24-12-15, 12:30 PM | #11 | |||||||
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
اقتباس:
إجابة فضيلة الشيخ عبد الرحمن اللحيدان الجواب: الحمد لله وبعد، فقد فصلنا هذه المسألة عند كلامنا على شرح حديث جبريل الطويل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، وبينا هناك أن الإسلام والإيمان لهما حالان: الحال الأولى: أن يذكر الإسلام مع الإيمان، ففي هذه الحالة يختص كل واحد منهما بمعنى، فيعنى بالإسلام الأمور الظاهرة، ويعنى بالإيمان الأمور الباطنة، كما في حديث جبريل عليه السلام، فإنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال ((الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)) وهذه أعمال ظاهرة، ولما سأله عن الإيمان قال ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) فذكر هذه الأمور الباطنة التي محلها القلب ولا يطلع الناس عليها، فهذه هي الحالة الأولى. الحالة الثانية: أن يذكر الإسلام مفرداً أو يذكر الإيمان مفرداً، وحينئذ يفسر كل واحد منهما بالآخر، مثال ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح حديث وفد عبدالقيس حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ((آمركم أن تؤمنوا بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟)) قالوا الله ورسوله أعلم، فقال((شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان))، فيلاحظ هنا أنه فسر الإيمان بما فسر به الإسلام في حديث جبريل السابق ذكره. ---- اقتباس:
الجواب: الحمد لله وبعد، قبل جواب السؤال أقول: ينبغي لطالب العلم ألا يشغل نفسه بالتعريفات حتى لا تشغله عن أمر أهم، بل يكتفي من ذلك بما يبين المعنى، وقد ذم شيخ الإسلام ابن تيمية كثرة الانشغال بالتعريفات حتى تصير شغل الإنسان الشاغل فتشغله عما هو أهم من ذلك، فيكفي من التعريف: أن يعرف طالب العلم ما هو مُقدم على دراسته، أو معنى الكلمة ونحو ذلك، وليعلم أن التعريف أمر اجتهادي فلا اتفاق بين أهل العلم في كل مسألة على تعريف معين، وإنما يراد بالتعريف بيان المعنى، أو تركيب كلمات يسيرة تبين حقيقة الشيء المعرَّف. وقد ذكرنا في تعريف الحمد: أنه الثناء على المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه" .. وهو التعريف الذي عرفه به الشيخ العلامة ابن قاسم في حاشيته، فغاية هذا التعريف أنه جمع المعاني التي يفسر بها الحمد ليتصور الطالب المراد بالحمد، وأنه غير الشكر .. وهذا كافٍ في بيان المعنى .. ولكل مقام مقال.. وليس كل ما يعلم يقال.. والله الموفق. اقتباس:
الجواب: الحمد لله وبعد، أما الشق الأول: وهو الفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسألة فأقول:يتبين هذا بالمثال.. حينما يطلب منك شخص أن تدعين له-مثلا أن ينجح في دراسته- فماذا تفهمين من هذا؟ المتبادر إلى الذهن أنه يريد منك أن تسألين الله تعالى أن يوفقه وينجحه في دراسته أليس كذلك؟ هذا هو دعاء المسألة .. أما دعاء العبادة: فهو كل ما تقرب به العبد إلى الله تعالى مما يدخل في تعريف العبادة، وقد ذكرنا في تعريف العبادة: أنها اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فكل قربة لله تعالى فإن الله تعالى قد سماها دعاء، ومن أوضح الأدلة على هذا قوله تعالى ((وقال ربكم ادعوني استجب لكم)) ثم قال مبيناً معنى الدعاء الذي أمر به: ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)) ففسر الدعاء الوارد في الآية بالعبادة. لكن لسائل أن يسأل: لماذا سمى الله تبارك وتعالى العبادة دعاء؟ وعن هذا يجيب ابن القيم بأن العابد لله جل وعلا طالب وسائل في المعنى، فإنه إنما يفعل هذه العبادات رجاء ثواب الله وخوفاً من عقابه، فكأنه يسأل الله تعالى، ولكن ليس بالدعاء المعروف الذي هو دعاء المسألة وإنما بالفعل وهي العبادات على اختلاف أنواعها. لعل ما سبق واضح في بيان معنى دعاء العبادة ودعاء المسألة، ولكن ها هنا سؤال: هل يحب الله جل وعلا من الناس أن يدعوه أن يفرج كرباتهم ويرزقهم ..الخ؟ والجواب بلا شك: نعم، فالله تعالى يحب أن يدعوه العباد، فما دام أن الله جل وعلا يحبه فإنه يعد عبادة على ما قررنا في تعريف العبادة، فبهذا يكون "دعاء المسألة" داخلا في "دعاء العبادة" ، فكل دعاء مسألة يعد دعاء عبادة، وليس كل دعاء عبادة يعد دعاء مسألة .. أما الشق الثاني من السؤال: فأقول ذكرنا أن رجاء الله تبارك وتعالى على قسمين، الأول: الرجاء المحمود: وهو رجاء العبد لله تعالى غفران ذنبه والفوز بثوابه مع خوفه لله جل وعلا ومحبته له، الثاني: الرجاء المذموم: وهو طمع العبد برحمة الله مع كونه مصراً مستكبراً لا يردعه خوف ولا تعرض التوبة له على بال.. بل يستكبر ويتمادى في معصية الله ويبلغ بفعله حتى الكبائر ولا يفكر بالتوبة وإذا نُصح قال: الله غفور رحيم .. وأرجو أن يغفر الله لي، وهو مع ذلك لا يستغفر ولا يتوب ولا تجد في قلبه للخوف مكاناً.. فنقول لمثل هذا إن فعلك هذا يعد رجاء مذموماً إذ رجاؤك هذا يودي بك إلى أن تأمن مكر الله جل وعلا.. والله تعالى يقول ((اعلموا أن الله شديد العقاب وأنه غفور رحيم)) فلا بد من الأمرين جميعاً .. خوف من عقاب الله.. ورجاء لرحمة الله وعفوه.. أما وقوع أحدهما دون الآخر فيودي بالإنسان إلى أحد أمرين: إما القنوط، وقد قال تعالى ((ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)) وإما الأمن، وقد قال تعالى ((فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)).. ولا يزال العبد يفعل المعاصي متمادياً لا يخاف عقاب الله حتى يصل إلى درجات عظيمة من الضلال نعوذ بالله من ذلك، فخلاصة الأمر: أن الرجاء المذموم هو الذي خلا من الخوف، فيرجو رحمة الله رجاء عظيماً لكنه آمن بسبب ذلك لا يخاف عقاب الله، وهذا معنى قول السلف أن الرجاء لا بد أن يكون معه خوف. والله تعالى أعلم. اقتباس:
الجواب: الحمد لله وبعد، فقد فصلنا في شرحنا لمسألة الخوف، وذكرنا أن الخوف أقسام: الأول منها: الخوف الجائز، وذكرنا أنه الخوف الطبيعي الجبلي، وهو ما كان له سبب كخوف الإنسان من الأسد والحية ونحو ذلك، وذكرنا أن هذا ليس من العبادة في شيء، ومنه قول الله تعالى عن موسى عليه السلام ((فخرج منها خائفاً يترقب)) فهذا ليس من العبادة، وكذلك خوف المرأة من زوجها أو خوفها من أذى ظالم فهذا أمر طبيعي جبلي وليس بحرام أصلا، قال تعالى عند ذكره قصة موسى لما ألقوا الحيات ((فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف..)) وهذا أمر ظاهر بحمد الله .. وإنما الخوف الذي هو عبادة: فهو نوعان: الأول: خوف السر: وله صورتان: الأولى: أن يخاف الإنسان من الموتى أن يضروه بشيء كخوف عباد الموتى والقبور من المقبورين أن يؤذوهم أو يضروهم بشيء فهذا شرك أكبر مخرج من الملة، الثانية: خوف الإنسان من الغائب عنه خوفاً يجده في قلبه ممن لا يطلع عليه كخوف الساكن في السعودية مثلا من رجل في الهند أن يضره في بدنه أو يطلع على أمره ونحو ذلك، فهذا خوف شركي، ولا يخاف أمثال هؤلاء إلا ممن يعظمونه فهم يخافونه لما يجدونه في صدورهم من تعظيم لهم واعتقاد أنهم ينفعون ويضرون. النوع الثاني: أن يخاف الإنسان من غير الله أن يضره بأمر لا يقدر عليه إلا الله، ومثال ذلك أن يخاف من إنسان أن يقطع نسله أو يخاف أن يقطع رزقه أو يخاف من إنسان أو حجر أو غيره أن يضل ولده أو يشقيه ونحو ذلك فهذه أمور لا يقدر عليها إلا الله جل وعلا، وهذا أيضاً لا يكون إلا إذا عَظَّم هذا الخائف أمر المخوف منه .. فهذا لا شك أنه كفر لأنه اعتقد أن هذا الأمر الذي هو من خصائص الربوبية يملكه غير الله تعالى.. نعوذ بالله من الضلال. أما الشق الثاني من السؤال: وهو قول السائلة ما رأيك فيمن يقول إن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الفترة فإن أجابا دخلا الجنة وإن لم يجيبا دخلا النار. فالجواب: أن الذي أخبرنا أن أهل الفترة يمتحنون وهو النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أخبرنا أن أبويه في النار، وهذا لا إشكال فيه، فقول القائل هما من أهل الفترة، وأهل الفترة يمتحنون، نقول نعم هم كذلك ولكن لما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أبويه في النار علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوحى إليه الله تبارك وتعالى بأن أبويه ممن لا يجيبون في الامتحان، وحينئذ يزول الإشكال، لكننا نقطع أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في النار لأن نبينا أخبرنا بذلك. والله تعالى أعلم اقتباس:
الجواب: الحمد لله وبعد، فأما المحبة الشركية فهي المتضمنة كمال الذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة، وهي التي ذكرها الله تعالى في كتابه حيث قال عز من قائل ((ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله)) فمن أحب أحداً كحبه لله أي: مع إجلاله له كإجلاله لله خاضعاً له كخضوعه لله وخائفاً منه كخوفه من الله مع التعظيم وكمال الطاعة له فهذه هي المحبة الشركية، ولا يبلغ هذه المرتبة إلا من ضل سعيه في الحياة الدنيا نسأل الله أن يميتنا على التوحيد .. اقتباس:
الجواب: الحمد لله وبعد، فقد ذكرنا في الشرح أن أهل الفترة يعاملون على حالهم: فمن مات على الكفر حكمنا بكفره في الدنيا فلا ندعو له ولا نتصدق عنه وحكمه عندنا حكم الكفار، وأما في الآخرة فأمرهم إلى الله فيمتحنون فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار، وأما من مات على التوحيد: مثل ورقة بن نوفل فإنه لم يدرك الإسلام بل مات قبله، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه في الرؤيا يجر ثوبه في الجنة ورؤيا الأنبياء وحي وحق، وكذا زيد بن عمرو بن نفيل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ((إنه يبعث أمة وحده)) فهذا نحكم بإسلامه، ولا نقول إنه كافر.. والله اعلم.. اقتباس:
قريبا نضع الإجابة أختي ان شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي ; 24-12-15 الساعة 12:39 PM |
|||||||
24-12-15, 08:31 PM | #12 |
| طالبة في المستوى الثاني 3 |
|
جزاكم الله خيرا يارب
وجزى الله الشيخ خير الجزاء بالنسبة للسؤال الاول فهمت اجابتة من شرح الدرس الثانى ولم اكتب انى فهمت الفرق بارك الله فيكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صفحة الاستفسارات العلمية الموجهة للأستاذة عبير عزمي حفظها الله | أم بسملة المصرية | فقه النكاح | 26 | 13-03-14 03:56 PM |
ملخص صفحة الاستفسارات العلمية المتعلقة بمادة " تفسير آيات الأحكام 1 " | محبة كتاب الله | مادة تفسير آيات الأحكام 1 | 0 | 18-02-14 09:25 PM |
[إعلان] صفحة الاستفسارات العلمية الخاصة بمادة القواعد الأربع | أم عبيدة السلفية | أرشيف الفصول السابقة | 5 | 02-02-12 12:19 PM |