06-09-06, 06:42 AM | #1 |
أم مالك المصرية
|
لمن نقرأ ؟
يدعو البعض إلى القراءة لكل شخص ويقول: اقرأ كل ما وقع في يدك، وقد يكون هذا المنطق مناسباً لفئة معينة من القراء، أما نحن في هذه المرحلة فأرى أن نختار ما نقرأ وأن نعتني به، وألا نقرأ لأي كاتب أو أي عنوان لأمور عدة:
أولها: أن المرء حين يقرأ بعض ما كتبه أولئك الذين قد دونوا بعض زلاتهم وشطحاتهم قد يقع فيها من حيث لا يشعر، ويوصي بذلك العلامة ابن القيم رحمه الله حين تحدث عن الخوارج في قصيدته الكافية الشافية وضلالهم ،قال: [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,6,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] يامن يظن بأننـــــا حفنا عليهم=كتبهم تنبيك عن ذا الشـان فانظر ترى لكن نرى لك تركـهــا=حذراً عليك مصائب الشيطان فشبــــــاكها والله لم يعلق بها=من ذي جناح قاصر الطيران إلا رأيت الطير في قفص الـــردى=يبكي له نوحٌ على الأغصان ويظل يخبط طــــــالباً لخلاصه=فتضيق عنه فرجة العيـدان والذنب ذنب الطير خلا أطيب الثــ=مرات في عا من الأفنــان وأتى إلى تلك المزابل يبتغي الـــ=فضلات كالحشرات والديدان ياقوم والله العظيم نصيــــــحة=من مشفق وأخ لك مـعوان جربت هذا كـلـه ووقــعـت في =تلك الشباك وكنت ذا طيران حتى أتاح لي الإله بفضلـــــه=من ليس تجزيه يدي ولساني فـالله يجزيه الذي هو أهلــــه=من جنة المأوى مع الرضوان أخذت يداه يدي وســـار فلم يرم=حتى أراني مطلع الإيمــان ورأيت أعلام المدينة حولهــــا =نزل الهدى وعساكر القرآن[/poem] إنه يشبِّه حال هذا الذي يقرأ هذه الكتب بذاك الطير الذي يترك الثمرات العالية، ويأتي إلى أسفل الشجر؛ فقد يدخل في شباك فيحاول أن يخرج فيخفق، والطائر حين يدخل في الشباك ويخفق تزيد الشبكة التواءً عليه حتى لا يستطيع الطيران. فهذا حال من يقع في الشبه، فهو يقع في شبهة من الشبه ثم يبحث لها عن حل، ثم يقع في شُبهة أخرى ويبحث لها عن حل، حتى يصبح غارقاً في الشبه، فلا يكاد يقرأ إلا وعرضت له شبهة، ولا يكاد يسأل إلا مورداً لشبهة. ثانياً: إننا حين نقرأ تراجم أهل العلم نرى أن هناك من أهل العلم من بلغ منزلة عالية في العلم والتحصيل، ومع ذلك وقع في بعض البدع ووافق أهل البدع في بعض ما دعوا إليه، وحين يقع أولئك في بعض هذه البدع فهذا يدل على أننا - نحن الذين أقل منهم حظاً وتحصيلاً - عرضة أيضاً لأن نقع فيما وقعوا فيه، بل أكثر منهم. ثالثاً: كتب أهل السنة وأهل المعتقد السليم فيها الغنية والكفاية والبركة، وبخاصة حالنا مع القراءة، فلو أننا قرأنا الكثير مما كتبه أهل السنة، وبعد ذلك لم نجد ما نقرأه، حينها قد يسوغ لنا أن ننتقل إلى المرحلة الأخرى، ولا أظن أبداً أننا قد قرأنا أكثر ما نحتاج إليه فلم يتبق لنا إلا هذا النوع من القراءة. رابعاً: لقد كان السلف ينهون عن ذلك، وكانوا يوصون بحرق كتب أهل البدع والضلال، ولعل فيما أوردناه من كلام الحافظ ابن القيم رحمه الله خير شاهـد ودليل على ذلك. رابط المقال |
06-09-06, 07:13 AM | #2 |
~ وقــف لله ~
حفيدة خديجة رضي الله عنها |
سبحان الله ..جزاك الله خيرا يا أمة الله على هذه الفائدة القيمة .. نفعنا الله بها وإياك ..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|