الغيبة

[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
الغيبة محرمة إذا قصد بها التنقص والازدراء والسخرية؛ لقوله تبارك وتعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضًا}، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ذكرك أخاك بما يكره))، أي بشيء هو موجود فيه، وأما إن كان بشيء ليس موجودًا فيه فهو بهتان وكذب.
والمتولي لأمر المسلمين يجب احترامه مهما كان عليه من ملاحظات، وما يقع فيه من الخطأ والانحراف تجب مناصحته فيه، وبيان الحق له، لقول عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق حيث كنا لا نخاف في الله لومة لائم.
وأسلوب السخرية والغيبة ليس بطريق للنصح والبيان، وهؤلاء الذين يسخرون من الرئيس، لو وقفوا أمامه لخافوا من التحدث بذلك، بل لو علموا بوجود من ينقل هذا إليه لما قالوا ذلك.
فالواجب علينا هو أن نتخلق بأخلاق المسلمين، وأن نبين الحق للناس دون سخرية ولا استهزاء، وأن نناصح من ولاه الله أمرنا، وألا نخاف في الله لومة لائم.
والله الموفق