العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - لتعليم القرآن الكريم . ~ . > ๑¤๑ قسم الأنشطة والفعاليات ๑¤๑ > ~ قسم المعاهدة ~ > حلقة معاهدة القرآن الكريم

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-15, 03:22 PM   #21
وفاء طه
|طالبة في المستوى الرابع |
افتراضي

سوال الاخت دعاء :بم توعد الله عز وجل المحرفين للكتاب ؟ مع ذكر الآية .
توعد الله المحرفين للكتاب بالويل والويل: شدة العذاب والحسرة, وفي ضمنها الوعيد الشديد
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ

السوال : بماذا رد الله على اليهود الذين زعموا ان سبب عدم ايمانهم بالرسول هو ولايته لجبريل عليه السلام؟
وفاء طه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-15, 09:43 PM   #22
عبير بجاش
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة في المستوى الثاني 3 |
Note ~ مقررات تقسيم الجزء الثاني من سورة البقرة ~


حياكنّ الله وبياكنّ

سأضع بين أيديكنّ تقسيم تفسير الجزء الثاني من سورة البقرة
( الفوائد من تفسير السعدي - رحمه الله - )


المقرر الأول
تحويل القبلة
من الآية (142) إلى الآية ( 152 )
الطالبة : عبير بجاش - آمال عبد المحسن



المقرر الثاني
توجيهات للأمة الإسلامية
من الآية ( 153 ) إلى الآية ( 157 )
الطالبة : أمل رشيد - حياة حمدي



المقرر الثالث
حول الصفا والمروة
من الآية ( 158 ) إلى الآية ( 177 )
الطالبة : عبير السيد - نور القمر



المقرر الرابع
التنظيمات الإسلامية للمجتمع المسلم
من الآية ( 178 ) إلى الآية ( 188 )
الطالبة: ماما مها - أماني شرقاوي



المقرر الخامس
فرائض وتكاليف
من الآية ( 189 ) إلى الآية ( 203 )
الطالبة : زهرة الوادي - دعاء بنت وفقي



المقرر السادس
نماذج من نفوس البشر
من الآية ( 204 ) إلى الآية ( 214 )
الطالبة: غادة شعبان - وفاء طه



المقرر السابع
ظاهرة الأسئلة عن الأحكام
من الآية ( 215 ) إلى الآية ( 220 )
الطالبة: همسات المصرية - أماني حسن عثمان



المقرر الثامن
دستور الأسرة المسلمة
من الآية ( 221 ) إلى الآية ( 242 )
الطالبة : جيهان حسن - اسماء محمد سليمان



المقرر التاسع
تجارب الجماعات المسلمة
من الآية ( 243 ) إلى الآية ( 252 )
الطالبة : ام عبد الحكيم وهالة - ايمان هاشم




وفقكنّ الله لما يحب ويرضى



توقيع عبير بجاش
~ كن لله كما يريد يكن لك فوق ماتريد ~

عبير بجاش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-15, 10:47 PM   #23
أمة الله أم جويرية
| طالبة في المستوى الثاني 3 |
Ah11 "بسم الله الرحمن الرحيم"

**السلام عليكم ورحمة الله**
المقرر الثاني
"توجيهات للأمة الإسلامية"
{من الآية ( 153 ) إلى الآية ( 157 )}
{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏
* أمر الله تعالى المؤمنين‏,‏ بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية ‏{‏بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ‏}‏ ، فالصبر هو‏:‏ حبس النفس وكفها عما تكره‏,‏ فهو ثلاثة أقسام‏:‏ صبرها على طاعة الله حتى تؤديها‏,‏ وعن معصية الله حتى تتركها‏,‏ وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها، فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر‏,‏ فلا سبيل لغير الصابر‏,‏ أن يدرك مطلوبه، خصوصًا الطاعات الشاقة المستمرة‏,‏ فإنها مفتقرة أشد الافتقار‏,‏ إلى تحمل الصبر‏,‏ وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر‏,‏ فاز بالنجاح‏,‏ وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها‏,‏ لم يدرك شيئًا‏,‏ وحصل على الحرمان، وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم‏,‏ وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى‏,‏ واستعانة بالله على العصمة منها‏,‏ فإنها من الفتن الكبار‏.‏ وكذلك البلاء الشاق‏,‏ خصوصًا إن استمر‏,‏ فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية‏,‏ ويوجد مقتضاها‏,‏ وهو التسخط‏,‏ إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله‏,‏ والتوكل عليه‏,‏ واللجوء إليه‏ سبحانه ، والافتقار على الدوام‏.‏
* فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد‏,‏ بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله، فلهذا أمر الله تعالى به‏,‏ وأخبر أنه ‏{‏مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏ أي‏:‏ مع من كان الصبر لهم خلقا‏,‏ وصفة‏,‏ وملكة بمعونته وتوفيقه‏,‏ وتسديده، فهانت عليهم بذلك‏,‏ المشاق والمكاره‏,‏ وسهل عليهم كل عظيم‏,‏ وزالت عنهم كل صعوبة، وهذه معية خاصة‏,‏ تقتضي محبته ومعونته‏,‏ ونصره وقربه‏,‏ وهذه ‏[‏منقبة عظيمة‏]‏ للصابرين، فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله‏,‏ لكفى بها فضلا وشرفا، وأما المعية العامة‏,‏ فهي معية العلم والقدرة‏,‏ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ‏}‏ وهذه عامة للخلق‏.‏
* وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين‏,‏ ونور المؤمنين‏,‏ وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة‏,‏ مجتمعا فيها ما يلزم فيها‏,‏ وما يسن‏,‏ وحصل فيها حضور القلب‏,‏ الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها‏,‏ استشعر دخوله على ربه‏,‏ ووقوفه بين يديه‏,‏ موقف العبد الخادم المتأدب‏,‏ مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله‏,‏ مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة‏,‏ من أكبر المعونة على جميع الأمور فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة‏,‏ يوجب للعبد في قلبه‏,‏ وصفا‏,‏ وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه‏,‏ واجتناب نواهيه، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء‏.‏

‏[‏154‏]‏{‏وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ‏}‏
* لما ذكر تبارك وتعالى‏,‏ الأمر بالاستعانة بالصبر على جميع الأمور ذكر نموذجا مما يستعان بالصبر عليه‏,‏ وهو الجهاد في سبيله‏,‏ وهو أفضل الطاعات البدنية‏,‏ وأشقها على النفوس‏,‏ لمشقته في نفسه‏,‏ ولكونه مؤديا للقتل‏,‏ وعدم الحياة‏,‏ التي إنما يرغب الراغبون في هذه الدنيا لحصول الحياة ولوازمها، فكل ما يتصرفون به‏,‏ فإنه سعى لها‏,‏ ودفع لما يضادها‏.‏
* ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم، فأخبر تعالى‏:‏ أن من قتل في سبيله‏,‏ بأن قاتل في سبيل الله‏,‏ لتكون كلمة الله هي العليا‏,‏ ودينه الظاهر‏,‏ لا لغير ذلك من الأغراض‏,‏ فإنه لم تفته الحياة المحبوبة‏,‏ بل حصل له حياة أعظم وأكمل‏,‏ مما تظنون وتحسبون‏.‏
* فالشهداء ‏{‏أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏
* فهل أعظم من هذه الحياة المتضمنة للقرب من الله تعالى‏,‏ وتمتعهم برزقه البدني في المأكولات والمشروبات اللذيذة‏,‏ والرزق الروحي‏,‏ وهو الفرح، والاستبشار وزوال كل خوف وحزن، وهذه حياة برزخية أكمل من الحياة الدنيا، بل قد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر ترد أنهار الجنة‏,‏ وتأكل من ثمارها‏,‏ وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش‏.‏ وفي هذه الآية‏,‏ أعظم حث على الجهاد في سبيل الله‏,‏ وملازمة الصبر عليه، فلو شعر العباد بما للمقتولين في سبيل الله من الثواب لم يتخلف عنه أحد، ولكن عدم العلم اليقيني التام‏,‏ هو الذي فتر العزائم‏,‏ وزاد نوم النائم‏,‏ وأفات الأجور العظيمة والغنائم، لم لا يكون كذلك والله تعالى قد‏:‏ ‏{‏اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ‏}‏
* فوالله لو كان للإنسان ألف نفس‏,‏ تذهب نفسا فنفسا في سبيل الله‏,‏ لم يكن عظيما في جانب هذا الأجر العظيم، ولهذا لا يتمنى الشهداء بعدما عاينوا من ثواب الله وحسن جزائه إلا أن يردوا إلى الدنيا‏,‏ حتى يقتلوا في سبيله مرة بعد مرة‏.‏
وفي الآية‏,‏ دليل على نعيم البرزخ وعذابه‏,‏ كما تكاثرت بذلك النصوص‏.‏

‏[‏155 ـ 157‏]‏{‏وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ‏}‏
* أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن‏,‏ ليتبين الصادق من الكاذب‏,‏ والجازع من الصابر‏,‏ وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان‏,‏ ولم يحصل معها محنة‏,‏ لحصل الاختلاط الذي هو فساد‏,‏ وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر‏.‏ هذه فائدة المحن‏,‏ لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان‏,‏ ولا ردهم عن دينهم‏,‏ فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين، فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده ‏{‏بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ‏}‏ من الأعداء ‏{‏وَالْجُوعِ‏}‏ أي‏:‏ بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله‏,‏ أو الجوع‏,‏ لهلكوا‏,‏ والمحن تمحص لا تهلك‏.‏
‏{‏وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ‏}‏ وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية‏,‏ وغرق‏,‏ وضياع‏,‏ وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة‏,‏ وقطاع الطريق وغير ذلك‏.‏
‏{‏وَالْأَنْفُسِ‏}‏ أي‏:‏ ذهاب الأحباب من الأولاد‏,‏ والأقارب‏,‏ والأصحاب‏,‏ ومن أنواع الأمراض في بدن العبد‏,‏ أو بدن من يحبه، ‏{‏وَالثَّمَرَاتِ‏}‏ أي‏:‏ الحبوب‏,‏ وثمار النخيل‏,‏ والأشجار كلها‏,‏ والخضر ببرد‏,‏ أو برد‏,‏ أو حرق‏,‏ أو آفة سماوية‏,‏ من جراد ونحوه‏.‏
* فهذه الأمور‏,‏ لا بد أن تقع‏,‏ لأن العليم الخبير‏,‏ أخبر بها‏,‏ فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين‏:‏ جازعين وصابرين، فالجازع‏,‏ حصلت له المصيبتان‏,‏ فوات المحبوب‏,‏ وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها‏,‏ وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان‏,‏ ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران‏,‏ وحصل ‏[‏له‏]‏ السخط الدال على شدة النقصان‏.‏
* وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب‏,‏ فحبس نفسه عن التسخط‏,‏ قولا وفعلا‏,‏ واحتسب أجرها عند الله‏,‏ وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له‏,‏ بل المصيبة تكون نعمة في حقه‏,‏ لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها‏,‏ فقد امتثل أمر الله‏,‏ وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ‏}‏ أي‏:‏ بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب‏.‏
* فالصابرين‏,‏ هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة‏,‏ والمنحة الجسيمة، ثم وصفهم بقوله‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ‏}‏ وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره‏.‏
‏{‏قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ‏}‏ أي‏:‏ مملوكون لله‏,‏ مدبرون تحت أمره وتصريفه‏,‏ فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها‏,‏ فقد تصرف أرحم الراحمين‏,‏ بمماليكه وأموالهم‏,‏ فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد‏,‏ علمه‏,‏ بأن وقوع البلية من المالك الحكيم‏,‏ الذي أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك‏,‏ الرضا عن الله‏,‏ والشكر له على تدبيره‏,‏ لما هو خير لعبده‏,‏ وإن لم يشعر بذلك، ومع أننا مملوكون لله‏,‏ فإنا إليه راجعون يوم المعاد‏,‏ فمجاز كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا‏,‏ لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله‏,‏ وراجع إليه‏,‏ من أقوى أسباب الصبر‏.‏
‏{‏أُولَئِكَ‏}‏ الموصوفون بالصبر المذكور ‏{‏عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ‏}‏ أي‏:‏ ثناء وتنويه بحالهم ‏{‏وَرَحْمَةٌ‏}‏ عظيمة، ومن رحمته إياهم‏,‏ أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر، ‏{‏وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ‏}‏ الذين عرفوا الحق‏,‏ وهو في هذا الموضع‏,‏ علمهم بأنهم لله‏,‏ وأنهم إليه راجعون‏,‏ وعملوا به وهو هنا صبرهم لله‏.‏
* ودلت هذه الآية‏,‏ على أن من لم يصبر‏,‏ فله ضد ما لهم‏,‏ فحصل له الذم من الله‏,‏ والعقوبة‏,‏ والضلال والخسار، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين‏,‏ وأعظم عناء الجازعين، فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها‏,‏ لتخف وتسهل‏,‏ إذا وقعت، وبيان ما تقابل به‏,‏ إذا وقعت‏,‏ وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر‏,‏ وما للصابر من الأجر، ويعلم حال غير الصابر‏,‏ بضد حال الصابر‏.‏
* وأن هذا الابتلاء والامتحان‏,‏ سنة الله التي قد خلت‏,‏ ولن تجد لسنة الله تبديلا، وبيان أنواع المصائب‏.‏
أمة الله أم جويرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-15, 11:13 PM   #24
مها محمد
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
 
تاريخ التسجيل: 29-12-2010
العمر: 57
المشاركات: 529
مها محمد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
ُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
يمتن الله على عباده المؤمنين بان فرض عليهم القصاص فى القتلى والمساواه فيه وذلك اقامه للعدل والقسط بين العباد فالحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى وخرج من العموم الابوان فلا يقتلان بالولد وخرج من العموم ايضا الكافر بالسنه لانه ليس من العدل ان يقتل ولى الله بعدوه وفي هذه الآية دليل على أن الأصل وجوب القود في القتل, وأن الدية بدل عنه فلهذا قال من عفا ولى المقتول عن القاتل الى الديه فانه يسقط القصاص من غير ان يشق عليه ولا يحمله ما لايطيقوعلى القاتل الاداء اليه باحسن وهل جزاء الاحسان الا الاحسان وهل جزاء الاحسان بالعفو هو الاحسان اليه بالقضاء فمن اعتدى بعد العفو فله عذاب اليم فى الاخره
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
ثم بين تعالى مشروعيته تعالى فى مشروعيه القصاص ففيه حقن للدماء فلو عرف القاتل انه مقتول لا محاله لو قتل فلن يصدر عنه القتل وكذلك سائر الحدود الشرعيهفيها من النكايه مايدل على حكمه الحكيم الغفارونكر كلمه حياه للتكثير والتعظيم وهذا الامر لا يعرفه الا اصحاب العقول الحكيمه
وذلك أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة, أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله, ويعظم معاصيه فيتركها, فيستحق بذلك أن يكون من المتقين
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ
فرض عليكم ايها المؤمنين اذا اشرف احدكم على الموت بسبب مرض هالك وترك مالا كثيرا ان يوصى بيه لابويه او الاقرب اليه بالمعروف ويرى بعض المفسرين ان هذه الايه منسوخه من ءايات المواريث
فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
ولما كان الموصي قد يمتنع من الوصية, لما يتوهمه أن من بعده, قد يبدل ما وصى به قال تعالى فمن بدله بعد ما عقله وعرف طريقه تنفيذه والا فالموصى له الاجر والاثم على الذين يبدلونه وفيه تحذير للموصى اليه ان الله سميع رقيب لما يحدث وعليم باحوالنا جميعا مطلع على كل افعالنا
فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
اما الوصيه التى فيها جنف او اثم فواجب على الذى يحضر كتابه الوصيه ان ينصحه وان ينهاه عن الظلم والجور على حق الاخرين ويتوصل الى العدل بين المتواصين والجنف هو الميل عن الحق سواء عن خطا او عمد ويعظهم بتبرئه زمه ميتهم فهذا قد فعل معروفا عظيما وليس عليهم اثم فدلت هذه الآيات على الحث على الوصية, وعلى بيان من هي له, وعلى وعيد المبدل للوصية العادلة, والترغيب في الإصلاح في الوصية الجائرة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
حكمه الصيام انه من اكبر اسباب التقوى لانه فيه امتثال لاوامر الله واجتناب نواهيه مما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها, التي تميل إليها نفسه, متقربا بذلك إلى الله, راجيا بتركها, ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه, مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان, فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم, فبالصيام, يضعف نفوذه, وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب, تكثر طاعته, والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع, أوجب له ذلك, مواساة الفقراء المعدمين, وهذا من خصال التقوى
. أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
فرض الله الصيام وسهل على المؤمنين فاخبرهم انه اياما معدودات اى قليله فى العدد وسهل ايضا انه من كان مريضا او على سفر رخص لهم ان يفطر وان يقضوها اذا حصل الشفاء للمريض وذلك لحصول مصلحه الصيام لكل مؤمن وعلى الذين يطيقون صيامه اطعام مسكين وخير الصائم بين ان يصوم وهو اغضل واو يطعم ثم بعد ذلك, جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق, يفطر ويقضيه في أيام أخر كالشيخ الكبير فديه كل يوم مسكين
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
شهر رمضان الذى فضله الله على جميع الشهور وهو شهر القرءان المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية ان يكون شهر الذى فرض فيه الصيام فمن شهد هذا الشهر فليصمه واعطى الرخصه للمريض والمسافر وبين الله يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير, ويسهلها أشد تسهيل، ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله. وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله, سهَّله تسهيلا آخر, إما بإسقاطه, أو تخفيفه بأنواع التخفيفات ونشكر الله على ما توفيقنا على اتمام العبادهويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد.
. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

هذا جواب سؤال، سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله, أقريب ربنا فنناجيه, أم بعيد فنناديه؟ فنزل قوله تعالى واذا سالك عبادى عنى فانى قريب لانه هو الرقيب على عباده المطلع على السر وما اخفى وقريب الى الذى يدعوه والدعاء نوعان دعاء عبادة, ودعاء مسألة. والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه, وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق. فمن دعا ربه بقلب حاضر, ودعاء مشروع, ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء, كأكل الحرام ونحوه, فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء, وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية, والإيمان به لعلهم يرشدون

, أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
كان في أول فرض الصيام، يحرم على المسلمين في الليل بعد النوم الأكل والشرب والجماع، فحصلت المشقة لبعضهم، فخفف الله تعالى عنهم ذلك، وأباح في ليالي الصيام كلها الأكل والشرب والجماع، سواء نام أو لم ينم، لكونهم يختانون أنفسهم بترك بعض ما أمروا به فتاب الله عليهم وا نووا في مباشرتكم لزوجاتكم التقرب إلى الله تعالى والمقصود الأعظم من الوطء، وهو حصول الذرية وإعفاف فرجه وفرج زوجته، وحصول مقاصد النكاح. ومما كتب الله لكم ليلة القدر، الموافقة لليالي صيام رمضان، فلا ينبغي لكم أن تشتغلوا بهذه اللذة عنها وتضيعوها، فاللذة مدركة، وليلة القدر إذا فاتت لم تدرك فكلوا واشربوا هذا غاية للأكل والشرب والجماع، وفيه أنه إذا أكل ونحوه شاكا في طلوع الفجر فلا بأس عليه. وفيه: دليل على استحباب السحور للأمر، وأنه يستحب تأخيره أخذا من معنى رخصة الله وتسهيله على العباد. وفيه أيضا دليل على أنه يجوز أن يدركه الفجر وهو جنب من الجماع قبل أن يغتسل، ويصح صيامه، لأن لازم إباحة الجماع إلى طلوع الفجر، أن يدركه الفجر وهو جنب،..

دلت الآية على مشروعية الاعتكاف، وهو لزوم المسجد لطاعة الله
وهو تحريم الأكل والشرب والجماع ونحوه من المفطرات في الصيام، وتحريم الفطر على غير المعذور، وتحريم الوطء على المعتكف، ونحو ذلك من المحرمات التى حرمها الله تلك حدود الله فلا تقربوها ابلغ من لا تفعلوها لأن القربان، يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه، والنهي عن وسائله الموصلة إليه. والعبد مأمور بترك المحرمات، والبعد منها غاية ما يمكنه، وترك كل سبب يدعو إليها، وأما الأوامر فيقول الله فيها تلك حدود الله فلا تعتدوها فينهى عن مجاوزاتهافإنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا تبين لهم الباطل اجتنبوه، فإن الإنسان قد يفعل المحرم على وجه الجهل بأنه محرم، ولو علم تحريمه لم يفعله، فإذا بين الله للناس آياته، لم يبق لهم عذر ولا حجة، فكان ذلك سببا للتقوى

: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ
نستفيد الا ناكل اموال الناس بالباطل لان الله نهانا عن ذلك وذلك عن طريق الغش فى البيع والشراء والاجاره او الربا وكذلك اخذ الاجره على العبادات التى لا تصح الا لوجه الله
وكذلك الاخذ من الصدقات والزكاه ولا يجوز اكل المال بالباطل باى حال من الاحوال حتى لو وصل النزاع الى الحاكم ى الحاكم بحجة باطلة, وحكم له بذلك, فإنه لا يحل له, ويكون آكلا لمال غيره, بالباطل والإثم, وهو عالم بذلك. فيكون أبلغ في عقوبته, وأشد في نكاله. وعلى هذا فالوكيل إذا علم أن موكله مبطل في دعواه, لم يحل له أن يخاصم عن الخائن


الفوائد
1-حكمه القصاص فى القتلى وذلك لما فيه من تطبيق العدل والقسط بين العباد وحقنا لدماء المسلمين اذا علم القاتل انه مقتول لامحاله
2- و فيه التحذير للموصى إليه من التبديل، فإن الله عليم به, مطلع على ما فعله, فليحذر من الله، هذا حكم الوصية العادلة
3-حكمه الصيام وانه من اكبر اسباب التقوى فيما اشتمل عليه من اسباب التقوىومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه, مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان, فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم, فبالصيام, يضعف نفوذه, وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب, تكثر طاعته, والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع, أوجب له ذلك, مواساة الفقراء المعدمين, وهذا من خصال التقوى.
4-ان شهر رمضان شهر الذى انزل فيه القرءان واختاره الله سبحانه وتعالى لليكون فيه الصيام وسهل على امته فرخص للمريض والمسافر ان يفطر ويعوض هذه الايام لان لما فيه فائده من الصيام اما الشيخ الكبير الذى لا يستطيع تعويض هذه الايام فعليه اطعام مسكين وذلك تيسير من ربنا ورحمه فيجب علينا شكرالله على هذه النعم
5- والدعاء نوعان: دعاء عبادة, ودعاء مسألة. والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه, وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق. فمن دعا ربه بقلب حاضر, ودعاء مشروع, ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء, كأكل الحرام ونحوه, فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء, وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية,
6-اكل المال نوعان نوع بحق ونوع بباطل وعلينا الا ناكل مال الناس بالباطل كالغش فى البيع والشراء والايجار وعقود الربا ومن أدلى إلى الحاكم بحجة باطلة, وحكم له بذلك, فإنه لا يحل له, ويكون آكلا لمال غيره, بالباطل والإثم, وهو عالم بذلك. فيكون أبلغ في عقوبته, وأشد في نكاله. وعلى هذا فالوكيل إذا علم أن موكله مبطل في دعواه, لم يحل له أن يخاصم عن الخائن
سؤال
ماهى شروط قبول الدعاء؟ .
مها محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-15, 11:46 AM   #25
اماني شرقاوي
معلمة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
 
تاريخ التسجيل: 28-04-2013
المشاركات: 354
اماني شرقاوي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
تفسير الايات من سوره البقره من الايه178 الى الايه 188


" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم "


يمتن تعالى على عباده المؤمنين, بأنه فرض عليهم " الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى " أي: المساواة فيه, وأن يقتل القاتل على الصفة, التي قتل عليها المقتول, إقامة للعدل والقسط بين العباد وتوجيه الخطاب لعموم المؤمنين, فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم حتى أولياء القاتل حتى القاتل بنفسه - إعانة ولي المقتول, إذا طلب القصاص ويمكنه من القاتل, وأنه لا يجوز لهم أن يحولوا بين هذا الحد, ويمنعوا الولي من الاقتصاص, كما عليه عادة الجاهلية, ومن أشبههم من إيواء المحدثين.
ثم بين تفصيل ذلك فقال " الْحُرُّ بِالْحُرِّ " يدخل بمنطقوقها, الذكر بالذكر.
" وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى " والأنثى بالذكر, والذكر بالأنثى, فيكون منطوقها مقدما على مفهوم قوله " الأنثى بالأنثى " مع دلالة السنة, على أن الذكر يقتل بالأنثى.
وخرج من عموم هذا, الأبوان وإن علوا.
فلا يقتلان بالولد, لورود السنة بذلك.

" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون "


ثم بين تعالى حكمته العظيمة في مشروعية القصاص فقال: " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ " أي: تنحقن بذلك الدماء, وتنقمع به الأشقياء, لأن من عرف أنه مقتول إذا قتل, لا يكاد يصدر منه القتل, وإذا رؤي القاتل مقتولا انذعر بذلك غيره, وانزجر, فلو كانت عقوبة القاتل غير القتل, لم يحصل انكفاف الشر, الذي يحصل بالقتل.
وهكذا سائر الحدود الشرعية, فيها من النكاية والانزجار, ما يدل على حكمة الحكيم الغفار.
ونكر " الحياة " لإفادة التعظيم والتكثير.
وقوله " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " وذلك أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة, أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله, ويعظم معاصيه, فيتركها, فيستحق بذلك أن يكون من المتقين.

" كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين "


أي فرض الله عليكم, يا معشر المؤمنين " إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ " أي: أسبابه, كالمرض المشرف على الهلاك, وحضور أسباب المهالك.
وكان قد " تَرَكَ خَيْرًا " وهو المال الكثير عرفا, فعليه أن يوصي لوالديه وأقرب الناس إليه بالمعروف, على قدر حاله من غير سرف, ولا اقتصار على الأبعد, دون الأقرب.
بل يرتبهم على القرب والحاجة, ولهذا أتى بأفعل التفضيل.
وقوله " حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ " دل على وجوب ذلك, لأن الحق هو: الثابت وقد جعله الله من موجبات التقوى

" فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم "


ولما كان الموصي قد يمتنع من الوصية, لما يتوهمه أن من بعده, قد يبدل ما وصى به قال تعالى.
" فَمَنْ بَدَّلَهُ " أي: أي الإيصاء للمذكورين أو غيرهم " بَعْدَمَا سَمِعَهُ " أي: بعد ما عقله, وعرف طرقه وتنفيذه.
" فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ " وإلا فالموصي وقع أجره على الله, وإنما الإثم على المبدل المغير.
" إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ " يسمع سائر الأصوات, ومنه سماعه لمقالة الموصي ووصيته.
فينبغي له أن يراقب من يسمعه ويراه, وأن لا يجور في وصيته.


" فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم "


وأما الوصية التي فيها حيف وجنف, وإثم.
فينبغي لمن حضر الموصي وقت الوصية بها, أن ينصحه بما هو الأحسن والأعدل, وأن ينهاه عن الجور.
والجنف, وهو: الميل بها عن خطأ, من غير تعمد, والإثم: وهو التعمد لذلك.
فإن لم يفعل ذلك, فينبغي له أن يصلح بين الموصى إليهم, ويتوصل إلى العدل بينهم على وجه التراضي والمصالحة, ووعظهم بتبرئة ذمة ميتهم فهذا قد فعل معروفا عظيما, وليس عليهم, كما على مبدل الوصية الجائزة ولهذا قال: " إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ " أي: يغفر جميع الزلات, ويصفح عن التبعات لمن تاب إليه, ومنه مغفرته لمن غض من نفسه, وترك بعض حقه لأخيه, لأن من سامح, سامحه الله.
غفور لميتهم الجائر في وصيته, إذا احتسبوا بمسامحة بعضهم بعضا لأجل براءة ذمته.
رحيم بعباده, حيث شرع لهم كل أمر به يتراحمون ويتعاطفون.
فدلت هذه الآيات, على الحث على الوصية, وعلى بيان من هي له, وعلى وعيد المبدل للوصية العادلة, والترغيب في الإصلاح في الوصية الجائرة.

" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "


يخبر تعالى, بما من الله به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام, كما فرضه على الأمم السابقة, لأنه من الشرائع والأوامر, التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.
وفيه تنشيط لهذه الأمة, بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال, والمسارعة إلى صالح الخصال, وأنه ليس من الأمور الثقيلة, التي اختصصتم بها.
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " .
فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى, لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى, أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها, التي تميل إليها نفسه, متقربا بذلك إلى الله, راجيا بتركها, ثوابه.
فهذا من التقوى.
ومنها أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه, مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه


" أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون "


ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام, أخبر أنه أيام معدودات, أي: قليلة في غاية السهولة.
ثم سهل تسهيلا آخر.
فقال " فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ " وذلك للمشقة, في الغالب, رخص الله لهما, في الفطر.
ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن, أمرهما أن يقضياه في أيام أخر إذا زال المرض, وانقضى السفر, وحصلت الراحة.
وفي قوله " فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ " فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان, كاملا كان, أو ناقصا, وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة, عن أيام طويلة حارة كالعكس.
وقوله " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ " أي: يطيقون الصيام " فِدْيَةٌ " عن كل يوم يفطرونه " طَعَامُ مِسْكِينٍ " .
وهذا في ابتداء فرض الصيام, لما كانوا غير معتادين للصيام, وكان فرضه حتما, فيه مشقة عليهم, درجهم الرب الحكيم, بأسهل طريق.
وخير المطيق للصوم,, بين أن يصوم, وهو أفضل, أو يطعم.
ولهذا قال: " وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ " .
ثم بعد ذلك, جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق, يفطر ويقضيه في أيام أخر.
وقيل " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ " أي يتكلفونه ويشق عليهم مشقة غير محتملة, كالشيخ الكبير, فدية عن كل يوم, طعام مسكين, وهذا هو الصحيح.


" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "


" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ " أي: الصوم المفروض عليكم, هو شهر رمضان, الشهر العظيم, الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم.
وهو القرآن الكريم, المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية, وتبيين الحق بأوضح بيان, والفرقان بين الحق والباطل, والهدى والضلال, وأهل السعادة وأهل الشقاوة.
فحقيق بشهر, هذا فضله, وهذا إحسان الله عليكم فيه, أن يكون موسما للعباد ومفروضا فيه الصيام.
فلما قرره, وبين فضيلته, وحكمة الله تعالى في تخصيصه قال: " فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر.
ولما كان النسخ للتخيير, بين الصيام والفداء خاصة, أعاد الرخصة للمريض والمسافر, لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة فقال: " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " أي: يريد الله تعالى, أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه, أعظم تيسير, ويسهلها أبلغ تسهيل.
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله.


" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "


هذا جواب سؤال سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله, أقريب ربنا فنناجيه, أم بعيد فنناديه؟ فنزل.
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ " لأنه تعالى, الرقيب الشهيد, المطلع على السر وأخفى, يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فهو قريب أيضا من داعيه, بالإجابة.
ولهذا قال " أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "

" أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون

كان في أول فرض الصيام, يحرم على المسلمين, الأكل, والشرب, والجماع في الليل بعد النوم, فحصلت المشقة لبعضهم.
فخفف الله تعالى عنهم ذلك, وأباح في ليالي الصيام كلها, الأكل, والشرب, والجماع.
سواء نام أو لم ينم, لكونهم يختانون أنفسهم, بترك بعض ما أمروا به.
" فَتَابَ " الله " عَلَيْكُمْ " بأن وسع لكم أمرا كان - لولا توسعته - موجبا للإثم " وَعَفَا عَنْكُمْ " ما سلف من التخون.
" فَالْآنَ " بعد هذه الرخصة والسعة من الله " بَاشِرُوهُنَّ " وطئا وقبلة ولمسا وغير ذلك.
" وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ " أي: انووا في مباشرتكم لزوجاتكم, التقرب إلى الله تعالى والمقصود الأعظم من الوطء, وهو حصول الذرية وإعفاف فرجه, وفرج زوجته, وحصول مقاصد النكاح.
ومما كتب الله لكم ليلة القدر, الموافقة لليالي صيام رمضان فلا ينبغي لكم, أن تشتغلوا بهذه اللذة عنها, وتضيعوها.
فاللذة مدركة, وليلة القدر - إذا فاتت - لم تدرك.
" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ " هذا غاية للأكل والشرب والجماع.
وفيه أنه إذا أكل ونحوه, شاكا في طلوع الفجر, فلا بأس عليه.
وفيه دليل على استحباب السحور, للأمر, وأنه يستحب تأخيره, أخذا من معنى رخصة الله وتسهيله على العباد.
وفيه أيضا, دليل على أنه يجوز أن يدركه الفجر, وهو جنب من الجماع, قبل أن يغتسل, ويصح صيامه, لأن لازم إباحة الجماع إلى طلوع الفجر, أن يدركه الفجر وهو جنب, ولازم الحق حق.
" ثُمَّ " إذا طلع الفجر " أَتِمُّوا الصِّيَامَ " أي: الإمساك عن المفطرات " إِلَى اللَّيْلِ " وهو غروب الشمس.
ولما كان إباحة الوطء في ليالي الصيام, ليست إباحة عامة لكل أحد, فإن المعتكف لا يحل له ذلك, استثناه بقوله.
" وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ " أي: وأنتم متصفون بذلك.
"






" ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون "


أي: ولا تأخذوا أموالكم أي: أموال غيركم.
أضافه إليهم, لأنه ينبعي للمسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه, ويحترم ماله, كما يحترم ماله ولأن أكله لمال غيره يجرئ غيره على أكل ماله عند القدرة.
ولما كان أكلها نوعين: نوعا بحق, ونوعا بباطل, وكان المحرم إنما هو أكلها بالباطل, قيده الله تعالى بذلك. فمن أدلى إلى الحاكم بحجة باطلة, وحكم له بذلك, فإنه لا يحل له, ويكون آكلا لمال غيره, بالباطل والإثم, وهو عالم بذلك.
فيكون أبلغ في عقوبته, وأشد في نكاله.

سؤال
ماهي الحكمه في مشروعيه القصاص
اماني شرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-15, 11:51 AM   #26
اماني شرقاوي
معلمة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
 
تاريخ التسجيل: 28-04-2013
المشاركات: 354
اماني شرقاوي is on a distinguished road
افتراضي

اجابه سؤال الاخت مها

من دعا ربه بقلب حاضر, ودعاء مشروع, ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء, كأكل الحرام ونحوه, فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء, وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية,
اماني شرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-15, 11:21 PM   #27
أم عبد الحكيم وهالة
| طالبة في المستوى الثالث|
دورة ورش (3)
 
تاريخ التسجيل: 21-04-2011
المشاركات: 487
أم عبد الحكيم وهالة is on a distinguished road
افتراضي

" ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون "

أي: ألم تسمع بهذه القصة العجيبة الجارية على من قبلكم من بني إسرائيل, حيث حل الوباء بديارهم, فخرجوا بهذه الكثرة, فرارا من الموت, فلم ينجهم الفرار, ولا أغنى عنهم من وقوع ما كانوا يحذرون.
فعاملهم بنقيض مقصودهم, وأماتهم الله عن آخرهم.
ثم تفضل عليهم, فأحياهم, إما بدعوة نبي, كما قاله كثير من المفسرين, وإما بغير ذلك.
ولكن ذلك, بفضله وإحسانه, وهو لا زال فضله على الناس, وذلك موجب لشكرهم لنعم الله.
بالاعتراف بها وصرفها في مرضاة الله.
ومع ذلك, فأكثر الناس قد قصروا بواجب الشكر.
ويحتمل أن هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم, خوفا من الأعداء, وجبنا عن لقائهم.
ويؤيد هذا; أن الله ذكر بعدها.
الأمر بالقتال وأخبر عن بني إسرائيل; أنهم كانوا مخرجين من ديارهم وأبنائهم.
وعلى الاحتمالين; فإن فيها ترغيبا في الجهاد; وترهيبا من التقاعد عنه, وأن ذلك لا يغني عن الموت شيئا.
" قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ " .
" وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم "

جمع الله بين الأمر بالقتال في سبيله بالمال والبدن لأن الجهاد لا يقوم إلا بالأمرين.
وحث على الإخلاص فيه, بأن يقاتل العبد, لتكون كلمة الله هي العليا.
فإن الله " سَمِيعٌ " للأقوال وإن خفيت " عَلِيمٌ " بما تحتوي عليه القلوب من النيات الصالحة وضدها.
وأيضا, فإنه إذا علم المجاهد في سبيله, أن الله سميع عليم, هان عليه ذلك, وعلم أنه, بعينه, ما يتحمل المتحملون من أجله, وأنه لا بد أن يمدهم بعونه ولطفه.
" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون "

وتأمل هذا الحث اللطيف على النفقة, وأن المنفق قد أقرض الله الملي, الكريم, ووعده المضاعفة الكثيرة كما قال تعالى: " مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " .
ولما كان المانع الأكبر من الإنفاق خوف الإملاق, أخبر تعالى أن الغنى والفقر بيد الله, وأنه يقبض الرزق على من يشاء, ويبسطه على من يشاء.
فلا يتأخر من يريد الإنفاق خوف الفقر, ولا يظن أنه ضائع بل مرجع العباد كلهم إلى الله.
فيجد المنفقون والعاملون أجرهم عنده, مدخرا, أحوج ما يكونون إليه.
ويكون له من الوقع العظيم, ما لا يمكن التعبير عنه.
والمراد بالقرض الحسن: هو ما جمع أوصاف الحسن, من النية الصالحة, وسماحة النفس, بالنفقة, ووقوعها في محلها وأن لا يتبعها المنفق, منا ولا أذى; ولا مبطلا ومنقصا.
" ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين "

يقص الله تعالى هذه القصة على الأمة; ليعتبروا وليرغبوا في الجهاد, ولا ينكلوا عنه.
فإن الصابرين صارت لهم العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة; والناكلين; خسروا الأمرين.
فأخبر تعالى أن أهل الرأي من بني إسرائيل وأصحاب الكلمة النافذة; تراودوا في شأن الجهاد, واتفقوا على أن يطلبوا من نبيهم أن يعين لهم ملكا; لينقطع النزاع بتعيينه, وتحصل الطاعة التامة; ولا يبقى لقائل مقال.
وأن نبيهم خشي; أن طلبهم هذا, مجرد كلام لا فعل معه.
فأجابوا نبيهم, بالعزم الجازم; وأنهم التزموا ذلك التزاما تاما.
وأن القتال متعين عليهم, حيث كان وسيلة لاسترجاع ديارهم; ورجوعهم إلى مقرهم ووطنهم.
" وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم "

وأنه عين لهم نبيهم; طالوت ملكا; يقودهم في هذا الأمر الذي لا بد له من قائد يحسن القيادة.
وأنهم استغربوا تعيينه لطالوت; وثم من هو أحق منه بيتا وأكثر مالا.
فأجابهم نبيهم: إن الله اختاره عليكم; بما آتاه الله من قوة العلم بالسياسة; وقوة الجسم; اللذين هما آلة الشجاعة والنجدة, وحسن التدبير.
وأن الملك ليس بكثرة المال; ولا بكون صاحبه ممن كان الملك والسيادة في بيوتهم.
فالله يؤتي ملكه من يشاء.
وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين "

ثم لم يكتف ذلك النبي الكريم بإقناعهم بما ذكره; من كفاءة طالوت, واجتماع الصفاف المطلوبة فيه حتى قال لهم.
" إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ " .
وكان هذا التابوت قد استولت عليه الأعداء.
فلم يكتفوا بالصفات المعنوية في طالوت, ولا بتعيين الله له على لسان نبيهم, حتى يؤيد ذلك هذه المعجزة, ولهذا قال: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " فحينئذ سلموا وانقادوا.
" فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين "

فلما ترأس فيهم طالوت, وجندهم, ورتبهم, وفصل بهم إلى قتال عدوهم, وكان قد رأى منهم من ضعف العزائم والهمم, ما يحتاج إلى تمييز الصابر من الناكل قال: " إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ " تمرون عليه وقت حاجة إلى الماء.
" فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي " أي: لا يتبعني, لأن ذلك برهان على قلة صبره, ووفور جزعه " وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي " لصدقه وصبره " إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ " أي: فإنه مسامح فيها.
فلما وصلوا إلى ذلك النهر وكانوا محتاجين إلى الماء, شربوا كلهم منه " إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ " فإنهم صبروا ولم يشربوا.
" فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا " أي: الناكلون أو الذين عبروا: " لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ " .
فإن كان القائلون, هم الناكلين, فهذا قول يبررون به نكولهم.
وإن كان القائلون هم الذين عبروا مع طالوت, فإنه حصل معهم نوع استضعاف لأنفسهم.
ولكن شجعهم على الثبات والإقدام, أهل الإيمان الكامل حيث قالوا: " كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ " بعونه وتأييده, ونصره, فثبتوا, وصبروا لقتال عدوهم جالوت وجنوده.
" ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين "

" وَقَتَلَ دَاوُدُ " صلى الله عليه وسلم " جَالُوتَ " وحصل بذلك الفتح والنصر على عدوهم.
" وَآتَاهُ اللَّهُ " أي: داود " الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ " النبوة والعلوم النافعة وآتاه الله الحكمة وفصل الخطاب.
" فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين "

ثم بين تعالى, فائدة الجهاد فقال: " وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ " باستيلاء الكفرة والفجار, وأهل الشر والفساد.
" وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ " حيث لطف بالمؤمنين, ودافع عنهم, وعن دينهم, بمل شرعه وبما قدره
" تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين "

فلما بين هذه القصة قال لرسوله صلى الله عليه وسلم.
" تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ " .
ومن جملة الأدلة على رسالته, هذه القصة, حيث أخبر بها وحيا من الله, مطابقا للواقع.
وفي هذه القصة, عبر كثيرة للأمة.
منها: فضيلة الجهاد في سبيله, وفوائده, وثمراته, وأنه السبب الوحيد في حفظ الدين, وحفظ الأوطان, وحفظ الأبدان والأموال.
وأن المجاهدين, ولو شقت عليهم الأمور, فإن عواقبهم حميدة, كما أن الناكلين, ولو استراحوا قليلا, فإنهم سيتعبون طويلا.
ومنها: الانتداب لرياسة من فيه كفاءة, وأن الكفاءة ترجع إلى أمرين.
إلى العلم الذي هو علم السياسة والتدبير.
وإلى القوة التي ينفذ بها الحق.
وأن من اجتمع فيه الأمران, فهو أحق من غيره.
ومنها الاستدلال بهذه القصة, على ما قاله العلماء, أنه ينبغي للأمير للجيوش, أن يتفقدها عند فصولها, فيمنع من لا يصلح للقتال, من رجال وخيل وركاب, لضعفه, أو ضعف صبره, أو لتخذيله, أو خوف الضرر بصحبته.
فإن هذا القسم ضرر محض على الناس.
ومنها: أنه ينبغي عند حضور اليأس, تقوية المجاهدين, وتشجيعهم, وحثهم على القوة الإيمانية, والاتكال الكامل على الله, والاعتماد عليه, وسؤال الله التثبيت, والإعانة على الصبر والنصر على الأعداء.
ومنها: أن العزم على القتال والجهاد, غير حقيقته.
فقد يعزم الإنسان, ولكن عند حضوره, تنحل عزيمته ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
" أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد " .
فهؤلاء الذين عزموا على القتال, وأتوا بكلام يدل على العزم المصمم, لما جاء الوقت, نكص أكثرهم.
ويشبه هذا قوله صلى الله عليه وسلم " وأسألك الرضا بعد القضاء " .
لأن الرضا بعد وقوع القضاء المكروه للنفوس, هو الرضا الحقيقي.
الجواب على السؤال:ماالحكمة من مشروعية القصاص؟

* حكمة مشروعية القصاص:
خلق الله آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، و كرَّمه على سائر المخلوقات، وجعله خليفة في الأرض لأمر عظيم، وهو أن يقوم بعبادة ربه وحده لا شريك له، وجعل البشرية كلها من نسله، وأرسل الله إليهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأنزل عليهم الكتب، ليقوم الناس بعبادة الله وحده، ووعد من آمن وامتثل ما أمر الله به بالجنة، وتوعد من كفر بالله وفعل ما نهى الله عنه بالنار.

وفي الناس من لا يستجيب لداعي الإيمان لضعف عقيدته، أو يستهين بالحاكم لضعف في عقله، فيقوى عنده داعي ارتكاب المحظورات، فيحصل منه تعد على الآخرين في أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم.

فشرعت العقوبة في الدنيا لتمنع الناس من اقتراف هذه الجرائم؛ لأن مجرد الأمر والنهي لا يكفي عند بعض الناس على الوقوف عند حدود الله، ولولا هذه العقوبات لاجترأ كثير من الناس على ارتكاب الجرائم والمحرمات، والتساهل في المأمورات.

وفي إقامة الحدود حفظ حياة ومصلحة البشرية، وزجر النفوس الباغية، وردع القلوب القاسية الخالية من الرحمة والشفقة.

وإن في تنفيذ القصاص كفاً للقتل، وزجراً عن العدوان، وصيانة للمجتمع، وحياة للأمة، وحقناً للدماء، وشفاء لما في صدور أولياء المقتول، وتحقيقاً للعدل والأمن، وحفظاً للأمة من وحشي يقتل الأبرياء، ويبث الرعب في البلد، ويتسبب في ترميل النساء، وتيتيم الأطفال.

قال الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة/179).

* الدنيا ليست دار جزاء وإنما دار الجزاء هي الآخرة، ولكن شرع الله من العقوبات في الدنيا ما يحقق الأمن ويمنع الفساد والعدوان والظلم.
أم عبد الحكيم وهالة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-15, 11:28 PM   #28
وفاء طه
|طالبة في المستوى الرابع |
افتراضي المقرر السادس نماذج من نفوس البشر

من الآية (211 ) إلى الآية ( 214 )
سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

يقول الله تعالى (سل بني اسرايل كم اتيناهم من اية بينه) واضحة تدل على الحق و على صدق الرسل
فتيقونها وعرفوها فلم يقومو بشكرها والقيام بحقها بل بدلو نعمة الله كفرا فاستحقوا عقابه
فمن انعم الله عليه نعمة فلم يقم بحقها ذهبت عنه وتبدلت واما من شكرها وقام بحقها فانها تثبت وتستمر ويزيده الله منها

زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
يخبر تعالى بان الذين كفروا زينت الحياة الدنيا في قلوبهم فاطمانوا بها واقبلوا عليها وسعوا في تحصيلها، واحتقروا لمومنين واستهزءوا بهم وهذا من ضعف عقولهم ونظرهم القاصر فان الدنيا دار ابتلاء وامتحان وسيحصل الشقاء فيها للمومن والكافر
وانما التفضيل الحقيقي في الاخرة فيكون المتقون في أعلى الدرجات, متمتعين بأنواع النعيم
والكفار تحتهم في أسفل الدركات
ففي هذه الآية تسلية للمؤمنين, ونعي على الكافرين
. ولما كانت الأرزاق الدنيوية والأخروية, لا تحصل إلا بتقدير الله, ولن تنال إلا بمشيئة الله، قال تعالى: ( وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
فالرزق الدنيوي يحصل للمؤمن والكافر، وأما العلم والإيمان, ومحبة الله ونحو ذلك, فلا يعطيها إلا من يحب

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
أي: كان الناس مجتمعين على الهدى، وذلك عشرة قرون بعد نوح عليه السلام،
فلما اختلفوا في الدين وحصل النزاع وبعث الله الرسل ليفصلوا بين الخلائق ويقيموا الحجة عليهم،
وقيل بل كانوا مجتمعين على الكفر والضلال والشقاء فرحمهم الله تعالى بإرسال الرسل إليهم مُبَشِّرِين من أطاع الله بثمرات الطاعات, وأعلى ذلك, الفوز برضوان الله والجنة.
( وَمُنْذِرِينَ ) من عصى الله, بثمرات المعصية, من حرمان الرزق, والضعف, والإهانة, وأشد ذلك, سخط الله والنار.
( وَأَنزلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) وهو الإخبارات الصادقة, والأوامر العادلة، فكل ما اشتملت عليه الكتب, فهو حق, يفصل بين المختلفين في الأصول والفروع،
وهذا هو الواجب عند الاختلاف والتنازع, أن يرد الاختلاف إلى الله وإلى رسوله،
ولما ذكر نعمته العظيمة بإنزال الكتب على أهل الكتاب, وكان هذا يقتضي اتفاقهم عليها واجتماعهم، فأخبر تعالى أنهم حصل بينهم النزاع والخصام وكثرة الاختلاف
فاختلفوا في الكتاب الذي ينبغي أن يكونوا أولى الناس بالاجتماع عليه من بعد ما علموه وتيقنوه بالآيات البينات, والأدلة القاطعات, فضلوا بذلك ضلالا بعيدا.
( فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) من هذه الأمةبرحمته وتيسيره لهم لما اختلف فيه أهل الكتاب, وأخطأوا فيه الحق والصواب
( وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) فعمَّ الخلق تعالى بالدعوة إلى الصراط المستقيم,
عدلا منه تعالى, وإقامة حجة على الخلق
وهدى بفضله ورحمته من شاء من عباده، فهذا فضله وإحسانه, وذاك عدله وحكمته

أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ

يخبر تبارك وتعالى أنه لا بد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء كما فعل بمن قبلهم,
فهي سنته الجارية, التي لا تتغير ولا تتبدل, أن من قام بدينه وشرعه,
لا بد أن يبتليه، فإن صبر على أمر الله, ولم يبال بالمكاره الواقفة في سبيله, فهو الصادق
ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله, بأن صدته المكاره عما هو بصدده، فهو الكاذب في دعوى الإيمان، فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني, ومجرد الدعاوى, حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه.
فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم ( مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ ) أي: الفقر ( وَالضَّرَّاءُ ) أي: الأمراض في أبدانهم ( وَزُلْزِلُوا ) بأنواع المخاوف
من التهديد بالقتل, والنفي, وأخذ الأموال, وقتل الأحبة, وأنواع المضار حتى وصلت بهم الحال, وآل بهم الزلزال, إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به.
ولكن لشدة الأمر وضيقه قال ( الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ) .
فلما كان الفرج عند الشدة, وكلما ضاق الأمر اتسع، قال تعالى: ( أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) فهكذا كل من قام بالحق فإنه يمتحن.
فكلما اشتدت عليه وصعبت، إذا صابر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة, والمشقات راحات, وأعقبه ذلك, الانتصار على الأعداء وشفاء ما في قلبه من الداء، وهذه الآية نظير قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ .
وقوله [ تعالى: ] الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
فعند الامتحان, يكرم المرء أو يهان.

اجابة سوال الاخت مها
الحكمة من مشروعية القصاص
حقن الدماء وقمع الاشقياء وزجرهم وكفهم فمن عرف أنه مقتول إذا قتل, لا يكاد يصدر منه القتل, وإذا رؤي القاتل مقتولا انذعر بذلك غيره, وانزجر
وفاء طه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-15, 11:33 PM   #29
وفاء طه
|طالبة في المستوى الرابع |
افتراضي

السوال :ما الحكمة من امتحان وابتلاء من قام بدين الله وشرعه؟
وفاء طه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-15, 06:56 PM   #30
عبير بجاش
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة في المستوى الثاني 3 |
Note ~ مقررات تقسيم الجزء الثالث من سورة البقرة ~


حياكنّ الله وبياكنّ

سأضع بين أيديكنّ تقسيم تفسير الجزء الثالث من سورة البقرة
( الفوائد من تفسير السعدي - رحمه الله - )


المقرر الأول
اتباع الرسل
من الآية ( 253 ) إلى الآية ( 257 )
الطالبة : عبير بجاش - آمال عبد المحسن - همسات المصرية



المقرر الثاني
سر الحياة والموت
من الآية ( 258 ) إلى الآية ( 260 )
الطالبة : أمة الله أم جويرية - حياة حمدي - أماني حسن عثمان



المقرر الثالث
قواعد النظام الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع المسلم
من الآية ( 261 ) إلى الآية ( 274 )
الطالبة : عبير السيد - نور القمر - جيهان حسن



المقرر الرابع
الربـــــــــــــــــــــــــــــا
من الآية ( 275 ) إلى الآية ( 281 )
الطالبة: ماما مها - أماني شرقاوي - ايمان هاشم



المقرر الخامس
القرض الحسن
من الآية ( 282 ) إلى الآية ( 284 )
الطالبة : زهرة الوادي - دعاء بنت وفقي - أم عبد الحكيم وهالة



المقرر السادس
آيتان ومسك الختام
من الآية ( 285 ) إلى ( 286 )
الطالبة: غادة شعبان - وفاء طه - أمة الله فاطمة




وفقكنّ الله لما يحب ويرضى
عبير بجاش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صفحة لتدوين فوائد الدروس(1-4) (فوائد مقدمة الكتاب ومقدمة كتاب الطهارة) حسناء محمد ملتقى طالبات دورة شرح زاد المستقنع 41 16-03-10 09:10 PM


الساعة الآن 01:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .