20-03-13, 10:42 AM | #1 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
22-02-2012
المشاركات: 31
|
حـال سلفنا الصالح مع قيام الليل
الحمد لله الواحد الأحد الكريم الوهاب الرحيم التواب، غافر الذنب، وقابل التَّوب، شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو، يحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويغفر للمخطئين المستغفرين، ويقيل عثرات العاثرين، ويمحو بحلمه إساءة المذنبين، ويقبل اعتذار المعتذرين. لا إله إلا هو، إله الأولين والآخرين، وديَّان يوم الدين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، يوم لا ينفع مال ولا بنون. اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يُرجع الأمر كله. .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يجمعنا وإياكم في هذه الحياة على الإيمان والذكر والقرآن، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله، ثم يجمعنا بكم سرمدية أبدية في جنات ونهر تحط بكم فيه. واسأله أن يظلنا وإياكم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.... هاهم سلفنا –أيها الأحبة- قلوبهم بالخوف وجلة، وأعينهم باكية، يقول قائلهم: كيف نفرح والموت وراءنا، والقبر أمامنا، والقيامة موعدنا، وعلى الصراط مرورنا، والوقوف بين يدي الله مشهدنا، كيف نفرح ؟! (كَانُوا قَلِيلاً من اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) يأتي أحدهم إلى فراشه فيلمسه في الليل، فإذا هو ناعم لين، فيقول مخاطبًا فراشه: يا فراشي –والله- إنك لليِّنٌ، ولكن فراش الجنة ألْيَنُ، ثم يقوم ليله كله حتى يصبح (كَانُوا قَلِيلاً مِّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) يناجي أحدهم ويقول: يا قوم –والله- لا أسكن ولا يهدأ روعي حتى أترك جسر جهنم ورائى، والله لا أهدأ ولا أسكن حتى أترك جسر جهنم ورائي، ويجب أن نكون كذلك. كانوا إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وكادت تنخلع خوفًا من الله –جل وعلا- خافوا الله –جل وعلا- فأمَّنَهم ؛ فهو القائل كما في الحديث القدسي " وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفيْن ، ولا أجمع له أمنيْن؛ إن أمنني في الدنيا خوَّفته يوم القيامة، وإن خافني في الدنيا أمَّنته يوم القيامة" (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) كان لسان حال الواحد من سلفنا وهو يناجي ربه في ثلث الليل الآخر، ثلث الآيبين، ثلث التوابين، ثلث المستغفرين، ثلث المخطئين، ثلث النادمين الذي ضيعناه ، الذي سهرنا إلى تلك اللحظة، ثم رمينا أنفسنا كالجِيف، ونسأل الله أن يعاملنا برحمته، وإن عاملنا بعدله لعذبنا، ثم لم يظلمنا سبحانه وبحمده. كان لسان حال الواحد منهم: لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا *** وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدُ وقلت يا عدتي في كل نائبة *** ويا من عليه كشف الضر أعتمدُ أشكو إليك ذنوبًا أنت تعلمها *** مالي على حملها صبر ولا جَلَدُ وقد مددت يدي بالذل معترفا *** إليك يا خير من مدَّت إليه يده فلا تردَّنها يا رب خائبة *** فبحر جودك يروي كل مَن يرِدُ هذه حال سلفنا، فما حالنا يا أيها الأحبة؟ ما حالنا في ليلنا؟ وما حالنا في نهارنا؟ أما ليلنا -إلا ما رحم الله- على الأغنيات وعلى المسلسلات وعلى التمثيليات وعلى الأفلام، وعلى قيل وقال إلى الثلث الذي ينزل فيه الرب سبحانه نزولاً يليق بجلاله، هل من داعٍ فأستجيب له؟، وهل من مستغفر فأغفر له؟، هل من تائب فأتوب عليه؟، وفي تلك اللحظة نحن على قسمين -أيضًا-؛ منَّا مَن هو كالجيفة البطَّال، ومنَّا من لا زال مواصلا في غيِّة وظلمه، يدعوه الله إلى التوبة وهو مازال على فسقه وعلى فجوره، أما يخشى أن يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد) يا راقد الليل مسرورًا بأوله *** إن الحوادث قد يطرقن أسحارًا كيف كان ليل سلفنا ؟ هاهو أحدهم؛ وهو [رياح بن عمر القيسي] عليه رحمة الله، أحد التابعين، تزوج امرأة صالحة، وأراد أن يختبرها، أراد أن يختبرها هل هي من اللاتي تركن إلى زخارف الدنيا؟ هل هي الصائمة القائمة أم هي المشغولة بقيل وقال وبالأزياء والموديلات وما أشبه ذلك من زخارف الدنيا؟ يوم جاء الصباح ما كان منه إلا أن رآها تعجن عجينها، وتعمل عمل البيت تقُومُ ببيتها، فقال: يا [دؤابة]، -واسمها دؤابة- أتريدين أن أشترى لك أَمَة لتخدمك؟ قالت: يا رياح إني تزوجت [رياحًا]، وما تزوجت جبارًا عنيدًا، ثم جاء الليل، قام يتناوم، فقامت ربع الليل الأول، وقالت له: يا رياح قم، قال: أقوم، ثم نام مرة أخرى، فقامت الربع الثاني، وقالت: يا رياح قم، فتناوم –أيضًا- مرة أخرى، ثم قامت ربع الليل الثالث، ثم قالت: يا رياح قم، فقال: أقوم ولم يقم، فقالت: يا رياح قد فاز المحسنون، وعسكر المعسكرون، يا ليت شعري من غرَّني بك؟، يا ليت شعري من غرني بك؟، تقول اتغريت فيك ووقعت بإنسان لا يقوم الليل -مع أنه يقوم الليل، ولكنه أراد أن يختبرها-. فهل جعلنا لثلث الليل الآخر منا لو ركعتين علّ الله أن يرضى علينا بنظرة رحمة، وبنظرة عطف فيرحمنا في الدنيا والآخرة، فنسعد في الدنيا والآخرة سعادة الأبد. نسأله الله -سبحانه وبحمده- أن يجعلنا من المرحومين المغفور لهم. أما في النهار فما حالنا ؟ منا -والله أيها الأحبة- مَن يخرج الصباح مِن بيته فيجمع الحرام، يبحث عن الحرام أيًا كان، فيجمع الحرام، فمطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام. فما حال سلفك يا عبد الله؟ إن امرأة من السلف يوم يخرج زوجها في الصباح تقول له: اتقِ الله ولا تطعمنا إلا حلالاً، فإنا نصبر على الجوع، لكنا لا نصبر على النار، فهل قال لنا نساؤنا كذلك ونحن نخرج ، يا أيها الأحبة؟ ثم بعد ذلك نرجو النجاح، بعد هذه الأعمال، وبعد هذا الليل المخزي، وبعد هذا النهار المخزي، نرجو النجاة: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *إن السفينة لا تجري على اليَبَس ركوبك النعش ينسيك الركوب***على ما كنت تركب من بعل ومن فرس يوم القيامة لا مال ولا ولد*** وضمَّة القبر تنسي ليلة العُرْس مقتطفات قطفتها لكم من محاضرة مكتوبة للشيخ علي القرني منقول للااستفاده ربي يجعلني واياكن من اهل القيام يارب العالمين ربي قربنا منك ولا تباعدنا عنك ياحنان يامنان ياحي ياقيوم ياذا الجلال والاكرام لاتنس ذكر الله تعالي [caps]اللهم [/caps]صلِ علي محمد وآله اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا اللهم بلغنا رمضان :m-1: |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
قيام |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلفنا الصالح وإستعدادهم للاخرة للشيخ محمود المصري | غريبة في دنياي | النشرات الدعوية | 1 | 11-12-13 10:21 PM |
سؤال عن كيفية قيام الليل | ساجدة | روضـة الفتاوى الشرعية | 1 | 02-07-07 05:29 AM |
الهمة العالية وحب لقاء الرحمان | ساجدة | روضة القرآن وعلومه | 4 | 28-06-07 01:20 PM |