|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-05-10, 10:38 PM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
06-02-2010
المشاركات: 280
|
تفريغ محاضرة أيها التائه قف من بروكسيل للشيخ أبي إسحاق الحويني
تفريغ محاضرة أيها التائه قف من بروكسيل للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
كلمة الشيخ من بروكسيل أيها التائه قف. إن الحمد لله تعالى نحمدهُ ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله أما بعــــــدِ. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار ، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد . سبب اختيار الشيخ _حفظه الله_ لهذا العنوان. درسنا هذا المساء بعنوان أيها التائه قف أو قلّ هي صرخةٌ إلى تائه ، والذي حذا بي أن أختار هذا العنوان أنَّ أكثر أهل الأرض تائهون ، أكثرهم لا يعلم لماذا خُلِق ولا إلى أين المصير ؟ فأبدأ بتقرير حقيقةٍ قرآنيةٍ في وصف أصل الإنسان فهذا الإنسان له صفتان رئيستان مذكورتان في قول الله تعالي: الصفتان اللتان للإنسان في القرآن الكريم. قال تعالي﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾(الأحزاب:72) ، فكل إنسان في مبدئه ظلومٌ وجهول . أما أنه ظلوم:فلأن حقيقة الظلم أن تضع الشيء في غير موضعه، وهذا يحتاج إلى علمٍ وحكمة . وأما جهول:فالله عز وجل قال:﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا﴾(النحل:78) ، فالعلم كسبي ، بمعنى يولد المرء لا يعرف شيء مطلقًا ، فلا يموت حتى تُعقد عليه الخناصِر ويقال هذا أعلم الناس . للمرء صفات كسبية و وجبلّيَة. فصفة العلم صفة كسبية يكتسبها المرء ، كما أنَّ للمرء صفاتٌ جبلية ، يجبل حليمًا ، يجبل كريمًا ، سخيًا ، أو يجبل لئيمًا ، خسيسًا ، فهناك صفات جبلية وهناك صفات كسبية ، إذًا أصل الإنسان أنه ظلوم وجهول . فكيف يخرج المرء من ظلمه وجهله ؟ لا يخرج المرء من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي قرءانًا وسنة ، لذلك أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليخرج المرء من هاتين الصفتين ، لأن المرء لابد أن يسلك طريقًا من اثنين لا ثالث لهما كما قال تعالي:﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (البلد:10) على أحد التفاسير أي طريقي الخير والشر ، فإمَّا أن يتبع الوحي وإمَّا أن يتبع ضده وهو الهوى قال تعالي:﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ هذا هو الوحي ، ﴿فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾(القصص:50) ، فهذه هي الجهة المقابلة للوحي ألا وهي الهوى ، وقال تعالى:﴿ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾ هذا هو الوحي ﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾(الكهف:28)وقال تعالي:﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ هذا هو الوحي ﴿ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (ص:26) .إذًا ما ثمَّ إلا وحيٌ أو هوي . فإذا اتبع المرء الوحي خرج من ظلمه وجهله وإذا اتبع الهوى بقيَّ على أصل خلقته . كيف يمكن للمرء أن يجتاز هذه الحياة ويلقى الله- عز وجل- بوجهٍ أبيض ؟ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل الفُرقَة والبدعة كما نصَّ على ذلك جماعة من العلماء كسفيان الثوري وغيره من أهل العلم . لا يستطيع المرء أن يتخلص من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي . ولذلك الإمام البخاري- رحمة الله عليه- لما صنَّفَ كتابه الصحيح الذي هو أصح كتابٍ بعد كتاب الله – عز وجل- بإجماع أهل العلم ، ليس هناك كتاب أعلى من كتاب البخاري ، لا في شرطهِ ولا في تبويبهِ ، ولا في فقههِ ثم يتلوه كتاب مسلمٍ- رحمه الله- . الإمام البخاري سمى كُتب صحيحه كعادة أهل العلم الذين صنَّفوا كتب الأحاديث ، يقول كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصيام ، كتاب الحج ، كتاب الطلاق كتاب النكاح ، يقسمون كتب الأحاديث إلى كتب مسماه . بم بدأ البخاري رحمه الله صحيح البخاري وبما أنهاه؟ البخاري- رحمه الله- بدأ كتابه الجامع الصحيح بكتاب سماه كتاب بدأ الوحي وآخر كتاب في صحيح البخاري اسمه كتاب التوحيد ، البخاري سمى أول كتاب في صحيحه كتابَ بدأ الوحي ثم كتاب الإيمان ، ثمَّ كتاب العلم ، ثمَّ كتاب الطهارة ، وعندك الغسل والحيض وغير ذلك ثمَّ تدخل على الصلاة لكن أول كتاب اسمه بدء الوحي ، وآخر كتاب في صحيحه اسمه كتاب التوحيد . ماذا يريد البخاري بهذا ؟ أراد البخاري أن يقول: من أراد أن يُختم له بالتوحيد فعليه بالوحي ، لابد أن يبدأ كلَّ حياتهِ بالوحي قرءانًا وسنة ، لأنَّ الوحي ليس قرءانًا فقط ، ﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾(الحجر:9) ، أجمع أهل العلم على أن الذكر هو القرءان والسنة معًا وليس القرءان وحده . فالذي يريد أن يُختم له بالتوحيد في آخر حياته فليلزم في كل أموره الوحي المنزَّل من الله- عز وجل- وهو القرءان ، والموحى إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- إلا وهو السنة . إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل. ترجم الإمام الزاهد الكبير العلَم سفيان الثوري- رحمه الله- هذا الكلام بكلمةٍ جميلةٍ قال فيها: ( إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ),لا تفعل هذا إلا إذا كان مأذونًا لك ، لأن الله – عز وجل- لما خلقنا وصمنا بصفة العبودية ، فأنت عبد إما بالاختيار أو بالقهر والاضطرار . أكثر الخلق يقعون تحت مظلة عبودية القهر. عبودية القهر التي يقع تحت مظلتها أكثر الخلق كما في قوله تعالي:﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾(مريم:93) ، هو عبدٌ رغمًا عن أنفه ، لأنه يمرض بغير اختياره ، ويموت بغير اختياره أيضًا ، فهو موصوم بالذل الأصلي . أجمل تعريف للذل قرأهُ الشيخ _حفظه الله_. وأجمل كلمة قرأتها في تعريف الذل وهي كلمة جامعة مانعة في التعريف ولله در قائلها .قال: (كلَّ عزيزٍ دخل تحت القدرةِ فهو ذليل ) الفرد الذي لا يدخل تحت القدرة هو الله- عز وجل- وحده . أما كلُّ عزيزٍ في الأرض سواء كان ملكًا مُطاعًا متوجًا أو رئيسًا في قومه فهو داخلٌ تحت القدرة ، إذ أنه يموت ويمرض وقد يذهب ملكه ، قد يستولي على ملكه من هو أقوى منه , ولقد قرأنا التاريخ وعلمنا كم من ملوك ذلّوا ودخلوا السجن وماتوا فيه وكانوا أعزة قبل ذلك ، لا يُداس لهم على طرف ولا تسقط لهم كلمة ,فكل عزيز دخل تحت القدرة فهو ذليل . مايدلُّ علي تمام عز الله_ تبارك وتعالي_. وكما قلت لكم الفرد الذي لا يدخل تحت قدرة أحد هو الله- عز وجل- ، قال تعالي:﴿ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾(المؤمنون:88) ، وقال تعالى:﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾(الرعد:41)، وقال تعالي:﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾(هود:107) ، وقال تعالي:﴿ وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾(الشمس:15) . كل هذا يدلُّ على تمام عزه- تبارك وتعالي- له الأسماء الحسنى والصفات العلي ، نحن خُلِقنا كما قلت ووصِمنا بصفة العبودية . المراد بالعبودية. معنى أن تكون عبدًا باختصار وبساطة شديدة أن يكون لك سيدٌ آمر ، وهذه طبيعة العبد له سيدٌ آمر ، السيد الآمر هو الله – عز وجل- ، فإن استطعت كما يقول سفيان الثوري ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ، فمن أراد أن يُختم له في أخر حياته بالكلمة المباركة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، من أراد أن يُختمُ له بالتوحيد ، فعليه أن يبدأ كل حياتهِ بالوحي . شرط العبُودية. إذا أردت أن ترفع قدمك سل نفسك هل أنت مأذونٌ لك أن ترفعها أم لا تريد أن تضع قدمك في أي مكان تضع هذا القدم ، إذا وضعت قدمك ها هنا فهل أنت مأذونٌ لك أن تضعها ها هنا أم لا ، وهذا الكلام إذا أردت أن تحقق شرط العبودية ، إنما الكلمة الفاجرة التي انتشرت على ألسنة كثير من المسلمين في بلاد العالم أن يفعل الشيء ثم يقول: أنا حر المراد بالحرية المزعومة. أنا حر: هذه الكلمة معناها أنا منفلت معناها أنني خلعت رداء العبودية أفعل ما أريد ، عاد إلى أصل خلقته وأنه ظلوم وجهول ، إن لم يستضيء بنور الوحي رجع إلى أصل خلقته . المسلمون أولى الناس بالحق والهدى. نحن معاشر المسلمين أولى الناس بالحق والهدى ، كتابنا هو الكتاب الوحيد على ظهر الأرض صحيح النسبة إلى الله ، ليست هناك أمةٌ لها هذا الشرف إلا أمتنا وحدها ، كتابها صحيح النسبة إلى الله ، أما بقية الكتب فهي محرفةٌ بشهادة الكتاب المهيمن على هذه الكتب كلها ، وكذلك نبينا- صلي الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي ، كان أنبياء بني إسرائيل قديمًا إذا جاء النبي بوحيٍ إلى بني إسرائيل ، لا يلبث أن يحرفوا هذا الوحي ، فيرسل الله نبيًا آخر يصحح ما أفسده الخلق وما بدلوه من كلامه – تبارك وتعالي- فلا يلبث أن يحرِّف الناس هذا الكلام أيضًا فيرسل رسولًا آخر . أكثر الأمم الذي جاءها الأنبياء بنو إسرائيل . فلما قضى الله- عز وجل- أن يكون القرءان آخر الكب جعلهُ مهيمنًا علي ما سبقه من الكتب ، وقاضيًا عليها ، ولما كان نبينا – صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء عصم الله- عز وجل- كلامه من التحريف بأن لم يعهد حفظ الكلام إلى العباد كما كان يعهد في بني إسرائيل ، إنما تولى حفظ القرءان بنفسه ، لأن الله- عز وجل- لو وكل إلينا حفظ القرءان إلينا لوجد فينا من يحرفه . حفظ الله _عز وجلَّ_ لكتابه . فقال تعالي:﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ، فلم يجعل حفظ كتابه لأحدٍ من البشر ، إن بين المسلمين ومن يتسمون بأسماء المسلمين بينهم زنادقة وبينهم من أكثر من اليهود والنصارى ، هؤلاء يُمكن أن يحرفوا القرءان فلما كما قلت لكم كان القرءان آخر الكتب تولى الله- عز وجل- حفظه بنفسه فنحن أمة شريفة لنا منقبة ليست لأمةٍ أخرى ألا وهي كتابنا . لو أن رجلًا خطر بباله أن يحرِّف حرفًا من القرءان ، أو أن يضع نقطةً على حرف لرد عليه ألوف الصبيان في جنبات العالم ، وهذا لا يُعرف لأمةٍ من الأمم ، الصبية الصغار يحفظون كلام الله عن ظهر قلب ، لا يجرؤ أحدٌ على تحريف حرف من كتاب الله لأنه محفوظ ، فالوحي قرءاناً محفوظٌ بحمد الله والسنة محفوظةٌ بحمد الله- عز وجل- بشهادة أكثر الناس عداءًا للإسلام . لأن السنة حُفِِِِِِِِظّت بعلم مصطلح الحديث ، وهو تصحيح نقل الأخبار، قوانين قبول الأخبار ، والله- عزَّ وجل- هدى هذه الأمة إلى هذا العلم الذي لا يعرف لأمة من الأمم عشر معشاره . ينبغي أن تبدأ كلَّ حياتك بالوحي. إذًا الوحي ينبغي أن تبدأ به كل حياتك ، ولا تنسي يومًا من الأيام أنك عبد لو أردت أن تخرج من صفة العبودية لا تستطيع ، اليوم موتور المصعد من صفته الشد إلى أعلى ، ممكن تأتي بموتور المصعد وتركبه وتجعله سيارة ، أنت لا تستطيع ، لماذا ؟ لأن هذا المصعد خُصِّص للشد إلى أعلى الذي صنعه صَنعه لذلك ، فأنت لا تستطيع أن تستخدمه في غير ذلك . موتور السيارة لما صنعه صانعه صنعه ليمشي إلى الأمام أو يرجع إلى الخلف هل تستطيع أن تأتي بموتور السيارة وأن تضعه مكان المصعد ليشد إلى أعلى الكابينة إلى أعلي ، طبعًا لا ، لأن صانعه ما صنعه لغير ذلك لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت. كذلك خالقك خلقك لتكون عبدًا لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت ، كما قلت لك: إن لم يأت المرء بعبودية الاختيار سيأتي بعبودية القهر والاضطرار . عبودية الاختيار: أن ترضى بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ- صلي الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا . نداء الشيخ_ حفظه الله _للمسلمين في جنبات الأرض. أيها المسلم: لا يكون الجماد أفضل منك ، قال الله – عزَّ وجل للسماوات والأرض﴿اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾(فصلت:11) ، هذا الجماد يأتي طائعًا ولا يأتي المرء مختارًا ، لأجل هذا ولأننا عبيدٌ لابد أن نرجع إلى معنى العبودية ، بكل أسف كثيرٌ من الناس لا يعرف معنى العبودية . والعبودية ترتكز على ركنين أساسيين لا تتحقق عبودية عبد إلا بهما . الركن الأول: كمال الحب . الركن الثاني: كمال الذل . أما الحب: فهو مَركَبُ لا يضلُّ راكبه ، لا يرى المرء مع الحب مشقة ، وقانون الحب ثابتٌ مركوزٌ عند كل بني آدم سواء كان كافرًا أم مسلمًا . قانون الحب يقول: 1-أنه لا إرادة لك مع حبيبك . 2- أنك لا تستطيع أن ترى عيبًا في حبيبك. من أمثالنا العامية نقول: (الحب أعمي) ،ومعنى الحب أعمى: انك لا ترى في حبيبك عيبًا ، فلو رأيت فيه عيبًا كان النقص في محبتك على قدر ما رأيت من العبد . ولذلك الفرد الذي يستحق الحُبَّ لذاته هو الله- سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له في ذلك . وكل مخلوق بعد ذلك سواء كان ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلًا إنما نحبه لأن الله اصطفاه وأحبه , ولأن الله قرَّبه ، أما يُحَبُّ لذاته فهو الله وحده له الأسماء الحسنى والصفات العلى . مفهوم الحبّ. فالحب ألاَّ يكون لك إرادة مع حبيبك ، أي مسحوب ، مهما قال لك افعل لا تستطيع أن تقول له: لا ، وهذا كما قلت لكم ليس في الشرع ، إنما هو في الطبع ، الجماعة المحبين الذين يحبون بعض ، الرجال والنساء وغير ذلك كله هكذا ، إذا كلف المرء بحب امرأة يصير عبدًا لها ، وإذا أحبت المرأة رجلًا صارت أمةً له . |
30-05-10, 10:51 PM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
06-02-2010
المشاركات: 280
|
ماسرّ إضافة العباد إلي الله( عزَّ وجلّ _في هذه الآية؟
بعض الواعظين سئل في مجلس وعظه عن سر الإضافة في قوله تعالي:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾(الزمر:53) . الإضافة إضافة العباد إلى الله:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ ﴾ ، قال له: سُئِلَ عن سر إضافة العباد إلى الله في هذه الآية ؟ فأجابه ببيتين من الشعر ضج المجلس بالبكاء بعد سماع هذين البيتين ، قال له ذلك الواعظ: وهان عليَّ اللومُ في جنبِ حُبِّها هذان البيتان تحتهما معنىً كبير ، يقول :وقولُ الأعادي إنَّهُ لخليـعُ أصمُّ إذا نوديتُ باسمــي وإنني إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ أصمُّ إذا نوديتُ باسمــي وإنني إذا قلت له يا فلان لا يسمع ,هذا يدل على تمام عبوديتها لها ، وطبعًا هذا الواعظ قصد معنىً آخر ، حتى الشعراء في هذا الباب الذين يتكلمون في المحبة وغيره ، إنما يقصدون محبة الله ، إنما يضربون المثل بالكلام عن بين آدم . إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ. كأنما يريد أن يقول أنا تركت حظ نفسي لهواها ، تريد أن تفعل الشيء الذي تحبه أنت ، لكن حبيبك يكرهه ، قانون الحب يأبى عليك أن تفعل ضد ما يريد حبيبك ، وكما قلت هذا قانون إنما رُكز في الطبع . أنظر مثلًا سِنون بن احمد الذي يسمى سِنون المحب ، لكثرة كلامه في المحبة قال بيتين من الشعر في منتهى الجمال في هذا المعني ، يقول: ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه يقول: ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه: أي ضع قدمك في النار ، أنا على استعداد بشرط أن يكون ما أفعله رضًا لك ، أو على الأقل يقربني منك ، أو مدنٍ لنا من وصالكرضًا لك أو مدنٍ لنا من وصالك لقدمت رجلي نحوها فوطأتها سرورًا لأني قد خطرتُ ببالــك لقدمت رجلي نحوها فوطأتها مجرد أن يخطر اسمي على بالك هذا كافٍ عندي أن أضع قدمي في النار ، وهو يريد بهذا معنيً أكبر من هذا طبعًا .سرورًا لأني قد خطرتُ ببالــك يريد أن يقول: يا ربي لو أنني أعلم أنني مذكورٌ عندك في الملأ الأعلى وقلت لي ضع قدمك في النار لوضعتها ، شريطةَ أن أضمن أنني مذكور عندك ، وقد ورد هذا في كلام الله- سبحانه وتعالي-:﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾(النساء:66-68) . الشاهد من الآية:يقول ربنا - عز وجل- في هذه الآية ولو أني قلت لواحد من هؤلاء العباد أقتل نفسك ، أو اخرج من دارك لم يستجيب لأمري إلا قليلٌ من البشر ولو أن واحدًا منهم استجاب لما أقول لكان خيرًا له وأشد تثبيتًا ، وإذًا لأتيته من لدني أجرًا عظيمًا ، ولهديته صراطًا مستقيمًا ، فجعل الخروج من الدار مساويًا للقتل ، أقول هذا لتعلموا فضل الصحابة الأوائل الذين تركوا ديارهم وأموالهم وملاعب صباهم وهاجروا إلى الله ورسوله . فضل الصحابة الأوائِل. في آية في سورة النساء قال الله- عز وجل-:﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (النساء:100)، سبب نزول الآية: رجلٌ كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي- عليه الصلاة والسلام- إلي المدينة ، ونحن نعلم أن الله – عز وجل – قد وضع وجوب الهجرة عن الرجال الكبار وعن النساء وعن الصبيان وأوجبها على كل قادر ، فهذا رجل معذور ، عذره الله لكبر سنه . لكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة ويتخيل الصحابة وكيف يصلون خلف النبي- صلي الله عليه وسلم- وكيف يصافحون وجهَهُ كل يوم ، لم يتحمل أن يعيش في مكة ، فخرج من مكةَ إلى المدينة ، ومن مكةَ إلى المدينة قرابة أربعمائة وخمسين كيلو متر ، وهي مسافة طويلة وكثير منكم ذهب إلى الحج أو ذهب إلى العمرة ويعلم المسافة من مكة إلى المدينة ، وبينما هذا الرجل يسير في الطريق بعدما قطع مرحلةً منه إذ أدركته الوفاة سيموت ، وشعر بدنو منيته ، فماذا فعل هذا الرجل ؟ ضرب كفًا بكف ، لم يضرب كفًا بكف ندمًا على ما فعل كما نفعل نحن مثلًا إذ لم يعجبنا شيئًا نضرب كف بكف أي ضاعت أو راحت . لا ، ضرب كفًا بكف ، ضرب الكف الأولى هكذا وقال: اللهم هذه بيعتي لك ، وضرب كفه الأخرى وقال: اللهم هذه بيعتي لنبيك ، فنزلت الآية: ملحوظة: هنا بكي شيخنا حرَّم الله عينك علي النار ياشيخنا وأدخلك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب. ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ لم يعين له جزاءًا ولا أجرًا ، أنما قال: أجره عليَّ أنا. إبهام الأجر دلالة على عظم الجزاء . كما قال- صلي الله عليه وسلم-:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها " . لم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، إنما قال:" فهجرته إلى ما هاجر إليه " للدلالة على تحقير ما هاجر إليه ، بخلاف الشطر الأول " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله " لم يقل فجزاؤه جنات عدن أو جنة الفردوس لم يعين له جزاءًا ، اتحد الشرط والجزاء للدلالة على عظم الجزاء مبهم . ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ ، لا تضع رقمًا ، لا تضع جزاءًا ، فهذا الرجل إنما خرج من مكة إلى المدينة ليلتحق بركب المؤمنين . أرجع فأقول الركن الأول من أركان المحبة من أركان العبودية هو: تمام الحب الحب يعطيك قوة ويعطيك ثقة . ألم تري إلى عنترة بن شداد وكان مشهوراً بالشجاعة والجرأة والإقدام ، لما أراد أن يستلهم قدرةً على القتال والجلد فيه ذكر حبيبته في ميدان القتال يقول عنترة: ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ مني أخذ قوة بذكر من يحب ، هذا المعني الذي هو في طبع بني آدم مذكور في القرءان ، ذُكِر في كلام الله- تبارك وتعالي- ، قال الله- عز وجل-:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾(الأنفال:45) وبيضُ الهندِ تقطُرُ من دمي فودِدتُ تقبيلُ السيوفِ لأنــها بَرِقت كبارقِ ثغركِ المتبسمِ لأن ذكر الله- عز وجل- في موطن الخوف هو عز الأمن . فالإنسان إذا ذكر من يحب اكتسب قوةً ذاتية ، وإذا عرف كما قال القائل: (من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل ) التعديل الأخير تم بواسطة ام محمد الظن ; 30-05-10 الساعة 11:04 PM |
30-05-10, 11:05 PM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
06-02-2010
المشاركات: 280
|
يسرد الشيخ حفظه الله قصة لقائه بأحد علماء طاجستان.
أنا التقيت برجل من علماء طاجسكتان في مكة عام ستة وتسعين ، هذا الرجل كان عمره فوق التسعين ، وكان معه مجموعة من تلاميذه ، وجرى ذكر ما فعله الروس في المسلمين ، وأنهم كانوا يقتلون علماء المسلمين وهكذا فأنا سألت بعض تلاميذه قلت له إذا كان الروس يقتلون علماء المسلمين فكيف نجا هذا ؟فسأله هذا السؤال فقال له فلان يعنيني يقول كذا وكذا وكذا فتكلَّم الرجل وكان كلامه عجبًا من العجب ، هذا الرجل يا إخواني رضي بالحبس الاختياري ستين سنة ، حبس نفسه اختيارًا ، لم يُقبض عليه ووضع في السجن ، لا ، كيف ذلك ؟ . لما رأي هذه الهجمة على علماء المسلمين وخشي أن تجف منابع اللغة وهي المدخل إلى القرءان والسنة ، عزم بينه وبين نفسه أن يكون جنديًا يحمل هم الإسلام ، فكان يتفق مع أهل قرية ما أنه سيدخل هذه القرية ، ويستأجرون له بيتًا ، ويظلُّ في هذا البيت شهر ، اثنين ، سنة ، سنتين ، ثلاثة ، أربعة ، ويظلُّ في هذا البيت لا يخرج من البيت ولا يشعر به أحد ، وبالليل أهل القرية يسرّبون إليه الأطفال يعلمهم العربية ويحفظهم القرءان والسنة . فإذا قضى مهمته في هذه القرية بعد سنة أو سنتين ، يتفق مع أهل قرية أخري ويتخذ الليل جملًا ويمشي ليلًا ويدخل هذه القرية ويحبس نفسه اختيارًا في بيت من هذه البيوت ويعلِّم أطفال القرية اللغة والقرءان والسنة ، فإذا قضى مهمته ذهب إلى أهل قرية أخرى وهكذا ، قضى ستين سنة من عمره ، لو عندنا مائة مثل هذا الرجل لفتحنا الدنيا ، لماذا ؟ لأنه كان يحمل همًا ، لم ينظر إلى مجده الشخصي ، إنما كان ينظر إلى محنة أمته ، لذلك هان عليه أن يحبس نفسه في الوقت الذي يستمتع فيه الملايين بالحياة ، لا يفعل هذا إلا الحب ، ,أنظر إلى أبي الشيص وهو أحد الشعراء المجيدين في الكلام في الحب يقول: وقف الهوى بي حيث أنــتَ يقول:وقف الهوى بي حيث أنــتَ.فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقــدمُ وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا ما من يهون عليك ممن يُكرَمُ أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم إذ كان حظي منك حظي منهمُ أجدُ الملامة في هواك لذيـذةً حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ أي أنت منتهي أملي ليس لي أمل بعدك ، فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقــدمُ. وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا . يقول له:أنت يا حبيبي أهنتني ولأنني أحبك رأيت أهانتك لي عزًا لي ، فأهنت نفسي أنا الآخر، وأهنتني ، طبعًا لم يغضب لأن المحب إذا غضب من حبيبه نقصت محبته ، حتى يرى كل فعل حبيبه جيدًا . أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم العدو يهينك ، عدوك لا يكرمك إنما يجدَّ في إهانتك ، فيقول له: أهنتني وصرت مثل أعدائي ، فمن حبي لك أحببت أعدائي ، تجد حبًا أكثر من هذا إذ كان حظي منك حظي منهمُ أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم وهو الإهانة .إذ كان حظي منك حظي منهمُ أجدُ الملامةَ في هواك لذيـذةً يلومونني أنني ملتزم هذا شرف لي ، هذا ليس بعار ، والحجاج بن يوسف الثَقفي زمان لأما أرسل إلى أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين ، أرسل إليها فلم تذهب إليه ، وأنتم طبعًا أكيد قرأتم الفتنة التي حدثت بين عبد الله بن الزبير ، وبين عبد الملك بن مروان ، والقصة التي حدثت قتل عبد الله بن الزبير وصلبه الحاج بن يوسف الثقفي على مدخل المدينة ، فكان الحجاج إذا أراد أن يُعيَّر بن الزبير وأن يشتمه ، فكان يقول له: يا ابن ذات النطاقين ، هل هذه حاجة بها عار ، هذا شرف ، فكان عبد الله بن الزبير يقول له: (تلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها )، أي مثل هذا لا يُعيَّر به ، مثل هذا شرف أن تكون أمي هي ذات النطاقين .حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ من الشرف أن تنتسب إلي السنة. قديماً كانت اللحية غريبة في بلاد المسلمين ، كنا نمشي في الشوارع عندما يريد أحدُهم أن يستهزئ بنا ينادي ويقول: يا سني ، فهل يا سني عيب ؟ هذا شرف أن ينسبك إلى السنة ، لما يقول لك يا سني كأنه يستهزئ بك كما كان الحجاج يُعيِّر عبد الله بن الزبير ويقول له: (يا ابن ذات النطاقين ). فأنا أريد أن أقول: الحبّ أول ركائز العبودية . ركيزة العبودية الثانية:أن تَذل ، وكلاهما مرتبط ببعض ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك منه إطلاقًا ، لأن المحب ذليل بطبعه ، وتعرف كلما ازداد حبك كلما استطعمت الذل ،أشرف ما فيك هذا أي _الأنف_ أبرز ما في الوجه ومأخوذ منه الأنفة . والأنفة: الكِبر والعز ، وأنت لما تريد أن تقول أنك أذللت أحد تقول أنا أنزلت أنفه إلى الأرض ، أنفك هذا الذي هو أشرف ما في الوجه وكذلك الجبهة ، أنت عندما تسجد تضع أشرف ما فيك مكان نعلك ونعال الناس أنت عندما تسجد في المسجد ، والمسجد هذا وطأته الأقدام ، أعلى ما فيك وأشرف تضعه في الأرض مكان نعال الناس . حقيقة الذلّ. وهذا هو حقيقة الذل ولذلك ربنا- سبحانه وتعالي- قال:﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾(العلق:19)، أي كلما ذللت كلما اقتربت ، وقال- صلى الله عليه وسلم-:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " ، وكما قلت لكم هذا عنوان الذل ، أنظر كيف رفعك إلى أسمى مقامات الحب . ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ ، أي كلما نزلت علوت . فالذلّ والحبّ يتناسبان تناسبًا عكسيًا . كلما نزلت إلي أسفل كلما ارتفعت , وكلما ارتفع المرء إلى فوق كان مذكورًا في الملأ الأعلى ، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- الذي يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح واسمه زكوان . يقول سهيل كما في صحيح مسلم : "كنا في موسم الحج فمرَّ أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- فإذا الناس وقوف يقولون هذا عمر ، هذا عمر ، هذا عمر ، فقال سُهيل فقلت لأبي يا أبي ألا تنظر إلى محبة الناس عمر ,فقال له أبوه أبو صالح: أي بني إني سمعت أبو هريرة- رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم-:" إذا أحبَّ الله عبدًا نادي جبريل ، فقال يا جبريل: إني أحبُّ فلانًا فأحبَّه " ، يا له من عبد أن يكون مذكورًا عند الملك فلان بن فلان ، عبد يمشي على الأرض بقدميه مذكور عند الملك ، هذا شرف باذخ . " يا جبريل: إني أحبَّ فلانًا فأحبَّه ، فيحبَّهُ جبريل ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحبُّ فلان بن فلان فأحبّوه ، فيحبَّهُ أهل السماء ثم يوضع له القَبول في الأرض " ، يحبه حصى الأرض الذي يمشي عليه . ممن أحبّهم الله _عز وجلّ_. سعد بن معاذ ، تدرون كم قدر سعد بن معاذ ؟ سعد بن معاذ سيد الأوس اهتز له عرش الرحمن يوم مات تبارك وتعالى ، وعرش الرحمن هذا شيءٌ لا يدخل تحت الوصف ، السماوات والأرض ، السموات السبع والأراضين السبع كحلقةٍ في فلاه بالنسبة للعرش . العبد بالاختيار هو المحبوب عند الله _عزَّ وجلّ_. إذًا ركنا العبودية كمال الحب مع تمام الذل ، إذا استطاع العبد أن يحقق هذين صار عبدًا بالاختيار ، العبد بالاختيار ، هذا هو العبد المحبوب عند الله - تبارك وتعالي- ، وهذا هو الذي يترقي أعلى درجات الجنان . فنحن نريد أن نعيد للعبودية رونقها مرة أخري معاشر المسلمين ، نحن حملة مشاعل الهدي إلى البشرية ، لقد خسر العالم كثيرًا وكثيرًا جدًا بانحطاط المسلمين وتخلفهم عن دورهم ، أيمكن لو كان المسلمون الذين يحكمون العالم أيمكن أن يُلقى بالقمح في المحيط ، ويُلقى باللبن والجبن والزبد في المحيط حفاظًا على السعر العالمي وثلث الكرة الأرضية يموت جوعًا ، هل المسلمون يفعلون ذلك ؟ . في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة. حفاظًا على السعر العالمي أرمي القمح في المحيط وأترك البشر يموتون جوعًا في جنبات الأرض ، في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة ، قال- صلي الله عليه وسلم-:" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتل أحدكم فيحن القِتلة وإذا ذبح فليحسن الذِبحة وليحدّ أحدُكُم شفرَته وليرح ذبيحتَه" ، وقال- صلي الله عليه وسلم-:" لا تتخذوا الدواب كراسي " أنت تركب على الحمار أو على الفرس ، تركبه وهو يمشي ، لكن لا تركبه وهو يقف لأن هذا متعب عليه ، يقول-:" لا تتخذوا الدواب كراسي " . وقال- صلي الله عليه وسلم-:" بينما امرأة بغي تمشي إذ وجدت كلبًا يلهث ويلعق الثرى من العطش ، فنزعت موقها فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها بسقيا كلب ، وامرأة بغي: أي تتاجر بعِرضها ، لو سقت كلاب الدنيا وتتاجر بعِرضها عشرين سنة ، ثلاثين سنة ، أربعين سنة ن فما يفيد أن تسقي كلاب الدنيا ، لا هي لم تسقي كلاب الدنيا ، هي سقت كلبًا واحدًا ، فشكر الله لها فغفر لها,لأجل هذا أقول: مناشدة وسؤال: ينبغي أن نرجع إلى ذوات أنفسنا ، وننظر لماذا لم نمكن ؟ لماذا نعيش على حواشي الدنيا وحواشي الأرض ؟ لماذا نستذل وكتابنا هو الكتاب الوحيد صحيح النسبة إلى رب العالمين ؟ ونبينا سيد الأنبياء وخاتمهم ، وأمرنا. يقول أحمد شوقي: بأيمانهم نورانِ ذكرٌ وسنةٌ رجل معه كشاف ، واثنين ، كلما وجد حفرة سقط فيها ، ما الموضوع ؟ أريد أن أفهم ، ما هو الموضوع ؟ الموضوع باختصار أن الذي يحمل الكشاف أعمي ، لأنه لم ينتفع بهذا الضوء .فما بالهم في حالكِ الظلماتِ فهل نرضى أيها الأخوة الكرام أن نكون ثلة منن العميان في العالم ؟ ، والضوء نحن الذي نملكه وينبغي أن يقبس الناس من هذا الضوء فينقلون إلى أهلهم وأوطانهم .لأجل هذا أقول : سر مجدنا وعزنا وطريق التمكين أن نرجع مرة أخري عبيدًا لله ، فإذا كنا عبيدًا لله جعلنا سادة الأمم . أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين . تمت بحمد الله فما كمان من صواب فمن الله وما كان من زلل أو نقصان فمن نفسي أسألكم الدعاء بظهر الغيب أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل(أختكم أم محمد الظن) * * * * |
30-05-10, 11:07 PM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
06-02-2010
المشاركات: 280
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إلى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | غريبة في دنياي | خواطر دعوية | 0 | 31-10-13 02:56 AM |
الدليل إلى المتون العلمية | أمةالله | المتون العلمية | 58 | 17-01-08 10:11 PM |