ما هو طريق العلم الشرعي
سُئل الشيخ عبد العزيز ابن باز-رحمه الله- عن:
أن بعض الناس يعتمد على الكتب الفكرية والثقافية ويقرأ منها ثم بعد ذلك يظن أنه عالم وداعية مع أنه ضعيف في الفقه في الدين ولم يقرأ في الكتب الشرعية.
فقال: العلم قال الله وقال رسوله، وليس قال فلان وفلان، العلم قال الله وقال رسوله، بعد ذلك قول أهل العلم بما يفسِّرونه ويوضِّحونه للناس وأهل العلم هم خلفاء الله في عباده بعد الرسل، قال -جل وعلا-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}[آل عمران: 18]، والعلم هو العلم بالله وبدينه ، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}[فاطر: 28]، وهم الرسل، وأتباعهم أهل البصائر، أهل الدين، أهل الحق، أهل القرآن والسنة، فالعلماء هم خلفاء الرسل، وهم الموضِّحون والدالون على الله وعلى دينه، ولا يكون طالب العلم من أهل العلم إلا بتدبر وتعلم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والأخذ من علماء السنة ، هذا هو طريق العلم: أن يقبل على الطاعات والتدبر والتعقل والاستفادة، ويقرأ قراءة المستفيد الطالب للعلم من أوله إلى آخره، ويتدبر ويتعقل ويطالع ما أشكل عليه في كتب التفسير المعتمدة، كتفسير ابن كثير، والبغوي، ونحوهما من التفاسير المعتمدة، ويعتني بكتب الحديث الشريف، ويأخذ العلم عن علماء أهل السنة والجماعة من أهل البصيرة؛ لا من علماء الكلام، ولا من علماء البدع، ولا من الجهلة، فالعلم الذي ليس من كتاب الله وسنة رسوله لا يسمى علمًا بل يسمى جهلًا وإن كان علمًا نافعًا في الدنيا؛ لكن المقصود الذي ينفع في الآخرة وينقذ من الجهالة، ويتبصَّر به الإنسان في الدين ويعرف ما أوجب الله عليه وما حرم عليه، هذا هو العلم الشرعي.
فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله