12-06-11, 12:52 AM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
لكـنَّ الله يَـرانـي
لكـنَّ الله يَـرانـي نسرين بنت محمد حسام الدين الخطيب قبلَ سنة كان ابني الصَّغيرُ في الخامسة من العُمر، وكنا حديثي عهد بجيران في بنائنا، وكان لهم طفلٌ في نحو سنِّ ولدي، فطلبوا منه الدخولَ عندهم ليلعبَ مع ابنهم، استجبتُ لطلبهم، وسمحتُ لأحمدَ باللعب عندهم، وأوصيتُه ببعض الأمور؛ خشيةَ أن يسبِّبَ لهم إزعاجًا ما، وكان مما أوصيتُه به: أن يلعبَ بهدوء بلا ضَجيج، وألاَّ يطلبَ منهم شيئًا، ولا يأكلَ عندهم طعامًا. وفي أحد الأيام كان أحمدُ يلعب في دارهم، وحانَ وقت الغداء، ووُضعت المائدة، ودُعي ليُشاركَهُم الطعام ، فاعتذرَ منهم بأدب، وحينما ألحُّوا عليه وأكثَروا، صارحَهُم بالأمر قائلاً: أمي لا تسمَحُ لي، فقال له جارُنا مازحًا: إن أمَّكَ لا تراك الآنَ ؟ فأجابه أحمـدُ بثقة ويقين: لكنَّ الله يَراني . في صباح اليوم التالي قصَّت عليَّ جارتي الخبر، تملؤها السعادةُ والدهشةُ معًا من موقف رفيق طفلها الجديد! أجل، إن الأطفالَ كالأرض الخِصْبَة، إذا أُلقيَت فيها البذورُ الصالحة أنبتت نباتًا حَسَنًا، وأخرجَت ثمرًا يانعًا، وإذا تُركَت وأُهملَت نبتت فيها الأشواكُ القبيحة المؤذية. والتربيةُ السليمةُ تبدأ من لحظة قُدوم الطفل إلى الدنيا؛ فهو كالإسفَنجَة، يمتصُّ كل ما يمرُّ به، بلا تمييز بين غثٍّ وسَمين، ونافع وضار، وهو يتلقَّى ما يدورُ حوله، ولو كان في ظاهره مشغولاً بألعابه وعالمه الخاصِّ؛ لذلك كان أهمَّ وأَولى ما يجبُ أن يُزرعَ في نفس الطفل: محبةُ الله، ومراقبتُه في السرِّ والعَلَن. ومن المواقف الطَّريفة التي تدلُّ على ذلك، أنني في بعض الأحيان كنت أتجاذبُ مع زوجي الحديثَ عن إخواننا المسلمينَ في فلسطين، وما يتعرَّضون له من إيذاء وظلم من اليهود أعداء الحقِّ والخير لعنَهُم الله، وبدعم من أعوانهم النصارى أخزاهُم الله، وفي أثناء هذه الأحاديث لم نكن نُعير انتباهَنا لغلامنا الصغير، نظنُّه مشغولاً عنا بألعابه وأشيائه. وذاتَ يوم كنتُ أُصغي إلى تلاوة للقرآن الكريم من المذياع، وفرخي الصغيرُ يلعب بعيدًا عني، في أحد أركان الغُرفة، كان مُنهَمكًا بصُنع بيت من المكعَّبات، وكان حينها ابنَ ثلاث سنينَ ونصف ، وتلا القارئُ فيما تلا قولَه تعالى: { وقالت اليهودُ والنصارى نحنُ أبناءُ الله وأحبَّاؤُه } ، فإذا بأحمدَ ينتفضُ ويصرخ بغضَب: كذبوا كذبوا !! ثم التفتَ إليَّ وقال مُستنكرًا: سمعتِ يا أمي ؟! اليهودُ والنصارى يقولون: إنهم أبناءُ الله وأحبَّاؤُه، كذبوا، هم أعداءُ الله، أليس كذلك ؟! لم أُجبه، فقد عقَدَت الدهشةُ لساني، وأدرَكتُ أن أطفالنا يملكونَ من القُدُرات ويَعقلونَ من المعاني ما لا نتصوَّرُه، وما علينا إلاَّ أن نقدِّرَ ذلك حقَّ التقدير، ونوليَه العنايةَ اللازمة، وأن نكونَ حذرين في تربيتنا لهم، وسلوكنا معهم، فلا يسمعونَ منا ولا يرَونَ إلا ما يُرضي الله سبحانه. المصدر : موقع الألوكة |
12-06-11, 02:06 AM | #2 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزااااااااك ربي خير الجزاء........... رائع
بورك ذوقك الرفيع ، وحسن انتقائك لا حرمك ربي الأجر والثواب |
14-06-11, 03:21 PM | #3 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
الحمد لله
بارك الله فيك وفي مرورك غاليتي محبة كتاب الله أسأل الله أن ينفعنا بما نقرأ .. جزيت خيرا |
14-09-11, 07:40 PM | #4 |
~ وقــف لله ~
حفيدة خديجة رضي الله عنها |
نعم للأطفال قدرات مذهلة وكبيرة ..
تبحث عن من يوجهها .. ويعطيها حقها .. انتقاء مميز .. |
07-06-13, 04:18 AM | #5 | |
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني1 | |
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكِ الله عنا خيراً معلمتنا الحبيبة أم حاتم اقتباس:
|
|
07-06-13, 04:36 AM | #6 |
| طالبة في المستوى الثالث |
|
جزاك الله خيرا معلمتي أم حاتم رائع جدا ومؤثر بارك الله فيك وحفظك ورعاك وحفظ الله أولاد المسلمين وجعلهم قرة أعين والديهم. فالسر في الأم التي ربت وسهرت وتعبت وبعون الله تخرج جيلا يحمل لواء الحق بإذن الله . فالله الله في الجيل الصاعد يا أمهات فأنتن صانعات المجد وعز الأمة فإياكن والغفلة عنه. |
24-11-13, 02:28 AM | #7 |
|مستجدة في المستوى الأول |
|
جزاك الله الفردوس الاعلى معلمتي الغلية موضوع رائع جدا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شروط لا إله إلا الله | أم اليمان | روضة العقيدة | 3 | 03-08-07 11:25 AM |