|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-03-13, 04:08 AM | #1 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
30-09-2011
الدولة:
تونس
العمر: 37
المشاركات: 93
|
تفريغ دورة "معالم على طريق الدعوة" للداعية التونسية أم أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تفريغ دورة "معالم على طريق الدعوة" للداعية التونسية أم أحمد، والتي ألقيت بقاعة موقع ملتقى طالبات العلم مفهوم الدعوة لغة : المناداة (أمثلة: الدعوة إلى الطعام. كنّا في دعوة فلان. الاستغاثة. الدعاء) اصطلاحا: المعنى الأول: الإسلام المعنى الثاني: نشر هذا الدين للناس والمعنى الثاني هو المراد بالدعوة، سواء الدعوة إلى الإسلام وترك دين الكفر أو الدعوة إلى العمل الفاضل. موضوع الدعوة الإسلام (الخضوع، الاستسلام لربّ العالمين) أهداف الدعوة 1- تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴿ 7 ﴾ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿ 8 ﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿ 9 ﴾" الانسان 2- نشر الإسلام في الأرض. قال تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونََ" التوبة 33 3- تصحيح العقيدة. ونذكر في ذلك، رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا بعث معاذا إلى اليمن قال له :((إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله. فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإنهم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )) 4- القيام بالفروض والعبادات المتمثلة في أركان الإسلام 5- تصحيح السلوك والأخلاق 6- القيام بمهمّة البلاغ إيصال الدعوة باعتماد الحجة والبيان، إن كان في القلب نية صادقة، فإن الله سيعين الداعية على توصيل ما يريد تبليغه. فضائل الدعوة 1-الدعوة إلى الله من أفضل الأعمال و أجل القربات قال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" فصلت 33 2- الدعوة إلى الله هي ميراث النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" المائدة 67 3- الأجر العظيم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)) 4- يُكْرَمُ الداعي بأن يكون في معيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: "قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي" يوسف 108 البصيرة هي العلم، لا بد للمسلم من قدر من العلم حتى يدعو إلى الله ولو القدر القليل، ولا يشترط له الزاد الكثير من العلم ليكون داعية. فبإمكانك أن تذكّري أختك بأذكار الخروج من المنزل أو أذكار ما قبل الأكر وبعده .. ولا يشترط في ذلك زاد علمي كبير. 5- الإصلاح في الأرض نشر الفضيلة وتراجع الرذيلة بحول الله 6- الدعوة من أعظم الصدقات الجارية مقوّمات الدعوة 1- العلم العلم الشرعي هو مقوم رئيس من أجل العمل في المجال الدعوي.ولا بد للداعية من نصيب من العلم الدنيوي كتعلّم اللغات ... يقول الله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" الزمر 9. ويقول تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" فاطر28 (وتقول الداعية أم أحمد، في زمننا هذا، أرى أن الأخلاق الحسنة قد تسبق العلم لتكون أولى مقومات الدعوة) ولا بد للداعية من نصيب من العلم الدنيوي كتعلّم اللغات ... 2- الإخلاص النية الصالحة تجعلك تحافظين على المسار الصحيح في المجال الدعوي. إذا علم الله أن نية العبد لوجهه، يتكفّل بحفظه ويجعل دعوته تصل وترضي ذلك العبد الذي صحّح نيته من أجل تبليغ آية الله. يجب أن تحذر الداعية من انحراف النية والقصد (هل هي لله؟ أم للظهور في الدنيا؟) فالدعوة من العبادات التي يتقرب بها الداعية إلى الله. من الصالحين من قضى 23 سنة مع زوجته ولم تعرف عنه زوجته طيلة تلك المدة انه كان يصوم الاثنين والخميس .. 3- وضوح الرؤية والهدف ماذا تريدين أن تبلّغيه؟ ماذا تريدين أن تصحّحي؟ ماهو هدفُك؟ الهدف الوحيد: إيصال العقيدة السليمة للنّاس، أن يعبدوا الله وأن يتركوا عبادة الأصنام والطواغيت. ما أمتع هذه القربة حبيبتي عندما تخرجين أختك من الظلمات إلى النور اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام. من الناس من يعبد السيارات، زوجته، زوجها، كرة القدم، الماكياج الزينة.. وتلك عبادة هوى النفس، نسأل الله العفو والعافية 4- سلامة الوسيلة من الانحراف: يجب أن تكون الوسائل مشروعة، لا ينبغي للانسان أن يبلّغ دعوة الله بمحرّم (عزف، غناء، كذب، مال حرام..) نذكر في ذلك قاعدة فقهية للعلماء: "الغاية لا تبرّر الوسيلة" 5- فقه الأولويات في الدعوة إلى الله لا بد أن يكون القيام بالأهم من الأعمال ثم المهمّة، فلا نقدّم الأمور المهمّة على الأهمّ، أول الأولويات التوحيد، الصلوات، الصدقات. فالصحابة رضوان الله عليهم تعلموا العلم عن سيد الخلق، وحملوا حمل الدعوة في زمن كانت تعبد فيه الأصنام، وكانت الأرباب متعددة في ذلك الزمان وكانت بدايتهم مع الدعوة إلى التوحيد 6- التخطيط السليم للدعوة قد خطط الرسول صلى الله عليه وسلم لهجرته، ولم تأت عبثا، فعلينا أن نحسن التخطيط لدعوتنا تأسيا برسولنا صلى الله عليه وسلم، وذلك بالبحث عن الطريقة المناسبة لتوصيل الأمر (مطوية، كلمة ..) 7- المحاسبة والتقويم أن تكون هناك مراقبة ذاتية للعمل الدعوي من قبل الداعية، أراقب الأدوات والوسائل، أستدرك الضعف في كل خطوة أخطوها، في كل كلمة ألقيها على زملائي على تلامذتي على أهل بيتي.. أقوم بالمراجعات للعمل الدعوي الماضي للاستفادة من الأخطاء الماضية وتمكن استدراكها.. سمات الداعية نحتاج في زماننا هذا إلى ثورة ضد الأخلاق السيئة، ضد الآثام والذنوب والمعاصي، من أجل أن تنجح مسيرة الدعوة إلى الله، ونقتدي في ذلك بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.1- الإخلاص والصدق يكون كل عمل الداعية لله تعالى، لا يشوب حركات وسكنات الداعية شائبة من أجل الدنيا 2- له نصيب من العلم الشرعي معرفة الوضوء، السنن والواجبات، كيفية الوقوف في الصلاة، صفة صلاة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فرائض الصلاة وسننها.. قال تعالى: "هُوَ الَّذِيْ أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِيْنَ فِيْ قُلُوْبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُوْنَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيْلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيْلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُوْنَ فِي الْعِلْمِ يَقُوْلُوْنَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ." آل عمران 7 3- الحلم والرفق واللين يقول الله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" آل عمران 159 هذه الصفة لو اكتفت بها الداعية لجمعت من حولها كثيرا من الأخوات بإذن الله وسهل عليها دعوتهنّ. أحيانا الواحدة منها تغضب لشخصها، وهذا ليس من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم. أمر الله نبينا صلى الله عليه وسلم بالعفو عن أصحابه والاستغفار لهم و بمشاورتهم في الأمر. كما أمر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام باللين فقال تعالى: " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" طه 44 4- الصبر والتحمل هنا نعود إلى فقه التوحيد، في عناصر التوحيد نجد الصبر (العلم والعمل والتبليغ والصبر) ونذكر سورة العصر وما قاله الشافعي رضي الله تعالى عنه:" إنها سورة لو لم ينزل إلى الناس إلا هي لكفتهم". التسرع والتضجر والانفعال ليست من مقومات الداعية الى الله الهداية بيد الله وليست من مشمولاتك. انت عليك هداية الدلالة وهداية التوفيق بيد الله وحده. لا بد من التزود بسلاح الصبر والتحمل، التحديات كثيرة خاصة ففي زماننا هذا، وهذه التحديات تئد الدعوة من قبل أن تخرج لذا لا بد من التحمل والصبر. دعوة الناس تتطلب الصبر لاختلاف الطبائع والفهم والتصورات، يجب عليكِ مراعاة شدة تأثر الأخوت بالعادات والتقاليد. محمد صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ثلاث وعشرين سنة لتغيير ما وجد عليه الآخرين من عادات وتقاليد فاسدة. 5- التواضع وعدم الكبر هناك من يرى أنه خير من غيره في الطاعة والعبادة وينسى أن نفسه أمارة بالسوء، وهذا سبب لاحباط العمل الدعوي. من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم التواضع . والكبر أخرج ابليس من الجنة.يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:" الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار" من علامات التواضع عند الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعهد السؤال عن أصحابه وأحبابه. بهذه الصفة تنجح الداعية في كسب قلوب الناس، لأن الناس مجبولون على حب التواضع وكره الكبر. 6- توافق القول والعمل لا بد أن تطبقي ما تريدين توصيله، ثم تأمرين به غيرك. واقع الداعية يحدد مدى تأثيره على الناس. وهذا يعطي صورة عملية على ما تدعو إليه. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)" الصف وقال تعالى:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" البقرة (44) 7- الوعي بحال المدعوّ تختار الوقت المناسب للتحدث مع المدعو (لا يكون في حالة غضب مثلا..)، من سمات الداعيةِ أن تكون حصِيفةَ (المؤمن كيّس فطِن) إن غابت هذه الصفات عن الأخت الداعية، ربما تسيء الأخت إلى الدعوة.. القواعد المنهجية للدعوة 1- المقاصد والنيات صلاح العمل مرتبط بصلاح القلوب، وصلاح القلوب مرتبط بصلاح النية، فطلب النية للعمل قبل العمل. نتطرق إلى الإخلاص وتصحيح النية و موافقة السنة، بالأول (الإخلاص وتصحيح النية) يتحقق صحة الباطن وبالثاني (موافقة السنة) تتحقق صحة الظاهر. يقول الفضيل بن عياض: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا. الخالص: أن يكون لله فقط. الصواب: أن يكون على السنّة يقول الله تعالى في آخر سورة الكهف: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" ونذكر مقولة: لا ينفع قول إلا بعمل ولا ينفع قول وعمل إلا بنية ولا ينفع لا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة. 2- وضوح الرؤية والهدف قيمة كل دعوة وواجهة كل بلاغ في الهدف الذي يسعى الداعي إلى تحقيقه من وراء دعوته ويرمي إلى .. وكلما كان الهدف محددا والرؤية واضحة كان السير صحيحا والعمل متزنا والثمرة يانعة. وغاية الدعوة هي إرضاء الله تعالى وإصلاح الأرض وعمارة الأرض عن طريق البلاغ. 3- الغايات والوسائل الداعية الناجح هو الذي يتخذ الوسائل والأساليب الشرعية التي توصله إلى ما يحقق غاياته في الدعوة ويصل بها إلى أهدافه الدعوية. الوسائل كل ما يتخذ من الأقوال والأفعال بقصد التوصل إلى الهدف والغاية المقصودة من الداعية. 4- الموازنة بين العلم والعبادة والعمل الداعية الناجحة من تقوم دعوتها على العلم بما تدعو والعمل بالعلم الذي تدعو له والعبادة التي أمرت بها ونهيت عنها. وما يقال عن الداعية يقال عن الدعوة أيضا، العلم في الإسلام شرط لصحة العمل، العمل ثمرة العلم، كل علم لا يثمر عملا فهو هوان وخسران. وكل عمل لا يقوم على علم فهو فساد ودمار 5- فقه المصالح والمفاسد الدعوة إلى الله بنيت على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، ولو أجملنا الدعوة في هاتين النقطتين لكفتا، ومن ثم يجب على الداعية لدين الله مراعاة هذه القاعدة. نحن نرجو أن يعمّ الأرضَ الإصلاحُ ولكنها حكمة من الهج القادر القدير، أن جعل الأنبياء والرسل وجعل الإنسان مخيرا في إتباع المصالح أو المفاسد. الإنسان مطالب بتحقيق أعلى المصالح: التوحيد الخالص لله، ودرء أعظم المفاسد: الشرك بالله. يقول ابن القيم رحمه الله: (الشريعة مبناها وأساسها يقوم على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد, وهي عدل كلها, ورحمة كلها, ومصالح كلها, وحكمة كلها وكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور, وعن الرحمة إلى ضدها, وعن المصلحة إلى المفسدة, وعن الحكمة إلى العبث, فليست من الشريعة وإن دخلت فيها بالتأويل( هناك من يجعل دينا له، باتباع هواه.. فهذا ليس من الشريعة وإن دخلت فيها بالتأويل. فقه المصالح والمفاسد: هذه القاعدة أعظم قاعدة للدعوة إلى الله، من تتفقه في فقه المصالح والمفاسد فقد عصمها الله بإذن الله في مسيرتها الدعوية من المزالق والمخاطر والانحرافات سواء كان هذا الانحراف بالغلوّ أو بالتقصير. إذ يجب على الداعية مراعاة فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد، بين التفريط والإفراط، في ضوء نصوص الكتاب والسنة مراعية في ذلك الأصول والضوابط الشرعية، مستفيدة من فهوم العلماء المحققين من سلف الأمة الصالح، جعلنا الله على خطاهم ومن أتباعهم. الضوابط في هذه القاعدة: هذه الضوابط لا يكون تقريرها وفق أهواء النفوس .. بل هي شرع ويتحدد الشرع في جلب المصلحة للبشرية ودرء المفسدة عنه. ولسائل أن يسأل: من الذي يمكن أن يحدد المصلحة والمفسدة؟ النظر في تقرير المصالح والمفاسد والترجيح بينها يحتاج إلى ثلاث نقاط:
وعلى هذا يتأكد تحديد المصلحة من المنظور الشرعي وليس من المنظور العقلي المجرّد، أو منظور الهوى، أو نحو ذلك.. --> وهذا الشخص الذي تتوفر فيه هذه النقاط، هو شخص ربّاني، يتصف بالتقوى والعلم وإدراك بالواقع، وهذا الكلام جعله العلماء من أنفس النفائس. إن الدّعاة إلى الله الذين يعيشون واقع الدعوة ويحملون همومها، قد يرون في واقع الحياة العملي تصادما بين حكمين شرعيّين، على نحو يعجز عنه المكلّف عن الجمع بينهما، فيضطرّ إلى اختيار إحداهما، وإعطائها الأولويّة التنفيذيّة، وهذا لا يكون إلا بهذا الشخص الربّاني. يمكن أن نذكر من هذه الضوابط: الأكثر مصلحة أولى بالتقديم من الأقل مصلحة: إذا تزاحمت مصلحتان وجب على المكلّف الحفاظ على المصلحة الراجحة والتضحية بالمصلحة المرجوحة. وهذا ما نسمّيه بفقه الراجح والمرجوح. من النصوص الدالّة على هذا الضابط من القرآن، قال الله تعالى:"أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" التوبة 19 . نفهم من هذه الآية أن الله تعالى قد فصّل وبيّن وأعطى الأولويات. ومن الحديث أيضا ما يدلّ على هذا الضابط: عن معمر بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقى الحاج، وقال الآخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة، ولكني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفتم فيه، ففعل. فأنزل الله تعالى - أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام - إلى قوله تعالى - والله لا يهدي القوم الظالمين - رواه مسلم. 6- البناء والمعالجة المقصود بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلاح العباد وصلاح البلاد مرتبط بهذه القاعدة. 7- التغيير والإصلاح وهو هدف كل داعية، إصلاح الأوضاع الدينة والاقتصادية والسياسية وغيرها.. هو مطلب وغاية والحاجة إليها قائمة إلى أن يفني الله هذه الدنيا. 8- العقل والعاطفة الداعية الموفّقة هي التي توازن بين إعمال العقل وإمتاع العاطفة في منهج ومواقف وأسلوب دعوتها. يقول الله تعالى" لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ "، الأنبياء 22 " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ " الطور(35) " يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( 65 ) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( 66 )" آل عمران من خلال التأمل في آيات القرآن، نلمس الزامات عقليه بأسلوب رقيق. يقول الله تعالى:" قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" الزمر (53) ويقول عز وجل: وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ" الزمر 55. يأمر الله دائما بالاحسان. ونذكر الآية من سورة الحديد التي كانت سببا في توبة الفضيل بن عياض: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ. اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.) الحديد 16-17 9- المثالية والواقعية بلوغ الكمال مثالية، يطمح الانسان دائما لبلوغ المثالية، لكن لا بد من مراعاة الفطرة البشرية وامكانيات الأفراد والمؤسسات، والداعية الناجحة من ترنو إلى الكمال ولكنها مع ذلك تراعي الواقع في عملها الدعوي. 10- العناية بالكل أو الجزء تفرد له الدعوة التخطيط الجيد، ومعرفة مراحل وضعها على .. الدين مراتب ودرجات، فجعل للدين أصولا الأركان وشرع الواجبات والمستحبات ونهاه عما يعيب على هذا البناء وهي المحرمات وما يشيب البناء وهي المكروهات 11- الائتلاف والاختلاف لا بد من معرفة أن الائتلاف والاجتماع خير ورحمة والفرقة والاختلاف شر ونقمة. والداعية الناجحة هي التي تجمع ولا تفرق وتأخذ بسبيل الائتلاف لا بسبيل الاختلاف. 11- الموازنة بين الترغيب والترهيب (الرجاء والخوف) أسلوب فريد في تهذيب النفس، واستقامة السلوك ولو لم يكن كذلك لما اعتمده الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم، وهوعامل للاقناع والتأثير الايجابي إذن لا بد من الجمع بينهما. من الناس من يتأثرون بالترهيب ومنهم من تتأثر أنفسهم بالترغيب.. 12- التفاؤل حسن الظن بالله، عدم اليأس والقنوط، مهما تأخرت النتائج، مع المداومة على العمل والأخذ بالأسباب. 12- التدرج وعدم الاستعجال الاستعجال ليس من مقومات الدعوة إذ لا بد من الصبر، وهذه القاعدة تتداخل مع قاعدة العناية بالكل أو الجزء لكن لا بد من إفرادها للأهمية التي نوليها للتدرج طلب النتائج آفة من الآفات ينافي حكمة التدرج، يحب الرسول صلى الله عليه وسلم التأني وعدم الاستعجال والبحث عن ثمرة العمل بسرعة، إلا في أمور العبادة، يقول الله عز وجل: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " آل عمران (133) وهذا يظهر مع نبي الله نوح عليه السلام الذي عاش 950 سنة يدعو إلى الله، فأنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام جعلهم الله أسوة لنا وقدوة انتهى بفضل الله للأخوات اللاتي ترغبن في التوسع في العنصر الأخير، بإمكانكنّ اقتناء كتاب قواعد منهجية في الدعوة إلى الله للشيخ: فالح بن محمد الصغير وللاطّلاع على بقية الضوابط في عنصر فقه المصالح والمفاسد أرجو أن تتّبعن هذا الرابط نفعنا الله وإياكنّ بما تعلمنا وجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه
التعديل الأخير تم بواسطة حسناء محمد ; 02-04-13 الساعة 10:12 AM سبب آخر: تعديل بناء على طلب صاحبة الموضوع+إضافة عنوان |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[بحث] فوائد من فقه الصيام | لبنى أحمد | فقه الصيام | 12 | 11-12-13 02:23 AM |
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين | أم خــالد | روضة القرآن وعلومه | 15 | 14-02-10 02:56 AM |