضان مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة 601 - وقال البغوي في شرح السنة يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي وكتبها لرسول الله وقرأها عليه وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف |
22-12-08, 08:38 PM | #17 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
04-10-2007
المشاركات: 436
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب : الإتقان في علوم القرآن المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي دار النشر : دار الفكر - لبنان - 1416هـ- 1996م الطبعة : الأولى عدد الأجزاء / 2 تحقيق : سعيد المندوب |
25-12-08, 10:24 AM | #18 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
04-10-2007
المشاركات: 436
|
الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع
يجمع العلماء على أنه من الخطأ القول بأن الحرف السبعة هي القراءات السبع. يقول أبو شامة في كتابه: "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالقرآن العزيز" ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث ? وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة ? وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل ويقول مكي: "من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع ? وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما" ويمكننا تأصيل الفوارق الأساسية بين الأحرف السبعة والقراءات السبع فيما يلي: أولا - الأحرف السبعة قرآن ? وهي نزل من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز منقولة إلينا بالتواتر متعبد بتلاوتها جميعها. في حين أن القراءات السبع هي اختلاف لفظ الحروف أي اختلاف لفظ الوحي المذكور في الحروف أي اختلاف في كيفية النطق للأحرف السبعة. والقراءات السبع تعكس اختلاف اللهجات ? وكيفية النطق بالأحرف السبعة أي بالقرآن ? وكيفية أدائها من تخفيف وترقيق ? وتثقيل ? وتشديد ? وإمالة ? وإدغام وإظهار ? ومد ? وقصر ? وإظهار ? وإشباع ? وحركات إعراب... الخ فالقراءات مذاهب أئمة في كيفية أداء القرآن ? أي الأحرف السبعة وأما الأحرف السبعة فهي قرآن ليعبر عن معنى واحد بألفاظ متعددة تصل أحيانا إلى السبعة فتكون هي الأحرف السبعة. وأحيانا ينزل القرآن بلفظ واحد أو أثنين أو ثلاثة حسب ما يقتضيه اختلاف وتعدد لغات العرب ? ويؤدي المعنى المطلوب. وذلك ضمن ما يحتمله اللفظ أو النص القرآني من وجوه التغاير والاختلاف فيه من إفراد وتثنية وجمع ? وتذكير ? وتأنيث مثل لفظ "لأمنتهم" في قوله تعالى: "والذين هم لأمنتهم وعهدهم راعون" فقد ورد رسمها هكذا في المصحف فهي تحتمل الإفراد مثل أمانتهم ? والجمع مثل أماناتهم ? وذلك لأن رسمها جاء دون ألف فهي لفظان يفيدان معني واحدا فقراءتها بالإفراد يعني الجنس الدال على الكثير وقراءتها بالجمع يعني الاستغراق الدال على الجنسية. وكذلك يقصد بالأحرف السبعة الاختلاف في وجوه الإعراب مثل قوله تعالى: /4 ما هذا بشرا /4 "وما هذا بشر" بالنصب والرفع. وكذلك الاختلاف في التصريف في الأفعال والأسماء مثل قوله تعالى: /4 فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا /4 وذلك بنصب ربنا لأنها منادى مضاف ? وتسكين باعد لأنها فعل أمر مبني على السكون أو /4 فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا /4 بضم ربنا لأنها فاعل ? وفتح باعد لأنها فعل ماض مبني على الفتح. وكذلك الاختلاف في التقديم والتأخير مثل: قوله تعالى: /4 فيقتلون ويقتلون /4 ببناء الفعل الأول للمعلوم ? والثاني للمجهول ? أو "فيقتلون ويقتلون" ببناء الفعل الأول للمجهول والثاني للمعلوم. وكذلك الاختلاف بالزيادة والنقص مثل قوله تعالى: /4 وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار /4 بنقص من ? "وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار" بزيادة من وهما قراءتان متواترتان. وبالنسبة للقراءات فالاختلافات في معظمها تدور حول: 1- مخارج الحروف: كالترقيق، والتفخيم، والميل إلى المخارج المجاورة، كنطق الصراط بإمالة الصاد إلى الزاي. 2- الأداء: كالمد، والقصر، والوقف، والوصل، والتسكين، والإمالة، والإشمام. 3- الرسم: كالتشديد، والتخفيف مثل: يُغشي يُغشَي. وفُتِحت وفتّحت بتشديد الياء. 4- الأدغام، والإظهار مثل تذكرون وتتذكرون. 5- الهمز ومد الألف مثل: ملك ومالك، ومسجد ومساجد لتحمل الرسم النطقين. 6- التنقيط والحركات النحوية مثل: يفعلون وتفعلون، ويغفر وتغفر، وفتبينوا وتثبتوا، وييأس ويتبين، وأرجلَكم وأرجلِكم. ثانيا: الأحرف السبعة متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بينما القراءات السبع متواترة عن الصحابة "رضوان الله عليهم" ومنها المشهور أيضا. يقول الزركشي في البرهان عن القراءات السبع: "والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد" وبالنسبة للأحرف السبعة فقد أورد السيوطي في إتقانه أسماء واحد وعشرين صحابيا شهدوا الحديث مما قطع بتواتره عند العلماء ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام. ثالثاً الأحرف السبعة وردت في السنة النبوية على سبيل الحصر. بينما القراءات السبع ورد عددها اجتهاداً، وهي ليست على سبيل الحصر - فهناك القراءات العشر، وهناك القراءات الأربع عشرة، وكل قراءة يتحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث. فالنسبة للأحرف السبعة وردت بها الأحاديث النبوية حصراً. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" وقد أورد ابن جرير الطبري أحاديث كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف. أما بالنسبة لعدد القراءات السبع فلم ترد به السنة النبوية، وتوافقه مع عدد الأحرف السبع إنما جاء مصادفة، وليس تحقيقا، وعليه فكل قراءة غير السبع تحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث تعتبر صحيحة ويعتد بها، قال ابن الجزري في أول كتابة "النشر في القراءات العشر": كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً، وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها سواء أكانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ويقول القراب في "الشاطي": "التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين". |
25-12-08, 10:28 AM | #19 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
04-10-2007
المشاركات: 436
|
اتمنى ان اكون وفيت في البحث شيخي القدير عن السؤال المطلوب والله اعلم
|
01-01-09, 10:50 PM | #20 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
الأحرف السبعة
وردت الأحرف السبعة في الحديث المتفق عليه، ولفظه في البخاري : (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه )، غير أن المقصود من الأحرف السبعة تحديدًا اختلف فيه العلماء وأشكل على كثير منهم، حتى أن ابن الجزري قال: ¸ولازلت استشكل هذا الحديث وأفكر فيه وأمعن النظر من نيفٍ وثلاثين سنة حتى فتح الله عليَّ بما يمكن أن يكون صوابًا•. والتبس الأمر على بعضهم حتى ظنوا أن المراد بالأحرف السبعة القراءات السبع. فما المراد بالأحرف السبعة؟ وما علاقتها بالقراءات السبع؟ المراد بالأحرف السبعة، اختلف فيه العلماء ـ كما أسلفنا ـ على أنه ليس المقصود أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، إذ لا يوجد ذلك إلا في كلمات قليلة نحو ¸أف ـ جبريل ـ أرْجه ـ وهيهات•. فقال بعضهم: سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وهكذا، ورُدَّ هذا القول باختلاف هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهما قرشيان من قبيلة واحدة ولغتهما واحدة. وقال بعضهم: المراد بها معاني الأحكام كالحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال والإنشاء والإخبار إلى غير ذلك من الأمور. ورُدّ هذا القول بأن الاختلاف بين الصحابة لم يكن في فهم الحلال والحرام، وإنما في أداء القراءة. وقال ابن قتيبة: هي أوجه سبعة يقع بها التغاير وهي: ـ 1- الاختلاف في إعراب الكلمة وحركات بنائها بما لا يزيلها عن صورتها ولايغيّر معناها. نحو: (هُنَّ أطْهرُ لكم ـ وأطْهرَ لكُم) (فنظِرةٌ إلى مَيْسَرةٍ ـ وإلى مَيْسُرَة). 2- الاختلاف في إعراب الكلمة وحركة بنائها بما يغير معناها، ولا يزيلها عن صورتها. نحو: (ربَّنا باعِدْ بَينَ أسْفارنا ـ وربُّنا بَاعَدَ بين أسفارنا). 3- أن يكون الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ولايزيل صورتها (كيف ننشرها ـ كيف ننشزها). 4- أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتاب ولا يغير معناها (كالعهن المنفوش ـ كالصوف المنفوش). 5- أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها ومعناها (وطلح منضود ـ وطلع منضود). 6- أن يكون الاختلاف بالتقديم والتأخير (وجاءت سكرة الموت بالحق ـ وجاءت سكرة الحق بالموت). 7 ـ أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان ﴿إن الله هو الغني الحميد ـ إن الله الغني الحميد﴾ لقمان:26. ﴿جنات تجري تحتها الأنهار ـ جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ التوبة : 100. وقريب من قول ابن قتيبة قول الرازي. وهما قولان يقومان على الاستقراء والاستنتاج دون دليل شرعي. وهما وما قبلهما من الأقوال لا تتضح فيهما الحكمة من الأحرف السبعة التي ذكرها رسول الله ³ في بعض ألفاظ الحديث: من التسهيل والتيسير على الأمة من شيخ كبير وصبيّ صغير لا يطيقون الاكتفاء بحرف واحد. ومهما اختلف العلماء في تحديد المقصود من الأحرف السبعة، فهناك إجماع منهم دون شك على أن القرآن الذي بين أيدينا لا نقص فيه ولا زيادة على ما تركه لنا رسول الله ³، وجمعه الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وأرسله إلى الأمصار، وكان فعله بإجماع من الصحابة، حتى قال علي رضي الله عنه فيما رواه أبو داود بسندٍ صحيح من طريق سويد بن غفلة: ¸لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا• . أما علاقة الأحرف السبعة بالقراءات السبع المشهورة بين الأمة فعلاقة في العدد، وهو أمر جعل بعض الناس يظنون أن المراد بالأحرف السبعة القراءات السبع، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة. فالقراءات السبع من اختيار ابن مجاهد في نهاية القرن الثالث الهجري، والأحرف السبعة وردت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (أُنزل القرآن على سبعة أحرف ) وذلك قبل ميلاد أئمة هذه القراءات. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفرق بين "بن" و "ابن" | رقية مبارك بوداني | روضة اللغة العربية وعلومها | 2 | 19-08-15 01:51 PM |
|° الفرق بين المكْر والكَيْد وبعض الصِّفات °| | بُشريات | روضة اللغة العربية وعلومها | 0 | 13-09-13 07:17 AM |
ما الفرق بين "إذن" و "إذًا" ؟؟؟؟؟ | أم هشام | روضة اللغة العربية وعلومها | 11 | 24-03-12 05:36 PM |
الفرق بين هام ومهم......مهم جدًا | المزدانة بدينها | روضة اللغة العربية وعلومها | 8 | 11-12-10 04:28 PM |
فروقات لغوية | أم هشام | روضة اللغة العربية وعلومها | 3 | 20-07-07 06:23 PM |