|
روضة المتحابات في الله للترحيب بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-,تواصل أخوي، مناسبات.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-10-13, 12:01 AM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
::: المؤمن مرآة أخيه :::
::: المؤمن مرآة أخيه ::: (للشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر | 20/2/1427 هـ) ~ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن مرآة أخيه) (1)، هذا اله بعض أهل العلم، وقد اشتمل على معان حسنة. وفيه جملة بليغة من الذي قال: (بعثت جوامع الكلم) (2)، قال أبوموسى: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه"(3). فالعبارة الواحدة منه عليه الصلاة والسلام تحتاج منا إلى كتابات كثيرة ومقالات عديدة ثم لا نستوفي بذلك ما فيها من حكم وعبر فحديث: (يا أبا عمير ما فعل النغير؟) (4) من العلماء من صنف فيه كابن القاص الذي انتزع منه ستين فائدة، وزاد عليها بعضهم! وهذه العبارة الجامعة منه صلى الله عليه وسلم: (المؤمن مرآة أخيه)، فيها ضوابط النصيحة في ثوب المثال. وذلك لأن المثل أوقع في النفس من الكلام المجرد وأبقى في الذهن ولذا كثر في القرآن، وهذه العبارة منه صلى الله عليه وسلم يسميها البلاغيون بالتشبيه البليغ، وهو ما حذف منه الأداة ووجه الشبه كما في هذا الحديث، والمراد أن المسلم يعمل عمل المرآة لصاحبها، فماذا تعمل المرآة وكيف تعمل؟ المرآة تكشف الأدران البدنية التي تلحق بنا وكذا المسلم يكشف لأخيه ما به من عيوب وأدران معنوية وذلك من خلال المناصحة. والمرآة تكشف الأدران الحسية بلطف، فليس لها عصا غليظة تشير بها إلي موضع الدرن في الجسد، وكذا المسلم يبين لأخيه العيوب بأسلوب حسن وكلام لطيف لأنه يرى أن عليه إصلاحه. والمرآة لا تكشف العيوب لغير حاملها فلا تكشف الأدران لغير حاملها،كذا المسلم لا يفضح أخاه، بل يناصحه في السر ومما ينسب للإمام الشافعي قوله: تعمدني بنصحك في انفرادٍ وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوعمن التوبيخ لا أرضى استماعــــه والمرآة لا تذهب بعد أن تكشف الأدران بل تبقي معينة علي إزالتها، وكذا المسلم يبقي معين لك علي إزالة ما أنت فيه من الأخطاء والعيوب، ولا ينتقد نقداً سلبياً هداماً لأجل النقد فحسب. ثم إن المرآة لا تحدث بصورتك غيرك، ولا تعرضها لسواك في غيبتك، فلا تفشي سرك عند الآخرين، وكذلك ينبغي أن يكون الأخ المسلم. بل إن المرآة لا تحفظ الصورة التي نكون عليها سابقا، فإذا أتى أحد بعدُ لا يرى من وقف أمامها حال كونه متسخاً، أو حال إزالته الأوساخ عن جسده، وكذا المسلم فإنه ينسي ما بأخيه من العيوب بمجرد أن تزول عنه، وتبقى صورة أخيه خالية من العيوب في ذهنه، فضلاً عن أن يبث ما رأى من عيب. وبقدر ما تكون المرآة نقية يكون كشفها للعيوب أوضح وشفافيتها في ذلك أكثر، وكذا المسلم بقدر ما تكون نفسه أنقى وقلبه لله أتقى يكون شعوره بالعيب والخطاء أكثر، ولذا فإن على المسلم أن يصحب تقيّاً عارفاً يعرفه عيوب نفسه، وقد قال عمر رضي الله عنه_: "رحم الله عبداً أهدى إلي عيوبي". وأخيراً كثير من الناس يعرضون أنفسهم على المرآة كلما مر عليه وقت أو تغير لهم حال كالنوم مثلاً، فكذا ينبغي للعاقل أن يطلب النصيحة من أهل الصلاح والتقى كل ما مر عليه زمان، أو طرأ عليه طارئ، وليجعل أهل الخير والعقل مرآته. والله المسؤول أن يصلح أحوالنا، وأحوال المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ______________ (*) من إعداد المكتب العلمي لفضيلة الشيخ ناصر العمر بإشرافه. (1) أرجه ابن وهب في الجامع، والبيهقي في الشعب 6/113/7645 والبخاري في الأدب المفرد 239وغيرهم وله شواهد تنظر الصحيحة للألباني رقم (926) 2/596. (2) متفق عليه من حديث أبي هريرة؛ البخاري 3/1087 (2815)، ومسلم 1/371 (523). (3) صحيح مسلم 3/1585 (2001). (4) متفق عليه من حديث أنس؛ البخاري 5/2291 (5850)، ومسلم 3/1692 (2150). (رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي) مما راق لي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|