جواب فضيلة الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري -حفظه الله تعالى-:
الفسوق والعصيان يقع من كل أحد، ولكن وقوعه ممن يعلم أشد وأعظم في الإثم؛ لأنه يكون غاوياً، وهو الذي عصى عن علم، وأما الذي عصى عن جهل فهو ضال، وهذا كحال اليهود والنصارى في كفرهم، فاليهود أهل علم غاوين فهم مغضوب عليهم، والنصارى أهل جهل ضالين ملعونين بكفرهم، قال أهل العلم: من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى، فلذلك برأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم من الطائفتين فقال تعالى: (ما ضل صاحبكم) أي: كالنصارى (وما غوى) أي كاليهود. وأما النصح: فيذكرن بما ورد في الكتاب والسنة من الوعد لأهل الطاعة، والوعيد لأهل المعاصي، في كل معصية بعينها مما صحت فيها الأحاديث من الوعيد لأهل هذه المعاصي، قال تعالى (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)، ويذكرون بقول الله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)، وكحديث أسامة بن زيد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجاء برجل فيطرح في النار، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله، وأنهي عن المنكر وأفعله)، فهؤلاء اللاتي يفعلن المنكر وهن يتلون القرآن يذكرن بما قد ورد عن السلف: (كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه).
|