العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-10, 07:05 PM   #1
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
c1 هلموا لبوا النداء إنه من فوق سبع سموات




هلموا إلي نداءات الله للمؤمنين في القرآن






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره


ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا


من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .




(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ


وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (1)


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ


وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء


وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
(2)



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *


يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن


يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(3)




أما بعدُ :


فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ


محمدٍ صلى الله عليه وسلم


وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ


ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار .


ثم أما بعد



أنزل الله الكتاب الكريم
لنتلو آياته ، ونتدبر معناها ، ونعمل بمقتضاها


وأولَى ما يبدأ به العبد
هو تلبية نداءات الربّ - سبحانه وتعالى وعز
وجل - له ، بمحاولة فهم الغرض الذي نودي من أجله،
ثم إجابة هذه النداءات بالعمل بمقتضاها قدر الطوق





لذا كان العزم على حصر نداءات المؤمنين
في القرآن كله


ثم عرض شرحها من خلال تفسير السعدي


( تيسير الكريم الرحمن في شرح كلام المنان )


شرح الشيخ : عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله




والآن نحيا مع


سيرة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

لفضيلة الدكتور عبد الرحمن العدوي / مستشار الجامعة الإسلامية

{مجلة الجامعة الاسلامية – المدينة النبوية العدد:44 }




شيخ جليل مهيب، أخلص للّه في تعليم المسلمين أمور دينهم، ونشر عقيدة الإسلام وأحكامه بينهم، وهو من أهالي بلدة عنيزة من أعمال القصيم في شمال نجد عاش فيها حياته وكان فيها مقره الأخير.


كنا في عام 1373هـ الموافق 1953م اثنين من علماء الأزهر الشريف مبعوثين للتدريس في المملكة العربية السعودية
وكانت إدارة المعارف حينذاك في مكة في مواجهة المسجد الحرام وكان على رئاستها الشيخ محمد بن مانع رحمه اللّه


وقد رأى أن أسافر مع زميلي
الشيخ محمد الجبة للتدريس في المدرسة الثانوية بعنيزة، وسافرنا وبدأنا عملنا في المدرسة التي كان بها فصلان في السنة الأولى فقط، ولم يمض شهر حتى صدر الأمر الملكي بنقلنا إلى المعاهد العلمية التابعة لآل الشيخ.






وكانت هذه هي الطريقة التي تستكمل بها المعاهد
العلمية حاجتها من المدرسين
ولم يكن المعهد العلمي موجوداً بعد، فطلب منا أن نعلن عن افتتاحه ونستقبل طلبات الراغبين في الإلتحاق به
ونحدد مستواهم العلمي ونوزعهم على السنوات الدراسية
وقد تم كل ذلك في فترة وجيزة
وبدأت الدراسـة في المعهد العلمي بعنيزة في شهر ربيع الثاني من عام 1373هـ،
وفي الوقت بلغنا أن الشيخ عبد الرحمن السعدي
قد عين مشرفاً على المعهد من الناحية العلمية وكان تعيينه براتب شهري قدره ألف ريال
ولكن الشيخ رحمه الله تعالى
أرسل إلى رئاسة المعاهد العلمية أنه على استعداد للإشراف على المعهد حسبة لوجه الله تعالى وأنه لا يريد أن يكون له على ذلك أجر مادي وقبلت الرئاسة شاكرة له هذا الصنيع الذي لا يصدر
إلا من عالم زاهد يبتغي وجه الله.






وبدأت صلتنا بالشيخ عبد الرحمن السعدي


في المعهد أولاً ثم التقينا به كثيراً في المسجد الجامع فقد كان شيخاً له، وفي منزله المتواضع الذي رفع قدره وأعلى صرحه سلوك صاحبه وسيرته في الناس.


كان رحمه الله يأتي إلى المعهد بانتظام
يوم الثلاثاء من كل أسبوع وكان يخلع نعليه عند دخول الفصل أثناء الدرس مع أن في نجد لا يخلعون نعالهم عند دخول المسجد ولا عند الصلاة ولكنه الأدب الراقي واحترام العلم ومجلسه
ثم يدخل آخر صف ويجلس فيه
وكأنه أحد طلاب هذا الفصل ويكرر هذا العمل في أكثر من فصل ويستمع إلى أكثر من مدرس
ولم يكن في المعهد من المدرسين المصريين سواي وزميلي
أما بقية المدرسين فكانوا من أبناء الشيخ
علمهم في المسجد الجامع إلى درجة تسمح لهم بالقيام بتدريس المواد التي تعلموها على يديه.
وكان منهم حمد البسام، وسليمان البسام، وعبد الله البربكان، ومحمد بن عثيمين.
ومضت فترة بعد وصولنا عنيزة أحسسنا فيها بالغربة والوحشة وكنا نتأثر بجفاء بعض الناس في التعامل واللقاء وعدم رد التحية لا بأحسن منها ولا بمثلها
وكان يحدث أحياناً ونحن وقوف للصلاة أن يأتي أحد البدو ولعله من غير أهل عنيزة فيقف بجوار أحدنا وينظر إليه نظرة استغراب
ثم يخط بعصاه خطاً فاصلاً في الرمال يفصل بينه وبين من يجاوره منا ثم يقول بصوت مسموع ( أعوذ بالله )
وبعدها يكبر للصلاة وقال لي صاحبي:
لماذا يتعوذ هؤلاء؟
فقلت لعلهم يعتقدون أننا لسنا من بلاد الإسلام
وما علينا إلا أن نزيل هذا الظن الخاطئ
فتقسيم الأمور وتصح المعاملة،


قال: ولكن كيف السبيل إلى ذلك ونحن مدرسون
في المعهد لطلاب قد يتحدثون مع ذويهم عنا وقد لا يتحدثون؟


قلت: السبيل في رأيي أن نعطي الناس
دروساً في التفسير والحديث والفقه بين المغرب والعشاء
في المسجد الذي نصلي فيه
وبها نؤدي واجبنا ونزيل التباساً.




وعرضنا الفكرة على الشيخ عبد الرحمن السعدي


فاستحسن ذلك أيما استحسان وشجعنا وأوصانا بألا تضيق صدورنا فإن من خلق العلماء الصبر والإحتمال والحرص على تبليغ رسالة الله في كل الظروف وبدأنا التدريس في مسجد ( السويطي ) بين المغرب والعشاء
وزاد عدد الحاضرين يوماً بعد يوم حتى كاد المسجد على سعته أن تملئ بالمصلين،
وبعد أسبوعين تقريباً حدث أمر شرح صدورنا
وأحسسنا معه بالود والمحبة، فقد تقدم إلينا شيخ كبير وأشار بيده إلى سجادتين مفروشتين خلف الإمام وقال:
هذا مكان صلاتكما فأنتم أهل العلم والفضل وعلينا أن نكرم العلماء، وكان لهذه اللفتة أثرها الطيب الحميد
فقد أحسسنا صفاء قلوب القوم وزالت العوارض التي كانت تؤثر تأثيراً متعباً
فما كانت إلا تصرفاً شخصياً من بعض الجهال
لا يعبر عن السلوك العام


ثم زادت الصلة بيننا وبين الناس
وتوثقت فدعينا إلى شرب القهوة بالعبارة النجدية الحلوة
" نبغى نقاهويك يا أستاذ "
وتكرر ذلك والموعد بعد صلاة العشاء الآخرة
وكان معنا في المعهد سكرتير من أهل عنيزة اسمه (عبد الله)
فكان يتولى تدوين المواعيد ويرشدنا إلى منازل،
وفي كل ليلة نجد صاحب المنزل قد دعا أكثر
من عشرين شخصاً مبالغة منه في الإحتفاء بنا ثم يدور الحديث حول مسائل من الدين والأخلاق وعادات الناس وتصير الجلسة ندوة علم وأدب وحديث نافع وتعبير عن المحبة والود والأخوة كما ارتضاها الله لعباده المؤمنين.





(1)سورة آل عمران : آية رقم (102)
(2)سورة النساء : آية رقم (1)
(3)سورة الأحزاب : آية رقم (70 ،71)


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-10, 01:59 AM   #2
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي







وكنا نزور الشيخ بين الحين والحين
ويكاد يكون لقاؤنا معه يوم الجمعة بانتظام نذهب إلى بيته قبل الصلاة بساعات ونجلس معه ثم ننزل معاً عندما تقرب موعد الصلاة، وذات لقاء قلت له:


يا فضيلة الشيخ
لماذا لا تستخدم مكبر الصوت
( الميكروفون ) في الخطبة فإن أكثر الناس لا يسمعون صوتك
ولا يستفيدون مما تلقيه عليهم من المواعظ والأحكام

فابتسم الشيخ وكان له بسمة خفيفة جميلة
تنم عن الرضا والسرور وقال:
إن مكبر الصوت لم يدخل المساجد في بلاد نجد ولا أحب أن أكون أول من يستخدمه.

قلت: ولماذا؟ ألست الشيخ العلم القدوة إذا لم تفعل أنت ما تراه نافعاً فمن يفعله؟
أليس في استعماله خير وهو نشر تعاليم الدين وآدابه
وإسماع أكبر عدد ممكن بواسطته، والنساء في بيوتهن حول المسجد يستمعن الخطبة عن طريق مكبر الصوت فيكون الخير
قد تجاوز حدود المسجد،
ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

(1)



ذلك لأنه سيتعرض لجهل الجاهلين
ونقد الناقدين وسيصيبه من أقوال الناس وإيذائهم واستنكارهم
لما لم يألفوه شيء كثير فيكون له من أجل ذلك الأجر الكثير
ثم إنك يا فضيلة الشيخ
إذا لم تستخدم مكبر الصوت في خطبة الجمعة فلن يجرؤ أحد على استخدامه من بعدك

وسيقول الناس: لو كان فيه خير لاستقدمه الشيخ السعدي
فتكون قد منعت استخدامه مستقبلاً من حيث لا تدري ولا تريد.

فاتسعت الإبتسامة على شفتي الشيخ
وقد استمع لكلامي كله مصغياً ومتأملاً
وهز رأسه يميناً وشمالاً في هدوء رتيب وقال:
ما شاء الله لقد حدثني في ذلك غيرك
وما شرح الله صدري لذلك مثل ما شرحه الآن
وأعدك أن يكون في المسجد ( مكبر صوت )
في الجمعة القادمة إن شاء الله


وبر الشيخ بوعده وأمر بإحضار مكبر للصوت
ذي ثلاث سماعات يعمل بواسطة البطارية
فلم تكن عنيزة قد عرفت الكهرباء بعد وفرح الناس
وتحدثوا عن استماعهم للخطبة في غير جهد
وحرصت على أن أسمع رأيهم فلم أجد معارضاً وما سمعت
إلا كلمات الإستحسان والسرور

وذهبت إلى الشيخ في بيته لأنقل
إليه استحسان الناس وسرورهم فإذا به ينقل إلى بشرى سارة مؤداها أن الشيخ عبد الله السليمان كان يصلي هذه الجمعة
في مسجد عنيزة وقد أعجبه أن يكون في المسجد مكبر للصوت فقابل الشيخ بعد الصلاة وأبلغه أنه تبرع.. بماكينة كهرباء للمسجد تضئ خمسين لمبة
( مصباحاً كهربائياً )
ويشتغل عليها مكبر الصوت. فقلت: الحمد لله. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.


لقد كان الشيخ عبد الرحمن السعدي
من الناحية الدينية هو كل شيء في عنيزة فقد كان العالم والمعلم والإمام والخطيب والمفتي والواعظ والقاضي وصاحب مدرسة دينية له فيها تلاميذ منتظمون.

كان يصلي الفجر بالناس ثم يجلس لأداء
الدرس حتى تطلع الشمس ويذهب بعد ذلك إلى بيته حتى الضحوة الكبرى فيعود إلى المسجد
يعلم أبناه الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والنحو والصرف في دروس منتظمة وكتب اختارها لطلابه ويستمر معهم حتى صلاة الظهر فيصلي بالناس ويعود إلى بيته يستريح فيه إلى صلاة العصر ثم يذهب إلى المسجد
فيصلي العصر بالناس ويعطيهم عقب الصلاة وهم جلوس بعض الأحكام الفقهية في دقائق لا تؤخرهم عن الإنصراف سعياً وراء أرزاقهم وعندما تغرب الشمس يصلي بالناس المغرب ويجلس للدرس حتى يصلي العشاء. ويتكرر ذلك في كل يوم.



وطلاب الشيخ الذين علمهم في المسجد
هم الذين تولوا التدريس في المدارس والمعاهد التي فتحتها
الدولة في بلدتهم

فكان الشيخ يكتب بيده شهادة يقول فيها إن فلاناً درس علوم كذا وكذا في كتب كذا وكذا وهو يصلح لتدريس هذه المواد في المستوى الإبتدائي أو الإعدادي أو الثانوي
وتأخذ الدولة بشهادات الشيخ التي أثبتت التجربة فيما بعد أنها معبرة عن الحقيقة أصدق تعبير.

وكان من سيرته - عليه رحمة الله -
أنه في موسم الحصاد تأتي إليه ثمار النخيل والبساتين
التي وقفها أصحابها على المسجد الجامع ليؤدي
رسالته الإسلامية العظيمة

فكان الشيخ يجمع كل هذه الثمار في المسجد
ويوزعها على الفقراء والمساكين ولا يأخذ تمرة واحدة يدخلها
فاه أو ينقلها إلى بيته.

وسألت أحد الأبناء المقربين إليه:
من أين ينفق الشيخ على حاجات معيشته؟
فأخبرني أن له ابنين يعملان بالتجارة في الرياض ويرسلان إليه
ما يحتاج من النفقة ولا مورد له غير هذا

؟ فقلت: سبحان الله:
إن خير ما يأكل المرء ما كان من كسب يده،
وإن ولد الإنسان من كسبه، وهكذا تكون سيرة العلماء في الإكتفاء بالقليل والزهد فيما يزيد على ذلك مع الإجتهاد في أداء الواجب والإخلاص فيه.


ومرت الأيام.. وفي نهاية عام 1375هـ الموافق 1956م
بدأ العدوان الثلاثي على مصر
وهاجمت فرنسا وإنجلترا وإسرائيل أرض مصر ولكل دولة منهم دوافعها الخاصة فقد كانت فرنسا تريد أن تعاقب مصر على مساندة ثورة الجزائر ضدها.
هذه المساندة التي وصلت إلى درجة تهريب الأسلحة والذخائر للثوار المسلمين في الجزائر وقد وقعت الباخرة
( عايدة ) المصرية في يد الفرنسيين وهي تحمل الأسلحة
إلى ثوار الجزائر ضد الإستعمار الفرنسي فأضمرت لذلك شراً وكان هجومها على مصر

أما إنجلترا فكان هجومها من أجل أسهمها في قناة السويس التي أممتها مصر وأعادتها إلى الشعب المصري الذي حفر القناة بجهود أبنائه ودمائهم،
وكانت مع ذلك تراودها الرغبة في إعادة سيطرتها مرة أخرى على مصر ولم يكن جلاء قواتها عن الأراضي المصرية قد جاوز العامين بعد، وانتهزت إسرائيل رغبة الدولتين الكبيرتين في الهجوم على مصر واتفقت معهما لخدمة أغراضها التوسعية العدوانية ولضرب القوة العربية الإسلامية على أرض مصر.




وعرف الشيخ السعدي هذه الأبعاد كلها
وخطب الناس الجمعة في هذا الموضوع ورفع الناس معه أكف الضراعة إلى الله أن يحمي القوة الإسلامية وأن ينصر المسلمين ويرد كيد الكافرين، وقد استجاب الله دعاء

فخطب الشيخ في جمعة تالية مهنئاً ومبشراً
ومذكراً بقول الله تعالى:
{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً}


وقد كان للشيخ اهتمامات ظاهرة بأحوال المسلمين
في كل بلادهم وكانت مقالاته في الصحف والمجلات في داخل المملكة وخارجها تظهر هذه الإهتمامات وكان يسألنا كثيراً
عن أخبار مصر وأحوال المسلمين فيها وجهود علمائها في إقامة السنة وإزالة البدعة مع دعاء حار وأمل كبير في أن يصلح الله أحوال المسلمين.



ومع هذه الجهود المضنية التي كان يبذلها الشيخ
كان كثير الكتابة والتأليف فقد كتب تفسيراً للقرآن الكريم كله سماه ( منحة اللطيف المنان في تفسير القرآن )
وله كتاب في الخطب المنبرية ورسائل في العقيدة
وسؤال وجواب وفي بعض الموضوعات والقضايا الإسلامية
وقد تبرع بكتبه كلها وطبعها أهل الخير المحبون للشيخ وعلمه ووزعوها بالمجان على أهل العلم وطلبته.


وفي شهر ربيع الثاني من عام 1376هـ توفي
الشيخ عبد الرحمن السعدي عليه رحمة الله ورضوانه
وحملت مع الناس نعشه وكانوا يعرفون صلتي الوثيقة به فكانوا يفسحون لي كلما رغبت واقتربت قائلين إنه كان يحبك.

وإني لا أجد ما أصف به فضل هذا الشيخ
وجهاده ومنزلته بين العلماء أحسن مما سمعته
من عجوز جالسة على طريق الجنازة فقد قالت ونحن نمر عليها نحمل نعشه قالت العجوز في صدق وحرارة:
" نجم هوى ".
رحم الله الشيخ عبد الرحمن السعدي
وجعل سيرته الطيبة وأعماله الصالحة في موازين حسناته
وأكثر من أمثاله الذين يزهدون في الدنيا ويبتغون ما عند الله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا "
رواه مسلم.(2)

(2) (169)



(1)صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6305








يتبع
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-10, 04:37 PM   #3
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



والآن نحيا مع




النداء الأول :



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )




البقرة104


قال الشيخ السعدي في تفسيره للآية :

(كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين:
{ رَاعِنَا } أي: راع أحوالنا
فيقصدون بها معنى صحيحا

وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا
فانتهزوا الفرصة
فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد


فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة
سدا لهذا الباب، ففيه النهي عن الجائز
إذا كان وسيلة إلى محرم، وفيه الأدب، واستعمال الألفاظ، التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن
فقال:
{ وَقُولُوا انْظُرْنَا }
فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور { وَاسْمَعُوا }
لم يذكر المسموع، ليعم ما أمر باستماعه، فيدخل فيه سماع القرآن، وسماع السنة التي هي الحكمة، لفظا ومعنى واستجابة
ففيه الأدب والطاعة

ثم توعد الكافرين بالعذاب المؤلم الموجع
وأخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين، أنهم ما يودون
{ أَنْ يُنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ }
أي: لا قليلا ولا كثيرا { مِنْ رَبِّكُمْ } حسدا منهم، وبغضا لكم أن يختصكم بفضله فإنه
{ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
ومن فضله عليكم، إنزال الكتاب على رسولكم، ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون


(فله الحمد والمنة)




اسمحي لي أن نقف قليلا مع تلك النداءات
كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟ .. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟





إذن المطلوب هو توضيح العمل المراد من النداء أي :
( كتابة نقاط عملية تطبيقية ينبغي علينا كمؤمنين -
إن شاء الله من باب عدم التزكية وليس شكا -
القيام بها عمليا وممارستها في حياتنا اليومية )


من باب : عرفت فالزم ....
وهذا لن يتحقق على الوجه الأمثل إلا بضرب أمثلة من واقع حياتنا اليومية ، وعدم الاكتفاء بأن نسرد كلاما نظريا محضا .




وذلك ليعلم القارئ لمثل هذه الآية
- مثلا -أن الله يوجه إليه نداء -
هو بعينه وليس من نزلت عليهم هذه الآية فقط كما هو شائع في اعتقاد كثيرين - فهو معني أصالة ، و الله يأمره هو بعمل ينبغي عليه القيام به شرعا ، وتطبيقه في حياته اليومية .


فالمطلوب من النداء الأول في هذه الآية الكريمة هو :
.......


منقوووول









ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-10, 04:05 PM   #4
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاكِ الله خيرا أختي أم الشيماء على النقل المبارك..



توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-10, 04:15 AM   #5
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

نتابع


فالمطلوب من النداء الأول في هذه الآية الكريمة هو :


1- الانتهاء عن الجائز, إذا كان وسيلة إلى محرم



مثلا :

يجوز إعارة بعض الملابس أو الحلي أو المتاع لبعض القريبات أو الجارات
إلا أنه قد يمنع إذا علمنا أو غلب على ظننا أن مثل تلك الأشياء
سيعصى بها الله .




2- التأدب في الخطاب, واستعمال الألفاظ, التي لا تحتمل إلا الحسن, وعدم الفحش,
وترك الألفاظ القبيحة, أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق،
فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: ( وَقُولُوا انْظُرْنَا ) فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور



فنتعلم:


* أولا نحرص على ترك كل لفظ قبيح أو صادم أو فاحش
وهذا مرده العرف الذي قد يختلف باختلاف الأقطار مثال :




رجل قال لآخر شيئا أو طلب من شيئا ، فلم يستجب


المخاطّب فإذا بالأول يتغيظ عليه قائلا :
أأنت أصم ؟ كان يمكنه أن يستبدل هذا اللفظ فيقول مثلا :
ألم تسمع ما قلته يا أخي ؟ فهي ألطف وأرفق


لاحظوا أن المعنى واحد ولكن الألفاظ اختلفت
وليس للقائل أن يعترض بورود كلمة أصم في القرآن ..
فكلمة راعنا التي نهي عنها الشارع ليست قبيحة أو صادمة أو فاحشةولكنها لما احتملت معنى غير حسن نهى الله المؤمنين عنها


*كذا لمن صدم أحدا أو أوقع في طريقه شيئا--- لا نقول له :
أأنت أعمى ؟
بل يمكن توبيخه بقولنا : ألا ترى ؟



- كذا إذا أمرك أحدهم بعمل شيء لا تريد القيام به ، فلا تقل له
لا أو لن أفعل / ولكن قدم عذرا بين يدي رفضك لطلبه
مثلا ياليتني كنت أستطيع / أو كان ليسعدني ويشرفني القيام بذلك
لكني لا أستطيح فاعذرني رجاءً ولا تجد علي أو .....


وأخيرا :


**قال الشيخ السعدي فيما سبق :<( وَاسْمَعُوا ):
لم يذكر المسموع, ليعم ما أمر باستماعه، فيدخل فيه سماع القرآن, وسماع السنة التي هي الحكمة, لفظا ومعنى واستجابة، ففيه الأدب والطاعة>.



أرأيتم كيف عبر عن السمع ؟!


الاستجابة بالعمل هذا هو السمع المطلوب شرعا ( سمعا وطاعة -أي عمل بمقتضى المسموع )


وهذا كثيرا ما نستخدمه مع الأولاد إذا أمرناهم بأمر ولم يبادروا بعمله فماذا نقول :
لماذا لا تسمعون الكلام ؟!
رغم أننا على يقين أنهم سمعوه بآذانهم
وكثيرا ما ننعت أحد الأولاد توبيخا

( بأنه لا يسمع الكلام )

إذا كان دائما لعصيان الأوامر .
إذن : الناس تنزل غير المطيع اللأمر منزلة من لم يسمعه ؛
لأن كليهما لم يعمل المطلوب ولم ينفذ الأمر .






3_ مراعاة الأدب في الخطاب من الأخلاق الفاضلة وبالتالي من كمال الإيمان.
بدلالة قوله صلى الله عليه وسلم:
(إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم و الصلاة .)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1590
خلاصة الدرجة: صحيح


4_ حسن النية لا يكفي في مشابهة أهل الكفر بل لا بد للمسلم من التميز في أعماله وكلامه ولباسه ...


لا يُشترط في التقليد أو التشبّه بالكفار وجود النية في ذلك .بل متى وُجِدت المشابهة تعيّن النهي .إذلا تقع المشابهة والمشاكلة في الظاهر إلا نتيجة إعجاب في الباطن .
ومن الأشياء التي يجب علينا الابتعاد عن التشبه بهم فيها :عقائدهم وعباداتهم و أحكامهم وسلوكهم وتقاليدهم و أعيادهم ومن ذلك:
_الاحتفال بأعياد الميلاد فمن المسلمين في بلاد المسلمين من يحتفل بأعياد ميلاد المسيح فيوقد الشموع ويقتني شجرة الصنوبر ،
الاحتفال بسان فالونتاين(عيد الحب)،التقليد في العاداتواللباس وماشابه





5 _الانقياد لأوامر الله وسرعة الاستجابة من غير تعنث ولا تأخر ولا تلكؤ
بدلالة قوله تعالى : (واسمعوا)
مثلا :الحجاب، عدم مصافحة الرجال الأجانب ،الغض من البصر، الابتعاد عن اللين في الكلام مع الرجال الاجانب كي لا يطمع الذي في قلبه مرض إلى غير ذلك مما أمر الله به المرأة المسلمة.فلا تكون لها الخيرة في أمرها من بعد أن تسمع الحكم الشرعي.



ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-10, 07:51 PM   #6
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
f2

6_ في دعوتنا إلى الله
يحدث أن ننهى الناس عن بعض المحرمات
فلا بأس من تبيين البدائل المشروعة لما نهي عنه
حتى لا يبقوا في حيرة
بدلالة قوله تعالى (وقولوا انظرنا).
_مع الأطفال مثلا إذا أمرناهم بعدم التفرج
على قناة سبيس ستون أو إم بي سي 3
أو الجزيرة للأطفال لما تحتويه من محرمات
فوجب علينا إعطاءهم البدائل مثل :
المجد للأطفال أو اقتناء بعض الأشرطة لرسوم متحركة
من غير محظورات أو بعض أشرطة
عالم الحيوانات
أو غيرها.
كذلك مع الراشدين إذا بينا لهم حرمة التفرج
على القنوات غير الاسلامية لما تعرضه من محرمات
وجب إرشادهم للبديل الإسلامي
مثل قنوات المجد وقناة الناس والرحمة والحكمةوغيرها.

_في دعوتنا للناس ،قد نعلمهم بتحريم
الغناء والموسيقى في الاعراس
فوجب أن ننبههم للبديل الإسلامي حيث الإنشاد بالدف فقط ومن غير اختلاط ..



7_ الحذر من مشابهة الكافرين في أعمالهم و أقوالهم
حسا وقلبا لما في مشابهتهم من مخالفة لأوامر الله .
سبق الحديث عنه.



8_إذا كان الواجب مزايلة ومخالفة الكفار
في كلامهم ،فاجتناب مودتهم وموالاتهم
من باب أولى،(الولاءوالبراء)
بل لا تستقيم للمؤمن عقيدة حتى تكون
موالاته لله وبراءته في الله
بدلالة قوله تعالى:
( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة 51.
مدحهم والإشادة بحضارتهم
والإعجاب بأخلاقهم دون النظر إلى عقائدهم
الباطلة ودينهم الفاسد .
فمثلا ونحن نتحدث عن أخلاق بعض المسلمين
الذين ابتعدوا عن المنهج القويم ،لا أقول :
والله الغرب أخلاقهم خير من أخلاقنا أو حضارتهم
خيرمن حضارتنا ، وإن قيلت أمامي وجب علي بيان خطئ ذلك وتصحيحه.
مشاركتهم أعيادهم وتهنئتهم بها .
إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم ..



9_التيقن من أن الكافرين لا يبطنون لنا إلا الشر
والمكائد بغضا وحسدا من أنفسهم
فلا نطمئن لهم ولا نثق بهم .

فلا يجوز الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم
المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين
قال الله تعالى
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء
من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر
قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون
ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم
وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا
وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ
قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور
إن تمسسكم حسنة تسؤهم
وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}
[ آل عمران : 118 - 120 ]



10_من نعم الله علينا أن جعل شرعنا الكريم شرعا
كاملا تاما صالحا لكل مكان ولكل زمان
رحمة منه سبحانه ،فالواجب علينا التمسك به والحرص عليه والاستجابة له بالائتمار بأوامره و الانتهاء عن نواهيه

منقوووول

منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة

"بتصرف يسير للإختصار"



ونعود للإستفادة من النداء الثاني للمؤمنين

جعلنا الله وإياكن منهن
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-10, 09:36 AM   #7
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



ونعود للإستفادة من النداء الثاني للمؤمنين


كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟

.. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟

بصبر النفس على الالتزام بأوامر الله كما قال تعالى

" واصطبر لعبادته "

فأصبرها على الاخلاص والمراقبة لله

وذلك بتمحيص الاعمال ودوام محاسبة النفس
ومعاقبتها عند تقصيرها





الصبر على تنقية النية من شوائبها والزامها توحيد القصد
والطاعة لله عزوجل

والصبر على لزوم الاتباع فى دقائق الامور وكبيرها
سواء كان ذلك فى العبادات او المعاملات
الصبر على اقامة الصلاة والخشوع فيها
وتكميل اركانها ودوام الترقى فيها
حتى نصل لتكون قرة عين لنا

الصبر على نبذ الكسل فى تعاهد القرآن وحفظه

الصبر على طلب العلم والاجتهاد فيه

الصبر على الأمر بالمعروف وانكار المنكر
وعدم الاستسلام لانتفاش الباطل وعلو صوته

الصبر على الزام النفس دوام ابتغاء الدار الاخرة
والعمل لها وعدم الالتفات الى ما سواها





الصبر على الثبات فى الحق فى نفسى
وفى اولادى وفيمن حولى والعمل بقوله تعالى :
" وتواصوا بالصبر "

صبر النفس وترويضها على قبول الحق والاذعان
له ولو من عدوها




الصبر على دوام توجيه الاولاد وعدم اليأس من اصلاحهم

الصبر على تزكية النفس
بمعالجة امراضها مثل :

عدم الاتقان .. عدم المثابرة ..
الاستعجال ..
العجز عن قول الحق والصدع به ..
الجبن والخوف من الناس ..



والصبر على الترقى بها والتحلى بفضائل الاخلاق

الصبر على طلب الثبات والافتقار الى الله
ودوام طرق بابه

الصبر عن التعلق بالدنيا وزينتها وزخارفها وملذاتها





الصبر عن مخالطة غير الصالحين

الصبر عن فضول المباحات


صبر النفس عن الاستسلام لنوازع النفس
الامارة بالسوء سواء كان ذلك بالتكبر على الناس
او التعالم او رد الاساءة بمثلها
او الوقوع فى افات اللسان





الصبر على أقدار الله المؤلمة
فلا اتسخطها كالصبر على البلاء
بطول مرض الزوج وطول
رعايته




الصبر على رعاية الابوين عند الكبر وعدم
التسخط من خدمتهما


الصبر على قلة الاعوان وطول الطريق

الصبر على الاستهزاء من اهل الباطل







دوام احتساب اجر الصبر واستحضار
معية الله عزوجل للصابرين
وكفى به فضلا


الاستعانة تكون بالصلاة والفرار الى الله
والأنس به ..
وليس بالخروج للمتنزهات
والفرار من الله والأنس بالناس

نسأل الله ان يرزقنا الصبر حتى نلقاه
" ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين "




ونفصل أكثر:
1- أن أصبر نفسي على طاعة الله إن لم تصبر
طواعية ولو كرهت الطاعة
لأن النفس تميل إلى الراحة والخلود وأمارة بالسوء
إلا من رحم ..
فمثلا :
أصبرها على صلاة الفجر في وقتها
على قيام الليل ,,,,






2- ألزم نفسي الصبر عن معصية الله
ولو أحبت الفعل ومالت إليه
إلا أن الله تعالى يبغضه ويبغض أهله
فأتركه حبا في الله وأصبر على ذلك ..

أمثلة عملية :
تحب نفسي الإستماع للغناء لكن أتركه من اجل الله
تحب التبرج ألزمها
تحب التنعم أهذبها ,,,







3- أن أصبر نفسي فلا تجزع
إذا أصابها البلاء الغير محبوب لديها
كفقد عزيز أو مرض
أو أي مصيبة حلت أو فقر
أو هم أو حزن
ومنها الصبر على معاملة الناس
وأذاهم ولو كان زوجا أو ولدا ...

ومن الصبر على البلاء الصبر
في وقت المحن بسبب اتباع الحق وهو أهمها .
كفصلي من وظيفة بسبب الحجاب ...







4- والصبر المطلوب على ما تقدم حبس اللسان وسائر الجوارح عن الوقوع في المحظور بسبب العمل بأمر أو ترك نهي أو بسبب مصاب ألم , فاللسان لا يتكلم بما يجعله معترضا على ما قضى الله من أوامر ونواهي أو بلاء , والجوارح لا تفعل ما هو محرم شرعا .






5- من اجل أن أصبر على ما تقدم لا بد
أن اتذكر أن الله مع الصابرين
فأستعين به وبالصلاة
لأصِلَ لهذا المقام
فمن كان في معية الله الخاصة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فماذا يريد بعد ؟
" لا تحزن إن الله معنا "




6- إذا أصيب العبد ببلاء عليه أن يكثر من الصلاة
لأن فيها العون على البلاء
إذا كانت صلاة خاشعة تؤدي المطلوب
ففيها ترتاح النفس وتطمئن فلا تجزع
فمن حز به أمر يفزع إلى الصلاة ليناجي ربه ليخلصه
.ومنعته من الوقوع في الحرام
في وقت ضعفت فيها نفسه بسبب البلاء
" واجعلوا بيوتكم قبلة "

فهل نلجأ إلى الصلاة كلما أهمنا أمر ؟
أم أننا نؤدى الفرائض كيفما اتفق لانشغال بالنا
بما يهمنا ؟!






7- استحضار أثناء ذلك كله أن الله تعالى
يمنح العبد الصابر :
ثلاث بشارات
الصلاة والرحمة والهداية
أي رحمتان من الله فلا شقاء ولا عذاب
بل قربى وكرامة وهداية فلا ضلال
.عكس من لا يصبر وقد أضله الله .

كما قال ربي :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
(155)

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
(156)

أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
(157)

التفسير

وعد الله الصابرين بثلاثة أشياء
وكل واحد خير من الدنيا وما عليها
وهي : صلواته تعالى عليهم
ورحمته لهم
وتخصيصهم بالهداية وهذا مفهوم لحصر الهدى فيهم .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
" نعم العدلان , ونعمت العلاوة "
فبالهدى خلصوا من الضلال
وبالرحمة نجوا من الشقاء والعذاب .
وبالصلاة عليهم نالوا منزلة القرب والكرامة
والضالون حصل لهم ضد هذه الثلاثة :
الضلال عن طريق السعادة
والوقوع في ضد الرحمة من الألم والعذاب
والذم واللعن الذي هو ضد الصلاة .

منقول من كتاب بدائع التفسير






8 وعلى المؤمن أن يستحضر أن الله يقسم البلاء
بين عباده فمنهم من يبتليه بالنعم
فإن شكر فهو خير له :
المال , الولد , العلم , المركز , الصحة , الأمن .... "
لئن شكرتم لأزيدنكم .."
وإن ابتلي بفقد النعم صبر فكان خيرا له كما تقدم .




أرأيتم أخواتي رزقنا الله وإياكم كلما سمعنا النداء

ياأيها الذين آمنوا نرعها سمعنا وقلوبنا

منقوووول


منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة


"بتصرف يسير للإختصار"

التعديل الأخير تم بواسطة لآلئ الدعوة ; 20-02-11 الساعة 03:13 PM
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-10, 10:22 AM   #8
دينا شربينى
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 09-06-2010
العمر: 42
المشاركات: 6
دينا شربينى is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله جزاكى الله خير اللهم انفعنا بما علمتنا و علمنا ما ينفعنا
دينا شربينى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-10, 03:29 PM   #9
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

آمين واياك غاليتى
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-10, 04:47 PM   #10
خلود أم يوسف
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

ماشاء الله لا قوة إلا بالله
سيرة الشيخ تبارك الله راائعة رحمه الله رحمة واسعة
بارك الله بكِ أختي الغالية على النقل
شرح أكثر من راائع ماشاء الله
جزاكِ الله خير الجزاء



توقيع خلود أم يوسف
ربِّ اغفر لي
خلود أم يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .