العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-09, 12:08 AM   #1
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

تفريغ الدرس التاسع والعشرون




~ آخر دروس سلسلة روائع البيان في تفسير القرآن ~



بســم الله الرحمـن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا وعملا يا أكرم الأكرمين.
كنا في الكلام عن سورة التكوير، عن هذه السورة العظيمة، وكان الكلام وقف عند قول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير: 7]، وجرى الحديث بأن المراد هنا بالنفوس هؤلاء الناس إذا حُشروا في يوم القيامة فإن منهم من يُحشر مع قرينه من أهل العلم والفضل والدعوة والخير والصلاح والبر والإحسان، ومنهم من يُحشر مع قرينه وزوجه الذي شابهه في هذه الحياة الدنيا في الشر والضياع والشرك وأكل المال الحرام وفي دفع اليتيم وفي عدم الحث على طعام المسكين وفي مقارفة الكبائر أيان كانت.
فالناس في يوم القيامة يكونون أزواجًا، لكن هؤلاء الأزواج ليسوا على هيئةٍ تختار أنت زوجك الذي يكون معك، لا، وإنما الله عزّ وجلّ هو الذي يقسم هؤلاء الخلائق جميعًا، فيا أيها المبارك كن على ذكرٍ بيِّنٍ واضحٍ ظاهرٍ جدًا من هذه القضية، من تريد أن تكون معه في يوم القيامة، من هو الزوج الذي تريد أن تكون أنت زوجًا له في هذا الموقف العظيم؟ من هم الناس الذين ترغب أنت أن يكونوا لك صحبٌ وتحشر أنت وإياهم يوم القيامة تحت لواءٍ واحدٍ؟ وتكون أنت وإياهم في مكانٍ واحد؟
يحدث في هذا الكون من الأشياء العجيبة الغريبة وأنت معهم إما في أمانٍ كاملٍ تامٍ، وإما في فزعٍ وهولٍ تامٍ، فاختر ما دمت في أرض الإمكان، ما دمت في هذه الحياة التي هي حياةٌ يمكن فيها العمل اختر الآن أيها المبارك، اختر الآن تريد مع من أن تسير في يوم القيامة، أن تسير من مكان دفنك إلى أن تسير إلى جنة ربك أو -والعياذ بالله- إلى نار ربك، هذا المسير سيكون أزوجًا، ﴿ وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً [الواقعة: 7]، سيحشر الناس أزواجًا.
ولذا تأمل في آية من آيات كتاب ربك وهو يحكي هذا الموقف العظيم، هذه القضية في مسألة الأزواج ليست مسألة هينة أبدًا، لا، من كان معك في هذه الحياة الدنيا وكان زوجًا لك –أي مصاحبًا وخليلا ورفيقًا أنت وإياه تتعاونان على أمورٍ كثيرة- سيكون هو صديقك عند خروجك من قبرك، سيكون هو صديقك عند دخولك إما إلى جنة ربك وإما إلى نار ربك سبحانه وتعالى، تأمل قول الله عزّ وجلّ حين يقول عن حال عباده –بل عن حال المجرمين بخصوصهم- مع ناره سبحانه وتعالى ﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا [الفرقان: 12، 13]، كيف؟ ﴿ مُقَرَّنِينَ ﴾، ما الصفة؟ ﴿ مُقَرَّنِينَ ﴾، كيف مقرنين؟ ما معنى هذا الكلام؟ مقرنين هي بنفسها ما ذكره الله عزّ وجلّ هنا ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير: 7]، نعم هي بنفسها معنى تلك الآية.
ما الحال؟ ما الذي يجرى؟ الذي يجري أيها المبارك أنك عندما تُبعث ليوم القيامة وتُبعث للحساب وتُبعث لنزول الجبار سبحانه وتعالى والفصل بين الخلائق عندئذٍ سيكون من حالك ومن شأنك أنك تقدم على الله عزّ وجلّ مع أقرانك ومع أصحابك ومع زملائك ومع من كان لك شكلا وخليلا في هذه الحياة الدنيا ستقدمون جميعًا فإذا فُصل بين الخلائق وكان ذاك من أهل النار ومن أهل الشر ومن أهل الضلال ومن أهل البعد ومن أهل الغيِّ ومن أهل الشرك ومن أهل معصية الله عزّ وجلّ والبعد عن دينه وعن شرعه ونهجه جل في علاه ممن تكبر على الله وتعاظم على أوامر الله ماذا سيكون حاله؟ الذي سيكون من حاله في ذلك الموقف أنه عندما يُرمى في نار جهنم سيُبحث عن أقرانه، سيُبحث عن أصحابه وعن زملائه وعن من شاكلوه في هديه وعن من أعانوه على معصية ربه ثم يُرمون جميعًا في نار جهنم فيُقرنون جميعًا ﴿ مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ [الفرقان: 13]، أي يُجمعون في مكانٍ ضيِّقٍ في نار جهنم قد قُرن بعضهم مع بعض، سُلسلوا جميعًا بسلسلة واحدة.
فذا الذي أعان أخاه على معصية الله في الدنيا بكلمةٍ أو بقولٍ أو بمالٍ أو بفعلٍ أو بشيءٍ من هذه الأمور عندما أسمعه الكلمة الحرام في الحياة الدنيا سيُسمعه كلمة لكنها ليست من جنس الحرام، لكنها ليست من جنس الحرام وإنما هي كلمة فيها صراخ، فيها عويل، فيها صياح، أين؟ في نار جهنم، سيُسمع صاحبه، لكن ما الذي سيُسمعه؟ سيسمعه صراخًا، عويلا، سيسمعه بكاءً مرًا لما أسمعه تلك المعاصي في الحياة الدنيا كان جزاؤه أن يسمعه ذاك الصراخ في الحياة الآخرة.
جزاءٌ من جنس العمل، لما أعانه على معصية الله في الدنيا بفعلٍ أو بمال كان جزاؤه أيضًا أن يراه بعينه وهو يُعذب بعذاب الله عزّ وجلّ، يُقرنون جميعًا بسلسلة، لا يُفصل بينهم، هذا هو العدل المطلق من الله سبحانه وتعالى لما تعاونت على تضييع -مثلا- صلاة الفجر بالسهر إلى الليل، يسهر الإنسان إلى قُبيل الفجر ثم ينام كما ينام البعير ثم لا يستيقظ إلى صلاة الفجر إلا وقد طلعت الشمس أو أيضًا كذلك قد فات الوقت ودخل وقت الظهر، أو يتركها مطلقًا، هؤلاء الذين تعاونوا على السهر على معصية الله ثم على تفويت أمر الله ماذا سيكون من حالهم في يوم القيامة في نار جهنم أنهم سيسهرون جميعًا، ولكن أين؟ في مكانٍ ضيقٍ مقرنين قد سُلسل بعضهم مع بعض، سيُجمعون جميعًا.
قال المفسرون في قوله وكنتم ﴿ وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً [الواقعة: 7]، وقالوا أيضًا في قوله سبحانه وتعالى ﴿ ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ [الفرقان: 13]، قالوا هو أن يُضرب بهذا المجرم في نار جهنم كما يُضرب بالمسمار في الجدار، فيؤخذ هؤلاء المجرمين فيُضربوا ضربة في نار جهنم كما يُضرب بالمسمار في الجدار، ثم ينظر بعضهم إلى بعض، هكذا ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير: 7]، هذا هو التزويج الذي يكون في يوم القيامة.
وسيكون في الجنة أو في النار، نعم في الجنة هناك تزويج، ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الـطور: 21]، تُلحق الذرية الصالحة بالرجل الصالح، فإذا كان من أبنائك وبناتك –بل حتى من والديك- من نقص عنك في درجتك –كما ثبت في الآثار- تدخل الجنة فتقول يا رب أين أبي؟ أين أمي؟ أين ابني؟ أين ابنتي؟ أين أخي؟ أين أُختي؟ فيقول الله عزّ وجلّ ( إنا لا نسوؤك في هذا اليوم )، ثم يأمر ملائكته سبحانه وتعالى فيُرفعون معك في جنّات نعيم، أنت من المقربين وهم من الأبرار فيُرفعون من أجلك إلى مكانك وإلى مُستقرك.
إذًا هذا معنى قوله سبحانه وتعالى أو شيء من معنى قوله سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير: 7]، ثم ذكر الله عزّ وجلّ أمرًا عظيمًا كان يحصل من الجاهلية الأولى وما زال يحصل حتى في الجاهلية المعاصرة إذا قال الله سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير: 8، 9]، في يوم القيامة هناك قصل بين الخلائق وهناك حساب، يُخبر الله سبحانه وتعالى عن الموءودة، والموءودة هي الطفلة التي تُذبح وهي صغيرة، يذبحها أبوها أو أخوها أو من كان وليًا لأمرها بدون ذنبٍ جنته، وبدون شيءٍ اقترفته، فيأتي هذا المجرم هذا الطاغية هذا المتجبر إلى هذه النفس البريئة هذه النفس الطاهرة هذه التي تنظر إلى الحياة الدنيا لتوها في مطلع سنيها تنتظر ماذا سيكون من أمرها، إذا هذا المجرم يأخذ بها فيذبحها ذبحًا ويقتلها قتلا بدون ذنب، وبدون جُرمٍ حصل منها، فماذا يكون لها مع هذا المجرم في يوم القيامة؟
هذا المجرم حينما فعل هذا الفعل الشنيع الفظيع لا يكون أبدًا أن الله عزّ وجلّ يُحاسبه حسابًا بينه وبين نفسه، لا، جرمه أعظم من ذلك، وذنبه أكبر من ذلك، وإنما الذي سيكون من حاله ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير: 8، 9]، أي يكون السؤال أمام الخلائق جميعًا في هذا الجرم الفظيع والذنب العظيم، فتسأل الموءودة ربها سبحانه وتعالى: يا رب سل هذا بأي ذنبٍ قتلني؟ يا رب سل هذا بأي ذنبٍ أزهق روحي؟ سيحصل السؤال من هذه الموءودة الطفلة المسكينة لربها جلّ وعلا، وتنتظر من ربها أن يفصل بينها وبين هذا الذي اعتدى على روحها، فالموقف عظيمٌ وشديدٌ، وهذا ليس خاصًا بالموءودة الطفلة، وإنما أيضًا للطفل، بل يكون لكل من اعتدى على ضعيفٍ مسكينٍ فقيرٍ لا دافع له ولا عنده من يدرأ عنه فيعتدي عليه.
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ ﴾ وُئدت ﴿ سُئِلَتْ ﴾ هي ﴿ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾، فيأتيها السؤال من الله عزّ وجلّ ومن ملائكة الله أيضًا لها ﴿ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾، فما الجواب؟ لا جواب، إنما هو الظلم، إنما هو البغي، إنما هو الاعتداء، وهذا يبين لك عظيم حرمة الدماء في دين الله عزّ وجلّ، فإنه من أهوال يوم القيامة –ولك أن تتأمل هذا جيدًا- أن تُسأل الموءودة بأي ذنبٍ قُتلت، عجبًا لهذا الأمر!
من أهوال يوم القيامة أن تُسأل الموءودة بأي ذنبٍ قُتلت؟ نعم من أهوال يوم القيامة، لأن هذا السؤال سيكون عظيمًا سيكون كبيرًا، سيكون شديدًا، السائل هو الله عزّ وجلّ لهذه الموءودة، والقاتل موجودٌ يرى بأم عينيه ما الذي يحصل في هذا الكون، فهذا هولٌ من أهوال يوم القيامة، بل هو من الأهوال العظيمة جدًا في يوم القيامة، لأن الخلق سيتجهون إلى هذا القاتل، سينظرون ماذا يفعل به جبار السماوات والأرض وقد اعتدى على هذه النفس الضعيفة، ولذا كان هذا الموقف من أهوال يوم القيامة، كأن الشمس قد كسفت، وكأن النجوم قد تساقطت، وكأن البحار قد سُجّرت.
هذا الذي يحدث بالنسبة للموءودة، نعم هو هولٌ من أهوال يوم القيامة، لأن السؤال سيكون شديدًا، والأمر سيكون عظيمًا حينا تسأل الموءودة عمن اعتدى عليها، ولذا أيها المبارك إياك إياك ثم إياك إياك ثم إياك إياك وأمر الدماء، إياك إياك إياك إياك وأن تقترف ذنبًا فيه تعلقٌ بدمٍ لنفسٍ حرم الله عزّ وجلّ أمرها، فإياك إياك وأمر الدماء، إياك إياك وأمر الأنفس، إياك وإياك أن تعتدي على نفسٍ حرم الله عزّ وجلّ أن تعتدي عليها وأن تقترف في حقها شيئًا لم يُبحه لك الله عزّ وجلّ، إيّاك ثم إياك فإن الأمر عظيم، ويكفيك في هذا أن الله عزّ وجلّ جعل أمر الموءودة هولا من أهوال يوم القيامة.
ثم قال سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ [التكوير: 10، 11]، ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾، هذه الصحف يوم القيامة لها شأنٌ ولها حالٌ، وذلك أن الخلائق حينما يُحشرون يوم القيامة فإنه في حال حشرهم ينتظرون ماذا يُفعل بهم، الذي يُفعل بهم أن هناك أمور قد أُعدت لهم فيما تقدم من حياتهم الدنيا، ومن هذه الأمور أن هناك صحفًا كانت تُكتب عليهم في هذه الحياة، وهذه الصحف لا تُغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها أبدًا، ﴿ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف: 49]، كل ما فعلت في هذه الحياة الدنيا من خيرٍ أو شر فإن هذه الكتب قد حوته، وقد أحصته، وقد حفظته لك، فإذا جاء يوم القيامة فهذه الكتب طُويت وأُعدت لك، ثم بُني عليها النتيجة، كما أنك في هذا الامتحان الذي في الحياة الدنيا، عندك إجابة تكتبها في ورقة، ثم تؤخذ هذه الورقة وتُصحح لك، ثم تأتيك النتيجة إما راجح وإما ناجح وإما راسب، إما درجتك عالية وإما درجتك منخفضة.
هذا الذي يحدث في يوم القيامة قريب من هذا المنظر تمامًا، لكنه في امتحانٍ يختلف عن امتحان الدنيا، نعم يختلف اختلافًا كبيرًا، تصور أيها المبارك أن الناس كلهم قد جُمعوا في مكانٍ واحد وفي صعيدٍ واحد، ثم أمر الله عزّ وجلّ بهذه الصحف أن تتطاير بين الناس، ثم الناس ينظرون إلى هذه الصحف ما الذي يُصيبهم منها، فجأة إذا صحيفة قد توجهت لك أنت، صحيفة من هذه الصحف التي نُشرت قد توجهت لك أنت، ماذا سيكون حالك؟ بأي يدٍ ستستقبل هذه الصحيفة؟ باليمين؟ أرجو من الله جلّ وعلا لنا جميعًا ذلك، بالشمال؟ أسأل الله عزّ وجلّ أن يُعيذنا من هذا الموقف العظيم، هذا الموقف المخزي، من الناس من يستقبل هذا الكتاب بيمينه، فهنيئًا له، ومن الناس من يستقبل هذا الكتاب بشماله من وراء ظهر، فيا حسرةً عليه والله، نعم يا حسرةً عليه، الموقف ليس بالهين، هل هناك من يستطيع أن يقلب هذا الكتاب من الشمال إلى اليمين؟ لن يوجد أحدٌ يقدر على ذلك في ذلك الموقف العظيم.
فإذًا أيها المبارك تصور ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾، نُشرت أي بمعنى أنها تطايرت، نُشرت على الخلائق وفُتحت، لما تطايرت على الناس فكل إنسانٍ عندما وقع هذا الكتاب بإحدى يديه إذا هو يفتح هذا الكتاب وينشره ليقرأ، يقرأ هذا الكتاب وماذا كُتب فيه، ولك أن تتأمل في يومٍ واحدٍ فقط من أيام حياتك أنت، أنت الآن تُملي هذه الصحف، أنت الذي تُمليها في الحياة الدنيا، لك أن تتأمل هذه الصحف الآن في الحياة الدنيا قبل أن تتطلع عليها في الآخرة.
احسب عملك في يومٍ واحدٍ من دون أن تتعنى لشيءٍ معين، ابدأ اليوم، بدأت في هذا اليوم من بعد الفجر إلى أن تقوم من نومك، ما الذي يحدث؟ الذي يحدث أنك صليت الفجر مع الجماعة، الحمد لله، قرأت وردك، الحمد لله، قرأت حزبك من القرآن، الحمد لله، قمت وخرجت إلى عملك بنيةٍ صالحة، الحمد لله، صليت الضحى، الحمد لله، جاء الظهر وصليت النافلة الراتبة قبل الظهر، الحمد لله، صليت الظهر خاشع متوجهًا إلى الله عزّ وجلّ منيبًا مُخبتًا، الحمد لله، أديت الراتبة الحمد لله، عدت إلى راحتك تستعد لبقية يومك، العصر كذلك أربعًا قبل العصر، ثم قرأت وردك وحزبك من القرآن، جاء المغرب أيضًا كذلك، ذهبت في عملك في طلب رزقك، وكل ذلك بطاعة لله عزّ وجلّ وبخشيةٍ منه، ثم انتهى يومك ونمت على ذكرٍ لله عزّ وجلّ وعلى قراءةٍ لأورادك، فإذا أنت في يومٍ ستسر إذا رأيت هذه الصحيفة في يوم القيامة.
لكن اقلب هذا الأمر أسيسرك يوم القيامة أن يُقال فلان واقع فلانة حرامًا؟ أيسرك هذا أن تجد في صحيفتك فلان زان؟ فلان آكل الربا، فلان كذب، فلان ضيع الصلاة لم يصلها مع جماعة المسلمين، ضيع الصلاة لم يصلها في المسجد، ضيع الصلاة أخرها عن وقتها، أتُسر بهذا إذا وجدته يوم القيامة؟ لن تُسر، وتكذب إن قلت ستسر، وإن قلتها عنادًا سترى ما الذي يحدث لك في ذلك الموقف العظيم، إن ظلمت إنسانًا ستسر أن يُقال ظلم فلانًا؟ أكل ماله، كذب عليه، اعتدى عليه، كان ضعيفًا فرأى في نفسه قوة فجاءه بالبهتان والظلم والاعتداء، لن تفرح به، هذه هي صحفك أيها المؤمن، هذا الذي ستراه في يوم القيامة فانتبه لذلك، فانتبه لذلك هذه الصحف إذا ملئت والله لن يستطيع إنسانٌ كائنًا من كان أن يمحو منها شيئًا، قد أُثبتت عليك، فلن يستطيع أن يمحو منها شيئًا.
أيها الأحبة، فاصلٌ قصير ثم نعود لاستكمال تفسير هذه السورة.
فــاصــــــــــــــــل تليفزيونـــــــــــــــي
بســم الله الرحمٰن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
حياكم الله أيها الأخوة مرةً أخرى، ونواصل الكلام عن تفسير هذه السورة عند قول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ [التكوير: 10]، وتم الكلام عن الصحف وعن واقعها، وهذا الأمر الذي أُريده منك أيها المبارك أن يبقى منك في ذهنك أن تتذكر هذه الحال وأن تتذكر هذه الصحف إذا مُلئت، بعد ذلك قال الله عزّ وجلّ وهو يُبين هولًا أخرة من أهوال يوم القيامة ﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ [التكوير: 11]، وقد سبق الكلام عن السماء وعن مراحلها وعن ما يتعلق بكشطها، وأن هذه المرحلة التي ذكرها الله عزّ وجلّ في هذه السورة من أواخر ما يقع من أهوال يوم القيامة، وهي مُفسرةٌ بقوله سبحانه وتعالى ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ [الأنبياء: 104].
بعد ذلك قال الله تعالى ﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [التكوير: 12]، وهذه الجحيم لها أمرٌ عجيبٌ جدًا في يوم القيامة، وقد أخبر الله عزّ وجلّ هنا أن الجحيم سُعرت، وهذا التسعير هو تسعيرٌ خاصٌّ يكون في يوم القيامة استعدادًا لأهل النار الذين سيُلقون فيها، وإلا فإن نار جهنم –أعاذنا الله وإياكم من ذلك- كأنها قد سُعرت قديمًا، وقد ثبت عند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه وهو في حكم المرفوع أنه قال "أوقد على النار ألف عامٍ حتى احمرت" معنى احمرت أنها بدأت تشتعل، بدأ لهبها يظهر، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى ابيضت"، معنى ابيضت أن لهبها بدأ يظهر دخانًا فغطى هذا الدخان الأبيض هذه النار، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى استودت، فهي سوداء مظلمة".
ولذا قال سلمان الفارسي وابن عبّاس والضحاك بن مزاحم وجماعة من أهل العلم في تفسير هذه الآيات "كل شيءٍ في النار فهو أسود"، أهلها سود، ودوابها سود، ووحوشها سود، وأغلالها سود، ودخانها أسود، ونارها سوداء، وكل أكلها أسود، طعامها أسود، وشرابها أسود، وكل ما فيها أسودٌ في أسودٌ، وهذه حقيقة في نار جهنم أن كل ما فيها أسود فليس فيها قطعة من نورٍ أبدًا، لا يدخل إليها نور ولا يخرج منها نفس، هذه هي النار التي ستسعر في يوم القيامة، ﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [التكوير: 12].
وهذه النار إذا أقبلت في يوم القيامة وسُعرت فإن لها هولٌ عظيمٌ على الناس، ولها وقعٌ شديدٌ، ومن هولها أنها عندما تزفر فإن ملائكة الله عزّ وجلّ وأنبياء الله عزّ وجلّ حتى إبراهيم الخليل يجثو على ركبتيه، وقد رُوي عن ابن عباس أنه قال عن قوله سبحانه وتعالى ﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا [الفرقان: 12]، هذا الزفير عبارة عن هواء حارٌّ يخرج من النار يوم القيامة، قال عن هذه الآية "عندما تزفر جهنم يجثو الأنبياء، حتى إن إبراهيم الخليل عليه السلام ليجثو على ركبتيه ، فيقول ربي ربي لا أسألك اليوم إلا نفسي، ربي ربي لا أسألك اليوم إلا نفسي، ربي ربي لا أسألك اليوم إلا نفسي"، من هول الأمر إنما تُسعر جهنم في يوم القيامة، هذا إبراهيم الخليل، هذا أبو الأنبياء، هذا شيخ التوحيد، هذا حاله!، فما حالنا نحن؟ ما أمرنا نحن؟، الأمر ليس بالهين أيها المبارك.
ولذا أيضًا جاء عن جبريل في حديث ابن عباس موقوفًا عليه أنه قال عن جبريل عليه السلام "إذا ذفرت جهنم فإن جبريل يقول اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم"، هذا كلام جبريل وهذا كلام إبراهيم الخليل، فما حال الناس في ذلك الموقف العصيب؟ ما حال المجرمين؟ ما حال الكفرة؟ ما حال الفجرة؟ ما حال الذين يرتكبون منهيات نهى الله عزّ وجلّ عنها في الليل والنهار؟ في اليوم مراتٍ كثيرة، ما حالهم؟ ما شأنهم؟ إذا كان هؤلاء جثوا على الركب، هؤلاء سيفعلون ماذا؟، أمرٌ عظيم ليس بالهين أبدًا، هذه نار جهنم، شأنها وحجمها وعظمها، ألا يكفيك أن الله أضافها لنفسه فقال ﴿ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ [الهمزة: 6]، الأمر ليس بالهين أبدًا، فعندما تُسعر النار هذا من أعظم أهوال يوم القيامة، ﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [التكوير: 12]، ثم بعد ذلك إذا سُعرت الناس ماذا يحدث للناس؟ يحدث للناس قنوط، يأس، خوفٌ رهيب، رهبة.
بعد ذلك تقدم الجنة، ﴿ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ [التكوير: 13]، تقدم جنة الله عزّ وجلّ، تقدم رحمة الله سبحانه وتعالى، تقدم هذه الجنان، هي من وراء النار ولكن يراها أهل الإيمان قد أزلفت قربت، فيرتاحون لذلك ويطمئنون، ويأتيهم من روحها ويأتيهم من ريحها فتطمئن الأنفس وتهدأ النفوس قليلا لأن جنة الله قد أقبلت، ولأن رحمة الله قد شُرعت، ﴿ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ [التكوير: 13] قُربت لأهل الإيمان، فتصور هذا الحال، فتصور حال أهل الإجرام وهم يرون النار ويعلمون وأنهم من أهلها، وتصور حال الجنة وقد تزينت لقاطنيها وسكانها وهو يعلم أنه سيُحرم منها، وتصور أنت أيها المؤمن والنار تزفر وأنت في أمان قد أمنت من الفزع الأكبر، وهدأت نفسك وأنت ترى الجنة وتتمنى متى ينقضي الحساب فتكون من أهلها، الأمر ليس بالهين أيها المبارك، فهذه ستٌ بعد البعث، وتلك ستٌ قبل البعث.
بعد ذلك أنت أيها المؤمن أيها المبارك يُخبر الله عزّ وجلّ عن حالك كما يُخبر عن حال ذاك المجرم فيقول الله سبحانه وتعالى في ختام هذه الست وفى ختام تلك الست بعد هذه الأهوال العظام وبعد هذه الأمور الكبار يقول الله عزّ وجلّ لك ويذكرك ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ[التكوير:14] ستعلم أنت ماذا أحضرت في يوم القيامة ستعلم نفس ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾ ستعلم هذه الأنفس ما الذي جاءت به إلى يوم القيامة لا إله إلا الله إذا كنا سنعلم ما الذي سنأتي به في يوم القيامة ألا نأتي بحسنات نتقرب بها إلى الله يا أخي الحسنات أبوابها واسعة، والسيئات والله أبوابها ضيقة ولكن النفس والهوى، عندك من أبواب الحسنات أشياء عظيمة عندك الصلاة عندك الصيام عند كذلك غير هذه العبادات عندك الإحسان إلى اليتيم والمسكين والصغير والضعيف، عند التسبيح والتهليل والذكر وما أسهلها وما أهونها على الإنسان لو أنه عالج نفسه وغالبها ورباها على ذكر الله سبحانه وتعالى إذاًَ أيها المؤمن أيها المبارك الأمر يسير ولكن أين القلوب التي تتفتح لكتاب الله عزّ وجلّ ؟ أين القلوب التي تريد أن ترتوي بكتاب الله سبحانه وتعالى ؟ أين القلوب التي تريد أن تحيا بكتاب الله جلّ وعلا ؟ أين القلوب التي تريد من هذا القرآن أن يكسر الأقفال التي وضعها الشيطان على قلب هذا الإنسان يريد منها أن يحرمه من الجنان ويريد منها أن يقذف به في مدارك ودركات النيران أين أنت أيها المؤمن من كتاب ربك؟ والله لو تأملنا آيات قليلات من كتاب الله لساقنا هذا القرآن إلى عظيم من الإيمان لساقنا إلى رفعة من الجنان والأمر يسير يا أخي هي ساعة لكن تعيش هذه الساعة مع كتاب ربك، نعم هي ساعة لكن هذه الساعة تكون أنت مع الله عزّ وجلّ مع كلام الله هي ساعة ولكن تقبل فيها على تدبر كلام ربك سبحانه وتعالى هي ساعة ولكنها تتصل بها برحمن السماوات والأرض بهذا الرحمن الرحيم بهذا القريب ممن اقترب منه إذا أتيته تمشي أتاك هرولة جلّ وعلا تريد أعظم من هذا الإحسان تتقرب إليه شبراً يتقرب إليك ذراعاً جلّ وعلا تريد أعظم من هذه الرحمة بين يديك كلام رب الأرباب سبحانه وتعالى لما لا تعيش معه في لحظات تكون أنت أيها المؤمن في حياة تخرجك قليلا عن طور هذه الحياة الدنيا وما فيها من التعب وما فيها من النكد وما فيها من الأشغال وما فيها من الهموم ولكن ساعة تكون أنت فيها قد أحط نفسك بكلام ربك فاسمع هذا القرآن بكل جوارحك ليس بأذنيك فقط بكل جوراحك تسمع هذا القرآن بقلبك تسمع هذا القرآن بأذنيك تسمع هذا القرآن أيضاً بجوارحك بقشعريرة جلدك تسمع هذا القرآن من كل وجه عشها ساعة مع كتاب ربك، نعم عشها ساعة أيها المؤمن أيها المبارك عشها ساعة مع كتاب ربك ستجد الفرق العظيم بين حياة بدون القرآن ومع حياة مع القرآن ستجد الفرق الكبير الشاسع بين حياة يكون غذاؤها من كتاب الله وبين حياة يكون غذاؤها من الشيطان، نعم ستجد الفرق العظيم أيها المبارك ولكن أعيد وأكرر عليك كتاب ربك، كتاب ربك، كتاب ربك، عليك بهذا الكتاب العظيم ثم أبشر فوالله ليكونن معك هذا الكتاب في الحياة الدنيا ووالله ثم والله ثم والله ليكونن معك هذا الكتاب معك في قبرك والله ثم والله ثم والله ليكونن معك هذا الكتاب بعد نشرك والله ثم والله ثم والله ليكونن معك هذا الكتاب وأنت فوق الصراط وليكونن معك هذا الكتاب عندما تدخل جنة ربك نعم سيكون معك وسيقال لك اقرأ وارتقِ كما كنت ترتل في الدنيا ستصعد لكن أين ؟ تصعد في الدرجات العالية من الجنات أين ؟ إلى درجات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى نعم أيها المؤمن درجات والله هي الدرجة الواحدة في جنات عدن لو قيل لك في ذاك الموقف تشتريها بماذا لتشترينها بكل شيء تشتريها بروحك تشتريها بأمك وأبيك تشتريها بكل الناس من حولك تشتريها بكل حال من أحوالك والآن تستطيع أن تحصل درجات عالية في الجنان بأمر يسير بأن تعيش حياة سعيدة ولذة والله ليست بالقليلة لكن مع القرآن جرب هذا أيها المؤمن لا تحرم نفسك لم تحرم نفسك؟ لم تحرم نفسك هذا ؟ ما السبب ؟ ما تستطيع أن تجعل ساعة لكتاب ربك ساعة تكون فيها أنت والقرآن أحبه تصاحب كتاب الله عزّ وجلّ تستطيع لكن رتب أوقاتك، رتب هذا اليوم الذي أعطاك الله عزّ وجلّ إياه هذه الدقائق هذه اللحظات رتبها قليلاً اجعل لكتاب الله عزّ وجلّ حظاً ساعة واحدة مع كتاب الله ساعة واحدة تقبل فيها على كلام ربك ساعة واحدة يكون فيها المرء مع الله ومع كلام الله يقرأ ويتدبر ويتأنى حين يقرأ إذا كان كذلك، والله أبشر بالخير ستفرح عظيما وستفرح شديداً وستفرح والله في كل موطن ولن يكون الأمر في فرحك أن يكون هذا خاصاً بك لا، وإنما فرح أيها المؤمن لن يقتصر عليك بل سيفرح بك كل من يشفعهم الله عزّ وجلّ أو يجعلك شفيعاً لهم في يوم القيامة هذه الأمور أيها المبارك أريد أن تبقي منك على وأنت على ذكر وأنت على كتاب ربك ونحن في ختام هذه الدروس التي أريده منها أن تتعلق بكتاب ربك لا تتعلق بأحد من الخلق كائناً من كان الذي أريده من هذه الدروس أن تتوجه بعد ذلك إلى كلام الله وأن يكون هو مهربك وهو ملجأك وهو حصنك لا تتوجه إلى أحد من الناس كائناً من كان إلا إلى كتاب ربك ستجد فيه الحل لكل المشاكل من أولها إلى آخرها ستجد فيه إزالة الهموم كلها من أولها إلى آخرها ستجد فيه الناصر والمعين في كل الأمور من أولها إلى آخرها قد عاش في رياضه رسولنا وحبينا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنستغني نحن أن نعيش في هذه الرياض؟ كلا والله، إذاً فلنقبل على كلام ربنا، إذاً فلنأتي إلى كلام الله عش مع هذا الكتاب أيها المبارك ساعات وسترى ما الذي يحدث في قلبك؟ وما الذي يجري لجوارحك؟ وما الذي يجرى للدنيا جميعا من حولك ؟ ستتغير الدنيا من حولك نعم ستتغير ستهدي الناس أنت لكن بكلام الله وستخرج الناس من الظلمات إلى النور لكن بأي شيء؟ بكلام الله وسيأتي الناس إلى دين الله أفواجا بأي شيء؟ بكتاب الله كل هذا يكون بهذا القرآن العظيم إذا أقبلت عليه وإياك ثم إياك أن يأتيك ما يشغلك عن هذا القرآن فإنه والله خسارة ليس بعدها خسارة ونكر للجميل من الله عزّ وجلّ الجليل الجميل بأن منّ عليك بهذه النعمة العظيمة إذاً أيها المبارك تعلق بكتاب الله وكن قريباً من الله وعليك بكتاب الله ثم أبشر وأبشر وأبشر بنور من الله سبحانه وتعالى هذا القرآن نور.
أسأل الله عزّ وجلّ بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، اللهم إني أسألك بجودك وكرمك اللهم إني أسألك برحمتك اللهم إني أسألك بقوتك اللهم إني أسألك بجبروتك اللهم إني أسألك بأنك رب السماوات والأرض، يا ربنا ويا خالقنا ويا رازقنا يا ذا الجلال والإكرام ربنا إلهنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا يا ذا الجلال والإكرام اللهم ربنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل لنا من هذا القرآن العظيم نوراً في قلوبنا اللهم اجعل لنا منه نوراً في قلوبنا اللهم اجعل لنا منه نوراً في قلوبنا اللهم ونوراً في أسماعنا اللهم ونوراً في بصائرنا اللهم ونوراً في بصائرنا اللهم ونوراً في أبصارنا اللهم ونوراً في أبصارنا اللهم واجعل لنا منه نوراً يا ذا الجلال والإكرام عن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا ومن أمامنا ومن خلفنا واجعل لنا نوراً يا ذا الجلال والإكرام اللهم اجعله هادينا وقائدنا إلى جناتك جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
سأل أحد الطلبة:
جزاكم الله خيراً يا شيخ ونفعنا الله بهذا الشرح الرائع، نريد أن نعرف كيف يمكننا الاستفادة الفعلية من هذه الدروس، ربما يعني أحدنا يجد هذه المراحل السبعة وتعلمها والمراحل الثلاثة الأوائل بالنسبة لعموم المسلمين ولكن لا يستطيع أن يطبقها فما السبيل كي يطبقها بمثل هذه المراجع الكثيرة التي كتبناها وعلمناها؟
سأل الشيخ:
السؤال عن كيفية تطبيق هذه المرحل؟
أكمل الشيخ:
الاستفادة منها بالفعل كي نفهم كتاب الله عزّ وجلّ .
أكمل الشيخ :
جيد تقصد الاستفادة الفعلية؟ حقيقة فيما ذكرت سابقاً أنا حرصت على الشيء العملي الفعلي يعني حاولت أن يكون هناك شيء علمي وفعلي وهذا الذي جربته يعني مع نفسي وجربته معه الأخوة والأحبة أيضاً كذلك في شرح هذه المراحل سواء كانت ثلاثة أو المراحل السبعة فأريد منك أيها المبارك فقط أن تحاول أن تطبق هذا بشيء من الهمة شيء من الجهد وهذا سهل ويسير ليس بالعسير أبداً يعني هذه المراحل التي تراها ليست بالعسيرة أبدا خصوصاً الثلاثة الأولى يعني تحدد من أين تبدأ تقبل على كلام الله عزّ وجلّ بتلاوته بتأني وترك العجلة أن تختار كتاباً ميسراً في التفسير هذه يسيرة سلهة ممكنة التنفيذ أليس كذلك ؟ هذا الذي أريده الأشياء التي أمامك ليست صعبة أبداً وإنما قد يضع الشيطان حواجز دونك ودونه فتقول أين أنا والمراحل الثلاثة أين أنا والمراحل السبعة أين أنا من فهم كلام الله عزّ وجلّ هذا كله من الشيطان أن تستعذ من الشيطان وأقبل على كلام الرحمن سبحانه وتعالى ثم أبشر بالخير لكن ابدأ، دع عنك الهواجس دع عنك هذه الخواطر التي هي خواطر نستطيع أن نقول إنها خواطر ليست من الله أبدا وإنما تكون من الشيطان يعني هذه الحواجز والصعوبة، أبداً ليست صعبة لكن أقبل وإذا أقبلت على الله فأبشر بإعانة وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، واضح إذاًَ الجواب أنك أقبل وسترى بإذن الله عزّ وجلّ كل خير. بهذا نختم هذه الحلقات وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



توقيع أم أسماء
قال ابن القيم رحمه الله:
(القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة)
أم أسماء غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين أم خــالد روضة القرآن وعلومه 15 14-02-10 02:56 AM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 12:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .