|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-03-08, 02:14 AM | #21 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تفريغ الدرس الثامن
بسم الله الرحمن الرحيم تفريغ الدرس الثامن من دروس سلسلة أسماء الله الحسنى .. ذكرنا ستة أمور والسابع من الثمرات هو تزكية النفوس وهذا الدين أيها الأحبة يهدف إلى صلاح الإنسان ,وإنما يكون صلاحه بإقامة العبادة على قاعدة العبودية الحقة وعلى طريقها الذي شرّعه الله تبارك وتعالى.. وكان المفتاح لذلك والجادة التي يسلكها من أراد أن يصلح قلبه و حاله ونفسه هو النظر في آيات الله عزوجل التي تحدثنا عن المعبود جل جلاله وأسمائه وصفاته وتربط القلوب به وبهذا تتجه القلوب والوجوه إلى الرب المالك المعبود سبحانه وتعالى.. وقد كان الأصل والمحور الذي يدور حوله القرآن هو الحديث عن الله عزوجل وصفاته وفعله في الكون . القرآن يتحدث مبيناً عظمة الله عزوجل ويدعو الناس إلى الإستجابة إليه, والأخذ بما بأمرهم به ويشرعه لهم , ومجانبة ومجافات ما يوقعهم في مسا خطة , وأسباب غضبه, وهكذا يبين لهم فعله بأهل طاعته وفعله بأهل معصيته في الدنيا والآخرة,, وهذا الحديث هو الذي يحرك النفوس ويستثير الهمم ويجعل العبد مشمراً في طاعة الله عزوجل سالكاً صراطه المستقيم.. وبذلك تزول الأدناس والأرجاس التي تعوقه عن فعل الخير والتعلقات في الأمور الدنية التي تشغله عن التعلق بربه جل جلاله . ((الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)) .. فالعلم بأسماء الله عزوجل وصفاته - أيها الأحبة - هو العاصم بإذن الله عزوجل لهذه النفوس عن الخطأ والزلل والانحراف وهو المقيل من العثرة وهو الفاتح لباب الأمل .. وبذلك تعرف النفوس أن ربها غفور رحيم تواب يتوب على من تاب وأناب, كما يعينهم على الصبر كما سيأتي إيضاحه بإذن الله تبارك وتعالى.. وإذا تمكنت الأسماء والصفات من قلب العبد خلّصت قلبه من كل شائبة شركية أو بدعية وطهرت نفسه من كل دنس . إن اسم الله تبارك وتعالى { الــــلــــــــه } إذا تمكن من القلب طرد منه كل شرك وبدعة.. لأن الله هو المألوه أي المعبود, فلا تتوجه النفوس إلى عبادة غيره ,, وإنما يكون تألهها وتعبدها له وحده لاشريك له, وبهذا يكون العبد قريب من ربه مطيعاً له ممتثلاً مستجيبا . الثــامن من هذه الثمـرات : - تحقيق السعادة . فالعلم بالأسماء والصفات والتعبد بها هو قطب السعادة ورحى الفلاح والنجاح, من رام السعادة -أيها الأحبة- وابتغاها فليأخذ نفسه بأسماء الله وصفاته, فبها الأنس كله والأمن كله وما راحة القلوب وسعادته إلا بها لأنها تتعلق بمن طبُّ القلوب بيديه وسعادتها بالوصول إليه وكمال إنصباب القلب إليه.. ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم" : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) وعرفنا أن أعلى منازل الإحصاء هو :التعبد , فهذا كما يقول ابن القيم "رحمه الله" : (هو قطب السعادة ومدار النجاح و الفلاح ) وكان يقرر "رحمه الله" أن من تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه ومن سار إليه بأسمائه الحسنى وصل إليه.. ومن أحبه أحب أسمائه وصفاته وكان آثر شيء لديه ,فحياة القلوب بمعرفته و محبته وكمال الجوارح في التقرب إليه بطاعته وكمال الألسنة بذكره والثناء عليه بأوصاف مدحته . وماذا عسى أن تلهج به الألسنه أفضل من لهجها بالثناء على الله عزوجل؟ وبماذايمكن أن تُعمر القلوب أيها الأحبة أعظم من تعظيم الله عزوجل ومحبته والخوف منه ورجائه؟ وما إلى ذلك من الأمور التي بها حياتها وراحتها وأنسها , فالقلب -أيها الأحبة- إذا لم يعرف ربه فإنه يستوحش , تغمره الوحشة ويظلم الصدر ويضيق.. ولو كانت الدنيا بأسرها بيديه.. فإنه لا أُنس لهذه القلوب إلا بأن تعرف الرب المعبود معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته , فالسير إلى الله -كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله "- عن طريق الأسماء: ( والصفات شأنه عجيب وفتحه عجب , صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلقي على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولامشرد عن سكنه ) . والتعرف على الله بالأسماء والصفات -أيها الأحبة- هو من أعظم السبل الموصلة للأنس لله والتعظيم لشأنه جل وعلا , وهذه هي العبودية الحقة التي قال عنها شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية "رحمه الله" (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية ) هذه القلوب -أيها الأحبة- لا يمكن أن تجد طعم الراحة وتذوق طعم السعادة إلا إذا عرفت المعبود معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته وتعبدته بمقتضى ذلك,, وعلى قدر هذه المعرفة والتعبد على قدر ما يحصل لنا من الانشراح واللذة والسرور ولو كان الإنسان يعيش في مكان بعيد عن الناس منقطع عنهم فإن سعادته لايمكن أن تُقدَّر.. وراحة قلبه لايمكن أن تنقطع بانقطاعه عن الناس , ولهذا كان أهل المعرفة بالله عزوجل يستَروِحون بالخلوة به سبحانه وتعالى عند مناجاته في صلاة الليل أو صلاة النهار أو قراءة القران , ولهذا كان بعضهم يقول: ( إني لأدخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه أَرَبي) . وكان الأخر يقول : ( أهل الليل في ليلهم يعني أهل قيام الليل والمناجاة أعظم لذة من أهل اللهو في لهوهم ) فأهل اللهو تنقبض قلوبهم وتستوحش نفوسهم ويجدون عصرة وألماً بقدر ما في هذه القلوب من الأنس بغير الله والاشتغال بحطام الدنيا . فمن أراد أن يبتعد عن الآفات التي عصفت بكثير من أهل الزمان من الاكتئاب والحزن والآلام التي تقع في النفوس والوحشة والظلمة التي تقع في الصدور.. فعليه بالإقبال على الله عزوجل.. أن يعرفه , ولهذ ينبغي على الإنسان أن يدمن النظر من هذا الباب, وأن يلاحظ نفسه وحركات هذه النفس وعلى أي شيء تقبل .. وما الذي تميل إليه.. فيداويها بهذه الأدوية النافعة حتى تستقيم على هذه الجادّة . التـاسع من هذه الثمرات :- وهو التلذذ بالعبادة . والتلذذ بالعبادة -أيها الأحبة- من أعظم المنح الربانية , كثير من الناس يسمع عن هذه اللذة ولا يعرف حقيقتها ولم يجد طعمها .. إنما حظه منها السماع فحسب . وقد رأينا أيها الأحبة في الحج أناساً كان بعضهم يقول :( كأني لم أسلم إلا اليوم ) وسمعنا عدداً منهم ونُقل عن بعضهم أنه يقول : (إنه يعيش في لذة وسعادة وانشراح وفرحة غامرة لم يجدها طيلة حياته) . وكان بعضهم يقول : (ينتهي الحج ويملأ قلبي الحزن على فراق هذه الأعمال والمشاعر التي وجدت قلبي فيها . وبعضهم كان يرسل برسائل بعد الحج ولعل بعضهم يحضر معنا الآن يذكر مثل هذه المشاعر , بعضهم يذكر حزنه بعد الحج وبعد فراق تلك الأعمال والمشاعر مع أنه يعيش في الخيمة وليس له من الأرض إلا ما يكون للعارية من المستعير على قدر ما ينام عليه , ومع ذلك يجد هذه اللذة والفرحة ., فليست اللذة بالقصور وسعت الدور ,, وليست اللذة بكثرة الطعام , فهو يقف في طابور إذا أراد أن يأكل, ولربما وقف في طابور إذا أراد -أعزكم الله- الخلاء.. وينام على مكان صغير لايستطيع أن ينقلب يمين ويسرة لأن الناس لم يتركوا شبراً حوله من أجل أن يتقلب فيه. لكن أين وجد هؤلاء اللذة ؟ في طاعة الله عزوجل وهؤلاء ربما لم يعرفوا ذلك قبل حجهم!! ولكن الكثيرين أيها الأحبة ممن عرفوا الله عزوجل يجدون ذلك في ليلهم ونهارهم طيلة العام.. في صلاتهم وصيامهم وفي قراءتهم وفي دعائهم وفي تقلباتهم, استشعر أن الله عزوجل يراه وأنه يراقبه وأنه يرى عمله وأنه يجازيه وأن الله يحب عابديه ومن ينيب إليه ومن يقبل عليه.. فيستشعر هذه الأمور جميعاً... فالمقصود أيها الأحبة من وجد هذه اللذة صارت العبادة هي راحة نفسه , وطرب قلبه , فيكون لسان حاله {أرحنا بالعبادة يابلال} كما كان النبي "صلى الله علي وسلم " يقول : ( قم يا بلال فأرحنا بالصلاة).. فتكون الصلاة لما فيها من القرب لله عزوجل والمناجاة له والتلذذ بكلامه والتذلل له والتعبد بأسمائه قرة العين وسلوة الفؤاد.. ولذا كان النبي "صلى الله عليه وسلم " يقول : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله" ( أن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لايمكن التعبير عنه إنما هو في معرفة الله سبحانه و تعالى وتوحيده والإيمان به وانفتاح الحقائق الإيمانية والمعارف الربانية المعارف القرآنية كما قال بعض المشايخ : ( لقد كنت في حالٍ أقول فيها : إن كان أهل الجنة في هذه الحال إنهم لفي عيش طيب ) وقال آخر : ( إنه لتمر على القلب أوقات يرقص فيها طرباً وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان والمعرفة , لذة غامرة , انشراح, هؤلاء قد تكون أبدانهم تعاني الأمراض والأسقام.. وأحوالهم تتقلب في الفقر والجوع ومع ذلك يجدون هذه الراحة والسرور ,, وآخرون يعيشون في بحبوحةٍ من الدنيا ومع ذلك قلوبهم مظلمة لا يفتأ الواحد منهم يشتكي من ضيق الصدر والحزن وما قد ينتابه من نوبات البكاء التي قد لايعرف لها سبباً . المقصود أيها الأحبة أن الإنسان إذا حصّل هذه اللذة لذة العبادة خفّت عليه التكاليف.. وقد تزول عنه المشقّـات وهو يزاول العبادات الشاقة فتكون برداً وسلاماً على قلبه لأنه يشتغل بشيء فيه رضا المحبوب سبحانه وتعالى فيُقبل على ذلك بانشراح وفرح فينسيه ذلك التعب كله.. ومن أعظم ما يحصل به هذه اللذة هو النظر في أسماء الله وصفاته وأن نتعبد الله عز وجل بها وأن نستحضر ذلك قي كل عمل نزاوله وفي كل عبادة نتعبد بها.. فإذا أعطى العبد القليل من الصدقة يتذكر أن ربه شكور يجزي الجزاء الكبير على العمل القليل وأن الله لا يضيع عمله فيكون ذلك سبباً لمزيد من الإقبال والتلذذ بهذه الصدقة والعمل الصالح الذي يعمله.. فيجد حلاوة في قلبه لايمكن أن توصف,, وهكذا من صلى وتذكر حينما قام لله عز وجل بين يديه صافاً قدميه تذكر قيّوميته -كما يقول الحافظ ابن القيم- وأن الله قائم بذاته وأن عباده لا يقومون إلا به تبارك وتعالى فإذا كبير ورفع يديه استشعر أن الله أكبر من كل شيء وشاهد كبرياء اله وعظمته وجلاله وإذا قرأ دعاء الاستفتاح استشعر مافيه من تنزيه المعبود عن كل نقص.. وإذا استعاذ وبسمل التجأ بقلبه إلى الركن الركين وتبرأ من كل حول واعتصم بالله من عدوه واستعان به لا بغيره.. ثم إذا قرأ الفاتحة استشعر في ذلك ما فيها من استحقاق الله عزوجل لكل المحامد , استشعر ألوهيته وربوبيته ورحمته بخلقه وملكه لكل شيء , واستحضر أنه يناجي ربه وأن ربه يجيبه على مناجاته,, ثم تذكر عظمة الله وعلوه وتذكر خضوعه وتذللـه بين يدي ربه بركوعه وسجوده وانكساره وتأمل ذلك وهو يقول سبحان ربي العظيم , سبحان ربي الأعلى . وإذا صنع ذلك في صلاته , كيف لا يصلي صلاة مودع ؟! وكيف لا يتلذذ بصلاته وعبادته ؟! وكان شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله" يذكر قريبا من هذا المعنى وأن العبد يستحضر أته مناجي لله تعالى كأنه يراه , فإن المصلي إذا كان قائماً فإنما يناجي ربه . والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أوكد.. وهذا يكون بحسب قوة الإيمان,, والأسباب المقوية للإيمان كثيرة جداً وهي معلومة ,,, فهذا باب واسع أيها الأحبة,, فإن مافي القلب من معرفة الله ومحبته وخشيته وإخلاص الدين له وخوفه ورجائه والتصديق بأخباره وغير ذلك مما يتباين الناس فيه ويتفاضلون تفاضلاً عظيماً ويقوى ذلك كلما ازداد العبد تفكراً للقران وفهماً ومعرفة بأسماء الله وصفاته وعظمة وتفقره إليه في عبادته واشتغاله به.. بحيث يجد اضطراره إلى أن يكون تعالى معبوده ومستغاثه أعظم من اضطراره إلى كل شيء سواه كالأكل والشرب كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله " :(فإنه لا صلاح له إلا بأن يكون الله هو معبوده الذي يطمئن إليه ويأنس به ويلتذ بذكره ويستريح به ) ولا حصول بهذا إلا بإعانة الله عزوجل . وما سبق أيها الأحبة من العبادة هو نماذج تدل على غيرها, وكل عبادة من العبادات نقدم عليها مستشعرين هذه المعاني وقد امتلأ القلب بالحب للخالق العظيم سبحانه وتعالى فإنه لابد أن نجد لذتها وأن نأنس بها.. والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان, أن الله ورسوله أحب مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) .فهذه ثلاثة أمور توجد بها اللذة.. فكما أن الإنسان يجد لذة حسـية بذوق الطعام الذي يستلذه فكذلك أيضاً يجد لذة أخرى إذا تعاطى أسبابها.. وكل من زاول شيئاً واستعان بالله عزوجل فإنه يُحصِّـله بإذن الله تبارك وتعالى.. ومن أكثِر طرق الباب فإن ذلك مؤذن بأن يفتح له . العــاشر من هذه الثمرات :-
هو أن العبد إذا عرف هذه الأسماء والصفات سعى إلى الإتصاف والتحلي بها على ما يليق به. ومن المعلوم أن المُحِبْ يحب أن يتصف بصفات محبوبة كما أن المحبوب يحب أن يتحلى محبه بصفاته . فالله تبارك وتعالى له المثل الأعلى.. ربنا جل جلاله كريم يحب الكرماء.. رحيم يحب الرحماء.. رفيق يحب الرفق.. فإذا عرف العبد ذلك سعى إلى التحلي بصفات الكرم والرحمة والرفق وهكذا في سائر الصفات التي يحب الله أن يتحلى بها العبد على مايليق بذات العبد كما قدمنا. وقد عرفنا من قبل أن الاتصاف بموجب أسماء الله تعالى مقيد بشرط: وهو أن بعض أسماء الله تبارك وتعالى إنما تكون كمالاً في حقه فحسب كالمتكبر فإن الكبر لا يكون ويصلح في حال من الأحوال للمخلوق فمثل ذلك لا يطلب الاتصاف به وإنما يكون صالحاً للعبد على ما يليق به ويناسب مرتبته.. فهذا القيد لابد من مراعاته. |
31-03-08, 02:22 AM | #22 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تتمة التفريغ ..
الحادي عشـر من هذه الثمرات :-
هو ما تثمره من ألوان العبوديات . ( الرضا ) فهو من ثمرات المعرفة بالله وقد تكلمنا عليه بشيء من التفصيل في الأعمال القلبية .. فمن عرف الله بعدله وحلمه وحكمته ولطفه أثمر ذلك في قلبه الرضا في حكم الله وقدره في شرعه وكونه . فلا يعترض على أمره ونهيه ولا على قضائه وقدره.. ما تقول المرأة لماذا لنا نصف الميراث ؟ لماذا القوامة للرجل ؟ إذا كانت تعلم أن الله عليم حكيم عدل.. أن الله متصف بالعدل وأنه لا يظلم الناس شيئاً فإنها ترضى بحكمه الشرعي وهكذا أيضاً إذا أصاب العبد مكروه فإنه لا يقول لماذا يارب ؟ أنا ماذا عملت يارب ؟ ومن الناس من يقول هذا ونسأل الله العافية.. لو تذكرت لأخرجت لكم رسالة يذكر صاحبها كلاماً في غاية السوء يقول في محصلة هذه الرسالة الطويلة يقول: دعوته ثم دعوته ثم دعوته فلم يستجيب لي حتى يقول عن نفسه صرت كالحمار المبعد.. ويذكر كلاماً في غاية القبح عن الله عزوجل.. فأظن أن هذا مبتلى لأني إن لم تخني الذاكرة أنه أرسل رسائل متعددة قبلها يطلب الدعاء ثم بعد ذلك ذكر وهذا كان في أيام الحج لا أذكر في يوم عرفه أو في يوم النحر.. رسالة في غاية القبح.. فأقول هؤلاء أيها الأحبة ماعرفوا الله عزوجل معرفة صحيحة.. لو عرفوه وأنه حكم ,عدل, عليم,حكيم لايقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له.. فإن من عرف ذلك رضي بأحكامه الشرعية وبأحكامه القدرية .. الله ساق له ذلك ليرفعه ويختبر صبره ويستخرج عبوديته.. ومن الناس من يصدر منه مثل هذه الأقوال والأفعال القبيحة إذا ابتلاه ربه وهو الذي أعطاه هذه الأبعاض والعافية.. فإذا سلب شيئاً يسيراً منها حصل هذا التبرم والتسخط نسأل الله العافية..والمقصود بالأثر أيها الأحبة هو ثمرة العبادة التي يجدها العبد عندما يقوم بموجبها من العلم والمعرفة كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله " وذلك أن لكل صفة من صفات الله عبودية خاصة بها.. فمتى ما تعلمها العبد وأتى بموجبها من العمل تحقق له مراده منها.. وأثمرت له أنواعاً من العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه . فالأسماء الحسنى أيها الأحبة والصفات العلى مقتضية لأثارها من العبودية والأمر اقتضاءها لأثارها من الخلق والتكوين كما نشاهد اسم الخالق وصفة الخلق اقتضت لآثارها فوجد هذا الخلق .. فهكذا ا تقتضي أيضاً هذه الأسماء والصفات آثاراً من جهة العبودية لله تبارك وتعالى.. فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها,,, وهذا مُطِّرد في جميع أنواع العبودية التي تقع على القلب واللسان والجوارح ,, وإليك بعض النماذج من هذه العبوديات: فمن ذلك الدعاء -فمن تأمل شيئاً من أسماء الله عزوجل وصفاته فإنها ولابد ستقوده إلى أن يتضرع إلى الله بالدعاء ويبتهل عليه بالرجاء, - من تأمل قربه تبارك وتعالى من عبده المؤمن وأن الله تعالى هوا لقريب المجيب والبر الرحيم والمحسن الكريم , فإن ذلك سيفتح له باب الرجاء.. وإحسان الظن بالله.. وسيدفعه إلى الاجتهاد في الدعاء والتقرب إلى الله به . - بل من تأمل وتعبد بالأسماء والصفات فإنه لا يقتصر على مجرد الدعاء بل سيفيض عليه ذلك الأمر حضور القلب وجمعيته بكليتيه على الله تعالى.. فيرفع يديه ملحاً على الله بالدعاء والسؤال والطلب والرجاء.. وإنما كان الدعاء من أجل ثمرات العلم بالأسماء والصفات وكان هو سلاح المؤمن وميدان العارف ونجوى المحب وسلم الطالب وقرة عين المشتاق وملجأ المظلوم لما فيه في المعاني.. الإلهية العظيمة.. ولهذا ذكر ابن عقيل الحنبلي "رحمه الله " من هذه المعاني في الدعاء (لا شك أن الذي لا يؤمن بوجود الله عزوجل فإنه لايدعوه.. وكذلك أيضا الدعاء إنما يلجأ إليه من يوقن بأن الله هو الغني , فالفقير لايطلب.. وهكذا أيضاً لايمكن أن يدعو إلامن يعتقد أن ربه سميع فإن الذي لايسمع لايُدعى,, وهكذا أيضاً لابد من إيقانه بأن الله كريم , فإن البخيل لا يُعطي ولا يُطلب.. وهكذا أيضاً يؤمن برحمته سبحانه وتعالى .. ففي ضمن الدعاء لابد أن توجد مثل هذه الأمور مجتمعة ..أن الله رحيم فهذه الرحمة لها آثارها فيرحم عباده بذلك فينزل عليهم الغيث ويرفع مابهم من ضر ويُدِرُّ عليهم الأرزاق ويعطيهم سؤلهم وينجيهم من المخاوف والمكاره ,, وهكذا أيضاً القدرة فإن العاجز لايدعى . من هذه العبوديات التي يؤثرها الإيمان بالأسماء والصفات ( التوكل ) على الله تبارك وتعالى فيعتمد القلب على ربه جل جلاله ويفوض أمره إليه,, وقد تكلمنا عن التوكل طويلاً أيها الأحبة وبينا حقيقته وأنه من أعظم العبادات تعلقاً بالأسماء والصفات وذلك أن مبناه على أصلان : - الأول : علم القلب.. وهو يقينه بعلم الله وكفايته وكمال قيامه بشأن خلقه.. فهو القيوم سبحانه وتعالى الذي كفى عباده شئونهم , فبه يقومون وله يصمدون . الثاني : عمل القلب.. وهو سكونه إلى العظيم الفعال لما يريد وطمأنينته إليه وتفويض أمره إليه ورضاه وتسليمه بتصرفه وفعله, إذ كل شيء يمضي ويكون فبحكمه وحكمته وقدرته وعلمه , لا يمد شيء في الأرض ولا في السماء عن قدرته , فله الحكم وإليه يرجع الأمر كله ,, فإذا عرف العبد هذا رَكَنَ إلى الله عزوجل وفوض أمره إليه وصار واثقاً بتدبيره وتصرفه فهو عليم حكيم يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها,, وهكذا يصير العبد مستسلم لله عزوجل.. راضياً بأقداره وأحكامه.. إلى غير ذلك من المعاني . ولهذا يقول ابن القيم "رحمه الله " : ( كل من كان بالله أعرف كان توكله عليه أقوى ) ويقول شيخه تقي الدين " رحمه الله" (لايصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف ولا من القدرية النفاة القائلين بأنه يكون في ملكه مالا يشاء .. ولا يستقيم أيضاً من الجهمية النفاة لصفات الرب جل جلاله .. ولايستقيم التوكل إلا من أهل الإثبات) . الذي لايؤمن أصلاً بالصفات أو لا يؤمن بالأسماء أو يعتقد أنها مجرد أعلام جامدة لاتدل على أوصاف الكمال !! كيف يتوكل عليه؟ من لايؤمن بأن الله و القدير و الغني والقوي وأن الله فعال لما يريد وأن الله عليم رزاق !! كيف يتوكل عليه ؟ المقصود أيها الأحبة أن العبد إذا علم بتفرد الرب تبارك وتعالى بالضر و النفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة.. فإن ذلك يثمر له عبادة التوكل على الله باطناً.. ويثمر له ذلك أيضاً لوازم التوكل وثمراته ظاهراً.. وإذا تجلى الله عز وجل بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به , كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله " وقد ضرب في بعض كتبه لذلك مثالاً يبين فيه الآثار المترتبة على عبودية الله تعالى باسمي الأول والأخر ((هو الأول والأخر)) يقول : ( فعبوديته باسمه الأول تقتضي التجرد عن مطالعة الأسباب والوقوف أو الالتفات إليها وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضله ورحمته , فالله قبل الأسباب.. وأنه هو المبتدأ بالإحسان من غير وسيلة من العبد إذا لا وسيلة له في العدم قبل وجوده.. وأي وسيلة كانت هناك إنما هو عدم محض.. وقد أتى عليه حين من الدهر لم بكن شيئاً مذكوراً.. فمنه سبحانه الإعداد ومنه الإمداد وفضله سابق على الوسائل .. والوسائل من مجرد فضله وجوده.. لم تكن بوسائل أخرى,, الذي يعتمد على الدواء أو يعتمد على سيارته أو مركبه أن جيد وجديد وقوي ويوصله إلى مطلوبه.. أو يعتمد على أمواله وأرصدته.. أو يعتمد على حذقه و ذكائه ومهارته.. كل هؤلاء إنما يركنون إلى أسباب خلقها الله وأوجدها.. فهو مصرف الأمور وخالق الأسباب والمُسَبَّبَات.. فمن عرفه معرفه صحيحه ركن قلبه اليه ) يقول : من نزل اسمه الأول على هذا المعنى أوجب له فقراً وعبودية خاصة.. وذكر عبوديته باسمه الأخر وأنها أيضاً تقتضي عدم ركونه ووقوفه بالأسباب والوقوف معها فإنها تنعدم لامحالة . الله هو الآخر.. كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى.. فتنقضي بالآخرية ويبقى الدائم الباقي بعدها.. فالتعلق بها تعلق بما ينعدم وينقضي ويتلاشى ويزول.. والتعلق بالأخر سبحانه تعلق بالحي الذي لايموت ولا يزول.. فالمتعلق به حقيق أن لايزول ولاينقطع . بخلاف التعلق بغيره مما له آخر يفنى به.. وهكذا انظر العارف إليه بسبق الأولية حيث كان قبل الأسباب كلها,, فإذا جمع العبد بين التعبد بين الأسمين وتعبد الله عزوجل بمقتضاهما لم يتعلق بشيء .. هذا الإنسان الذي قد يكون مسؤلاً عنه في العمل فربما يركن إليه وأن علا قته به وثيقة وما إلى ذلك ثم ما يلبث هذا الإنسان أن يموت أو يزول أو يفارق هذا المحل,, وإنما يكون الركون إلى الله جل جلاله,, وذلك يحصل به أيها الأحبة يوجب لنا الاضطرار إلى الله تبارك وتعالى ودوام الفقر إليه دون كل شيء سواه, فالأمر إليه يرجع إليه الأمر كله فنعامله بمقتضى ذلك فهو السابق بالإحسان والعطاء والفضل.. فنثق به دون ما سواه ولهذا يقول الحافظ ابن القيم (رحمه الله) عند كلامه على هذا المعنى يقول:(من ذا الذي شفع لك في الأزل حيث لم تكن شيئا مذكوراَ ؟حتى سماك باسم الإسلام ووسمك بسمة الإيمان وجعلك من أهل قبضة اليمين.. وأقطعك في ذلك الغيب عمالات المؤمنين.. فعصمك عن العبادة للعبيد وأعتقك من التزام الرق لمن له شكل ونديد.. ثم وجه وجهة قلبك إليه سبحانه دون ما سواه قدّر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .. أين كنا ؟ الله عزوجل قد أعطى ومنح قبل أن توجد هذه الأسباب وقبل أن توجد هذه التعلقات التي تتعلق بها كثير من القلوب , فينبغي أن تُعاد الأمور إلى نصابها وأن تربط القلوب بمعبودها وأن نوجِد هذه الثقة وأن نحيها في النفوس فيكون الركون إليه دون ما سواه,, وهكذا أيضاً من هذه الآثار التعبدية وهو الثـالث : التي تؤثرها هذه الأسماء الحسنى وكثير من الناس يظن أنه على مستوى من التحقق بهذه المعاني فإذا وقع له المكروه تلاشى وانكشف.. فنسأل الله عز وجل أيها الأحبة ألا يفضحنا,, وقد كان من سؤال النبي" صلى الله عليه وسلم" : (أسألك الرضا بعد القضاء ).. فالعبد المؤمن الذي عرف الله بأسمائه وصفاته يرضى لأنه يعلم أن تدبير الله خير من تدبيره لنفسه.. وأنه تعالى أعلم بمصلحته من نفسه.. وأرحم به من نفسه.. وأبر به من نفسه ,, ولذا تراه يرضى ويسلم.. بل أنه يرى أن هذه الأحكام القدرية والكونية أو الشرعية إنما هي رحمة وحكمة وحينئذ لا تراه يعترض على شيء منها بل لسان حاله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله علي وسلم نبيا.. وهذا هو محض الإيمان .
وأمر رابع : من العبوديات تثمرها هذه الأسماء والصفات (اليقين والسكينة والطمأنينة ) فاليقين أيها الأحبة كما عرفنا من الكلام عليه في الأعمال القلبية هو الوقوف على ماقام بالحق من أسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده ,, وباليقين مع الصبر تُنال الإمامة في الدين (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) وهذه المنزلة العالية الرفيعة اليقين هي روح أعمال القلوب التي هي أروح أعمال الجوارح كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله" في بعض كتبه,, وهو حقيقية الصديقية ومتى وصل اليقين إلى القلب إمتلأ نورا وإشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وغم .. وامتلأ محبة لله عز وجل وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وإنابة إليه كما قال بعضهم : اليقين ملاك القلب وبه كمال الإيمان , وباليقين عُرف الله ,, فإذا تيقن القلب أيها الأحبة نزلت السكينة وهي الطمأنينة والسكون الذي ينزل في القلب عند اشتداد المخاوف والبلاء.. فيزداد ذلك القلب إيمانا وثباتا ويكسوا الجوارح خشوعا ووقارا ويضفي على اللسان حكمة وصوابا , لماذا تنقشع هذه المعاني والأعمال القلبية عنا في أوقات الأزمات ؟؟ لأننا لم نصل لمرتبة اليقين.. نحفظ معلومات ونسمع في الخطب والمحاضرات أشياء عن الله عز وجل أنه هو الحافظ هو الغني هو الرزاق هو الكريم لكن لم يصل ذلك إلى حد اليقين في النفوس,, فإذا جاء الخوف صار الإنسان يتلفت يمنة ويسرة ويتطلع إلى المخلوقين علّه يجد طبه في أيديهم أو خلاصه عندهم فيكون رجاءه ويصرف عبوديته إليهم يتوسل بهم ويتضرع إليهم ويصدر منه أمور لاتليق نحو المخلوقين,, ربما يرى الإنسان من هذا أشياء عجيبة من ألوان الضراعة التي لا تصلح إلا لله عز وجل تصرف لمخلوق , هل هذا يفعله إنسان عرف ربه تبارك وتعالى معرفةً لائقة ؟؟! كثير من الناس يظن أنه واثق بالله عز وجل متوكل عليه ولو أنه فقد وظيفته فإنه لربما يذهب كل معنى من معاني التوكل في نفسه .. ويكون فقره بين عينيه نسأل الله العافية , أين الرزاق ؟ أين الإيمان بهذه الأسماء ؟ هو يعلم أن الله الرزاق لكن لم يصل إلى مرتبة اليقين بهذا ,, إذا مرض تعلق بالطبيب والدواء ولربما يعتقد أنه لو مات هذا الطبيب لمات معه ! الطبيب يموت والمريض يبقى والله حي لا يموت , أين الأطباء في القرون السابقة أين هم ؟ ذهب المرضى والأطباء لكن الإنسان ينسى هذه المعاني أيها الأحبة إذا جاءت الشدائد.. وكثير منا لا يعرف نفسه إلا في وقت الشدة إن كان له بصر صحيح وإلا من الناس حتى في وقت الشدة يغفل عن نفسه ولا يلاحظ قلبه وإلى أين يتجه حتى في وقت الشدة يغفل عن نفسه ولا يلاحظ قلبه وإلى أين يتجه .. كثير من الناس لا يلاحظ ..حتى في وقت الشدة.. لما تنقشع عنه هذه الأوهام التي يظن أنه على ثقة بربه وأنه يقف على أرض صلبة من العبودية والتربية الصحيحة وما أشبه ذلك .. فإذا زالت عنه هذه الأمور وتبين ضعفه وظهر لكل أحد فربما هو لم يتفطن لهذا نسأل الله العافية .. ومن الناس من يعرف بأنه يلاحظ قلبه ويدرك عجزه والخلل الذي مُني به فسبب ذلك له مثل هذه التصرفات والآثار السيئة.. ولذلك أقول يمكن أن يُجَّرب هذا حتى في الأمور الحسية , كثير من الناس يظن أن عنده قوة وأنه يستطيع أن يمتنع من أشياء كثيرة ولكن إذا جاء الجد ربما يعرف أنه أضعف ما يكون ,, من الناس من يظن أنه يستطيع أن يواجه الأعداء وأن يقاتل وأن يقتل الأبطال وأن يفعل ولربما لو أنه خلع ضرسا و جرح جراحة بسيطة لأصابه من الارتعاش والاضطراب ولم تحمله ركبه مايستطيع يمشي خطوات .. هذا ترى موجود.. ولربما أغمي عليه وتحول لونه إلى لون الصفرة والشحوب كلون العصفر أو الكركم من شدة الخوف.. لماذا ؟؟ وهو يظن قبل ذلك أنه يستطيع وأنه يفعل ويستطيع ويستطيع ويستطيع.. ربما يظن الإنسان أنه لا يخاف من الله عز وجل فإذا قدر له أن يمشي في مكان خالٍ أو نحو ذلك فقفز عليه ذويبة فربما اضطرب غاية الاضطراب وين أين القوة وأين الشجاعة وأين ؟ لاتظهر.. هو لايعرف نفسه.. لكن قد تنكشف له هذه في بعض المواقف.. وكثير من الناس لا يوفق أيضا إلى معرفة نفسه ولا يزال يكابر ويغفل وأنه يمتلك من القدرات والصفات والكمالات الشيء الكثير والموفق من وفقه الله عز وجل,, ومن الجيد أيها الأحبة أن الإنسان يلاحظ نفسه قبل وقوع المكروه.. فيعرف درجة التوكل , يعرف الرضا عنده إلى أي حد. ولذلك كثير من الناس إذا وقعت لهم المصيبة لربما حصل مهم تصرفات غير لائقة ..إذا مات لهم أحد بعد مدة يفيق ويقول إنا لله وإنا إليه راجعون . لكن أثناء المصيبة تذكره بهذه تقول هذا أوان الصبر وهو في حال لا يكاد يسمع , حتى أن بعضهم لربما طلب بعد أيام قال ماذا قلت ذاك اليوم؟؟ , قال سفيان : من لم يعد البلاء نعمة فليس بفقيه. أحدهم سألني عنها بعد خمسة أيام .. قال: لا أدري ما قلت في وقت المصيبة.. يقول لم أدري ما تقول لكن تكلمت بشيء لم أدري ما هو فأعده علي بعد خمسة أيام.. لماذا ؟ بعض الناس يكون طالب علم يبتلى ببلية ولربما ينكسر ويحصل له من الانهيار واليأس ونوبات بكاء ربما لا يخبر عنه الناس لكن يخبر الطبيب أقرب الناس إليه أو من يطلب منهم أن يعينوه على معالجة هذه القضية وهالمشكلة , نوبات شديدة من البكاء ليه ؟ لماذا ؟ أين الرضا ؟ هذا أوان الرضا , تبكي بهذه الطريقة مثل الطفل لماذا؟ وهل هذا البكاء سيرد لك مافقدته؟؟ لا سيم اللذين يبتلون عافانا الله وإياكم بالحريق فهؤلاء إذا نظر الواحد منهم إلى وجهه في المرآة بعد الحريق في كثير من الأحيان إن لم يكن على درجة عالية من الرضا عن الله عز وجل .. فإنه يصيبه حالات من الانهيار وحالات من الاكتئاب وحالات من المشاعر السيئة والبكاء الذي ينتابه حين بعد حين . ومن هذه العبوديات التي يثمرها الإيمان بالأسماء الحسنى (الخشية ) . كلما ازدادت المعرفته بالله عز وجل ازدادت هيبته وخشيته في القلوب [ إنما يخشى الله من عباده العلماء ] ,, ليس العلماء بالصناعات والحرف وإنما العلماء بالله عز وجل , والنبي "صلى الله عليه وسلم " يقول : ( أنا أعرفكم بالله وأتقاكم له خشية ) وقد فسر ابن عباس الآية قال : ( إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني ) وفي كلام ابن كثير رحمه الله: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به.. لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به بأكمل كانت الخشية له أعظم وأكثر,, وكيف لايخشع القلب ويهاب إذا امتلأ بالحب والتعظيم والمعرفة بالخالق العظيم.. فإن من عرف الله صفا له العيش وطابت له الحياة وهذا هو كل شيء وذهب عنه الخوف من المخلوقين وكان خوفه من الله لا شريك له . ومن هذه الثمرات أيضا (الذل والتعظيم) من العبوديات التي يثمرها أيضا معرفة الأسماء الحسنى الذل والتعظيم فمن تتحقق في معاني الأسماء والصفات شهد قلبه عظمة الله تبارك وتعالى فأفاض على قلبه الذل والانكسار بين يدي الله جل جلاله , والعبودية لا يمكن أن تحصل أو تتم إلا بكمال الذل والتعظيم كما هو معلوم .. فالتعبد هو التذلل , هو الطريق المعبد, هو الطريق المذلل , كما نعرف في تعريف العبودية ,, فأكمل الخلق عبودية أكملهم ذل وافتقار وخضوعاً .. بحيث يحصل للقلب انكسار خاص لا يشبهه شيء,, وحينئذ يستكثر العبد القليل من الخير على نفسه كأنه لا يستحقه,, يفرح بعطاء الله عز وجل.. ويستكثر قليل معاصيه لعظمة الله تبارك وتعالى في قلبه .. وهذا هو سجود القلب, وقد سُئِل بعضهم : أيسجد القلب ؟ قال : نعم سجد سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء.. ومن سجد هذه السجدة سجدت معه جميع جوارحه وعنَّ الوجه للحي القيوم.. ووضع خده على عتبة العبودية.. وإذا تأمل العبد وشهد بقلبه الرب تبارك وتعالى مستوي على عرشه- كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله- متكلماً بأمره ونهيه.. بصيراً بحركات العالم علويه وسفلية.. وأشخاصه وذواته.. سميعاً لأصواتهم.. رقيب على ضمائرهم وأسرارهم.. وأمر الممالك تحت تدبيره نازل من عنده وصاعد إليه.. وأملاكه بين يده تُنَفِّذُ أوامره في أقطار الممالك.. موصوف بصفات الكمال منعوت بنعوت الجلال منزه عن العيوب والنقائص والمثال .. وهو كما وصف نفسه في كتابه وفوق مايصفه به خلقه.. حي لا يموت قيوم لا ينام.. عليم لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.. بصير يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.. سميع يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات,,, فإذا تأمل العبد ذلك فإنه يدعوه لا محالة إلى تعظيم الله عز وجل فلا يستصغر في حقه معصية قط مهما صغرت ولا يستعظم في حقه طاعة قط مهما عظمت . ولهذا أقول أيها الأحبة بأن القرافي رحمه الله ذكر في سر تحريم العُجب.. لماذا يحرم ؟ قال: لأنه سوء أدب مع الله عز وجل.. وذلك أن العبد لا ينبغي له أن يستعظم ما يتقرب به إلى سيده بل يستصغره بالنسبة لعظمة الله تبارك وتعالى.. ولهذا قال الله تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره ) أي ماعظموه حق تعظيمه فالذي يصيبه العجب هو يتعاظم بما يبذل وما يقدم.. إذا صلى صلاة أو صام يوم أو نحو ذلك أصابه التعاظم والزهو والغرور والعُجب .. يستكثر ما يبذله في التعبد لله جل جلاله.. فمثل هذا مايليق,, الذل هو ألا يستكثر تعبده بالنظر إلى عظمة الله عز وجل وكماله وسعة أفضاله . فإذا حصل عند العبد مثل هذا العجب فإن هذا يدل على أنه قد حصل له خلل عظيم في هذا الباب,, والمقصود أيها الأحبة أن العبد متى عرف ربه بجلاله وعظمته وعزته فإن ذلك يثمر له الخضوع والإستكانه والمحبة وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواع من العبودية الظاهرة هي موجباتها كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله" .. وإذا تجلى بصفات ا لعز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصلت إليه من الذل لعظمته .. والانكسار لعزته.. والخضوع لكبريائه.. وخشوع القلب والجوارح له.. فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته, ويذهب طيشه وقُوَّته وحِدَّتِه . ومن العبوديات التي تثمرها معرفة الأسماء الحسنى ( الرجاء ) .. وذلك بمعرفة العبد بغنى الله جل جلاله وكرمه وجوده وبره وإحسانه ورحمته , فهذا يوجِد عنه سعة الرجاء ويثمر له ذلك أنواع من العبوديات الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه , إنسان إذا احتاج إلى مخلوق وعرف أن هذا المخلوق كريم واسع العطاء غني إلى غير ذلك من الأوصاف التي يحصل بها البذل فإن رجائه يكون أوسع, فإذا ذهب إلى مخلوق يعلم أنه لا يملك شيء , فأين الرجاء ؟؟ إذا ذهب إلى مخلوق يعلم إنه لا يعطي شيء أصلاً : فإنه لايرجوه لا يحصل عنده الرجاء أصلاً.. فلابد من معرفة بالله عزوجل صحيحة إن الله هو الغني , الكريم ,الجواد , المحسن , البر , الرؤوف , الرحيم , فيقبل العبد على الله عزوجل ويوجد عنده الرجاء . أيضاً من هذه العبوديات ( المراقبة والحياء ) وقد تكلمنا عن المراقبة وتكلمنا عن الحياء أيضاً .. وذلك إذا علم العبد أن الله سميعٌ , بصير , عليمٌ , شهيدٌ , محيط , خبير , لطيف , حفيظ , فكل هذه الأسماء التي يعلم بها العبد أن الله لا يحفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .. وأنه يعلم السر و أخفى.. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . فهذا يثمر له مراقبة الله عز وجل فيحفظ لسانه فلا يغتاب الناس ويحفظ عينه فلا ينظر.. بعضهم يقول أتوب مرارا من النظر ثم أعود , أحدهم يقول لي سنة كاملة أجدد التوبة في النظر ولم أفلح.. لماذا ؟ إذا وجدت المراقبة , إذا عرف أن نظر الله إليه أسبق إلى نظره لهذا الشيء فإنه يخاف,, الإنسان قد لا ينظر إلى النساء أو إلى الحرام إذا كان بحضرة المخلوقين ولو أدنى المخلوقين.. من الذي يجترئ وينظر إلى النساء هكذا مكاشفة وبحضرته ناس ينظرون إليه؟؟! يستحي منهم ولربما يخاف , فإذا كان يتأدب مع المخلوقين هذا التأدب فكيف بالله عز وجل؟! والملائكة ينظرون إليه ويكتبون ذلك.. والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . فتحفظ هذه الجوارح ويحفظ القلب من أن يوجد فيه شيء لا يحبه الله عز وجل من الإلتفات والركون إلى غيره أوالتعلق بشيء من هذا الحطام والشهوات أو امرأة تتعلق بمثلها أو برجل أو رجل يتعلق بامرأة أو مثل ذلك!! هذه الأوهام كلها تنقشع إذا علم أن الله يطلع على ما في قلبه.. ويرى أفعله ويسمع أقواله .. فلا يتكلم إلا بما يليق وإذا سمع الناس يغتابون نهاهم قال سبحوا كفوا عن هذا هذا لا يجديكم شيئا لأنه استشعر أن الله ينظر إليهم ويستمع كلامهم وما هو موقفه وماذا سيقول لهم ؟ فهذه المراقبة نحن أحوج م ما نكون إليها في الأيام اللي أصبحت فيها الرقابة مهما كانت هذه الرقابة سواء كانت رقابة الدولة أو رقابة الأسرة أو رقابة الوالدين أو رقابة المدرسة أو غير ذلك ما يمكن أن تحول بين الإنسان وبين ما يريد أن يصل إليه من معصية الله عز وجل ما يمكن .. الآن يمكن عن طريق جهازه وفي وسط بيته يستطيع أن يشاهد أشياء كثيرة لا يحبها الله ولا يرضاها.. والناس لا يشعرون به.. أقرب الناس إليه لا يعلمون عن حاله شيئا , أصبح عن طريق هاتفه الجوال أو عن طريق الوسائل الكثيرة التي تعرفونها يمكن أن يحصل كثيرا من مطالبه , فهذا يحتاج إلى أن نغرس رقابة الله عز وجل في قلوبنا جميعا.. فإذا تهيأت أسباب المعصية وتوافرت تذكر الإنسان أن الله يراه فخاف واستحى فيكف عن فعل لا يليق . ومن هذه الثمرات التعبدية : (المحبة) فمعرفة الأسماء والصفات هي طريق المحبة . الإنسان لماذا يحب غيره ؟ لماذا يحب مخلوق ؟ الآن لو سألنا أحدا ..كلنا يوجد في قلبه محبة لمخلوقين . لماذا تحب فلان ؟؟ قال أحبه لما عنده من كرم أو شجاعة , الجود , الإحسان , أو العلم أو كمال الرأي وحسن النظر في الأمور, أو اللطف, أو أحبه لغناه , أو لإحسانه إلي, أو لجمال وجهه, أو غير ذلك من الأمور , فهو تعلق بالكمالات فيما يتوهمه الإنسان ... الإنسان لا يحب النقائص ولا يحب من استجمع النقائص, يعني لو قيل لإنسان لامرأة تتعلق برجل أو بشاب لماذا تحبينه هل هو يتصف بجمال الوجه ؟ فإذا قالت: لا . هل يتصف بالغنى؟ قالت :لا . بالعلم ؟ لا . بحسن الرأي والنظر في الأمور ؟ لا . بالنسب والحسب والشرف ؟ لا . ولا صفة من الصفات !, لحسن هيئته وشكله ؟ لا هو قبيح . طيب لماذا تحبينه؟ لا يوجد مبرر لهذه المحبة أليس كذلك ؟ فكل من أحب غيره فلا بد أن يكون هذه المحبة لكمال يتوهمه في هذا المحبوب فإذا عرف العبد صفات الكمال والأسماء الحسنى وأن كل صفات الكمال المُطلق أن الله متصف بها .. فالله جميل لا يدانيه شيء في الحسن والجمال, والله تبارك وتعالى غني وكريم وقوي ومحسن وبَر ولطيف ورؤوف ورحيم.. وأرحم بنا من الوالدة بولدها.. إلى غير ذلك من أوصاف الكمالات.. فإن القلب لابد تأسره هذه الأوصاف أسراً فينجذب إلى هذا المحبوب المعبود الموصوف بهذه الصفات الكاملة فيحبه محبة لا تدانيها محبة .. أليس كذلك أيها الأحبة ؟! لكن لماذا تتلاشى هذه المحبة في قلوبنا؟؟! لأن معرفته معرفة صحيحة بأسمائه وصفات غير متحققة على الوجه اللائق .. قد يعرف الإنسان معرفةً سطحية لكنه لا يستشعر هذا بقلبه.. معرفة لا تلامس القلب وإذا كانت المعرفة لا تلامس القلب فإن الإنسان لا ينتفع بها.. ولهذا قيل العلم الخشية , فمجرد حفظ المعلومات وحده لا يكفي إنما هو وسيلة إلى العمل بموجبها ومقتضاها وهذا العمل بموجبها ومقتضاها ما يأتي لكل أحد . كثير من الناس يحفظ أشياء كثيرة جدا لكنه أبعد ما يكون عن الله عز وجل, ولهذا يقول عز بن عبد السلام " رحمه الله " : أحب عباد الله تعالى إليه وأكرمهم عليه العارفون بما يستحقه مولاهم من أوصاف الجلال ونعوت الكمال, فهم في رياض معرفته حاضرون وإلى كمال صفاته ناظرون إن نظروا إلى جلاله هابوه وإن نظروا إلى جماله أحبوه وإن نظروا إلى شدة نقمته خافوه وإن نظروا إلى سعة رحمته رجوه ,, ولما ذكر ابن القيم "رحمه الله " مشهدي الحكمة والأسماء والصفات ذكر أن هذين المشهدين يطرحان العبد على باب المحبة ويفتحان له من المعارف والعلوم أموراً لا يُعَبُّر عنها , فمن عرف الله أحبه .. ومن أحب الله أحبه الله ..وهذا هو الفوز الأكبر والغنم الأعظم والنعيم .. فالمحبة هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون وإليها شخص العاملون وإلى علمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب -كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله " - وغذاء الأرواح وقرة العيون , وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات, والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلامات, والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام, واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام, وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال والتي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه,, ومحبة الله عز وجل أيها الأخوة فطرة فطر الله القلوب عليها كما قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية "رحمه الله " فالقلب إنما خلق لأجل حب الله تعالى.. وهذه الفطرة التي فطر الله عليها عباده .. يقول: فالله تعالى فطر عباده على محبته وعباده وحده فإذا تركت الفطرة بلا فساد كان القلب عارفا بالله محباً له عابداً له وحده,, ومن لاحظ الأسماء والصفات كان حب الله عز وجل أعظم شيء لديه,, إذا نظر الإنسان إلى الإحسان والإنعام والكمالات والجمال وما إلى ذلك لم يتخلف قلبه عن محبة الله وإنما يكون هذا التخلف كما قال ابن القيم لأردأ القلوب وأرذلها وأخبثها ويكون ذلك للقلوب البطالة, وعلى كل حال الكلام في هذا يطول.. كل محبوب سوى الله سرف وهموم وغموم وأسف.. كل محبوب فمنه خلف ما خلى الرحمن ما منه خلف , فليس للقلوب أيها الأحبة سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه , ولا تمكن محبته إلا بالاعراض عن كل محبوب سواه وهذا حقيقة لا إله إلا الله كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية " رحمه الله " , وعلى كل حال لعلي أكتفي بهذا وفيما يتعلق بالمحبة لأنا قد تكلمنا على ذلك كثيراً في الكلام عليها عند ذكر الأعمال القلبية. والمقصود أن القلوب مفطورة على محبة المحسن الكامل ,, الله عزوجل له الكمال المطلق نحتاج أن نعرف هذه الحقيقة معرفة تلامس القلوب فيثمر ذلك بإذن الله عزوجل محبته والتعلق به ,, والمقصود أيها الأحبة أن الإنسان إذا شَهِد هذه الصفات صفات الكمال عموماً وعرفها أوجب له ذلك ألوان العبوديات وأقبل على الله عزوجل إقبالاً صحيحاً.. وصار نشط للعبادة ولا يستكثر شيئاً يبذله في سبيل الله عزوجل وسخر سمعه وبصره وماله وجوارحه ووقته في البذل والسعي في مرضاة الله جل جلاله.. فأسأل الله عزوجل أن يبارك لنا أيها الأحبة فيما نسمع وأن يجعل ذلك حجة لنا لاحجة علينا وأن يجعله سبيلاً لصلاح قلوبنا وأعمالنا وأحوالنا وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وأن يلطف بنا وأن يرحمنا وألا يشغلنا عن ذكره بذكر من سواه ,, وعلى كل حال كان بقى خاتمة في هذا الموضوع فيما يتعلق بمراتب التعبد بأسماء الله وصفاته خاتمة يسيرة ولكن الوقت لم يسعف إليها فإن وجدت فرصة سامحة للكلام عليها بين الأذان والإقامة في أحد الأيام ذكرتها وإلا تركت ذلك,, ومن أحسن من تكلم على هذه القضية فيما وقفت عليه وقرأته الشيخ وليد الودعان في بحث اسمه التعبد با لا سماء والصفات لمحات علمية إيمانية هو نقل كما نقل غيره وتكلموا عن هذه القضية كثيرون نقلوا لشيخ الإسلام وابن القيم ولغيرهما لكن هذه الكتابة مختصرة وأبعد ماتكون عن التكلف ومُرتبة وهي أفضل ماقرأته في هذا الجانب فيما يتعلق بالتعبد في الأسماء والصفات .. لا أدري هو كتاب مطبوع أو لا لكنه موجود في الإنترنت -التعبد بالأسماء والصفات لمحات علمية إيمانية- حتى إني لما قرأته وكانت لربما آخر ماقرأته في هذا الجانب لم بدا من كتابة شكرٍ إليه لهذه الكتابة الجيدة الرصينة التي لا تجد فيها تكلفاً البتة,, وإلا فالكتابات كثيرة جداً منها ماهو مطبوع ومنها ماهو في الإنترنت وهي متفاوتة غاية التفاوت لكن هذا من أفضل ما وقفت عليه في هذا الجانب وهي مثال جيد للكتابات الحسنة التي تتسم بالاختصار والجودة والتأصيل والبعد عن التكلف وهذا من أهم الأشياء البعد التكلف,, من الناس من تقرأ صفحة واحدة له في كتاباته ترى التكلف ظاهر فيصرفك ذلك عن بقية الكتاب.. حتى أني تمنيت لو أنه كتب في كل الأسماء الحسنى بهذه الطريقة. فأسأل الله عزوجل التوفيق والقبول للجميع وصلى الله على نبيه محمد وصحبه وفي الدرس القادم إن شاء الله سأتكلم عن الله عزوجل (اللـــه والإله) و إن شاء الله نجتهد أن يكون في كل درس اسم واحد أو الأسماء المتقاربة يعني في معناها بحيث مايزيد عن درس واحد نعم بالنسبة للمصادر أنا رأيت أني لا أستعجل في الكلام عليها أقرأ منها أكثر لأن بعض الكتب جديدة علي فيكون الكلام عن الجميع بعد قراءة , وأكثر تأنياً , سأتكلم عليها ما نسيتها إن شاء الله . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 1 | |
محب التوحيد |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التوحيد أولاً يادعاة الإسلام | أم خولة | روضة العقيدة | 2 | 14-02-15 10:05 PM |