العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-08, 06:58 PM   #1
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي تعظيم التوحيد في نفوس الصغار

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه خطبة الجمعة 18/05/1429 للشيخ فهد بن حسن الغراب



وقد تحدث الشيخ حفظه الله فيها على اهمية تربية النشء للأمة وذكر ان في العناية بهم اقتداء بالأنبياء والصالحين فقال :

- إن العناية بالنشء مسلك الأخيار، وطريق الأبرار، ولا تفسد الأمم إلا حين يفسد أجيالها الناشئة، ولا ينال منها الأعداء إلا حين ينالون من شبابها وصغارها. ولما كان توحيد الله تعالى أعظم الأمور وأصل الأصول، ومن أجله بعث الله الرسل وأنزل الكتب وفي تحقيقه سعادة الدين والدنيا، والبرزخ والآخرة، لما كان الأمر كذلك عني بذلك الأنبياء عليهم السلام، فعظموا شأن الله تعالى، وعظموا أسماءه وصفاته، وأفردوه بالعبادة سرا وجهارا، وحذروا وأنذروا وتوعدوا من أشرك بالله فدعا مع الله إلها آخر، وكفر بالله فدعا غير الله.

-ولما كان النبي عليه الصلاة والسلام هو المعلم والقدوة للناس كلهم، كان عليه الصلاة والسلام يعنى بشأن الصغار والناشئة عناية تامة، وكان توحيد الله وغرسه في نفوسهم له النصيب الأكبر في تربية الصغار عند النبي عليه الصلاة والسلام ...

ومن شواهد ذلك؛

وصيته عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله تعالى عنهما وكان عُمْر ابن عباس آنذاك دون البلوغ، وكانت وصيته عليه الصلاة والسلام له وصية عقدية عظيمة تضمنت في كلماتها ومعانيها أصول التوحيد والآداب.

فعن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي عليه الصلاة والسلام يوما فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي وقال: صحيح،

وفي رواية غير الترمذي:"احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".

أوصاه بحفظ أمر الله امتثالا، ونهيه اجتنابا، ثم أوصاه بسؤال الله واستعانته به، ثم رسخ في نفسه أن المقادير بيد الله تعالى، ثم بين له أن الصبر يورث النصر، وأن الكرب يعقبه فرج.

-ومن عنايته عليه الصلاة والسلام بشأن التوحيد مع الصغار؛ ما أخرجه الترمذي عن أبي رافع قال: (رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام أذّن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة) قال الترمذي: هذا صحيح.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "وسر التأذين أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها"

-ومن تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام للتوحيد في نفوس الصغار ما أخرجه الإمام أحمد وابن أبي شيبة :

أن النبي عليه الصلاة والسلام : علّم الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما أن يقول إذا فرغ من قراءته في الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت، لا منجا منك إلا إليك".

وإذا كان مولد الحسن بن علي في السنة الثالثة من الهجرة فيكون عمره عند موت النبي عليه الصلاة والسلام سبع سنين، ومع صغر سنه في حياة النبي عليه الصلاة والسلام فقد لقنه وعلمه النبي عليه الصلاة والسلام تلك الكلمات العقدية الجامعة في تعظيم شأن الله وأنه المستحق للعبادة.


- ومن تعظيم التوحيد في نفوس الصغار أيضا ما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعوذ الحسن والحسين ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة"

فكان يعنى بتعليم الصغار أخبار الأنبياء وزرع محبتهم في القلوب، وكذلك تعظيم شأن اللجؤ إلى الله تعالى وأنه هو الحافظ من كل سوء وبيان شر الشيطان وضرر الهامة والعين.

فاتقوا الله أيها الناس، واشكروا نعمة الله عليكم بهؤلاء الأولاد الذين جعلهم الله فتنة لكم، فإما قرّة عين في الدنيا والآخرة، وإما حسرة وندم ونكد. وإن من شكر نعمة الله عليكم فيهم أن تقوموا بما أوجب الله عليكم من رعايتهم وتأديبهم بأحسن الأخلاق والأعمال وتنشئتهم تنشئة صالحة.


عباد الله: شعور يحسّ به الوالد حين يرى صغاره أمامَه، ويتذكّر قول الرسول : ((لا يأتي زمان إلا والذي بعده شرّ منه))، ويرى ما هو فيه، ويتأمل هذه المتغيرات، ويشاهد هذا السيل الجارف من فتن الشهوات والشبهات، وهذا الهجوم العنيف من المواقع والشاشات، فيتساءل كيف الثبات؟ وكيف سينشأ هذا الجيل القادم؟ كيف سيصمد أمام هذه الأمواج العاتية، وفي كل يوم يفتح باب للشر جديد، ومسلك للدمار شديد، وطريق للأعداء سالك، وشبهة تجعل الحليم حيرانا، وشهوة ميسورة، وفتنة مضلة.

ألا فاعلموا ـ عباد الله ـ أن من أعظم الواجبات في هذا الزمان، ترسيخ العقيدة في نفوس الأولاد والبنات، وتأصيل مراقبة الله في القلوب، إغرس في قلب ولدك وبنتك (فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، اجعله يراقب الله في خلواته، كما يراقبه في حضرة الناس، ذكره بأن الله مطلع عليه، وأنه لا محالة صائر إليه، علم بنتك بأن الحشمة والحجاب، والستر والعفاف ، عبادة لله عظيمة،علمهم بأن الخوف من الله، وتعظيم أمره، والانتهاء عن نهيه، عقيدة للمؤمن راسخة، لا تزعزعها غانية في قناة، ولا عاهرة في شاشة، ولا مثقف في صحيفة.

عباد الله : وثمة أمور جعلها الله من فِعل الأب وتنفع الابن من بعده، ومن أهمّ هذه الأمور :

1) صلاح الوالد في نفسه، فإنه سبب لحفظ الله عز وجل لأبنائه من بعده، يقول الله سبحانه: " وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ "
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (حفظهما الله بصلاح والدهما ولم يذكر الله للولدين صلاحًا).


2)عباد الله: لا يغلبنّكم الشيطان على باب آخر مفتوح للمؤمنين وهو دعاء الوالد لولده، فقد صحّ عنه من حديث أبي هريرة أنه قال: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهن))، وذكر منهن: ((دعوة الوالد لولده)).

فاتقوا الله عباد الله، واعملوا صالحًا، وسيروا على النهج، وأصلحوا النشء؛ تسعدوا في حياتكم وبعد وفاتكم. اللهم هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين، اللهم ارزقنا بر والدينا، وارزقنا بر أبنائنا بنا، اللهم حبب إلينا وإليهم الإيمان وزينه في قلوبنا وقلوبهم، وكره إلينا وإليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.


انتهى


**************

اللهم آمين

وهي موجودة على هذا الرابط :
http://www.taimiah.org/Audio.aspx



توقيع أم كلثوم


إذا سـرّ بالسراء عمّ سرورها *** وإن مسّ بالضـراء أعقبها الأجـــر

وما منهما إلا لـه فيه نــعمة *** تضيق بها الأوهام والبــر والبحــر



أم كلثوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-08, 08:00 AM   #2
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

بارك الله جهدك وتواصلك وجزاك عنا خيرا أختنا الفاضلة
موضوع رائع نفع الله به




توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف ترسخ التوحيد في قلبك حسناء محمد روضة العقيدة 3 14-02-15 10:10 PM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM
أهمية التوحيد (1) ( لاتبخلي على نفسك فقط اقرئي ) أم هشام روضة العقيدة 3 09-04-07 06:06 AM


الساعة الآن 08:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .