02-02-18, 01:08 PM | #1 |
معلمة بمعهد خديجة
مشرفة في معهد العلوم الشرعية | طالبة في المستوى الثاني 3| |
اشارات حول حفظ القران
إشارات حول حفظ القرآن
هي اشارات نذكر بها انفسنا قبلكنّ لتكون لنا شموع تنير دروبنا ووقود نستمد منها الطاقة حينما تضعف النفس وتفتر الهمة . نبعثها لكل راغبة في الالتحاق بزُمَر النور، ولكل من تقدِّم رِجْلًا وتؤخر أخرى، نرجو أن تكون نافعة لها. الإشارة الأولى : حفظ القرآن سهل ومُيسَّر قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر) أكبر دليل على ذلك حفظ صغار السن والكبار والأعاجم للقرآن. قال ابن جُزي في تفسيره بعد هذه الآية: وهذا معلوم بالمشاهدة فإنه يحفظه الأطفال الأصاغر حفظًا بالغًا، بخلاف غيره من الكتب. ولو تجوَّلت بين (مقاطع الفيديو) الخاصة بالمسابقات العالمية للقرآن في (اليوتيوب) ستجدين نماذج من الأعاجم الذين يحفظون بإتقان، وبأرقام الآيات! أما كبار السن فأخبارهم كثيرة، تعلَّم ابن الجوزي القراءات العشر وهو ابن ثمانين سنة، ومن المعاصرين والدة أحد الأصدقاء سبعينية عمياء، حفظت القرآن كاملًا وتجاوزت اختباره بامتياز. الإشارة الثانية: (فإذا عزمت فتوكل على الله) إن آنستِ من نفسك رغبة وإقبالًا على الحفظ فلا تُفرِّطي في هذه الفرصة، فللنفس إقبال وإدبار، وقد أحسن الأول حين قال: إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغتنمْها = فإنّ لكل خافقـةٍ سكونُ ولا تزهَدْ عن الإحسان فيها = فما تدري السكونُ متى يكونُ وإن دَرَّتْ نياقك فاحتلبها = فما تدري الفصيل لمن يكون لا تُنفقي وقتًا كبيرًا في الاستشارة ورسم الخطط للحفظ، ولا تترددي. إذا كُنتَ ذا رأيٍ فكُنْ ذا عزيمَةٍ = فإنَّ فسادَ الرأيِ أنْ تَترددا الإشارة الثالثة (أفضل طُرق الحفظ) من الأسئلة الشائعة: ما هي أفضل طريقة لحفظ القرآن؟ في اعتقادي هذا السؤال لا يصح، لا توجد طريقة هي أفضل الطُرق على الإطلاق، فما يصلح لي قد لا يصلح لك، وما يصلح لك قد لا يصلح لغيرك. من المهم عند استشارة من تثقين به حول منهج وطريقة الحفظ أن يكون عارفًا بقدراتك، وطبيعة عملك وشُغلك، وكم هي الساعات التي يكون فيها ذهنك صافيًا؟ ونحوها من العوامل التي يختلف فيها الناس، فالموظف ليس كالطالب، ورب الأُسرة ليس كالأعزب، وهكذا. الإشارة الرابعة تأكدي من النُّطق الصحيح للكلمة قبل أن تحفظها. ما أكثر الذين يكررون ذات الأخطاء في بعض الآيات، وإذا سألته عن السبب قال: حفظتها قديمًا هكذا وبقيتُ زمانًا لم يصححها أحد لي! اقرئي على معلمة متقنة قبل الحفظ، أو استمعي لقارئ مُجيد، والوسائل كثيرة ومُتاحة. الإشارة الخامسة لا تستعجلي الثمرة ليس المهم في كم حفظت ، المهم كيف حفظت. في ديننا التربية على إتقان العمل، وإجادته، وقليلٌ مُتقَنٌ خيرٌ من كثيرٍ مُترَهِل. تأملي (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا) أحسن، وليس أكثر! ما حُفِظ سريعًا= نُسِيَ سريعًا. ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مكث أربع سنين في تعلُّم سورة البقرة، قال ميمون بن مهران: إن ابن عمر تعلَّم سورة البقرة في أربع سنين. قال الزرقاني مُعلِّقًا: ليس ذلك لبطء حفظه؛ بل لأنه كان يتعلم فرائضها وأحكامها وما يتعلق بها. من دخل بستانًا أو جنة لا يستعجل الخروج منها، وأنتِ حين تحفظين القرآن تعيشين في جنة الدنيا، فلِمَ تستعجلين الخروج؟! الإشارة السادسة لا تقولي فات الأوان مهما كان عمرك، وعملك ووظيفتك؛ فأنت تستطيعين ان تحفظي القرآن كله أو أكثره. أخبار العجائز وكبار السن من روَّاد دور التحفيظ كثيرة ومُبهجة. هذا على صعيد العُمر، أما أصحاب المهن فأخبارهم كثيرة وعجيبة. من لاح له فجر الأجر= هانت عليه مشقة التكليف، قاله ابن القيِّم. الإشارة السابعة: ليس شرطًا أن تحفظي كل القرآن. مما يُزهِّد بعض الناس في حفظ القرآن أنه يعلم من نفسه عدم قدرتها على حفظ القرآن كاملًا، فيترك الحفظ بالكُليَّة! وهذا حرمان للنفس من خير عظيم. لم يحفظ الصحابة كلهم كل القرآن، منهم من حفظ البقرة وآل عمران، ومنهم من حفظ المُفصَّل (من سورة ق إلى الناس)، ولم يحرموا أنفسهم من بركة القرآن بحُجة عدم الاستطاعة. قد لا يُسعفك وقتك لحفظ القرآن كاملًا، وقد تكون ذاكرتك ليست بتلك القوة بسبب تقدم العمر وغيره، فاحفظي وأتقِني ما تقدرين عليه. وتذكري حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِب). الإشارة التامنة: حفظ القرآن للجميع القرآن كتاب هداية للجميع؛ بل إن آيات التدبر خُوطِب بها الكفار، ومن حفظ القرآن غمرته البركة والأجور، ومن يزهد في البركة والأجر؟!! فلا تعتقدي إن كنت مُفرِّطًة –ومن يسلم من التفريط؟- أن حفظ القرآن ليس لك، أو أنكِ لا تصلحين له؛ بل اقتربي منه واحفظيه، وسيكون باب هداية وتغيير للأفضل بإذن الله. حفظ القرآن شرف وفخر ورِفعة في الدنيا والآخرة، وهذه المنزلة يسعى لها المسلم الحصيف، بغض النظر عن التصنيفات. الإشارة الاخيرة: الدعاء. أخَّرتُه لأهميته تأكدي انك لن تحفظي القرآن بمحض جُهدك وقُدراتك. أُعيذك أن تكوني مثل قارون الذي قال (إنما أُوتيته على علمٍ عندي) إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى = فأوَّل ما يجني عليه اجتهاده (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين). كتبه الاخ ماجد الغامدي منتدى صيد الفوائد ( بتصرف يسير) التعديل الأخير تم بواسطة ايان محمد حسين ; 02-02-18 الساعة 01:13 PM |
02-02-18, 07:01 PM | #2 |
معلمة بمعهد خديجة
|طالبة في المستوى الثاني 1 | بمعهد العلوم الشرعية |
سلمت أناملك ِ معلمتنا الغالية وجزاك ِ الله خير الجزاء ونفع بكِ🌼🌼
|
02-02-18, 08:56 PM | #3 |
معلمة بمعهد خديجة
مشرفة في معهد العلوم الشرعية | طالبة في المستوى الثاني 3| |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الوصايا الرائعة لتبدأ مشروع حفظ القرآن الكريم | نفحات بنت محمد الصياد | روضة القرآن وعلومه | 29 | 31-10-13 03:19 PM |
حملة بدعة المولد النبوى الشريف | رقية مبارك بوداني | النشرات الدعوية | 16 | 22-01-12 10:52 AM |