العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-10, 08:57 PM   #1
ام مصعب سامي
~مشارِكة~
t وابوء ُ بذنبي

[frame="1 80"]التوبة [/frame]

هي اول منازل السير الي الله ولكنها لا تفارقه مهما ارتحل فهي ملازمة له منذ بداية الطريق وحتي نهايته يحتاجها العبد طوال طريقه الي الله وهي سبيله الي الفلاح لذا فهي واجبة علي الدوام ،قال تعالي"وتوبوا إلي الله جميعاًأيها المؤمنون لعلكم تفلحون"النور 31
وقال سبحانه"يا أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحاً " التحريم 8 .
وقال صلي الله عليه وسلم :"يا أيها الناس توبوا الي ربكم فإني اتوب الي الله في اليوم مائة مرة"
واجبة علي الدوام لان الانسان لا يخلو عن معصية امابالجوارح او بالقلب ولو خلا عنهما ام يخلو عن التقصير في حق الله سبحانه وتعالي . ولا تتأتي منزلة التوبة للمسافر الي الله الا اذا مر بمحطة المحاسبة حيث يقارن العبد بين نعم الله عليه ومدي تقصيره في حق الله ،قال سبحانه"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد"الحشر18 .وحين يتم للعبد ذلك يعلم وقتها ان الرب رب والعبد عبد فيقولها بحق
"ابوء لك بنعمتك عليّ وابوء بذنبي"وهذه هي حقيقة التوبة التي تستلزم محاسبة بعدها ايضا.
اي ان التوبة في حاجة الي محاسبتين ،محاسبة قبلها تقتضي وجوبها ،ومحاسبة بعدها
تقتضي حفظها مما قد يشوبها من آفات النفس ومساوئها التي قد تفسدها ويعلم انه لولا
ان تاب الله عليه لما تاب "ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم"التوبة118 .
لذلك نجده سبحانه يأمروفده وحجاج بيته بالاستغفار عقب إفاضتهم من عرفات وهو اجل الموافف وافضلها "ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم"
البقرة 198.وامر سبحان نبيه صلي الله عليه وسلم بالا ستغفار بعد اداء الرسالة"اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمدربك واستغفره انه كان توابا"النصر.
ولنعلم ان اول معاني التوبة:ان تنظر الي ما كان من تخليك عن الاعتصام بالله حين اتيان الذنب وان الله منع عصمته عنك ،فقد اجمع العارفون بالله ان الخذلان هو ان يكلك الله الي نفسك ويخلي بينك وبينها،والتوفيق :ان لايكلك الله الي نفسك ،قال تعالي"ومن يعتصم بالله فقد هدي الي صراط مستقيم"العمران103 .

(شروط التوبة)
1-الندم علي ما سلف منه في الماضي فانه لا تتحقق التوبة الا به ،اذ من لم يندم علي القبيح فذلك دليل علي رضاه به واصراره عليه ،فالاصرار علي المعصية معصية اخري

2-الاقلاع عنه في الحال اذ تستحيل التوبة مع مباشرة الذنب.

3-العزم علي ان لا يعاوده في المستقبل.

4-الاعتذار،وهو من تمام التوبة وليس المقصود به تقديم اعذار عن وقوع الذنب بل هو اعتذار باظهارالضعف والمسكنة والتذلل والافتقار والاعتراف بالعجز والاقرار بالعبودية وانه لا سبيل الي الاعتصام الإ به سبحانه ولا معونة علي طاعته الا بتوفيقه تعالي .
علامات التوبة المقبولة:
والتوبة المقبولة الصحيحة لها علامات :
-اولها:ان يكون بعد التوبة خيرا مما كان عليه قبلها.
-ثانيها:انه لا يزال الخوف مصاحبا له لا يأمن مكر الله طرفة عين،فخوفه مستمر الي ان يسمع قول الرسل لقبض روحه"ان لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون" فهناك يزول الخوف .
-ثالثها:انخلاع قلبه وتقطعه ندما وخوفا .وهذا علي قدر عظم الذنب وصغره ،ولا ريب ان الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه وهذا هو تقطعه وهذا حقيقة التوبة .
-رابعها:كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيئا ولا تكون لغير المذنب ،اي تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد احاطت به من جميع جهاته والقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا



اقسام العباد مع التوبة:
- الطبقة الاولي:تائب يستقيم علي التوبة الي اخر عمره ولا يحدث نفسه بالعود الي ذنوبه الا الزلات التي لا ينفك عنها البشرفهذه هي الاستقامة في التوبة وصاحبها هو السابق بالخيرات وهو صاحب النفس المطمئنة وتسمي ايضا" بالتوبة النصوح" التي عرفها عمر بن الخطاب وابي بن كعب
بان:يتوب من الذنب ثم لا يعود اليه كما لا يعود اللبن الي الضرع .وعرفه الحسن البصري ان" يكون العبد نادما علي ما مضي مجمعا علي ان لا يعود فيه "
يقول ابن القيم:النصح في التوبة يتضمن ثلاثة اشياء:
1-تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا الا تناولته.
2-اجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقي عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل ارادته وعزيمته مبادرا بها .
3- تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في اخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده .

-الطبقة الثانية:تائب قد سلك طريق الاستقامة في امهات الطاعات وكبائر الفواحش الا انه لا ينفك عن ذنوب تعتريه لا عن عمد ولكنه يبتلي بها في مجريات احواله من غير ان يقدم عزما علي الاقدام عليها وكلما اتي شيئا منها لام نفسه وندم وعزم علي الاحتراز من اسبابها فهذه هي النفس اللوامة فهذة رتبة عالية ايضا وان كانت اقل من الطبقة الاولي وهي اغلب احوال التائبين .
وهؤلاء لهم حسن الوعدمن الله سبحانه(الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الااللمم ان ربك واسع المغفرة)النجم32

-الطبقة الثالثة:ان يتوب ويستمر علي الاستقامة مدة ثم تغلبه شهوته في بعض الذنوب فيقدم عليها لعجزه عن قهر الشهوة الا انه مواظب علي الطاعات وترك جملة من الذنوب
اي قهرته شهوة او شهوتان يود لو اقدره الله عليها وكفاه شرها فاذا انتهت ندم ويعد نفسه بالتوبة عن ذلك الذنب فهذه هي النفس المسئولة التي قال الله فيها "واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسي الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم "
التوبة103 .وامر هذه الطبقة انه يرجي لها النجاة لمواظبتها علي الطاعة وفي نفس الوقت عاقبتها خطرة لانه ربما يختطفه الموت قبل التوبة.

-الطبقة الرابعة:ان يتوب ويجري مدة علي الاستقامة ثم يعود الي الذنوب من غير ان بحدث نفسه بالتوبةفهذا من المصرين وهذه هي النفس الامارة بالسوء ويخاف عليه سوء الخاتمة

`````````````````````````````
ما ينبغي علي التائب فعله:
علي التائب ان يأتي بحسنات تضاد ما عمل من سيئات لتمحوها وتكفرها والحسنات المكفرة تكون بالقلب واللسان والجوارح علي حسب السيئات فما كان بالقلب فنحو التضرع والتذلل واما اللسان الاعتراف بالظلم والاستغفار .
قال تعالي"ان الحسنات يذهبن السيئات"هود114
قال صلي الله عليه وسلم "ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله الا غفر الله له ثم قرأ الاية " والذين اذا فعلوا فاحشةاوظلموا انفسهم "
وقال صلي الله عليه وسلم "اتبع السيئة الحسنة تمحها"
واما الجوارح فبالطاعات والصدقات وانواع العبادات ،هذا فيما بينه وبين الله ،اما مظالم العباد ففيها ايضا معصية الله تعالي لانه نهي عن الظلم وبالتالي فيستلزم منه ندم وعزم علي عدم العودة والاتيان بحسنات مضادة لتلك المظالم الا ان هذا لن يكفيه حتي يخرج من مظالم العباد ،
ومظالم العباد اما في النفوس او الاموال او الاعراض او ايذاء القلوب .
فان كان ما وقع منه ما يستوجب القصاص وجب عليه القصاص بشروطه كالقتل والسرقةوالقذف وشرب الخمر واما الزنا فلا يلزمه في التوبة ان يفضح نفسه بدليل قصةماعز والغامدية .
اما كان متعلقا بالاموال فيجب عليه رد ذلك الي اصحابه فاذا كثر ظلمه بحيث لا يقدر علي اداء ذلك لم يبق له الاطريق الاستكثار من الحسنات لتؤخذ منه يوم القيامة فتوضع في موازين اصحاب المظالم فان لم تف بذلك اخذ من سيئاتهم فتوضع فوق سيئاته والعياذ بالله .

اما مايتعلق بالاعراض وايذاء القلوب فعليه ان يستحل اصحاب هذه المظالم منها ويطلب عفوهم . اما ان كان ذكرهذه المظلمة فيه فساد اكبر فليجتهد في الاحسان اليه ثم ليستحله مبهما ويبقي في مثل ذلك مظلمة تجبر بالحسنات يوم القيامة .
اما من مات من اصحاب المظالم فقد فات امره ولا يتدارك الابتكثير الحسنات لتؤخذ منه عوضا يوم القيامة ولا خلاص الا برجحان الحسنات .

وختاما وليكن حديثا لرسول الله صلي الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :(لله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليه طعامه وشرابه فنام واستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتي ادركه العطش،ثم قال ارجع الي مكاني الذي كنت فيه فأنام حتي اموت فوضع راسه علي ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته "
وفي لفظ مسلم ثم قال من شدة الفرح –الهم انت عبدي وانا ربك ،اخطأ من شدة الفرح .
وفي الحديث الصحيح "لله ارحم بعباده من الوالدة بولدها"
ام مصعب سامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .