27-10-15, 03:00 AM | #1 |
| طالبة في المستوى الرابع|
|
حظوظ النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال مهم .. نفعني الله و إياكم به. صاحب المقال : الشيخ عبد الملك القاسم . لكن عملت فيه بعض التغيرات . أترككم مع المقال :- الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن تربية النفس وتزكيتها أمر مهم غفل عنه أمة من الناس، ومع انتشار الخير وكثرة من يسلك طريق الاستقامة ويعمل في حقل الدعوة إلا أن البعض يروم الصواب ولا يجده، وينشد الجادة ويتيه عنها، تقطعت به السبل وانبرى له الشيطان فاتخذه مطية له ومركبا سهلا يسير به في لجج الرياء والسمعة والعجب والمباهاة. ولقتل حظوظ النفس هذه، لا بد من التمسك بالإخلاص الذي هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام، قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } [البينة:6] وقال الله عز وجل : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا } [الملك:2] قال الفضيل بن عياض: "هو أخلصه وأصوبه". قال صلى الله عليه وسلم في الحديث العظيم الذي هو أصل من أصول الإسلام : « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى.. » [رواه البخاري ومسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم : « ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه » [رواه الترمذي] قال ابن تيمية رحمه الله : " إن الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمها قدرا وشانا، بل إن أعمال القلوب عموما أكبر وأهم من أعمال الجوارح، ولا يغتر المسلم فإن أداء الطاعة بدون إخلاص وصدق مع الله لا قيمة له ولا ثواب، بل صاحبها متعرض للوعيد الشديد، وإن كانت هذه الطاعة من الأعمال العظام كالإنفاق في وجوه الخير وقتال الكفار وغيرها ". وحتى هذا العلم الذي ينفع الله به البلاد والعباد إذا لم يكن صاحبه صادق الإخلاص لله عز وجل في طلبه، ثم في بذله فإنه متوعد يوم القيامة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة (يعني ريحها) يوم القيامة » [رواه أبو داود] ومن صور تلك الحظوظ المهلكة: أولا: محبة المدح والثناء: فتراه يطل برأسه وترتفع هامته وتشرف نفسه إلى صوت مادح، أو ثناء في مجلس. ثانيا: كثرة الحديث عن أعماله وما لاقاه من كد وتعب ونصب، وهذه قد يكون ظاهرها محبة هذا الدين وبث الحماس لكنها في قرارة النفس إبراز أعمال الشخص وما يلاقيه في سبيل الدعوة، رغبة في رفع مقامه لدى الناس وتصيد قلوبهم وكسب ثنائهم. قال القرطبي- رحمه الله: "حقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادة وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس". ثالثا: نسبة عمل الجماعة إليه، فتراه يحب أن يظهر أمام الرؤساء والمديرين على أنه الرجل الذي قام بالعمل، وهو صاحب الفكر، وهو الذي أشار بالأمر! وقد يستمر به مسلسل الادعاء حتى يقع في خطر أعظم وهو نسبه أعمال إليه لم يقم بها، وينطبق عليه قول الله تعالى : { لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم } [آل عمران:188] رابعا: ذم النفس، يريد بذلك أن يرى الناس أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم، ويمدحونه به وتنطلق الألسنة تثني على تواضعه وما أزهده وما أنبله!!. خامسا: التحدث بكثرة الداخلين عليه والخارجين منه، وأنهم لم يتركوا له وقتا للقراءة وهذه من تلبيس إبليس على العاملين، قال سعد بن عبد الله: "نظر الأكياس في تفسير الإخلاص، فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى، لا يمازجه شيء، لا نفس، ولا هوى، ولا دنيا". سادسا: العجب بالنفس، وأعمالها وتفانيها في خدمة الناس وانه قدم وقدم، ومساء البارحة لم تكتحل عينه بالنوم هما وغما لحال المسلمين، فرحم الله حصين بن عبد الرحمن عندما قال: "أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت". وتأمل في حال من أعجبته نفسه في حلة لبسها، قال صلى الله عليه وسلم : « بينما رجل يتبختر في حلة قد أعجبته نفسه إذ أمر الله الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة » [متفق عليه] سابعا: استغلال الفرص لإبراز الأعمال، وإن كان من أهل مغاسل الأموات بدأ حديثه بخمسة عشرة جنازة غسلها في يوم واحد، ثم نقلك بحديثه إلى السدر والكافور لكنه ليس مذكرا ومخوفا! بل مدعيا مباهيا. والآخر مما يعلمون في نصح الناس يسرد لك الأمر سردا، ثم يضاعف الأرقام مضاعفة عجيبة وكيف اهتدوا على يديه! ثامنا: ذكر تقدير العلماء والمشايخ له، وأن فلانا من طلبة العلم خصني بحديث لا يعرفه أحد، وأن فلانا من العلماء سألني عن كذا وكذا وقام وودعني بنفسه! قال محمد بن واسع: "إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به". تاسعا: ذم الآخرين لإبراز نفسه ووجه نظره، فلو كنت مكان فلان ما فعلت، ولماذا الاستعجال، الأمور تؤخذ بعقل.. ثم يسرد لك موقفا يظهر فيه نفسه وكيف تصرف بحكمة واتزان وأنهى الأمر حسب ما يراه! قال بعض العلماء: آفة العبد رضاه عن نفسه . وفي وسط هذه المهلكات- والعياذ بالله- تبرز صور مشرقة لأهل الإيمان ممن قتلوا حظوظ النفس.. فما أجمل صورة ذلك المؤمن الذي يعمل ويكره أن ينسب إليه شيء. أخي المسلم: كل عملك الذي تقدمه فهو قليل في جنب الله وإن ظهر لك مثل الجبال. فاجمع على قلبك الخوف والرجاء وتذكر قول ابن عوف: "لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل عنك أم لا؟! إن عملك مغيب عنك كله". واحفظ عملك بالإخلاص، واكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك، وأبشر بخير عظيم بإذن الله . |
27-10-15, 08:54 AM | #2 | |
| طالبة في المستوى الأول |
|
جزاكِ الله خيراً و بارك فيك أختي
اقتباس:
|
|
28-10-15, 01:27 AM | #3 |
| طالبة في المستوى الرابع|
|
حياك الله أختي بنان ..
و إياك و فيك بارك الله. |
29-10-15, 12:06 PM | #4 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
مشاركة قيمة أختي/ منيرة .. بوركتِ
حُقَّ لمن يقرأها أن يتحسس قلبه، والله المستعان |
29-10-15, 02:52 PM | #5 |
| طالبة في المستوى الرابع|
|
حياك الله أختي أروى ~
بارك الله فيك. |
16-11-15, 01:24 PM | #6 |
~مستجدة~
|
جداً جميل المقال جزاك الله خيراً
شُكراً لكِ |
17-11-15, 12:16 AM | #7 |
| طالبة في المستوى الرابع|
|
حياك الله أختي سحر ..
و إياك ؛جزاك الله خيرا . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تدريبات مهمة في اطالة النفس | رقية مبارك بوداني | روضة القرآن وعلومه | 28 | 02-12-15 06:06 PM |
تزكية النفس ... | رقية مبارك بوداني | روضة التزكية والرقائق | 1 | 11-06-13 12:25 PM |
قواعــد لفهم طبيــعة النفس من القرآن والسنه | نور الهدى 1 | روضة التزكية والرقائق | 6 | 12-05-13 12:27 AM |
حظوظ النفس | حنان المرجان | روضة التزكية والرقائق | 1 | 06-03-11 03:43 AM |