العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . بوابة الملتقى . ~ . > .. ( حـيـاتـي تـغـيـرت ) ..

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-11, 12:32 AM   #1
صفاء أمل
~فريق عمل معهد غراس العلم~
 
تاريخ التسجيل: 18-07-2010
المشاركات: 76
صفاء أمل is on a distinguished road
افتراضي صفحة محاضرة (وسائل الثبات) للتقييد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكن الله أخواتي الكريمات


في هذه الصفحة يتم تسجيل جميع ما ترغبن مما يتعلق بمحاضرة ( وسائل الثبات )

فوائد

تفريغ

مدارسة


ولو فائدة ...

بارك ربي بكن وثبتنا الله جميعًا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
صفاء أمل غير متواجد حالياً  
قديم 27-07-11, 02:10 AM   #2
نور الهدى 1
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
c8 فوائد

المنتكسون في الطريق كثيرون لان الهمه تفتر فينقطع العمل اللهم ثبتنا
ليس العبره ان نستلم الطريق لكن المهم الثبات عليه
(ياايها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)

وسائل الثبات:

1- الطاعة :
الطاعه لها حلاوه ولذه لايستشعرها كثير من الناس
لابد لن يكون هناك روح في العبادات لكي لاتتحول الى حركات والفاظ
لابد ان نجد اثرها في نفوسنا
مثلا الصيام ليس فقط جوع وعطش وانما هدفه التقوى
قال صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )


2- ترك المعاصى:المعاصي لها شؤم واثار على صاحبها

اثرالمعاصي:
1- حرمان العلم
2- حرمان الرزق
3 -وحشه تحصل للعاصي بينه وبين ربه وبينه وبين الناس
4- تعسير أموره عليه
5- ظلمة في القلب يجدها العاصي
6- حرمان الطاعة
7-المعاصي تزرع أمثالها-
8- المعصية تضعف القلب عن الاراده
القلب يصدأ من المعصية فإذا غلبت طبع عليه ثم يصير ران
9- ينسلخ من القلب استقباح المعصية
يعني يحرم من الحياء؟؟مجاهرون بالمعصية


3- الدعاء:القلوب ضعيفه والشبهات خطافة والشيطان بالمرصاد
دائما ندعى اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك


4- القران الكريم:

التدبر في كلام الله

المسلم الذي له مقام مع القرآن سيكون له مقام عند الله



توقيع نور الهدى 1
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك
نور الهدى 1 غير متواجد حالياً  
قديم 27-07-11, 08:46 AM   #3
طموحي داعيه
~مشارِكة~
افتراضي

فوائد من محاضرة وسائل الثبات

من رحمة الله عز وجل بنا أن بين لنا في كتابه وعلى لسان نبيه وفي سيرته وسائل كثيرة للثبات:........

ليس المهم أن تعرف الطريق لكن المهم أن تثبت عليه ....

1- الطاعة : وهو أعظمه
قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} إبراهيم /27.
الطاعه لها حلاوه ولذه لايستشعرها كثير من الناس ، يجب الا تتحول العبادة الى عادة ......

2- ترك المعاصي :
من آثار المعاصي على النفس : - حرمان العلم " فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفأ ذاك النور "
- حرمان الرزق " إن الرجل ليحرم من الرزق بالذنب يصيبه "
-يحصل له وحشه للمعاصي بينه وبين ربه وبينه وبين الناس
- تعسير أموره عليه
- يجد ظلمه في قلبه كما يحسب بظلمة الليل
- حرمان الطاعة
- المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها البعض
- المعاصي تضعف القلب عن الإرادة
- المعاصي تنسلخ من القلب استقباح المعصيه
- أن الذنوب اذا تكاثرت طبع قلب صاحبها فكان من الغافلين

3- الدعاء :

سؤال الله تثبيت لان الله هو الذي يثبت ويهدي
قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)

4- القران الكريم :
يجب أن يكون المسلم مع القران حله خاصة
المسلم الذي له مقام مع القران سيكون له مقام عند الله



توقيع طموحي داعيه
[url=http://t-elm.com/kleeja/download.php?img=576][img]http://t-elm.com/kleeja/download.php?img=576[/img][/url]
طموحي داعيه غير متواجد حالياً  
قديم 27-07-11, 08:58 AM   #4
طموحي داعيه
~مشارِكة~
افتراضي فوائد خارجية

[grade="ffa500 800080 ff0000 d2691e 0000ff"]وسائل الثبات [/grade]
ومن رحمة الله عز وجل بنا أن بين لنا في كتابه وعلى لسان نبيه وفي سيرته  وسائل كثيرة للثبات. أستعرض معك أيها القارئ الكريم بعضاً منها:

أولاً: الإقبال على القرآن:

القرآن العظيم وسيلة الثبات الأولى، وهو حبل الله المتين، والنور المبين، من تمسك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم.

نص الله على أن الغاية التي من أجلها أنزل هذا الكتاب منجماً مفصلاً هي التثبيت، فقال تعالى في معرض الرد على شُبه الكفار {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} الفرقان /32 -33.

لماذا كان القرآن مصدراً للتثبيت ؟؟

- لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله.

- لأن تلك الآيات تتنزل برداً وسلاماً على قلب المؤمن فلا تعصف به رياح الفتنة، ويطمئن قلبه بذكر الله.

- لأنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع من خلالها أن يُقوِّم الأوضاع من حوله، وكذا الموازين التي تهيئ له الحكم على الأمور فلا يضطرب حكمه، ولا تتناقض أقواله باختلاف الأحداث والأشخاص.

- أنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين كالأمثلة الحية التي عاشها الصدر الأول، وهذه نماذج:

1- ما هو أثر قول الله عز وجل: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} الضحى /3 على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قال المشركون: (ودع محمد …) أنظر صحيح مسلم بشرح النووي 12/156.

2- وما هو أثر قول الله عز وجل: {لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} النحل /103 لما ادعى كفار قريش أن محمداً صلى الله عليه وسلم إنما يعلمه بشر وأنه يأخذ القرآن عن نجار رومي بمكة ؟

3- وما هو أثر قول الله عز وجل: {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } التوبة /49 في نفوس المؤمنين لما قال المنافق: " ائذن لي ولا تفتني " ؟

أليس تثبيتاً على تثبيت، وربطاً على القلوب المؤمنة، ورداً على الشبهات، وإسكاتاً لأهل الباطل.. ؟ بلى وربي.

ومن العجب أن الله يعد المؤمنين في رجوعهم من الحديبية بغنائم كثيرة يأخذونها (وهي غنائم خيبر) وأنه سيعجلها لهم وأنهم سينطلقون إليها دون غيرهم وأن المنافقين سيطلبون مرافقتهم وأن المسلمين سيقولون لن تتبعونا وأنهم سيصرون يريدون أن يبدلوا كلام الله وأنهم سيقولون للمؤمنين بل تحسدوننا وأن الله أجابهم بقوله: (بل كانوا لا يفقهون إلا قليلاً) ثم يحدث هذا كله أمام المؤمنين مرحلة بمرحلة وخطوة بخطوة وكلمة بكلمة.

- ومن هنا نستطيع أن ندرك الفرق بين الذين ربطوا حياتهم بالقرآن وأقبلوا عليه تلاوة وحفظاً وتفسيراً وتدبراً، ومنه ينطلقون، وإليه يفيئون، وبين من جعلوا كلام البشر جل همهم وشغلهم الشاغل.

- ويا ليت الذين يطلبون العلم يجعلون للقرآن وتفسيره نصيباً كبيراً من طلبهم.

ثانياً: التزام شرع الله والعمل الصالح:

قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} إبراهيم /27.

قال قتادة: " أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر ". وكذا روي عن غير واحد من السلف تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/421. وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} النساء /66. أي على الحق.

وهذا بيّن، وإلا فهل نتوقع ثباتاً من الكسالى القاعدين عن الأعمال الصالحة إذا أطلت الفتنة برأسها وادلهم الخطب ؟! ولكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم صراطاً مستقيماُ. ولذلك كان  يثابر على الأعمال الصالحة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل. وكان أصحابه إذا عملوا عملاً أثبتوه. وكانت عائشة رضي الله عنها إذا عملت العمل لزمته.

وكان  يقول: (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة وجبت له الجنة) سنن الترمذي 2/273 وقال: ال أو صحيح. وهو في صحيح النسائي 1/388 وصحيح الترمذي 1/131. أي السنن الرواتب. وفي الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه) رواه البخاري، انظر فتح الباري 11/340.

ثالثاً: تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل:

والدليل على ذلك قوله تعالى{وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} هود /120.

فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم للتلهي والتفكه، وإنما لغرض عظيم هو تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفئدة المؤمنين معه.

- فلو تأملت يا أخي قول الله عز وجل: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} الأنبياء /68-70 قال ابن عباس: " كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل" الفتح 8/22

ألا تشعر بمعنى من معاني الثبات أمام الطغيان والعذاب يدخل نفسك وأنت تتأمل هذه القصة ؟

- لو تدبرت قول الله عز وجل في قصة موسى: {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} الشعراء /61-62.

ألا تحس بمعنى آخر من معاني الثبات عند ملاحقة الطالبين، والثبات في لحظات الشدة وسط صرخات اليائسين وأنت تتدبر هذه القصة ؟.

- لو استعرضت قصة سحرة فرعون، ذلك المثل العجيب للثلة التي ثبتت على الحق بعدما تبين.

ألا ترى أن معنى عظيماً من معاني الثبات يستقر في النفس أمام تهديدات الظالم وهو يقول: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} طه /71

ثبات القلة المؤمنة الذي لا يشوبه أدنى تراجع وهم يقولون: {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} طه /72.

- وهكذا قصة المؤمن في سورة يس ومؤمن آل فرعون وأصحاب الأخدود وغيرها يكاد الثبات يكون أعظم دروسها قاطبة.



رابعاً: الدعاء:

من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم:

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)، (ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا). ولما كانت (قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء) رواه الإمام أحمد ومسلم عن ابن عمر مرفوعاً انظر مسلم بشرح النووي 16/204. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) رواه الترمذي عن أنس مرفوعاً تحفة الأحوذي 6/349 وهو في صحيح الجامع 7864.

خامساً: ذكر الله:

وهو من أعظم أسباب التثبيت.

- تأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} الأنفال /45. فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد.

" وتأمل أبدان فارس والروم كيف خانتهم أحوج ما كانوا إليها " ما بين القوسين مقتبس من كلام ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء. بالرغم من قلة عدد وعدة الذاكرين الله كثيراً.

- وبماذا استعان يوسف عليه السلام في الثبات أمام فتنة المرأة ذات المنصب والجمال لما دعته إلى نفسها ؟ ألم يدخل في حصن " معاذ الله " فتكسرت أمواج جنود الشهوات على أسوار حصنه ؟

وكذا تكون فاعلية الأذكار في تثبيت المؤمنين.



سادساً: الحرص على أن يسلك المسلم طريقاً صحيحاً:

والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه هو طريق أهل السنة والجماعة، طريق الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، أهل العقيدة الصافية والمنهج السليم واتباع السنة والدليل، والتميز عن أعداء الله ومفاصلة أهل الباطل..

وإذا أردت أن تعرف قيمة هذا في الثبات فتأمل وسائل نفسك: لماذا ضل كثير من السابقين واللاحقين وتحيروا ولم تثبت أقدامهم على الصراط المستقيم ولا ماتوا عليه ؟ أو وصلوا إليه بعدما انقضى جل عمرهم وأضاعوا أوقاتاً ثمينة من حياتهم ؟؟.

فترى أحدهم يتنقل في منازل البدع والضلال من الفلسفة إلى علم الكلام والاعتزال إلى التحريف والتأويل إلى التفويض والإرجاء، ومن طريقة في التصوف إلى أخرى..

وهكذا أهل البدع يتحيرون ويضطربون، وانظر كيف حُرم أهل الكلام الثبات عند الممات فقال السلف: " أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام " لكن فكر وتدبر هل رجع من أهل السنة والجماعة عن طريقه سَخْطَةً بعد إذ عرفه وفقهه وسلكه ؟ قد يتركه لأهواء وشهوات أو لشبهات عرضت لعقله الضعيف، لكن لا يتركه لأنه قد رأى أصح منه أو تبين له بطلانه.

ومصداق هذا مساءلة هرقل لأبي سفيان عن أتباع محمد  ؟ قال هرقل لأبي سفيان: " فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ " قال أبو سفيان: لا. ثم قال هرقل: " وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب " رواه البخاري، الفتح 1/32.

سمعنا كثيراً عن كبار تنقلوا في منازل البدع وآخرين هداهم الله فتركوا الباطل وانتقلوا إلى مذهب أهل السنة والجماعة ساخطين على مذاهبهم الأولى، ولكن هل سمعنا العكس ؟!

فإن أردت الثبات فعليك بسبيل المؤمنين.



سابعاً: التربية:

التربية الإيمانية العلمية الواعية المتدرجة عامل أساسي من عوامل الثبات.

التربية الإيمانية: التي تحيي القلب والضمير بالخوف والرجاء والمحبة، المنافية للجفاف الناتج من البعد عن نصوص القرآن والسنة، والعكوف على أقاويل الرجال.

التربية العلمية: القائمة على الدليل الصحيح المنافية للتقليد والأمعية الذميمة.

التربية الواعية: التي لا تعرف سبيل المجرمين وتدرس خطط أعداء الإسلام وتحيط بالواقع علماً وبالأحداث فهماً وتقويماً، المنافية للانغلاق والتقوقع على البيئات الصغيرة المحدودة.

التربية المتدرجة: التي تسير بالمسلم شيئاً فشيئاً، ترتقي به في مدارج كماله بتخطيط موزون، والمنافية للارتجال والتسرع والقفزات المحطمة.

ولكي ندرك أهمية هذا العنصر من عناصر الثبات، فلنعد إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسائل أنفسنا.

- ما هو مصدر ثبات صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، إبان فترة الاضطهاد ؟

- كيف ثبت بلال وخباب ومصعب وآل ياسر وغيرهم من المستضعفين وحتى كبار الصحابة في حصار الشعب وغيره ؟

- هل يمكن أن يكون ثباتهم بغير تربية عميقة من مشكاة النبوة، صقلت شخصياتهم ؟

لنأخذ رجلاً صحابياً مثل خباب بن الأرت رضي الله عنه، الذي كانت مولاته تحمي أسياخ الحديد حتى تحمر ثم تطرحه عليها عاري الظهر فلا يطفئها إلا ودك (أي الشحم) ظهره حين يسيل عليها، ما الذي جعله يصبر على هذا كله ؟.

- وبلال تحت الصخرة في الرمضاء، وسمية في الأغلال والسلاسل..

- وسؤال منبثق من موقف آخر في العهد المدني، من الذي ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حُنين لما انهزم أكثر المسلمين ؟ هل هم حديثو العهد بالإسلام ومُسلِمة الفتح الذين لم يتربوا وقتاً كافياً في مدرسة النبوة والذين خرج كثير منهم طلباً للغنائم ؟ كلا.. إن غالب من ثبت هم أولئك الصفوة المؤمنة التي تلقت قدراً عظيماً من التربية على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لو لم تكن هناك تربية ترى هل كان سيثبت هؤلاء ؟

ثامناً: الثقة بالطريق:

لا شك أنه كلما ازدادت الثقة بالطريق الذي يسلكه المسلم، كان ثباته عليه أكبر.. ولهذا وسائل منها:

- استشعار أن الصراط المستقيم الذي تسلكه - يا أخي - ليس جديداً ولا وليد قرنك وزمانك، وإنما هو طريق عتيق (عتيق صفة مدح) قد سار فيه من قبلك الأنبياء والصديقون والعلماء والشهداء والصالحون، فتزول غربتك، وتتبدل وحشتك أنساً، وكآبتك فرحاً وسروراً، لأنك تشعر بأن أولئك كلهم أخوة لك في الطريق والمنهج.

- الشعور بالاصطفاء، قال الله عز وجل: (الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى) النمل /59. وقال: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فاطر /32. وقال: (وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث) يوسف /6. وكما أن الله اصطفى الأنبياء فللصالحين نصيب من ذلك الاصطفاء وهو ما ورثوه من علوم الأنبياء.

- ماذا يكون شعورك لو أن الله خلقك جماداً، أو دابة، أو كافراً ملحداً، أو داعياً إلى بدعة، أو فاسقاً، أو مسلماً غير داعية لإسلامه، أو داعية في طريق متعدد الأخطاء ؟

- ألا ترى أن شعورك باصطفاء الله لك وأنْ جعلك داعية من أهل السنة والجماعة من عوامل ثباتك على منهجك وطريقك ؟

تاسعاً: ممارسة الدعوة إلى الله عز وجل:

النفس إن لم تتحرك تأسن، وإن لم تنطلق تتعفن، ومن أعظم مجالات انطلاق النفس: الدعوة إلى الله، فهي وظيفة الرسل، ومخلصة النفس من العذاب ؛ فيها تتفجر الطاقات، وتنجز المهمات (فلذلك فادع، واستقم كما أمرت). وليس يصح شيء يقال فيه " فلان لا يتقدم ولا يتأخر " فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، والإيمان يزيد وينقص.

والدعوة إلى المنهج الصحيح - ببذل الوقت، وكدّ الفكر، وسعي الجسد، وانطلاق اللسان، بحيث تصبح الدعوة هم المسلم وشغله الشاغل - يقطع الطريق على محاولات الشيطان بالإضلال والفتنة.

زد على ذلك ما يحدث في نفس الداعية من الشعور بالتحدي تجاه العوائق، والمعاندين، وأهل الباطل، وهو يسير في مشواره الدعوي، فيرتقي إيمانه، وتقوى أركانه.

فتكون الدعوة بالإضافة لما فيها من الأجر العظيم وسيلة من وسائل الثبات، والحماية من التراجع والتقهقر، لأن الذي يُهاجم لا يحتاج للدفاع، والله مع الدعاة يثبتهم ويسدد خطاهم والداعية كالطبيب يحارب المرض بخبرته وعلمه، وبمحاربته في الآخرين فهو أبعد من غيره عن الوقوع فيه.

عاشراً: الالتفاف حول العناصر المثبتة:

تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام: (إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر) حسن رواه ابن ماجة عن أنس مرفوعاً 237 وابن أبي عاصم في كتاب السنة 1/127 وانظر السلسلة الصحيحة 1332.

البحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين، والالتفاف حولهم معين كبير على الثبات. وقد حدثت في التاريخ الإسلامي فتن ثبت الله فيها المسلمين برجال.

ومن ذلك: ما قاله علي بن المديني رحمه الله تعالى " أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة ".

وتأمل ما قاله ابن القيم رحمه الله عن دور شيخه شيخ الإسلام في التثبيت: " وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل، وآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ". الوابل الصيب ص 97.

وهنا تبرز الأخوة الإسلامية كمصدر أساسي للتثبيت، فإخوانك الصالحون والقدوات والمربون هم العون لك في الطريق، والركن الشديد الذي تأوي إليه فيثبتوك بما معهم من آيات الله والحكمة.. الزمهم وعش في أكنافهم وإياك والوحدة فتتخطفك الشياطين فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

الحادي عشر: الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام:

نحتاج إلى الثبات كثيراً عند تأخر النصر، حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها، قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران /146-148.

ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يثبت أصحابه المعذبين أخبرهم بأن المستقبل للإسلام في أوقات التعذيب والمحن فماذا قال ؟

جاء في حديث خباب مرفوعاً عند البخاري: (وليُتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه) رواه البخاري، انظر فتح الباري 7/165.

فعرض أحاديث البشارة بأن المستقبل للإسلام على الناشئة مهم في تربيتهم على الثبات.

الثاني عشر: معرفة حقيقة الباطل وعدم الاغترار به:

في قول الله عز وجل: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ} آل عمران /196 تسرية عن المؤمنين وتثبيت لهم.

وفي قوله عز وجل: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء} الرعد /17 عبرة لأولي الألباب في عدم الخوف من الباطل والاستسلام له.

ومن طريقة القرآن فضح أهل الباطل وتعرية أهدافهم ووسائلهم {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} الأنعام /55 حتى لا يؤخذ المسلمون على حين غرة، وحتى يعرفوا من أين يؤتى الإسلام.

وكم سمعنا ورأينا حركات تهاوت ودعاة زلت أقدامهم ففقدوا الثبات لما أتوا من حيث لم يحتسبوا بسبب جهلهم بأعدائهم.

الثالث عشر: استجماع الأخلاق المعينة على الثبات:

وعلى رأسها الصبر، ففي حديث الصحيحين: (وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر) رواه البخاري في كتاب الزكاة - باب الاستعفاف عن المسألة، ومسلم في كتاب الزكاة - باب فضل التعفف والصبر. وأشد الصبر عند الصدمة الأولى، وإذا أصيب المرء بما لم يتوقع تحصل النكسة ويزول الثبات إذا عدم الصبر.

- تأمل فيما قاله ابن الجوزي رحمه الله: " رأيت كبيراً قارب الثمانين وكان يحافظ على الجماعة فمات ولد لابنته، فقال: ما ينبغي لأحد أن يدعو، فإنه ما يستجيب. ثم قال: إن الله تعالى يعاند فما يترك لنا ولداً " الثبات عند الممات لابن الجوزي ص34 تعالى الله عن قوله علواً كبيراً.

- لما أصيب المسلمون في أحد لم يكونوا ليتوقعوا تلك المصيبة لأن الله وعدهم بالنصر، فعلمهم الله بدرس شديد بالدماء والشهداء: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } آل عمران /165 ماذا حصل من عند أنفسهم ؟

فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، منكم من يريد الدنيا.

الرابع عشر: وصية الرجل الصالح:

عندما يتعرض المسلم لفتنة ويبتليه ربه ليمحصه، يكون من عوامل الثبات أن يقيض الله له رجلاً صالحاً يعظه ويثبته، فتكون كلمات ينفع الله بها، ويسدد الخطى، وتكون هذه الكلمات مشحونة بالتذكير بالله، ولقائه، وجنته، وناره.

وهاك أخي، هذه الأمثلة من سيرة الإمام أحمد رحمه الله، الذي دخل المحنة ليخرج ذهباً نقياً.

لقد سيق إلى المأمون مقيداً بالأغلال، وقد توعده وعيداً شديداً قبل أن يصل إليه، حتى لقد قال خادم للإمام أحمد: (يعز عليّ يا أبا عبد الله، أن المأمون قد سل سيفاً لم يسله قبل ذلك، وأنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف) البداية والنهاية 1/332.

وهنا ينتهز الأذكياء من أهل البصيرة الفرصة ليلقوا إلى إمامهم بكلمات التثبيت ؛ ففي السير للذهبي 11/238 عن أبي جعفر الأنباري قال: " لما حُمِل أحمد إلى المأمون أخبرت، فعبرت الفرات، فإذا هو جالس في الخان فسلمت عليه.

فقال: يا أبا جعفر تعنيت.

فقلت: يا هذا، أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فو الله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلق، وإن لم تُجب ليمتنعن خلق من الناس كثير، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك، فإنك تموت، لابد من الموت، فاتق الله ولا تجب. فجعل أحمد يبكي ويقول: ما شاء الله. ثم قال: يا أبا جعفر أعِد..

فأعدت عليه وهو يقول: ما شاء الله... أ.هـ "

وقال الإمام أحمد في سياق رحلته إلى المأمون: " صرنا إلى الرحبة منها في جوف الليل، فعرض لنا رجل فقال: أيكم أحمد بن حنبل.

فقيل له: هذا. فقال للجمال: على رسلك.. ثم قال: " يا هذا، ما عليك أن تُقتل ها هنا، وتدخل الجنة " ثم قال: أستودعك الله، ومضى.

فسألت عنه، فقيل لي هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الصوف في البادية يقال له: جابر بن عامر يُذكر بخير " سير أعلام النبلاء 11/241.

وفي البداية والنهاية: أن أعرابي قال للإمام أحمد: " يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤماً عليهم، وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه، فيجيبوا فتحمل أوزارهم يوم القيامة، وإن كنت تحب الله، فاصبر على ما أنت فيه، فإنه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل ".

قال الإمام أحمد: وكان كلامه مما قوى عزمي على ما أنا فيه من الامتناع عن ذلك الذي يدعونني إليه. البداية والنهاية 1/332

وفي رواية أن الإمام أحمد قال: " ما سمعت كلمة وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة الأعرابي كلمني بها في رحبة طوق وهي بلدة بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات، قال: " يا أحمد إن يقتلك الحق متّ شهيداً، وإن عشت عشت حميداً.. فقوي قلبي " سير أعلام النبلاء 11/241.

ويقول الإمام أحمد عن مرافقة الشاب محمد بن نوح الذي صمد معه في الفتنة:

ما رأيت أحداً - على حداثة سنه، وقدر علمه - أقوم بأمر الله من محمد بن نوح، إني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير.

قال لي ذات يوم: " يا أبا عبد الله، الله الله، إنك لست مثلي، أنت رجل يُقتدى بك، قد مد الخلق أعناقهم إليك، لما يكون منك، فاتق الله، واثبت لأمر الله. فمات وصليت عليه ودفنته. سير أعلام النبلاء 11/242.

وحتى أهل السجن الذين كان يصلي بهم الإمام أحمد وهو مقيد، قد ساهموا في تثبيته.

فقد قال الإمام أحمد مرة في الحبس: " لست أبالي بالحبس - ما هو ومنزلي إلا واحد - ولا قتلاً بالسيف، وإنما أخاف فتنة السوط "

فسمعه بعض أهل الحبس فقال: " لا عليك يا أبا عبد الله، فما هو إلا سوطان، ثم لا تدري أين يقع الباقي " فكأنه سُرِّي عنه. سير أعلام النبلاء 11/240.

فاحرص أيها الأخ الكريم على طلب الوصية من الصالحين: وأعقلها إذا تليت عليك.

- اطلبها قبل سفر إذا خشيت مما قد يقع فيه.

- اطلبها أثناء ابتلاء، أو قبل محنة متوقعة.

- اطلبها إذا عُينت في منصب أو ورثت مالاً وغنى.

وثبت نفسك، وثبت غيرك والله ولي المؤمنين.

الخامس عشر: التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار وتذكر الموت:

والجنة بلاد الأفراح، وسلوة الأحزان، ومحط رحال المؤمنين والنفس مفطورة على عدم التضحية والعمل والثبات إلا بمقابل يهوّن عليها الصعاب، ويذلل لها ما في الطريق من عقبات ومشاق.

فالذي يعلم الأجر تهون عليه مشقة العمل، وهو يسير ويعلم بأنه إذا لم يثبت فستفوته جنة عرضها السموات والأرض، ثم إن النفس تحتاج إلى ما يرفعها من الطين الأرضي ويجذبها إلى العالم العلوي.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم ذكر الجنة في تثبيت أصحابه، ففي الحديث الحسن الصحيح مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله تعالى فقال لهم: (صبراً آل ياسر صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة) رواه الحاكم 3/383، وهو صحيح، انظر تخريجه في فقه السيرة تحقيق الألباني ص103.

وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يقول للأنصار: (إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) متفق عليه.

وكذلك من تأمل حال الفريقين في القبر، والحشر، والحساب، والميزان، والصراط، وسائر منازل الآخرة.

كما أن تذكر الموت يحمي المسلم من التردي، ويوقفه عند حدود الله فلا يتعداها. لأنه إذا علم أن الموت أدنى من شراك نعله، وأن ساعته قد تكون بعد لحظات، فكيف تسول له نفسه أن يزل، أو يتمادى في الانحراف، ولأجل هذا قال صلى الله عليه وسلم : (أكثروا من ذكر هادم اللذات) رواه الترمذي 2/50 وصححه في إرواء الغليل 3/145.

مواطن الثبات

وهي كثيرة تحتاج إلى تفصيل، نكتفي بسرد بعضها على وجه الإجمال في هذا المقام:

أولاً: الثبات في الفتن:

التقلبات التي تصيب القلوب سببها الفتن، فإذا تعرض القلب لفتن السراء والضراء فلا يثبت إلا أصحاب البصيرة الذين عمّر الإيمان قلوبهم.

ومن أنواع الفتن:

- فتنة المال: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } التوبة /75،76

فتنة الجاه{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} الكهف /28.

وعن خطورة الفتنتين السابقتين قال صلى الله عليه وسلم: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) رواه الإمام أحمد في السند 3/460 وهو في صحيح الجامع 5496. والمعنى أن حرص المرء على المال والشرف أشد فساداً للدين من الذئبين الجائعين أرسلا في غنم.

- فتنة الزوجة: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ } التغابن /14.

- فتنة الأولاد: (الولد مجبنة مبخلة محزنة) رواه أبو يعلى 2/305 وله شواهد، وهو في صحيح الجامع 7037.

- فتنة الاضطهاد والطغيان والظلم: ويمثلها أروع تمثيل قول الله عز وجل: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} ) البروج 4-9.

وروى البخاري عن خباب رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة، فقال عليه السلام: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيُجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد، من دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه ) رواه البخاري، انظر فتح الباري 12/315.

- فتنة الدجال: وهي أعظم فتن المحيا: (يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله آدم أعظم من فتنة الدجال.. يا عباد الله، أيها الناس: فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي..) رواه ابن ماجه 2/1359 انظر صحيح الجامع 7752.

وعن مراحل ثبات القلوب وزيغها أمام الفتن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه) رواه الإمام أحمد 5/386، ومسلم 1/128 واللفظ له. " معنى عرض الحصير: أي تؤثر الفتن في القلب كتأثير الحصير في جنب النائم عليه. ومعنى مربداً: بياض شديد قد خالطه سواد، مجخياً: أي مقلوباً منكوساً. "

ثانياً: الثبات في الجهاد:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ } الأنفال /45. ومن الكبائر في ديننا الفرار من الزحف وكان عليه الصلاة والسلام وهو يحمل التراب على ظهره في الخندق يردد مع المؤمنين: (وثبت الأقدام إن لاقينا) رواه البخاري في كتاب الغزوات، باب غزوة الخندق انظر الفتح 7/399.

ثالثاً: الثبات على المنهج:

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} الأحزاب /23 مبادئهم أغلى من أرواحهم، إصرار لا يعرف التنازل.

رابعاً: الثبات عند الممات:

أما أهل الكفر والفجور فإنهم يحرمون الثبات في أشد الأوقات كربة فلا يستطيعون التلفظ بالشهادة عند الموت، وهذا من علامات سوء الخاتمة كما قيل لرجل عند موته: قل لا إله إلا الله فجعل يحرك رأسه يميناً وشمالاً يرفض قولها.

وآخر يقول عند موته: " هذه قطعة جيدة، هذه مشتراها رخيص "، وثالث يذكر أسماء قطع الشطرنج. ورابع يدندن بألحان أو كلمات أغنية، أو ذكر معشوق.

ذلك لأن مثل هذه الأمور أشغلتهم عن ذكر الله في الدنيا.

وقد يرى من هؤلاء سواد وجه أو نتن رائحة، أو صرف عن القبلة عند خروج أرواحهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أما أهل الصلاح والسنة فإن الله يوفقهم للثبات عند الممات، فينطقون بالشهادتين.

وقد يُرى من هؤلاء تهلل وجه أو طيب رائحة ونوع استبشار عند خروج أرواحهم.

وهذا مثال لواحد ممن وفقهم الله للثبات في نازلة الموت، إنه أبو زرعة الرازي أحد أئمة أهل الحديث وهذا سياق قصته:

قال أبو جعفر محمد بن علي ورّاق أبي زرعة: حضرنا أبا زرعة بما شهران قرية من قرى الري وهو في السَّوْق أي عند احتضاره وعنده أبو حاتم وابن واره والمنذر بن شاذان وغيرهم، فذكروا حديث التلقين (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه، فقالوا تعالوا نذكر الحديث، فقال ابن واره: حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح، وجعل يقول ابن أبي - ولم يجاوزه - فقال أبو حاتم: حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، لم يجاوز، والباقون سكتوا، فقال أبو زرعة وهو في السَّوْق " وفتح عينيه " حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد عن صالح ابن أبي غريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) وخرجت روحه رحمه الله. سير أعلام النبلاء 13/76-85.

ومثل هؤلاء قال الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} فصلت /30.

اللهم اجعلنا منهم، اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
طموحي داعيه غير متواجد حالياً  
قديم 28-07-11, 02:43 AM   #5
نور الهدى 1
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
افتراضي لكى نشعر بلذة الطاعه في الاذكار

قال الله تعالى :

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )) سورة الأحزاب ( 41 ، 42 )

فضل أذكار الصباح و المساء :

إن أذكار الصباح و المساء تحوي من الخير العميم ، و النفع العظيم ، و البركة لقائلها ، ما لا يمكن أن يحيط بها الإنسان أو يعبر عنها لسان ، و من ذلك :

1- أذكار الصباح و المساء قوت للقلوب و الأرواح ، تورث في القلب السكينة و الطمأنينة و الراحة و السرور .
2- من أسباب الحفظ و الأمن و السلامة من شرور الدنيا و الآخرة .
3- من أسباب فتح باب الخيرات و البركات .
4- من أسباب تحصيل الأجور العظيمة من الله سبحانه .
5- أعظم سلاح لدفع الشر قبل وقوعه ، و بعد وقوعه ، قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الدعاء ينفع مما نزل ، و مما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء ) رواه الحاكم
6- تقوية لصلة العبد بربه ، و اعتراف بنعمه المتوالية ، و شكر له على تفضله و إحسانه .
7- تشعر العبد بأنه مفتقر إلى ربه ، و محتاج إليه ، لا يستغني عنه طرفة عين .
8- من أسباب صلاح العبد ، فصلاح المؤمن متوقف على صلاح جوارحه ، و صلاح جوارحه متوقف على صلاح قلبه ، و صلاح قلبه لا يتم إلا بالمحبة لله و التعظيم له ، و هذان لا يتحققان إلا بذكر الله و المثابرة عليه . الوابل- مقدمة المحقق بشير عيون ص 4

ما القدر الذي يكون به العبد من الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات ؟

قال الله سبحانه و تعالى : (( ... وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيما )) سورة الأحزاب ( 35 )

قال ابن الصلاح : إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحاً و مساءاً في الأوقات و الأحوال المختلفة ليلاً و نهاراً ، كان من الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات . الأذكار للنووي ص 7

أهمية حضور القلب و التفكر في معاني الأذكار :

قال النووي : المراد من الذكر : حضور القلب ، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر ، فيحرص على تحصيله و يتدبر ما يذكر ، و يتعقل معناه ، فالتدبر في الذكر مطلوب كما هو مطلوب في القراءة لاشتراكهما في المعنى المقصود ، و لهذا كان المذهب الصحيح المختار استحباب مد الذاكر قول : لا إله إلا الله ، لما فيه من التدبر . الأذكار للنووي


( أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد ، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر ) رواه مسلم و إذا أمسى قال : أمسينا و أمسى الملك لله
أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله : أي دخلنا في الصباح متلبسين بنعمة و حفظ من الله تعالى و استمر دوام الملك كائناً لله ، و مختصاً به .

لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ : أي لا معبود بحق إلا هو ( وَحدَهُ ) فيه تأكيد للإثبات (لا شَريكَ لهُ ) فيه تأكيد للنفي .

و هذا تأكيد من بعد تأكيد اهتماماً بمقام التوحيد و تعلية لشأنه ، و لما أقر لله بالوحدانية أتبع ذلك بالإقرار له بالملك و الحمد و القدرة على كل شيء . فقال :


لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد ، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير :
فالملك كله لله ، و بيده سبحانه ملكوت كل شيء و الحمد كله له ملكاً و اشتقاقاً ، و هو سبحانه على كل شيء قدير ، فلا يخرج عن قدرته شيء قال تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمَاً قَدِيراً) سورة فاطر ( 44 )

و في الإتيان بهذه الجملة المتقدمة بين يدي الدعاء فائدة عظيمة ، فهو أبلغ في الدعاء ، و أرجى للإجابة ثم بدأ بعد ذلك بذكر مسألته و حاجاته فقال :

رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم - أو هذه الليلة - : أي أسألك الخيرات التي تحصل في هذا اليوم من خيرات الدنيا و الآخرة ، أما خيرات الدنيا : فهي حصول النعم و الأمن و السلامة من طوارق الليل و حوادثه و نحوها ، و أما خيرات الآخرة فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم و الليلة بالصلاة و التسبيح و قراءة القرآن و نحو ذلك .

وَخَـيرَ ما بَعْـدَه - أو ما بعدها - : أي أسألك الخيرات التي تعقب هذا اليوم أو هذه الليلة .

وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه : أي و أعتصم بك و التجئ بك من شر ما أردت وقوعه فيه من شرور ظاهرة و باطنة .

رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَـلِ : المراد بالكسل : عدم انبعاث النفس للخير مع ظهور القدرة عليه ، و من كان كذلك فإنه لا يكون معذوراً بخلاف العاجز ، فإنه معذور لعدم قدرته .

وَسـوءِ الْكِـبَر : أي ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل و اختلاط الرأي و غير ذلك مما يسوء به الحال .

رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر : أي أستجير بك يا الله من أن ينالني عذاب النار و عذاب القبر ، و إنما خصصهما بالذكر من بين سائر أعذبة يوم القيامة لشدتهما ، و عظم شأنهما ، فالقبر أول من منازل الآخرة ، و من سلم فيه سلم فيما بعده ، و النار ألمها أعظيم و عذابها شديد . يُنظر فقه الأدعية لعبدالرزاق البدر 3 / 21 ، شرح حصن المسلم لمجدي أحمد ص 161





اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ . سورة البقرة ( 255 )

فضلها : من قالها حين يصبح أجير من الجن حتى يمسي ، و من قالها حين يمسي أجير منهم حتى يصبح . رواه الحاكم

هذه الآية أعظم آية في كتاب الله ، فقد سأل النبي صلى الله عليه و سلم أبي بن كعب رضي الله عنه : ( أي آية أعظم في كتاب الله ؟ ) قال : آية الكرسي ، فضرب على صدره و قال : ليهنك العلم أبا المنذر ) . رواه مسلم أي ليكن العلم هنيئا لك .

الشرح :

هذه الآية الكريمة إنما كانت بهذه المنزلة لعظم ما دلت عليه من توحيد لله و تمجيده و حسن الثناء عليه ، و ذكر نعوت جلاله و كماله ، فتضمنت من أسماء الله خمسة أسماء ، و تضمنت من الصفات ما يزيد على العشرين صفة للرب تبارك و تعالى .
قال ابن تيمية : و ليس في القرآن آية واحدة تضمنت ما تضمنته آية الكرسي . مجموع الفتاوى 14 / 129

و قد اشتملت هذه الآية العظيمة على عشر جمل مستقلة :

- اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ : بدأت الآية بذكر تفرد الله بالألوهية ، فهو سبحانه لا معبود بحق إلا هو ، و ألوهية غيره و عبادة غيره باطلة : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } سورة الحج ( 62 )

الْحَيُّ الْقَيُّومُ : جمع هذين الاسمين في غاية المناسبة ، و ذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال ، فكمال الأوصاف في الحي ، و كمال الأفعال في القيوم .

فالحي : هو كامل الحياة ، و ذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالسمع و البصر و العلم و العزة و القدرة و الكبرياء و العظمة و غيرها من صفات الذات المقدسة .
القيوم : القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه ، و القائم على غيره فكل أحد محتاج إليه .

لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ : أي لا يعتريه نعاس و لا نوم ، لأن السنة و النعاس إنما يعرضان للمخلوق الذي يعتريه الضعف و العجز ، و لا يعرضان لذي العظمة و الكبرياء و الجلال .

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ : إخبار بأن الجميع عبيده ، و في ملكه و تحت قهره و سلطانه ، و يتفرع على كون الملك لله ألا نتصرف في ملكه إلا بما يرضاه ، و منها : تسلية الإنسان عند المصائب ، و رضاه بقضاء الله و قدره ، لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه و سلّم .

مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ : هذا من عظمته و جلاله و كبريائه عز و جل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه في الشفاعة {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} سورة النجم ( 26 )

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ : إخبار عن علمه الواسع المحيط بجميع الكائنات ماضيها و حاضرها و مستقبلها .

وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ : لها معنيان :

- لا يحيطون بشيء من علمه ، أي : لا يعلمون عن الله سبحانه من اسمائه و صفاته و أفعاله إلا بما شاء أن يعلمهم إياه فيعلمونه .
- و لا يحيطون بشيء من معلومه - أي مما يعلمه في السماوات و الأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه فيعلمونه .

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ : هذا بيان لعظمة الله بذكر عظمة مخلوقاته ، فإذا كان الكرسي و هو مخلوق من مخلوقاته وسع السماوات و الأرض فكيف بالخالق الجليل ؟! و قد شمل و أحاط الكرسي السماوات و الأرض .

و الكرسي : هو موضع قدمي الرب سبحانه و هو بين يدي العرش كالمقدمة له ، و العرش فوق المخلوقات و هو أعلى المخلوقات .

قال صلى الله عليه و سلم : ( ما السماوات السبع و الأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض ، و إن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة ) رواه ابن حبان

وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا : أي لا يثقله حفظ السماوات و الأرض لكمال عظمته و اقتداره ، فالسماوات و الأرض تحتاج إلى حفظ ، و لولا حفظ الله لفسدتا لقوله (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )سورة فاطر ( 41 )

وَهُوَ الْعَلِيُّ : له العلو المطلق :

أ- علو القدر : معناه أن الله ذو قدر عظيم ، لا يماثله أحد من خلقه ، و لا يعتريه معه نقص .
ب - علو القهر : معناه أن الله قهر جميع المخلوقات ، فلا يخرج أحد منهم عن سلطانه .
جـ - علو الذات : معناه أن الله بذاته فوق عرشه .

الْعَظِيمُ : الجامع لجميع صفات العظمة و الكبرياء ، الذي تحبه القلوب ، و تعظمه الأرواح .

و في قوله (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) التحذير من الطغيان على الغير ، و لهذا قال تعالى : { فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيَّاً كَبِيرَاً }

فإذا كنت متعالياً في نفسك فاذكر علو الله عز و جل ، و إذا كنت عظيماً في نفسك فاذكر عظمة الله ، و إذا كنت كبيراً في نفسك فاذكر كبرياء الله .
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 309 ، تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي 1/ 313 ، تفسير سورة البقرة لابن عثيمين 3/ 255 ، فقه الأذكار للبدر 3 / 57


( اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ ، وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي ، فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ ) فضلها : أن من قالها موقناً بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة و كذلك إذا أصبح . رواه البخاري

أول الحديث : سيد الاستغفار : أن يقول العبد : اللهم أنت ربي ، أي أفضل أنواع الأذكار التي تطلب بها المغفرة هذا الذكر الجامع لمعاني التوبة ، و الاستغفار : طلب المغفرة .

و المغفرة : الستر للذنوب و العفو عنها .

قال الطيبي : لما كان هذا الدعاء جامعاً لمعاني التوبة كلها استعير له اسم السيد ، و هو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج ، و يرجع إليه في المهمات ، قال ابن أبي جمرة : جَمَعَ الحديث من بديع المعاني و حسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار ، ففيه الإقرار لله وحده بالألوهية ، و لنفسه بالعبودية و الاعتراف بأنه الخالق ، و الإقرار بالعهد الذي أخذ عليه ، و الرجاء بما وعد به ، و الاستعاذة مما جنى به على نفسه ، و إضافة النعم إلى موجدها ، و إضافة الذنب إلى نفسه ، و رغبته في المغفرة ، و اعترافه بأنه لا يقدر على ذاك إلا هو .

و يظهر أن اللفظ المذكور إنما يكون سيد الاستغفار : إذا جمع صحة النية و التوجه و الأدب . تحفة الذاكرين للشوكاني ص 87 ، فيض القدير للمناوي 4 / 119
اللّهـمَّ : هي بمعنى يا الله ، حذف منها يا النداء و عوض عنها بالميم المشددة ، و لهذا لا يجوز الجمع بينهما .

أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك : فيه تذلل و خضوع ، و انكسار بين يدي الله ، و إيمان بوحدانيته سبحانه في ربوبيته و ألوهيته.

وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت : أي و أنا على ما عاهدتك عليه ، و واعدتك من الإيمان بك ، و إخلاص الطاعة لك قدر استطاعتي ، و قيل : العهد ما أخذ عليهم في عالم الذر ( ألست بربكم ) و الوعد ما جاء على لسان النبي صلى الله عليه و سلم أن من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة .

أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت : أي ألتجئ إليك يا الله ، و أعتصم بك من شر الذي صنعته من شر عاقبته و حلول عقوبته و عدم مغفرته ، أو من العود إلى مثله من شر الأفعال و قبيح الأعمال .

أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ : أي أعترف بعظم إنعامك علي ، و في ضمن ذلك شكر المنعم سبحانه و التبري من كفران النعم .

وَأَبـوءُ بِذَنْـبي : أي أقر بذنبي من تقصير في واجب أو فعل لمحظور ، و فائدة الاعتراف بالذنب : أن الاعتراف يمحو الاقتراف كما قيل :

فإن اعتراف المرء يمحو اقترافه
كما أن إنكار الذنوب ذنوب

فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ : أي اغفر لي يا الله ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . فيض القدير للمناوي 4 / 119 ، فقه الأذكار للبدر 3 / 17




( اللَّهُمَّ إِنِّى أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلاَئِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ) أربع مرات
فضلها : من قالها حين يصبح أو يمسي أربع مرات أعتقه الله من النار ، و إذا أمسى قال : اللهم إني أمسيت أشهدك و أشهد حملة عرشك ... رواه أبو داود

اللَّهُمَّ إِنِّى أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ : أي دخلت في الصباح ، و أنا أشهدك و أشهد حملة عرشك و هم الملائكة المقربين ، حملة العرش الأربعة قال تعالى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ... ) سورة غافر ( 9 )

فإذا كان يوم القيامة كانوا ثمانية قال تعالى : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) سورة الحاقة ( 17 )

وَمَلاَئِكَتَكَ : الملائكة خلق عظيم ، خلقهم الله من نور .

وَجَمِيعَ خَلْقِكَ : من باب عطف العام على الخاص ، لأن جميع الخلق يتناول الملائكة و غيرهم .

و المراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات : هو الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر ، أو أن المقام مقام الإشهاد ، و الملائكة أولى بذلك من غيرهم ، لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو ، و أن محمداً عبده و رسوله قبل سائر المخلوقات ، و إما لأن الأصل في المشهود العدالة و هي أتم فيهم . شرح حصن المسلم لمجدي أحمد ص 165

أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ : أنك لا معبود بحق سواك وحدك لا شريك لك .

وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ : و أن محمداً عبد لك شرفته بالرسالة على جميع الخلق .
نور الهدى 1 غير متواجد حالياً  
قديم 28-07-11, 08:35 PM   #6
الرباب
~مشارِكة~
a الإستغفار

ذكر لنا الشيخ حفظه الله أنه من وسائل الثباث القيام بالطاعات
ومن بين هذه الطاعات اخترت الإستغفار وأحببت ان أنقل لكم معناه وفضائله حتى نستشعره أكثر ونذوق حلاوته أكثر وأكثر.



فضائل الاستغفار


أنه طاعة لله عز وجل


أنه سبب لمغفرة الذنوب: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراًا


نزول الأمطار: يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً


الإمداد بالأموال والبنين: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ


دخول الجنات :وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ


زيادة القوة بكل معانيها :وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ


المتاع الحسن :يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً


دفع البلاء :وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ


وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍف


أوقات الاستغفار


الاستغفار مشروع في كل وقت، ولكنه يجب عند فعل الذنوب، ويستحب بعد الأعمال الصالحة، كالاستغفار ثلاثاً بعد الصلاة، وكالاستغفار بعد الحج وغيرذلك.


ويستحب أيضاً في الأسحار، لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين فيالأسحار.


صيغ الاستغفار


- سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت،أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).


2 - أستغفر الله.


3 - رب اغفر لي.


4 - ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).


5 - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).


6 - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).


أهمية الاستغفار في حقالنساء


الاستغفار في حق النساء مهم جداً لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما جاءالنساء، قال يا معشر النساء.. تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار! قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير.. رواه مسلم


الفرق بين الاستغفار والتوبة


الاستغفار هو قول العبد : أستغفر الله طلبا للمغفرة ، والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه . والاستغفار من أعظم الأذكار التي ينبغي للعبد أن يكثرمنها، ففي مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في المجلس الواحد : اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، حتى يعد العاد بيده مائة مرة . والاستغفار يكون توبة إذا جمع معاني التوبة وشروطها، وهي الإقلاع عن الذنب إن كان متلبسا به وعقد العزم على أن لا يعود إليه فيما بقي من عمره ، والندم على ما فات



:i
الرباب غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-11, 11:18 PM   #7
سلسبيل
متفائلة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

فـــــوائد: من محاضرة وسائل الثبات / لفضيلة الشيخ : إحسان العتيبي حفظه الله

قال تعالى : ( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) أحد معاني هذه الآية أي ثبتنا على الصراط المستقيم

كيف السبيل للثبات على طريق الله عز وجل ؟

::::::::: :: ( وسائل الثبات على دين الله ) :: :::::::::

1- فعل الطاعات :
إذا ذقنا حلاوة الطاعات فإنها من أكبر الدواعي التي تثبتنا

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله ، ومن يكره أن يعود في الكفر ، بعد إذ أنقذه الله ، كما يكره أن يلقى في النار ) المصدر:صحيح البخاري

العبادات لا ينبغي أن تكون عادات لأنه يصبح لها تأثير عكسي فينبغي إعادة النظر فيها
مثلا : إن كان طلب علم : أستشعر أنه لله
إن كانت صلاة : أستشعر روح الصلاة

1- ترك المعاصي :
- للمعصية شؤم على العبد .
- المعاصي لها آثار سيئة على صاحبها وهي التي تؤخره و ينتكس بسببها
- الإنسان حاله على الصراط في الآخرة كما هو حاله في الدنيا



////////// : آثار الذنوب و المعاصي : //////////
1- حرمان العلم : فالعلم نور يقذف في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور
2- حرمان الرزق : قال صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر)المصدر:الجامع الصغير
3- وحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه وبينه وبين الناس
4- تعسير أموره عليه : فلا يتوجه لأمر إلا وجده متعسراً عليه
5- العاصي يجد ظلمة في قلبه كظلمة الليل
قال ابن عباس : إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق .. وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق "

6- حرمان الطاعة : مثلا من استمع للغناء يحرم من سماع القرآن
7- المعاصي تزرع أمثالها : ويُولد بعضها بعضاَ حتى يصعب على العاصي الخروج منها
8- المعاصي تضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة إلى أن تنسلخ كليةً
9- ينسلخ من القلب استقباح المعصية فتصبح عادة ولا يهمه إن رآه الناس على تلك الحال
10- الذنوب إذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها فيصبح من الغافلين
فيصبح القلب مغلف و مغشى بالمعصية فحينها يتولاه الشيطان ويسوقه حيث أراد

3- الدعاء : سؤال الله التثبيت فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة والشيطان بالمرصاد
" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
4- القرآن الكريم : أن تكون قراءة القرآن بتعبد وتدبر وتفكر في كلام الله
قال صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
المسلم الذي له مقام مع القرآن سيكون له مقام عند الله عز وجل

تدوين الفوائد : زهور و ولاء



توقيع سلسبيل
سلسبيل غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الباب الذي لا يغلق محبه السنة النشرات الدعوية 0 22-09-13 12:12 PM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM
الثبات على الطاعة ~ عائشة صقر روضة التزكية والرقائق 6 02-07-07 10:41 AM


الساعة الآن 11:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .