العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > كوني داعية

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-12, 07:26 PM   #21
شذى الورد
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 18-06-2012
المشاركات: 3
شذى الورد is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرا
شذى الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-12, 04:47 PM   #22
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

الاستشارات الخاصة
وسنقسمها قسمين:
1- الأسئلة المحرجة المشروعة
2- الأفعال غير المشروعة: كالعشق المحرم، ارتياد المواقع الإباحية، العلاقات المحرمة...الخ

ونبدأ بالقسم الأول:
(59)
تعلم الأحكام الشرعية التي نحتاجها يوميا
وهو أمر لا يخص المستشارين فحسب بل لابد من نشر هذا العلم
فأحكام الحيض والنفاس والعلاقة الزوجية وأسباب الغسل ونواقض الوضوء وفقه الطهارة بالكامل هو مما ينبني عليه صحة الصلاة التي هي ركن الإسلام وعموده.
فإن كان فقه هذا الباب مهم للجميع فهو لمن يتصدر للاستشارات أهم.

(60)
الرد على هذه الأسئلة ليس مثار سخرية ولا تنقص من السائل ولا تندر عليه، ولا يبنغي أن يتخذ كوسيلة للضحك واللعب
ولا هو سبب للحرج
ففي رواية البخاري : أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض . فأمرها كيف تغتسل ، قال : خذي فرصة من مسك فتطهري بها .


قالت : كيف أتطهر ؟

قال : تطهري بها

قالت : كيف ؟

قال : سبحان الله ، تطهري .

فاجتبذتها إلي ، فقلت : تتبعي بها أثر الدم .
وفي رواي مسلم قالت: "نعم النساء نساء الأنصار ! لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "

ولعل هذا الحديث يؤكد أهمية أن يكون المستشار من جنس المستشير.

(61)
الإجابة لابد أن تكون مفصلة بقدر الحاجة ويؤكد على حسن فهم السائل للإجابة
وهذا وإن كان عاما في جميع الأسئلة لكن حاجته ها هنا أشد

(62)
إجابة رزينة هادئة بنبرة طبيعية
يزاد فيها ما يحتاج إليه السائل دون أن يطرحه ..فلعله لم يطرحه حياء
وأتذكر قول إحدى الأخوات تمدح الأستاذة نبيلة زوج الشيخ عمرو عبد اللطيف تقول: "سألت عن حكم الإفرازات داعيات كثيرات، وكن يتهربن من الإجابة وكنت أحاول صياغة السؤال بأساليب مختلفة لعلي أظفر بإجابة
فجئت إليها وسألتها حديث الماء من الماء؟
فأجابتني إجابة مفصلة واضحة وزادت على السؤال وكأنها عرفت ما أسأل عنه دون أن أفصح، وكان صوتها طبيعيا جدا وتتحدث في المسألة بأسلوب علمي بحت، مما أزال حرجي فسألت حتى شفيت جهلي." اهـ

(63)
يراعى استخدام الألفاظ الشرعية فهي غير خادشة للحياء




القسم الثاني:
(64)
أول شيء لابد من تكرار التنبيه عليه هو ربط المدعو بالاستعانة بالله وحسن الافتقار إليه، وأن يكرر الدعاء ألا يكله الله إلى نفسه طرفة عين
فالبعض قد يحاول دعم ثقته بنفسه بزعم أن هذا الشخص بعد أن وقع في هذا الجرم سيكون بحاجة لدعم الثقة بالنفس والشعور أنه قادر على ترك هذه الأفعال المشينة
في الواقع هذا هو أقصر طريق للفشل!

(65)
لابد أن يكون المستشار عالما بحكم ما يتحدث عنه من الناحية الشرعية
فإن لم يكن فلا يخض في الأحكام الشرعية دون علم، والأفضل تعلم ذلك لمن لا يعلم.

