|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-01-09, 06:08 PM | #2 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
25-05-2008
الدولة:
الاردن - الرمثا
المشاركات: 174
|
تابع التلخيص
ولحروف المعاني ثلاث درجات لتحديد المراد منها :
*** الدرجة الأولى ادراك المعاني المشهورة لكل حرف مثل ال في القران لها معنيان عهدية او جنسية ولكل منهما انواع والفاء لها عدة معاني السببية والفصيحة والعاطفة والجوابية الباء للالصاق والتبعيض والسببية والقسم في للظرفية والتعليل والاستعلاء والمقايضة وعلى للاستعلاء وعن للمجاوزة فقوله تعالى:"ارايت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم" الفاء الفصيحة اي افصحت عن معنى اخر هو ان من هذا وصفه هو الذي يدع اليتيم اما من يؤمن بيوم الدين فلا يفعل ذلك *** الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني ادراك المعنى المراد تقريبا لكل حرف بحسب موضعه مثل:ال في"الحمد لله رب العالمين" جنسية تفيد الاستغراق وتاتي بمعنى كل والفاء في "قلنا اضرب بعصاك الحجر فانبجست "فصيحة اي تفصح عن شيء محذوف هو فضربه فانبجست الباء في "بسم الله"للاستعانة وفي في :"لاصلبنكم في جذوع النخل "للعلو مع الظرفية وعن في "ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه"للمجاوزة اي كان الحسنات تجاوزته وابتعدت عنه وتعدته *** الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني التحقيق عند اختلاف اقوال المحققين في المضائق لكي يحمل الكلام على افصح الوجوه بلاغة وحكما واحكاما كدلالة التعاقب بين الواو والفاء في اوائل سورة المرسلات والنازعات ودلالة الفاء في "فانتبذت به مكانا قصيا فاجاءها المخاض" ودلالة في في "ءأمنتم من في السماء" ***وبذلك نعرف كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ فقالوا رحمهم الله :الاقسام هنا بالملائكة التي تنزع ارواح الكفار فتغرق في ذلك وتشتد ففيه اغراق وشدة وذلك لان النزع لشيء غائر بعيد كانها من اطراف الجسد لان الروح اذا رات ملك الموت خافت فابتعدت الى اطراف الجسد كما ينزع الصوفالمبلول من الشوك اما الناشطات نشطا فهي ملائكة الموت عندما تقبض ارواح المؤمنين بيسر وسهولة فروح المؤمن عند رويتها انعيم الاخرة لا تمانع في الخروج بل تنشط للخروج كنزول القطرة من في السقاء والسابحات سبحا وهي الملائكة اخذت الارواح فسبحت بها الى السماء فترفع ا لاارواح فتفتح ابواب السماء لارواح المؤمنين اما الكفار"لاتفتح لهم ابواب السماء"بل يرمى من اعلى الى مكانه من الارض ينتظر العذاب فالعطف الاول بالواو لان الملائكة هي هي اي هي ملائكة الموت التي تنزع وتنشط وتسبح نفس نوع الملائكة ثم تغير نوع الملائكة فتغير العطف فالجنس لم يزل الملائكة لكن تغير النوع الى ملائكة رحمة بالمؤمنين وملائكة عذاب للكفار فسابقت بها الى مستقرها من الجنة او النار ثم جاء نوع ثالث هو المدبرات فعطف بالفاء لانه مغاير لما سبقه وهي التي تدبر امور الارواح في مستقرها ولنبين هنا ايضا بعض المعاني التي يمكن ان تتضمنتها حروف المعاني اضافة لمعناها الاصلي : (1-أداة التعريف" ال". عهدية :كما في "الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل" جنسية كما في :"الحمد لله رب العالمين""قل اعوذ برب الناس" ماهية:"وجعلنا من الماء كل شيء حي" ( 2-"قد" إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع . قد مع الماضي للتحقيق والتقريب "قد سمع الله قول التي تجادلك""قد افلح من تزكى" قد مع المضارع للتقليل او التكثير وقد وردت في القران في 8مواضع كلها لاتحتمل الا التكثير الا واحدة تحتمل المعنيان والراجح فيها التكثير كما في:"قد يعلم ما انتم عليه""لم تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله اليكم" ( 3- اللام الجارة. الاصل فيها الاختصاص كما في:"انما الصدقات للفقراء"وتاتي للصيرورة"ولذلك خلقهم"وتاتي للعلة"ولقد يسرنا القران للذكر"وتاتي للصلة"واذ قال ربك للملائكة" (4-ما الاسمية شرطية تفيد العموم "وما تفعلوا من خير" وموصولة تفيد العموم"فانكحوا ما طاب لكم " استفهامية"الحاقة ما الحاقة" تعجبية"فما اصبرهم على النار" . *** ولناخذ بعض الامثلة التوضيحية في كيفية الوصول إلى معرفة دلالة بعض حروف المعاني في الايات القرانية : (1- "ال" في قوله تعالى " وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " قد يقول قائل :لماذا ذكرت ال التعريف في النفاثات ولم تذكر في حاسد؟ فالجواب:لان السحر شر كله بكل انواعه جاء بال الاستغراقية والشاملة اما الحسد فلما كان منه المحمود كالغبطة والمذموم لم يات بال الاستغراقية لان ليس كله شر يتعوذ منه ( 2- "في قوله تعالى " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ " فهنا جاءت في بمعنى على لكن اختارها ليبين انه من شدة غيظ فرعون توعدهم ان يصلبهم صلبا شديدا حتى تكاد اجسامهم تنغرز في الجذوع وتدخل فيها لذلك اختار حرف في ولكن المعنى الاصلي على لم يزل موجودا (3- "السين في قوله تعالى " سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حفيا" فالسين للمستقبل القريب واختارها الله هنا ليدل على شدة رحمة ابراهيم بابيه حتى انه مستعجل في الدعاء لابيه بالهداية ( 4- "الفاء" في قوله سبحانه وتعالى:"انا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " فالفاء هنا سببية اي بسبب اعطاءنا لك الكوثر اشكر ربك بالصلاة له والنحر وقد يزاد في حروف المعاني لتدل على معان مخفية تعبر عنها او تستخدم نيابة عن بعض الحروف لتعطي معنى بلاغي يفضي على الاية الاعجاز والاحكام اللغوي : 1)قال تعالى :﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء فالهز تحريك الشيء وفعله يتعدى بنفسه لكن هنا عداه بالى ليتضمن معنى الامالة والتقريب لفاعل الهز وفيه زيادو كرامة لمريم فالجذع لم يهتز فقط بل مال واقترب اليها رغم ضعف يديها وعداه بالباء التي تفيد الالصاق لتؤكد عليها تمكين يديها من الجذع حال هزها وهذا امر بفعل كل ما يستطاع من الاسباب الدنيوية -2)﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام . اللام المفردة لها معان كثيرة واصل معناها الاختصاص اي يسقطون على وجوههم سجدا تعظيما لامر الله او شكرا وتخصيص الاذقان بالذكر للدلالة على كمال الذل وذكر اللام لاختصاص التذلل بها فالمقصود به الوجه كاملا وهو قول ابن عباس وقتادة 3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و"ال" التعريف في كلمة "لِلْجَبِين " كما ذكره بن عباس رضي الله عنه. هنا تضمنت اللام معنى على ليدل على الاستعلاء والاختصاص معا وخص الجبين بالذكر وهو جانب الوجه ليبين طريقة ذبح ابراهيم لابنه فهو جعل وجه ابنه للسفل وجعل جانب وجهه يلي جهته ليجمع بين الاستجابة لله والرحمة بابنه وال في الجبين جنسية اي كل الجبين يلي ابراهيم 4) "وكاين من اية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون " استخدم حرف على ليدل على هياتهم عند المرور على الايات وهي هيئة العلو الاستكبار والاعراض لا هيئة التفكر والذل لخالقها 5) "واذا مروا بهم يتغامزون "اختار الباء للدلالة على معنى الالصاق اي ان الكفار كانوا لا يتوقفون عن اذية المؤمنين بغمزهم حتى لو اقتربوا منهم ومروا بهم لا يتحرزون عن ذلك مما يدل على شدة ايذائهم لهم 6 ) :"السماء منفطر به"فالباء تتضمن معنى الالصاق اي ان انفطارها ملتصق بيوم القيامة وتتضمن معنى السببية اي بسبب الغيوم والسحاب تتشقق السماء وذلك لنزول الرب تعالى لانه تعالى ينزل في سحاب "هل ينطرون الا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" ومثلها اية "ويوم تشقق السماء بالغمام"فكذلك كسابقتها سببية وللالصاق 7 ) "اامنتم من في السماء " فجمهور المفسرين على ان المراد بها الله تعالى فيكون معنى في بمعنى على لكن ما السر في استخدامها بدل على فنقول السر هو الاشارة الى جنود الله من الملائكة الذين في السماء ويدل لذلك سياق التهديد الذي جاء في الايات السابقة والللاحقة ويدخل باب في هذا الموضوع ما نسميه بالتضمين وهواشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق اما فائدته فهي اعطاء نوع من الفصاحة والبلاغة والبيان وكذلك الايجاز والاختصار وممن قال به:الخليل وسيبويه وتبعهم البصريون ونصره ابن جني *** و شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة: (1 تحقيق المناسبة بين الفعلين التي تسمى العلاقة (2وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الامن من اللبس (3ملائمة التضمين للذوق العربي ولناخذ بعض الامثلة التوضيحية التي تزيد في بيانه : 1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ تضمن حرف الباء معنى يروى فيكون المعنى عينا يشرب منها ويروى بها عباد الله 2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ الاصل في فعل يرد ان يتعدى بنفسه لكن هنا تعدى بالباء فتضمن معنى الهم فالتقدير :ومن يرد فيه الحادا ويهم بالحاد بظلم 3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ فعل نصرناه الاصل ان يتعدى على لكن هنا تعدى بمن فتضمن معنى انتقمنا فالتقدير:ونصرناه على القوم وانتقمنا من القوم 4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾ الاصل في فعل الاكل الا يتعدى لكن هنا تعدى بالى فتضمن معنى الضم والجمع فالتقدير ولا تاكلوا وتضموا وتجمعوا اموالهم الى اموالكم 5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فعل المخالفة الاصل ان لا يتعدى لكنه هنا تعدى بعن فتضمن معنى الاعراض فالتقدير الذين يخالفون ويعرضون عن امره ** المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن : وهي معرفة دلالة الجملة الواحدة وما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الاية فالجمل لها اثر في ترجيح المعنى ومعرفة المعاني , أنواع الجمل في القرآن الكريم متعددة ناخذ اهمها مع دلالة كل نوع: (1 جملة اسمية :وتدل على الثبوت والاستمرار واللزوم مثل:"الحمد لله رب العالمين (2 جملة فعلية:وتدل على التجدد والحدوث مثل"يايحيى خذ الكتاب بقوة" وهناك:الجملة الخبرية والحالية والابتدائية الاعتراضية والتفسيرية وهناك جمل لها محل من الاعراب وجمل لامحل لها من الاعراب وهناك شبه جملة " ومن الامثلة في ذلك من القران : (1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) فنقول جاء بالجملة الفعلية هنا لان الاخذ في هذه الاية وصف بالقوة وهذا امر يحتاج الى تجدد في الاخذ ويتضح ذلك في حديث "انه ليغان على قلبي فاستغفر الله سبعين مرة"فالمراد ان يتابع هذا الاخذ مرة بعد مرة لانه لايمكن ان ياخذه دائما لانه فوق قدرة الانسان فاذا كان النبي محمد لايستطيع الدوام عليه حتى انه يفتر احيانا فغيره اولى (2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) فالجواب :ان تسليم الله له دائم وهو عبارة عن تنزيه وتخلية وهي ثابتة له فدلت على الثبوت والاستمرار ليبين ان تسليمه له دائم لذا اتى بالجملة الاسمية المرحلة الرابعة لطالب فهم القران: دلالة السياق :وهي الموضوع الذي تتحدث عنه مجموعة من الايات المتتالية فنعرف مقصود الاية من خلال الايات السابقة واللاحقة لها وتكمن اهميتها في تبيين المعنى العام للاية ووادراك المعنى المراد منها والكامل وذلك بتخصيص العام وتقييد المطلق واطلاق المقيد وتعميم الخاص والترجيح عند اختلاف المفسرين ومن الامثلة الموجودة في القران: (1(-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟ ان سورة النازعات من اةولخا الى اخرها تتكلم عن النزع والموت وما بعده واحداث يوم القيامة ثم تكذيب كفار مكة للنبي محمد بشان الساعة ثم جاءت هذه الاية خلالها اشارة الى ان قوم محمد ان كذبوا البعث واصروا فجزاؤهم سيكون كجزاء قوم موسى لما كذبوا رسولهم بدليل قوله"فاخذه الله نكال الاخرة والاولى "والنكال اصله الرجوع والمراد العقوبة المسببة لرجوع غيره عن سلوكه واعتباره (2(-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟ ان سورة الصف من اولها لاخرها في الجهاد ولكن ادرج قول موسى خلالها اشارة الى قول موسى في سورة المائدة "ياقوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم .....الى قوله"يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون" فاشارت الى نوع من اذى قوم موسى له وهو التخلي عنه في اشد المواضع هو بحجة لهم وهو الجهاد فاراد تذكير امة محمد الا يقولوا كما قال قوم موسى له بدليل قوله"لم تقولون مالا تفعلون" ) 3 ﴿ في سورة التكوير" فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ القول الاول:البقر الوحشي والظباء في البراري تخنس عند رؤية الانسان فالخنس هو اللاختباء والاختفاء مع التاخر والكنس عودته الى اماكنها ومكان مبيتها وهو قول مجاهد وابراهيم النخعي القول الثاني والراجح :انها الكواكب والنجوم تجري تارة وتختفي تارة وهو قول ابن عباس وعلي وسبب ترجيحه هو دلالة السياق فالايات قبلها ذكرت النجوم والكواكب والشمس فكان ما يناسبها احوال الكواكب الاخرى -﴿4) أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ ان هذه السورة تدل على ان هذه الصفات ليست من صفات اهل الايمان بل من صفات الكفار ودلالة السياق هي التي تظهر المعنى الكلي فسورة الماعون تحض على الاخلاق والصفات التي يجب على المؤمنين التحلي به لان الله جعل البراءة منها من صفات المؤمنين والاتصاف بها من صفات الكفار وهذا يفهم من ترابط الايات من اولها الى اخرها -(5)قوله تعالى في سورة البقرة﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ الرابط بين الجملتين هو الواو وهي لا تاتي ابدا بمعنى الشرطية لكنها دلت هنا على وجود اقتران والتزام بين التقوى والعلم وهو من دلالات السياق مما يدل على اشتراط التقوى للعلم وخاصة في المسائل التي فيها لبس واشكال كاحكام الدين وتفيد معرفة دلالة السياق في معرفة سبب التقديم والتاخير في القصص القراني والايات القرانية ومن ذلك: -﴿1)قوله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟ فسبب تقديم هذا الجزء من القصة في بداية ذكرها هوالتنبيه على اعراض اليهود عن تنفيذ اوامر الله وهو المقصود من ذكر القصة لذا قدم اعراضهم على بداية القصة -﴿2)قوله تعالى" يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ فسبب تقديم ذكرها على بقية الايات المتحدثة عن غزوة احد هو التنبيه على حكم الانفال وكيفية تقسيمها وهذا لما اختلف الصحابة في تقسيمها -﴿3)وقوله تعالى"عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾ فسبب تقديم ذكر عبوس النبي على بداية القصة هو التنبيه على ما يستفاد من القصة وهو ان الداعية اذا اقبل اليه من يطلب الهدى ولو كان وضيعا فالاولى ان يقدم على غيره مهما كان شريفا فهو المنهج الذي يرضاه الله ورسوله وهذا سبب تقديم ذكرها قد يطرا في بالك تساؤل بعد ذكر هذا التعمق في معرفة المعنى الدقيق للايات القرانية هو: ان كانت الايات لا تتحدث عن احكام عملية يترتب عليها العمل لماذا نتعمق في معرفة معاني ايات لا يترتب عليها شيء من الاحكام العملية فما الضرر في عدم معرفة المعنى الدقيق في نوع هذه الايات: فالجواب : ان نعرف بم فضُل أبو بكر على سائر الصحابة هل فضل بكثير صلاة او صيام او عمل .....لا .انما فضل بشيء وقر في قلبه وهو العلم بالله وتعظيمه وتعظيم رسوله وكذلك اسالك ايهما افضل أويس القرني ام سعيد بن المسيب؟ اما سعيد فكان اعلم السلف وافقههم وقد اخذ العلم من الصحابة وهو من اجلة التابعين وكان امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وكانت لا تفوته تكبيرة الاحرام اربعين عاما مع الامام وكان يقول:لم الا ظهر مصل قط يعني انه كان يصلي في الصف الاول دائما وكان يفتي الناس ويقضي بينهم ومع ذلك فان اويس افضل التابعين بشهادة رسول الله لماذا؟ لتميزه باعمال القلوب من تعظيم الله وتوقيره وتعظيم رسوله وتوقيره مما يدل على ان اعمال القلوب اهم من مجرد العلم بالحلال والحرام ***نعود الان الى المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن و هي موضوع السورة او مقصودها وهي المعنى العام الذي انزلت السورة من اجله او هو الموضوع الذي تدور عليه ايات سورة ما ودليله :هو التتبع والاستقراء لطريقة الائمة في تفسير كتاب الله لكن قل الكلام عن هذه المرحلة في كتب المفسرين المتقدمين ويرجع ذلك الى عدة اسباب منها: (1-لان فيه نوع من الجرأة على تفسير كلام الله لذا انكره جماعة (2-ولان كثيرا من كتب التفسير انما تناول تفسير كتاب الله من خلال مدرسة تفسير الاية والكلمات كمدرسة اهل الاثر واهل الراي اما الربط بين الايات فلم يفرد له احد من الائمة كتابا في التفسير ممن تقدم لذا كثر الخلاف بين اهل العلم حول ثبوت موضوع السورة او عدم ثبوثه حصيلته ثلاثة اقوال هي: (1-القول الاول :انه لاتناسب بين السورة والايات مطاقا او غالبا ونصره الشوكاني في فتح القدير معرضا بالامام البقاعي ( 2-القول الثاني:انه ما من اية او سورة الا ولها موضوع خاص بها وما من اية الا ولها مناسبة بينها وبين الاية التي قبلها ونصره البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الايات والسور" واختاره السيوطي ( 3-القول الثالث:ان ما من سورة في الاغلب الا ولها موضوع تدور عليه وكذلك الايات فالاية في الاعم الاغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها لكن لا بد لمن اراد ان يخوض في هذه المسالك من امرين: (1-ان يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الايات من دون تكلف ولا تنطع على خلاف ما جرى من البقاعي ( 2-ان يكون الخائض في هذه المسالك عالما باقوال السلف في تفسير الايات والسور التي يريد ان يستنبط لها مناسبة او موضوعا معينا وان يكون مطلعا عارفا بعلوم البلاغة بفروعها الثلاثة البيان والبديع والمعاني وهو الاقرب وهي طريقة ابن العربي والرازي والطاهر ابن عاشور في التحرير والزركشي في البرهان وابن تيمية وابن القيم ________________________________________ولناخذ بعض السور القرانية ولنبين المقصود العام منها : -الفاتحة:مقصودها ان تجمع علوم القران بحيث تكون كالمقدمة لكتاب الله والفاتحة لجميع مقاصده واغراضه ولذا اخرج البخاري عن ابي هريرة عن النبي :"الحمد لله رب العالمين ام القران وام الكتاب والسبع المثاني "اي تجمع معاني القران لذا كانت اعظم سور القران -البقرة:مقصودها يدور حول حفظ الضرورات الخمس وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض وكيفية معاملة اليهود -ءال عمران:تكملة الضرورات الخمس وكيفية معاملة النصارى وما يتعلق بهم وبدينهم -النساء:تتمة الضرورات الخمس وايضا فضح المنافقين واحكام النساء -المائدة:تدور حول الحلال والحرام وبيان الاحكام وحتى القصص فيها لم تات للعظة بل لاستنباط الاحكام لذا لايمكن فهم ذلك الا بعد فهم موضوعها لذا كان ما نزل فيها محكم غير منسوخ (ذكره ابن تيمية) -الكهف:حول الابتلاء وانواعه سواء الابتلاء بالنعم كذي القرنين او بالنقم كفتية الكهف -العنكبوت: حول الفتن وانواعها -الصف: حول الجهاد -الإخلاص:حول تحقيق التوحيد والتعلق بالله وحده حتى ينفع التعوذ من الشرور -الفلق:حول ازالة الشرور الظاهرة وكيفية التعوذ منها -الناس:حول ازالة الشرور الباطنة وكيفية التعوذ منها ***اما الوسائل التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة مع ذكر أمثلة لذلك. 1))ان ينص العلماء من اهل التحقيق على ان المقصود من السورة كذا وكذا كما نصوا على ان مقصود سورة الاخلاص هو العلم الخبري بتوحيد الاسماء والصفات والربوبية وسورة الكافرون مقصودها بيان التوحيد العملي الطلبي وهو الالوهية وان سورة النحل نزلت في النعم وشكرها وامتنان الله بها 2ا))ان يكون موضوع السورة ظاهرا من اسمها او من اولها او منهما معا كسورة القيامة فاسمها ومطلعها يدل على ان موضوعها يوم القيامة اما علاقة اية النهي عن العجلة بالقران بها فو ان القران اعظم من ان تعجل بقراءته لذا نهي عنه النبي وخاصة في ايات يوم القيامة لان مقامها مقام تاني وخشوع وتدبر 3((الاستقراء وينفع اذا كان كليا او اغلبيا اما الاستقراء الجزئي فلا عبرة به كسورة الصف التي نزلت في الجهاد والماعون في مكارم الاخلاق *** المرحلة السادسة من مراحل فهم القرآن هي التفسير الموضوعي وهو جمع الايات المتكلمة عن موضوع واحد ليتضح المقصود منها كما فعل الشنقيطي في اضواء البيان في تفسير القران بالقران ***و يمكن تفسير القرآن بالقرآن في الآيات التالية على النحو التالي: ( 1) قوله تعالى : ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾: المور في اصل لغة العرب الاضطراب والحركة الشديدة وهذا يعني انها يوم القيامة تضطرب اولا وتتحرك بشدة ثم تتفطر وهو بداية التشقق ثم تتشقق بشكل كبير بالغمام الابيض لنزول الملائكة ثم تفتح كانها ابواب من كبر الشقوق ثم تطوى وتكشط اي تزال وتسلخ كليا ثم تصير وردة اي وردية اللون لكن لونها غير صافي وكان فيها شيء من الزيت والدهن وهو معنى المهل (2) قوله تعالى:﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾ اولا نرد على شبهة من قال ان قول الله "فاجتنبوه" لا يدل على التحريم فنقول: ورد الامر بالاجتناب وعدم القرب في قوله تعالى "فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور "وفي "ولا تقربوا مال اليتيم"وولا تقربوا الزنا"وهي امور واضحة الحرمة فكذلك الخمر مثلها لكن لما لم يرد لفظ التحريم في هذه الاشياء كما ورد في تحريم الميتة "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير "؟ فالجواب :انه ورد لفظ الاجتناب وعدم القرب في الامور التي ترغب بها النفس وتشتهيها لذا كان التحريم فيها غير كافي بل يجب النهي عن اتيانها وكذلك القرب منها ومن وسائلها اما ذكر التحريم فكان في الامور التي لاترغب النفس بها فلاتحتاج للنهي عن اتيانها لانها اصلا لا ترغب بها النفس لذا اقتصر على ذكر حرمتها اما الايات التي ذكرت الخمر فمنها ما غاير فيه بين السكر والرزق الحسن ليبين ان السكر ليس رزقا حسنا"ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منها سكرا ورزقا حسنا " ومنها ما نهى عن الصلاة حال السكر فلا يشربها الاليلا وفيه تضييق لوقت شربها "لاتقربا الصلاة وانتم سكارى" ومنها ما دل على حصول الاثم الكبير بها"قل فيهما اثم كبير " ومنها ما صرح بالتحريم ووجوب اجتنابها"انما الخمر والميسر ................فاجتنبوه" وفي هاتين الايتين اجتمعت 8 ادلة على حرمتها وحين اخبر الله عن خمر الاخرة انه "لا غول فيها ولا هم عنها ينزفون"دل على ان خمر الدنيا فيها غول وتنزف العقل اي انها تاخذ شاربها بالامراض بشدة وتذهب بالعقل فمن مجموع هذه الايات يتبين انها مراحل تحريمها والتدرج في ذلك (3)﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ الجهاد مر بمراحل فكان محرما في مكة ثم اذن فيه "اذن للذين يقاتلون" ثم امر بقتال الذين يلونا فقط"قاتلوا الذين يلونكم من الكفار "ثم امر بجهاد الكفار "فاقتلوهم حيث ثقفتموهم" وهذه الايات التي قبل الاخيرة لا يترك العمل بها نهائيا بل قد يعمل بها في بعض العصور والازمان التي تناسبها وقد جاء النهي عن القتال في 76 اية ________________________________________ المرحلة السابعة من مراحل فهم القران: هي معرفة القواعد والضوابط التي تعين على الترجيح عند اختلاف المفسرين ولنعلم ان هذه المراحل السابقة بالنسبة لعلم القرآن: انها من قبيل التمهيد و التوطئة لما يتعلق بالكتب المصنفة بعلوم القرآن. فلدينا مصنفات كثيرة جدا في علوم القرآن و التفسير لا غنى لطالب التفسير عنها. و هذه المراحل جاءت لتهيء الطالب للاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذه المصنفات. *** لكن ما نوع الاختلاف عند المفسرين من السلف؟ الاختلاف بين علماء التفسير اقل منه في سائر العوم الشرعية. فاختلاف المفسرين في التأويل ليس كاختلافهم في الحلال و الحرام. و أكثر ما وقع الاختلاف بين السلف هو من قبيل التنوع لا التضاد, كما قررها بن حزم و ابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب.و ذلك لان كتاب الله محكم بين واضح كما قال تعالى "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" , " الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" , "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" . ***لكن ما أسباب كثرة الخلاف عند المتأخرين؟ فنقول ذلك راجع الى ثلاثة اسباب رئيسية هي: (1) ضعف الادوات التي تعين على فهم القرآن كاللغة و النحو و البلاغة و سائر علوم اللسان و كذلك ضعف الاصول التي يستعين بها المرء على آيات الكتاب. كأصول الفقه و الحديث و نحو ذلك. ( 2) إن كثيرا من كتب التفسير عند المتأخرين لم يكن على جادة السلف في علوم الكتاب و السنة بل كانوا في علوم الاعتقاد على طريقة أهل البدع. سواء تعلق ذلك بالابتداع في توحيد الالوهية ا و الربوبية أو الاسماء و الصفات أو في غير مسائل الاعتقاد كبدعة التقليد و التمذهب من غير النظر في الدليل و الحجة التي أخذ منها هذا القول. و لذا نشأت اقوال في التفسير لم تأت عن السلف 3) قلة الاطلاع على كتب السلف في التفسير و معرفة ما يثبت و ما لا يثبت. و الناس فيه على طرفي نقيض. فمنهم من يهمل الاسانيد إهمالا كليا فلا يعتد به في آثار السلف. و منهم من يبالغ في ذلك حتى أنه يعامل ما جاء عن السلف كمعاملة ما اسند الى النبي صلى الله عليه و سلم في أحاديث الحلال و الحرام. و كلاهما خطأ. فالاسانيد المكذوبة و الموضوعة التي تروى بها هذه الاثار لا يعتد به أبدا. أما ما كان صحيحا أو حسنا أو ضعفه يسير لضعف الراوي أو ارساله أو نحوه فالاصل أن يقبل و يعتد به ما لم يكن في متنة نكارة أو شذوذ. و هذه طريقة أهل السنة و الجماعة المتقدمين. *** اوهناك بعض المصنفات تكلمت عن قواعد الترجيح عند المفسرين منها : ( 1) قواعد الترجيح عند المفسرين. للدكتور حسين الحربي ( 2) قواعد التفسير جمعا و دراسة. لخالد السبت. ( 3) قواعد متناثرة في كتب المتأخرين كما ذكر ذلك الطاهر بن عاشور في أول كتابه. وقواعد الترجيح كثيرة عند المفسرين قد تصل الى مئة قاعدة لكنهم لاينصون عليها ولكن تؤخذ من منهجهم وبذلك نعرف سبب عدم استخراجها والاستفادة منها وهو ان الجامع والباحث لها يريد قاعدة منصوص عليها وهذا لا يلزم بل تؤخذ من منهج المفسرين ومن القواعد المنصوص عليها ماذكره الطاهر بن عاشور في اول كتابه والسعدي في اول كتابه وهناك قواعد مبعثرة في كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وكتب ابن القيم والسيوطي في كتبه والزركشي في البرهان وعموم كتب علوم القران لاتخلو من ذلك ولنذكر هنا اهم قاعدتين للترجيح مع مثال على كل منها: (1) لغة القرآن وهي ان ترد كلمة في القران في مواطن تكون فيها واضحة المعنى وترد في مواطن اخرى يحتمل فيها المعنى فيحمل المعنى المحتمل على المعنى الواضح وغير المحتمل وهذا من قواعد الترجيح لترجيح المعنى مثل (2) كلمة الزينة وردت في القران بمعنى الزينة الظاهرة دون احتمال كقوله"نحن جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوكم ايكم احسن عملا "وكذلك النجوم زينة ظاهرة للسماء لكن في قوله"ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها "محتملة للزينة الظاهرة والباطنة فتقاس على مثيلاتها في القران فيكون المراد منها الزينة الظاهرة ***لكن هنا لا بد من بيان الفرق بين التفسير الموضوعي ولغة القرآن حتى لا يحصل لبس بينهما فنقول :التفسير الموضوعي هو ان تجمع الايات المتكلمة عن موضوع معين مع بعض ويستنبط منها المعنى المقصود من مجموعها وتكون غالبا مراحل واطوار للموضوع اما لغة القران فنجمع الكلمات المتشابهة ونقيس معنى الكلمات المحتملة على معنى الكلمات الواضحة دلالتها (2) مثال اخر :قوله تعالى "لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ" قيل المراد الباس الاخروي وقيل الدنيوي وقيل كلاهما لكن نستخدم هنا لغة القران التي تفيد ان هذه الكلمة لم ترد في القران الا بمعنى الباس الدنيوي كقوله:"وانزلنا الحديد فيه باس شديد "وقوله"بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد" فتحمل على الباس الدنيوي اي العذاب الدنيوي القاعدة الثانية من قواعد الترجيح :القراءات حيث ان هناك قراءات قد تقرا بها الكلمة الواحدة فناخذ القراءة الاشهر بين الصحابة ولناخذ مثال يوضح هذه القاعدة: قوله تعالى :"حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا" كلمة كذبوا فيها قراءتان : (1=بتشديد الذال وكسرها (2= بتخفيف الذال وكسرها التخفيف : ويتفرع عنه معنيان: (1)وظن القوم ان الرسل كذبوهم وروي ذلك عن ابن عباس وابن مسعود وابن جبير والضحاك وهو الراجح 2)):وظن الرسل انهم كذبوا فيما وعدوا من النصر وهذا فيه قدح لعصمة الرسل من سوء الظن بالله التشديد ويتفرع عنه معنيان: (1)وظن الرسل انهم كذبوا من اتباعهم المؤمنين وروي ذلك عن عائشة وقتادة والنحاس )2(واستيقن الرسل ان قومهم كذبوهم وهو مخالف لاقوال الصحابة واستعمال العرب الظن بمعنى اليقين فيكون المعنى على اربع معاني: 1)وظن القوم ان الرسل كذبوا من قبل الله 2)وظن القوم انهم كذبوا من قبل الرسل و هذا الراجح 3)وظن الرسل انهم كذبوا من قبل الله وهذا ضعيف اذ لايمكن للرسل ان تسيء الظن بربها 4)وظن الرسل انهم كذبوا من قبل قومهم ضعفه الطبري لانه مخالف لما ورد عن الصحابة واستعمال العرب الظن بمعنى اليقين (3 السياق : ومثاله :"قوله تعالى (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) فادعى بعض العلماء ان تكون شيء في الكون على شكل وردة هو المراد بالاية لكن هذا خطا لان سياق الاية ورد في اليوم الاخر وكذلك ما ورد عن السلف في ذلك انها تكون كالوردة في اللون لا الشكل لكن لايمنع ان يقال انه ما حصل معنى مقارب للاية وحصوله في الدنيا مخالف لقوله"ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور" 4()لغة العرب وذلك كما في قوله تعالى :"كمثل حبة انبتت سبع سنابل" ان المرد بها التكثير لكن ليس تحديدا لكن تقريبا فقد يزيد المراد قليلا او يقل قليلا لكن ليعلم ان مفهوم العدد في للغة غير مراد وذلك كقوله"اجتنبوا السبع الموبقات ""باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ""كمثل حبة انبتت سبع سنابل" والسبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب لكن هناك نصوص يكون المراد بها السبع تقريبا وهو في الاحكام لا الاخبار كالطواف والسعي سبعا ولناخذ الان تفسير بعض الايات القرانية لنعرف منهج السلف في التفسير لنسير على خطاهم (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾ اي اذا القي الكفار في النار في مكان ضيق منها حيث يضرب فيها كما يضرب المسمار في الجدار وهم مرتبطين ببعض كل واحد مع اقرانه واصحابه في الدنيا لانه ايضا سيبحث عنهم يوم القيامة فيسلسلون مع بعض ويسمعون بعضا الصراخ والعويل كما اسمعه في الدنيا الاغاني والاثام ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ اي الطفلة التي ذبحت وهي الصغيرة من غير ذنب فعلته فيسال قاتلها امام الخلائق فضيحة له فما ذا يكون جوابه ؟هو الظلم والاعتداء ففيه بيان عظمة حرمة الدماء في دين الله لانه من اهوال القيامة ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾ يوم القيامة عند الحشر حين ينتظر الناس ما سيفعل بهم تتطاير الصحف وتفتحت ليرى ما في هذه الصحف التي كانت تكتب اعمالهم في الدنيا فبعضهم يستقبلها بيمينه وبعضهم بشماله قال تعالى"وقالوا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها" والسماء كشطت :اي ازيلت من مكانها وهذا في اخر مراحل السماء يوم القيامة وذلك بعد الطوي لها كطي الصحف تزال كما يزال الجلد ويسلخ عن الدابة ﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴾ اي تسعير خاص يوم القيامة استعدادا لاهل النار مع ان النار سعرت في الدنيا كما ثبت عند الترمذي عن ابي هريرة موقوفا وله حكم الرفع "اوقد على النار الف عام حتى احمرت ثم الف عام حتى ابيضت ثم الف عام حتى اسودت لذا ورد عن الصحابة ان كل ما في النار اسود لا يدخلها نور ولا يخرج منها نفس لذا لها هول عظيم عندما تزفر اي تخرج هواء حارا تجثو الخلائق حتى ابراهيم وجبريل يقول ابراهيم:رب رب لا اسالك اليوم الا نفسي جبريل يقول:اللهم سلم سلم واذا الجنة قربت الى المؤمنين تكريبما لهم وتقدم رحمته فيرتاح اهل الا-مان وياتيهم من روحها وريحانها فتصور حال الكفار حين حرمو من الجنة وحال المؤمنين حين انقذو من الجنة ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾ بعد ذكر هذه الايات ستعلم الانفس ما جاءت به يوم القيامة اذا علمنا ذلك الا ناتي ما يرضي ربنا مع ان ابواب الجنة واسعة وابواب النار ضيقة فالامر يسير على من يسره الله له فاستعن بالله هذا وما كان من خطا فمني ومن الشيطان وما كان من صواب فمن الله وحده يسر الله امرنا وفتح علينا ورزقنا حسن العلم والعمل "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين" وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[إعلان] صفحة مدارسات مادة الثلاثة الأصول(مراحل قديمة) | إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس | أرشيف الفصول السابقة | 315 | 21-12-13 08:21 PM |