|
11-06-09, 09:29 PM | #1 |
~مشارِكة~
|
ان شاءالله انا جاهزه وانت كمان
|
11-06-09, 09:29 PM | #2 |
|الحياة العيش مع القرآن|
تاريخ التسجيل:
28-05-2008
المشاركات: 1,991
|
:: السؤال :: في سورة الفاتحة.. لماذ قدم المغضوب عليهم على الضالين؟؟ [4 أسباب] ( 4 نقاط ) |
12-06-09, 08:39 PM | #3 | |
|الحياة العيش مع القرآن|
تاريخ التسجيل:
28-05-2008
المشاركات: 1,991
|
أهلا بكن.. سؤال أمس كان: اقتباس:
وأول إجابة صحيحة كانت لأم بثينة من فريق الصفاء.. هذه 4 نقاط لهن + نقطتين لفريق النقاء لرجوع فتاة التوحيد لكتاب.. فريق الصفاء اخترن رقما.. قد قاربت رحلتنا على الانتهاء.. لم يتبق سوى سؤالين.. 16 و 17 نعود بعد قليل.. |
|
11-06-09, 09:30 PM | #4 |
|الحياة العيش مع القرآن|
|
في سورة الفاتحة.. لماذ قدم المغضوب عليهم على الضالين؟؟
لان اليهود اشد عداوة للمسلمين من النصاري والمغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصاري النقاااء |
11-06-09, 09:32 PM | #5 |
طالبة دورة تجويد
تاريخ التسجيل:
18-05-2007
الدولة:
•°• دنيا فانية •°•
المشاركات: 551
|
فريق الصفاء
أحدها: أنهم متقدمون عليهم بالزمان. الثاني: أنهم كانوا هم الذين يلون النبي من أهل الكتابين فإنهم كانوا جيرانه في المدينة، والنصارى كانت ديارهم نائية عنه، ولهذا تجد خطاب اليهود والكلام معهم في القرآن الكريم أكثر من خطاب النصارى، كما في سورة البقرة والمائدة وآل عمران وغيرها من السور. الثالث: أن اليهود أغلظ كفرا من النصارى، ولهذا كان الغضب أخص بهم واللعنة والعقوبة، فإن كفرهم عن عناد وبغي كما تقدم، فالتحذير من سبيلهم والبعد منها أحق وأهم بالتقديم، وليس عقوبة من جهل كعقوبة من علم. الرابع: وهو أحسنها أنه تقدم ذكر المنعم عليهم والغضب ضد الإنعام، والسورة هي السبع المثاني التي يذكر فيها الشيء ومقابله، فذكر المغضوب عليهم مع المنعم عليهم فيه من الإزدواج والمقابلة ما ليس في تقديم الضالين، فقولك: " الناس منعَمٌ عليه ومغضوب عليه فكن من المنعم عليهم "، أحسن من قولك: مُنْعَمٌ عليه وضالٌّ. ا. هـ. |
11-06-09, 09:32 PM | #6 |
|الحياة العيش مع القرآن|
|
أما جعل المغضوب عليهم بجانب المنعم عليهم فلان المغضوب عليهم مناقض للمنعم عليهم والغضب مناقض للنعم.
خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من اولها الى آخرها فمن لم يحمد الله تعالى فهو مغضوب عليه وضال ومن لم يؤمن بيوم الدين وان الله سبحانه وتعالى مالك يوم الدين وملكه ومن لم يخص الله تعالى بالعبادة والاستعانة ومن لم يهتد الى الصراط المستقيم فهم جميعا مغضوب عليهم وضالون. ولقد تضمنت السورة الايمان والعمل الصالح، الايمان بالله (الحمد لله رب العالمين) واليوم الآخر (مالك يوم الدين) والملائكة والرسل والكتب (اهدنا الصراط المستقيم) لما تقتضيه من ارسال الرسل والكتب. وقد جمعت هذه السورة توحيد الربوبية (رب العالمين) وتوحيد الالوهية (اياك نعبد واياك نستعين) ولذا فهي حقاً أم الكتاب. النقاء |
11-06-09, 09:33 PM | #7 |
|الحياة العيش مع القرآن|
|
أم بثينة العضوووووو الخفي
|
11-06-09, 09:40 PM | #8 |
~مشارِكة~
|
فلماذا قدم إذن المغضوب عليهم على الضالين؟ المغضوب عليهم : الذين عرفوا ربهم ثم انحرفوا عن الحق وهم اشد بعدا لان ليس من علم كمن جهل لذا بدأ بالمغضوب عليهم وفي الحديث الصحيح أن المغضوب عليهم هم اليهود وأما النصارى فهم الضالون. واليهود أسبق من النصارى ولذا بدأ بهم واقتضى التقديم.
وصفة المغضوب عليهم هي أول معصية ظهرت في الوجود وهي صفة إبليس عندما أُمر بالسجود لآدم عليه السلام وهو يعرف الحق ومع ذلك عصى الله تعالى وهي أول معصية ظهرت على الأرض أيضاً عندما قتل ابن آدم أخاه فهي إذن أول معصية في الملأ الأعلى وعلى الأرض (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه) (النساء آية 93) ولذا بدأ بها. أما جعل المغضوب عليهم بجانب المنعم عليهم فلأن المغضوب عليهم مناقض للمنعم عليهم والغضب مناقض للنعم. خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من أولها إلى آخرها فمن لم يحمد الله تعالى فهو مغضوب عليه وضال ومن لم يؤمن بيوم الدين وأن الله سبحانه وتعالى مالك يوم الدين وملكه ومن لم يخص الله تعالى بالعبادة والاستعانة ومن لم يهتد إلى الصراط المستقيم فهم جميعاً مغضوب عليهم وضالون. فريق النقاء |
11-06-09, 09:53 PM | #9 |
~مشارِكة~
|
قال أبو جعفر : كان بعض أهل البصرة يزعم أن : لا مع { الضالين } أدخلت تتميما للكلام والمعنى إلغاؤها ويستشهد على قيله ذلك ببيت العجاج :
( في بئر لا حور سرى وما شعر ) وبتأوله بمعنى : في بئر حور سرى أي في بئر هلكة وأن لا بمعنى الإلغاء والصلة ويعتل أيضا لذلك بقول أبي النجم : ( فما ألوم البيض أن لا تسخرا ... لما رأين الشمط القفندرا ) وهو يريد : فما ألوم البيض أن تسخر وبقول الأحوص : ( ويلحينني في اللهو ان لا احبه ... وللهو داع دائب غير غافل ) يريد : ويلحينني في اللهو أن أحبه وبقوله تعالى : { ما منعك أن لا تسجد } ( الأعراف : 12 ) يريد أن تسجد وحكي عن قائل هذه المقالة أنه كان يتأول { غير } التي مع { المغضوب عليهم } أنها بمعنى سوى فكأن معنى الكلام كان عنده : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم الذين هم سوى المغضوب عليهم والضالين وكان بعض نحوي الكوفيين يستنكر ذلك من قوله ويزعم أن { غير } التي مع { المغضوب عليهم } لو كانت بمعنى سوى لكان خطأ أن يعطف عليها بـ لا إذ كانت لا لا يعطف بها إلا على جحد قد تقدمها كما كان خطأ قول القائل : عندي سوى أخيك ولا أبيك لأن سوى ليست من حروف النفي والجحود ويقول : لما كان ذلك خطأ في كلام العرب وكان القرآن بأفصح اللغات من لغات العرب كان معلوما أن الذي زعمه القائل : أن { غير } مع { المغضوب عليهم } بمعنى سوى المغضوب عليهم خطأ إذ كان قد كر عليه الكلام بـ لا وكان يزعم أن { غير } هنالك إنما هي بمعنى الجحد إذ كان صحيحا في كلام العرب وفاشيا ظاهرا في منطقها توجيه { غير } إلى معنى النفي ومستعملا فيهم : أخوك غير محسن ولا مجمل يراد بذلك : أخوك لا محسن ولا مجمل وبستنكر أن تأتي لا بمعنى الحذف في الكلام مبتدأ ولما يتقدمها جحد ويقول : لو جاز مجيئها بمعنى الحذف مبتدأ قبل دلالة تدل على ذلك من جحد سابق لصح قول قائل قال : أردت أن لا أكرم أخاك بمعنى : أردت أن أكرم أخاك وكان يقول : ففي شهادة أهل المعرفة بلسان العرب على تخطئة قائل ذلك دلالة واضحة على أن لا لا تأتي مبتدأة بمعنى الحذف ولما يتقدمها جحد وكان يتأول في لا التي في بيت العجاج الذي ذكرنا أن البصري استشهد به بقوله : إنها جحد صحيح وأن معنى البيت : سرى في بئر لا تحير عليه خيرا ولا يتبين له فيها أثر عمل وهو لا يشعر بذلك ولا يدري به من قولهم : طحنت الطاحنة فما أحارت شيئا أي لم يتبين لها أثر عمل ويقول في سائر الأبيات الأخر أعني مثل بيت أبي النجم : ( فما ألوم البيض أن لا تسخرا ) إنما جاز أن تكون لا بمعنى الحذف لأن الجحد قد تقدمها في أول الكلام فكان الكلام الآخر مواصلا للأول كما قال الشاعر : ( ما كان يرضى رسول الله فعلهم ... والطيبان أبو بكر ولا عمر ) فجاز ذلك إذ كان قد تقدم الجحد في أول الكلام قال أبو جعفر : وهذا القول الاخر أولى بالصواب من الأول إذ كان غير موجود في كلام العرب ابتداء الكلام من غير جحد تقدمه بـ لا التي معناها الحذف ولا جائز العطف بها على سوى ولا على حرف الاستثناء وإنما لـ غير في كلام العرب معان ثلاثة أحدها : الاستثناء والآخر : الجحد والثالث : سوى فإذا ثبت خطأ أن تكون لا بمعنى الإلغاء مبتدأ وفسد أن يكون عطفا على { غير } التي مع { المغضوب عليهم } لو كانت بمعنى إلا التي هي استثناء ولم يجز أيضا أن يكون عطفا عليها لو كانت بمعنى سوى وكانت لا موجودة عطفا بالواو التي هي عاطفة لها على ما قبلها صح وثبت أن لا وجه لـ { غير } التي مع { المغضوب عليهم } يجوز توجيهها إليه على صحة إلا بمعنى الجحد والنفي وأن لا وجه لقوله { ولا الضالين } إلا العطف على { غير المغضوب عليهم } فتأويل الكلام إذا إذ كان صحيحا ما قلنا بالذي عليه استشهدنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم لا المغضوب عليهم ولا الضالين فإن قال لنا قائل : ومن هؤلاء الضالون الذين أمرنا الله بالاستعاذة بالله أن يسلك بنا سبيلهم ونضل ضلالهم ؟ قيل : هم الذين وصفهم الله في تنزيله فقال : { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل } ( المائدة : 77 ) فإن قال : وما برهانك على أنهم أولاء ؟ قيل : حدثنا أحمد بن الوليد الرملي قال : حدثنا عبدالله بن جعفر قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن إسمعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ولا الضالين } قال : النصارى ] حدثنا محمد بن المثنى أنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا شعبة عن سماك قال : سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الضالين النصارى ] حدثني علي بن الحسن قال : حدثنا مسلم بن عبد الرحمن قال : حدثنا محمد بن مصعب عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال : [ سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله : { ولا الضالين } قال : النصارى هم الضالون ] حدثنا حميد بن مسعدة السامي قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا الجريري عن عبدالله بن شقيق [ أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر وادي القرى قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الضالون النصارى ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية عن سعيد الجريري عن عروة يعني ابن عبدالله بن قيس عن عبدالله بن شقيق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه حدثنا الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن بديل العقيلي قال : أخبرني عبدالله بن شقيق : [ أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه وسأله رجل من بني القين فقال : يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الضالون يعني النصارى ] حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال : حدثنا خالد الواسطي عن خالد الحذاء عن عبدالله بن شقيق : [ أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر وادي القرى وهو على فرس : من هؤلاء ؟ قال : الضالون يعني النصارى ] حدثنا محمد بن حميد : قال : حدثنا مهران عن سفيان عن مجاهد : { ولا الضالين } قال : النصارى حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثمان بن سعيد عن بشر بن عمارة قال : حدثنا أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس : { ولا الضالين } قال : وغير طريق النصارى الذين أضلهم الله بفريتهم عليه قال : يقول : فألهمنا دينك الحق وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له حتى لا تغضب علينا كما غضبت على اليهود ولا تضلنا كما أضللت النصارى فتعذبنا بما تعذبهم به يقول : امنعنا من ذلك برفقك ورحمتك وقدرتك حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قال : قال ابن عباس : الضالين النصارى حدثني موسى بن هرون الهمداني قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط بن نصر عن إسمعيل السدي في خبر ذكره عن أبى مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : { ولا الضالين } هم النصارى حدثني أحمد بن حازم الغفاري قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى عن أبي جعفر عن ربيع : { ولا الضالين } النصارى حدثني يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال عبد الرحمن بن زيد : { ولا الضالين } النصارى حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه قال : الضالين النصارى قال أبو جعفر : فكل حائد عن قصد السبيل وسالك غير المنهج القويم فضال عند العرب لإضلاله وجه الطريق فلذلك سمى الله جل ذكره النصارى ضلالا لخطئهم في الحق منهج السبيل وأخذهم من الدين في غير الطريق المستقيم فإن قال قائل : أوليس ذلك أيضا من صفة اليهود ؟ قيل : بلى فإن قال : كيف خص النصارى بهذه الصفة وخص اليهود بما وصفهم به من أنهم مغضوب عليهم ؟ قيل : كلا الفريقين ضلال مغضوب عليهم غير أن الله جل ثناؤه وسم كل فريق منهم من صفته لعباده بما يعرفونه به إذا ذكره لهم أو أخبرهم عنه ولم يسم واحدا من الفريقين إلا بما هو له صفة على حقيقته وإن كان له من صفات الذم زيادات عليه فيظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله { ولا الضالين } وإضافته الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنهم المغضوب عليهم دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية جهلا منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه لوجب أن يكون شأن كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك لغيره سبب فالحق فيه أن يكون مضافا إلى مسببه ولو وجب ذلك لوجب أن يكون خطأ قول القائل فريق النقاء |
11-06-09, 09:55 PM | #10 |
~مشارِكة~
|
قال أبو جعفر : كان بعض أهل البصرة يزعم أن : لا مع { الضالين } أدخلت تتميما للكلام والمعنى إلغاؤها ويستشهد على قيله ذلك ببيت العجاج :
( في بئر لا حور سرى وما شعر ) وبتأوله بمعنى : في بئر حور سرى أي في بئر هلكة وأن لا بمعنى الإلغاء والصلة ويعتل أيضا لذلك بقول أبي النجم : ( فما ألوم البيض أن لا تسخرا ... لما رأين الشمط القفندرا ) وهو يريد : فما ألوم البيض أن تسخر وبقول الأحوص : ( ويلحينني في اللهو ان لا احبه ... وللهو داع دائب غير غافل ) يريد : ويلحينني في اللهو أن أحبه وبقوله تعالى : { ما منعك أن لا تسجد } ( الأعراف : 12 ) يريد أن تسجد وحكي عن قائل هذه المقالة أنه كان يتأول { غير } التي مع { المغضوب عليهم } أنها بمعنى سوى فكأن معنى الكلام كان عنده : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم الذين هم سوى المغضوب عليهم والضالين وكان بعض نحوي الكوفيين يستنكر ذلك من قوله ويزعم أن { غير } التي مع { المغضوب عليهم } لو كانت بمعنى سوى لكان خطأ أن يعطف عليها بـ لا إذ كانت لا لا يعطف بها إلا على جحد قد تقدمها كما كان خطأ قول القائل : عندي سوى أخيك ولا أبيك لأن سوى ليست من حروف النفي والجحود ويقول : لما كان ذلك خطأ في كلام العرب وكان القرآن بأفصح اللغات من لغات العرب كان معلوما أن الذي زعمه القائل : أن { غير } مع { المغضوب عليهم } بمعنى سوى المغضوب عليهم خطأ إذ كان قد كر عليه الكلام بـ لا وكان يزعم أن { غير } هنالك إنما هي بمعنى الجحد إذ كان صحيحا في كلام العرب وفاشيا ظاهرا في منطقها توجيه { غير } إلى معنى النفي ومستعملا فيهم : أخوك غير محسن ولا مجمل يراد بذلك : أخوك لا محسن ولا مجمل وبستنكر أن تأتي لا بمعنى الحذف في الكلام مبتدأ ولما يتقدمها جحد ويقول : لو جاز مجيئها بمعنى الحذف مبتدأ قبل دلالة تدل على ذلك من جحد سابق لصح قول قائل قال : أردت أن لا أكرم أخاك بمعنى : أردت أن أكرم أخاك وكان يقول : ففي شهادة أهل المعرفة بلسان العرب على تخطئة قائل ذلك دلالة واضحة على أن لا لا تأتي مبتدأة بمعنى الحذف ولما يتقدمها جحد وكان يتأول في لا التي في بيت العجاج الذي ذكرنا أن البصري استشهد به بقوله : إنها جحد صحيح وأن معنى البيت : سرى في بئر لا تحير عليه خيرا ولا يتبين له فيها أثر عمل وهو لا يشعر بذلك ولا يدري به من قولهم : طحنت الطاحنة فما أحارت شيئا أي لم يتبين لها أثر عمل ويقول في سائر الأبيات الأخر أعني مثل بيت أبي النجم : ( فما ألوم البيض أن لا تسخرا ) إنما جاز أن تكون لا بمعنى الحذف لأن الجحد قد تقدمها في أول الكلام فكان الكلام الآخر مواصلا للأول كما قال الشاعر : ( ما كان يرضى رسول الله فعلهم ... والطيبان أبو بكر ولا عمر ) فجاز ذلك إذ كان قد تقدم الجحد في أول الكلام قال أبو جعفر : وهذا القول الاخر أولى بالصواب من الأول إذ كان غير موجود في كلام العرب ابتداء الكلام من غير جحد تقدمه بـ لا التي معناها الحذف ولا جائز العطف بها على سوى ولا على حرف الاستثناء وإنما لـ غير في كلام العرب معان ثلاثة أحدها : الاستثناء والآخر : الجحد والثالث : سوى فإذا ثبت خطأ أن تكون لا بمعنى الإلغاء مبتدأ وفسد أن يكون عطفا على { غير } التي مع { المغضوب عليهم } لو كانت بمعنى إلا التي هي استثناء ولم يجز أيضا أن يكون عطفا عليها لو كانت بمعنى سوى وكانت لا موجودة عطفا بالواو التي هي عاطفة لها على ما قبلها صح وثبت أن لا وجه لـ { غير } التي مع { المغضوب عليهم } يجوز توجيهها إليه على صحة إلا بمعنى الجحد والنفي وأن لا وجه لقوله { ولا الضالين } إلا العطف على { غير المغضوب عليهم } فتأويل الكلام إذا إذ كان صحيحا ما قلنا بالذي عليه استشهدنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم لا المغضوب عليهم ولا الضالين فإن قال لنا قائل : ومن هؤلاء الضالون الذين أمرنا الله بالاستعاذة بالله أن يسلك بنا سبيلهم ونضل ضلالهم ؟ قيل : هم الذين وصفهم الله في تنزيله فقال : { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل } ( المائدة : 77 ) فإن قال : وما برهانك على أنهم أولاء ؟ قيل : حدثنا أحمد بن الوليد الرملي قال : حدثنا عبدالله بن جعفر قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن إسمعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ولا الضالين } قال : النصارى ] حدثنا محمد بن المثنى أنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا شعبة عن سماك قال : سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الضالين النصارى ] حدثني علي بن الحسن قال : حدثنا مسلم بن عبد الرحمن قال : حدثنا محمد بن مصعب عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال : [ سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله : { ولا الضالين } قال : النصارى هم الضالون ] حدثنا حميد بن مسعدة السامي قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا الجريري عن عبدالله بن شقيق [ أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر وادي القرى قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الضالون النصارى ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية عن سعيد الجريري عن عروة يعني ابن عبدالله بن قيس عن عبدالله بن شقيق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه حدثنا الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن بديل العقيلي قال : أخبرني عبدالله بن شقيق : [ أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه وسأله رجل من بني القين فقال : يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الضالون يعني النصارى ] حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال : حدثنا خالد الواسطي عن خالد الحذاء عن عبدالله بن شقيق : [ أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر وادي القرى وهو على فرس : من هؤلاء ؟ قال : الضالون يعني النصارى ] حدثنا محمد بن حميد : قال : حدثنا مهران عن سفيان عن مجاهد : { ولا الضالين } قال : النصارى حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثمان بن سعيد عن بشر بن عمارة قال : حدثنا أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس : { ولا الضالين } قال : وغير طريق النصارى الذين أضلهم الله بفريتهم عليه قال : يقول : فألهمنا دينك الحق وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له حتى لا تغضب علينا كما غضبت على اليهود ولا تضلنا كما أضللت النصارى فتعذبنا بما تعذبهم به يقول : امنعنا من ذلك برفقك ورحمتك وقدرتك حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قال : قال ابن عباس : الضالين النصارى حدثني موسى بن هرون الهمداني قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط بن نصر عن إسمعيل السدي في خبر ذكره عن أبى مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : { ولا الضالين } هم النصارى حدثني أحمد بن حازم الغفاري قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى عن أبي جعفر عن ربيع : { ولا الضالين } النصارى حدثني يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال عبد الرحمن بن زيد : { ولا الضالين } النصارى حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه قال : الضالين النصارى قال أبو جعفر : فكل حائد عن قصد السبيل وسالك غير المنهج القويم فضال عند العرب لإضلاله وجه الطريق فلذلك سمى الله جل ذكره النصارى ضلالا لخطئهم في الحق منهج السبيل وأخذهم من الدين في غير الطريق المستقيم فإن قال قائل : أوليس ذلك أيضا من صفة اليهود ؟ قيل : بلى فإن قال : كيف خص النصارى بهذه الصفة وخص اليهود بما وصفهم به من أنهم مغضوب عليهم ؟ قيل : كلا الفريقين ضلال مغضوب عليهم غير أن الله جل ثناؤه وسم كل فريق منهم من صفته لعباده بما يعرفونه به إذا ذكره لهم أو أخبرهم عنه ولم يسم واحدا من الفريقين إلا بما هو له صفة على حقيقته وإن كان له من صفات الذم زيادات عليه فيظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله { ولا الضالين } وإضافته الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنهم المغضوب عليهم دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية جهلا منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه لوجب أن يكون شأن كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك لغيره سبب فالحق فيه أن يكون مضافا إلى مسببه ولو وجب ذلك لوجب أن يكون خطأ قول القائل من كتاب تفسير الطبري فريق النقاء |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حملة إجازة صيفية مفيدة .. | رقية مبارك بوداني | النشرات الدعوية | 18 | 20-06-13 08:14 PM |
-::[ ألوان × ألوان ]::- | جرافيكسـ | قسم التصميم | 24 | 20-02-08 01:31 AM |