(66)
لابد من معرفة المضار البدنية والنفسية والمجتمعية المتعلقة بكل فعل وتوضيحها بأسلوب لائق
وأفضل الأساليب هو الحوار بحيث ينطق بها المستشير بنفسه ويستنبطها بنفسه فيكون وقعها عليه أشد

(67)
لا نصل بحد الرجاء إلى التمنى
ولا نصل بالتشنيع إلى القنوط واليأس
فنحن بحاجة إلى بيان شناعة كل "فعل" وحكم الشرع فيه ومضاره، مع التذكير بباب التوبة والرجاء المفتوح "للفاعل"

(68)
إخراج صاحب المشكلة من العوالم الافتراضية
من خيال وانترنت ....الخ
ودفعه إلى الدور والمساجد والمساهمة والمشاركة في الأعمال الخيرية العملية وليس مجرد دفع المال.

(69)
حثه على بذل جهد عضلي يومي مناسب يساعد على الخروج من العوالم الافتراضية لا سيما الخيال
بحيث لا يدخل فراشه ليلا إلا وهو نائم فعليا

(70)
مساعدته على اختيار الصحبة الصالحة، والبعد عن الصحبة السيئة التي تعرقل طريق التوبة
ولنا في حديث قاتل المئة أسوة حسنة

(71)
التنبيه على التدرج وهذا خاص بالمستشار فلا يدفعه دفعة شديدة متحمسة ثم يفتر سريعا
لأن الغالب على الحالات أن يحدث فيها انتكاسات
فلابد للمستشار أن يعي ذلك جيدا ولا يحاول اللعب على أوتار العاطفة فحسب فيكون الشخص معه متحمسا ثم يفتر بعد الحديث. فيسبب له إحباط شديد.

(72)
التوطئة لمنع الانتكاس لا تكون بالتنبيه على المستشير أنه سينتكس...هذا يسبب إحباط
ولكن يكون بغرس مستمر للمراقبة والمحاسبة والخوف من الله تعالى في نفس المستشير
مع دعم الرجاء
في لحظات معينة قد نحتاج إلى رواية أحاديث المرتد في توبته مع شرحه ولكن لا ننصح بالبدء في ذلك قبل حدوث الانتكاس الفعلي.

إن إثارة حب الله في القلوب، والشوق إلى لقائه والكلام على الجنة من الأمور التي تعلي الهمم وتعين على عدم الانتكاس
كذلك قصص التائبين وحسن خاتمتهم، والأمل في أن التائب قد يكون حاله أفضل منه قبل التوبة.

(73)
غير مسموح بالاستفاضة في تفاصيل الأحداث مما لا يعين على المساعدة
فهذا لا يزيد عن كونه تهييج للمستشير وتذكير للمعصية ومباهاة بها وهو من قبيل المجاهرة ولا شك
كذلك فهذا يقربها ويسهلها ويجعلها مألوفة عادية مما يسرع عملية الانتكاس
وهو يضر أيضا المستشار ضررا بالغا في دينه.

(74)
لابد أن يكون للمستشار نظرة ثاقبة يستعين فيها بربه، وينظر هل المستشار بحاجة إلى عطف أو توبيخ؟ رجاء أم تخويف؟
وليكن هذا بعيدا كل البعد عن الهوى والنظرة الشخصية والغضب أو الشفقة الصادرة تلقائيا من المستشار.
وفي الاستشارات المكتوبة يكون من السهل أن يقرأ المستشار المشكلة عدة مرات ثم إن وجد في نفسه إنفعال من غضب أو شفقة يتركها قليلا ثم يعاود القراءة أو الرد.

(75)
عند معرفة أن الانتكاس قد تكرر أكثر من مرة لابد من البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الانتكاس ودراستها ووضع اليد على نقاط الضعف وترميمها
إذا لم يكن في المقدرة فعل ذلك، فيعلم صاحب المشكلة كيف يضع يده بصدق على هذه الأسباب ويرممها إن كان يريد فعلا الخروج من المشكلة.
أما إن كان السبب هو أن المستشير لا يريد الخروج من مشكلته.. فلا يلومن إلا نفسه.. ولا تذهب نفسك عليهم حسرات.

(76)
كثيرا ما يقع أصحاب هذه الاستشارات في الكذب لمداراة حجم المشكلة، إن كان التعامل لا يضره ذلك والعلاج يسير بسلاسة فلا بأس وقد ذكرنا هذا سابقا... لا تريق ماء وجهه
لكن في حالة تكرر الانتكاس فلابد من معرفة الأبعاد المتعلقة بالمشكلة بصورة أدق ومن المهم عندها دعم وتأكيد أن المستشار غرضه المساعدة وأنه لا يمكن أن يحتقره أو يفضحه، وأن المستشير ليس بحاجة أن يرتدي أمامه أقنعة تظهره بمظهر جيد لأن هذا لا يساعد كليهما على الوصول للحل.

(77)
في هذا المجال لابد أن يعرف أن هذا الحديث عمدة في المسألة:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ." متفق عليه
فلا ينبغي أن يقع المستشار في زلة الحديث عن أن الشهوات أمر دنيء أو أن الذي لديه شهوة هو شيطان مما هو أقرب لدين النصارى منه إلى الإسلام
الإسلام راعى الشهوة وجعلها مقننة وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع هذه الأمور بأسلوب واقعي
فمن التشريع للزواج بأكثر من امرأة
إلى تشريع الطلاق وإمكانية التزوج مرة أخرى بشخص آخر
إلى الصيام لمن لم يستطع
إلى حيوية هذا الدين بحيث يظل الشباب دائما نساء ورجال في همة وجهد للعمل على رفعة هذا الدين مما يهذب الشهوات

يتبع بـــ مطالعة كتب علم النفس ودورات التنمية



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-12, 10:08 PM   #23
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

مطالعة كتب التنمية البشرية وعلم النفس

-- 78
لا ينبغي أن نرفض ابتداء مطالعة هذه الكتب والمراجع للاستفادة منها
ولكن كذلك لا ينبغي أن تكون هي المراجع الرئيسية في التحصيل ولا ينبغي الاعتماد عليها اعتمادا رئيسيا أو كليا.
بمعنى أن يكون القارئ على وعي جيد وعلم شرعي صحيح قبل أن يشرع في قراءتها بعقلية نقدية منصفة تعرف كيف تستخلص ما يفيد دون أن تتأثر بما يضر.

-- 79
هذه الكتب والمراجع مبنية على نظريات ودراسات ميدانية أجريت على أرض غير أرضنا وبيئة غير بيئتنا أو على الأقل أجراها قوم يفكرون بنمط نابع من بيئة غير بيئتنا وثقافة تختلف جذريا عن ثقافتنا
فالحياة التي تحكمها المادة ولم تعرف الإسلام تختلف عن حياتنا حتى لو كنا لا نعيش في دول إسلامية تلتزم بالإسلام الصحيح...يكفي أن أذكركم أننا نسمع الآذان، والقرآن!!

-- 80
لابد من الاحتراز
فهناك من أدمن تصديق كل ما هو مكتوب في هذه الكتب فتسبب في استيراد مشاكل لم تكن في مجتمعاتنا

--81
إن من يدرس السيرة بتفاصيلها دراسة عميقة متأملا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته
ومن يدرس القرآن وتفسيره والسنة وشرحها قد لا يحتاج إلى أكثر من الاطلاع على الخطوط العريضة...أو حتى يمكننا أن نقول أنه لا يحتاج للاطلاع إلا لمعرفة فكر القوم فحسب.

فالقرآن شفاء الروح ينقي القلب وينشرح به الصدر
وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها طرق ووسائل أفضل بكثير من كتب علم النفس وأكثر ملائمة للنفس البشرية

--82
لابد أن نعرف جيدا أن كثيرا ممن ألف في أبواب :" كيف تكون سعيدا" انتحر...

إنهم لم يستطيعوا شراء السعادة لأنفسهم لأنهم اعتمدوا على سعادة زائفة...
لم يعرفوا كيف تتناغم النفس البشرية وتتصالح مع نفسها مثلما علمنا القرآن
فإن هرقل وصف أهل الإيمان فقال:"وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فزعمت أن لا ، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد

--83
إن كتب التنمية البشرية ودوراتها الجاد منها يعتمد بالأساس على تنمية الأسباب وتهمل اعتماد القلب على الله - إلا من رحم ربي
وكثير منها يعتمد على بيع الوهم
ولأصحابها هيئة وسمت يختلف عما أراد الشرع منا الوصول لها فلابد من الانتباه لهذا جيدا
إن قراءة كتاب واحد من كتب ابن القيم يغني عن ألف كتاب من كتب التنمية البشرية وعلم النفس

ففي حين يعالج ابن القيم أعمال القلوب معتمدا على الكتاب والسنة ...نجد الكتب الأخرى تشرق وتغرب يمنة ويسرة

-- 84
إن التوكل والإيمان بالقدر والانكسار والتذلل والافتقار والاستعانة والخضوع والاستسلام والتواضع والاعتزاز بالشريعة وعزة المسلم على الكافر مع القسط إليه والإحسان، وذلته على المؤمن ولو اختلف معه.وغير ذلك مما قررته الشريعة الغراء...كلها معان سامية لا تعرفها كتب علم النفس والتنمية كما ينبغي.
رغم أن هذه المعاني تقي صاحبها تداعيات نفسية كثيرة نحن أحوج ما نكون لتجنبها ابتداء.
فإن الإسلام جاء ليخلص العباد من عبادة العباد ليرتقي بهم إلى عبادة رب العباد
والثقافة المادية اعتمدت أساسا على التخلص من عبادة رب العباد للتردي في عبادة المادة والذات والاعتماد على الأسباب

إن الدين الذي بأمر واحد يجعل من جمع فوضوي يتراص صفوفا مستقيمة بمجرد إقامة الصلاة هو دين رب عليم بما يصلح العباد نفوسا وأبدانا


--85
لابد من اليقين في سنن الله الكونية
فالغرب وإن بدا براقا بحضارته المادية ففي الواقع المرير قد تفشت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في أسلافهم سواء النفسية أو البدنية
ففي حين أننا لا نسمع مصطلح "قاتل تتبعي" في بلاد العرب والإسلام، فإن هذا المصطلح معروف جيدا في بلاد الغرب.

والمقارنات لا تنضب بيينا وبينهم غير أن الإعلام وما أصاب الدول الإسلامية من وهن وهزيمة نفسية هو ما يجعل هذه الكتب لها رواجا بيننا


--86
أعجب لمن ترك الكتاب والسنة واتخذ هذا الغثاء نبراسا ومنهجا يتعبد في محرابه ثم ينظر في الكتاب والسنة فما وافق ما وجده هنالك أخذه وما عارضه طرحه.

إن الواقف على أرض الكتاب والسنة بهدي السلف الصالح ثم يطلع على هذه الأشياء فيستفيد منها بمقدار منصف يختلف تماما عن الصورة الأولى.

كما قال الرازي بعد أن جرب طرق أهل الكلام:
نهاية إقدام العقول عقال ....وأكثر سعي العالمين ضلال
وأروحنا في وحشة من جسومنا .....وغاية أمرنا أذى ووبال
ولم نستفد من سعينا طول عمرنا .....سوى أن جمعنا فيه قيل وقال

ثم اعترف أنه لا كلام بعد كلام الله يشفي الصدور


يتبع بالكلام عن الوسواس
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-12, 04:20 AM   #24
هادئه الطباع
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاكن الله خيرا ونفع بكن
هادئه الطباع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 03:11 PM   #25
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

الوسواس

-- (87)
إن أول ما ينبغي معرفته عن الوسواس أنه كلما اشتدت المقاومة كلما اشتد الوسواس!!
وإن أحسن العلاج بعد حسن الاستعانة بالله هو عبقرية التجاهل!

قال النبي صلى الله عليه وسلم:"يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ، من خلق كذا ، حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" رواه البخاري

فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فليقاومه أو فليجادله أو فليقارعه بالحجة بل قال فلينته والانتهاء هو قمة التجاهل

وهذا يجعل من المهم بمكان التفريق بين ..

-- (88)
فرق بين الوسواس والشبهة
فالوسواس يعرف صاحبه جيدا أنه يرفضه وأنه خطأ وأن هذا الذي يلقى في نفسه يضيق به صدره
وغالبا لديه إجابة
ولكن كثرة تردد الوسواس في صدره لا تجعل إجابته شافية له.

أما الشبهة فهو لا يعرف إجابتها ويحتاج للسؤال عنها.


-- (89)
الوسواس أنواع
فأشهر نوع هو وسواس الطهارة

ومنه ما هو معروف السبب والذي يكون علاجه تعلم أحكام الطهارة، ومعرفة أن اليقين لا ينتقض بالشك
وهو نوع خفيف جدا وعلاجه يسير بمجرد تعلم الحكم الشرعي مع قليل من التجاهل له

ومنه ما ليس له سبب ولا يعالج بمجرد التعلم
مثل تكرار غسل الأيدي بصورة مرضية أو الشعور بالحاجة لتكرار فعل معين دون سبب مقنع

قد يحتاج الأمر لزيارة طبيب نفسي على أن يكون عالما بالشرع غير أنني لا أحبذ التسرع في ذلك، وربما كانت الاستشارت الودية أقرب وأفضل، وإنما ذلك لعلة قد لا ينتبه إليها البعض ولو كان من المتخصصين، حيث أن العرف العام في بلاد العرب أن الذهاب للطبيب النفسي "مشكلة" وقد يتسبب هذا الشعور لدى البعض في زيادة الوسواس لشعوره بتفاقم المشكلة، مع اتفاق الجميع أن أكثر ما يحتاج إليه الموسوس هو "فن التجاهل"

وهناك نوعان من المعالجين:
من يهتم بالعلاج المعرفي وهو نوع حوار مسلسل بطريقة معينة هدفه الإقناع
ومن يهتم بالعلاج الدوائي


-- 90
نوعية الطعام قد تكون سببا في نقصان بعض العناصر المهمة التي يؤدي نقصانها إلى اضطراب معين في الفكر يؤدي إلى الوسواس

وهناك بعض الأمراض العضوية والنفسية المرتبطة بقضية الوسواس أيضا

فمن المهم أن ينصح صاحب الوسواس بالمحافظة على الأطعمة المفيدة والرياضة كلما أمكن.


-- 91
الإيحاء قد يساعد الموسوس على الشفاء بإذن الله!

فكثيرا ما يعالج الموسوس نفسه بنوع طعام معين يظن أنه يحدث له التوازن المطلوب فيذهب عنه الوسواس!



-- 92
الحزن يزيد الوسواس، والتفاؤل والأمل يقلل منه أو يطرده تماما

وهذا العلاج نجده واضحا جدا في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم حينما شكا إليه أصحابه
إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به .

قال : " وقد وجدتموه ؟ "

قالوا : نعم .

قال " ذاك صريح الإيمان " رواه مسلم

وفي الحديث الآخر:"سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة .

قال : " تلك محض الإيمان " .رواه مسلم

فانظر كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: وقد وجدتموه؟؟ كأنه شيء منتظر وعلامة صحة
ما هو تأثير هذه الكلمة على صاحب الوسواس؟؟
يذهب عنه الحزن
يشعر بالراحة : هو يسير في الطريق الصحيح
ثم البشرى أنها محض الإيمان وصريح الإيمان كم تبث في القلب من الانشراح والسعادة؟؟


-- 93
إن فن التجاهل ينفع جدا إذا تعلم المرء كيف يوجه فكره لشيء آخر أشد بريقا وجذبا له
فلابد من تعليم الموسوس كيف يصرف أفكاره إلى أمور أخرى كذكرى بهيجة لديه مثلا

إذا لم يكن في استطاعته أن يصرف فكره فــــــ


-- 94
يحرص على عدم الجلوس وحده أوقاتا طويلة

فيحاول دائما أن يتواجد مع أفراد عائلته أو أصدقائه ويحاورهم ويتحدث معهم في أمور مهمة ومفيدة.


-- 95
من أنجح الطرق في علاج الوسواس الشهير للرياء هو المراغمة والشعور بالتحدي والحرب

ذلك أن المرء إذا عمل طاعة يهاجمه الوسواس يقول "أنت مراء"
فليكن أبلغ رد عليه أن يطيل في طاعته ويزيد عما عزم عليه.
وليستحضر أنها مراغمة للشيطان وحزنا له فيكف شيطانه عن الوسوسة لأن الهدف كان صرفه عن العمل فإذا وجد منه الزيادة خنس بإذن الله تعالى.

وسئل الشيخ الشنقيطي عن رجل لا يدري أيعمل العمل لله أو لغيره.
فقد بدأ بالصمت لحظة وكأنه صمت تعجب
ثم قال
"لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف لا يدري؟؟
فهو نوع من تلبيس إبليس عليك يلبس ويشكك على الإنسان هل نيته لله أو لغيره
"

قلتُ: يعضد التعجب ويستنكر ....وهذه الجزئية تعضد وتثبت أن ما يحدث للسائل هو (وسواس) فقط وليس شيئا آخر .

ثم قال:" إذا وجدت في نفسك هذا التشكيك فغظ الشيطان قل ما هي مشكلة من الآن أن أرجو وجه الله ولو كنت لم أقصد وجه الله فأستغفر الله....." اهــ بتصرف شريط رقم 2 من شرح عمدة الأحكام.

وأسلوب الشيخ وكلماته تبث القوة والشعور بالحرب والمراغمة وهذا الشعور من أقوى الأسلحة في هذه الحرب.


-- 96
إن تعلم نبذة عن آلية الوسواس مهمة
لكن التفلسف في ذلك مضر!

دخل فيلسوف أمريكي لبيته فوجده يغرق وابنه ذو الثماني سنوات يحاول منع الماء من التدفق، فبدأ يتأمل في الموقف ويتأمل ويفكر، حتى صاح به الغلام: ليس هذا وقت الفلسفة يا أبي! اخلع قميصك وعاونني على منع تدفق الماء!

فهكذا الوسواس
لو استرسل في محاولة فهم من أين يأتي وأين هو ذاهب وسأرد عليه بكذا وعلام يدل هذا الوسواس؟ ربما يدل على أنني سيء .............الخ!
فهو يفعل تماما مثل هذا الفيلسوف الذي ترك الماء يغرق البيت وجلس يفكر ويتأمل!!
وهكذا يزداد الوسواس

في حين أن معرفة شيء عن الخواطر وطرق التعامل معها وفقه الفروق التي تناولها ابن القيم في آخر كتاب الروح فإن هذا ينفعه بإذن الله.

يتبع بنذة يسيرة عن حديث النفس.
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 03:13 PM   #26
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

--97
إن حديث النفس يتكون من الفطرة والهوى، وملك وشيطان والعقل بينهم
ومما لا شك فيه أن تقوية باعث الفطرة والملك بالاستجابة لهما يعضد الخواطر الطيبة
فسواء كان الوسواس نابع من الشيطان أو من النفس الأمارة بالسوء (الهوى) فالمراغمة تقتضي دعم الخواطر الطيبة في النفس والتقرب إلى الله
والقاعدة في ذلك بينها ابن القيم في كتاب الروح:" والفرق بين إلهام الملك وإلقاء الشيطان من وجوه

منها أن ما كان لله موافقا لمرضاته وما جاء به رسوله فهو من الملك وما كان لغيره غير موافق لمرضاته فهو من إلقاء الشيطان

ومنها أن ما أثمر إقبالا على الله وإنابة إليه وذكرا له وهمة صاعدة إليه فهو من إلقاء الملك وما أثمر ضد ذلك فهو من إلقاء الشيطان

ومنها أن ما أورث أنسا ونورا في القلب وانشراحا في الصدر فهو من الملك وما أورث ضد ذلك فهو من الشيطان

ومنها أن ما أورث سكينة وطمأنينة فهو من الملك وما أورث قلقا وإنزعاجا واضطرابا فهو من الشيطان

فالإلهام الملكي يكثر في القلوب الطاهرة النقية التي قد استنارت بنور الله

فللملك بها اتصال وبينه وبينها مناسبة فإنه طيب طاهر لا يجاور إلا قلبا يناسبه فتكون لمة الملك بهذا القلب أكثر من لمة الشيطان

وأما القلب المظلم الذي قد اسود بدخان الشهوات والشبهات فإلقاء الشيطان ولمة به أكثر من لمة الملك" اهـ

ولعل النظر في هذا الرابط مهم:
وسواس:
http://www.alukah.ne...cial/1006/3815/
كيف اتخلص من الرياء والعجب:
http://saaid.net/daeyat/sara/41.htm

--98
بناء على الكلام السابق
هل الوسواس علامة ضعف إيمان
كما ذكرنا قبل ذلك على العكس: هو علامة صحة وسير في الطريق الصحيح

يتبع بخاتمة الإضاءات



أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 03:13 PM   #27
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

قبل الخاتمة

إضافة على ما سبق :
الوسواس

--(99)
إن من يعاني الوساوس يحتاج إلى الوضوح التام في العبارات
فالغموض يجعل أفكاره تتردد في صدره
فيغلو أو يجفو في الفهم
مما يزيد وساوسه ويضيق صدره

--(100)
مما يستحق أن نعيه جميعا أن الوساوس ليست "مرضا" يعالج فيذهب بالكلية وينتهي
بل هو "وسواس"، "خطرات" تتردد في الصدر فتأتي تارة وتذهب تارة
ولا يعد مشكلة إلا في لحظات اشتداده

فنحن لا نبحث عن "علاج" للوسواس ولكن نبحث عن وسائل ليتكيف المستشير مع حالته ويتعلم كيف يتعامل معها حين تشتد الخطرات في صدره.


يتبع بإذن الله
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 03:14 PM   #28
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

خاتمة..

-- 101
لا تبخل بشرح أمور قد تبدو لك من المسلمات أو العاديات، فهناك من لا يعرفها ولا تعتبر عنده ولا من المألوفات!

-- 102
انتبه لطبيعة المستشير من حيث الرغبة في الاختصار والإطالة والتفصيل، والتململ من الإثارة والتشويق أو محبة ذلك وطلبه..الخ

--103
كثيرا ما يكون علاج سلوك سلبي كسرعة الغضب والعناد هو مجرد تعلم كيفية التصرف بطريقة معقولة يحفظها ويتدرب عليها!
فاجعل ذلك الأمر في ذهنك يوفر جهدا لا بأس به

--104
إن إيجاد بديل مشروع مناسب حسب الإمكان وكذلك بيان ما يحل مما لا يحرم في نفس الأمر المطروح يسهل علاج كثير من الحالات المختلفة فلابد من تعلم ما تيسر من الفقه أو سؤال أهل العلم في ذلك.
فضع هذا في ذهنك ويسر على عباد الله قدر ما استطعت ولا يكن همك وغرضك التضييق والتعنت، أو إلزام الناس بما لم يلزم لا سيما في ما أباح الله وجعل فيه التوسعة.
ولكن مما يجدر الإشارة إليه أنه لا ينبغي التوسع في الأخذ بالرخص توسعا مخلا، ولا يصح تخير ما يلائم من أقوال الفقهاء دون النظر للأدلة وصحتها، ولا اختيار الأقوال الشاذة فإن هذا ليس ما عنيتُه بالتيسير.

--105
السماحة خلق الإسلام البارز
فكن طلق الوجه والقول سمحا يسيرا، وتخير من الأقوال أحسنها ولا تكن عونا للشيطان على أخيك المسلم...بل ولا على إنسان من بني البشر.

--106
لا تكن صاحب حفظ بلا فهم، فتأخذ من الكتاب وتتحدث طبقا للكتاب!!
اجعل لك إضافات وخبرات تحول النظري إلى تطبيق
وينبغي التنبيه والإشارة على أنه ليس كل ما هو "مكتوب" يكون صحيحا، فلا تأخذ كل "مكتوب" كمسلمات غير قابلة للنقاش

--107
من المهم أن يكون لك مشاورات ومناقشات مع ذوي العقول السليمة يتبادل فيها الخبرات والأفكار

--108
كن مستمعا جيدا وتقبل كل نصح ومعلومة من غيرك تقبلا حسنا
ولتكن نظراتك في أخذ المعلومة وبذل الاستشارة كليهما شمولية ومرنة
ناقش الناس واسمع الآراء تحليلاتهم ونظراتهم للأمور المختلفة ليتسع أفقك باطراد وتكون وجهات نظرك موزونة وعميقة

--109
لا تقل معلومة ما إلا لو كان لها فائدة في سياق حديثك

--110
لا تستغرق أوقاتك في تحليل الماضي للمستشير إلا لو كان لذلك تأثيرا على مستقبله أو حاضره

-- 111
احرص على أن تكون معلما للناس الخير واحذر الهوى واتباع الظن ورتب أولويات الشرع بحيث تقدم تعليم الأولى فالأولى
فإن علاج الفرد والأمم إنما يكون أولا وأخيرا بالأخذ بالكتاب بقوة فإن القرآن قد نزل شفاء لما في الصدور.

--112
إن هذا الموضوع ليس مخصصا فحسب للعاملين في مجال الاستشارات
فإن جاركَ/جارتكِ الذي يطرق بابك ليقص عليك مشكلة ما
وصديقكَ/صديقتكِ التي تتصل بك بك باكية
وأخيك وأختك الذين ينتظرون منك كلمة حانية
يحتاج أن تراجع هذه الإضاءات وتضيف عليها من عصارة أفكارك ما يجعلك شيئا مضيئا في حياة الآخرين...وليس شيئا حارقا مثيرا للعواصف والغبار!

--113
إن هذا الموضوع ليس سوى إضاءات وإشارات
فكلما حسبت أن هناك ما يزاد فذاك حق، فإنما رمت اختصاره لا تفصيله
فما كان من صواب فمن الله محض فضل ونعمة
وما كان من خطأ وتقصير فمني ومن الشيطان

والعتب على من رآى مني أو مما كتبت شيئا يخالف شرع الله فلم ينطق، ولم ينصح يسيء الظن أني لا أقبله..

فيا أيها القارئ إن أسأت الظن بي فقد أصبتَ ولكن اعمل بأمر الله وانصح فإنما الدين النصيحة لعل الله يفتح بنصحك قلوبا قد علاها الصدأ وكساها الغرور والعجب والبطر وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلق بها بالا تدخله الجنة فما يدريك لعل نصحك من ذلك.

وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن وافق قوله عمله فكثيرا ما يخالف قول المرء فعله ويعاني منه أحبابه ويحسب من لم يعرك أخلاقه أنه على شيء

فأستغفر الله من ذلك كله وعزائي أني بعيب نفسي معترفة وبلساني إلى إخواني معتذرة، وإن ما أخفاه الله عنكم أعظم ولكنه ستر الله الجميل...

وإلى الله أبرأ من حولي وقوتي وألجأ إلى حوله وقوته وبه أستعين.
أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .