العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة المتحابات في الله

الملاحظات


روضة المتحابات في الله للترحيب بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-,تواصل أخوي، مناسبات..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-14, 03:06 AM   #1
وصال خليفة
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني1 |
Pencel ~ من خصال الإيمان العظيمة؟!





الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أمّا بعد:

روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))[1].

هذا الحديث الشريف من الأحاديث العظيمة التي عليها مدار الدين، ولو عمل الناس به لقضى على كثير من المنكرات والخصومات بين الناس، ولعمَّ المجتمع الأمن والخير والسلام، وهذا يحصل عند كمال سلامة الصدر من الغل والغش والحسد، فإن الحسد يقتضي أن يكره الحاسد أن يفوقه أحد في خير أو يساويه فيه؛ لأنه يحب أن يمتاز على الناس بفضائله ويتفرد بها عنهم، والإيمان يقتضي خلاف ذلك، وهو أن يشركه المؤمنون كلهم فيما أعطاه الله من الخير، من غير أن ينقص عليه من ذلك شيء[2].

وهذا من خصال الإيمان العظيمة.

روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاَلْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلى النَّاسِ الَّذِي يُحبُّ أَنْ يُؤْتَى إِليَهِ))[3].

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا أَبَا ذّرِّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفاً، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي؛ لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ))[4]. وإنما نهاه عن ذلك لما رأى من ضعفه، وهو - صلى الله عليه وسلم - يحب هذا لكل ضعيف، وإنما كان يتولَّى أمور الناس لأن الله قوَّاه على ذلك، وأمره بدعاء الخلق كلهم إلى طاعته، وأن يتولَّى سياسة دينهم ودنياهم.

وكان محمد بن واسع يبيع حماراً له، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه، وهذا إشارة منه إلى أنه لا يرضى لأخيه إلا ما يرضى لنفسه، وهذا كله من جملة النصيحة لعامة المسلمين، التي هي من جملة الدين.

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شاباً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه، مه، فقال: ((ادنه))، فدنا منه قريباً، قال: فجلس، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أتحبه لأمك؟)) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم))، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أفتحبه لابنتك؟)) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم))، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أفتحبه لأختك؟)) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم))، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أفتحبه لعمتك؟)) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعماتهم))، قال - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أفتحبه لخالتك؟)) قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم)) قال: فوضع يده عليه، وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه))، قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيءٍ[5].

قال ابن رجب: "وينبغي للمؤمن أن يحزن لفوات الفضائل الدينية، ولهذا أُمر أن ينظر في الدين إلى من فوقه، وأن يتنافس في طلب ذلك جهده وطاقته، كما قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين: 26]، ولا يكره أن أحداً يشاركه في ذلك، بل يحب للناس كلهم المنافسة فيه، ويحثهم على ذلك، وهذا من تمام أداء النصيحة للإخوان، فإذا فاقه أحد في فضيلة دينية، اجتهد على لحاقه، وحزن على تقصير نفسه وتخلفه عن لحاق السابقين لا حسداً لهم على ما آتاهم الله، بل منافسةً لهم وغبطة وحزناً على النفس؛ لتقصيرها وتخلفها عن درجات السابقين، وينبغي للمؤمن أن لا يزال يرى نفسه مقصراً عن الدرجات العالية مستفيداً بذلك أمرين نفيسين:

الاجتهاد في طلب الفضائل والازدياد منها، والنظر إلى نفسه بعين النقص، وينشأ من هذا أن يحب للمؤمنين أن يكونوا خيراً منه؛ لأنه لا يرضى لهم أن يكونوا على مثل حاله، كما أنه لا يرضى لنفسه بما هي عليه، بل هو يجتهد في إصلاحها.

وقد قال محمد بن واسع لابنه: أَمَّا أبوك فلا كثَّر الله في المسلمين مثله، فمن كان لا يرضى عن نفسه، فكيف يحب للمسلمين أن يكونوا مثله مع نصحه لهم؟! بل هو يحب للمسلمين أن يكونوا خيراً منه، ويحب لنفسه أن يكون خيراً مما هو عليه[6] ا هـ.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إني لأَمُرُّ على الآية من كتاب الله، فأَوَدُّ أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم".

وقال الشافعي رحمه الله: "وددت أن الناس تعلّموا هذا العلم، ولم يُنَسب إليَّ منه شيء".

والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اللَّهُمّ صَلّ علَى مُحمَّد وعلَى آل مُحمَّد كما صَلّيت علَى إِبْرَاهِيمَ وعلَى آل إِبْرَاهِيمَ وبارك علَى مُحمَّد وعلَى آل مُحمَّد كما باركـت علَى إِبْرَاهِيمَ وعلَى آل إِبْرَاهِيم، فى الْعَالَمِين إِنَّك حَميدٌ مَجِيدٌ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ص26 برقم 13، وصحيح مسلم ص 50 برقم 45. [2] جامع العلوم والحكم، لابن رجب، ص 147، بتصرف.

[3] ص770، جزء من حديث رقم 1844.

[4] ص763، برقم 1826.

[5] (36/440) برقم 22211، وقال محققوه:إسناده صحيح (صححه الألباني).

[6] جامع العلوم والحكم، ص148- 149.


- شبكة الألوكة الإسلامية -


"سُبحانكَ اللّهمّ وبحمدكَ، أشهدُ ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك"





توقيع وصال خليفة
° قال ابن تيمية -رحمه الله- : "إذاكانت الفطرة مستقيمة على الحقيقة منورة بنور القرآن. تجلت لها الأشياء على ما هي عليه وانتفت عنها ظلمات الجهالات فرأت الأمور عيانا"...(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)
وصال خليفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-14, 12:53 PM   #2
فاطمة سالم
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية|
افتراضي


بوركتِ أخيّتي الحبيبة والغالية الروض الريَّان على الموضوع القيم والمفيد .

استفدنا من شرح شيخنا حمد المري حفظه الله ونفع به لحديث أنس رضي الله عنه (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ....)
أن نفي الإيمان هنا هو نفي لكمال الإيمان الواجب ، وليس المستحب .
كما أنه ليس نفيًا لكل الإيمان وإنما لكماله ؛ وعلى قدر إيمان العبد يكون محبته لإخوانه ما يحبه لنفسه ، وهذا لا يتنافى مع التنافس في الخيرات كما قال تعالى :﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾[ المطففين:26 [

والصحابة رضوان الله عليهم ضربوا أروع الامثلة في محبة الخير لإخوانهم حتى قال الله فيهم {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}‏ سورة الحشر الآية 9



توقيع فاطمة سالم



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة سالم ; 16-05-14 الساعة 12:55 PM
فاطمة سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-05-14, 12:35 AM   #3
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

بارك الله فيكِ أختي المباركة "الروض الريان"
وجزى الله الكريمة "أم سعد" خيرًا على الإضافة القيمة
بوركتما
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروض الريان مشاهدة المشاركة
وقد قال محمد بن واسع لابنه: أَمَّا أبوك فلا كثَّر الله في المسلمين مثله، فمن كان لا يرضى عن نفسه، فكيف يحب للمسلمين أن يكونوا مثله مع نصحه لهم؟! بل هو يحب للمسلمين أن يكونوا خيراً منه، ويحب لنفسه أن يكون خيراً مما هو عليه[6] ا هـ.
أوجعتني!
رحمه الله وعفا عنا



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 06:10 PM   #4
أم العبادلة السلفية
|مستجدة في المستوى الأول |
افتراضي

بارك الله فيك أختي وجزاك الجنان
أم العبادلة السلفية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-15, 02:27 AM   #5
وصال خليفة
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سعد الجزائرية مشاهدة المشاركة

بوركتِ أخيّتي الحبيبة والغالية الروض الريَّان على الموضوع القيم والمفيد .

استفدنا من شرح شيخنا حمد المري حفظه الله ونفع به لحديث أنس رضي الله عنه (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ....)
أن نفي الإيمان هنا هو نفي لكمال الإيمان الواجب ، وليس المستحب .
كما أنه ليس نفيًا لكل الإيمان وإنما لكماله ؛ وعلى قدر إيمان العبد يكون محبته لإخوانه ما يحبه لنفسه ، وهذا لا يتنافى مع التنافس في الخيرات كما قال تعالى :﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾[ المطففين:26 [

والصحابة رضوان الله عليهم ضربوا أروع الامثلة في محبة الخير لإخوانهم حتى قال الله فيهم {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}‏ سورة الحشر الآية 9
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيكِ باركَ الله أختي الحبيبة الغالية "أم سعد" وفي إضافتكِ القيّمة ونفع بكِ.

اقتباس:
قال ابن رجب: "وينبغي للمؤمن أن يحزن لفوات الفضائل الدينية، ولهذا أُمر أن ينظر في الدين إلى من فوقه، وأن يتنافس في طلب ذلك جهده وطاقته، كما قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
وصال خليفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-15, 02:30 AM   #6
وصال خليفة
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَوْبــَــــة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ أختي المباركة "الروض الريان"
وجزى الله الكريمة "أم سعد" خيرًا على الإضافة القيمة
بوركتما
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيكِ باركَ الله أختي الحبيبة الغالية "أوبة".
اللهم آمين
اقتباس:
وينبغي للمؤمن أن لا يزال يرى نفسه مقصراً عن الدرجات العالية مستفيداً بذلك أمرين نفيسين:
1- الاجتهاد في طلب الفضائل والازدياد منها.
2- النظر إلى نفسه بعين النقص، وينشأ من هذا أن يحب للمؤمنين أن يكونوا خيراً منه؛


وصال خليفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-15, 02:32 AM   #7
وصال خليفة
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم العبادلة السلفية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختي وجزاك الجنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم آمين.
وفيكِ بارك الله أختي الكريمة وجزاكِ الجنة.
وصال خليفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العقيـــــدة الصحيحـــــــةوما يضادها للشيخ : ابن باز رحمه الله سلفية على المنهج روضة العقيدة 2 01-11-08 02:44 PM


الساعة الآن 02:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .