العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-08, 12:06 PM   #1
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
m سؤال وجواب

فتوى رقم 11865وتاريخ 30/3/1409هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الأسئلة المقدمة من د. مروان إبراهيم العيش إلى سماحة الرئيس العام والمحالة إليها برقم 169 في 8/1/1409هـ وأجابت عن كل منها عقبة فيما يلي :

س1: صفات الذات التي وردت في الكتاب والسنة . هل تعني الواحدة منها معنى واحداً في كل النصوص التي وردت بها أم أن لكل سياق معناه الخاص به . يرجى تزويدنا بما تعنيه صفات الذات الآتية في السياق الخاص بها :

أ- اليد : ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية : ) قل من بيده ملكوت كل شئ ( ) قل إن الفضل بيد الله ( ) يد الله مع الجماعة ( وفي حديث آخر (يد الله على الجماعة) حديث وفي آية كريمة ) يد الله فوق أيديهم ( وما المراد بجمع اليدين في قوله (بأيد) .
ب- العين : ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية : ) واصنع الفلك بأعيننا ( ) واصبر لحكم ربك فإنك باعيننا ( ) وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( وما الدليل على أن الله ، تعالى عينين ؟
ج- الوجه : ما المراد بالوجه في كل نص من النصوص الآتية : ) فأينما تولوا فثم وجه الله ( ) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ( من المفيد أن تتضمن الإجابة عن هذه الأسئلة مراجع نرجع إليها لمزيد من العلم المفيد ؟

الجواب

أ- كلمة (يد) في النصوص المذكورة في فقرة (أ) يراد بها معنى واحد هو إثبات صفة اليد لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله دون تشبيه ولا تمثيل لها بيد المخلوقين ودون تحريف لها ولا تعطيل ، فكما أن له تعالى ذاتا حقيقة لا تشبه ذوات العباد فصفاته لا تشبه صفاتهم وقد وردت نصوص أخرى كثيرة تؤيد هذه النصوص في إثبات صفة اليد لله مفردة ومثناة ومجموعة فيجب الإيمان بها على الحقيقة مع التفويض في كيفيتها عملاً بالنصوص كتابا وسنة وإتباعا لما عليه أئمة سلف الأمة .

وأما كلمة – بأيد – في قوله تعالى : ) والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ( فهي مصدر (فعله) آد يئد أيداً ومعناه القوة ويضعف فيقال : ايّده تأييداً ومعناه قواه ، وليس جمعا ليد فليست من آيات الصفات المتنازع فيها بين مثبتة الصفات ومؤليها لأن وصف الله سبحانه بالقوة ليست محل نزاع .

وأما معنى الجمل في هذه النصوص فمختلف باختلاف سياقها وما اشتملت عليه من قرائن فقوله : ) قل من بيده ملكوت كل شئ ( يدل على كمال قدرة الله من جهة جعل ملكوت كل شئ بيده ومن جهة سياق الكلام سابقة ولاحقة .
وقوله: )قل إن الفضل بيد الله( يدل على أن الفضل والإنعام إلى الله وحده .
وقوله : ((يد الله مع الجماعة)) يراد به الحث على التآلف والاجتماع والوعد الصادق برعاية الله لهم وتأييدهم ونصرهم على غيرهم إذا اجتمعوا على الحق .
وقوله : ) يد الله فوق أيديهم ( يراد به توثيق البيعة وإحكامها بتنزيل بيعتهم للرسول منزلة بيعتهم لله تعالى وذلك لا يمنع من إثبات اليد لله حقيقة على ما يليق به كما لا يمنع من إثبات الأيدي حقيقة للمتابعين لرسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بهم .

ج2- ب – كلمة (بأعيننا وبعيني) وفي النصوص المذكورة في فقرة (ب) يراد بها إثبات صفة العين لله حقيقة على ما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل لها بعين المخلوقين ، ولا تحريف لها عن مسماها ، وإنما تأثيره في المراد بالجمل التي وردت فيها هذه الكلمات ، فالمقصود بهذه الجمل كلها
أولاً : أمر نوح عليه السلام أن يصنع السفينة وهو في رعاية الله وحفظه ،
وثانياً : أمر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن يصبر على أذى قومه حتى يقضي الله بينه وبينهم بحكمه العدل وهو مع ذلك بمرأى من الله وحفظه ورعايته ،
وثالثاً : إخبار موسى عليه الصلاة والسلام بأن الله تعالى قد من عليه مرة أخرى إذ أمر أمه بما أمرها به ليربيه تربية كريمة في حفظه تعالى ورعايته ثم يدل على أن لله تعالى عينين كلمة –بأعيننا- في النصوص المذكورة في السؤال فإن لفظ عينين إذا أضيف إلى ضمير مثنى أو جمع كما في قوله تعالى : ) إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ( ويدل على ذلك أيضا ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الله وعن الدجال (من أن الدجال أعور) وأن الله ليس بأعور ، فقد استدل به أهل السنة على إثبات العينين لله سبحانه .

ج- كلمة (وجه الله) في الجملة الأولى يراد بها قبلة الله كما مجاهد والشافعي رحمهما الله تعالى ، فإن دلالة الكلام في كل موضع بحسب سياقه ، وما يحف به من قرائن ، وقد دل السياق والقرائن على أن المراد بالوجه في هذه الجملة – القبلة - لقوله تعالى: ) ولله المشرق والمغرب فأينما تولوّا ( فذكر تعالى الجهات والأماكن التي يستقبلها الناس ، فتكون هذه الآية كآية ) ولكل وجهة هو موليها ( وإذن فليس الآية من آيات الصفات المتنازع فيها بين المثبتة والنفاة وأما كلمة (وجه) في الجمل الباقية في السؤال فالمراد بها إثبات صفة الوجه لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله سبحانه ، لأن الأصل الحقيقة ، ولم يوجد ما يصرف عنها ، ولا يلزم تمثيله بوجه المخلوقين ، لأن كل وجه يخصه ويليق به .

س2: تسمية الخلق بأسماء الخالق ، ما الأدلة على تحريمها ؟ وإن كانت مباحة فهل هناك قيود معينة ؟ إنني أقصد الأسماء لا الصفات . إذ من المعلوم أنه يجوز وصف الخلق بصفات الخالق وقد ورد ذلك كثيراً في كتاب الله تعالى وسؤالي عن التسمية لا الوصف . فهل لكم أن تبينوا القواعد الفاصلة في الموضوع ؟
الجواب

أولاً : الفرق بين الاسم والصفة أن الاسم ما دلّ على الذات وما قام بها من صفات ، وأما الصفة فهي ما قام بالذات مما يميزها عن غيرها من معان ذاتية كالعلم والقدرة أو فعليه كالخلق والرزق والإحياء والإماتة .

ثانياً : قد يسمى المخلوق بما سمى الله به نفسه كما يوصف بما وصف سبحانه به نفسه ، لكن على أن يكون لكل من الخصائص ما يليق به ويُمَيزُ به عن الآخر فلا يلزم تمثيل الخلق بخالقهم ولا تمثيله بهم إن حصلت الشركة في التعبير والمعنى الكلّي للفظ لأن المعنى الكُلِّي ذهني فقط لا وجود له في الخارج .

ومن ذلك أن الله سمى نفسه حيا فقال : ) الله لا إله إلا هو الحي القيوم ( وسمي بعض عباده حيا فقال : ) يخرج الحي من الميت ( وليس الحي كالحي بل لكل منهما في الخارج ما يخصه وسمى أحد ابني ابراهيم حليما وابنه الآخر عليما عليهم الصلاة والسلام ، كما سمى نفسه عليما حليما ، ولم يلزم من ذلك التمثيل ، لأن الكل مسمى بذلك ما يخصه ويميز به في خارج الأذهان وإن اشتركوا في مطلق التسمية والتعبير ، وسمى نفسه سميعاً وبصيرا فقال : ) إن الله كان سميعا بصيرا ( وسمى بعض خلقه سميعا بصيرا ، فقال : ) فجعلناه سميعا بصيرا ( ولم يلزم التمثيل ، لأن لكل مسمى ما يخصه ويتميز به عن الآخر كما تقدم إلى أمثال ذلك .

ومن ذلك فإن الله وصف نفسه بالعلم فقال : ) ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما يشاء ( ووصف بعض عباده بالعلم فقال : )وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( ووصف نفسه بالقوة فقال : ) إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ( ووصف بعض عباده بالقوة فقال : )الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة( الآية وليست القوة كالقوة وإن اشتركا في العبارة والمعنى الكلُّي لكن لكل من الموصوفين ما يخصه ويليق به إلى أمثال ذلك من الصفات .

س3 : هل يصح ما يأتي دليلا على تحريم تسمية الخلق بأسماء الخالق .
أ- حيث إن تسمية المخلوق بالاسم العلم (الله) ممنوعة ، كانت تسمية المخلوق بأسماء الخالق الأخرى أيضا ممنوعة إذ لا وجوه للتفرقة بين أسماء الله تعالى ؟
I-من المعلوم في اللغة إن الجار والمجرور إذا سبق المعرفة أفاد القصر فملاحظ ذلك في قوله تعالى )ولله الأسماء الحسنى( فتفيد الآية قصر الأسماء الحسنى على الله وعدم جواز تسمية الخلق بها ، فهل يصح هذا دليلا؟

الجواب

ج3: ما كان من أسماء الله تعالى علم شخص كلفظ (الله) امتنع تسمية غير الله به لأن مسماه معين لا يقبل الشركة وكذا ما كان من أسمائه في معناه في عدم قبول الشركة كالخالق والبارئ فإن الخالق من يوجد الشيء على غير مثال سابق والبارئ من يوجد الشيء بريئا من العيب ، وذلك لا يكون إلا من الله وحده فلا يسمى به إلا الله تعالى ، أما من كان له معنى كليّ تتفاوت فيه أفراده من الأسماء والصفات كذلك ، والعزيز ، والجبار ، والمتكبر ، فيجوز تسمية غيره بها فقد سمى الله نفسه بهذه الأسماء وسمى بعض عباده بها مثال : )قالت امرأة العزيز( وقال : )كذلك يطبع الله على كل قلب متكبرجبار( إلى أمثال ذلك ، ولا يلزم التماثل ، لاختصاص كل مسمى بسمات تميزه عن غيره وبهذا يعرف الفرق بين تسمية الله بلفظ الجلالة وتسميته بأسماء لها معان كلية تشترك أفرادها فيها فلا تقاس على لفظ الجلالة .

أما الآية : )ولله الأسماء الحسنى( فالمراد منها قصر كمال الحسن في أسمائه تعالى ، ، لأن كلمة الحسنى اسم تفضيل وهي صفة للأسماء لا قصر مطلق أسمائه عليه تعالى . كما في قوله تعالى : )والله هو الغنيُّ الحميد( فالمراد قصر كمال الغنى والحمد عليه تعالى لا قصر اسم الغنى والحميد عليه فإن غير الله يسمى غنيا وحميدا .


س4 : إذا ثبت أن أسماء تعالى لا يجوز تسمية الخلق بها . فهل من أسماء الله تعالى مالا يجوز تسمية الخلق بها ؟ وهل يدخل ضمن هذا المنع الرحمن والقيوم وهل هناك أسماء أخرى لا يجوز وصف الخلق بها ؟

الجواب

ج4: تقدم في جواب السؤال الثاني والثالث بيان الضابط مع أمثلة لما يجوز تسمية المخلوق به من أسماء الله تعالى وما لا يجوز ، وبناء على ذلك لا يجوز تسمية المخلوق بالقيوم ، لأن القيوم هو المستغني بنفسه عن غيره ، المفتقر إليه كل ما سواه وذلك مختص بالله لا يشركه فيه غيره قال ابن القيم رحمه الله في النونية :

هذا ومن أوصــافه القيــوم

والقيوم في أوصـافه أمــران

إحـداهما القيوم قام بنفســه

والكـون قـام به هما الأمـران

فالأول استغنـاؤه عن غيـره

والفقـر من كل إليه الثــاني

وكذا لا يسمى المخلوق –بالرحمن- لأنه بكثرة استعماله اسما لله صار علما بالغلبة عليه مختصا به كلفظ الجلالة فلا يجوز تسمية غيره .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



توقيع أم أسماء
قال ابن القيم رحمه الله:
(القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة)
أم أسماء غير متواجد حالياً  
قديم 16-02-08, 08:03 PM   #2
ام زياد السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 27-11-2007
المشاركات: 242
ام زياد السلفية is on a distinguished road
c8

جزاك الله خيرا مشرفتنا الحبيبة
ونفعك الله ونفع بك
وجعل ما تفعلين فى ميزان حسناتك
ام زياد السلفية غير متواجد حالياً  
قديم 16-02-08, 08:40 PM   #3
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير ام اسماء

معلومات مفيدة قيمة مناسبة لدورتنا ......... بارك الله فيك وزادك علما



توقيع أم كلثوم


إذا سـرّ بالسراء عمّ سرورها *** وإن مسّ بالضـراء أعقبها الأجـــر

وما منهما إلا لـه فيه نــعمة *** تضيق بها الأوهام والبــر والبحــر



أم كلثوم غير متواجد حالياً  
قديم 17-02-08, 02:28 PM   #4
ام عمرو
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 74
ام عمرو is on a distinguished road
a





. بوركتي مشرفتنا الغالية ,وبوركت جهودك , جعلها المولى في ميزان حسناتك, وأنار بصيرتك ونفع بك ,جداً معلومات تثري وتتواكب مع ما نتدارسه معاً




وفقك الله وسدد خطاك



توقيع ام عمرو
[SIGPIC][/SIGPIC]
ام عمرو غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-08, 12:51 PM   #5
ورد وريحان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 27-11-2007
المشاركات: 196
ورد وريحان is on a distinguished road
افتراضي

مشكورة اختي ام اسماء فتاوى مفيدة ومتعلقة بموضوع دراستنا
ورد وريحان غير متواجد حالياً  
قديم 24-02-08, 02:49 PM   #6
إشراقة النور
|نتعلم لنعمل|
 
تاريخ التسجيل: 18-01-2007
المشاركات: 2,977
إشراقة النور is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

كانت الأخت وردة الياسمين كتبت هذا الموضوع عن أسماء الله الحسنىعلى هذا الرابط
http://t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=10910
إشراقة النور غير متواجد حالياً  
قديم 27-02-08, 03:55 PM   #7
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
Icon188

بسم الله الرحمان الرحيم
أخواتي الحبيبات نخصص هذه الصفحة للفوائد الاضافية عن طريق سِؤال وجواب فمن استطاعت أن تنفعنا بفائدة فجزاها الله خيرا شرط ذكر المصدر.

سؤال
سمعت بعض الخطباء في خطبة الجمعة يحث على الاتصاف بصفات الله ، والتخلق بأخلاقه هل لهذا الكلام محمل صحيح ، وهل سبق أن قال ذلك أحد من أهل العلم ؟ .


المفتي : الشيخ عبد العزيز بن باز
الجواب
الحمد لله فهذا التعبير الذي أشرت إليه غير لائق ، ولكن له محمل صحيح ، وهو الحث على التخلق بمقتضى بعض صفات الله وأسمائه وموجبها ، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها ، بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك، فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق ، ولا يجوز أن يدعيه ، وهكذا ما أشبه هذه الأسماء ، وإنما المقصود الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها ، كالعلم والقوة في الحق ، والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو وأشباه ذلك ، فهو سبحانه عليم يحب العلماء ، قوي يحب المؤمن القوي ، أكثر من حبه للمؤمن الضعيف ، كريم يحب الكرماء، رحيم يحب الرحماء عفو يحب العفو ، إلخ ، لكن الذي لله سبحانه من هذه الصفات وغيرها أكمل وأعظم من الذي للمخلوق ، بل لا مقارنة بينهما ؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله ، كما أنه لا مثيل له في ذاته ، وإنما حسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات ، بحسب ما يليق به ويناسبه على الحد الشرعي ، فلو تجاوز في الكرم الحد صار مسرفا ، ولو تجاوز في الرحمة الحد عطل الحدود والتعزيرات الشرعية ، وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه ، وهذه الأمثلة تدل على سواها، وقد نص العلامة ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه: (عدة الصابرين) و(الوابل الصيب) ، وإليك نص كلامه في العدة والوابل ، قال في العدة صفحة 310 :" ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة، كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها ، أو اتصف بضدها ، وهذا شأن أسمائه الحسنى، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها، ولهذا يبغض الكافر والظالم والجاهل، والقاسي القلب والبخيل والجبان ، والمهين واللئيم ، وهو سبحانه جميل يحب الجمال ، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين ، محسن يحب المحسنين ، سِتِّير يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ، فهو عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكلما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها ، وكلما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ".
وقال في (الوابل الصيب) صفحة 43 من مجموعة الحديث: " والجود من صفات الرب جل جلاله، فإنه يعطي ولا يأخذ ، ويطعم ولا يطعم ، وهو أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته، فإنه كريم يحب الكرماء من عباده ، وعالم يحب العلماء وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال" انتهى.
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية وحصول للفائدة، وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والقيام بحقه إنه سميع قريب ، والحمد لله رب العالمين .

انظر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 1 / 133 ).

المصدر: http://www.islam-qa.com
أم أسماء غير متواجد حالياً  
قديم 03-03-08, 12:36 AM   #8
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

سؤال ما هي الأسماء الحسنى التي ترجع إليها جميع الأسماء والصفات؟

جواب قال ابن القيم رحمه الله تعالى في تفسير سورة الفاتحة : اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال ، وتضمنتها أكمل تضمن فاشتملت على التعريف بالمعبود – تبارك وتعالى – بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى ، والصفات العليا إليها ، ومدارها عليها وهي : الله ، والرب ، والرحمن وبنيت السورة على الإلهيه ، والربوبية ، والرحمة ، فـ { إياك نعبد } مبني على الإلهية ، و{ إياك نستعين } على الربوبية ، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة . والحمد يتضمن الأمور الثلاثة : فهو المحمود في إلهيته ، وربوبيته ، ورحمته ، والثناء والمجد كما لان لجده.. وتضمنت – يعني سورة الفاتحة – إثبات النبوات من جهات عديدة :
1. كون الله ( رب العالمين ) . فلا يليق به أن يترك عباده سدى هملاً لا يعرِّفهم ما ينفعهم في معاشهم ، ومعادهم ، وما يضرهم فيهما فهذا هضم للربوبية ونسبة الرب تعالى إلى ما لا يليق به وما قدره حق قدره من نسبه إليه .
2. من اسم (الله) وهو المألوه المعبود ولا سبيل للعباد إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله عليهم الصلاة والسلام .
3. من اسمه ( الرحمن ) فإن رحمته تمنع إهمال عباده ، وعدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالهم . فمن أعطى اسم ( الرحمن ) حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، أعظم من تضمنه إنزال الغيث ، وإنبات الكلأ ، وإخراج الحب ، فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح لكن المحجوبون إنما أدركوا من هذا الاسم حظ البهائم والدواب . وأدرك منه أولو الألباب أمراً وراء ذلك ...

مدارج السالكين 1/8
أم أسماء غير متواجد حالياً  
قديم 03-03-08, 01:06 AM   #9
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

سؤال ما هي مراتب احصاء أسماء الله الحسنى ؟

الجواب قال ابن القيم : ( مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح ، المرتبة الأولى إحصاء ألفاظها وعددها ، المرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولها ، المرتبة الثالثة دعاؤه بها كما قال تعالى : } وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا { [الأعراف:180] ، وهو مرتبتان إحداهما : دعاء ثناء وعبادة والثاني : دعاء طلب ومسألة ، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها ، فلا يقال : يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني ؛ بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب ؛ فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم ، ومن تأمل أدعية الرسل ولاسيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا ) ( الفوائد ص166 ) .
أم أسماء غير متواجد حالياً  
قديم 03-03-08, 08:29 AM   #10
أم رحمة
نفع الله بك الأمة
افتراضي

ماذا تعرفين عن اسم الله السبوح ؟
اضغطي هنا

http://www.gulfup.com/up/download.php?file=VO322050.zip
أم رحمة غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملف الحج ( هدية موقع الإسلام سؤال وجواب ) أم اليمان روضة الفقه وأصوله 0 23-12-06 08:23 AM
سؤال وجواب في الفقه- للشيخ المنجد -حفظه الله- أم هشام روضة الفقه وأصوله 3 13-11-06 08:52 PM


الساعة الآن 05:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .