![]() |
![]() |
![]() |
|
روضة المتحابات في الله للترحيب بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-,تواصل أخوي، مناسبات.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
11-04-2009
المشاركات: 55
![]() |
![]() ![]() عن أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ - رضي الله عنه - أن رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ " , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَاسٌ مِنْ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا . فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ , لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ , تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا , يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا , فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا , وَثِيَابَهُمْ نُورًا , يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ , وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " . " تحابوا في الله وتصافوا " - الحب :عالم من المودة والصلة والأنس والرضا والراحة , دنيا من الأمل والفأل الحسن والأمس الجميل واليوم الحافل والغد الواعد , إنها رحلة في عالم التآلف والتآخي والتفاهم والتكاتف والتضامن . إذا قلت حب تداعت الذكريات القديمة , وثارت المعاني الجميلة , إذا قلت حب سافرت بك قافلة الذكرى إلى صور ومشاهد لا تمحى من ذاكرة الزمن , إذا قلت حب حل غيث الرجاء , وهبت ريح الصفاء , وتهللت أسارير الوجود , وانبجلت معالم الطلعات , وأشرقت شموس الأيام , إذا قلت حب إمتلأت الجوانح بالأشواق , والحشايا باللهف , والضمائر بصور الأحباب ومغاني الأتراب , إذا قلت حب تساقطت أوراق البغضاء , وتلاشت نزغات الشرور , وارتحلت قطعان الضغينة , وفرت زمر الأحقاد , وغربت نجوم العداوات . -قيل في تعريف الحب : ليس له تعريف إلا الحب , فلن تجد في قاموس العربية كلمة تعبر عن الحب مثل كلمة " الحب " , فليس هناك أصدق من الحاء والباء في دلالتهما على هذا المقصود العظيم . "الحاء" تفتح الفم فيبقى فارغا باهتا حتى تأتي "الباء" فيضم الفم , وتطبق الشفتين , وتصطك الأسنان , إذا هي اجتماع بعد فرقة , ووصل بعد هجر. الحب حرفان حاء بعدها باء *** تذوب عند معانيها الأحباء - الحب في الله : الله : يا الله .. ما أجمل القد , إي والله ما أجمله !! أنظر إلى الحب ثم تأمل بعدها لفظ الجلالة "[fot1]الله[/fot1]" إنه الذي تشتاق القلوب إليه .. تميل إليه , إنه الذي تحار العقول في عظمته , إنه الذي يوله الخلق إليه كما يوله كل طفل إلى أمه , ما أعظم هذا المعنى , وما أبدع هذا التركيب .. " [fot1]الحب في الله[/fot1] " أنشودة عذبة في أفواه الصادقين , وقصيدة جميلة في ديوان المحبين , كتبها الصالحون بدموعهم , سطرها الأبرار بدمائهم . " تحابوا في الله وتصافوا " إن حقيقة الأخوة هي صفاء القلب لله , هذا الصفاء يثمر طمأنينة الفؤاد , وراحة البال , وهدوء الضمير , فلا نرتقب خوف الغدر , ولا حسد الأعين , ولا أذى الأيدي , ولا كيد القلوب وحقد النفوس .إنها ظلال الحب في الله , لا أخوة المصالح , ولا صداقة المنافع التي شاعت . كم يحتاج كل منا إلى أخ كالمرآة الصافية , يقبل كل منا الآخر عثراته , يحوطني وأحوطه من ورائه , يقيمني وأقيمه , يعينني وأعينه , كم يحتاج كل منا إلى تلك المرآة الإيمانية , التي يرى فيها المرء خلل نفسه , كما كان يقول سلفنا: " رحم الله امرء أهدى إلي عيوبي " . إن صرح الأخوة الشامخ لابد أن يسمو بالنفوس لسماء الإيمان , فتظل حائمة حول العرش لا يدنسها خشاش الأرض , وبهذا نضمن أن تظل تلك الوشائح والأواصر سمة واضحة لحياتنا , حتى وإن توالت الخطوب والمحن ستظل قوية فتية , وهذا لا يتأتى دون استشعار الفاقة والإحساس بحجم القضية , ولا يكون حتى تتكاتف الأيدي وتتلاقى القلوب . - إن بناء الأمة من جديد يحتاج إلى تضافر الجهود , ولا ينتج هذا التضافر إلا عند صفاء السرائر , والاجتماع على قلب رجل واحد . لكي نستطيع تحمل العبء الثقيل أمام الله تجاه هذه الأمة , لابد أن تذوب ذواتنا في بوتقة الإيمان , فينصهر هذا السياج الذي نصبه كل واحد منا حول نفسه فلم يتسع لغيره , ولم يسمح لأحد أن يتجاوزه , وحين يقترب منه الآخرون تبدأ المشاكل وتظهر العورات . - أما المتحابون في الله , فينبغي أن يكونوا على شاكلة أخرى , ينبغي ألا تشغل اذهانهم هذه الهموم السفلية , فهم لا يتعلقون بالذوات , بل إن ارتباطهم كان برباط أسمى وأوثق من المصالح الذاتية , إنه عبادة الله وحده , إنه الحب في الله الذي لا تحل وشائجه بسيوف الدنيا , وبهذا صار الهم الأول والأوسط والأخير هو رضا الله سبحانه وبحمده . - وذلك في زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله , زمن الجلب دون العطاء , زمن الأنانية وحب الذات , زمن الفرقة والشتات , زمن أصبح الحب مجرد منافع متبادلة , وأهواء مشتركة , وأغراض مادية عفنة يشوبها الخلل والزلل وعدم الاستقرار , زمن أصبح فيه "الحب في الله" مجرد كلمة بلا مشاعر ولا أحاسيس , إفتقرت في كثير من الأحايين إلى الصدق , وليتها أصبحت مجرد كلمة أبقت على معانيها , بل إن الأسماع ملتها , والطباع مجتها , فقد اهترأت من كثرة ما لاكتها الألسنة دون القلوب , وأصبحت كالسراب حتى إذا ما حلت الشدائد واشتد الخطب وجاءها المحب الواهم لم يجدها شيئا ووجد الغدر في زمن عز فيه الوفاء . وفي ظل هذا نريد أن نحمل شارة الغربة بتحقيق الحب في الله لنصبح حقا غرباء في عصر الغربة , نتواصى بصفات الغرباء الذين ارتضوا نصرة دين الله وتحملوا لذلك كل الصعاب وتيقنوا أن طريق الاستقامة شاق يخففه الرفاق . ولو صحت لنا هذه الأخوة الإيمانية المرجوة , لوسعينا في زرع بساتينها في قلوبنا من جديد لأثمرت فينا حياة أخرى غير تلك التي نحياها , فإن القلوب تحيا وتترابط وتتآلف فيورثها الله من النعيم ما لا يستشعره إلا من ذاقه . أختي : لابد أن ننوي تحقيق هذا المعنى العظيم , معنى الأخوة في حياتنا , نريد توثيق عرى الأخوة , وإحياء روحها , نريد أن نكون بالفعل إخوة متحابين , يقول أحدنا لأخيه يا أنا , حتى تقوم للإسلام راية , وذلك لن يتأتى إلا بعد قطع خطوات هامة على درب من سبقنا . كم إخوة لك لم يلدك أبوهم *** وكأنما آباؤهم ولــدوكا فـليتني أحيا بقربهــــم *** فإذا فقدتهم انقضى عمري فتكون داري بين دورهــم *** ويكون بين قبورهـم قبري أحبتنا .. حفظ الود ديــن *** ونحن على العهود السالفات - أخواتي .. دوموا على الوفاء .. فإن حسن العهد من الإيمان . - اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق , اللهم اجمعنا على الحب والوفاق . - وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين . سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك . منقول مع بعض التصرف
التعديل الأخير تم بواسطة سعيدة ; 04-05-09 الساعة 10:17 PM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفريغ حلقات من سلسلة (رسالة إلى..)شيخنا مسعد أنور | غريبة في دنياي | النشرات الدعوية | 0 | 24-05-13 12:22 PM |
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه | أم اليمان | روضة التزكية والرقائق | 14 | 17-01-08 01:38 PM |