فوضى الحساب....

[محبة كتاب الله]

لدي احتمالان ...
احتمال ( أ ) ---- أعود
احتمال ( ب ) ---- لا أعود

وبنفس المنطق ...
احتمال ( أ ) ---- ألج الباب
احتمال ( ب ) ---- أُعرض عن الباب فلا ألج فيه

تستطيع بناء على معطيات لديك ،، أن تختار أحد الاحتمالين
ولكنك سترفض حسابيا ومنطقيا ،، حدوث الاحتمالين ( أ + ب )
فيستحيل يجتمع في عاقل عاقل أن أدخل الباب ولا أدخل في ذات الوقت
وكذلك ،، أعود ولا أعود في ذات الوقت أيضا ،،

هذا محال !!!!
دعك من الأبواب قليلا وتعال معي ,,,

عن أنس قال:عمي أنس بن النضر سميت به لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر علي فقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع قال فهاب أن يقول غيرها فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام القابل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو أين؟ قال: واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية فقالت: عمتي الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه.

لنقل ::: أن أنس بن النضر - رضي الله عنه - لم يدخل في باب غزوة بدر ،، في لحظة سيدخل إلى أنفسنا أن احتمال ( أ ) لم يحصل ،،،
تمهل وفكر ملياً وكن فصيحا ،،،
إنما أراد أنس بن النضر غزوة بدر حتى لا يتخلف عن موضع غرز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،،
فكان أمامه عام ليعد نفسه ،،، ليكون على مقام الجهاد والشهادة في أحد ،،،
وكأنه قام بدخول باب (( ب )) الآن وهو عدم مشاركته في الغزوة - إذ أنه الباب الوحيد المفتوح -
وأراد أن يصل إلى نتيجة دخول الباب ( أ ) دون دخوله !!!
ففي ذات الوقت استطاع أنس بن النضر رضي الله عنه دخول الباب ( أ ) وعدم دخوله !!!
وعد الله وصدق في وعده ،،

لنقل أن الباب ( أ ) الذي أَشتهي أن أدخله سُد في وجهي بكل وسيلة
عندها سأدخل فيما أتيح لي من باقي الأبواب ،،
وأجعل دخولي لله ،،،

لو فعلتَ ذاك... ستكون حققت نصرا إضافيا بدخول باقي الأبواب وتحقق باقي الاحتمالات ،، وعل الله تعالى يرزقك بنيتك وصدقك مرتبة الباب الذي تمنيت !!! وقد يرزقك دخوله بعد حين ،،
لتعلم حينها أنك قد حققت متناقضات علم الحساب ودمجتهما معا (( فقد دخلت وما دخلت في ذات الوقت ))

""هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ""

في كل أمور حياتك
سيكون أمامك بابا موافقا لطموحك وآمالك وما تشتهيه نفسك،،
لكن قف أمام ذلك الباب وتمهل قليلا
إن الله يريد لك خيرا مخبأ في ناحية أخرى
فكن تاجرا حذقا ،،، وتاجر بنيتك مع الله بصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدق

قل ::: يا رب إن رزقتني ما أتمنى فسأجعله لك ،،،
وإن لم ترزقني ،، فسأفعل كذا وكذا ( فتفتح لنفسك آفاقا جديدة وآمالا عديدة )



فتذكر دوما أنك في اختبار ،،
وحاذر من فوات زمانه وضياع جميع أبوابه وأنت واقف أمام الباب الذي ترغبه نفسك وتهواه دونا عن المحاولة في غيره

إنما نعبد الله كما يحب ويقدر ،، ولا نجعل عبادته حكرا لمشاعر وأهواء حملناها في أنفسنا وقيدنا تصرفاتنا بها ,,

كلنا يعلم أنه ولا بد أن أحد الاحتمالين أقرب لنفسك
دخولك أو عدم دخولك
ويريد الله تهذيب نفسك
فاعلم أنك ستُبتلى بكلا الاحتمالين

فكن متفائـــلا

وللتوضيح ::
لنقل فرضا أنك تفضل الدخول
ومُنعت منه الآن
فافعل ما وعدت
وانتظر أن تدخل
ستدخل بإذن الله ،،،، وستفعل ما وعدت كذلك
ستكون قد فعلت الفعل الذي يفعل إن لم تدخل ،، والفعل الذي يفعل إن دخلت
ستكون قد فعلت الفعلين معا ،،،
ودخلت ولم تدخل في وقت واحد !! (( لأنك في حال دخولك ستكون قد أتيت بفعل من لم يدخل فتكون قد حققت متناقضات الحساب ))

ومصداقا لهذا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سأل اللهَ الشهادةَ بصِدقٍ ، بلَّغه اللهُ منازلَ الشهداءِ ، و إن مات على فراشِه "

الراوي: سهل بن حنيف المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6276
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وكل ما سبق ،،
لا ينفي أن عدم دخولي في باب ( أ ) قد يعني دخولي في باب ( ب ) في ذات الوقت
وقد أستطيع بعد دخولي في باب ( ب ) أن أفعل فعل ( أ ) فكأني دخلت أ + ب معاً
وقد أدخل من أحدهما ثم أخرج لسبب ما ،، فأجد أمامي بابا آخر ينتظرني
أو أنني فتحته منذ زمن وتركت الباب مفتوحا فأراه يناديني مجدداً ...


وتذكر دوما ،، أن مجموع الرقم واحد إلى مثله لا يساوي اثنان عند الله

1 + 1 لا يساوي 2 !!!!

فكل باب ( واحد ) نويت به طاعة وقربة قد يحمل في طياته آلاف البركات من الأجور والقربات
فيكون مجموع دخولك في كلا البابين لا يساوي اثنان!!!



لنعارض الحساب مرة أخرى ....




في الختام
علم الحساب علم منطق وعقل
ولا منطق ولا عقل أمام حكمة الله في تدبيره
فالأمر لا يحتاج إلى فطنة لرؤية الأبواب وإدراك أين أذهب؟ ومتى أدخل؟ ومتى أخرج؟
لكنه يحتاج إلى زاد كبير من التقوى ....

فابحث عن قلبك !!!!

بقلمي.....
محبــــــــــــــــــــــــــــة كتاب الله
27 - شوال - 1434 هـ
3- أيلول - 2013 مـ