|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-07-09, 12:10 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
هنــا أخياتي نتدارس مادة حلية العلم ونقسم فيها دروسنا ,, فحياكن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنـــا أخياتي نتقاسم الدروس ونتدارس فيها مايقدر الله لنا تعلمه وفقكن الله |
26-07-09, 12:14 AM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
قدمت الشرح على المتن حتى تتابعيه مع الشيخ أثناء القراءة..
مع ملاحظة أن الحواشي في نهاية كل رد.. الشــــــــرح : الشريط الأول الوجه الأول وفيه:- -التعليق على مقدمة الحلية ... إلى الفصل الأول" آداب الطالب في نفسه" - العلم : منزلته ، وبما يكون الإخلاص في طلبه. - محبة النبي(صلى الله عليه وسلم) وبيان أثرها في تطبيق هديه. للتحميل بالزر الأيمن المتــن :- الحمد لله، وبعد: فأقيد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408 هـ، والمسلمون – ولله الحمد – يعايشون يقظة علمية تتهلل لها سبحات الوجوه، ولا تزال تنشط متقدمة إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الأمة، مجدها ودمها المجدد لحياتها، إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في أعطاف العلم مثقلين بحمله يعلون منه وينهلون، فلديهم من الطموح، والجامعية، والاطلاع المدهش والغوص على مكنونات المسائل، ما يفرح به المسلمون نصراً، فسبحان من يحيى ويميت قلوباً. لكن، لا بد لهذه النواة المباركة من السقي والتعهد في مساراتها كافة، نشراً للضمانات التي تكف عنها العثار والتعصب في مثاني الطلب والعمل من تموجات فكرية، وعقدية، وسلوكية، وطائفية، وحزبية... وقد جعلت طوع أيديهم رسالة في التعاليم تكشف المندسين بينهم خشية أن يردوهم، ويضيعوا عليهم أمرهم، ويبعثروا مسيرتهم في الطلب، فيستلوهم وهم لا يشعرون. واليوم أخوك يشد عضدك، ويأخذ بيدك، فاجعل طوع بنانك رسالة تحمل " الصفة الكاشفة" 1 لحليتك، فها أنا ذا أجعل سن القلم على القرطاس، فاتل ما أرقم لك أنعم الله بك عينا 2: لقد تواردت موجبات الشرع على أن التحلي بمحاسن الأدب، ومكارم الأخلاق، والهدى الحسن، والسمت الصالح: سمة أهل الإسلام، وأن العلم - وهو أثمن درة في تاج الشرع المطهر - لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه، المتخلي عن آفاته، ولهذا عناها العلماء بالبحث والتنبيه، وأفردوها بالتأليف، إما على وجه العموم لكافة العلوم، أو على وجه الخصوص، كآداب حملة القرآن الكريم، وآداب المحدث، وآداب المفتي، وآداب القاضي، وآداب المحتسب، وهكذا... والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي. وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب، وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف، إذ كان بعض المدرسين فيه، يدرس طلابه كتاب الزرنوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: " تعليم المتعلم طريق التعلم"3. فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق، فيدرج تدريس هذه المادة في فواتح دروس المساجد، وفي مواد الدراسة النظامية، وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خير في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب، وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم، وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرة علمه، وهكذا في مراحل حياته. فإليك حلية تحوي مجموعة آداب، نواقضها مجموعة آفات، فإذا فات أدب منها، اقترف المفرط آفة من آفاته، فمقل ومستكثر، وكما أن هذه الآداب درجات صاعدة إلى السنة فالوجوب، فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم. ومنها ما يشمل عموم الخلق من كل مكلف، ومنها ما يختص به طالب العلم، ومنها ما يدرك بضرورة الشرع، ومنها ما يعرف بالطبع، ويدل عليه عموم الشرع، من الحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعن الاستيفاء، لكن سياقتها تجرى على سبيل ضرب المثال، قاصداً الدلالة على المهمات، فإذا وافقت نفساً صالحة لها، تناولت هذا القليل فكثرته، وهذا المجمل ففصلته، ومن أخذ بها، انتفع ونفع، وهى بدورها مأخوذة من أدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين4 . الفصــــــــل الأول آداب الطالب في نفسه 1.العلم عبادة 5 : أصل الأصول في هذه "الحلية" بل ولكل أمر مطلوب علمك بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء : ”العلم صلاة السر، وعبادة القلب”. وعليه، فإن شرط العبادة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، لقوله: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية. وفي الحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الأعمال بالنيات ) الحديث. فإن فقد العلم إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات، ولا شئ يحطم العلم مثل: الرياء؛ رياء شرك، أو رياء إخلاص6، ومثل التسميع؛ بأن يقول مسمعاً: علمت وحفظت... وعليه؛ فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور، والتفوق على الأقران، وجعله سلماً لأغراض وأعراض، من جاه، أو مال، أو تعظيم، أو سمعة، أو طلب محمدة، أو صرف وجوه الناس إليك، فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية، أفسدتها، وذهبت بركة العلم، ولهذا يتعين عليك أن تحمى نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى، بل وتحمى الحمى. وللعلماء في هذا أقوال ومواقف بينت طرفاً منها في المبحث الأول من كتاب ”التعالم”، ويزاد عليه نهى العلماء عن ”الطبوليات”، وهى المسائل التي يراد بها الشهرة. وقد قيل:”زلة العالم مضروب لها الطبل”7 . وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال: “كنت أوتيت فهم القرآن، فلما قبلت الصرة، سلبته”8 . فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب؛ بأن تكون – مع بذل الجهد في الإخلاص - شديد الخوف من نواقضه، عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه. ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله: "ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي”. وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده ”يا أبي! مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء، وإذا وعظهم غيرك لا يبكون؟ فقال: يا بنى ! ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة 9. ----------------------------------- تابع الدرس الأول : الشـــــــرح: الوجه الثاني وفيه:- - تابع الفصل الأول .. إلى أدب خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء. - وصايا هامة حول علم الكلام وأثره على طالب العلم والعلماء . - الخوف والرجاء: وبيان الواجب فيهما. للتحميـــــل بالزر الأيمن المتن : -الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ومحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفوا الأسر للمعصوم.قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) وبالجملة؛ فهذا أصل هذه ”الحلية”، ويقعان منها موقع التاج من الحلة. فيا أيها الطلاب! هاأنتم هؤلاء تربعتم للدرس، وتعلقتم بأنفس علق (طلب العلم)، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، فهي العدة، وهى مهبط الفضائل، ومتنزل المحامد، وهى مبعث القوة، ومعراج السمو، والرابط الوثيق على القلوب عن الفتن، فلا تفرطوا. 2- كن على جادة السلف الصالح: كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع. قال الذهبي رحمه الله تعالى 1: “وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ. وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى2 : “وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” اهـ- فالزم السبيل (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). 3- ملازمة خشية الله تعالى: التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى؛ محافظاً على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالاً على الله بعلمك وسمتك وعلمك، متحلياً بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح. وملاك ذلك خشية الله تعالى، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: “أصل العلم خشية الله تعالى”. فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم، إذن فخير البرية هو العالم، ولا يغب عن بالك أن العالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً، ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله. وأسند الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بسند فيه لطيفة إسنادية برواية آباء تسعة، فقال 3: أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن زيد بن أكينة ابن عبد الله التميمي من حفظه؛ قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبى يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: “هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل” ا هـ. وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى. 4- دوام المراقبة: التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر. فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه. 5- خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء تحل بآداب النفس، من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق، وسكون الطائر، من الوقار والرزانة، وخفض الجناح، متحملاً ذل التعلم لعزة العلم، ذليلا للحق. وعليه، فاحذر نواقض هذه الآداب، فإنها مع الإثم تقيم على نفسك شاهداً على أن في العقل علة، وعلى حرمان من العلم والعمل به، فإياك والخيلاء، فإنه نفاق وكبرياء، وقد بلغ من شدة التوقي منه عند السلف مبلغاً.. ---------------------------------------- |
26-07-09, 12:25 AM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
الدرس الثــــــــاني ..
الشـــــرح : الشريط الثاني /الوجه الأول وفيه: - تابع آداب الطالب في نفسه ... إلى أدب التحلي بالمروءة. - الزهد والورع : أثرهما وبيان الفرق بينهما. - كيف يتحلى طالب العلم برونقه. للتحميــــــــل بالزر الأيمن المتــن: ومن دقيقه ما أسنده الذهبي في ترجمة عمرو بن الأسود العنسي المُتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى: أنه كان إذا خرج من المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك؟ فقال: مخافة أن تنافق يدي. قلت: يمسكها خوفاً من أن يخطر بيده في مشيته، فإن ذلك من الخيلاء1 اهـ. وهذا العارض عرض للعنسي رحمه الله تعالى. واحذر داء الجبابرة: (الكبر)، فإن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عصى لله به2 ، فتطاولك على معلمك كبرياء، واستنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء، وتقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان. العلم حرب للفتى المعالي كالسيل حرب للمكان العالي فالزم – رحمك الله – اللصوق إلى الأرض، والإزراء على نفسك، وهضمها، ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة أو حب ظهور أو عجب.. ونحو ذلك من آفات العلم القاتلة له، المذهبة لهيبته، المطفئة لنوره، وكلما ازددت علماً أو رفعة في ولاية، فالزم ذلك، تحرز سعادة عظمى، ومقاماً يغبطك عليه الناس. وعن عبد الله ابن الإمام الحجة الراوية في الكتب السنة بكر بن عبد الله المزني رحمهما الله تعالى، قال: “سمعت إنساناً يحدث عن أبي، أنه كان واقفاً بعرفة، فرق، فقال: لولا أني فيهم، لقلت: قد غفر لهم”. خرجه الذهبي 3 ، ثم قال: “قلت: كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها”ا هـ. القناعة والزهادة: التحلي بالقناعة والزهادة، وحقيقة الزهد (2) :”الزهد بالحرام، والابتعاد عن حماه، بالكف عن المشتهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس”. ويؤثر عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى(3): “لو أوصى إنسان لأعقل الناس، صرف إلى الزهاد”. وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال: “قد صنفت كتاباً في البيوع” (4). يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ. وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون. وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله: “لقد جئت من البلاد – شنقيط – ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”. فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين. التحلي برونق العلم: التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها. وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: “كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”. وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل: “حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان”. رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال : “يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ. وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”. فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك. وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية. وعن الأحنف بن قيس قال: “جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”. وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء: “ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”. وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى . تحل بالمروءة : التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية، والحمية في غير جاهلية. 6-القناعة والزهادة: التحلي بالقناعة والزهادة، وحقيقة الزهد (4):”الزهد بالحرام، والابتعاد عن حماه، بالكف عن المشتهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس”. ويؤثر عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى(5): “لو أوصى إنسان لأعقل الناس، صرف إلى الزهاد”. وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال: “قد صنفت كتاباً في البيوع” (6). يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ. وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون. وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله: “لقد جئت من البلاد – شنقيط – ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”. فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين. 7- التحلي برونق العلم: التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها. وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: “كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”. وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل: “حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان”. رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال7 :“يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ. وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”. فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك. وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية. وعن الأحنف بن قيس قال: “جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”8. وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء: “ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”. وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى 9. 8- تحل بالمروءة 10: التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية، والحمية في غير جاهلية. |
26-07-09, 12:27 AM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تابع الدرس الثاني ..
الشــرح : الشريط الثاني /الوجه الثاني وفيه: تابع آداب الطالب في نفسه إلى أدب الإعراض عن مجالس اللغو. - المروءة: مقتضياتها وبيان الضابط فيها. - كيف يتعفف طالب العلم عن الترفه ومسالكها. للتحميـــــــل بالزر الأيمن المتـــن: . وعليه فتنكب (خوارم المروءة)، في طبع، أو قول، أو عمل، من حرفة مهينة، أو خلة رديئة، كالعجب، والرياء، والبطر، والخيلاء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب. 9- التمتع بخصال الرجولة: تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال. وعليه، فاحذر نواقضها، من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم، فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق، وتأخذ بناصيته إلى خصومة في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده. 10-هجر الترفه: لا تسترسل في (التنعم والرفاهية)، فإن ”البذاذة من الإيمان” 1، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه: “وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 2” . وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخى الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟! فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من: الرصانة والتعقل. أو التمشيخ والرهبنة. أو التصابي وحب الظهور. فخذ مم اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق. وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه3 : “أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب”. أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق. والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض4. فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن. وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة الرقاق، لا سيما في ”الجامع” للخطيب5 . ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس6 ، والله أعلم. 11- الإعراض عن مجالس اللغو: لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب، متغابياً عن ذلك، فإن فعلت ذلك، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة. 12- الإعراض عن الهيشات: التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط، وهذا ينافي أدب الطلب. |
26-07-09, 12:29 AM | #5 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
الدرس الثــــــــالث ..
الشـــــرح : الشريط الثالث /الوجه الأول وفيه: - تابع اداب الطالب في نفسه ... الى الفصل الثاني " كيفية الطلب والتلقي". - الهيشات : تعريفها وكيف يعرض طالب العلم عنها . - كيف يتحلى الطالب بالرفق والتأمل والثبات والتثبت؟ للتحميــــــــل بالزر الأيمن المتــن: ومن لطيف ما يستحضر هنا ما ذكره صاحب ”الوسيط في أدباء شنقيط” وعنه في ”معجم المعاجم”: “أنه وقع نزاع بين قبيلتين، فسعت بينهما قبيلة أخرى في الصلح، فتراضوا بحكم الشرع، وحكموا عالماً، فاستظهر قتل أربعة من قبيلة بأربعة قتلوا من القبيلة الأخرى، فقال الشيخ باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه. فقال القاضي: إن هذا لا يوجد في كتاب. فقال: بل لم يخل منه كتاب. فقال القاضي: هذا ”القاموس” يعنى أنه يدخل في عموم كتاب – فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين1 ، وليس في الهيشات قود”، أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج”أ هـ ملخصاً. 13-التحلي بالرفق: التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة. وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة. 14-التأمل: التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”. وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟ وما هي عائدته؟ وتحرز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق، وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد، وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا. 15-الثبات والتثبت: تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”. الفصل الثاني كيفية الطلب والتلقي 16-كيفية الطلب ومراتبه: “من لم يتقن الأصول، حرم الوصول”2 ، و ”من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة”3 ، وقيل أيضاً:”ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم”4 . وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج. قال الله تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً). وقال تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً). وقال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته). فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه: 1-حفظ مختصر فيه. 2-ضبطه على شيخ متقن. |
26-07-09, 12:30 AM |
أم الخطاب78 |
هذه الرسالة حذفت بواسطة أم الخطاب78.
|
26-07-09, 12:32 AM | #6 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
هذا تكليف الأسبوع الأول
والفصل الأول للمادة ويكون الأختبار يوم الجمعه ويوضع هنا بإذن الله بصفحات مفرده |
26-07-09, 09:11 AM | #7 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
انا انضميت الى هذه المجموعه ولكن اختبرت الجزء الاول
هل انتظر حتى الاختبار الثاني ام اعيد الاختبار الاول معكم وفقك الله غاليتي |
26-07-09, 01:55 PM | #8 |
~مشارِكة~
|
السلام عليكم
اختى الغاليه بارك الله فيكن وفى مجهودكن
انا اختبرت الفصل الاول والثانى فهل اذاكر من الفصل الثالث كالمقرر ام انتظركن واختبر معكن عندما تصلن اليه جزاكِ الله خيرا انتظر الرد |
26-07-09, 02:23 PM | #9 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
|
26-07-09, 02:37 PM | #10 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
19-03-2008
المشاركات: 79
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...الله يجزااك الفردوس سأحمل المادة وأبدأ اليوم بإذن ربي وتوفيقه...الله ييسر للجميع ويكتب له العووون..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|