العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-12, 02:13 AM   #1
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي فاكهة المجالس " بقلمي المتواضع "

فاكهة المجالس
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي المجالس ، التي نجلسها مع بعضنا البعض ، نتجاذب خلالها أطراف الحديث .. ونتبادل العبارات .. والأفكار ..
قد لا نلقي لأغلبها بالا ... وبعدها نفترق .. تعود كل واحدة منا إلى بيتها .. منتشية بلقاء قل نظيره .. قد تصفه بعبارات شتى .. لقاء رائع .. جلسة لن تنسى أبدا .. أو تتواعد مع قريناتها بإعادة الكرة .. أو تقول إحداهن ليكن لقاؤنا أسبوعيا .. أو ... أو ..
لكن ..
لم تقف واحدة منا لتتساءل كيف مر ذلك اللقاء ؟؟ وكيف استغلت تلك الجلسة .. ؟ لم يتبادر إلى أذهاننا هل أرضينا ربنا في مجلسنا ذلك أم أغضبناه ؟؟
أم هل قيل لنا عند انصرافنا قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات أم هل ياترى صدق فينا قوله
ـ ما من قوم قعدوا مقعدا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم من الله ترة ـ أي حسرة وندامة ـ
تعالين يا أخواتي نقف وقفة مع مجالسنا التي نقضي فيها أوقاتنا التي هي أمانة بين أيدينا ..
أوقاتنا التي نهينا أن نضيعها إلا فيما يرضي مولانا ..
أوقاتنا التي قال عنها نبينا الكريم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "
أوقاتنا التي هي أعمارنا .... هي أنفاسنا ..
ولنتساءل كيف نقضيها ..؟؟ كيف ينسحب بساطها من تحت أقدامنا ..؟؟ بدون شعور منا ..
أخواتي ..
كم جلسنا وجالسنا .. ؟؟ كم التقينا وتحدثنا ؟؟ لكن شتان بين مجلس ومجلس .. وبين لقاء .. ولقاء ..
كثيرة هي المجالس التي سوف نندم عليها يوم لقاء الله . .. مجالس غفلنا فيها .. واأسفاه ...
مجالس اغتبنا فيها غيرنا واحسرتاه .. الغيبة .. ؟؟ وما أدراك ما الغيبة .. فاكهة المجالس .. قلما يسلم أو يخلو منها مجلس ..
وقد نهانا عنها الشارع الحكيم :
قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} [الحجرات:12].
قال ابن عباس: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
فلنقف مع هذه الآية ولنتدبرها ... علنا نقلع عن هذه الكبيرة .. الخطيرة .. التي تهدم الأخلاق .. وتأكل الحسنات ...
قال القاضي أبو يعلى عن تمثيل الغيبة بأكل الميت: وهذا تأكيد لتحريم الغيبة ، لأن أكل لحم المسلم محظور ، ولأن النفوس تعافه من طريق الطبع ، فينبغي أن تكون الغيبة بمنزلته في الكراهة.
قوله ((فكرهتموه)) قال الفراء: أي فقد بغِّض إليكم .
وقال الزجاج: والمعنى كما تكرهون أكل لحمه ميت
اً ، فكذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائباً .
والله يا أخوات إن الأمر لشديد .. وقد نحسبه هينا وهو عند الله عظيم ... وإلا ما نزل في حقه مثل هذا الوعيد ..
وما نهي النبي
عنها إلا لعظم شرها .. وما يترتب عليها من مفاسد ومساوىء ؛ فالغيبة تفرق الأحبة .. وتفسد الصحبة .. وتهدم صرح الأخوة .. وتكسر القلوب .. وتكثر بها الذنوب .. وتغضب علام الغيوب ..
لم يعرف الصحابة رضوان الله عليهم ما الغيبة لما سألهم عنها النبي المحبوب ..بقوله
: ((أتدرون ما الغيبة؟)) فكانت عنهم أمرا محجوبا .. قالوا الله ورسوله أعلم .. فأجابهم النبي الأكرم : ((ذكرك أخاك بما يكره)) فقالوا أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته))
بالله علينا كم مررنا بهذه الآية وكم وقفنا بباب هذا الحديث .. كم تلونا ورتلنا ..وربما صلينا بها لكن ما تدبرناها ...
فلنقف وقفة مع قول الصحابة رضوان الله عليهم ـ
أرأيت إن كان فيه ما أقول؟
فغالبا ما نجد أنفسنا نردد مثل هذه الجملة .. بقولنا ..
لم نقل إلا مافيها .. ما زدنا وما نقصنا عليها .. و.... و.....
ولو وقفنا مع هدي النبي ـ لما قلنا مثل هذا الكلام .. ولما تفوهنا ببنت شفة ..
ففي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما حدثنا بما فيه قال: ((حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)) .
هذا إذا قلت مافيه ، أما إذا ذكرت ماليس فيه فقد بهته ... نعوذ بالله من آفات الألسن ..
قال الحسن البصري رحمه الله :
الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله : الغيبة والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه ، وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.
انتبهي أختي يارعاك الله ..
فالغيبة لا تـأتي بخير أبدا ..
لما رجم الصحابة ماعزاً رضي الله عنه سمع النبي رجلين يقول أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رُجم رَجم الكلب.
فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار فقال: أين فلان وفلان؟ انزلا ، فكلا من جيفة هذا الحمار.
فقالا: يا نبي الله من يأكل هذا؟ قال: ما نلتماه من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه)) .
قال أبو الطيب في شرحه لأبي داود : (( فلما نلتما من عرض أخيكما)) قال في القاموس: نال من عرضه سبه.
(أشد من أكل منه) أي من الحمار .
كان السلف رضوان الله عليهم ، أشد الناس اتباعا لهديه لما علموا حرمة الغيبة والتشديد عليها ـ كانوا يبتعدون عن مواطنها وأسبابها .. وكانوا رحمهم الله ينبهون عنها في مجاسهم ولقاءاتهم ، ويحرصون كل الحرص على التنفير منها .. ومما أثر عنهم ـ
أن عمرو بن العاص كان يسير مع أصحابه فمر على بغل ميت قد انتفخ ، فقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير من أن يأكل لحم مسلم .
وكان عدي بن حاتم يقول : الغيبة مرعى اللئام .
وأثر عن كعب الأحبار قوله : الغيبة تحبط العمل .
وكان الحسن البصري يقول: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم .
أما سفيان بن عيينة فكان يقول : الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى)) .
وقال سفيان الثوري : إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك .
وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس .
وقال أبو عاصم النبيل: لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له.
فانظري يارعاك الله أختي المسلمة ؛ كيف كانوا ينفرون منها أشد التنفير .. لأنهم علموا أنها لا تأتي بخير أبدا ..
قال ابن المبارك:
وإذا هممت بالنطق في الباطل ** فاجـعـل مكـانـه تسـبيحـاً
فاغتنام السكوت أفضل من *** خوض وإن كنت في الحديث فصيحاً

وقال آخر :
وسمعك صُنْ عن سماع القبيح *** كصون اللسان عن القول به
فإنك عند استماع القبيـح *** شـريك لقـائلـه فانتبـه

وقفة ...

أخواتي المسلمات :
أوصي نفسي وإياكن بتقوى الله ، وإياكن وفاكهة المجالس ، وإياكن ثم إياكن والخوض في الأعراض فهذا حرام ... حرام ..
ولنتذكر عقوبتها الوخيمة في الدنيا وفي الآخرة ، ولنسأل الله أن ينجينا من العذاب الشديد إن متنا قبل أن نتوب منها ...
- فعذابها في القبر:
عن أبي بكرة رضي الله عهما قال : مر النبي
بقبرين فقال: إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فيعذب البول ، وأما الآخر فيعذب بالغيبة)) .
قال قتادة : عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة ، وآخر من النميمة ، وآخر من البول .
وقوله : ((ما يعذبان في كبير)) قال الخطابي: معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادوا أن يفعلاه .
- وعذابها في النار:
عن أنس قال : قال رسول الله
: (( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) .
قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلهما جزاء من يغتاب ويفري في أعراض المسلمين ، إشعاراً بأنهما ليستا من صفات الرجال، بل هما من صفات النساء في أقبح حلة وأشوه صورة .
وعن أبي هريرة قال : قال
: (( من أكل لحم أخيه في الدنيا قرِّب إليه يوم القيامة فيقال له: كُله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله ويكلح ويصيح)) .
وإن إحدانا وقعت في الغيبة فلتبادر إلى التوبة ..
قال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
ولنستغل مجالسنا فيما يرضي الله عنا ..
فمجالس العلم فيها الغنية ... فلنغتنمها ..

فإنه حري بالمسلمة أن تحرص على مواطن نزول الرحمات ، ومواطن البركات والخيرات ، من رب البريات سبحانه ،
وقد أوجدها الله سبحانه في ( مجالس الذكر ) التي تملأ القلوب خشية للواحد القهار ، وهذه بعضٌ من فضائلها وهي :
أن الله يُـباهي بأصحاب مجالس الذكر :

وذلك أن النبي
خرج في حلقة من أصحابه ، فقال : (( ما أجلسكم ؟ )) . قالوا : جلسنا نذكر الله ..
قال :
(( أما إني لم أستلحفكم تهمة لكم ، ولكنُـه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عزّ وجلّ يباهي بكم الملائكة )) رواه مسلم .
أن أصحاب مجالس الذكر لهم نداء من السماء :
قال النبي
: (( ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عزّ وجلّ لايريدون بذلك إلا وجهه ، إلاّ ناداهم مناد
من السماء ، أن قوموا مغفوراً لكم ، قد بُـدّلت سيئاتكم حسنات )) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني .
ثوابُ مجالس الذكر الجنة :
قال النبي :
(( غنيمة مجالس الذكر الجنة )) رواه الإمام أحمد ، وحسّنه الألباني.
مجالس الذكر تبعث النور لأصحابها يوم القيامة :
قال النبي :
(( ليبعثن الله أقواماً يوم القيامة في وجوههم النورُ ، على منابر اللؤلؤ ، يغبطهم الناس ،
ليسوا بأنبياء ولا شهداء )) . قال : (( هم المتحابون في الله ، من قبائل شتّى ، وبلاد شتّى ، يجتمعون على ذكر الله
يذكرونه )) رواه الطبراني وصححه الألباني .
مجالس الذكر تغشاها الرحمة :
قال النبي :
(( لا يقعد قومٌ يذكرون الله ، إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ،
وذكرهم الله فيمن عنده )) رواه مسلم .
* مجالس الذكر روضة من رياض الجنة :
قال النبي :
(( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا )) ( أي : اجلسوا وامكثوا ) قالوا : وما رياض الجنة ؟
قال : (( حِـلق الذكـر )) رواه الترمذي وحسّنه الألباني .
وبعد هذا كله فهل يهون على النفس أن تزهد في مجالس الخير بعد ما علمت ما فيها من الخير والبركات ونزول الرحمات ...
من رب الأرض والسموات ؟؟ أترك الجواب لك ..
احرصي ياأمة الله على مجالس الذكر ، فإن فيها خيراً وأجراً كبيراً وعظيماً ، ويكفيك شرفاً أن يُـقال لك في نهاية مجالس الذكر :
(( قوموا مغفوراً لكم قد بُدّلت سيئاتكم إلى حسنات ))


بقلمي يومه الأحد
20 ربيع الأول 1433
12/2/2012




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..



التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 13-02-12 الساعة 11:07 AM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .