العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-13, 04:01 AM   #1
غريبة في دنياي
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-10-2012
المشاركات: 298
غريبة في دنياي is on a distinguished road
افتراضي الباب الذي لا يغلق


الباب الذي لا يغلق
يتقلب الناس في دنياهم بين أيام الفرح والسرور, وأيام الشدة والبلاء
وتمر بهم سنين ينعمون فيها بطيب العيش, ورغد المعيشة, وتمر بهم الأيام العصيبة
وفي كلا الحالين لا يزال المؤمن بخير ما تعلق قلبه بربه ومولاه, وهناك عبادة هي صلة العبد بربه, وهي أنس قلبه, وراحة نفسه.
إنه أقوى من كل سلاح مهما بلغت قوته ودقته, والعجيب في هذا السلاح أنه عزيز لا يملكه إلا صنف واحد من الناس, لا يملكه إلا أنتم
نعم, أنتم أيها المؤمنون الموحدون
إنه سلاح رباني, سلاح الأنبياء والأتقياء على مرّ العصور
.
سلاح نجى الله به نوحًا عليه السلام فأغرق قومه بالطوفان ونجى الله به موسى عليه السلام من الطاغية فرعون
نجى الله به صالحًا
, وأهلك ثمود
وأذل عادًا وأظهر هودَ عليه السلام, وأعز محمدًا
في هذه الدنيا مصائب ورزايا، ومحن وبلايا .. آلام تضيق بها النفوس، ومزعجات تورث الخوف والجزع ..
كم في الدنيا من عين باكية، وكم فيها من قلب حزين، وكم فيها من الضعفاء والمعدومين ..
قلوبهم تشتعل ودموعهم تسيل ..
هذا يشكو علة وسقماً، وذاك حاجة وفقراً، وآخر هماً وقلقاً!!
عزيز قد ذل، وغني افتقر، وصحيح مرض .. وكل له هموم وآلام
فإلى من يشكون ؟ وأيديهم إلى من يمدون؟
إلى رب الأرض والسماوات، مجيب الدعوات، ومقيل العثرات
علاِّم السر والنجوى، وسامع كل أنة وشكوى.
فإليك ربنا وخلقنا وسيدنا نمد أيدينا وأنت تعلم حاجتنا وفقرنا



إلى قلب يتوجع .. إلى الحيارى .. إلى البائسين
هلموا إلى باب الرجاء والأمل

فسبحان من فتح لنا باب الأمل
وسبحان من هو أرحم بنا من أمهاتنا

إنه الباب الذي لا يغلق
باب بين العبد وربه فتحه الله لعباده
ولم لا وهو القائل جل في علاه
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " سورة البقرة
وهو القائل
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " سورة غافر
إنه باب الدعاء
إلهي وأنت قريب مجيب، أناجيك وأطلب منك العفو والدواء
فمن أعظم منه جودا والخلائق له عاصون
من ذا الذي دعاه فلم يجبه ؟
ومن ذال الذي سأله فلم يعطه ؟
ومن ذا الذي رجاه فقطع رجاه؟
هو الجواد ومنه الجود
هو الكريم ومنه الكرم



الدعاء من أعظم العبادات, فيه يتجلى الإخلاص والخشوع, ويظهر صدق الإيمان, وتتمحص القلوب وهو المقياس الحقيقي للتوحيد
ففي كلامٍ لشيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: إذا أردت أن تعرف صدق توحيدك فانظر في دعائك
.

وللدعاء آداب منها
1. أن يكون الداعي موحداً لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ممتلئاً قلبه بالتوحيد
فشرط إجابة الله للدعاء : استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
(186) البقرة

2. الإخلاص لله تعالى في الدعاء
قال الله تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) البينة
والدعاء هو العبادة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فالإخلاص شرط لقبوله .


3. أن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى
قال الله تعالى : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (180) الأعراف


4. الثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله
روى الترمذي عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ )
وفي رواية له : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) .
قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ )
صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .


5. رفع اليدين
روى أبو داود عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا )
وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" .




6. الإكثار من المسألة ، فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ، والإلحاح في الدعاء ، وعدم استعجال الاستجابة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ
) رواه البخاري
وفي الحديث
ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره . قال : قلت : يا رسول الله ! أويضحك الرب ؟ قال : نعم . قلت : لن نعدم من رب يضحك خيرا
الراوي: أبو رزين لقيط بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1/78
خلاصة حكم المحدث: حسن

غريبة في دنياي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .