المئذنة رمز الإسلام ..

[قابضة على الجمر]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله

لقد أصبحت المئذنة على مر عصور الاسلام رمزًا للاسلام والمسلمين واعلانا
صريحا على أن الأرض التي بنيت عليها هي أرض إسلام
وها هي تشهد اليوم حربا من الغرب عليها كرمز من رموز الاسلام
بحجة أو بأخرى ظاهرة كانت أم متوارية، وهذا ما كان له الأثر السلبي البليغ على المسلمين في هذه البلاد الغربية ، حتى أن بعضهم قرّر التّحدي لهذه النظم في عقرها وعلى أرضها ليُجيز الاعتداءات واعمال العنف..

فأريد أن أسأل لو تكرمتم :

ماهي شرعية بناء المآذن من الأصل؟
وهل بناها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده ؟ وإن وجدت هل كانت بمثل هذا الذي نراه الآن في التطاول في البنيان والذي يُكلف مئات الآلاف إضافة للمخاطر التي قد يتعرض لها عمال البناء ؟
أليست هذه المآذن من قبيل التشبه بصوامع الكنائس؟

سؤال آخر لو تفضلتم ،
ما الفرق بين : المصليات ، المساجد ، والجوامع ؟
بارك الله فيكم ولكم مشائخي الافاضل

سؤال آخر من فضلكم ،
كيف يتأقلم المسلمون في بلاد الغرب مع هذه التحديات وبماذا تنصحونهم؟

بارك الله فيكم واعتذر على الإطالة

[صالح الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
شرعية المآذن ترجع إلى أنه ينبغي للمؤذن أن يؤذن من مكان عال، ويدل عليه أن بلالا رضي الله عنه كان يؤذن على سطح بيت امرأة من بني النجار كان بيتها ارفع بيت حول المسجد. رواه أبو داود، وفي عام الفتح أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يؤذن على سطح الكعبة. رواه ابن أبي شيبة، وقد اتخذت المنائر في عهد الصحابة ولم ينكرها أحد فدل على اجماعهم عليها.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ في مسجده منارة لكن الأذان على مكان مرتفع أمر مسنون كما سبق وقد اتخذها الصحابة ولنا فيهم أسوة، ومسألة أنها تكلف مبالغ طائلة لا يستدل به على عدم المشروعية فالمطلوب هو الاقتصاد وفعل ما يفي بالغرض، ووجود المخاطر ليس بحجة لأن المخاطر موجودة في كل بنيان ولم يقل أحد بمنع البنيان لأجل هذه المخاطر، وليس فيها تشبه بالصوامع لأن هذه الأمور داخلة في أمور البنيان فهي من الأمور المشتركة.
المصليات: تطلق على المكان المعد لصلاة معينة؛ كصلاة العيد مثلا، أو لصلاة فروض محددة مثل ان يكون مصلى في دائرة حكومية او شركة يصلى فيه بعض الفروض التي يتواجد فيها الموظفون.
المساجد: الأمكنة المعدة للصلوات الخمس فإن كان يصلى فيها الجمعة فهي جامع.
المقيم في أرض الكفار على نوعين:
نوع لا يستطيع إظهار دينه ومضيق عليه ويحارب ويخشى على نفسه فيجب عليه الهجرة إن استطاع.
نوع يستطيع إظهار دينه وليس بمضيق عليه ولا بمحارب فتستحب له الهجرة.
والتأقلم مع بلاد الكفار لاينبغي للمؤمن بل عليه أن يتميز بما أمر به دينه إلا إذا خشي على نفسه فيتقي منهم تقاة، وعلى الجالية المسلمة التعاون فيما بينها والتكاتف والتعاون لعل الله عز وجل أن يجعل لكم مخرجا وفرجا؛ فنحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر وكلما عظم البلاء عظم الأجر، اسأل الله بمنه وكرمه أن يثبتني وإياكم على دينه وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يفقهنا في دينه أنه ولي ذلك والقادر عليه، والله الموفق.