25-10-18, 10:34 PM | #19 |
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة | |
... نواصل رحلتنا مع مسائل الاحتضار وخروج الروح ... (3) عند الاحتضار يتمنَّى الإنسان الرجعة للدنيا* فإن كان كافراً تمنَّى الرجعة؛ لعله يُسلِم, وإن كان عاصياً تمنى الرجعة؛ لعله يتوب, قال تعالى :{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ غ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99 -100 ]. ولكن هذا الإسلام وهذه التوبة لن تنفعا إذا حضر الموت, وغرغر العبد, قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}[النساء:18]. وفي سُنن الترمذي, وابن ماجه, قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- : «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»(1). فعلى المرء أن يقدِّم لنفسه, ويتوب لربه -تعالى- قبل حلول الأجل. (4) العبد المؤمن حال الاحتضار يشتاق إلى لقاء الله -تعالى-, والعبد الكافر والفاجر يَكرَه ذلك. ويدلّ على ذلك: حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه– عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ», قَالَتْ عَائِشَةُ, أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ, قَالَ: «لَيْسَ ذَاكِ, وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ, وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ, وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»(2). ولذا فإن العبد الصالح يُطالب من يحمله على النَّعش بالإسراع إلى القبر شوقاً إلى النعيم, وأمَّا من كان سوى ذلك فينادي بالويل من المصير, ففي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللّهُ عنه- أنَّ رسول اللّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ, وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ, فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي, وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا, يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ, إِلَّا الْإِنْسَانَ, وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ»(3). ------- (1) رواه الترمذي برقم (3537), رواه ابن ماجه برقم (4253). (2) رواه البخاري برقم (6507). (3) رواه البخاري برقم (1314). [hr]#960387[/hr]
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار) للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح [hr]#960387[/hr] طالبة العلم ما معنى قول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»؟ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|