العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . بوابة الملتقى . ~ . > فعـــاليات صــــ 1432 ــــيف هــ والاستعداد لشهر رمضان

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-11, 08:08 PM   #1
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
c8 نسائم رمضانية



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم

أقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن، وبين يدي

هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان
، مذكراً جميع المسلمين

بما يحمله لهم من الخير
والدنيا مزرعة الآخرة

فلنشمر عن السواعد ونحسن الزرعة لعلنا نفوز بهذه النفحات


فمـن نِعـم الله ،أنـه سـبحانه مَـنُّ علينـا بفضائـل

عظيمـة ونفحـات يعيهـا كـل ذي عقـل فطـن حـذر

فلنتعرض لهذه النفحات

* قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ
رحمـة الله ، فـإن لله نفحـاتٍ مـن رحمتـه ،
يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا
الله أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم "

أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه
الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 4 /حديث
رقم : 1890 / ص : 511

إنهـا دعـوة لنـدرك مـا فاتنـا فـي مواسـم مضـت

ولـم نسـتثمرها

فهـا هـو رمضـان الشهر المبارك يهل علينا

فلنغتم النفحة ،

فالقافلـة مـا زالـت تنتظـر مَـنْ يُسْـرِع الخطـى كـي

يصـل إليهـا ويحصّـل الخيـر الجزيـل والأجـر الوفيـر

فهيا نطوف مع هذه النفحة والنسمات المباركة

يتبع




توقيع أم أبي تراب
أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 01:17 AM   #2
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي


الحمـد لله الـذي جعـل الأعمـار مواسـم ، يربـح فيهـا

ممتثـل المراسـم ، ويخسـر المضيـع الحسـير والحاسـم .


فهـي موضوعـة لبلـوغ الأمـل ، ورفـع الخلـل .

زائـدة الأربـاح لمـن اتجـر ، مهلكـة الأرواح لمـن فجـر ،

الحسـنة بعشـر أمثالهـا إلـى سـبعمائة ضعـف وأكثـر ،

والسـيئة تـرد .


وبهـذا العمـر اليسـير يشـتري الخلـود الدائـم فـي

الجنـان ، ومـن فـرط فـي العمـر وقـع فـي الخسـران .


فينبغـي للعاقـل أن يعـرف قـدر عمـره ، وأن ينظـر

لنفسـه فـي أمـره .


فيغتنـم مـا يفـوت اسـتدراكه ، فربمـا بتضييعـه هلاكـه .

نســـأل الله العافيـــة .

فلينظـر العبـد فيمـا يرتفـع مـن عملـه ، فـإن زل

فليرتفـع الزلـل بتوبـة واسـتدراك فالمشـروع للمسـلم

فـي رمضـان وفـي غيـره مجاهـدة نفسـه الأمـارة بالسـوء

حتـى تكـون نفسًـا مطمئنـة آمـرة بالخيـر راغبـة فيـه ،

وواجـب عليـه أن يجاهـد عـدو الله إبليـس حتـى يسـلم

مـن شـره ونزغاتـه ، فالمسـلم فـي هـذه الدنيـا فـي

جهـاد عظيـم متواصـل للنفـس والهـوى والشـيطان ،

وعليـه أن يكثـر مـن التوبـة والاسـتغفار فـي كـل وقـت وحيـن .


ونسـأل الله أن يكتـب لنـا فيـه الرحمـة والعفـو والصفـح

والغفـران ، وأن يوفقنـا فيـه للهـدى والبـر والإحسـان .


ولاشـك أن مـن نعـم الله سـبحانه وتعالـى علـى العبـد

أن يطـول عمـره ويحسـن عملـه .


* عـن عبـد الله بـن بسـر المازنـي قـال جـاء أعرابيـان
إلـى رسـول الله ـ
صلى الله عليه وسلم
ـ فقـال
أحدهمـا يـا رسـول الله أي النـاس خيـر قـال :

" طوبـى لمـن طـال عمـره وحسـن عملـه " .
وقـال الآخـر أي العمـل خيـر ، قـال :
" أن تفـارق الدنيـا ولسـانك رطـب مـن ذكـر الله " .
إسناده صحيح .
السلسلة الصحيحة / ج : 4 / حديث رقم : 1836 / التحقيق صحيح .

فالمؤمـن لا يرجـو مـن بقائـه فـي الحيـاة إلا زيـادة

الخيـر
؛ كمـا قـال عليـه الصـلاة والسـلام فـي

الحديـث الصحيـح :

" واجعـل الحيـاة زيـادة لـي فـي كـل خيـر " .


قـال صلـى الله عليـه وسـلم : " اللهـم أصلـح لـي
دينـي الـذي هـو عصمـة أمـري وأصلـح لـي
دنيـاي التـي فيهـا معاشـي وأصلـح لـي آخرتـي
التـي فيهـا معـادي واجعـل الحيـاة زيـادة لـي

فـي كـل خيـر واجعـل المـوت راحـة لـي مـن كـل شـر " .

تخريج السيوطي : ( مسلم ) عن أبي هريرة .
تحقيق الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1263
في صحيح الجامع الصغير وزيادته.



أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 02:31 AM   #3
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي


وصايا


*الوصية الأولى

إذا وفـق الله العبـد ويسـر لـه إدراك رمضـان ؛ فليكـن

* أول مـا يكـون منـه أن يحمـد الله سـبحانه وتعالـى

علـى نعمتـه وجميـل فضلـه وجليـل منتـه ، ويسـأله

سـبحانه أن يبـارك لـه فـي هـذه النعمـة ؛ لأنـك إذا

شـكرت نعمـة الله ؛ بـارك الله لـك فيهـا ، ولمـا

غفـل النـاس عـن شـكر الله ؛ سـلب الله الكثيـر

بركـة النعـم . فاحمـد الله إذا بلغـت رمضـان فانظـر

إلـى مقـدار نعمـة الله عليـك حتـى تحـس بفضـل

هـذا الشـهر ، ويمكنـك بعـد ذلـك أن تقـوم بحقـه وحقوقـه .

تذكّـر الميـت الـذي كـان يتمنـى بلـوغ رمضـان في حياته ،

والله أعطـاك الحيـاة ، وأمـد لـك فـي العمـر ..!!

وتذكّـر المريـض الـذي يتـأوه مـن الأسـقام والآلام

والله أمـدك بالصحـة والعافيـة لتغنم ..!!


**الوصية الثانية

أن تدخـل هـذا الشـهر باسبشار وبنيـة صادقـة

خالصـة وعزيمـة قويـة علـى الخيـر ، فكـم مـن

عبـد نـوى الخيـر فبلّغـه الله أجـره ولـم يعمـل بـه ،

حيـل بينـه وبيـن العمـل العـذر ، فقـد يكـون الإنسـان

فـي نيتـه أن يصـوم ويقـوم فتأتـي الحوائـل أو تأتـي

آجـال أو تأتـي أقـدار تحـول بينـه وبيـن مـا يشـتهي ،

ويسـأل الله العظيـم يكـون فـي قلبـه وقرارتـه أن

ينـوي الخيـر وأن يفعـل الخيـر وأن يكـون هـذا الشهر

صفحـات بـر وإقبـال علـى الله وإنابـة إليـه ، وإذا

نويـت ذلـك وحـال بينـك وبيـن ذلـك شـيء مـن الأقـدار

والآجـال ؛ كتـب الله لـك الأجـر ، وكتـب الله لـك

الثـواب ؛ كمـا ثبـت فـي الحديـث الصحيـح أن

النبـي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ قـال : " حبسـهم العـذر " .

* قـال أبـو داود فـي سـننه :

حدثنـا موسـى بـن إسـماعيل ، قـال : حدثنـا حمـاد ،

عـن حميـد ، عـن موسـى بـن أنـس بـن مالـك ،

عـن أبيـه أن رسـول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ قـال :

" لقـد تركتـم بالمدينـة أقوامًـا مـا سـرتم مسـيرًأ ولا

أنفقتـم مـن نفقـة ولا قطعتـم مـن واد إلا وهـم معكـم

فيـه
" قالـوا : يـا رسـول الله وكيـف يكونـون

معنـا وهـم بالمدينـة
؟ فقـال : " حبسـهم العـذر " .

سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : الجهاد / باب : في الرخصة
في القعود من العذر / حديث رقم : 2508 / صحيح .




***الوصية الثالثة

بشرى لمـن اسـتقبل هـذا الشـهر بالتوبـة

إلـى الله والإنابـة إلى الله ، فـإن الله يحـب التوابيـن ، والله

يفـرح بتوبـة عبـده فيدخـل إلـى شـهر رمضـان ،

منكسـر القلـب ،
منيبًـا إلـى الله ـ جـل وعـلا ـ يحـس

بعظيـم التقصيـر والتفريـط فـي جنـب الله ، ويقـول

بلسـان حالـه ومقالـه : يا حسـرتا علـى ما فرطـت فـي

جنـب الله ، فإذا اسـتقبلت رمضـان وأنـت منكسـر القلـب ؛


غيـرت مـا بـك فغيـر الله حالـك { لَـهُ مُعَقِّبَـاتٌ مِّـن
بَيْـنِ يَدَيْـهِ وَمِـنْ خَلْفِـهِ يَحْفَظُونَـهُ مِـنْ أَمْـرِ اللهِ إِنَّ
اللهَ لاَ يُغَيِّـرُ مَـا بِقَـوْمٍ حَتَّـى يُغَيِّـرُواْ مَـا بِأَنْفُسِـهِمْ
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَـوْمٍ سُـوءاً فَـلاَ مَـرَدَّ لَـهُ وَمَـا لَهُـم
مِّـن دُونِـهِ مِـن وَالٍ
} .

سورة الرعد / آية : 11 .


أنـه قـال : " إذا دخـل رمضـان فتحـت أبـواب الرحمـة " .


قـال النسـائي فـي سـننه :
أخبرنـا محمـد بـن خالـد ، قـال : حدثنـا بشـر بـن
شـعيب ، عـن أبيـه ، عـن الزهـري ، قـال :
حدثنـي ابـن أبـي أنـس مولـى التيمييـن أن أبـاه
حدثـه أنـه سـمع أبـا هريـرة يقـول : قـال رسـول
الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ :
" إذا جـاء رمضـان فتحـت أبـواب الرحمـة وغلقـت
أبـواب جهنـم وسـلسـلت الشـياطين
" .

سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : الصيام / باب : ذكر
الاختلاف على الزهري فيه /حديث رقم : 2100 / التحقيق صحيح .


أي أن الله يفتـح أبـواب رحمتـه فيرحـم مـن يشـاء

بفضلـه ومنـه وكرمـه ، فإذا أريـت الله مـن نفسـك التوبـة

والإقـلاع وأنبـت إلـى الله سـبحانه فأنـت أحـرى برحمـة الله

وأحـرى بـأن يلطـف الله سـبحانه وتعالـى بـك ، وأن

يبلغـك فـوق مـا ترجـو وتأمـل مـن إحسـانه وبـره .


فنستقبل هذا الشهر الفضيل

بالتخلية قبل التحلية



التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي تراب ; 12-07-11 الساعة 02:41 AM
أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 02:56 AM   #4
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي


التخلية قبل التحلية

فلنخل أنفسنا من الحقوق والذنوب وأدرانها قبل

تحليتها بطاعة ربها ومولاها عز وجل

فعلينا بالتأمل والمحاسبة والتقويم في بداية الشهر


وأقصد تقويم أعمال الإنسان لنفسه فما كان منها خير

يحمد الله تعالى عليه ، وما كان غير ذلك فيصححه ،

وهذا التأمل يجعل المسلم يحدد نقطة البداية القوية فيسير


مع الله تعالى في هذا الشهر المبارك وصفحته بيضاء ،

وقد عزم على المواصلة في الأعمال الخيرية من

فرائض ومستحبات ، والتوبة عن الخطايا و الآثام .

~ فلنبدأ بإبراء الذمة

إبراء الذمة من كل ما يلزمها من حقوق للخلق بأنواعها

إبراء الذمة من كل ما يلزمها من حقوق للخالق بكل أنواعها


مثل الزكاوات والصيام الواجب

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ :

كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ

أَقْضِيَ إِلا فِي شَعْبَانَ .


قال: يعني الشغل من النبي أو بالنبي صلى الله عليه وسلم

رواه البخاري في صحيحه /30- كتاب الصوم / 40- باب متى يقضى قضاء
رمضان ؟ / حديث رقم ( 1950 ) / ص: 220

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله- :

ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز

تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر .


" فتح الباري " ( 4 / 191 ) .

~ ثم نثني بالتوبة والاستغفار

التوبة التوبة

اعلموا أن الذنوب والمعاصي باب كلنا ولجناه ..وبحر

كلنا سبحنا فيه

ولا ينجو من ذلك إلا المعصومين ممن اصطفاهم الله

واجتباهم من الأنبياء والرسل عليهم السلام

فليست التوبة كما يظن البعض أنها خاصة بأهل

المعاصي كلا بل هي عامة لنا جميعاً .

قال الله تعالى :

{َتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
(النور-13).

وقال الله تعالى:{ اسْتَغْفِرُواْرَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }

(هود-90) .

*وجاء في الصحيح من حديث الأغَرَّ المزَني

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال :

-" يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب

في اليوم إليه مائة مرة " .

صحيح مسلم / 18 –كتاب الذكر والدعاءوالتوبة
والاستغفار / 12- باب : استحباب الاستغفار
والاستكثار منه / حديث رقم : 42 - (2702) / ص : 685

*وقال صلى الله عليه وسلم :

"إنه ليغان على قلبي ، وإِني لأستغفر الله في

اليوم مائة مرة "

صحيح مسلم / 18 – كتاب الذكر والدعاءوالتوبة والاستغفار /
12- باب : استحباب الاستغفار والاستكثار منه /
حديث رقم : 41 - (2702) / ص : 685


هل تعلم الفرق بين التوبة والاستغفار ؟

التوبة

تتضمن أمراً ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ،

فالندم على الماضي والإقلاع عن الذنب في الحاضر

والعزم على عدم العودة في المستقبل .

والاستغفار طلب المغفرة ،


وأصله : ستر العبد فلا ينفضح ،

ووقايته من شر الذنب فلا يُعَاقب عليه ،

فمغفرة الله لعبده تتضمن أمرين :

ستره فلا يفضحه

ووقايته أثر معصيته فلا يؤاخذ عليها

وبهذا يعلم أن بين الاستغفار والتوبة فرقاً

فقد يستغفر العبد ولم يتب ،كما هو حال كثير

من الناس ، لكن التوبة تتضمن الاستغفار .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

هنا
فهيا نتوب ونستغفر الله في هذا الشهر المبارك

لعل الله يرحمنا ونفوز بالعتق من النار


قال ابن القيم في

[مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين]

(313/1)

وتوبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه
قبلها،و توبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله
سابقة ولاحقة فإنه تاب عليه أولاً [إذنًا و توفيقًا و إلهامًا]

فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيا [قبولاً وإثابةً]

ا.هـ
وقال رحمه الله

والعبد تواب والله تواب ،فتوبة العبد :

رجوعه إلى سيده بعد الإباق

وتوبة الله نوعان :
[إذن وتوفيق] و [قبول وإمداد].

ا.هـ

قال تعالى

"لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ
فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ*
وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ
بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ
مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ
هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"

سورة التوبة : 117، 118

*قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله في تفسيره
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

يخبر تعالى أنه من لطفه وإحسانه تَابَ عَلَى النَّبِيِّ

محمد صلى الله عليه وسلم (وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ)

فغفر لهم الزلات، ووفر لهم الحسنات، ورقاهم إلى أعلى الدرجات، وذلك

بسبب قيامهم
بالأعمال الصعبة الشاقات، ولهذا قال:

(الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) أي:

خرجوا معه لقتال الأعداء في وقعة"تبوك"

وكانت في حر شديد، وضيق من الزاد والركوب،

وكثرة عدو، مما يدعو إلى التخلف.

فاستعانوا باللّه تعالى، وقاموا بذلك

(مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) أي:

تنقلب قلوبهم، ويميلوا إلى الدعة والسكون،

ولكن اللّه ثبتهم وأيدهم وقواهم. وزَيْغُ القلب

هو انحرافه عن الصراط المستقيم، فإن كان

الانحراف في أصل الدين، كان كفرًا، وإن كان

في شرائعه، كان بحسب تلك الشريعة، التي

زاغ عنها، إما قصر عن فعلها، أو فعلها

على غير الوجه الشرعي.

وقوله (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ) أي: قبل توبتهم

(إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ومن رأفته ورحمته أن مَنَّ

عليهم بالتوبة، وقبلها منهم وثبتهم عليها.

(و) كذلك لقد تاب الله (عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) عن
الخروج مع المسلمين، في تلك الغزوة، وهم:
"كعب بن مالك"وصاحباه، وقصتهم مشهورة
معروفة، في الصحاح والسنن.
(حَتَّى إِذَا) حزنوا حزنًا عظيمًا، و (ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ
الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ) أي: على سعتها
ورحبها (وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) التي هي أحب إليهم
من كل شيء، فضاق عليهم الفضاء الواسع، والمحبوب
الذي لم تجر العادة بالضيق منه، وذلك لا يكون
إلا من أمر مزعج، بلغ من الشدة والمشقة ما لا يمكن
التعبير عنه، وذلك لأنهم
قدموا رضا اللّه ورضا رسوله على كل شيء.

(وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ) أي: تيقنوا وعرفوا
بحالهم، أنه لا ينجي من الشدائد، ويلجأ إليه،
إلا اللّه وحده لا شريك له، فانقطع تعلقهم بالمخلوقين،
وتعلقوا باللّه ربهم، وفروا منه إليه، فمكثوا بهذه
الشدة نحو خمسين ليلة.

(ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ) أي: أذن في توبتهم ووفقهم لها
(لِيَتُوبُوا) أي: لتقع منهم، فيتوب
اللّه عليهم، (إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ) أي: كثير التوبة والعفو، والغفران عن الزلات والعصيان، (الرَّحِيمُ) وصفه
الرحمة العظيمة التي لا تزال تنزل على العباد في
كل وقت وحين، في جميع اللحظات، ما تقوم به أمورهم
الدينية والدنيوية.

وفي هذه الآيات دليل على أن توبة اللّه على العبد
أجل الغايات، وأعلى النهايات، فإن اللّه جعلها
نهاية خواص عباده، وامتن عليهم بها،
حين عملوا الأعمال التي يحبها ويرضاها.


ومنها: لطف الله بهم وتثبيتهم في إيمانهم عند
الشدائد والنوازل المزعجة.

ومنها: أن العبادة الشاقة على النفس، لها فضل
ومزية ليست لغيرها، وكلما عظمت المشقة عظم الأجر.

ومنها: أن توبة اللّه على عبده بحسب ندمه وأسفه
الشديد، وأن من لا يبالي بالذنب ولا يحرج إذا فعله،
فإن توبته مدخولة، وإن زعم أنها مقبولة.

ومنها: أن علامة الخير وزوال الشدة، إذا تعلق القلب
بالله تعالى تعلقًا تامًا، وانقطع عن المخلوقين.

ومنها: أن من لطف اللّه بالثلاثة، أن وسمهم بوسم،
ليس بعار عليهم فقال: (خُلِّفُوا) إشارة إلى أن المؤمنين
خلفوهم، [أو خلفوا عن من بُتّ في قبول عذرهم،
أو في رده] وأنهم لم يكن تخلفهم رغبة عن الخير،
ولهذا لم يقل: "تخلفوا". ا.هـ
هنا
أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 03:32 AM   #5
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي


فهيا نطوف مع هذه النفحة المباركة
في بستان الطاعات

وتسديد الطعنات لعدونا اللدود الذي يعلن

عداوته لنا وحربه علينا

*قال تعالى
"وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ‌ۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَـٰنَ
يَنزَغُ بَيۡنَہُمۡ‌ۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَـٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَـٰنِ عَدُوًّ۬ا مُّبِينً۬ا"
الإسراء (٥٣)

*قال تعالى
{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلاً }

الإسراء62


(قال أرأيتك) أي أخبرني (هذا الذي كرمت)

فضلت (علي) بالأمر بالسجود له وأنا خير

منه خلقتني من نار (لئن) لام قسم (أخرتن

إلى يوم القيامة لأحتنكن) لأستأصلن (ذريته)
بالإغواء (إلا قليلاً) منهم ممن عصمته

اللهم اجعلنا من هذه الشرذمة القليلة التي

تنجو من هذا العدو اللدود ،أعاذنا الله منه

ومن شرور أنفسنا

*قال تعالى
"قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ
جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءً۬ مَّوۡفُورً۬ا (٦٣) وَٱسۡتَفۡزِزۡ
مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡہُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَيۡہِم
بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِى ٱلۡأَمۡوَٲلِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ
وَعِدۡهُمۡ‌ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا" (٦٤)
إِنَّ عِبَادِى لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَـٰنٌ۬‌ۚ وَكَفَىٰ
بِرَبِّكَ وَڪِيلاً۬ "
الإسراء (٦٥)


اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

فالحذر الحذر ياعباد الله من عدونا الذي

لاييأس ولا يكل ولا يمل عن غوايتنا

ولنعلم أنه رغم أسلحته المتنوعة ورغم

نجاحه الفائق الذي نحققه نحن له رغم

هذا فكيده ضعيف ونحن الذين نعاونه

على النجاح والغواية

*قال تعالى

{ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ‌ۖ

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْيُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّـٰغُوتِ

فَقَـٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَـٰنِ‌ۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفًا}

النساء76

نسأله سبحانه أن يمدنا بعزم لا يأخذه

فتور ولا ملل, وأن ينفي عن قلوبنا اليأس

ويقوي منا الأمل,

استغفرك ربي وأتوب إليك

التوبة هي التخلية ثم تتبعها التحلية

بالأعمال الصالحة

اللهم اجعلنا من التوابين المتطهرين ،

اللهم اعتقنا من رقَّ الذنوب ، وخلصنا

من أشر النفوس اللهم ارزقنا قلوب المحبين

والآن مع أولى خطوات التحلية

* قلوب المحبين

إن قلوب المحبين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون،

فكل حركة وسكنة في هذا الكون تذكرهم بالله

والدار الآخرة،فتعلوا هممهم إلى مزيد من

القرب من مولاهم رب الأرض والسماوات،

وتزيد رغبتهم فيما عند ربهم الكريم الذي

يجازي على الإحسان إحسانًا،

(وهَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ . فَبِأَيِّ

آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)

الرحمن:60-61

لا تغفل قلوبهم عن يوم التلاقي
فهم متى لامست وجوههم نسمات السحر وذاقوا

برده ؛تذكُّروا الجنة ونسيمها فصبروا على ألم

العبادة واحتسبوه
وأعين المحبين ترى من الحرِّ ما لا تراه أعين الغافلين

فالغافلون لا يرون من الحرإلا الألم والعطش، والتأفف،
والتطلع إلى انتهاء النهار،

فحيث يشتد العطش بالصائمين، ويزداد

نصبهم بطول النهار،

وإن كانت قلوب كثير من الناس معلَّقة بوقت

الإفطار والتفكير في ألم العطش؛

فإن المحبين لهم شأن آخر؛

ففضلاً عن تذكرهم أحوال الآخرة والموقف

بين يدي الله، والموقف يوم تدنو الشمس من الرؤوس،

ويشتد الظمأ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؛
فإنهم يعلمون علم اليقين أن الجزاء من جنس العمل

" هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ "

فمن ذاق حلاوة الطاعة هان عليه الألم

ومن زاد شوقه تلذذ بظمإ الهواجر وجوع النهار الطويل،

فالفرق كبيرٌ والبون شاسعٌ بين من صام في
حرِّ الصيف ولم يعرف من صومه إلا الجوع والعطش،
ومن صام وذاق لذة ظمإ الهواجر

فهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه
صاحبه,كما قال تعالى في المجاهدين :

"مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ

يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي

سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ

عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ

أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "
التوبة (١٢٠)
فلنعزم على الفوز ، والفرار من النار،وإذا لم نفز في

هذا الشهر المبارك فأنى لنا الفوز ،


فلا تغتر بحلاوتها الزائفة


منقول بتصرف
أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 03:39 AM   #6
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي



كيف نحقق هذا وما معيار الفوز

نعيش مع سلفنا الصالح لحظات نسترشد بسلوكهم

للفوز في الدارين

حيـن خَلُصَـت نفـوس المؤمنيـن بـ


" لا إله إلا الله " مـن ألـوان الشـرك المختلفـة ،
فقـد حـدث فـي نفوسـهم تحـول هائـل
كأنـه ميـلاد جديـد

لـم يكـن مجـرد التصديـق ، ولا مجـرد الإقـرار .
لقـد كـان كأنـه إعـادة ترتيـب ذرات نفوسـهم
علـى وضـع جديـد ، كمـا يعـاد ترتيـب
الـذرات فـي قطعـة الحديـد ، فتتحـول إلـى طاقـة
مغناطيسـية كهربائيـة ، كـان الاهتـداء إلـى " الحـق "

هائـل الأثـر فـي كـل جوانـب حياتهـم .

لقـد صـارت " لا إله إلا الله " هـي مفتـاح

التجمـع والافتـراق ، هـي الربـاط الـذي


يربـط القلـوب التـي آمنـت بهـا ،

ويفصـل بينهـا وبيـن غيرهـا مـن القلـوب .


ـ ولـم ينحصـر مفهـوم " لا إله إلا الله " فـي
حسـهم فـي نطـاق الشـعائر التعبديـة وحدهـا ،
كمـا انحصـر فـي حـس الأجيـال المتأخـرة
التـي جـاءت بفهـم للإسـلام غريـب عن الإسـلام .

إن شـعائـر التعبـد لا يمكـن بداهـةً أن تكـون
هـي كـل " العبـادة " المطلـوبـة مـن الإنســان .


فمـا دامـت غايـة الوجـود الإنسـاني كمـا تنـص
الآيـة الكريمـة ، محصـورة فـي عبـادة الله .
{ وَمَـا خَلَقْـتُ الْجِـنَّ وَالإِنـسَ إِلاَّ لِيَعْبُـدُونِ } .
سورة الذاريات / آية : 56 .

فأنـى يستطيـع الإنسـان أن يوفـي العبـادة المطلوبـة
بالشعـائر التعبديـة فحسـب ؟

كـم تستغـرق الشعـائر مـن اليـوم والليلـة ؟

وكـم تستغـرق مـن عمـرالإنسـان ؟


وبقيـة العمـر؟ وبقيـة الطاقـة ؟ وبقيـة الوقــت ؟

أيـن تُنفَـق ، وأيـن تذهــب ؟

ـ كـان فـي حسـهم أن حياتهـم كلهـا عبــادة ، وأن
الشعـائر إنمـا هـي لحظـات مركـزة ، يتــزود
الإنسـان فيهـا بالطاقـة الروحيـةالتـي تعينـه علـى
أداء بقيـة العبــادة المطلوبـة منـه .

كانـوا يقومـون بالعبـادة وهـم يمارسـون الحيـاة
فـي شتَّـى مجالاتهـا ، كانـوا يذكـرون الله فيسـألون
أنفسهـم : هـل هـم فـي الموضـع الـذي يُرضـي الله ،
أم فيمـا يُسـخط الله ؟ !

فإن كانـوا فـي موضـع الرضـى حمـدوا الله ، وإن كانـوا
علـى غيـر ذلـك اسـتغفروا الله وتابـوا إليـه .

ـ وكانـوا يذكـرون اللـه ، فيسـألون أنفسـهم : مـاذا يريـد
الله منـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

أي : مـا التكليـف المفـروض علينـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

إذا كـان التكليـف : { ... وَعَاشِـرُوهُنَّ بِالْمَعْـرُوفِ ... }
سورة النساء / آية : 19
كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بهـذا الواجـب الـذي
أمـر بـه الله تجـاه الزوجـات .

وإذا كـان التكليـف : { ... قُـوا أَنفُسَـكُمْ وَأَهْلِيكُـمْ نَـاراً ... }
سورة التحريم / آية : 6

كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بتربيـة الأهـل
والأولاد علـى النهـج الربانـي الـذي يضبـط سـلوكهم
بالضوابـط الشـرعية .
وإذا كـان التكليـف : { ... فَامْشُـوا فِـي مَنَاكِبِهَـا
وَكُلُـوا مِـن رِّزْقِـهِ وَإِلَيْـهِ النُّشُـورُ }
سورة الملك / آية : 15
كـان مقتضـى ذكـر الله ، هـو المشـي في مناكـب
الأرض وابتغـاء رزق الله في حـدود الحـلال الـذي

أحلَّـهُ الله ، لأنـه إليـه النشـور فيحاسـب النـاس
علـى مـا اجترحـوا في الحيـاة الدنيـا .
وهكـذا ؛ فقـد فهمـوا أن الصـلاةَ والنُّسُـك
( أى : الشـعائر ) إنمـا هـي المنطلـق

الـذي ينطلـق منـه الإنسـان ليقـوم ببقيـة العبـادة التـي

تشـمل الحيـاة كلهـا ، بـل المـوت كذلـك .

فالشـعائر مجـرد محطـات شـحن للانطـلاق
إلـى بقيـة العبـادة ، ويشمـل ذلـك المـوت
المـوت فـي حـد ذاتـه لا يمكـن أن يكـون عبـادة
بطبيعـة الحـال ، لأنـه لا خيـار للإنسـان فيـه ... ولكـن
المقصـود فـي قولـه تعالـى :

{ ... وَمَحْيَـايَ وَمَمَاتِـي للهِ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ * لاَ شَـرِيكَ لَـهُ . }
سورة الأنعام / آية : 162 ، 163

هـو أن يمـوت الإنسـان غيـر مشـرك بالله ، وذلـك
هـو الحـد الأدنـى الـذي يكـون بـه الإنسـان ( فـي موتـه )
عابـدًا لله ، أمـا الحـد الأعلـى فهـو أن يكـون موتُـه
فـي سـبيل الله

هذا حالهم في حياتهم كلها فما بالنا في رمضان

لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً،

ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات،

كانوا سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا

في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا

ولهم فيه اليد الطولى،وخاصة في مواسم الخيرات،

عن السائب بن يزيد قال أمر عمر أبي بن كعب وتميمًا
الداري أن يقوما للناس في رمضان بإحدى عشرة
ركعة فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصا
من طول القيام فما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر .

رواه مالك وصححه الشيخ الألباني في : مشكاة المصابيح /ج1 / كتاب
الصلاة /
الفصل الثالث / حديث رقم :1302


وقد كان للسلف في كل باب من أبواب القربات أوفر
الحظ، وكانوا يحفظون صيامهم من الضياع في
القيل والقال وكثرة السؤال . لذا تجد ;كثيراً منهم قد لازم
المسجد ليحفظ صيامه وينقطع عن الناس ويتفرغ للعبادة


وكانوا حريصين على استثمار أوقاتهم ، واغتنام ساعات
الليل والنهار. وكان أحدهم أشح على وقته من صاحب
المال على ماله . قال ابن مسعود رضي الله عنه :
ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه
نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي.

وقال ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من
الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار
الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها

وخلاصة حال السلف في رمضان:

أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 03:45 AM   #7
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي


وخلاصة حال السلف في رمضان:

الإمساك عن تعاطي جميع المفطرات الحسية والمعنوية،

وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما
يحتسبون

قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات،


ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون

صيامهم من جميع المفطرات، يعملون بكتاب الله

وسنة رسوله، ويوصي بعضهم بعضاً بألا يكون يوم


صوم أحدهم كيوم فطره، فعن جابر بن عبد الله

-رضي الله عنه- قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك،

ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن

عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك

ويوم فطرك سواء".فلا بد أن نذكر أنفسنا

بشيء من حياتهم، حتى يزداد إيماننا، وتقوى

صلتنا بخالقنا، وحتى تقوى عزائمنا، وتشحذ هممنا،

فنقتدي بهم - نرجو من الله ذلك-.

نسأل الله أن يجعلنا متأسين بسنة نبيه صلى الله

عليه وسلم ، مهتدين بهديه ، نسير على ما سار

عليه صالحوا سلف الأمة من الصحابة والتابعين

ومن تبعهم بإحسان . وأن يستعملنا في طاعته،

ويجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول

والعمل، وأن يوفقنا لقيام رمضان وصيامه إيماناً

واحتساباً ويتقبله منا، ويجعلنا ممن وفق لقيام ليلة

القدر، وأن يعلي هممنا، ويقينا شرور أنفسنا.


آمين آمين آمين.

منقول من عدة مصادر بتصرف

أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 03:56 AM   #8
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي


كل الناس يغدوا من الفائز ومن الخاسر

قال صلى الله عليه وسلم

"الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان

وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء

والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر

ضياء والقرآن حجة لك أو عليك

كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ." ‌

تخريج السيوطي : (أحمد/ مسلم/ الترمذي) عن أبي مالك الأشعري.
تحقيق الألباني :
(صحيح) انظر حديث رقم: 3957 في صحيح الجامع.‌

فلنعتق أنفسنا من النيران

اتقوا الله، و أكرموا هذا الوافد العظيم، جاهدوا النفوس

بالطاعات. ابذلوا الفضل من أموالكم في البر والصلات،


ولنسبشر خيرا

كان صلى الله عليه وسلم يبشر الصحابة بقدوم

شهر رمضان المبارك

يبشـر أصحابـه بقـدوم شـهر الخيـر :



فعـن أبـي هريـرة ، قـال : قـال رسـول الله ـ صلى



الله عليه وسلم ـ : " أتاكـم رمضـان شـهر مبـارك ،



فـرض الله ـ عـز وجـل ـ عليكـم صيامـه ،



تفتـح فيـه أبـواب السـماء ، وتغلـق فيـه



أبـواب الجحيـم ، وتغـل فيه مـردة الشـياطين ،



لله فيـه ليلـة هـي خيـر مـن ألـف شـهر ،



من حـرم خيرهـا فقـد حـرم "



سنن النسائي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام /

( 5 ) ـ باب : ذكر الاختلاف على ..... / حديث رقم : 2106 / ص : 336


فضيلـــة شــهر رمضـــان



أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 04:53 AM   #9
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Icon188


فضيلـــة شــهر رمضـــان

* عـن كعـب بـن عُجْـرَة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال
رسـول الله ـ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" احضـروا المنبــر " فحضـرنا ، فلمـا ارتقى درجـة

قـال ـ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " آمـين " فلمـا

ارتقـى الدرجـة الثانيـة قـال ـ
صلى الله عليه وعلىآله

وسلم
ـ : " آمـين " فلمـا ارتقـى الدرجـة الثالثـة

قـال
ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " آمـين "
فلمـا
نـزل قـلنا : يـا رسـول الله ! لقـد سـمعنا منـك


اليـوم شـيئًا مـا كنـا نسمعـه
قــال ـ
صـلى الله عليـه وعلى

آلـه وسلم
ـ إن جبريـل عـرض لـي فقـال : بَعُــدَ مــن

أدرك رمضــان فلـم يغفـر لـه قلـت آمـين ، فلمـا

رقيـت الثانيـة قـال : بَعُـدَ مــن ذُكِـرْتُ عنــده

فلـم يصـل عليـك فقـلت : آمـين . فلمـا
رقيـت

الثالثـة قـال : بَعُــدَ مـن أدرك أبويـه الكبـر عنـده

أو أحدهمـا فلـم يدخـلاه الجنـة . قلـت آميـن .

رواه الحاكم وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فـي صحيح التـرغيب
والتـرهيب : ( 9 ) ـ كتاب :
الصوم / ( 2 ) ـ باب : الترغيب في صيام
رمضان ..... / حديث رقم : 981 / ص : 488 .


* روي عـن أبـي سـعيد الخـدري ـ رضي الله عنه ـ قـال :
قـال رســول الله ـ
صلى اللهعليـه وعلى آلـه وسـلم ـ :

" إن لله تبـارك وتعالـى عتقـاء فـي كل يـوم وليلــة

( يعـن
ي في رمضـان ) وإن لكـل مسـلم فـى كـل
يـوم وليلـة دعـوة مسـتجابة " .

رواه البزار ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب
والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 2 ) ـ باب : الترغيب في صيام
رمضان ..... / حديث رقم : 988 / ص : 491 .

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم
ـ قـال : " مـن قـام ليلـة
القـدر إيمانًـا واحتسـابًا غفـر لـه مـا تقـدم مـن ذنبـه ،
ومـن صـام رمضـان إيمانًـا واحتسـابًا غفـر لـه
مـا تقـدم مـن ذنبـه
" .


رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ـ صحيح الترغيب
والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب : الصوم /
( 2 ) ـ باب : الترغيب في صيام
رمضان ..... / حديث رقم : 978 / ص : 487 .


* قـال الخطابـي :

قولـه " إيمانًـا واحتسـابًا " أي نيـة وعزيمة ، وهـو

أن يصومه عـلى التصديـق والرغبـة فـي ثوابـه

طيبـة بـه نفسـه ، غيـر كـاره له ، ولا مسـتثقل

لصـيامه ، ولا مسـتطيل لأيامـه ، لكـن يغتنـم طـول

أيـامه لعظـم الثـواب .


وقـال البغـوي :

" قولـه احتسـابًا :

أي طلبًـا لوجـه الله تعالـى وثوابـه ..... يقـال فلان

يحتسـب الأخبـار ويتحسـبها : أي يتطلبهـا .


الإيمــــان
: هـو الاعتقـاد بحـق فرضيـة صومـه .

الاحتســاب : هـو طلـب الثـواب مـن الله والتقـرب

إليـه طلبًـا للأجـر لا لقصـد آخـر مـن ريـاء أو غيـره.

وهـذا محلـه القلـب . فهـو نيـة . فبالنيـة يمكـن أن

يحصـل المؤمـن من الثـواب الخيـر الكثيـر . ننــوي

عنـد بدايـة رمضـان صـيام الشـهر إيمانـًا واحتسـابًا .

وننــوي فعــل كـل مـا يرضـي الله . ونتجنـب

المعاصـي خشـية أن يَصْـدُق علينـا هـذا الحديـث :

* عـن ابـن عمـر قـال : قـال رسـول الله ـ
صلى الله
عليه وعلى آله وسلم
ـ :
" رُب صائـم حظــه مـن صيامـه الجـوع والعطـش ،
ورُب قائـم حظــه مـن قيامـه السـهر
" .

رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشـيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح
الترغيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 20 ) ـ باب : ترهيب الصائم من
الغيبة و ... / حديث رقم : 1070 / ص : 525 .

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ : عـن رسـول
الله ـ
صلى الله عليه وعلى آله وسـلم
ـ قـال :
" الصلـوات الخمـس ، والجمعـة إلى الجمعـة ،
ورمضـان إلى رمضـان ، مكفـرات مابينهـن
إذا اجتنبـت الكبائـر
" .


صحيح مسلم " متون " / ( 2 ) ـ كتاب : الطهارة / ( 5 ) ـ باب :
الصلوات
الخمس والجمعة ..... / حديث رقم :
16 ـ ( 233 ) / ص : 71 .




يـُتْــبَعُ
أم أبي تراب غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-11, 12:49 PM   #10
جهاد جمال
~مستجدة~
افتراضي

جزاك الله الجنه انشا الله
جهاد جمال غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .