العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-10, 06:20 PM   #21
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

القاعدة الثانية عشرة: التركيز على المتشبهات يدفع الالتباس في الحفظ



من العقبات التي يواجهها بعض الحفَّاظ في طريق الحفظ تشابه الآيات بعضها ببعض، وذلك مثل قوله تعالى:﴿فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ﴾[الأعراف:78] و ﴿فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ ﴾[هود:67]، فإذا كان الأخ يسمع أو يراجع فإنه يحار عندما يصل إلى هذه الأماكن المتشابهات.

ولهذا التشابه حكمٌ أشار إلى بعضٍ منها بعضُ المفسرين.

وأفضل طريقةٍ للتغلب على هذه العقبة: أن يرشدك الأستاذ الخبير الذي اخترته إلى مواضع هذه المتشبهات أثناء حفظك، وعند وصولك إلى الآية التي فيها تشابهٌ مع أختٍ لها في مكان آخر، فمثلاً: إذا كنت تقرأ على الشيخ سورة البقرة ووصلت إلى قوله تعالى:﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [البقرة:61] فعندها يقول لك الشيخ: جاءت هذه الآية في ثلاثة مواضع: الموضع الأول هنا في البقرة، ولموضع الثاني والثالث: في آل عمران: ﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾[آل عمران:21] بدون«ال»، ﴿وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ [112] فسجلها في دفترك يا بنيّ.

وأنت بدورك تقوم بالإعادة والتَّكرار لتلك المواضع لضبط حفظها وتركيزها، من بداية الحفظ، وأثناء المراجعة، وإذا استمعت لأخٍ لك فأرشده بنفس الأسلوب، فإن ذلك يجعلك تركَّزُ بشكل جيد.

وهكذا كلما مررت على موضعٍ متشابهٍ يرشدك الشيخ إلى نظائره في القرآن، ومن هنا تظهر أهميةُ الشيخ الحافظ المتقن، التي سأوضحها في القاعدة التالية.

فإن لم يتوفر الشيخ، فعلى الطالب أن يعتمد على الكتب التي اهتمت بهذا الموضوع، والكتبُ في هذا المجال كثيرة، وهي أنواع:

نوع اهتم بالمواضع المتشابهة مع التوجيه والتعليل: مثل: كتاب البرهان في متشابه القرآن للكرماني، ومثل:«فتح الرحمن» لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، و«متشابه القرآن» لأبي الحسين المنادي.

ونوع اهتم بذكر المتشابهات وضبط مواضعها بدون تعليل:

وجلُّها حديثٌ مثل: سبيل التثبيت واليقين لحفَّاظ آي الذكر الحكيم لعبد الحميد صفي الدين، وتنبيه الحفاظ إلى الآيات المتشابهات الألفاظ لمحمد عبد العزيز المسند، وضبط المتشابهات في القرآن الكريم لمحمد بن عبد الصغير، وعون الرحمن في حفظ القرآن للقلمونيّ.

ونوع منها منظوم شعراً؛ ليسهل على الطالب حفظها، مثل: نظم متشابه القرآن لمحمد التشيتي، ومنظومة الدمياطيّ، ومنظومة السَّخَاويَ، وهذه الأخيرة من أروعها وأبدعها وأسهلها للحفظ.

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.



منقول



توقيع هدى كمال حسن عبدالله
سُــبْــحــانَــكَـ لَا عِــلْـمـَ لَـنَـا إِلَّا مَـا عَـلَّــمْـتَـنَـا إِنَّـكَ أَنْــتَ الْــعَــلِـيْـمـُ الْــحَــكِـيْــمـُ
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 06:21 PM   #22
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
افتراضي

القاعدة الثالثة عشرة:ضرورةُ الارتباطِ بالأستاذِ المعلّم


من الأركان الأساسيّة في عمليّة فظ القرآن الكريم الارتباطُ بالأستاذ، ولهذا الارتباط أهمِّيَّةٌ لا ينبغي أن تُغفل؛ لأن القرآنَ يعتمدُ على التلقّي في الدرجة الأولى، والمتلقّي في بداية أمره بحاجة ماسَّة إلى من يُوجِّهُهُ ويأخذ بيده إلى الطرق الْمُثْلَى في الحفظ، مبتدئاً بتصحيح القراءة على لشيخ، وهو ركن مُهمٌ بالنسبة للمتلقّي الذي هو بحاجة لبعض التوجيهات القرآنية التي تربط الآياتِ مع مناسبتها مثلاً.

ومن الأشياء المهمَّة المفيدة التي يستفيدها الطالب في المرحلة الأولى: أن الشيخ يَحُلُّ له المشاكلَ التي تواجِهُهُ في عملية الحِفْظ، ويُنَبِّهُهُ على الآيات التي يشتبه بعضها ببعض، ويذكِّرُه دائماً باللجوء إلى الله، وحِفْظ القرآن ابتغاء وجه الله، ولا يخفى ما لهذه التوجيهات والتنبيهات من أثر.

قال القابسيُّ: وقد مضى أمر المسلمين أنهم يُعَلِّمَون أولادهم القرآن ويأتونهم بالمعلِّمين، ويجتَهِدُون في ذلك.

وتتأكَّدُ حاجة المتلقي للأستاذ في كونه «يَجْلو أفكارَ الناشئين والشباب، ويُوقِظ مَشَاعرَهم، ويُحْيِي عُقولَهم، ويُرَقِّي إدراكَهم، إنه يُسَلِّحُهم بالحق أمامَ الباطل، وبالفضيلة ليقتُلُوا الرذيلة، وبالعلم ليفتِكوا بالجهل، إنه يملأ النفوس الخامِدةَ حياةً، والعقولَ النائمةَ يقظةً، والمشاعرَ الضعيفةَ قوةً، إنه يُشعِلُ المصباحَ المنطفِئَ، ويُضيءُ المظلمَ، ويُنبِتُ الأرض المَواتَ، ويُئْمِرُ الشَّجَرَ العقيم».

وإنَّ الجلسةَ بين يَدَيِ الشيخ المتقِنِ وهُو يسمَعُ لتلميذه حِصَّتَه اليوميّة من الحفظ، لها أثر كبير في تربية النفس، والتدرُّبِ على تهذيبها:

قال لقمان الحكيم لابنه: «يا بنيَّ ما بَلَغْتَ من حِكْمَتِكَ؟ قال: لا أتكلَّفُ ما لا يَعْنيني. قال: يا بنيَّ إنه بقيَ شيءٌ آخرُ، جالِسِ العلماءَ وزاحِمْهُمْ بِركبَتْك؛ فإن يُحْيِي القلوبَ الميتةَ بالحكمة كما يُحْيِي الأرضَ الميتةَ بوابِلِ لسماء».

كيف تختار الأستاذ؟

هناك أسس لاختيار الأستاذ ينبغي أن يتنبَّه لها المتلقِّي، منها:

1- البحث والنظر والتأمل، فعلى الطالب أن يبحثَ عن الشيخ الَّذي تتحقّقُ فيه الشروط، وأن لا يتعجَّلَ في اختيار الشيخ إلا بعد التأكّدِ والتأمّل، قال الزرنوجيُّ: واختارَ أبو حنفية حَمَّادَ بن سَلمة بعد التأمُّل والفِكْرِ. أيْ: بعد تمهّل وتفكير.

وقال الزرنوجيُّ: قال الحكيمُ مرشِداً بعض طلبة العلم: إذا ذَهَبْتَ إلى بُخارَى فلا تَعْجَلْ في الاختلاف [أي الذهاب] إلى الأئمة، وامْكُثْ شهرين حتى تتأمَّل وتختارَ أستاذاً؛ فإنك إن ذهبتَ إلى عالم، وبدأتَ بالسَّبْق عنده ربما لا يُعْجبُكَ دَرْسُهُ، فتتركه وتذهب إلى الآخر، فلا يبارَك لك في التعلُّم، فتأمَّلْ في شهرين في اختيار الأستاذ.

2- أن تشاورَ الثقات، وتسألَ العارفين المتخصصين في عِلْم القرآن والتجْويد، وهذا مبدأٌ إسلاميٌّ عامّ، ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ [سورة الشورى: 38] وقيل: مَنْ شَاوَرَ أهْلَ النصيحة سَلِمَ من الفضيحة.

3- استخارة الله تعالى، فما خَابَ من استشَارَ، ولا نَدِمَ من استَخَارَ، قل ابن جماعة: ينبغي على الطالب أن يُقَدِّمَ النَّظَرَ، ويستخيرَ الله عز وجل فيمنْ يأخذُ العِلْمَ عنه، ويكتسبُ حسن الأخلاق والآداب.

الشروط التي ينبغي أن تتوفر في الشيخ الذي تبحث عنه:

لا بُدَّ لطالب العلم – وخاصة القرآن – أن يضعَ نَصْبَ عينيه شروطاً وصفاتٍ عند اختياره للشيخ الذي سيَحْفَظُ عنده، ومن هذه الشروط التي ينبغي أن يتصف بها:

1- العقيدةُ الصَّحيحةُ، عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد ورد عن بعض السلف: هذا العلم دِينٌ فانظروا عمَّن تأخذون دينكم.

2- وَفْرَةُ العِلْم، وأن يكون على دراية تامّة بالقرآن الكريم، مع الإتقان، والتقوى، والصّلاح، والوَرَع.

3- أن يكون لديه القدرة على إيصال المعلومة للآخرين:

قال ابن جماعة مُجْمِلاً أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الأستاذ: ولْيَكُنْ – إن أمكن – ممن كَمُلَتْ أهليَّتُه، وتحقَّقَتْ شَفَقَتُه، وظهرتْ مروءتُه، وعُرفتْ عفَّتُه، واشتُهِرَتْ صِيانُته، وكان أحسنَ تعليماً وأجْودَ تفهيماً.

4- أن يكون حافظاً للقرآن الكريم متقيناً له، معروفاً بين أهل العلم مُوَثَّقاً لديهم، متصلاً سندُهُ بسَنَدِهم، وأن يكونَ مجازاً بالقرآن الكريم، وإن كان بالقراءات العَشْر فذلك أولى، ويفضَّل صاحبُ السند العالي، فإن لم يَجِدِ الأستاذَ بهذه الصفات بعد البحث، فليختر الأفضل فالأفضلَ، فإن لم يجِدْ فبإمكان الطالب أن يرتبط بأخٍ له حافظٍ للقرآن لعله يُعينه على الحفظ، لأن الإنسانَ عندما يسمِّع ما حَفِظَ لنفسه قد يُخطئ وهو لا يدري ويحفظ الآياتِ بأخطائها التي ربما لا يَتَنَبَّه لها إلا بعد مُدَّةٍ طويلة، وهيهاتَ أن تَتَعَدَّلَ معه بعد أن انطبَعَتْ في الذِّهْن على الشَّكْل المغْلوط.

وإن من فائدة هذا الارتباط: أن الذي يريد الحِفْظ بحاجة إلى من يُثَبِّتُه ويُشَجِّعُه، ويأخذ بيده ليستمرَّ إلى أن يختم بإذن الله تعالى.

لذلك فإنني أؤكد على ضرورة الاتباط بالشيخ بهذه الشروط التي ذكرتُها، وألا يُكتفَى بالشيخ الذي لديه إجازة، بل لا بُدَّ أن تكون قراءتُه متقنةً أيضاً، كما أنه لا يُكتفَى بالمتقِن فقط فينبغي أن يكون مُجازاً.

المصدر:
كتاب (كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى غوثاني).


منقول
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 06:22 PM   #23
هدى كمال حسن عبدالله
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
m

القاعدة الرابعةَ عشْرة:تَرْكِيزُ النَّظَرِ على رسْم الآياتِ في المصْحَفِ أثناءَ الحِفْظ



النظرُ هو الأداةُ الأساسيةُ التي يُعْتَمَدُ عليها في عملية الحفظ، ولذلك لا بُدَّ من توجيه مزيد العناية لأسلوب النظَر أثناءَ الحفظ، ففي المرحلة الأولى لعملية الحفظ ينبغي أن يأخُذَ نظرُكَ من الصفحة التي تريد حِفْظَها الحظَّ الوافِرَ، وأن تملأَ عينيك من الآيات وتطيلَ النظر – طبعاً مع الصوت – فإن إدامةَ النَّظَر تجعلُ مواضعَ الآيات مرسومةً على صفحة الذِّهْن، منقوشةً في سجِلِّ الذاكرة، بحيث لو سُئلْتَ عن آية بعد سنين، فإنك على الأقل تتصور موضعها وتتذكر أنها في يمين الصفحة أو في يسارها.

روي عن أحمد بن الفرات أنه قال: لم نَزلْ نسمع شيوخنا يذكرون أشياء في الحفظ، فأجمعوا أنه ليسَ شيءٌ أبلغ فيه إلا كثرةَ النَّظَر.

وقد نَبَّهَ كثيرٌ من علمائنا – رحمهم الله – إلى أهمِّيَّة النظر وتركيزه: فلقد قال إسماعيل بن أبي أوَيْسٍ مرشِداً أحد السائلين: إذا هَمَمْتَ أن تحفظَ شيئاً فنمْ، وقمْ عند السَّحَر فأَسْرِجْ [أيْ أوْقِدِ السراجَ] وانظر فيه [أي في الذي تريد أن تحفظه] فإنك لا تنساه بَعْدُ إن شاء الله.

فهذه الإرشادات من علماء التربية المسلمين، إرشادات ثمينة لها قيمتها لدى البحث والتحقيق.

المصدر:
كتاب (كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى غوثاني).


منقول
هدى كمال حسن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 08:54 PM   #24
مؤمنة بالله ربي
~مشارِكة~
افتراضي

جزاك الله خيرا اختي
الله يبارك فيك
مؤمنة بالله ربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-10, 01:14 AM   #25
أم الهمام
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
المشاركات: 31
أم الهمام is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك اختي ونفعك ونفع بك
أم الهمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
々 القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم 々 أم الفوارس روضة القرآن وعلومه 18 29-02-12 02:51 PM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 06:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .